الموضوع: الصلوات خمس وليست ثلاثاً يامعشر القرآنيين

النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. افتراضي الصلوات خمس وليست ثلاثاً يامعشر القرآنيين


    اقتباس المشاركة 47663 من موضوع ( بيانات الإمام في أحكام الوضوء والصلاة وميقاتها )


    - 10 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    17 - 03 - 2010 مـ
    12:33 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=245

    ــــــــــــــــــ



    الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..

    يا معشر القُرآنيين اتّقوا الله حقَّ تُقاته ولا تقولوا على الله مثل غيركم ما لا تعلمون في تأويل القُرآن العظيم واتّبعوني أهدِكم صراطاً ـــــــ مُستقيماً بالتأويل الحقّ للقُرآن العظيم وأنا به زعيم وهادي به إلى الصراط المُستقيم والسجود لله العزيز الحميد، ولن أجادلكم من السُّنّة في تقديم البُرهان بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً؛ بل سوف ألجمكم بالحقّ إلجاماً من القُرآن العظيم فلا تستطيعون أن تلجموني من القرآن شيئاً ما دمتم به مُستمسكين؛ بل أنا من سوف ألجمكم وعُلماءَ الأُمّة أجمعين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم أتحداكم أجمعين وليس تحدي الغرور بل الحقّ من ربكم المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر زادني الله عليكم بسطةً في العلم فجعلني المُهيّمن عليكم أجمعين بالقرآن العظيم فألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم إلّا التصديق بشأني أو تكفرون بهذا القرآن العظيم فلا خيار لكم، وانتهت مقدمة الخطاب..


    وأقول يا معشر القُرآنيين هلمّوا لننظر هل الصلوات خمسٌ في القُرآن العظيم أم ثلاثٌ؟ فلا تُجادلونني بأرقام ما أنزل الله بها من سُلطان! بل بآياتٍ من حديث الله من القرآن العربي المُبين لقومٍ يؤمنون. ومددنا (حلمي 333) الباحث عن الحقيقة بآيةٍ أشدّ تفصيلاً تُبيّن بأن ما قلته لكم أنه الحقّ بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً، ولسوف تجدها يا حلمي العليم ويكاد أن يهتدي إلى الصراط المُستقيم في هذا الخطاب المتطور.

    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى جميع الأنبياء والمُرسَلين الذين من قبله وعلى جميع المُسلمين التابعين ومن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين ولا نُفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلمون، ثُمّ أمّا بعد..


    إليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين:

    عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.

    وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثمّ بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.

    وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكَم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:
    {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفَعْت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي عَلَم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.

    وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر، وقال الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾}
    صدق الله العظيم [القصص].

    ولربما يستغل الضالون هذه الآية
    فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست ناراً وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها نارٌ ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان للتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال
    فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.

    وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً، وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياؤهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يُدعَون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.


    وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاثاً من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةٍ من الليل؛ في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره، وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي.

    ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فمن خلال هذه الآية نفهم بأن
    نهار العشيّ طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].

    فأما:
    {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هما: الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما: {زُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي: الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو: وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو: وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.

    ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من
    نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فأما قوله تعالى:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.

    وأما قوله تعالى:
    {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.

    وأما قوله تعالى:
    {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.

    وأما قوله تعالى:
    {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.

    ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاثاً، وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو: الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو: في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما إذا تم التحديد بقوله:
    {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوماً للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103]، يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.

    وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذِّباً ولست مُصدِّقاً"، ولكنّي أراك مُصدِّقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.


    ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛
    ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر والظُهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.

    وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثمّ يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.

    ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى:
    {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].

    وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:
    {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.

    ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما: المغرب بقوله عَسعَس، والفجر بقوله تنفَّس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبيّن قَسَماً آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظَهَر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفُّس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟

    إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    كافة بيانات الإمام المهدي في أحكام الوضوء والصلاة وميقاتها في الرابط أسفله
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=7325

  2. افتراضي

    انا متبعة الصراط ___________المستقيم بأذن الله وعونه
    وأسأل أمامي المهدي ناصر اليماني سلام الله عليه توضيح اكثر في ما يخص الصلوات
    لم استطع فهم الموضوع بوضوح .. هل اوقات صلواتنا صحيحه؟!

    امشي مع الناس بالإصلاح والسدا
    وأطفئ نيار الفتن لا كنت مسنودا
    وأنصر الله والطاغوت باهدا
    باليد والقول لا بالقلب مكنودا
    هذه صفاتي صفات الأب والجدا
    ومن يكذب حقيقه كان منقودا

    (يا مُيَسِّرَ كل أمرٍ عسير، يَسِّرْ مُرادي بفضلك الواسع الكريم )
    غريب هو أمر البشر .. يعلمون أن المشاكل تأتي من الذنوب .. ولا يعتبرون !!
    والاغرب انهم يعلمون بأن ذكر الله وعبادته سبيل السعادة ويعرضون ؟!

    صفحتي للدعوه لرضوان الله في الفيس بوك ..ارجوا دعمكم
    https://www.facebook.com/mahdi.alummacom.3


  3. افتراضي


    اقتباس المشاركة 47665 من موضوع ( بيانات الإمام في أحكام الوضوء والصلاة وميقاتها )




    - 12 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 05 - 1431 هـ
    16 - 04 - 2010 مـ
    01:51 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
    صدق الله العظيـــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين أجمعين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..
    السلام عليكم يا معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلام ُالله على كافة الزوار لطاولة الحوار الباحثين عن الحقّ ولا يُريدون غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع..

    ويا (بنور القُرآني)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار العالميّة لكافة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون.
    ويا معشر القُرآنيين، لقد ظنّ كثيرٌ من الناس أنّ الإمام ناصر مُحمد اليماني قُرآنيٌّ ولستُ منكم في شيء، وسبب ظنّهم هو حين وجدوا أني أدعو الناس إلى اتّباع القرآن والاحتكام إليه ولذلك فظنّوا إن المهديّ المُنتظَر ناصر مُحمد اليماني من القُرآنيين وأنا لستُ منهم في شيء، ولم يجعلني الله أنتمي لأيّة طائفة من المذاهب الإسلاميّة الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. وأعوذُ بالله أن أكون من الذين فرَّقوا دينهم شيعاً بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين ولم يجعلني الله من المُعذبين. وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].. وذلك لأنهم خالفوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    وما هو حبل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب إنّهُ القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن يا معشر القُرآنيّين، إنّما الاعتصام بحبل الله القُرآن العظيم هو الكفر بما خالف لمُحكم القرآن سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في الإنجيل أو في التوراة، ولكنّكم تقولون على الله غير الحقّ، فلم ينهَكم الله عن اتّباع سُنة مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ أحاديث السُّنة النبويّة هي من عند الله كما القرآن من عند الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿17﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿18﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    غير إنّ الله لم يعِدُكم بحفظ سُنة البيان؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف، وأما أحاديث سُنة البيان فقد أفتاكم الله إن ما كان منها من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بين الحديث المُفترى وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً لأن الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان، وبما إنّ القرآن محفوظ من التحريف، ولذلك جعله الله المرجع لأحاديث البيان في السُّنة النبويّة وما كان من الأحاديث ليس من عند الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وقال الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿80﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿81﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المُحكمات يبيّن الله لكم أنّ أحاديث السُّنة النبويّة الحقّ هي من عند الله، ومن ثُمّ أفتاكم أنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف، وأمركم الله إنّ ما اختلفتم فيه منها أن تحتكموا إلى آيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، وما كان من الأحاديث في السُّنة النبويّة مُفترًى من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً وتناقضاً كثيراً، وبناءً على ذلك أدعو الذين فرَّقوا دينهم شيعاً إلى اتّباع كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وما خالف في السُّنة النبويّة لمُحكم القُرآن فإني آمر المُسلمين أن يعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم وما خالف لمُحكمه فهو من عند شيطانٍ رجيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.

    ويا معشر القُرآنيين إنّي أنا الإمام المُبين المهديّ للعالمين إلى صراط العزيز الحميد على بصيرةٍ من ربي القُرآن المجيد ومُذكرٌ بالقُرآن من يخاف وعيد، ومُنذرٌ الناس المعرضين ببأسٍ من الله شديد.

    ويا معشر القُرآنيين حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ إنّما الصلوات خمس صلواتٍ مفروضاتٍ إحداهُنّ الصلاة الأُحاديّة وهي الوسطى وهي صلاة الفجر، واثنتين قبلها واثنتين بعدها، ولكنّ أكثركم يقولون على الله ما لا يعلمون. ويا معشر القُرآنيين لقد غرّكم ذكر الصلوات في كثيرٍ من آيات الكتاب في أول النهار وآخره، ونسيتم قول الله تعالى:
    {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وإلى البيان الحقّ:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الفجر، وأما قول الله تعالى: {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وأما قول الله تعالى: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة المغرب والعشاء من الشفق إلى الغسق، وأما قول الله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر في مُلتقى طُرفي نهار الغدو ونهار العشي. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى البيان الحقّ:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي أول الصلوات وهي صلاة المغرب في أول الليل ويليها صلاة العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأُحادية وهي صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى، وأما قول الله تعالى: {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر وذلك لأن العشي غير العشاء. وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويتبيّن لكم إنّ العشي هو قبل غروب الشمس، وذلك ميقات صلاة العصر. ولذلك قال الله تعالى:
    {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾ رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وفاتت عليه صلاة العصر وانقضى وقتها وهو مشغول بعرض الخيول، وانتهى وقتها بتواري الشمس وراء الحجاب وكيف يصلي العصر بعد أن توارت الشمس وراء الحجاب فقد دخلت صلاة المغرب، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وتبيّن لكم يا معشر القُرآنيين إنّ العشي هو ميقات صلاة العصر. لذلك قال الله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي صلاة الظهر.

    ويا معشر القُرآنيين، ما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم، ويا معشر الشيعة والسُّنة ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، وإنّما أنا حَكَمٌ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. ولا نزال ندّخر التفاصيل للصلوات المفروضات ولا نزال نأمر أنصاري أن يصلّوا معكم ويسجدون لله معكم، فلا نُريد أن نزيدكم فرقةً إلى تفرّقكم، ولا نُريد أن نُشتت جماعاتكم، ولا نُريد أن نكون فرقةً جديدةً بينكم، بل نُريد جمع شتاتكم وتوحيد صفّكم لتقوى شوكتكم ويعود مجدكم ويقوم عزكم إن كنتم تعقلون، ألا وإنّ الصلاة لهي أيسر مما أنتم عليه؛ فبُشرى للمؤمنين.

    ولا نزال مُنتظرين لأحد مُفتي دياركم أو أحد خُطباء منابركم المشهورين فإذا لم يجدني الأنصار قد هيّمنت عليهم بالحقّ فلستُ المهديّ المُنتظَر فذلك بيني وبينكم، ولا نزال ندّخر الكثير من السُلطان المُبين في مُحكم الذكر ولسوف نُسيطر عليهم بالحقّ وإنا لصادقون، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

    ويا أيها العضو (بنور)، أهلاً وسهلاً بك في طاولة الحوار فإنّي أراكم تخلطون بين صلاة النافلة وصلاة الفرض أفلا تتقون؟ ألا وإنّ ميقات الصلاة الجبرية ميقاتٌ معلوم، وميقات الصلاة النافلة الطوعية تجدونه مُطلقاً وليس معلوماً، وسوف تجدون في مُحكم الكتاب أنّ صلاة النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم، وأما الصلوات الفرضية الجبريّة فلها ميقاتٌ معلوم في مُحكم الكتاب، ولكن أخانا هداه الله لم يفرّق بين صلوات النافلة الطوعيّة وبين الفرضيّة! ألم تجد أنّ النافلة ليس لها ميقاتٌ معلوم؟ وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وإنما تلك هي صلاة النافلة الليلية. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ﴿79﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    بل نافلة الليل السرّيّة لهي أشدُّ وطأً على القلب لمن ذكر الله خالياً ففاضت عيناه تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾}صدق الله العظيم [المزمل].

    وكذلك بيّن الله لكم أن صلاة النافلة الطوعيّة ليس لها ميقاتٌٍ معلومٌ، بل تكون ليلاً في أي وقتٍ من الليل أو نهاراً في أي وقتٍ من النهار لمن يشاء صلاة النافلة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿6﴾ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل]، وهي فرديّة ولذلك قال الله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿8﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما صلوات الفرض فتجدون لها ميقاتاً معلوماً بقول الله تعالى:
    {حِينَ} وذلك تحديد ميقاتٌ معلوم للتسبيح في صلاة الفرض، ولذلك قال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وكما قلنا إنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وتلك هي الصلاة الأولى وهي صلاة المغرب ويليها العشاء، وأما قول الله تعالى: {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} صدق الله العظيم، وتلك صلاة الفجر وذلك لأنّ الصلوات المفروضات لهن ميقاتٌ معلومٌ وليس مُطلق كميقات صلاة النافلة في أي وقتٍ من الليل أو النهار، بل ميقات الصلوات المفروضات كتابٌ موقوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ﴿103﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما ميقات صلوات النافلة فتجده مُطلقاً وليس معلوماً، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    فما خطبكم يا معشر القُرآنيّين تخلطون بين الآيات لصلوات النافلة وآيات صلوات الفرض، أفلا تتقون؟ ويا معشر عُلماء الأُمة من خُطباء المنابر المشهورين ومُفتي الديار، أليس فيكم رجُلٌ رشيد شُجاع لا يخاف في الله لومة لائم فيقوم بتنزيل صورةً له مع اسمه الثلاثي ومن ثم نتحرّى من حقيقة شخصيّته لكي نكمل بيان الصلوات المفروضات؟

    ولربما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يقاطعني فيقول: قال الله تعالى:
    {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾ وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ ﴿8﴾ وَهُوَ يَخْشَىٰ ﴿9﴾ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [عبس]. ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر بالجواب المُختصر ونقول: إنّما الصلوات المفروضات خمس صلوات لكُل صلاة ركعتان أحدهن الصلاة الأُحادية وهي الصلاة الوسطى وهي صلاة الفجر، وقبلها فرضان لا يفترقان جمع تقديم أو جمع تأخير، وبعدها فرضان لا يفترقان جمع تقديمٍ أو جمع تأخيرٍ في سفرٍ أو في حضرٍ. وإذا لم يُهيمن عليكم المهديّ المُنتظَر من مُحكم الذكر فلستُ المهديّ المُنتظَر.

    فاشهدوا بالحقّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ، ولم يجعلني الله من الشيعة الاثني عشر ألدّ أعداء المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم. ولم يجعلني الله من أهل السنة المُعرضين عن المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربهم، ولم يجعلني الله من القُرآنيّين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويخلطوا بين آيات صلاة النافلة الطوعيّة وآيات الفرض الجبريّة، وإني أراك تقسم يا بنور ولكن الله لن يبرّ قسمك لأنّه قسمٌ بالباطل من غير علمٍ ولا سُلطان.

    ويا بنور إنّي المهديّ المُنتظَر أقول لك قولاً بليغاً بالحقّ اتّقِ الله ولا تقُل على الله ما لا تعلم ومن ثُمّ يجعل الله لك فُرقاناً فتبصر نور البيان، أما حين يراك الله تجازف ولا تُبالي فتقول على الله ما لا تعلم علم اليقين إنّه الحقّ من ربّك فلن يجعل الله لك فُرقاناً ولن تبصر نور البيان. أفلا تعلم أنّ القسم بالرحمن لا يزال يحتاج إلى بُرهان؟ أم تُريد أن تجعل السُلطان هو القسم؟ هيهات هيهات .. إذاً لأصبح الشياطين هم أئمة المُسلمين لكثرة قسمهم بالباطل وهم يعلمون أنّهم على الباطل. وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿14﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿15﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿16﴾ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿17﴾ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿18﴾ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فإذا لم تتّبعوا الحقّ يا معشر الشيعة والسُّنة فسوف تضيّعون صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة وهي صلاة الظهر، ولكنّ الله يعلم إنّه أذن لكم أن تصلوا الظُهر والعصر جمع تقديم أو جمع تأخير، وذلك حتى تصلوا الظُهر والعصر في يوم الجمعة جمع تأخير نظراً لأنّه أُحلّ في ميقات صلاة الظُهر صلاة الجمعة الواجبة، ولكن لا ينبغي لصلاة الواجبة أن تحلّ محل الفرض الجبري أفلا تتقون؟ وكذلك الحكمة من الجمع بين الصلوات وذلك حتى تستطيعوا في رمضان أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء جمع تأخير، وذلك لأنّكم صائمون وجائعون تُريدون أن تأكلوا وتشربوا ولذلك أحلّ الله لكم أن تجمعوا صلاة المغرب مع صلاة العشاء وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكذلك الحكمة من جمع صلاة الظُهر بالعصر جمع تأخير أو جمع تقديم وذلك حتى لا تضيعوا صلاةً مفروضةً في يوم الجمعة. ويا عجبي منكم يا إخواني فكيف إنّكم تضيّعون صلاة الظُهر في يوم الجمعة في الحضر مع إنّكم تقيمونها في السفر أليس ذلك شيءٌ عجاب! أفلا تتفكرون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد عبد النعيم الأعظم؛ ناصر مُحمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على كافة الانبياء والمرسلين وآلهم الاطهار وائمة الكتاب ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين



    اقتباس من بيان الإمام ناصر محمد اليماني

    أهلاً وسهلاً بالأوّاب التوّاب من النُّواب المُكرمين..
    ونحن حريصون على وحدة صفكم ولم يبعث الله الإمام المهدي ليزيدكم تفرقاً إلى تفرقكم. أفلا تعلمون أن الإمام المهدي حين يصلي المغرب في صلاة الجماعة فإنه يُصلي ثلاث ركعات معهم برغم أني أعلم إنما صلاة المغرب المفروضة هي ركعتان. ولكني حين أصليها فردية في سفر أو في حضر فإني أصليها ركعتين إلا أن أصلي في الجماعة فإني لا أخرج عن صفهم حتى ولو كنت مُحقاً.

    فاهتموا بوحدة صفكم فذلك هو أعظم عند الله وأهم مما تتجادلون فيه في مسائل لا تضر دينكم إختلافكم فيها، بل يضركم ويضر دينكم هو تفرقكم إلى شيعٍ وأحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون. فتفشلوا فتذهب ريحكم كما هو حالكم اليوم.

    فاتقوا الله أحبتي المُسلمين وهلّموا لجمع شملكم ولتوحيد صفكم أفلا ترون الأعداء قد شمروا لحربكم وحرب دينكم فاتقوا الله وتقبل الله صلواتكم وحجكم وكافة عبادتكم لربكم إن ربي غفور شكور.


    انتهى الاقتباس
    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُلله رب العالمين

    Englishفارسى Español Deutsh Italiano Melayu Türk Français


    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 12 - 1430 هـ
    01 - 12 - 2009 مـ
    12:33 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــــ


    القنوت بالليل وتوقيته ومدته ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين...

    أخي السائل لا يَملُّ الله حتى تملّوا، فعلى قدر جُهدك أقم ليلتك فلا يملّ الله حتى تملّوا، وخلوتك بربّك هي أشدّ وطأً وأقوم قيلاً لأنّ المُخلصين الربّانيين لا يحبّون أن يبكوا بين يدي الله وأحدٌ يسمعهُم أو يراهُم؛ بل تراهم يحبسون الدمع في أعينهم إلى خلوتهم بربّهم فيستمتع بالبكاء بين يدي ربّه مما عرف من الحقّ، فإذا تعبتَ ومللتَ فاكتفِ من القيام فليس للقيام ميقاتٌ معلومٌ، ولذلك تجده في الكتاب ليس بمعلومٍ حتى لا يصبح مفروضاً فإن شئت نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه؛ بل هو تطوعٌ ممن يحبّون الله قربةً إلى ربّهم، ولكنّ الذين ينشرون بيانات المهديّ المنتظَر بالنّهار وفي الليل عند الله أكبر وذلك لأنّ في ذلك إنقاذٌ وهدًى للأمّة، فلا تهنوا ولا تستكينوا من النّشر والتبليغ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله لا أجد أحسن قولاً ينطق به اللسان أو يخطّه البنان أحسن من الدعوة إلى الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } صدق الله العظيم [فصلت:33].

    بمعنى أنه لا أحسن منه قولاً، فإذا فرغت من الدعوة إلى الله فانصب وإلى ربّك فارغب في سكون الليل، ونافلة الليل هي أشدّ وطأً وأقوم قيلاً، وتسابقوا إلى الخيرات وسارعوا إلى ربكم رغباً ورهباً وكونوا لله خاشعين، واعفوا عمن ظلمكم وأعطوا من أعطاكم ومن حرمكم وأحسنوا إلى من أحسن إليكم وإلى من أساء إليكم، وإذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلامُ الله عليكم وعفا الله عنكم فلا نبتغي أن نكون من الجاهلين، واكظموا غيظكم واعفوا عن النّاس يحبّكم الله وكونوا من المحسنين، وتواضعوا لفقرائكم فلا تحقّروهم، واعطفوا على المساكين، ومن رحم النّاس رحمه الله أرحم الراحمين، ومن تواضع للمساكين والبائسين فأشعرهم بالاحترام وبالكيان وأنّهم أناس محترمون رفع الله مقامه، ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعضٍ واسألوا الله من فضله، وتنافسوا بالمال على حُبّ الله وقربه هو خير مما يجمعون فيوعون ثم لا يجد ما أوعى، وأمّا الذين أنفقوا ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم سيجدونه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً، فلتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله ويعلِّمكم الله والله بكُلّ شيءٍ عليم واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وبِرُّوا والديكم فهم أحقّ النّاس بكم وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً، ولا تؤذوا جيرانكم ومن يؤذي جاره فليس من الله في شيء والمسلم من سلم النّاس من شرّه وأذاه، وعاملوا الكافر بمعاملة الدّين بين المؤمنين حتى يتبيّن له ما يأمركم به دينكم من مكارم الأخلاق، واستعدوا ليوم لقاء الله يوم رحيلكم من هذه الدُّنيا إليه فذلك يوم لقائه فليستعد من كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربّه أحداً.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

المواضيع المتشابهه
  1. الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى بيان الصلوات والركعات من مُحكم القرآن
    مشاركات: 48
    آخر مشاركة: 03-02-2018, 10:09 PM
  2. إلي مجموعة واحة المسيحيين القرآنيين من بني إسرائيل الداعين إلي عبادة المسيح الدجال الشيطان الرجيم
    بواسطة حسام الدين مصطفي في المنتدى قسم خاص لحوار المسيحين واليهود
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-07-2017, 06:23 AM
  3. الصلوات خمس وليست ثلاثاً يا معشر القرآنيين
    بواسطة رجل من أقصى المدينة في المنتدى بيان الصلوات والركعات من مُحكم القرآن
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-04-2015, 09:18 PM
  4. المهدي المنتظر هذا هو الشرك بذاته يامعشر الشيعة
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-03-2010, 08:03 PM
  5. أدركت الشمس القمر يامعشر البشر
    بواسطة عيسى عمران في المنتدى أدركت الشمس القمر وسبقته
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 03:51 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •