الردّ على فضيلة الشيخ النجاشي :
إذاً أحاديث البيان هي بالإلهام، ومنها تعليمٌ من الرحمن عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم وآلهم الطيّبين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدّين..
أيّها النّجاشيّ، فكذلك الإمام المهديّ المنتظَر لا يتكبّر؛ بل يرحّب بكلِّ البشر مسلمهم وكافرهم الوافدين إلى طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكذلك نرحّب بشخصكم الكريم ونهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وأقول كما قال نبيّ الله موسى وجميع النّبيين من ربّهم: {حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} صدق الله العظيم [الأعراف:105].
وبما إنّي أعلم أنّي لا أنطق إلا بالحقّ، ولذلك تجد الإمام المهدي واثقاً وبكل الثقة المطلقة أنّه لا يستطيع أن يهيمن عليه أيُّ عالمٍ في موقعه فيهزمه في عقر داره، ولذلك جعلنا موقعنا مفتوحاً للحوار لكافة علماء الدّين المختلفين من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
ولا ينبغي للإمام المهدي الحقّ من ربّهم أنْ يأتي متحيّزاً إلى طائفةٍ منهم أبداً لكون الله لم يجعل الإمام المهدي من الذين فرّقوا دينهم شيعاً؛ بل يبعثه الله لينسف المذهبيّة في الدّين نسفاً لكون المذاهب كانت السبب في تفرّق المسلمين شيعاً وأحزاباً، فيدعو كافة المسلمين إلى اجتماعهم على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وذلك بيني وبينهم: (قال الله تعالى وقال رسوله).
وقد وجدناك يا أيّها النّجاشيّ تريد أن تفتي بأنّ السُّنة النّبويّة محفوظةٌ من التحريف لكونك تريد أن تسمّيها الذِّكر، ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: لا تُحرّف الكلم عن مواضعه حبيبي في الله، لكون الله يقصد بقوله الذِّكر؛ أي القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم[الحجر].
ولذلك يسأل النّجاشيّ ويقول: "هل السُّنّة النّبويّة ذِكرٌ أم لا؟ أرجو التوضيح". انتهى سؤال النّجاشيّ، وقد علمنا ما ترمي إليه فأنت تريد أن تقول أنّ السنّة ذِكرٌ محفوظٌ من التحريف، ثمّ نقول: يا نجاشي، إن تأويل القرآن لا ينبغي أن يكون فيه أدنى تناقض وما كان متناقضاً من التفاسير فهو باطل ما أنزل الله به من سلطان. فلو أنّكم تريدون أن تفتوا أنّ السُّنّة النّبويّة ذِكرٌ محفوظٌ من التحريف ومن ثمّ تأتوا بقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم، فبما أنّ هذا التفسير هو تحريف الكَلِم عن مواضعه المقصودة، فحتماً سوف تجدون بين تفاسيركم تناقضات وهي قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81]، ويقصد بذلك التزييف عن النبيّ في أحاديث البيان برغم أنّ أحاديث البيان هي كذلك من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولكنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكن ملزماً أن يأتي بالبرهان لصحة البيان من القرآن لكون القرآن تنزّل عليه عليه الصلاة والسلام؛ بل يبيّن للنّاس ما نُزِّل إليهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
إذاً أحاديث البيان جاءت لتبيّن الذكر المحفوظ من التحريف ولم يعدكم الله بحفظ أحاديث البيان من التحريف والتزييف برغم أنّه لم ينطق بأحاديث البيان الحقّ بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وحاشا لله. وأشهدُ أنَّ جدّي محمد رسول الله لا يقول على الله إلا الحقّ لا شكّ ولا ريب، ولكنّ الله لم يعدكم بحفظ أحاديث البيان من التحريف بل وعدكم الله بحفظ ذِكر القرآن من التحريف، ولذلك أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث في سنّة البيان لكونكم إذا عرضتموها على محكم القرآن فسوف تجدون الباطل فيها مخالفاً لمحكم كتاب الله جملةً وتفصيلاً اختلافاً كثيراً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وهذا هو النّاموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبي، تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
إذاً أحاديث البيان هي بالإلهام، ومنها تعليمٌ من الرحمن عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام، ولكنّ الله لم يعدكم بحفظ سُنّة البيان من التحريف والتزييف، ولذلك أفتاكم الرحمن أنّ ما كان من أحاديث البيان ليس من عند الله ولا رسوله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً، لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان، وبما أنّ القرآن هو المحفوظ من التحريف لذلك جعله الله المرجع فيما اختلفتم فيه من سنّة البيان بدلاً من الطعن في الأحاديث في السُّنّة النّبويّة، لكونكم قد تُكذّبوا الحقّ منها أو تصدقوا الباطل المفترى، ولذلك علّمكم الله النّاموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ بفتوى محكمة في كتاب الله العظيم القرآن العظيم: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}صدق الله العظيم [النساء].
وبناءً على هذا النّاموس الحقّ لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ يدعوكم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أن تحتكموا إلى كتاب الله القرآن العظيم، وأنا بالبيان الحقّ له زعيم وأهدي به إلى الصراط المستقيم فأستنبط لكم منه الحكم الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون شرطاً علينا غير مكذوب أن يكون الحكم واضحاً وجليّاً للعالِم من الأمّة والجاهل من عامة المسلمين شرط أن يكون ذا لسانٍ عربيٍّ مبينٍ حتى يفقه الحكم الحقّ من ربّه الذي آتيكم به من محكم كتابه.
ويا حبيبي في الله النّجاشيّ، لا تحسبّن الإمام المهدي منكراً لأحاديث سُنّة البيان، كلّا وربي، إن إيماني بالحقِّ منها كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم لكوني لو أنكر الحقّ من أحاديث السُّنة النّبويّة إذاً لأنكرت آيات في القرآن العظيم لكون الأحاديث إنّما جاءت لتزيد هذا القرآن بياناً وتوضيحاً للعالمين، وإنّما ننكر ما خالف منها لمحكم كتاب الله، أما الحقّ فسبحان ربي وتالله لتجدنّه يأتي تأكيداً لبيان الإمام ناصر محمد اليماني من القرآن برغم أنّ الإمام اليماني يأتي بالبرهان من ذات القرآن، ولكن لو ترجعوا إلى السُّنة النّبويّة لوجدتم أنّ الحقّ منها يأتي متطابقاً مع بيان الإمام المهديّ للقرآن بالقرآن، وبما أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يفتيكم أنّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث سُنّة البيان وكذلك تجد ذات الفتوى نطق بها من قبله محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في سنّة البيان الحقّ التي جاءت لتزيد أحكام القرآن بياناً وتوضيحاً فما يلي حكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في أنّ القرآن هو المرجع لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبي، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [أيّها الناس! ما جاءكم عنّي يوافق كتاب اللَّه فأنا قلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب اللَّه فلم أقله] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عليه الصلاة والسلام: [ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وإن خالف كتاب الله فلم أقله، وإنما أنا موافق كتاب الله، وبه هداني الله] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عليه الصلاة والسلام: [إذا رُوي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب اللّه، فإن وافقه فاقبلوه، وإلاّ فردّوه] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار: [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار] صدق عليه الصلاة والسلام.
ألا وإن النّاموس لدينا يتركز على قول محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [وما جاءكم يخالف كتاب اللَّه فلم أقله]. تبياناً لقول الله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾}صدق الله العظيم [النساء].
ولن تجدوا أنّ الإمام يلومكم على تحرّي أسانيد الحديث وإنّما نلومكم على أنّكم جعلتم النّاموس هو أنّ الحديث ورد عن أناس ثقاتٍ ونحن لا نطعن في الثقات فكما افترى المنافقون على النبيّ بما لم يقله كذلك الثقات يُفترى عليهم، فنحن لا نطعن في الراوي وحسابه على ربّه، وإنّما نعرض الحديث على آيات الكتاب المحكمات فإذا لم يخالف بشيء منها أخذنا بذلك الحديث ما دام ورد عن أناس ثقات، فإذا لم يعارض لآيةٍ محكمةٍ في كتاب الله فمن ثمّ نعرضه على العقل والمنطق الفكري فإذا أقرّه العقل والمنطق واطمأنّ إليه القلب فهو حقّاً عن محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا تنسوا أنّ الله يُعلِّم رسله الكتاب والحكمة، تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن أحاديث الحكمة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: [لَوْلاَ أنْ أشُقَّ عَلَى أمتي لأمَـرْتُهُمْ بِالسَّـوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضـوءٍ عِنْدَ كُل صَلاةٍ] متفق عليه.
وهل تعلمون لماذا هذا الحديث متفق عليه لأنّه أصلاً لا يخالف العقل والمنطق لكون الحقّ لا شكّ ولا ريب يقرّه العقل ويطمئِن إليه القلب وأقول: قال الله تعالى: {فَمَالِ هَـٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} صدق الله العظيم [النساء:78].
فما خطبكم أحبّتي الباحثين عن الحقّ لم تفقهوا فتوى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في أنّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النبوية؟ فليس ذلك إنكارٌ لسُنّة محمد رسول الله الحقّ بل إقرارٌ من المهديّ المنتظَر بالسُّنة النبويّة بأنّها كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن، وإنّما نعلن الكفر بما جاء فيها مخالفاً لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم، فعند ذلك لن تجدوا الإمام المهدي يعتصم بالحديث المفترى وينبذ القرآن وراء ظهره كما تفعلون، هيهات هيهات فمهما اجتمع على روايته الثّقات فلن آخذ به إذا جاء مخالفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أعتصم بكتاب الله وأنبذُ ما خالف لمحكمه وراء ظهري لكون ما خالف لمحكم كتاب الله في سُنّة البيان جاء من عند غير الله وما ينبغي لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن ينطق بحديث في السُّنّة يأتي مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في كتاب الله، ويا سبحان ربّي، وإنّما الحديث النّبويّ الحقّ يأتي ليزيد القرآن بياناً وهو نورٌ على نور، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه]، وإنّما ذلك هو البيان، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم[القيامة].
وما هو البيان؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].
والبيان إنّما يأتي للتأكيد وللمزيد من شرح لآيات في الكتاب، ولا ينبغي للبيان الحقّ أن يأتي مخالفاً لآيات في الكتاب هُنّ من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم، مثال قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
فهل من التقوى أن نعتقد بعكس ذلك تماماً كما ورد من أحاديث السنّة بما يلي؟
فهل من العقل والمنطق أن آخذ بهذا الحديث وهو قد جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ للعالِم والجاهل من آيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب تنفي الشفاعة لكافة العبيد بين يدي الربّ المعبود، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؟
ولربّما يودُّ أن يقول أحد المنتظرين لشفاعة العبد بين يديّ الله أرحم الراحمين فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، إنّما الشفاعة هي للمؤمنين فقط من دون الكافرين" ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].
وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [لقمان:33].
وقال الله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
وقال الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤)} صدق الله العظيم [الزمر].
فهل ترون هذه الآيات محكمات أم متشابهات لا تزال بحاجة للتأويل؟ أفلا تؤمنون؟ ولكنّ أصحاب الشفاعة من الشيعة والسُّنّة والجماعة وغيرهم من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ منهم عن الآيات المحكمات البيّنات هُنّ أم الكتاب فسوف يذروهنّ ويتّبعون الآيات المتشابهات في شأن الشفاعة، فأضلّوا أنفسهم وأضلوا أمّتهم وأضلوا عن سواء السبيل. وسبب الزيغ عن الحقّ هو أنّهم اتّبعوا المتشابه الذي لا يزال بحاجة للتأويل من الكتاب، وأعرضوا عن آيات الكتاب المحكمات البيّنات للعالم والجاهل، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فأهلاً وسهلاً بأخينا النّجاشيّ ونرحب بشخصكم الكريم ترحيباً كبيراً، فكم نحب حوار العلماء لكون الذين لا يعقلون منتظرين فتوى علمائهم في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، برغم أنّ بيان الإمام المهدي للقرآن بالقرآن لهو أشدّ وضوحاً مما جاء في كافة الكتب، ولكنّ هل يستوي الأعمى والبصير؟ ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
وأمّا بالنسبة لسؤالك: هل يتقبل الله توبة عباده حين طلوع الشّمس من مغربها؟
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي وأقول: وهل كان يتقبّل الله توبة عباده الذين أهلكهم الله في الأمم الأولى بسبب كفرهم بكتب ربّهم ورسله؟ فلم أجدُ في كتاب الله أنّ الله تقبل توبته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لكونهم لم يتضرّعوا إلى ربّهم وإنّما اعترفوا بظلمهم لأنفسهم وقالوا: {يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وكانوا يحاولون الهربّ من عذاب الله، وقال الله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].
ولم يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً فتلك سنّة في الكتاب بأنّ الله لا يقبل التوبة من الذنب حين رؤية العذاب، فالإقرار بالذنب والاعتراف بظلمهم لأنفسهم لم ينفع ما لم يأتِ فيه التضرّع بالدُّعاء إلى الربّ لكشف العذاب عنهم بحقٍّ رحمته التي كتب على نفسه، ولكنّها تقطّعت بهم الأسباب فيئِسوا من رحمة العزيز الوهّاب، ولم أجد في الكتاب أنّ الله قطّ كشف العذاب في الكتاب إلا عن قوم يونس وأمّة المهديّ المنتظَر، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وهؤلاء استطاعوا أن يغيّروا ناموس الكتاب المُطبّق على الكافرين بأنّه لا ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب، وسبق أن بيّنّا سرّ كشف العذاب عن قوم يونس وهم لأنّهم دعوا ربّهم متضرعين إليه أن يكشف عنهم العذاب فاستجاب لهم ربّهم فكشف عنهم العذاب، تصديقاً لوعده الحقّ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم[غافر].
وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖفَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وفي ذلك سرّ كشف العذاب عن قوم يونس وعن أُمّة المهديّ المنتظَر هو لأنّهم دعَوا ربّهم وآمنوا أنّه لا منجى ولا ملجأ منه إلا الفرار إليه بالتضرع بالدُعاء، ومن ثمّ استجاب لهم ربّهم فكشف العذاب عنهم كما كشفه عن قوم يونس من قبلهم بسبب الإنابة بالدعاء إلى ربّهم غير يائسين من رحمته وقالوا: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
أفلا تعلمون بأنّه حتى الذين تقوم عليهم الساعة برغم أنّهم أصحاب البطشة الكُبرى من بين خلق الله لو يدعون ربّهم حين وقوع الساعة لكشف الله عنهم عذاب الساعة وأخرّهم إلى حين؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولكن يا قوم لِما تُنظِرون إيمانكم بالحقِّ من ربّكم حتى تروا العذاب الأليم فيُصيبكم منه ما سوف يصيب الذين أرجأوا إيمانهم بالتصديق بالحقِّ والاتّباع حتى تبلغ قلوبهم الحناجر ويبيّض من هول عذاب الله الشعر ومن ثمّ يصدّقون بالمهديّ المنتظَر ليلة يسبق الليل النّهار؟ فهل هذا من الحكمة في شيء أن تُنظِروا إيمانكم إلى ذلك اليوم العقيم قبل قيام الساعة؟ فلا تقولوا كمثل قول الكفار الذين أنذرهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بحجارة من كوكب العذاب فقالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]. فاستغفِروا الله وتوبوا إليه متاباً أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________