الموضوع: الإمام الغائب بيننا حضر..! يا معشر البشر ..!

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. smiling face الإمام الغائب بيننا حضر..! يا معشر البشر ..!

    الإمام بيننا يا أصحاب العقول فلتتدبروا القول ..ما لم فهل بعد الحق إلا الضلال ..

    #من_كان_يكرهني_فليحفر_قبره

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : السبُع
    الإمام بيننا يا أصحاب العقول فلتتدبروا القول ..ما لم فهل بعد الحق إلا الضلال ..

    #من_كان_يكرهني_فليحفر_قبره
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=408351
    انتهى الاقتباس من السبُع

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6426 من موضوع ردّ الإمام المهدي إلى المهتدي؛ لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1429 هـ
    23 - 11 - 2008 مـ
    12:43 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهدي إلى المهتدي؛ لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النّبيّ الأميّ خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار الهُداة إلى الحقّ والتابعين للحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وبعد..

    يا أيّها المُهتدي، إن كنت تريد الهُدى فاتّبِع الإمام المهديّ إلى الحقّ الذي اصطفاه الله فزاده بسطةً في العلم على جميع علماء الأمّة ليجعل ذلك هو برهان الاصطفاء لخليفة الله في الأرض، واصطفى الله آدم وزاده بسطةً في العلم على الملائكة ليجعله المُعلم لهم لأنّه زاده بسطةً في العلم عليهم، ومن ثم أراد الله أن يُعلّم الملائكة وجميع الصالحين من الجنّ والإنس أنّ برهان الخليفة عليهم هو الذي يزيده الله بسطةً في العلم عليهم، ومن ثم أراد الله أن يُبيّن للملائكة أنّ برهان القيادة هي البسطة في العلم فوجّه إلى الملائكة سؤالاً حتى يقيم عليهم الحجّة أنّ اصطفاء خليفة الله في الأرض أمرٌ يخصّ الرحمن وليس للعبيد من الملائكة والجنّ والإنس من الأمر شيئاً، وكذلك ليُعلّمهم كيف يعلَمون الذي اصطفاه خليفةً له عليهم بالحقّ بأنّه سيزيده بسطةً في العلم حتى يجعله مُعلّماً لهم، وأراد الله أن يقيم الحجّة مع البرهان على الواقع الحقيقي بأنّ برهان الخلافة هو بسطةُ العلم لمن اصطفاه الله خليفةً له، وكذلك ليعلموا بأنّ ذلك أمرٌ يختصّ بمالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء وليس لهم من الأمر شيئاً غير الطاعة لخليفة الله عليهم وأنّهم قد تجاوزوا حدودهم بالمعارضة في شأن الخلافة وقالوا أنّهم أولى أن يكون خليفة الله الشامل منهم؛ فهم يُسبّحون بحمد ربّهم ويُقدسون له، ومن ثم أقام الله الحجّة عليهم، وقال لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].

    ومن ثم عجزوا عن الجواب الحقّ على سؤال ربّهم الموجّه إليهم، وكذلك علموا من خلال لهجة السؤال من ربِّهم {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} بأنّ في نفس ربّهم شيئاً عليهم وأنّهم قد تجاوزوا حدودهم بغير الحقّ في شأن اصطفاء الخليفة، ولذلك ردّوا بالتسبيح لربّهم والاعتراف بالجهل وأنّه لا علم لهم إلا ما علّمهم وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك حتى يتبيّن لهم البرهان الحقّ لخليفة الله وأنّه من كان أعلمهم، ومن ثم عجز الملائكة عن الجواب الحقّ على سؤال ربّهم. وقال: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة:33].

    وهنا علّم الله الملائكة درساً في برهان القيادة بأنّهُ يزيده بسطةً في العلم عليهم أجمعين، وإنّ هذا هو البرهان والدستور للخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا تبديل لكلمات الله، وشأن الاصطفاء لا شأن للملائكة ولا للأنبياء؛ بل يختصّ به الله وحده لا شريك له الذي يؤتي ملكه من يشاء، وكذلك أراد الله أن لا يختصّ به البشر حتى الرُّسل والأنبياء لا ينبغي لهم التّدخل في شأن اصطفاء الخليفة؛ بل يختصّ به الله وحده، وأراد الله أن يُبيّن لكم ذلك بأنّ شأن الخليفة لا يجوز أن يتدخّل فيه حتى الأنبياء كما لا يجوز لملائكة الرحمن لتعلموا أنّ شأن خليفة الله في الأرض أمر ينفرد به الله مالك الملك وحده فيصطفي مَن يشاء مِن عباده سواء كان الخليفة من المُرسَلين أو من الصالحين فشأن الاصطفاء يختصّ به الله وحده، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ولكنّ بني إسرائيل كان ردّهم كردّ الملائكة من قبل بأنّهم أحقّ أن يكون خليفة الله منهم فهم يُسبّحون بحمد ربّهم ويقدّسون له وكذلك كان ردّ بني إسرائيل. وقال الله تعالى: {قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ثم ردّ عليهم نبيّهم وأفتاهم بأنّه ليس من اصطفاه عليهم وأنّ هذا أمرٌ يختصّ به الرحمن مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء. وقال الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    وبناءً على ناموس الخلافة في الكتاب بأنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به الله وحده ولا ينبغي للملائكة والجنّ والإنس التّدخل في هذا الشأن وليس لهم الخيرة؛ بل أمرهم أن يطيعوا أمر خليفة ربّهم سجوداً لأمر الله، ومن لم يفعل فقد عصى أمر الله وظلم نفسه فيُصليه ناراً ولن يجدوا لهم من دون الله أنصاراً، وكذلك شأن المهديّ المنتظَر الناصر الخاتم لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين شأن اختياره يختصّ به الله وحده فيصطفيه ويؤتيه علم الكتاب القرآن العظيم ليجعله المهيمن على جميع علماء المسلمين والنّصارى واليهود فلا يجادله أحدهم من القرآن إلا غلبه بالحقّ حتى يسلّم تسليماً أو يكفر بما أنزل الله على محمد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - القرآن العظيم ثم يُعذّبه الله عذاباً نُكراً، وذلك لأنّه لا ولن يأتي ببيانٍ للقرآن خيرٌ من الذي آتاه الله علم الكتاب وأحسن تفسيراً ولو تعمّر ترليون سنة لما استطاع شيئاً، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    ومن خلال هذا البيان الحقّ في شأن دستور الخلافة يتبيّن لكافة علماء المسلمين بأنّ الذي يؤتيه الله علم الكتاب من بعد رسوله مُكتفٍ بشهادته بالحقّ وشهادة من علّمه البيان الحقّ للقرآن. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وبما أنّني أعلم بأنّي الإمام المهديّ الحقّ المبعوث من الله إليكم تصديقاً لوعد الله بالحقّ في كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحقّ. قال: [لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي] صدق عليه الصلاة والسلام.

    ويا عجبي من علماء أمّةٍ يؤمنون بالحقّ ومن ثم يذروه وراء ظهورهم! فيُحاجّون بالباطل الذي يتناقض مع الحقّ الذي هم به مؤمنون، وذلك لأنّي أراهم يحاجّوني برواية تُنكر أنّ المهدي يبعثه الله وتفتي بالباطل بأنّ النّاس من يصطفونه فيعرِفونه فيُعرِّفونه على شأنه بأنّه المهدي، ويا سبحان الله! فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم وكذلك لا يحقّ لكافة الأنبياء والمُرسَلين التّدخل في شأن اصطفاء خليفة ربّهم فما بالكم بمن هم دونهم!

    وقد أثبتنا من محكم القرآن العظيم من أُمّ الكتاب من الآيات التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه فيذرُهم وراء ظهره فيعمد إلى ما خالفهم من أحاديثَ ورواياتِ الفتنة برغم أنّ الله قد أفتاهم في مُحكم القرآن العظيم بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله، ثم أفتاهم بأنَّ القرآن محفوظٌ من التحريف، ولذلك جعل مُحكمه هو المرجع لِما اختلف فيه علماء الحديث في السُّنة النَّبويَّة التي أفتاهم الله أنّها ليست محفوظةً من التحريف، ولذلك جعل محكم القرآن العظيم هو المرجِع لأحاديث السُّنة النَّبويَّة التي هي من عند الله، وأفتاهم الله في محكم القرآن العظيم بأنّهم إذا اختلفوا في أيّ حديثٍ من الأحاديث الواردة عن النّبيّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأنّ يرجعوا إلى القرآن العظيم للتدبّر بما جاء في مُحكمه من الآيات البيّنات من أُمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ، فإذا وجدوا الحديث النّبوي جاء مخالفاً لأحد أحكام القرآن العظيم فمن ثم سيعلمون بأنّ هذا الحديث النّبوي في السُّنة جاء من عند غير الله؛ من مكر شياطين الإنس بتخطيطٍ من شياطين الجنّ ليصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة المحمديّة التي لم يَعِدِ الله بحفظها من التحريف، ولذلك اتّخذوا أيمانهم جُنّة فصدّوا عن سبيل الله بأحاديثَ تخالف لمحكم القرآن العظيم كما حذّركم الله وعلّمكم بهذا المكر الخبيث بأنّه توجد طائفةٌ بين المسلمين من الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله اتّخذوا أيمانهم جُنّة ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله بغير الحقّ افتراءً على الله ورسوله عن طريق السُّنّة النّبويّة، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ثم بيّن الله لعلماء الأمّة بأنّ صدَّهم ليس بالسيف؛ بل بالافتراء على الله ورسوله بغير الحقّ، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    بمعنى أنّ السُنّة النَّبويَّة الحقّ من عند الله وأنّ الحديث السُنّي الذي يأتي مُخالفاً لمُحكم القرآن حديث مُفترى على الله ورسوله في السُنّة النَّبويَّة التي لم يعِدْكم الله بحفظها من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ومن ثم جعل الله القرآن العظيم هو المرجع للحُكم بينكم في شأن هذا الحديث الذي اختلفتم فيه فأمركم أن ترجعوا إلى القرآن فتتدبّروا ما جاء في مُحكمهِ فإذا وجدتم بأنّ هذا الحديث السُّنيّ عن رسول الله جاء مخالفاً لمحكم ما أنزل الله في القرآن العظيم فإنّ ذلك حديثٌ مُفترى على الله ورسوله، وكذلك أمركم محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بأن تجعلوا محكم القرآن هو المرجع وما اختلف معه فهو مُفترى وليس منه عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام.

    بمعنى أنّه ما جاء مُخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ وجدنا أمر رسول الله لعلماء الأمّة بأنّ مُحكم القرآن هو الحكم للأحاديث النَّبويَّة مطابقاً لأمر الله في محكم القرآن العظيم وبأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث، وذلك لأنّ محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - قد أفتاكم بأنّ السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: [ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه].

    ثم أفتاكم - عليه الصلاة والسلام - بأنّ القرآن هو المرجِع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النَّبويَّة وما خالف محكمه فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ومن ثم تجدون نفس الفتوى لكم عن طريق القرآن العظيم بأنّ السُّنة النَّبويَّة غير محفوظة من التحريف وأنّ القرآن؛ مُحكم القرآن هو الحكم في الحديث النّبوي الذي اختلفتم فيه وأنّ تحتكموا لأولي الأمر منكم إذا لم يعد موجوداً فيكم رسوله وسوف يستنبطون لكم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم. وجميع هذه الفتاوى الحقّ جاءت في موضعٍ واحدٍ في كتاب الله في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويجد جميع علماء المسلمين بأنّ الخطاب في هذا الموضع موجّه لعلماء المسلمين من البداية إلى النهاية، ومن ثم ينبذون ذلك وراء ظهورهم ويتّبعون قول الذين لا يعلمون ويقولون بأنّه موجّه للكافرين بالقرآن العظيم؛ أفلا يتدبّرون القرآن فإنّه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً! فيظنّ الجاهل أنّ هذا تأويلٌ واضحٌ وجليٌّ وهو قد حرّف المقصود من كلام الله جملةً وتفصيلاً، فإنّه لا يقصد الكافرين لأنّه لم يخاطبهم في هذا الموضع بل يخاطب المسلمين، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُـــــهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، فكيف تتّبعون تفاسير تُحرِّف المقصود من كلام الله تحريفاً واضحاً ومفضوحاً؟ فإنّ الله لا يُخاطب الكفار من البداية إلى النهاية، فتدبّروا إن كنتم تعقلون حتى يتبيّن لكم الحقّ إن كنتم تريدون الحقّ، فتدبّروا كتاب الله تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فتدبّروا وحتماً سوف يتبيّن لأولي الألباب منكم بأنّ التأويل الباطل بالاجتهاد قد أضلّكم حتى عن محكم القرآن العظيم فلم تكونوا تعلموا بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، وبسبب تأويلكم للقرآن برأيكم ضلَلْتم حتى عن مُحكم القرآن العظيم واتّخذتموه مهجوراً وجعلتم جُلّ اهتمامكم في الغُنَّة والقلقلة والمدِّ والتجويد، ولا بأس بذلك، ولكنّه ألهاكم عن تدبّر المعنى المقصود من كلام الله الذي هو الأساس من تنزيل القرآن العظيم، أفلا تعقلون؟ فتدبّروا هداكم الله لعلكم تعقلون فترجعوا للمرجعيّة الحقّ مُحكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن بعد التدبّر سوف تستخرجون أحكاماً أساسيّة في الدّين الإسلامي الحنيف لِما كنتم فيه تختلفون وهي:

    1 - الحُكم الأول وهي الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة ليست محفوظة من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}.

    2 - وكذلك يفتيكم الله بأنّه قد كتب افتراءهم عن طريق ملائكتهم.

    3 - وكذلك يعلّمكم الله بأنّه أمر محمداً رسول الله أن لا يطردهم لينظر من يعتصم بمحكم القرآن العظيم ممّن يذَره وراء ظهره فيحاجّ بالباطل المُفترى الذي هو ضدّ مُحكم القرآن العظيم، ولذلك لم يأمر نبيّه بطرد المفترين ولذلك استمر مكرهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    4 - والحُكم الرابع وهو معرفة أولي الأمر فيكم إن وجدوا، وهم الذين يزيدهم الله بسطةً في العلم عليكم، وجعلهم أولي الأمر منكم فإذا احتكمتم إليهم فسوف يستنبطون لكم من مُحكم القرآن بُرهاناً يلجمكم إلجاماً ثم تسلّموا لحكم الله تسليماً إن كنتم مؤمنين، كأمثال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا ولن يُجادلني عالِم من القرآن إلا أخرستُ لسانه بالحقّ فيُسلّم تسليماً إن كان يُريد الحقّ أو يعرض عنه بغير الحقّ فيتّبع لما خالفه وذلك لأنّه لن يستطيع أن يأتي بتفسيرٍ خيراً من تفسير الحقّ وأحسن تأويلاً أبداً، ثم لا تجدونه يطعن في تأويل ناصر محمد اليماني فيقول: "كلا يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر؛ بل أنت كذابٌ أشِر تُحرّف كلام الله عن مواضعه بالتأويل الباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان" ثم يقوم بفضح ناصر محمد اليماني فيأتيكم بتأويل القرآن الذي يُخرس به لسان ناصر محمد اليماني وأنصاره أجمعين إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولكنّي أُقسم بربّ الكتاب مجري السحاب وهازم الأحزاب أنّه لا يستطيع أن يغلب ناصر محمد اليماني جميعُ علماء الأمم الأوّلين منهم والآخرين، فلو اجتمعوا على صعيدٍ واحدٍ لأخرسنّ ألسنتهم بالحقّ إن كانوا يؤمنون بالقرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً ممّا قضيتُ بينهم بالحقّ فيُسلِّموا تسليماً.

    وليس ذلك غروراً منّي وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكنّي أعلم من هو مُعلِّمي الذي يُلهمني الحقّ والباطل؛ الذي علّمني أنّ الشمس أدركت القمر فيولد الهلال في أوّل اليوم والشمس إلى الشرق منه وهلال الشهر الجديد يتلوها من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه أو يغيب في آخر اليوم من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه تصديقاً لقول الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿٥﴾ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿٦﴾ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴿٩﴾ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴿١٠﴾ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴿١١﴾ إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴿١٢﴾ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الشمس].

    فأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾}، وهنا يُبيّن الله لكم شرطاً من شروط الساعة الكُبرى وهو أن تدرك الشمس القمر فيتلوها من بعد ميلاده في عُمره الأول سواءً عند ضحى الشمس في أول اليوم فيتلوها والشمس إلى الشرق منه أو عند غروب الشمس فتغرب الشمس وهو يتلوها والشمس إلى الشرق منه، ولذلك يجد علماء الفلك بأنّ الهلال سوف يغرب والشمس إلى الشرق منه برغم أنّهم يعلمون أنّه قد ولد.

    وأقسم بالله لا يستطيع علماء الفلك أن يأتوا بتفسيرٍ علميٍّ كيف يولد الهلال فيغيب قبل غروب الشمس ولم يستطيعوا أن يتوصلوا لتفسير علميّ لذلك، ولكنّهم اكتفوا بقولهم أنّه اختلّ شرط من شروط رؤية الهلال ومن شروطه أن يغرب بعد الشمس! ثكلتكم أمّهاتكم بل اختلّ شرطٌ من شروط النظام الفلكيّ الذي أنتم به موقنون لتصديق شرط من شروط الساعة الكبرى؛ فتدرك الشمس القمر فيتلوها من بعد ميلاده، وحسبي الله على علماء الفلك الذين يعلمون أنّه بحساب توقيت مكة المكرمة سوف يغيب قبل غروب الشمس برغم أنّه قد وُلد، وأقول لهم قاتلكم الله إن لم تعترفوا بالحقّ ومِن متى يغيب الهلال قبل غروب الشمس من بعد ميلاده؟ وأنتم تعلمون بأنّ الهلال منذ أن خلق الله السماوات والأرض يجتمع بالشمس وهو محاق مظلم من الضياء وجه القمر كُليّاً ومن ثم فور ميله عن الشمس يبدأ الثانية الأولى من عُمر الهلال الفلكي مُنفصلاً عن الشمس شرقاً فيتقدّمها ولا ينبغي لها أن تتقدّمه منذ أن خلق الله السماوات والأرض، {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} [يس]، وذلك حتى تعلموا إذا جاءت أشراط الساعة الكبرى نذيراً للبشر فتُدرك الشمس القمر بالفجر فيولد والشمس إلى الشرق منه أو يغرب من بعد ميلاده والشمس إلى الشرق منه؛ بمعنى أنّ حساباتهم تخبرهم بأنّه سوف يغيب قبل غروب الشمس برغم أنّه قد وُلِد، فكيف يكون ذلك يا عُلماء الفلك؟ كيف يولد الهلال ومن ثم يغيب قبل غروب الشمس وأنتم تعلمون أنّه ينفصل عن الشمس شرقاً وليس غرباً! أفلا تعقلون؟

    ويا معشر هيئة كبار عُلماء المملكة العربيّة السعودية، إنّكم تعلمون بأنّ كافة عُلماء الفلك مُتّفقون بأنّ هلال شهر ذي الحجّة لعام 1429 سوف يغيب قبل غروب الشمس وقبل الاقتران وحتى قبل الميلاد، ولذلك يرون أنّه من المستحيل رؤية هلال شهر ذي الحجّة لعام 1429 بعد غروب شمس الخميس، ولذلك لن يراقبوا هلالاً رؤيته مستحيلة، فعليكم يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعودية أن تقولوا: "يا معشر كافة عُلماء الفلَك في المملكة العربيّة السعودية، إنّكم تُجادلوننا في كُل مرةٍ من إعلان هلال المُستحيل حسب علمكم الفلكيّ الفيزيائيّ الدقيق، فتنازلوا عن كبركم واحضروا لمجلس القضاء الأعلى لكي تتم مُراقبة هلال المُستحيل سويّاً جنباً إلى جنبٍ؛ عُلماء الفلك وعُلماء الشريعة، حتى تعلموا أنّ مجلس القضاء الأعلى لا يُعلن للناس عن يوم عرفة الذي هو أساس الحجّ إلا بعد التأكّد والتّحرّي الدقيق عن رؤية هلال شهر ذي الحجّة، وذلك حتى تعلموا المقصود والمراد من بيان المدعو ناصر محمد اليماني (أدركت الشمس القمر يا معشر البشر أحد شروط الساعة الكبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر)، لأنّكم أخبرُ بهذا من عُلماء الشريعة، وإنّما يراقبون الهلال ويقولون: "فإن رأيناه أعلنّا غرّة شهر ذي الحجّة، وإن لم نرَه أتممنا، وما يدرينا بما يقوله اليماني في هذا الشأن لأنّه يختصّ بعلمه علماء الفلك لعله يتبيّن لنا سويّا شأن هذا الرجل هل هو المهديّ المنتظَر حتى لا نعرض عن الحقّ من ربّ العالمين".

    والحمدُ لله الذي علّمني ما لم تكونوا تعلمون فيجعل الحجّة لعبده عليكم في هلال ذي الحجّة لعام 1429، وسوف تُعلن المملكة العربيّة السعودية حتماً بلا شكٍّ أو ريبٍ عن ثبوت رؤية هلال ذي الحجّة لعام 1429 بعد غروب شمس يوم الخميس 29 من ذي القعدة ليلة الجمعة المباركة القادمة غُرّة ذي الحجّة الشرعيّة، والحكم لله وهو خير الحاكمين، اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    كتب الردّ شخصيّاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6537 من موضوع الرد على الطيب المكي: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 01 - 1431 هـ
    31 - 12 - 2009 مـ
    02:58 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الردّ على الطيب من محكم الكتاب، فهل يتذكر إلا أُولُو الألباب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين جدّي محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {
    كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص]. فمن هم أُولُو الألباب؟ ألا إنّهم أصحاب الفكر والتدبّر، ولم أجد في كتاب الله أنّه اهتدى إلى الحقّ من عباده إلا أُولُو الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فمن هم أصحاب الفكر والتّدبّر؟ وهم الذين لا يتّبعون الاتّباع الأعمى ولا يحْكُمون على الدّاعية من قبل التّدبّر والتفكّر في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق؟ فإذا قبِله العقل والمنطق فهذا يعني أنّه من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦‏} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكن مشكلة الذين ضلُّوا عن الحقّ واتّبعوا الباطل هو أنّهم لا يستخدمون عقولهم، وقد أدركوا خطأهم بأنّ سبب ضلالهم هو الاتّباع الأعمى وعدم استخدام العقل ولكن للأسف لم يدركوا سبب ضلالهم أنّه كان بسبب عدم استخدام عقولهم إلا بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    إذاً الذين هداهم الله هم فقط أُولُو الألباب وهم أصحاب العقول المُتفكّرة والمُتدبّرة فيتفكّرون في قول الدّاعية هل هو قول مُنزَّل من ربّهم؟ ومن ثم يتّبعون أحسنه، تصديقاً لقول الله تعالى‏:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، وما يقصد الله بقوله تعالى: {يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وذلك القول المُنزّل من ربّهم في مُحكم آيات الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أيّها الطيّب، إن كنت عالِماً طالباً للعلم فالتزم بما أوصاك الله به فقد نهاك الله عن الاتّباع الأعمى وأمرك أن تستخدم عقلك الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، فانظر إلى أمر الله إلى طالب العلم في محكم كتاب الله:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ونخرج الآن بنتيجة الأمم جميعاً، فتبيّن لنا من هم الذين اهتدوا إلى الصراط المستقيم، ومن هم الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم؟ والجواب تجده في محكم الكتاب أنّه لم يهتدِ إلى الحقّ إلا أُولُو الألباب أصحاب الفكر والتدبر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    وأما الذين ضلُّوا عن الصراط المستقيم فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأدركوا خطأهم بعد فوات الأوان، ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم.

    فتعال لكي نستخدم العقل فيما تُحاجّني به أخي الكريم، وأراك تقول إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلم أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل أهل العلم يعلمون أنّه المهديّ المنتظَر فيقومون بتعريفه على نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وإن أنكر أجبروه على البيعة وهو مُكرَه! فتعال لنُحَكِّم العقل والمنطق في هذه الرواية هل يقبلها العقل والمنطق؟ وما يلي جواب عقل أيّ إنسان عاقل إذا تفكّر وتدبّر فسوف يفتيه عقله ويقول له: أولاً إنّ المهديّ المنتظَر لا بد له أن يكون عالماً كبيراً من أكبر علماء الأمّة في عصره على الإطلاق وذلك لكي يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحّد صفّهم ويجمع شملهم، والسؤال الذي يطرح نفسه بالعقل هو: إذا كان هذا المهدي لم يعلم أنّهُ المهديّ، فكيف عَلِم أصحاب العلم أنّه هو المهديّ؟ مع إنّه ينبغي أن يكون هو أعلم منهم ولكنّهم أصبحوا هم الأعلم منه، ولذلك أفتوه أنّه المهديّ المنتظَر، فكيف تركب هذه يا أُولي الألباب؟ أليس من المفروض أن يكون الإمام المهديّ هو الأعلم فيعلم أنّه المهديّ المنتظَر قبل أن يُعلِّمَه علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر؟
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما يدري علماء الأمّة أنّه المهديّ المنتظَر، فهل لأنّه أقنى الأنف كما يزعمون؟ ولكنّنا سوف نجد مليون أقنى الأنف، أم لأنّه واسع الجّبهة؟ فما أكثر الصلعان في هذا الزمان بسبب داء القشرة، أفلا تعقلون يا معشر علماء الأمّة؟ فلا تكونوا من أشرّ الدّواب الذين لا يعقلون ولذلك لا يهتدون سبيلاً، وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وأما خير الدواب فهم أُولُو الألباب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن ربّك الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

    ويا أيها الطيّب، اتّقِ الله أخي الكريم وكُن طيّباً من أولي الألباب، واعلم أنّ البرهان للإمام المصطفى من رَبّ العالمين هو أن يزيده الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    واعلم أنّ هذه الآية نزلت في الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام ليُعلّمكم الله الناموس الحقّ في الكتاب أنّه هو من يصطفي أئِمّتكم بالحقّ فيزيدهم عليكم بسطةً في العلم، حتى إذا علمتم أنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم المُلجم بالحقّ والمُقنِع للعقل والمنطق من محكم كتاب الله، ومن ثم تعلمون أنّ الله قد جعله خليفة لكم وإماماً كريماً ليهديكم إلى الصراط المستقيم فيحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فيوحّد صفّكم ويجمع شملكم لتقوى شوكتكم.

    ويا أيّها الطيّب الكريم، بارك الله فيك وهداك وأراك الحقّ حقاً وثبّتك على الصراط المستقيم إنّ ربّي غفور رحيم، فإن قلت لك اتّقِ الله في الإمام المهدي الحقّ من ربّك ولا تصفه بما ليس فيه بأنّه يفسر القرآن على هواه فأقسم بربّ العالمين أنّك افتريت على المهديّ المنتظَر خليفة الله لأنّك تعلم أنّه لا يفسّر القرآن على هواه حاشا لله؛ بل أفسر القرآن بالبيان فآتيكم بالسلطان من ذات القرآن كلام الرحمن وليس بياناً بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    ويا أخي الكريم كن صادقاً مع الله ومع نفسك ومع الآخرين حتى يصدّقك الآخرون فأنت أصلاً لا تُريد أن أحاجّك بكتاب الله؛ القرآن العظيم، وتأمرني أن أتّبع السُّنّة وحدها بحجّة أنّها جاءت بياناً للقرآن وانتهى الأمر، وتقول إنّ الذين قبلنا يعلمون كُلَّ آية متى نزلت وفيمن أُنزلت فحسبنا ما وجدنا عليه السلف الصالح وإنّا على آثارهم مهتدون وبسنّتهم مُستمسكون فنعض عليها بالأسنان ونتشبث فيها بالأظافر، ثم يُلقي إليك المهديّ المنتظَر سؤالاً وأقول: فلماذا حفظ الله الذِّكر من التّحريف إلى يوم الدين؟ أليس لكي نتّبع كتاب الله القرآن العظيم فنعتصم بمحكمه ونكفر بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لأنّ كتاب الله هو المحفوظ من التحريف لذلك جعله الله الحجّة علينا لئِن زِغنا عن الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى:
    {
    وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أيّها الطيّب، بعث الله الإمام المهديّ فزاده الله عليكم بسطةً في علم الكتاب ليجعلني المهيمن بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم على كافّة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود فهل تُريدني أن أجعل لكم ولهم علينا سلطاناً فأدعوهم إلى الاحتكام إلى السُّنّة النّبويّة؟ إذاً لما استطعت أن ألجم عالماً ولا جاهلاً لأنّه يستطيع أن يطعن في الرّواية أو الحديث فيقول إنّها مُفتراة ما أنزل الله بها من سلطان، ومن ثم يقول لي أُقسم أنّها من عند الله، ثم أقول مثل ما تقولون الله أعلم فهذا ما وجدنا عليه أسلافنا في العلم والأحكام! ولكنّي حين آتيكم بسلطان العلم من مُحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي يعلم كافة علماء المسلمين والنَّصارى واليهود أنّه قرآنٌ عظيمٌ كتاب الله المحفوظ من التحريف، ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً في العالمين، ومن ثم أجعلكم بين خيارين اثنين: إما أن تتّبعوا كتاب الله بتطبيق أحكام الله، وإما أن تُعرضوا عن كتاب الله فيعذّبكم الله عذاباً نُكراً مع الكفّار بالقرآن العظيم، فبئس ما يأمركم به إيمانكم أن تؤمنوا بالقرآن العظيم بأنّه كتاب الرحمن المحفوظ من التّحريف ثم لا تُجيبون داعي الاحتكام إلى كتاب الله فلبئس ما يأمركم به إيمانكم لو كنتم تعقلون.

    ويا أيّها الطيب، إنّي لا أكفر بأحاديث السُّنة النبويّة الحقّ لأنّها لا تأتي مخالفةً لناموس الكتاب في شيء، وإنّ رواياتكم التي تُحاجّوني بها أنّكم أنتم مَن يصطفي المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور مخالفة للعقل والمنطق، فما يُدريكم أيّاً من الناس المهديّ المنتظَر حتى تصطفونه من بين البشر؟ وما يُدريكم بقدره المقدور في الكتاب المسطور، فهل أنتم أعلم أم الله الذي يصطفي خليفته في الأرض فيزيده عليكم بسطةً في العلم كما اصطفى الله خليفته آدم عليه الصلاة والسلام خليفته في الأرض فزاده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم حتى صار خليفة الله آدم هو المُعلّم لهم لِما لم يكونوا يعلمون، وجعل الله آدم وملائكته المقرّبين عليه وعليهم الصلاة والسلام في ساحة الاختبار العلميّ لكي يعلم عباده برهان الخلافة والإمامة في كُلّ زمانٍ ومكانٍ أنّ مَن اصطفاه الرحمن أنّه يزيده بسطةً في العلم على كافّة مَن استخلفه عليهم ولذلك لم يأمر الله ملائكته بالسجود لخليفة الله المصطفى آدم إلا بعد أن أثبت خليفة الله آدم أنّ الذي اصطفاه قد زاده بسطةً في العلم، وقال الله تعالى:
    {
    وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة: من الآية 31 إلى 33].

    وهنا أثبت آدم أنّ الذي اصطفاه الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم، ومن بعد إقامة الحجّة جاء الأمر الإلهيّ إلى ملائكة الرحمن:
    {
    وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّي لم آتِ بالتأويل من رأسي بالظنّ؛ بل هذا مرتبٌ في الكتاب ومفصّلٌ لأولي الألباب فتدبّر وتفكّر، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤} صدق الله العظيم.

    إذاً خليفة الله في الأرض يكون المختصّ بشأن اختياره في قدره المقدور وبعثه إلى البشر هو الله مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء، وحين أتيتك ببرهان الإمامة في قصّة الإمام طالوت لُمتَني وقلت إنّ هذه الآية نزلت في طالوت، ويا سبحان الله العظيم! وهل تظنّ أنّني غبيّ لا أعلم أنّها جاءت في قصة الإمام طالوت! وإنّما استنبطنا لكم ناموس الإمامة والخلافة بأنّها ليست من شأنكم فتصطفون من تشاءون والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولا ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا خليفة الله من دونه الذي جعله الله إماماً للأمّة من بعد نبيّه، بل الله هو من يصطفي ويختار، مالك الملك يؤتي ملكه من يشاء. ولذلك تجدون كذلك ناموس الخلافة والإمامة في قصّة نبيّ بني إسرائيل من بعد موسى لتعلموا أنّ الله هو من يصطفي الخليفة والإمام للأمة فيزيده عليهم بسطةً في العلم:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا هو الناموس في شأن اصطفاء خليفة الله والإمام منذ القِدم من عصر خليفة الله آدم إلى خاتم خلفاء الله أجمعين خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ المنتظَر، فلا ينبغي لملائكة الرحمن المُقرّبين والجنّ والإنس أجمعين أن يصطفوا خليفة الله في الأرض، الإمام المهديّ مِن دون الله سبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    فبالله عليكم، فهل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام هو أرفع شأناً من خليفة الله الإمام المهديّ؟ فلماذا تجدون في الكتاب أنّ الله هو من اصطفاه على بني إسرائيل وزاده بسطةً في العلم ومن ثم تحقّرون من شأن خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر بأنّكم أنتم من يصطفيه ويختاره في قدره المقدور؟ ويا عجبي من أمركم! فكيف ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ الذي جعله الله إماماً لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأما مُعجزة التكليم في المهد فقد مضت وانقضت، وأما تكليم ابن مريم وهو كهل فيكون من الصالحين التابعين فذلك في عصر بعث المهديّ المنتظَر إن كنتم تتّقون، فكيف تصطفون خليفة الله من دونه الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أفلا تتفكّرون؟

    ويا أيّها الطيّب المحترم، لقد جاء بعث المهديّ المنتظَر وإنّا لصادقون ولكل دعوى برهان، ولكنّ المهديّ المنتظَر يدعو اليهود والنَّصارى والمسلمين إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين، وللأسف إنّ أوّل من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى الذِّكر القرآن العظيم هم المسلمون، فتدبّر وتفكّر في ما يلي وفكِّر وحكِّم عقلك وقرِّر، وما يلي اقتباس من أحد البيانات المؤيّدة بسلطان العلم المُلجم بآيات محكمات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم إنّ القرآن هو المرجع والحكم فيما كنتم فيه تختلفون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فليس الأمر هيِّناً بل هذا شأن المهديّ المنتظَر الذي تنتظرونه منذ أمدٍ بعيدٍ ليبعثه الله ليهديَكم والناس أجمعين إلى الصراط المُستقيم، فلا تلوموني على التّطويل بل حقّاً علينا أن نقيم عليكم الحُجّة بسلطان العلم حتى تُسلِّموا للحقِّ تسليماً معذرةً إلى ربّكم ولعلّكم تتّقون قبل أن يأتيكم العذاب الأليم فأدرأ الحُجّة بالحجّة الأفصح والأوضح.

    يا أيها الطيب المبارك، فإذا ألجمت الإمام ناصر محمد اليمانيّ بعلمٍ أهدى من علمه وأصدق قيلاً وأقوم سبيلاً فلن تأخذني العزّة بالإثم وسوف تجدُني أسلٍّم للحقِّ تسليماً، فلا ينبغي لمن يتقي الله حقّ تُقاته أن تأخذه العزة بالإثم إن تبيّن له إنّه على باطل والحقّ مع من يجادله بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن، فتدبّر سلطان المهديّ المنتظَر بالحقّ بأنّ القرآن هو المرجِع والحكم فيما اختلف فيه اليهود والنَّصارى والمسلمون ولذلك جعل الله المهديّ المنتظَر هو المهيمن عليهم أجمعين بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، فتدبّر سلطان البيان أنّ القرآن هو حقّاً الحَكَم والمرجِع فيما كنتم فيه تختلفون.

    وما يلي اقتباس من أهم البيانات في طاولة الحوار العالميّة لبيان القرآن العظيم :

    ألا والله الذي لا إله غيره لو يُلقي إلى أهل العلم منكم المهديُّ المنتظر بسؤالٍ وأقول: أخبروني هل تنتظرون المهديّ المنتظَر يبعثه الله إليكم نبيّاً جديداً؟ فإنّه سوف يكون جوابكم واحداً موحداً وكأنّكم تنطقون بلسانٍ واحدٍ فتقولون: "كلا ثم كلا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر فلن يبعث الله المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً، سبحانه! فيُناقض كلامه المحفوظ من التحريف في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، ولذلك نحن ننتظر المهديّ المنتظَر ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ثم أُلقي إليكم بسؤالٍ آخر وأقول: وما تقصدون بأنّكم تنتظرون المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ سيكون جوابكم واحداً موحداً فتقولون: "نقصد إنّ الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبيّاً جديداً بكتابٍ جديدٍ بل يبعثه الله ناصراً لمحمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا ينبغي له أن يحاججنا إلا بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم يقول لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد: والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه، إنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد وقد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد)، وجعل الله اسمي بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور منذ أن كنت في المهد صبيّاً (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ في اسمي للاسم محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم أبي (ناصر محمد)، وبذلك تقتضي الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، وذلك لأنّ الله لم يبعث المهديّ المنتظَر بكتابٍ جديدٍ لأنّه لا نبيّ مبعوث من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل بعثني الله ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه و آله وسلم، فأدعوكم والنّاسَ أجمعين إلى الاستمساك بما جاء به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأدعوكم إلى ما دعاكم إليه جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأحاجُّكم بما حاجج النّاس به جَديّ محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم، وأدعوكم إلى الاحتكام إليه في جميع ما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل لتحريفه من بين يديه في عصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا من خلفه من بعد مماته، وحفظه الله من التحريف ليكون المرجع لعلماء الدّين فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون بشرط تطبيق النّاموس لكشف الأحاديث المدسوسة والمحرّفة في السُّنة النّبويّة، وذلك لأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة جاءت كذلك من عند الله لتزيد القرآن بياناً على لسان محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكنّ الله أفتاكم في مُحكم كتابه أنّه لم يعِدكم بحفظ الأحاديث من التحريف والتزييف في السُّنة النَّبويّة ولذلك أمركم الله بتطبيق النّاموس في الكتاب لكشف الأحاديث المدسوسة والمكذوبة في السُّنة النّبويّة، وعلّمكم الله في مُحكم كتابه العزيز أنّ ما وجدتم من الأحاديث النَّبويّة جاء مخالفاً لمُحكم القرآن العظيم فأفتاكم الله أنّ ذلك الحديث في السُّنة النَّبويّة المُخالف لمُحكم القرآن جاء من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان ليصدّكم عن الصراط المستقيم عن طريق المؤمنين من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من الذين جاءوا إلى بينَ يديّ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقالوا: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أن محمداً رسول الله" فأظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر ليكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثم علّمكم الله كيفيّة صدّهم عن سبيل الله وبيّن لكم في مُحكم كتابه طريقة مكرهم وبيّن لكم عن سبب إيمانهم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الأحاديث النَّبويّة فيصدّوا المسلمين عن طريق السُّنة التي لم يعِدهم الله بحفظها من التحريف ولذلك يقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مجالس أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة ليكونوا من رواة الحديث. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وفي هذه الآيات المحكمات بيّن الله لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    فعلّمكم عن طريقة صدّهم كما قال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    فعلّم الله رسولَه والمؤمنين في محكم القرآن العظيم عن مكرهم؛ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولكنّ الله لم يأمر نبيّه بكشف أمرهم وطردهم بل أمر الله نبيّه وقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ثم بيّن الله الحكمة من عدم طردهم لينظر مَنْ الذين سوف يستمسكون بكلام الله ومَنْ الذين سوف يُعرضون عن كلام الله المحفوظ القرآن العظيم ثم يذرونه وراء ظُهورهم فيستمسكون بكلام الشيطان الرجيم الذي يجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ الله علمكم بالنّاموس لكشف الأحاديث المُفتراة في السُّنة النَّبويّة فعلّمكم الله أنّ ما ذاع الخلاف فيه بينكم في شأن الأحاديث النَّبويّة فأمركم أن تحتكموا إلى مُحكم القرآن، فإذا كان هذا الحديث في السُّنة النَّبويّة وقد جاء من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لأنّ الحقّ والباطل دائماً نقيضان مختلفان، ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع والحكم فيما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

    وإذا جاء المؤمنين أمرٌ من الأمن؛ أي من عند الله ورسوله، لأنّ من أطاع الله ورسوله فله الأمن من عذاب الله في الدُّنيا ويأتي يوم القيامة آمِناً، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وأمّا قوله: أو من الخوف، فذلك من عند غير الله ولن يجد من يُؤمِّنَهُ من عذاب الله من اتّبع ما خالف أمر الله ورسوله.

    وأمّا قول الله تعالى:
    {أَذَاعُوا بِهِ وأولئك علماء الأمّة من رواة الحديث، فطائفةٌ تقول إنّ هذا الحديث حقّ من عند الله ورسوله وأخرى تُنكره وتأتي بحديثٍ مخالف لهُ، ثم حكم الله بينهم أن يحتكموا إلى رسوله إن كان لا يزال بينهم أو إلى أولي الأمر منهم من أئمة المسلمين الذين يأتيهم علم البيان للقرآن العظيم من الذين أمرهم الله بطاعتهم من بعد رسوله فيأتونهم بحُكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيستنبطون لهم حُكم الله بينهم من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وما على أولي الأمر منكم إلا أن يستنبطوا لكم حُكم الله بينكم من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون؛ بمعنى إنّ الله هو الحكم بين المختلفين، وإنّما الأنبياء والأئمة الحقّ يأتوكم بحُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وها هو المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في زمن اختلاف علماء المسلمين وتفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر علماء المسلمين والنّصارى واليهود، فقد جعل الله القرآن العظيم هو المهيمن والمرجع لكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء كان في السُّنة النَّبويّة أو في التّوراة أو في الإنجيل فاعلموا أنّ ما خالف محكم القرآن فيهما جميعاً أنه قد جاء من عند غير الله؛ من عند الشيطان الرجيم، ولذلك حتماً تجدون بين الباطل ومحكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه اختلافاً كثيراً إن كنتم بالقرآن العظيم مؤمنين، فقد جعله الله المرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر النّصارى واليهود والمسلمين، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر مُبتدعاً بل مُتَّبِعاً لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المسلمين من الأمّيّين والنّصارى واليهود، وذلك لأنّ نبيّ الله موسى وعيسى وجميع الأنبياء يدعون إلى الإسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    والبرهان على دعوة نبيّ الله موسى لفرعون وبني إسرائيل أنّه كان يدعوهم إلى الإسلام والذين اتّبعوا نبيّ الله موسى من بني إسرائيل الأوّلين كانوا يسمَّون بالمسلمين وذلك لأنّ نبيّ الله موسى كان يدعو إلى الإسلام ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].

    وذلك لأنّ الله ابتعث رسوله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدّين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سليمان ليدعو النّاس إلى الإسلام ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها. قال الله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك ابتعث الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وعلى أمِّه وآل عمران المكرمين وسلّم تسليماً كثيراً - ليدعو بني إسرائيل إلى الإسلام ولذلك يُسمّى من اتّبع نبيّ الله عيسى بالمسلمين. وقال الله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم مُصدِّقاً لما بين يديّ من التّوراة والإنجيل والقرآن أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبيّ الله موسى و داوود وسليمان والمسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله - صلّى الله عليهم أجمعين وسلّم تسليماً كثيراً - إلى الدّين الإسلامي الحنيف، ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين. وأدعوكم إلى أن نتّفق على كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبد سواه؛ فلا ندعو موسى ولا عُزير ولا المسيح عيسى بن مريم ولا محمد من دون الله، صلّى الله عليهم وأوليائهم وسلّم تسليماً كثيراً، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم في مُحكم القرآن العظيم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر المسلمين الأمّيّين من أتباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكم حذّركم الله يا معشر الشيعة والسُّنة أن تتّبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيّه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكانوا يظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنة والشيعة وأفتوكم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وإنّكم وإنّهم لكاذبون! وما كان لملائكة الرحمن المقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الأرض فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنة؟ فأمّا الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنةٍ وآتوه الحُكم صبيّاً! وأمّا السُّنة فحرّموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي اصطفاه الله عليهم وزاده بسطةً في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف! وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسُّنة في طاولة الحوار العالميّة إلا أن يقولوا :"إنّك كذابٌ أشِرٌ ولست المهديّ المنتظَر، بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم وأقول:

    أقسمُ بالله العظيم الرحمن على العرش استوى إنّكم لفي عصر الحوار للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور بقدر مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر،
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111] واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم إن كنتم صادقين شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تجادلونه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكائيل ولا السُّنة ولا الشيعة بل اصطفاني خليفةً لله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم، إنّه الله مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء، فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسُّنة الذين أضلتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت، ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت أفلا تتقون؟ بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربّكم ولكنّكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسُّنة، فهل أدلّكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون مسألةً أنها مخالفةٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السُّنة والجماعة. ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألةٍ ما فتأتي آيةٌ تكون برهاناً لما معكم فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولون لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمةٌ بيِّنةٌ ظاهرها وباطنها مخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويلها إلا الله! ومن ثم أقيم الحجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلةٌ في طائفةٍ من الصحابة اليهود يا معشر السُّنة والشيعة فلماذا اتّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع المذاهب الإسلاميّة، فهل أنتم مسلمون أم يهودٌ معرضون عن الدعوة والاحتكام إلى كتاب الله؟ فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ أن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعله الله مُتبِعاً وليس مُبتدِعاً، فهل دعا محمدٌ رسول الله المختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم أم إنّ ناصر محمد اليماني مُبتدعٌ وليس مُتّبعاً كما يزعم إنّ الله ابتعثه ناصراً لمحمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكنّي من الصادقين، ولأنّي من الصادقين مُتبعٌ لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولستُ مُبتدعاً وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]، إذاً لكُل دعوى برهان إن كنتم تعقلون.

    ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السُّنة النَّبويّة الحقّ، فهل أخبرَكم محمدٌ رسول الله كما علمه الله أنّكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون: "قال محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوى: [افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، وافترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم".

    ومن ثم أقول لكم: نعم إنّ الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النبيّ الأميّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكلّ أمّة يتّبعون نبيّهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم، ولكنّ الله جعل لكُل نبيّ عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلّونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخراً: أفلا تُفتوني حين يبعث الله النبيّ من بعد اختلاف أمّة النبيّ الذي من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه، فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده وليس على نبيّه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهكذا الاختلاف مستمرٌ بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم، ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه، ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرقوا دينهم شيعاً، ونبذوا كتاب الله التّوراة والإنجيل وراء ظهورهم، واتّبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فأخرج الشياطينُ المسلمين من أهل الكتاب عن الصراط المستقيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النبيّ الأميّ الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كُتب الأنبياء والمرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق النّاموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بتطبيق النّاموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأنّ الله هو الحكم بين المختلفين وإنّما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذاً تبين لكم أنّ الله هو الحكم وما على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأنّ الله هو الحكم بينهم.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ومن ثم طبّق محمدٌ رسول الله النّاموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم} صدق الله العظيم [الأعراف:2-3].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّـهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].

    وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثيه].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّـهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى: {أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    و قال الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    و قال الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    و قال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وقال الله تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنتم به مؤمنين، فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟

    فأجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون، وسوف تعلمون أنّه لا يحقّ لملائكة الرحمن المقربين أن يصطفوا خليفة الله، فكيف يحقُّ لكم أنتم يا معشر الشيعة الاثني عشر! أفلا تتقون؟

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    اقتباس المشاركة :
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    29 - رجب - 1444 ه‍ـ
    20 - 02 - 2023 مـ
    05:47 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
    _________


    اِرتَضوا بِمَن اِختَاره الله ..


    مِن خَليفة الله على العالَم بأسرِه إلى أهْل اليمَن خاصَّةً والعالَم عامَّةً؛ قاداتهم وأحزابهم وشعوبهم أجمَعين، اِسمعوا واعقِلوا هذا الأمْر مِن الله رَبِّ العالَمين أن أُلقيه كما يَلي:

    (اِرتَضوا بِمَن اِختَاره الله). انتهى.

    فَمَن أبى اختيار الله فسَوف نَنظُر ونَرى: هل الله بالِغ أمرِه؟ ولسَوف تعلَمون حقيقة قول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٦٨﴾‏ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ‎﴿٦٩﴾‏ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‎﴿٧٠﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص]
    وسَلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
    خليفةُ الله على العالَم بأسرِه الإمام المَهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=407459

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] يا معشر البشر ان السحرة والمفترين هم سبب هلاك الامم
    بواسطة نون في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-06-2019, 01:02 AM
  2. [ فيديو ] يا معشر الناس المهدي المنتظر قد ظهر في عصركم وهو حي يرزق بيننا
    بواسطة محسن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-10-2018, 06:48 AM
  3. خبر عاجل علامات ظهور الإمام المهدي المنتظر قد أكتملت والمهدي بيننا 2016
    بواسطة راضيه بالنعيم الاعظم في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-10-2016, 09:05 PM
  4. أدركت الشّمس القمر يا معشر البشر..
    بواسطة نسيم حميد المخلافي في المنتدى أدركت الشمس القمر وسبقته
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 16-10-2014, 11:36 PM
  5. أدركت الشّمس القمر يا معشر البشر ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 04:51 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •