الموضوع: أنقذوا أنفسكم وأمتكم من الشرك ماظهر ومابطن !

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي أنقذوا أنفسكم وأمتكم من الشرك ماظهر ومابطن !

    إمامنا الحبيب المهدي المنتظر ( ناصر محمد اليماني ) هل تُخبرنّا عن المشركين بالله ؟ وأقسامهم ؟ وهل يختلفون فيما بينهم بما أشركوا ؟

    وهل الشفاعة تعتبر نوع من أنواع عبادة الصالحين من أولياء الله ، يعبدونهم في المبالغة بهم ليقربوهم إلى الله زُلفى !؟

    والجواب بالحق لمن إتخذ من دون الله ولي أو شفيع ، ونعوذ بالله العظيم من الشرك :


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110809 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




    - 26 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 01 - 1431 هـ
    01 - 01 - 2010 مـ
    11:38 مساءً
    ــــــــــــــــــــ




    أخي السائل إنّ المشركين بالله ينقسمون إلى ثلاثة أقسام ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المسلمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخي السائل، إنّ المشركين بالله ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
    أولاً: المؤمنون المشركون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٠٣﴾‏ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ‎﴿١٠٤﴾‏ وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ‎﴿١٠٥﴾‏ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ‎﴿١٠٦﴾‏ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١٠٧﴾‏ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‎﴿١٠٨﴾‏ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ‎﴿١٠٩﴾‏ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ‎﴿١١٠﴾‏ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [يوسف].

    وهؤلاء مؤمنون بالله، وإنما يعبدون عباده المقربين فيدعونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى ولكن الله يُعذّب المؤمنين المشركين ولا يُعذب الذين اتّخذوهم أرباباً من دون الله لأنّهم عباده المُكرمين، وإنّما بالغوا فيهم بغير الحقّ وقالوا إنّهم شفعاؤهم يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ولم يكونوا يعلمون بما فعل أقوامُهم من بعدهم وأنّهم عظَّموهم فبالغوا فيهم بغير الحقّ حتى عبدوهم من دون الله، ولم يعلم بذلك عباد الله المقربين من الأنبياء والمُكرمين المقربين أنّهم يعبدونهم من دون الله إلا يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ومن ثم تبرّأوا منهم وأنكروا عبادتهم لهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كنتم إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شهيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    بمعنى أنّهم كفروا بشُركهم بالمبالغة فيهم بغير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وهؤلاء هم المؤمنون بالله المشركون به عباده المُقربون فيدعونهم من دون الله فيزعمون أنّهم شُفعاؤهم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ معرضونَ ﴿٢٤﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سبحانه بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فهؤلاء عباد الله المُقربون من الأنبياء والأولياء المُكرمين يبالغ فيهم المؤمنون من بعدهم فيُعظِّمونهم جيلاً بعد جيل حتى يجعلوهم أسطورةً فيبالغوا فيهم بغير الحقّ ثم يدعوهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {رَبُّكُمْ أعلم بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَربّك أعلم بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقد ابتعث الله الأنبياء من الجنّ والإنس إلى أقوامهم ليخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ويحاجّوهم بآيات ربّهم. وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٣٠].

    وإنما الأصنام هي أصلاً تماثيل صنعوها لعباد الله المُكرمين في كل أمّة، ولكن يضل السرّ في عبادة الأصنام جيلاً بعد جيل ثم يبعث الله رسله فيسألوا عُبّاد الأصنام عن سرّ عبادتهم للأصنام ولكن قد ضلّ السرّ عنهم في عبادتهم للأصنام وقالوا إنّ آباءهم يعلمون السرّ في عبادة الأصنام فهم أعلم وأحكم وإنّما يتّبعون آباءهم. وقال الله تعالى:
    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٧٠﴾ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴿٧١﴾ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كنتم تَعْبُدُونَ ﴿٧٥﴾ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا ربّ العالمين ﴿٧٧﴾ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴿٨١﴾ وَالَّذِي أَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّين ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فهو لا ينتظر الشفاعة من أحد، ولذلك قال:
    {وَالَّذِي أَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدّين} صدق الله العظيم، ولكنّ الذين كانوا يعبدون الأصنام ردوا الحجّة على آبائهم الذين أضلّوهم بعبادة الأصنام وكلّ أمّةٍ ردّت الحجّة على آبائهم الذين من قبلهم، فيقولون أغويناهم كما غوينا بسبب اتّباع آباءنا من قبلنا، وهكذا كلّ أمّة تلقي باللوم على آبائهم من قبلهم إلى الأمّة الذين يعلمون بسرّ عبادة الأصنام، فاعترفوا أنّهم صنعوا تماثيل لعباد الله المقربين وهنا يتبرّأ المقربون منهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كنتم تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حقّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    فأما الذين قالوا:
    {رَبَّنَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} فألقوا باللوم على آبائهم الذين من قبلهم، وآباؤهم يلقون اللوم على آبائهم الذين من قبلهم حتى وصل السرّ في عبادة الأصنام عن الأمّة الأولى واعترفوا أنهم أغووهم بسبب أنهم بالغوا في عباد الله المُكرمين فصنعوا لهم تماثيل، ومن ثم تبرأ من عبادتهم عبادُ الله المكرمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كنتم تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حقّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾}صدق الله العظيم [القصص].

    وكانوا يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى ويدعوهم ليشفعوا لهم بين يدي الله. وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأرض سبحانه وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:١٨].

    وقال الله تعالى:
    {أَلَا لِلَّهِ الدّين الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}صدق الله العظيم [الزمر:٣].

    إذاً يا قوم قد علمتم ما هو سبب الإشراك بالله إنّه المبالغة في عباد الله المكرمين سواء يكونون من الإنس أو من الجنّ.

    وأما آخرين فيشركون بالله ويعبدون الجنّ من دون الله وخدعهم الشياطين، وأما كيف أشرك آخرون في عبادة الجنّ وذلك لأنّ شياطين الجنّ يَظْهَرون لهم ولكنهم لا يقولون لهم أنّهم شياطين من الجنّ بل يقولون نحنُ ملائكة الرحمن المُقربون فيأمرونهم أن يسجدوا لهم قربةً إلى ربّهم فيعبدونهم من دون الله، وسألهم الله ما كانوا يعبدون من دونه قالوا كُنا نعبد ملائكتك المقربين ليقربونا إليك زُلفةً، ومن ثم يسأل الله ملائكته؛ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ‎﴿٤١﴾‏} صدق الله العظيم [سبأ].

    ويا معشر الشيعة والسُّنة والجماعة، ذروا الشفعاء بين يدي الله، ومن كان يرجو شفاعة عبدٍ بين يدي الله فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، واعتصموا بآيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب خيراً لكم، وذروا المتشابهات التي لا تحيطون بعلمها في ذكر الشفاعة فإنكم لا تحيطون بها علماً فذروها واعتصموا بآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب. وقال الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:٥١].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدّين ﴿١٥﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿١٦﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّين ﴿١٧﴾ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدّين ﴿١٨﴾ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شيئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴿١٩﴾}صدق الله العظيم [الانفطار].

    وقال الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا له مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللهم فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أنت تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأرض جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما تشفع لكم رحمته في نفسه من غضبه إن يشأ، فأنيبوا إلى الله أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين حتى يشفع لكم بين يديه؟ فكيف يكون أرحم من الله بعباده، أفلا تتقون!

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    صدقت وبالحق نطقت ، ونحن على ماذكرت شاهدين على العديد من الطوائف ومبالغتهم بغير الحق لأولياء الله ، وإتخاذهم من دون الله شفعاء ..!

    لكن ماذا ينبغي على المسلم أن يعمل بعد أن أيقن بالبيّان ، وتطهر قلبه من الشرك ؟
    هل الله تعالى يدعونّا كما دعا الأنبياء للمنافسة بحبه وقربه ..؟!

    والجواب بالحق لمن قدروا ربهم حق قدره :


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110807 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..




    - 25 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 01 - 1431 هـ
    25 - 12 - 2009 مـ
    10:33 مساءً
    ـــــــــــــــــــــــ



    من عبد الله إلى كافة عبيد الله في السماوات والأرض ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..

    يا معشر العبيد جميعاً من الإنس والجنّ اتّقوا الله وتنافسوا إلى المعبود وابتغوا إليه الوسيلة أيُّكم أقرب ولا تذروا التنافس إلى الربّ حصرياً لأنبياء الله من الإنس والجنّ، وإنّما بعث الله الرُسل من الجنّ والإنس إلى الجنّ والإنس ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيتنافسوا على حبِّه وقربه، فما خطبكم يا معشر الذين آمنوا برسل الله من الجنّ والإنس تُعظِّمون أنبياءكم بغير الحقّ فتجعلون التنافس إلى المعبود حصرياً لهم من دون المسلمين! وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٣٠].

    ويا معشر المسلمين إنّكم بالله مشركون وأنتم لا تعلمون، ولا نزال نجاهد لإخراج العبيد من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود أيّهم أقرب إلى الربّ، فيفوز بالدرجة العالية الرفيعة التي لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبيد الله كما بيّن لكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في الحديث الحقّ:
    [الوسيلة درجة في الجنّة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد] صدق رسول الله.

    والسؤال الذي يوجهه المهديّ المنتظَر إلى كافة عُلماء المسلمين وأمّتهم هو: لماذا قال عليه الصلاة والسلام:
    [لا تنبغي الا لعبد من عباد الله]؟ وسؤال المهديّ المنتظَر هو: أفتوني من هم عبيد الله؟ وإذا لم تجيبوا سؤال المهديّ المنتظَر فسوف يسأل الله الواحدُ القهار وأقول: يا رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، أفتني من هم عبيدك؟ ثم يأتي الردّ من الله الحقّ المعبود، ويقول: {إِنْ كلّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذاً يا معشر عُلماء المسلمين وأمّتهم، إنّ عقولكم حقيرةٌ ونظرتكم قصيرة فهل عبيد الله فقط هم الإنس والآخرون من الجنّ والملائكة ليسوا بعبيد لله في نظركم؟ فلماذا حصرتم العبد المجهول صاحب الدرجة من البشر ونسيتُم عبيد الله في السماوات والأرض ونسيتم أنّها توجد أممٌ عبيد لله أمثالكم خلقهم لنفس الهدف الذي خلقكم من أجله، وقال الله تعالى:
    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرض وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٨].

    أفلا تعلمون أنّها توجد أممٌ من غير البشر عبيد لله أتقى منكم وأطهر؟ أم لم تنظروا إلى عبد الله طائر الهُدهد الذي احتقر البشر الذين يعبدون الشمس والقمر ولا يعبدون الله الواحدُ القهار؟ أم لم تجدوا قول عبد الله طائر الهدهد في مُحكم الكتاب الذي احتقر البشر الذين يسجدون للمخلوق ويذرون الخالق! وجاء عبد الله طائر الهُدهد:
    {فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كلّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [۩] ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فبالله عليكم يا معشر كفار البشر انظروا لهذا العبد لله طائر الهدهد كيف أنه احتقر عقول البشر الذين يسجدون للشمس والقمر ولا يعبدون الله الواحد القهار، وقال:
    {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [۩] ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ويا معشر عُلماء المسلمين وأمّتهم، إنّي المهديّ المنتظَر لا أزال أُجاهد لأُخرج العباد من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود وإلى التنافس في حبِّ الله وقربه، أفلا تعلمون الحكمة من أنْ يجعل صاحب الدرجة عبداً مجهولاً؟ وذلك لكي تتم الحكمة من خلق العبيد من الملائكة والجنّ والإنس ومن كلّ جنس، وذلك حتى يتنافس جميع عبيد الله في ملكوت السماوات والأرض إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب ومن ثم تتحقق حكمة المعبود من خلق العبيد، ولكنّ المشركين الذين يعبدون الرُسل من دون الله قد أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم فجعلوا العبد المجهول حصرياً من الإنس ثم حصروه ليكون من أنبياء الإنس، ثم قال المسيحيون هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وسلم، وقال الأميّون بل هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

    قاتلكم الله يا عُبّاد الأنبياء يا من تُعظِّمونهم بغير الحقّ يا من حصرتم التنافس للعبيد إلى المعبود أيّهم أقرب حصرياً للأنبياء من البشر، أفلا تعلمون أنّه يوجد رسل وأنبياء آخرون من جنسٍ آخر، وكما جعل الله رسلاً وأنبياء من الإنس فكذلك بعث الله رسُلاً وأنبياء من الجنّ، وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن عُلماء المسلمين قد جعلوا أنفسهم هم الذين يقسّمون رحمة الله، فلم يقُل محمدٌ رسول الله أنه هو عليه الصلاة والسلام بل يتمنى أن يكون هو. وإنّ الله جعله مجهولاً لحكمةٍ بالغةٍ وذلك لكي يتمّ التنافس من كافة العبيد من الجنّ والإنس ومن كلّ جنسٍ فيتنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب فيفوز بالدرجة التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله ولذلك جعله الله مجهولاً، فلماذا تبطلون الحكمة في الكتاب فتقومون بتحديده؟ فهل وكّلكم الله بتحديده؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كنتم صَادِقِينَ} [البقرة:111]، أم على الله تفترون؟ فمنكم من يقول: "وكيف تُريد أن تجعلها لغير محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟" ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو ملكتُها لأعطيتها لجدّي قربةً إلى الله فلا حاجة لي بها فليست الحكمة في التنافس على الدرجة؛ بل ليتنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ويا معشر عُلماء المسلمين وأمّتهم، إني المهديّ المنتظَر لا أزال أُجاهد ليلاً نهاراً عبر الإنترنت العالمية لكي أخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ومنهم عُلماء المسلمين وأمّتهم الذين عظّموا أنبياء الله وجعلوا التنافس إلى المعبود حصرياً لهم من دون الصالحين فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وأذكِّركم بما ذكّرتكم به في أول هذا البيان لماذا قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [درجة في الجنّة لا تنبغي إلا لعبد] فجعله الله مجهولاً، فهل هذا العبد هو من الإنس أو من الجنّ أو من الملائكة أو من أي جنس يعلمه الله في خلقه وذلك لأنّ عبيده ليسوا فقط الإنس، وقال الله تعالى: {إِنْ كلّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرض وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ ربّهم يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٣٨].

    والسؤال هو: فمن أي العبيد يكون هذا العبد؟ فهل هو عبدٌ من الإنس أم عبدٌ من الجنّ أم عبدٌ من الملائكة؟ فلا بُدّ له أن يظل مجهولاً والحكمة لكي يستمر التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود ثم تتحقق الحكمة من الخلق. ولكنّي والله أرى أنها لا ولن تتحقق الحكمة من الخلق حتى يُعذّب الله عُلماء المسلمين وأمّتهم مع الكافرين عذاباً نُكرا لأنهم أصلاً لا يعبدون الله فهم لا يتنافسون على حبِّه وقربه وكُلما قلنا لهم نافسوا محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبِّ الله وقربه ونافسوا المهديّ المنتظَر في حبِّ الله وقربه انقلبوا على أعقابهم، وقالوا: "وكيف تريدنا أن نُنافس محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في حبِّ الله وقربه؟ إنك لمن المشركين". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: فلماذا ترون أنه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله وكافة الأنبياء والمرسلين في حبِّ الله وقربه وقد علمتم بتنافسهم في حبِّ الله وقربه، وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أنْ نُرْسِلَ بِالْآيَات إِلَّا أنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فعلَّمكم الله أنّه برغم أنّه فضَّل بعضهم على بعضٍ، ولكنهم لايزالون يتنافسون أيّهم أقرب إلى الربّ، وأمركم الله إنْ كنتم تحبّون الله أنْ تتّبعوا أنبياءه فتفعلوا ما يفعلون فتجيبوا دعوة التنافس إلى الربّ، وإنّما هم عبيد لله أمثالكم ولكنّكم تعظمونهم بغير الحقّ فجعلتموهم خطاً أحمراً بين العبيد والمعبود، أليسوا هم عبيد لله مثلكم ما لكم كيف تحكمون؟ ولكنكم تعظِّمونهم وترجون شفاعتهم بين يدي الله فأشركتم بالله يا من ترجون من دون الله ولياً ليشفع لكم، وقال الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:٥١].

    ولا يقول لكم المهديّ المنتظَر عظِّموني! وأعوذُ بالله من غضب الله؛ بل نافسوني في حبِّ الله وقربه إنْ كنتم تعبدون الله فاعلموا أنّه ربّ العبيد جميعاً وليس أنّه ربّ رسلكم وأنبيائكم وأحباركم ثم جعلهم أرباباً لكم من دونه أفلا تتّقون؟ بل الله هو ربّكم وربّ أنبيائكم فاعبدوا الله ربي وربكم، فاعبدوا الله ربي وربكم، فاعبدوا الله ربي وربكم.

    ألا والله لا تجدون نبيّاً ولا رسولاً من ربّ العالمين إلا وقال لقومه اعبدوا الله ربّي وربّكم، فلماذا جعلتم الله حصرياً لهم من دونكم؟ ولذلك حرَّمتم على أنفسكم أنْ تنافسوهم في حبِّ الله وقربه! إذاً فمن تعبدون
    {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} [الصافات:86] ؟ أليس الحُكم لله يحكمُ بالحقّ وهو خير الفاصلين فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يُخزيه يا من أعرضتم عن عبادة الله كما يعبده أنبياؤه ورسله فيتنافسون على حبِّه وقربه، فلماذا لا تتّبعون محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إنْ كنتم تحبّون الله؟ فتنافسونه في حبِّ الله وقربه إنْ كنتم عبيداً لله وحده فتنافسوا إلى المعبود فما دونه عبيد أمثالكم فلا تخافوا، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    عبد الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. تحذيرٌ إلى كافة المؤمنين بالله ثم ألبسوا إيمانهم بظلمِ الشرك بالله؛ إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 67
    آخر مشاركة: 13-12-2023, 10:30 PM
  2. فلا نريد أموالكم ولا ملككم؛ بل نريد أن تنقذوا أنفسكم وأمّتكم فتتبعون الداعي إلى الصراط المستقيم
    بواسطة سُبل السلام في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-07-2022, 08:41 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-12-2021, 06:02 PM
  4. [ فيديو ] تحذيرٌ إلى كافة المؤمنين بالله ثم ألبسوا إيمانهم بظلمِ الشرك بالله؛ إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-09-2018, 04:48 PM
  5. [ فيديو ] أنقذوا أنفسكم بالتصديق لأظهر لكم عند البيت العتيق ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2018, 09:20 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •