بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
قبل أن أبداء سأل بعض إخوتي وأقول هل فعلاً أن تذكير موسى لبني إسرائيل بأن جعل فيهم ملوكاً وأنبياء كان في فترته الثانية من بعد التيه ومن بعد أن أماته الله مائة عام ثم بعثه كما قلتم بذلك في الآية التالية:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ} [20:المائدة].
ولكن يا أحباب الله إن هذه الآية مقتطعة من موضوع واحد وكله حدث من قبل التيه حين كان موسى وأخاه هارون ومؤمن آل فرعون مع بني إسرائيل في فترته الوحيدة التي مات فيها خلال فترة التيه ولم يبعث بل خلفه من بعد موته هارون أخاه ثم الملك طالوت ثم نبي الله داوود ولكن جعلتم رسالة موسى رسالتين واحدة لفرعون وواحدة لبني إسرائيل وهي رسالة واحدة إلى فرعون وبين إسرائيل وقال تعالى:
{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴿٤٢﴾ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣﴾ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ ﴿٤٥﴾ قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ﴿٤٦﴾ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ ﴿٤٧﴾}
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ﴿٧٧﴾ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴿٧٨﴾ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ ﴿٧٩﴾ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ﴿٨٠﴾ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ﴿٨١﴾ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [طه].
فالتبس عليكم الأمر بسبب عدم الدقة في وضع الآيات في مكانها أو إقتطاعها من نفس وذات الموضوع كمثل الآيات التاليات التي تم إقتطاعها حتى أوحت إليكم بشيء آخر ولو تم مواصلة الآيات لفقهتم المعنى المقصود كونها في نفس وذات الموضوع وقال تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٠﴾ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ﴿٢٢﴾ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٣﴾ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٥﴾ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾}
صدق الله العظيم [المائدة].
فهل وضحت الصورة وكذلك جعلتم موسى الذي أخاه هارون هو ذي القرنين ونسبتموه لإسماعيل وكذلك جعلتموه عزيرا فأماتاه الله مائة عام ثم بعثه وموسى أخو هارون هو من ذرية أحد إخوة يوسف وليس من ذرية إسماعيل وهو نفسه الذي أرسله الله إلى فرعون إنه طغى وهو نفسه الذي كان في بني إسرائيل فأمره الله أن يسري بهم فيخرجهم حتى لحقهم فرعون وجنده فأنتقم الله من فرعون وجنوده وأغرقهم أجمعين وسنبين جميع ما تم قوله عن نبي الله موسى وأخاه هارون بأنه ذو القرنين لاحقاً إن شاء الله تعالى.
والآن نبتدء القول مواصلين ما توصل لها الإخوة من قبل فنسأل ونقول هل نبي الله ذي القرنين نبياً أم نبياً رسولا ثم يجيبيني أحد الإخوة فيقول بل قال خليفة الله بأنه نبيا ولم يزيد على ذلك.
ثم نقول لقد صدقت ولكن هل أخبرنا خليفة الله أن نحصر بحثنا عن الأنبياء غير الرسل ثم لو تفكرنا ملياً ونظرنا فيما بين أيدينا من بيان للقرآن وتدبرنا فيها لرأينا أن الله فضل بعض النبيين على بعض ولم يفضلهم على جميع العباد بل على بعضهم بعضا ثم علمنا خليفة الله أن الله فضلهم بالعلم أما المنازل فما زالت مجهولة حيث يتم التنافس على ذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها ثم لو بحثنا ملياً لوجدنا أن الله قد علمنا بالتفضيل الذي فضل به الأنبياء بعضهم على بعض فقال تعالى:
{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [55:الإسراء].
وكذلك قال تعالى:
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [163:النساء].
ومن ثم علمنا الله في هذه الآية أن من الأنبياء الذين رفع الله منزلتهم العلمية هو النبي الذي أعطاه الله كتاب الزبور فقال:
{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
لذلك جعل الله لنا المثل في تفضيل الأنبياء في نبيه داوود الذي أعطاه زبورا لنعلم منزلته العلمية بين الأنبياء فكرر ذلك مرتين في الكتاب وتلك واحدة.
ثم نعود كارين ونقول ولكن خليفة الله لم يقل بأن ذي القرنين نبياً رسولا ثم نجيب ونقول ولكنه قال بأنه نبياً عليما وليس بأعلى منه منزلة غير صاحبنا الذي بين أظهرنا خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه وآله الصلاة والسلام ثم عَلِمنا مما عَلَّمنا خليفة الله أن كل رسول نبي وليس كل نبياً رسولا ولذلك قال خليفة الله بأنه نبيا وبهذا القول نعلم بأنه قد يكون نبي الله ذي القرنين نبيا فقط وقد يكون نبيا رسولا ولذلك قال تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [40:الأحزاب].
وبما أن نبي الله داوود رفعته درجته العلمية عند الله فهذا يعني أنه صاحب كتاب ليحوي العلم الذي آتاه الله إياه حتى يحكم بين العباد منه فيصنع الأسباب التي إستخدمها في رحلته الدعوية من ذلكم الكتاب كونه ليس شرطاً أن تقتصر الدرجة العلمية على كتاب جديد فخليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني أعلم مخلوقات الله على الإطلاق وهو ناصر محمد وليس نبياً وليس رسولا.
الآن وصلنا إلى معطىً ثميناً وهو الدرجة العلمية التي أعطاها الله لنبيه داوود ولكن هذا لن يفيدينا بشيء مالم تتوفر جميع المعطيات التي أمدنا بها خليفة الله وقد وصلنا لواحدة وهي الدرجة العلمية.
نعود مرة أخرى وكما بينا أولى معطياتنا وهي الدرجة العلمية ننتقل الآن إلى تبيان التعارض في القرآن كونه لا ينبغي أن يكون القول متعارضاً مع القرآن ومن ثم ننظر فنقول وهل جعل الله من بعد التوراة كتاباً آخر بحيث يكون الزبور هو كتاب داوود الذي قتل جالوت وقاد بني إسرائيل من بعد مقتل الملك طالوت ثم نرد الإجابة للعقل والمنطق أولاً ونقول:
ليس من العقل والمنطق أن يبعث الله داوود الذي قتل جالوت وقاد بني إسرائيل من بعد مقتل الملك طالوت فيبعثه بكتاب الزبور وما زال نبي الله هارون أخو موسى الذي جعله الله معه وزيرا حيا وما زالت نبوته قائمه إلا أنه لم يعد قادر على القيادة كونه قد صار (شيبة) وكذلك لم يمضي على التوراة زمنا كبيرا حتى نقول انها حرفت فبعث نبي الله داوود بكتاب الزبور.
ولكنه قد يقول أحد إخوتنا لما لا يكون الزبور بياناً للتوراة ثم نجيبه ونقول كون خليفة الله آفتانا من قبل فقال:
[وأقول: اللهم نعم.. إنما الزبور كتاب أُنزل على نبي الله داوود ويطلق على الكتب بشكل عام كلمة الزُبُر]
ـــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
ومن بعد إجابة العقل والمنطق ننطلق إلى دليل آخر آفتانا به الجن حين استمعوا القرآن فقالوا لقومهم منذرين أنهم سمعوا كتاباً إنزل من بعد موسى كون كتاب عيسى أخفي عنهم من قبل المسيح الكذاب لتنفيذ خطة الفتنة التي سيتم إفشالها وإحباطها من قبل عدوه اللدود الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام فقالت الجن قول الله تعالى:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١﴾} [الأحقاف].
فلو كان الزبور كتاباً إنزل من بعد موسى فلما لم يذكره الجن وكان الأولى بهم ذكره فهو الأقرب إلى القرآن من التوراة ولذلك جاء النبيين من بعد موسى ليحكموا بالتوراة وقال تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ } [44:المائدة].
وكذلك نزيد فنقول لماذا لما يأتي الإنجيل مصدقاً للزبور الذي من قبله بينما جاء مصدقاً للتوراة فقال تعالى:
{وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [46:المائدة].
وكذلك جعل الله التوراة هدىً لبني إسرائيل يحكم بها النبيون من بعد موسى وكذلك أئمتهم الذين بعثهم الله فيهم ليهدونهم بكتاب موسى ومن أئمة بني إسرائيل عمران أبو يعقوب والذي ينتسب إليه آل عمران المكرمون وقال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾}
صدق الله العظيم [السجدة].
وكذلك خاطب الله أهل الكتاب والذين هم اليهود والنصارى والذين همو بنوا إسرائيل وإنما افترقوا إلى طائفتين كونها آمنت طائفة من بني إسرائل وكفرت طائفة فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [14:الصف].
فانظروا يا احباب الله كيف خاطب الله أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى بانهم ليسوا على شيئ حتى يقيموا التوراة والإنجيل والقرآن تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [68:المائدة].
فأين هو الزبور الذي تنزل من بعد التوراة ولم لم يأمرهم الله أن يقيموه؟ ولو كان الزبور تنزل في بني إسرائيل لخاطبهم الله به أن يقيموه كما خاطبهم أن يقيموا التوراة والإنجيل.
وكذلك كان بنوا إسرائيل يعلمون بمبعث محمداً رسول الله كونهم لديهم كتب بين أيديهم ولو أنهم حرفوها ولكنهم يعلمون به ويعرفونه كما يعرفون أنفسهم ولذلك يخاطبهم الله بقوله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [157:الأعراف].
فبالله عليكم يا أحباب الله فاين هو الزبور ولماذا لم يكتب فيه إسم خاتم النبيين الذين يجدونه في التوراة والإنجيل رغم أن الزبور من بعد التوراة حسب ظن البعض مالكم كيف تحكمون ولا ينبغي لكلام الله أن يكون متناقضاً على الإطلاق.
وإنما محمداً رسول الله مكتوب في جميع الكتب السماوية ولكن الله يخاطب أهل الكتاب والذين هم بني إسرائيل فيخاطبهم الله بالتوراة والإنجيل كونها الكتب التي تنزلت فيهم وليس كتاب الزبور من بينها أما الدليل على أن محمد رسول الله مكتوب في جميع الكتب السماوية من قبل وذلك في قول الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧﴾} [الشعراء].
والزبر بشكل عام هي الكتب وزبر الأولين أي كتب الأولين.
وكذلك الله يسمي بنوا إسرائيل بأهل الكتاب كونهم تزلت عليهم كتباً بين أيديهم فهم يدرسونها ولكن منهم من يصدون عن الحق صدودا ويكتمون الحق وهم يعلمون فيخاطبه الله ويقول:
{وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٦٩﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٧٠﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّـهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾} [آل عمران].
ولكن أهل الكتاب منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون تصديقاً لقول الله تعالى:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [110:آل عمران].
كون أهل الكتاب ليسوا سواء تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}
صدق الله العظيم [113:آل عمران].
فهل هناك تعارض طبعاً لن تجدوه وكذلك بعث الله خاتم النبيين محمداً رسول الله نبياً عربياً على فترة من الرسل ولم يسبقنا قبله من نذير فمن الله علينا بمبعثه بكتاب القرآن صلوات ربي عليه وآله واسلم تسليماً كثيرا ومنَّ الله علينا اخرى فبعث فينا خاتم خلفائه أجمعين لله الحمد والمنة كم رحمته واسعة فقال تعالى:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [19:المائدة].
فهذا هو البشير بالمهدي المنتظر والنذير من عذاب قبل قيام الساعة ومن ثم جاء المهدي المنتظر بشير برحمة الله التي وسعت كل شيء بعد ياس طويل للعباد منها فقنطوا من رحمة الله فعلمنا أن رحمة الله لا إنقطاع الله وهي ابدية أزلية كأزلية الله ارحم الراحمين فمن سألها في أي مكان أو زمان مؤمنا كان أم كافر شيطان أم ملاك فلو سألوها لأجابهم الله به ولن ينكر الله بأنه أرحم الرحمين ولكن المبلسين يأسوا من رحمة الله فلا يكلمهم الله بوحي الإلهام إلى قلوبهم ولا ينظر إليهم برحمته كونهم مبلسون من رحمته.
وكما علمنا أن محمداً رسول الله بعث على فترة من الرسل نبياً عربيا إجابة لدعوة نبي الله إبراهيم إذ قال قول الله تعالى:
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [129:البقرة].
فبعث الله فينا الرسول العربي من أنفسنا فقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [2:الجمعة].
وكان مبعث حبيبنا محمداً رسول الله إجابة لدعوة نبي الله إبراهيم بأن يبعث فينا نبياً عربينا منا من ذرية إسماعيل كون الرسالات إنقطعت فصارت في بني إسرائيل لفترة فلما جاء الحق قالوا ساحراً كذاب فكغروا به حتى تجرأوا على الله وقالوا لولا أن يكون القرآن على رجلاً عظيما يرونه هم وكانهم من يقسم رحمة الله فقال تعالى:
{بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿٢٩﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ ﴿٣٠﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾} [الزخرف].
صدق الله العظيم.
وكان لبني إسرائيل وهم أهل الكتاب علماً بمحمد رسول الله وبمبعثه أما العرب فلم يكن لهم به علم بل كانوا يعبدون الأصنام فلم يكن بين أيديهم كتباً يدرسونها ولم يسبق إليهم نذيراً من قبل محمداً رسول الله لا هم ولا أبائهم ولذلك قال تعالى:
{وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ} [44:سبأ].
وقال تعالى في مطلع سورة يس:
{يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾}
صدق الله العظيم [يس].
وهنا نصل إلى أن الرسالات من ذرية إسماعيل إنقطعت وتوقفت منذ فترة فصارت في بني إسرائيل ولو أننا نظرنا إلى ترتيب الأنبياء من ذرية إسماعيل إبن إبراهيم لقلنا بأنهم:
1-إسماعيل إبن إبراهيم
2-إسحاق إبن إسماعيل
3-يعقوب إبن إسحاق
4-نبي الله ذو القرنين
5-نبي الله سليمان
6-نبي الله أيوب
7-نبي الله لقمان
8-خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً كثيرا.
والترتيب الوارد في بيانات الإمام ترتيباً يعلمه الذي علمه الله البيان ولكننا لو نظرنا إلى قائمة الأنبياء لرأينا بأن نبي الله أيوب من قبل إبراهيم بالترتيب ولكننا لو نظرنا في كتاب الله لأرينا أنه من ذرية نبي الله إبراهيم فقال تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾}
صدق الله العظيم [84:الأنعام].
وكذلك هذه الآية تبين ترتيب الأنبياء من ذرية إسماعيل ثم تبتداء بذرية إسرائيل من يوسف وموسى وهارون.
ثم نعود للأنبياء من ذرية إسرائيل يعقوب إبن إسحاق إبن إبراهيم عليهم وآلهم الصلاة والسلام فنقول بأنهم:
1-نبي الله يوسف
2-نبي الله موسى
3-نبي الله هارون
4-نبي الله داوود
5-نبي الله عزير
6-نبي الله زكريا
7-نبي الله هارون إبن عمران أخو مريم
8-نبي الله يحيى
9-المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه وآل عمران وجميع الأنبياء وآلهم الصلاة والسلام.
وهذا الترتيب وضعته لنعلم من هم الأنبياء من ذرية إسرائيل ومن هم الأنبياء من ذرية إسماعيل ومن هم الأنبياء الذين من ذرية من حملنا مع نوح رغم أنهم جميهم من ذرية الخليل إبراهيم ويتبقى لنا ذرية من حملنا مع نوح وقال تعالى:
{أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩}
[58:مريم]
وقال تعالى:
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}
[26:الحديد]
صدق الله العظيم.
وهؤلاء هم الأنبياء الذين هم من ذرية نوح ومن ذرية من حملنا مع نوح كما يلي:
1-نبي الله هود
2-نبي الله صالح
3-نبي الله إلياس
4-نبي الله إدريس
5-نبي الله اليسع
6-نبي الله إبراهيم (الخليل)
7-نبي الله لوط
8-نبي الله شعيب
9-نبي الله يونس
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما هذا الترتيب فقد وجدناه في ثنايا بيانات النور حيث علمنا أن أول أمة من بعد قوم نوح هم عاد قوم نبي الله هود ثم يليهم ثمود قوم نبي الله صالح ثم يليهم أصحاب الرس كون أصحاب الرس من بعد عاد وثمود ومن قبل إبراهيم ولوط وشعيب ومن خلال قو الإمام ذلك علمنا أن نبي الله يونس ليس قبل إبراهيم بل من بعده كون قبل إبراهيم عاد وثمود واصحاب الرس ومن بعده لوط وشعيب.
ثم يتبقى لنا نبي الله آدم ونوح وهم بحسب الترتيب كما يلي:
1-نبي الله آدم
2-نبي الله نوح
وذلك تصديقاً لقول تعالى:
{إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾}
[آل عمران]
صدق الله العظيم.
وهنا نكون قد جمعنا ثمانية وعشرون نبيا وأما آل عمران فهم من ذرية إسرائيل كون جدهم عمران أبو يعقوب الذين ينتسبون إليه آل عمران والذي إبنيه عمران وزكريا فجاء من زكريا يحيى وجاء من عمران هارون والمسيح عيسى ابن مريم فإنه إمام من أئمة بني إسرائيل كما علمنا خليفة الله عليه الصلاة والسلام ومن ثم نقول بأن ترتيب الأنبياء سيبداء بآدم ونوح ثم بقائمة ذرية من حملنا مع نوح ثم قائمة ذرية الذبيح إسماعيل صادق الوعد ثم قائمة ذرية إسرائيل مبتدأة بيوسف مع العلم بأن حبيبنا محمد رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً كثيرا.
وبعد أن أنهينا البحث عن وجود تناقضات حيث وضحنا كيف يكون التناقض ومن ثم تلافينا أية تناقض فجعلنا القول مرتباً عقلياً ومنطقياً ووضعنا الأدلة على ذلك الآن نعود للمعطى الأول الذي توصلنا إليه في المعطيات اللازم توافرها في نبي الله ي القرنين فوصلنا إلى درجته العلمية العالية وأنه نبياً عليما الآن سنبحث في الملك العظيم وقلنا مسبقاً بأن ملك ذي القرنين لن يرثه من أي ملك من ملوك الدنيا حتى لو كان ملك هذا الملك يسع الأرض كلها بل ملك ذي القرنين ملكاً من نوع آخر يتناسب مع المهمة الدعوية التي أجراها نبي الله ذي القرنين بحيث تمكن من دخول الأرض المجوفة بجيشاً جرار فاتخذ جميع الأسباب البرية والبحرية التي مكنته من إنجاح مهمته كبناء السد في منتصف الأرض المجوفة فاستخدم في بنائه القطر فمن أين جاء ذي القرنين بذلك الملك العظيم ومن هو النبي الذي تتوفر فيه هذه الصفة فمنحه الله كل هذه الأسباب ليمكنه من القيام برحلته إلى جوف الأرض.
ثم يأتي الجواب مباشرة والذي سنلقاه في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴿١٠﴾ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
ومن ثم ننتقل إلى المعطى الثالث وهو الجيش الجرار وذلك سنجده في قول الله تعالى:
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴿١٨﴾ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ﴿١٩﴾}
[ص].
ومن ثم شد الله ملكه فقال:
{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
[20:ص].
وبما شد الله ملك سليمان ثم نقول إن الله شد ملكه بإبنه سليمان فجعله معه وزيرا ولذلك قال موسى قول الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ﴿٣٥﴾ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾}
صدق الله العظيم [طه].
وكذلك الله شدَّ ملك داوود بسليمان فآتاه حكماً وعلما مع أبيه وأشركه في حكمه فانظروا إلى داوود وسليمان وهم يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ثم أخطاء داوود الحكم ففهمها الله سليمان ولذلك قال تعالى:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴿٧٩﴾ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ﴿٨٠﴾ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿٨١﴾ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء].
فانظروا للمعطيات التالية:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ}
{وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}
{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
{وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
فكل هذه المعطيات تفيد إشراك الله لسليمان في ملك أبيه فشد الله به أزر أبيه.
ثم ننتقل للمعطى الرابع وهو أن الله جعله خليفة في الأرض كلها في جميع أنحاء الكرة الأرضية وجواب ذلك سنجده في قول الله تعالى:
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
صدق الله العظيم [26:ص].
ويا حبيبي في الله وليد ليس الهوى الذي اتَّبعه داوود كمثل الهوى الذي اتَّبعه ماروت كون ماروت أغراه الشيطان بزوجته وهي جميلة حتى وقع بها بسبب الشهوة التي جعلها الله فيه فأتبعه إبليس فيأس من رحمة الله فكان من الغاوين كون الهوى الذي نها الله عنه خليفته داوود هي كلمة من المتشابهات في القرآن ولا يقصد بها هوى النساء بل هو الظن ولنعلم المقصود فإننا سنجد ذلك في كتاب الله في قوله تعالى:
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ} [3:النجم]
أي وما ينطق عن الظن من عند نفسه إنما هو وحي يوحى ووقع نبي الله داوود في الظن حين حكم في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ومن ثم حكم نبي الله داوود بالظن ففهم الله سليمان الحكم ثم علم الله نبيه داوود أين وقع فأرسل له ملكين على هيئة بشر ليمثلوا دور الخصمين في القصة التي حكم فيها داوود بالظن فتسوروا المحراب وجرى النقاش بينهم وبين نبي الله داوود ومن ثم حكم بالحق ولم يشطط حتى اختفوا من عنده بعد ثلاث ثوان من نطق داوود بالحكم فعلم داوود أنهم ملائكة وأن الله فتنه فخر راكعاً وأناب ومن ثم نزل النهي بعدم إتباع الهوى في الآيى السابقة.
ومن ثم ننتقل للمعطى الخامس وهو معطى ملحق بالأول وهو العلم والجواب سنجده في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}
[15:النمل].
ثم ننتقل للمعطى السادس وهو أن آله من المكرمون حسب ما وجدناه في بيانات النور حيث قال خليفة ربي عليه الصلاة والسلام (وآله المكرمون) ثم نجد الجواب لذلك في قول الله تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
[13:سبأ].
ثم ننتقل للمعطى السابع وهو القدرة على البناء والتشيد والعمران وإعداد الجيوش وذلك سنجد جوابه في قول الله تعالى:
{اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
[17:ص].
الآن ننتقل إلى المعطى الثامن وهو نسب نبي الله داوود وكما قلنا مسبقاً أنه:
[داوود إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إسماعيل إبن إبراهيم]
وهو من الأنبياء الذين آتاهم الله الحكم والعلم والنبوة والكتاب وقال تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}
صدق الله العظيم [27:العنكبوت].
وكما علمنا خليفة الله في آخر بيان عن ذي القرنين فقال في معنى قوله تعالى:
{وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}
(أي الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم والنبوة والأنبياء رسل الكتاب)
وكذلك داوود هو من الأنبياء الذين آتاهم الله الحكم والعلم والنبوة والكتاب.
أما الكتاب والنبوة فقال تعالى:
{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
والكتاب هو النبوة كونه لا يتنزل كتاب إلا على نبي.
وأما الحكم والعلم فقال تعالى:
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
[79:الأنبياء].
ثم يتبقى لنا الدليل الأخير لنسب نبي الله داوود وذلك سنجده في قول الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
صدق الله العظيم [34:الأنعام].
وهؤلاء هم الأنبياء من ذرية إبراهيم بحسب ترتيب الآية فإسحاق ويعقوب وداوود وسليمان وأيوب هم من ذرية إسماعيل ثم يوسف وموسى وهارون من ذرية إسرائيل.
وكذلك قال تعالى:
{اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
[17:ص].
وقال تعالى:
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}
[45:ص]
صدق الله العظيم.
وهنا نصل إلى خاتمة مشاركتنا هذه ونعدكم في المشاركة السابقة أن نبيِّن ما توصلنا له حول نبي الله لقمان فله سر عظيم وليس ما قلته فتوى نهائية بل بحثاً كللنا جهدنا فيه ليكون منطقياً وعقلياً وغير متناقضاً وقدمنا في من الأدلة ما استطعنا ويبقى الحكم للذي أعطاه الله الحكم والعلم والملك خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه وآله الصلاة والسلام ولا علم لنا إلا بما علمنا خليفة ربنا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير اللهم أورثنا العلم والإيمان واجعلنا من العالِمين اللهم واهدي أهل الأرض كلهم جميعا فلا يضل بعدها إلا شيطاناً رجيما اللهم واغفر لقومنا وإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون اللهم من تبعنا فإنه منا ومن عصان فإنك غفور رحيم اللهم ثبتنا وإمامنا معنا على الحق وعلى الصراط المستقيم حتى نلقاك يا ربنا بقلب سليم اللهم وصلي على عبدك وخليفتك في الأولين وفي الآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين واجزه اللهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين اللهم إننا نشهدك بأننا قد إتخذنا عندك عهدا فلن نرضى حتى ترضى أنت حبيبنا وانت ولينا وأنت أرحم الراحمين وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.