الموضوع: ما المقصود بقوله تعالى: { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ؟

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29
  1. افتراضي ما المقصود بقوله تعالى: { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ؟

    بسم الله والصلاة والسلام على الناصر لمحمد رسول الله الأمي و على جده رسول الله وعلى أحباب الله في العالمين ...


    قال تعالى : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (48 المدثر) صدق الله العظيم.

    عند حواري مع أحد الاشخاص بخصوص الشفاعة قمت باطلاعه على بيان الشفاعة من كافة جوانبه تقريبا" فخرج لي بسؤال لم أجد له بيان مفصل من بيانات النور وهو كالتالي :
    جاء بقول الله تعالى : فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48 المدثر) صدق الله العظيم ، فهنا يتبين لنا ان هناك عدد من الشافعين ، فان لم يكن هناك شفيع يشفع فما يقصده الله تعالى بشفاعة الشافعين ؟

    أحبكم في الله أحبابي الكرام ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
    ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير

    اللهم أتني في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقني عذاب النار
    اللهم اني أعوذ بك من عذاب البرزخ ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال.


    رضاك ربي غايتي


    أخوكم المجهول

  2. افتراضي


    إقتباس من أحد بيانات وردود الإمام المهدي صلوات ربي وسلامه عليه إلى العضو (طريد)
    والبيانات كاملة في الرابط أسفله:
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?1046



    اقتباس المشاركة 3895 من موضوع سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - محرّم - 1430 هـ
    24 - 01 - 2009 مـ
    11:32 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّـــة ..

    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]. وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    إلى الباحث عن الحقّ طريد والباحث نسيم وكافة علماء المسلمين، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ فإني أُفتي بالحقّ أنّه لا وحي جديدٌ ولا كتاب جديدٌ ولا نبي جديدٌ من بعد خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إلى النّاس كافة، واكتمل الوحي بالدّين على خاتم الأنبياء والمرسلين باكتمال تنزيل القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} صدق الله العظيم [المائدة:3].

    وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو خاتم الأنبياء والمرسَلين، تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    إذاً عقيدتكم بانتظار وحيٍ جديدٍ يوحي به الله إلى الإمام المهديّ عقيدة باطلة تُخالف لمُحكم القرآن العظيم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ الحقّ إنّما سيبعثه الله ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أنّه لن يأتي بوحيٍ جديدٍ إلا من افترى على الله كذباً، وليس الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين من افترى على الله كذباً.

    وأما فتوانا بوحي التّفهيم فهي طريقةٌ لتعليم البيان الحقّ للقرآن العظيم ولا أقول لكم حدّثني قلبي وأريدكم أن تُصدقوني! وسبحان الله وما أنا من الجاهلين، وإنّما يوحي إليّ الله بفهم البيان الحقّ للقرآن فيُعلّمني بسلطان البيان من ذات القرآن، ولا ينبغي لكم تصديقي بأنّني حقاً أتلقّى وحي البيان من الرحمن ما لم آتِكم بُسلطان العلم من ذات القرآن حتى لا تجدوا في أنفسكم حرجاً ممّا قضيتُ بينكم بالحقّ وتُسلّموا تسليماً إن كنتم مؤمنين بالقرآن العظيم.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مُختلف فرقهم ومذاهبهم، إنّي أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله وأشهدُ أنّي الإمام المهديّ المبعوث من الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فإن لم أستطِع فلستُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، ولكنّكم تجهلون كيف التمييز بين الإمام المهديّ الحقّ وبين المهديّ الباطل المُفترى ولذلك أنتم في شأنه مختلفون، فتعالوا لأعلّمكم وأفتيكم بالحقّ كيف لكم أن تعلموا الإمام المهديّ المبعوث من ربّ العالمين وأضع له شروطاً بالحقّ وهي:

    أن لا يقول أنّه نبيٌّ ولا رسولٌ بل إمامٌ ناصرٌ لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحتماً لا بُدّ أن يواطئ اسمه لاسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم الإمام المهديّ لذلك جعل الله التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر مُحمد)، والحكمة من ذلك حتى يجعل الله في اسمي حقيقة على الواقع ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّكم لا تنتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن العظيم ولا سُنّةً جديدةً من بعد سُنّة نبيّه المهديّة إلى الحقّ، ولا يجوز ولا ينبغي للمهديّ الحقّ أن يأتي بشيء جديد غير الذي يوجد في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، ولا ينبغي للمهديّ الحقّ أن يتجاوز كتاب الله وسُنّة رسوله شيئاً فإن تجاوز فهذا يعني أنّه يقصد بأنّهُ يُوحى إليه ولكنّه لا ينبغي له أن يُوحى إليه شيء بعد اكتمال وحي الدّين للناس أجمعين على لسان خاتم الأنبياء والمُرسَلين، تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} صدق الله العظيم [المائدة:3].

    فلماذا تريد أخي الكريم طريد أن يأتيكم المهديّ بوحيٍ جديدٍ؟ فهذه عقيدة مخالفة لمُحكم القرآن العظيم ومخالفة لسُنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وذلك لأنّه لا كتاب جديدٌ من بعد القرآن حتى يأتي تأويله الكُلّيّ في يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    بمعنى أنّ النّاس لا ينتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن بل ينتظرون تأويله على الواقع الحقيقي في الدنيا وفي الآخرة، فلماذا أخي طريد تُريد أن تنتظر مهديّاً بوحيٍ جديدٍ من بعد محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ بل البيان الحقّ للقرآن المجيد من ذات القرآن وليس بوحيٍ جديدٍ.
    تالله لو كفر بشأني الإنس والجنّ وقالوا يا ناصر مُحمد اليماني إنّنا لا نُصدّقك حتى تخبرنا أنّ الله يوحي إليك لَما افتريتُ على الله كذباً، وإنّما يوحى إليّ بالتّكليم من ربّي مباشرةً إلى قلبي بوحي التّفهيم بالبيان الحقّ لما بين أيديكم من آيات الذِّكر الحكيم.

    ولا أزال أراك تُنكر أخي (طريد) وحيَ التّكليم إلى القلب برغم ما آتيناك من السلطان المبين على ذلك، ونزيدك علماً بإذن الله ربّ العالمين. وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:77].

    فإذا استمرَرْت أخي طريد في إنكار التّكليم بوحي التّفهيم إلى القلوب وأصرَرْت بأنّه لا بُدّ أن يكون التّكليم بالصوت فسوف تجعل بين القرآن تناقضاً! وسبحان الله أن يكون تناقضاً في كلامه! وذلك لأنّك سوف تجد آياتٍ أخرى تفتيك وتؤكد لك أنّ الله يُكلّم الكافرين يوم القيامة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً أخي طريد فانظر للآيتين إذا أصررت على فتواك فسوف تجعل لأعداء الله عليك سُلطاناً فَيُكَذِّبون بالقرآن العظيم ويَصِفونه بالتناقض ومن ثمّ يقولون وجدنا آيةً تنفي تكليم الله للكافرين يوم القيامة وهي: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:77].

    ومن ثمّ وجدنا آيات أُخر عكس ذلك وهن مُحكمات وتفيد أنّه سوف يُكلمهم في الآخرة وهي: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثمّ تجعل للشيطان عليك سبيلاً فيأتيك فيوسوس لك ويقول لك: "ألا ترى أنّ هذا القرآن مُفترًى نظراً للتناقض بين آياته؟". ولكنّ الإمام المهديّ لهم لبالمرصاد يأتيهم بالبيان الحقّ للقرآن فيخرس ألسنة المُكذّبين وأقول لهم: لا يوجد تناقض في كلام الله كما يدَّعي ذلك اليهود وكتبوا بياناً بعنوان (تناقض القرآن) ومن ثمّ آتيهم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم، فأبيّن لهم الحقّ والبرهان المبين لوحي التّكليم إلى القلب بالتّفهيم؛ ولكنّ المجرمين لا يُكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي لا يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم فيتلقّون التّكليم من ربّهم بالتّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما تلقّى آدم وحواء فيقولون كمثل قولهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وهذا هو البيان الحقّ لقوله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:77].

    وأما البيان لقوله تعالى: {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} أي ولا يرحمهم من ذات نفسه وهم لم يسألوه رحمته، وسبب عدم سؤالهم رحمة ربّهم لأنّ الله لم يُكلّم قلوبهم أن يسألوه رحمته ولذلك تجد قلوبهم مُبلِسةً يائسةً من رحمة الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    ومعنى قوله يُبلس أي ييأسوا من رحمة الله، وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فما سبب مكوثهم؟ وذلك لأنّهم يائسون من رحمة ربّهم، وقال الله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [ابراهيم].

    وسبب يأسهم من رحمة الله وذلك لأنّ الله لم يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته، ولذلك لم يدعوا الله أن يرحمهم لأنّهم من رحمته يائسون، ولذلك لا يدعون ربّهم وتجدهم يلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمةً من الله. إذاً هم لا يزالون كما كانوا في الدنيا بسبب إعراضهم عن ذكر ربّهم فلم يقدّروا الله حقّ قدره في الدُنيا أي لم يعرفوه حقّ معرفته في الدنيا نظراً لإعراضهم عن ذكر ربّهم، وكذلك من أعرض عن ذِكر الرحمن في الدنيا فهو أعمى في الدنيا عن معرفة الحقّ وكذلك يأتي يوم القيامة أعمى عن معرفة الحقّ، والحقّ هو الله وما دونه باطل؛ بل الحقّ هو معرفة الله والذين لم يعرفوا الله في الدنيا فتجدونهم يدعون من دونه عباده وذلك هو الشرك بالله، وكذلك يوم القيامة أعمى أي فهم عُميان عن الحقّ، وكذلك يأتون يوم القيامة فيبحثون عن شفعائهم لِيَدعُوْهُم أن يدْعُوْا الله، أو يدْعُوْا ملائكته من دون ربّهم أن يُخفّف عنهم، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر أخي طريد لقول الملائكة لأصحاب جهنم: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، فلم يفقه الكفار هذا القول الواضح من الملائكة، والملائكة ردّوا عليهم بالحقّ: {قَالُوا فَادْعُوا} أي ادعوا الله أن يرحمكم فهو أرحم بكم مِنّا وهو أرحم الراحمين، ولذلك كان التعليق هو قوله تعالى: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، والضلال أنّهم لا يزالون يدعون من هم أدنى رحمة من الله؛ إذاً هم لا يزالون عُمياناً عن الحقّ، فما هو الحائل بينهم وبين دعاء ربّهم؟ ولكن سبب عدم دُعائهم لربّهم هو لأنّ الله لم يُكلّمهم بالتّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته ولو سألوه رحمته لأجابهم، فانظر لأهل الأعراف حين سألوا الله رحمته أجابهم وإنّما كلّمهم الله أن يسألوه رحمته ولذلك دعوا ربّهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثمّ انظروا لإجابة دعائهم من ربّهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    وأولئك كلّمهم الله بوحي التّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته فأجابهم وهو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وأصحاب الأعراف هم من الذين يموتون قبل مبعث رسُل الله إليهم ولذلك لم يجعلهم الله في ناره ولم يجعلهم في جنّته، وكذلك استنكروا على الكفار عدم الاتّباع لرسول ربّهم، وقال أهل الأعراف لأهل النّار: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]. ويقصدون أهل الجنّة الذين صَدَّقوا بالحقّ حتى إذا ذكروا رحمة الله ومن ثمّ جاءت الإجابة لدعائهم مباشرة: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    أما المجرمون فهم من رحمة الله مبلسون ولذلك لا تجدهم دعوا ربّهم؛ بل يلتمسون الرحمة ممّن دونه، ومن التمس الرّحمة من محمدٍ رسول الله أن يشفع له فأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لمِن المشركين بالله ربّ العالمين ولن يُغني عنه من الله شيئاً ولا الإمام المهديّ ولا النّاس أجمعين.

    وسرّ الشفاعة أراكم لا تحيطون به وليس كما يزعم الذين لا يعلمون ولم يُقدّروا الله حقّ قدره فهم ينتظرون الشفاعة من عباده المقرّبين وذلك لأنّهم لم يعرفوا ربّهم حقّ معرفته فيجدون أنّه حقاً أرحم الراحمين، فيا عجبي للذين يلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمة من الله برغم أنّهم يؤمنون أنّ الله أرحم الراحمين ولكنّهم ما قدروا الله حقّ قدره، فكيف يدعون عبادَ الله المُقرّبين وهم عبادٌ أمثالهم يخشون الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه؟ وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    إذاً دعاء أحدٍ من دون الله شرك وظلم عظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾ اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٦٢﴾ كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٦٣﴾ اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٤﴾ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٥﴾ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [غافر:60 إلى 66].

    ويا معشر أمّة الإسلام والنّاس أجمعين، إنّما أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بالشفعاء بين يدي الله يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ أن يُقاطعنى الأخ طريد أو الأخ نسيم ويقولون: "كيف تكفر بالقرآن الذي تزعم أنك تُحاج النّاس به؟ ألم يقل الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:28].

    ومن ثمّ أردّ عليهم وأقول لهم: "يا قوم استمسكوا بالمُحكم وذروا المتشابه الذي لا تحيطون به علماً، وذلك لأنّكم إن اتّبعتم المُحكم الواضح والبيّن فقد نجيتم وهُديتم إلى صراطٍ مستقيمٍ، وإن نبذتموه وراء ظهوركم واتّبعتم آيات أخرى تعاكس المُحكم في ظاهرها ولا تزال بحاجة للتأويل من ربّ العالمين بل الشفاعة لله جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الزمر:43-44].

    إذاً يا قوم ما دامت لله الشفاعة جميعاً فليس لكم غير رحمة الله تشفع لكم من عذابه، أما الشُفعاء إنّما يُحاجّون ربّهم في نعيمهم الأعظم وهو أن يكون راضياً في نفسه ولم يكتفوا برضوان الله عليهم ودخولهم جنّته بل يريدون الله هو راضياً في نفسه ويرون ذلك نعيماً أعظمَ من جنّة النّعيم أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل النّاس في رحمته ومن ثمّ تأتي الشفاعة من الله فجأة، وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. افتراضي




    إقتباس آخر من أحد بيانات وردود الإمام المهدي صلوات ربي وسلامه عليه
    إلى الشيخ أبو عمر القرشي والبيانات كاملة في الرابط أسفله:
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=13786


    اقتباس المشاركة 107413 من موضوع أبو عمر القرشي


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 09 - 1434 هـ
    11 - 07 - 2013 مـ
    10:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ المُنتظَر إلى فضيلة الشيخ أبي عمر بمزيدٍ من البيان الحقّ للذِّكر لمن شاء أن يتقدم فيلزم أو يتأخر عن اتّباع المهديّ المُنتظر
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الإنس والجنّ من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله بالقرآن العظيم رسالة الله للإنس والجنّ، لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    ويا أبا عمر القرشي، فإن أقمنا عليك الحجّة بالحقّ فاهتديت فأنت لست عمر القرشي، وأن أقمنا عليك الحجّة بسلطان العلم الملجم من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فأخذتك العزّة بالإثم فأنت عمر القرشي ولم نظلمك شيئاً.

    ويا أبا عمر، إنّك تحاور المهديّ المُنتظَر الذي آتاه الله عِلْماً مُحكماً؛ القرآنَ العظيم وتأويلَ آياتِ الكتاب المتشابهات، فإن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظر فلن يستطيع أبو عمر أن يقيم عليه الحجّة من محكم الذِّكر ولا كافة علماء الأُمّة ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وإنا لصادقون.

    ويا أبا عمر، إنّ المهديّ المُنتظر ليس مثلكم تأخذون من القرآن فقط ما وافق ظاهره هواكم ومن ثمّ تتركون اتّباع الآيات المحكمات البيّنات من آيات أُمّ الكتاب فتذرونها وراء ظهوركم فلا نجدكم تتّبعوها ومن ثمّ تتّبعون الآيات المتشابهات، وذلك برهانٌ مبينٌ بأنّ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيِّن والبرهان كونكم لا تتّبعون آيات الكتاب المحكمات بل تتّبعون الآيات المتشابهات اللاتي لهنّ تأويل غير ظاهرهن، ولقد وُضِعَتْ أحاديث مفتراةٍ بمكرٍ من إبليس إلى أوليائِه فجعلها تتشابه مع ظاهر آيات الكتاب المتشابهات، فجعل تلك الأحاديث فتنةً لكم عن اتّباع آيات الكتاب المحكمات هنّ أُمّ الكتاب، ولكنَّ الله أفتانا في محكم كتابه إنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف نجدهم يُعرِضون عن آيات الكتاب المحكمات من آيات أُمّ الكتاب ومن ثمّ يتّبعون آيات الكتاب المتشابهات التي يختلف ظاهرهنّ عن آيات الكتاب المحكمات ابتغاء إثبات أحاديث فتنة لكم من الشيطان وأوليائه وأنتم لا تعلمون، وكذلك تبتغون تأويل تلك الآية المتشابهة في ظاهرها مع حديث الفتنة الموضوع.

    ويا أبا عمر، أحيطك علماً أنّ المهديّ المُنتظر يأخذ بكافة الأحاديث المتشابهة مع القرآن العظيم إلا حين أجد الحديث فقط يتشابه مع ظاهر آياتٍ ويختلف مع آياتٍ أُخَرٍ فمن ثمّ أقوم بفحص الآيات التي تُشابه الحديث مع ظاهرها هل هي محكمةٌ أم آيةٌ متشابهةٌ؟ حتى إذا تبيَّن لي إنَّ تلك الآية من الآيات المتشابهات، فمن ثمّ أعلمُ أنّ ذلك الحديث من أحاديث الفتنة الموضوعة بمكرٍ ودهاءٍ من إبليس الشيطان الرجيم، علّمها لأوليائه ليجادلوا بها قوماً مؤمنين لا يشركون بالله شيئاً، وتلك الأحاديث تدعو للشرك بالله، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121]. ولكن يا أبا عمر، أفلا تعلمون إنّ أحاديثَ الفتنة الموضوعة بينها وبين محكم كتاب الله وأحاديث السُّنة النبويّة الحقّ اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً؟

    ويا أبا عمر، إنّ المهديّ المُنتظر والأنصار والباحثين عن الحقّ ؛ نراك جميعاً لم تَقْرُبْ آياتَ الكتاب المحكمات البيّنات في نفي اعتقاد شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود برغم أنهنّ من آيات أُمّ الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأُمّة وعامة المسلمين، ولكنك نبذتهنّ وراء ظهرك وكأنك لا تعلمهنَّ في الكتاب واتّبعت الآيات المتشابهة ظاهرهن مع أحاديث الفتنة الموضوعة لكون في قلبك زيغٌ عن الحقّ، ولذلك قال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ويا أبا عمر، فلو ترجع إلى آيات الكتاب المحكمات البيّنات في فتوى الشّفاعة لوجدتهنّ آياتٍ بيّناتٍ من آيات أُمّ الكتاب البيّنات ظاهرهنّ كباطنهنّ يفقههنّ علماء الأُمّة وعامة المسلمين. مثال قول الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَالَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وقد أنذر كافة الأنبياء قومهم بعدم الاعتقاد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. وقال الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    وربّما يودّ أبو عمر أن يقاطع المهديّ المُنتظر فيقول: "إنّما تلك آياتٌ تنفي شفاعة أولياء الله للكافر؛ بل الشّفاعة من أولياء الله أن يشفعوا للمؤمنين فقط". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظَر من محكم الذّكر وأقول: سوف أترك الردّ على أبي عمر من الله الواحد القهّار مباشرةً في محكم الذِّكر. قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:123].

    وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وقال الله تعالى:
    {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)} صدق الله العظيم [المدثر].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    وقال الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:43].

    وربّما أبوعمر يودّ أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد إنّما تلك آيةٌ تنفي شفاعة الأصنام، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أبا عمر، أفلا تعلم سرّ عبادة الأصنام؟ إنّما هي تماثيلٌ لقومٍ من أولياء الله المقرّبين من الأنبياء والأولياء المكرّمين، ولذلك قال الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)} صدق الله العظيم [مريم].

    وقال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (55)قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57)وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهل تدري يا أبا عمر لماذا يشمل عذاب الدّخان المبين قرى الكافرين والمسلمين؟ وذلك بسبب أنّ المهديّ المُنتظَر يدعوهم إلى نفيّ عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فأعرض عن اتّباع الحقّ الكافرون والمسلمون إلا قليلاً من المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    ومن أصحاب عقيدة شفاعة العبيد من يأتي إلى مقابر أنبياء وأئمّة الأولياء فيدعونهم أن يشفعوا لهم عند ربّهم يوم القيامة، ومن ثمّ ردّ الله عليهم بالحقّ، وقال الله تعالى:
    {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} صدق الله العظيم [فاطر].

    ويا أبا عمر، إنّ الطّامة الكبرى أنّ أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود لا يزالون معتقدين بشفاعتهم لهم بين يدي ربّهم! وأراد الله أن يستيئِسوا من تلك العقيدة لعلّهم يعتقدون أنّ ليس لهم إلا رحمة الله وهو أرحم الراحمين، ولذلك جعل الله مقابلةً بين الطرفين المقربين والذين يعتقدون بشفاعتهم بين يديّ ربّهم ومن ثمّ أمر أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود أن يدعوا عبادَه المقربين لينظروا هل يستجيبون لهم، فقالوا لهم: "اشفعوا لنا بين يدي الله، أفلا ترون ما نحن فيه؟"، فلم يستجيبوا لهم وما ينبغي لهم. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} صدق الله العظيم [الكهف:52].

    كون عباد الله المقرّبين من الأنبياء والأولياء كفروا بعقيدة شركهم في شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود كونهم من عباد الله المكرمين يكفرون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، ولذلك كفروا بتلك العقيدة في عبادة قومٍ مشركين بربّهم عبادَه المقربين. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثمّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظر يا أبا عمر قول الله تعالى:
    {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم، حتى إذا رجع إلى ربّهم الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون بسبب شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وعلموا أنّ ليس لهم إلا أن يرحمهم الله بعد أن تبرَّأ منهم الأنبياء والأولياء من كانوا يعتقدون بشفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم وقالوا لربّهم: "لم نُفتِهم أننا شفعاؤهم يوم الدين". لكون الله ألقى بسؤالٍ إلى الأنبياء وأئمّة الكتاب فقال لهم: "فهل أنتم من أفتيتُم عبادي هؤلاء بشفاعتكم لهم بين يديَّ، أم هم ضلّوا السبيل بسبب المبالغة فيكم إلى ما لا يحقّ لكم؟". فانظروا للسؤال وردّ الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وقال الله تعالى:
    {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ يأتي دور قومٍ آخرين في تحقيق الشّفاعة في ذات الله سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُل لِّلَّهِ الشّفاعة جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } صدق الله العظيم [البقرة:255].

    أي من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه لتحقيق الشّفاعة في نفس الله فتشفع لهم رحمةُ الله من عذابِه لكونه هو أرحم الراحمين؟ ولكنّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون يدعون عبادَه من دونه أن يرحموهم فيشفعوا لهم عند ربّهم ولكنّ دعاءهم في ضلالٍ كونهم ليسوا بأرحم بهم من ربّهم الله أرحم الراحمين، ولذلك دعاؤهم لعبيده من دونه في ضلالٍ. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ(49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ(50)} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر لدعاء الكافرين اليائسين من رحمة ربّهم كيف أنّهم يلتمسون الرحمة من عبيد الله الملائكة، فقالوا لهم:
    {ادْعُوا ربّكم يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ}، فانظر إلى ردّ ملائكة الرحمن المقربين قالوا: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}، أي ألم تأتِكم رسلُ الله فينذرونكم بآيات الكتاب البيّنات أن لا شفاعة للعبيد من العبيد بين يدي الربّ المعبود، كما أنذرهم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بآية بيّنةٍ من ربّهم في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    ومن ثمّ انظروا لاعترافهم واعتراف من كان على شاكلتهم من أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. قال الله تعالى:
    {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} [غافر:50]؛ أي فادعوا الله هو أرحم بكم من عباده وما دعاؤكم لعباده من دونه أن يشفعوا لكم في يوم من العذاب إلا في ضلال.

    ويا عباد الله المؤمنين، يا أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، اتّقوا الله فلا تعتقدوا بأنّه يوجد لكم بين يديّ الله نبيٌّ أو وليٌّ يشفع لكم بين يديّ الله، وإنّما ابتعث الله الرسل والمهديّ المُنتظر بنفس المهمة ليُخرِجوا العبيد من عبادة العبيد إلى عبادة الربّ المعبود، وأنّ ليس لهم بين يدي ربّهم من وليٍّ ولا نبيٍّ يشفع لهم من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَالَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:4].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وقال الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:123].

    فقد وجدتم أنَّ الله لا يقبل شفاعة نفسٍ لنفسٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شيئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} صدق الله العظيم، فلن تنفعكم أرحامكم يوم القيامة يفصل بينكم بسور الأعراف. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنة:3].

    ومن ثمّ يأتي دور الوفد المكرمين في تحقيق الشّفاعة في نفس الله فيرضى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:26].

    كون الذين أَذِنَ الله لهم لا ينبغي لهم أن يتقدّموا بطلب الشّفاعة لعباده كونهم ليسوا بأرحم من عباده منه سبحانه؛ وهو أرحم الراحمين، ولن يجيبهم الله إلا بالحقّ كونهم علموا أنّ ربّهم هو حقاً أرحم منهم بعباده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدره وعلموا بحال ربّهم في محكم كتابه بأنه متحسِّرٌ على قومٍ كافرين فما بالكم بالمؤمنين، فكيف تحسّره عليهم بسبب ظلمهم لأنفسهم بعد أن أصبحوا نادمين لِما فرطوا في جنب ربّهم! ومن ثمّ تأتي الحسرة في نفس الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    كون الله آسف حزين على القوم الكافرين لكونهم سيصبحون نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم من بعد الانتقام. وقال الله تعالى:
    {فَلَمّآ آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ولكن الحسرة في نفس الربّ تأتي من بعد أن تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا عباد الله، هل تحبّون الله؟ فهبّوا مع الإمام المهديّ لتحقيق السعادة والفرح في نفس الله، وابتغوا رضوان الله غايةً وليست وسيلةً لتحقيق جنّات النّعيم، فماذا تبغون من نعيم جنّات النّعيم وقد أخبركم الخبير بالرحمن عن حال ربّكم أنّه متحسرٌ وحزينٌ على الذين أهلكهم الله فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟ فماذا تبغون من نعيم جنّات النّعيم وربّكم يقول في نفسه سراً:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)}
    صدق الله العظيم [يس].

    ويا معشر المسلمين، إنه ليوجد بينكم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه ولا يعرفهم الإمام المهديّ إلا قليلٌ منهم، ولسوف أفتيكم في شأنهم بالحقّ وأقول:
    أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضون بملكوت الجنّة التي عَرْضُها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، فاسمعوا ما سوف أزيدكم عنهم بالحقّ وأقول:
    أقسم بمن أنزل الكتاب وهزم الأحزاب لو أنّ الله يقول لأحدهم: يا عبدي فلان لقد فُزْتَ بالدرجة العاليّة الرفيعة في جنّات النّعيم وجعلك الله خليفةً على ملكوت جنّات النّعيم وجعلك الله أحبَّ عبدٍ والأقربَ من بين عباده المقربين، فهل رضيتَ؟ لقال ذلك العبد: هيهات هيهات فلن أرضى حتى ترضى.
    وحتى ولو يقول الله له: إذا أصْرَرْتَ على تحقيق رضوان نفس ربّك على عباده الضالين فسوف أحقق لك ذلك مقابل أن أُرجعك إلى أسفل درجةٍ في أصحاب اليمين، لقال: رضيتُ ربّي وحتى ولو تنبذني في أرضٍ فلاةٍ من غير شربٍ ولا مطعم ولا حور عين مقابل تحقيق رضوان نفسك فلا أبالي.
    وحتى ولو يردّ الله عليه فيقول: فما دمت مصرّاً على تحقيق رضوان نفس ربّك على عباده الضالّين فأَلقِ بنفسك في نار الجحيم إلى ما يشاء الله ومن ثمّ أخرجك منها ويتحقق رضوان نفس ربّك فيرضى.
    وأعلم كثيراً من أنصاري من قوم يحبّهم الله ويحبّونه يودّ أن يقول:

    "أنا يا إمامي أقسم بالله العظيم لا أرضى بملكوت جنّات النّعيم حتى يكون ربّي راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وحتى ولو لن يتحقق رضوان نفس ربّي حتى ألقي بنفسي في سواء الجحيم لما ذهبت إليها مشياً بل لانطلقت إليها مسرعاً مستعجلاً لتحقيق رضوان نفس ربّي وظنّي في ربّي فلن يترك نار جهنّم تحرقني بل سوف يقول لها كوني برداً وسلاماً على حبيب ربّه".

    ويا معشر المسلمين، ليس ذلك الشعور والإحساس الصادق في نفس واحدٍ أو اثنين بل في نفس كثيرٍ من أنصار المهديّ المُنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور، وكثيرٌ من أنصار المهديّ المُنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور لم ترتقِ عبادتهم إلى هذا المستوى في عبوديّة الربّ ولكنهم مؤمنون إنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر ولكنّهم قد تُشَكِّكُهُم في شأن ناصر محمد اليماني أبسطُ مسألةٍ فيحزن ويشكّ أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ وينسى جميع موسوعة العلم التي علّمهم إيّاها الإمام ناصر محمد اليماني، فمثلاً فمن الأنصار من يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني فيقول: "يا إمام ناصر محمد، لقد أفتَيْنا من حولنا أنّك أمرتنا بصيام الثلاثاء كونك تقول أنك تعلم إنّ أوّل صيام رمضان هو الثلاثاء، حتى إذا قلنا لك سمعنا وأطعنا وأخبرنا من حولنا أننا سنصوم الثلاثاء بناءً على أمر إمامنا أن نصوم الثلاثاء كونه يعلم إنّ يوم الثلاثاء هو غُرّة صيام رمضان لكون الشمس أدركت القمر عند بِدْءِ ميلاد هلال رمضان لهذا العام 1434، ومن ثمّ نتفاجأ منك يا إمامنا أنك غيّرت أمر الصيام إلى يوم الأربعاء بدل الثلاثاء فأُحْرِجْنا ممن حولنا ممن أخبرناهم من قبل أننا سوف نصوم الثلاثاء سواء أعلنوا رؤية الهلال أم لم يعلنوا رؤيته، ومن ثمّ أغضبنا تغيير أمرك في الصيام إلى الأربعاء وكدنا أن ننقلب على أعقابنا من اتّباعك". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لو ارتقت عبادتكم إلى النّعيم الأعظم لما زلزلكم ذلك الابتلاء شيئاً، ولكنكم مؤمنون إنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر، ولكنّ اليقين الكامل بأنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المُنتظر لا شك ولا ريب هو في قلوب عبيد النّعيم الأعظم، فمن علم بحقيقة اسم الله الأعظم فقد جعل الله ذلك آيةً في قلوبهم يجعلهم الله يوقنون إنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المُنتظر بسبب أنّهم وجدوا إنّ اسم الله الأعظم الذي أفتاهم به له حقيقة في أنفسهم فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، وعلى كل حال برغم أننا قد أمرناكم بصيام الثلاثاء، ولكن لو تراجعون في ذات بيان أمر الصيام الثلاثاء لوجدتم بالضبط هذه الفقرة من البيان كما يلي:

    ( ولكنّ الصيام بحسب رؤية الهلال حتى ولو أدركت الشمس القمر في غرّته الأولى، فلن نأمرَكم إلا بصيام رمضان بحسب رؤية الأهلّة )
    ـــــــــــــــــــــــــ

    انتهـــى..

    إذاً فلا حجّة لكم عليّ فتدبروا البيان حقَّ تدبُّره فتجدون تلك الفقرة، وعلى كل حالٍ فلم نكذب عليكم وتبيّن لكم إنّ غُرّة صيامِ رمضانَ لعامكم هذا هي حقاً الثلاثاء، وقد علمتم بإعلان شهادة رؤيته من قبل لجنة تحري الأهلّة في اليمن بالحديدة، ولكن للأسف فقد صار بعض صُنّاع القرار في اليمن يعبد رضوان المملكة العربيّة السعوديّة ولا يعبد الله الواحد القهّار، ولو علم الإمام ناصر محمد اليماني بثبوت رؤية الهلال باليمن لما غيّرت أمري إلى صيام الأربعاء ولكنّهم لم يعلنوا في اليمن أو السعوديّة عن رؤية هلال رمضان، ومن ثمّ أمرتُ أنصاري أن يصوموا الأربعاء بدل عن الثلاثاء كوني أفتيتُهم من قبل إنّما نأمرهم بصيام رمضان حسب رؤية الأهلّة كوني لو أُصرُّ على أمري بصيام رمضان ولم يتمّ إعلان رؤية الهلال وإنما لحسب علمي بوجود الهلال في الأفق لجعلتُ نفسي سببَ ضلالٍ يوماً ما، ومن ثمّ يقول النّاس فيما بعد الظهور بزمنٍ: "لقد صام المهديّ المُنتظر والأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور غُرّة شهر رمضان لعام 1434 الثلاثاء ولم تتم مشاهدة الهلال، وإنما حسب علم الإمام المهديّ إنّ هلال رمضان سوف يكون موجوداً في الأفق بعد غروب شمس الإثنين نهاية شعبان وبرغم أنّه غُمّ على النّاس رؤية هلال رمضان لعام 1434 ولكن المهديّ المُنتظر صام وأنصاره برغم أنّهم لم يشاهدوا هلال رمضان، إذاً فلنصُم بعدهم بحسب علمنا في الحساب إنّ الهلال بالأفق وليداً ولو لم تتسنى لنا رؤية الهلال كما فعل المهديّ المُنتظر وأنصاره المكرمين في عصر الحوار من قبل الظهور". انتهى قولهم لو أصرَرْتُ على أمري بصيام الثلاثاء ولذلك تراجعت حتى لا نكون سببَ ضلالٍ يوماً ما فيصوم المسلمون رمضان اعتماداً على رؤيتهم الحسابيّة وليست رؤيته بعين اليقين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ولذلك نريد أن نثبِّت بذلك التراجع أمماً من بعدنا، فمن ثمّ لا يصومون إلا برؤية هلال رمضان أو يتمّون عدّة شعبان مهما بلغوا من العلم، ومن ثمّ يجعلني الله بقراري هذا سبباً لثباتهم على الحقّ.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، نصيحتي لكم مهما أمرتُكم ومهما رأيتُم من تصرفاتٍ لا تحيطون بالحكمة منها، فقولوا سمعنا وأطعنا، ولكنْ لكم الحقّ أن تسألوا إن خشِيتم الفتنة لقلوبكم: "لماذا فعلت ذلك يا إمامنا". فلا تكتموا ذلك في أنفسكم من بعد أن صار في أنفسكم شيءٌ؛ بل سلوا إمامكم حتى لا يكون ذلك سبباً في فتنتكم وزيغِ قلوبِكم، فقط إن شككتم في الأمر فسلوا وذلك حتى نبيّن لكم السبب وإذا عُرِف السبب بَطُل العجب.


    وربّما يودّ أن يقول أبو عمر: "يا ناصر محمد اليماني، وما دخلي بما تقول لأنصارك في هذا الردّ علينا؟". ومن ثمّ نردّ عليه ونقول: يا أبا عمر، إنّ بيانات المهديّ المُنتظر موسوعةٌ لكثيرٍ من الفتاوى ومزيدٌ من العلم في كثيرٍ من أمور الدين، ولا تقل إنما ذلك تشتيت للفكر، فمن ثمّ نقول لك: بل زيادةٌ في العلم الملجم فخذ ما تشاء منها في أي نقطةٍ تراها باطلة ومن تجادلني فيها ومن ثمّ نزيدكم علماً فنعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون بإذن الله العليم الحكيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي






    بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سُبحان الله العظيم !
    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=2193

    نفي شفاعة العبيد بين يديّ الربّ المعبود..
    وقال الله: {فَذَكِّرْ‌ بِالْقُرْ‌آنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم.
    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=11037

    ردّ الإمام المهدي إلى أبو المهدي الذي جاء يلهنا عن أمرنا بلهو الحديث، فتعال لنعلِّمك علماً تخرج به العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ..
    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=10619

    من يعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود فقد أشرك بالله !
    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=2145

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محب النعيم الأعظم
    بسم الله والصلاة والسلام على الناصر لمحمد رسول الله الأمي و على جده رسول الله وعلى أحباب الله في العالمين ...
    قال تعالى : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (48 المدثر) صدق الله العظيم.

    عند حواري مع أحد الاشخاص بخصوص الشفاعة قمت باطلاعه على بيان الشفاعة من كافة جوانبه تقريبا" فخرج لي بسؤال لم أجد له بيان مفصل من بيانات النور وهو كالتالي :
    جاء بقول الله تعالى :
    فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48 المدثر)
    صدق الله العظيم
    فهنا يتبين لنا ان هناك عدد من الشافعين ، فان لم يكن هناك شفيع يشفع فما يقصده الله تعالى بشفاعة الشافعين ؟

    أحبكم في الله أحبابي الكرام ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    انتهى الاقتباس من محب النعيم الأعظم
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم وبالله الملك الحق المبين نستعين

    اخي الحبيب محب النعيم الأعظم تدبر قول الله العظيم في هذه الايه

    { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ }
    صدق الله العظيم [الزمر:43]

    فمن هم القوم الذين اتخذوا شفعاء هم القوم الضالين الذين يؤمنون ويعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الله الرب المعبود فجعلوا واتخذوا لهم شفعاء من دون الله ورحمته واشركوا مخلوق في رحمته وشفاعته
    ( قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والارض واليه تحشرون )
    ثم تعال لنبحث في سؤال السائل في قول الله العظيم :
    (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)
    (48 المدثر) صدق الله العظيم.

    فمن هم الشافعين هم الشفعاء الذين اتخذوهم قومهم شفعاء من دون الله ورحمته وقالوا قومهم الضالين هؤلاء شفعائنا عند الله اي اطلقوا عليهم اسم شفعاء من ذات انفسهم وجعلوا لله انداد ليقربوهم الى الله زلفى فيشفعون لهم تعالى الله عما يفترون و يشركون وقال الله العظيم في امثال هؤلاء :

    (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) )

    ونأكد لك الجواب بالحق أن معنى كلمة الشافعين اي الذين اتخذوهم قومهم شفعاء من دون الله وقالوا انهم شفعائنا عند الله من ذات انفسهم وافتروا على الله الكذب وضل عنهم ما كانوا يفترون
    قال الله العظيم
    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)


    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحمن الرحيم وبالله الملك الحق المبين نستعين

    اخي الحبيب محب النعيم الأعظم تدبر قول الله العظيم في هذه الايه
    { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ }
    صدق الله العظيم [الزمر:43]

    فمن هم القوم الذين اتخذوا شفعاء هم القوم الضالين الذين يؤمنون ويعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الله الرب المعبود فجعلوا واتخذوا لهم شفعاء من دون الله ورحمته واشركوا مخلوق في رحمته وشفاعته ( قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والارض واليه تحشرون )
    ثم تعال لنبحث في سؤال السائل في قول الله العظيم (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (48 المدثر) صدق الله العظيم.
    فمن هم الشافعين هم الشفعاء الذين اتخذوهم قومهم شفعاء من دون الله ورحمته وقالوا قومهم الضالين هؤلاء شفعائنا عند الله اي اطلقوا عليهم اسم شفعاء من ذات انفسهم وجعلوا لله انداد ليقربوهم الى الله زلفى فيشفعون لهم تعالى الله عما يفترون و يشركون وقال الله العظيم في امثال هؤلاء

    وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) صدق الله العظيم

    Read more: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=17872
    انتهى الاقتباس
    قال تعالى (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (48 المدثر) صدق الله العظيم.

    أخي الكريم أحن اليك، السائل يقصد فيما معنى سؤاله كتالي، أن هناك شافعين لا تنفع شفاعتهم لقوم مسرفين ، لو أن الله قال لا تنفهم شفاعة الذين قالوا لا تنفعهم شفاعة الذين اتخذوهم شافعين من دون الله ، اذا لأصبح الأمر جلي وواضح عندها ، أي أن هناك شافعين لقول الله الشافعين . انتهى سؤاله.

    فمنا الواضح أنها من الايات المتشابهات التي لا تزال بحاجة الى تأويل من صاحب علم الكتاب ، ولم أستطيع أن أفتيه الا عن الأيات المتشابهات التي بينها الامام بخصوص الشفاعة مثل قول الله تعالى (وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )صدق الله العظيم(86 الزخرف).أما الأية الكريمة التالية لم اجد لها بيان من صاحب علم الكتاب ، فأرجوا من امامنا الكريم أن يزيدنا مما علمه الله تبارك وتعالى، وجزى الله عنا امامنا الكريم كل خير ، احبكم في الله
    (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
    ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير

    اللهم أتني في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقني عذاب النار
    اللهم اني أعوذ بك من عذاب البرزخ ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال.


    رضاك ربي غايتي


    أخوكم المجهول

  7. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي الحبيب محب النعيم الأعظم التأويل واضح وجلي وهذا ما ينطق ويشهد به الأمام المهدي ناصر محمد المنتظر
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  8. افتراضي

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=3895
    اقتباس المشاركة : الامام ناصر محمد اليماني

    ومن ثم أردّ عليهم وأقول لهم: "يا قوم استمسكوا بالمُحكم وذروا المُتشابه الذي لا تحيطون به علماً، وذلك لأنّكم إن اتّبعتم المُحكم الواضح والبيّن فقد نجيتم وهُديتم إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وإن نبذتموه وراء ظهوركم واتّبعتم آيات أخرى تعاكس المُحكم في ظاهرها ولا تزال بحاجة للتأويل من ربّ العالمين بل الشفاعة لله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:

    { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
    صدق الله العظيم [الزمر:43-44]

    إذاً يا قوم ما دامت لله الشفاعة جميعاً فليس لكم غير رحمة الله تشفع لكم من عذابه، أما
    الشُفعاء إنّما يُحاجّون ربّهم في نعيمهم الأعظم وهو أن يكون راضٍ في نفسه ولم يكتفوا برضوان الله عليهم ودخولهم جنته بل يريدون الله هو راضٍ في نفسه ويرون ذلك نعيماً أعظمَ من جنّة النّعيم أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يكون الله راضٍ في نفسه؟ حتى يدخل النّاس في رحمته ومن ثم تأتي الشفاعة من الله فجأة. وقال الله تعالى:
    { وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ ربّكمْ قَالُوا الحقّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }
    صدق الله العظيم [سبأ:٢٣]

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ


    انتهى الاقتباس من الامام ناصر محمد اليماني


    السؤال هنا يا إمامنا الغالي الحبيب
    هو :
    كيف لاتنفعهم شفاعة الشافعين في تلك النقطة ؟
    بل ستنفعهم ولكن بطريق غير مباشر

    نحن نوقن تماما بأن لله الشفاعة جميعا لاريب ولاشك
    ولكن بسبب إصرار قوم يحبهم ويحبونه (الشافعين هنا كما تفضلتم ) فإن الله سيستجيب لطلبهم فلكي يرضى في نفسه الرحمن ليرضي قوم يحبهم ويحبونه (الشفعاء كما تفضلتم) فإنه ستتحق الشفاعة فتشفع رحمته لدى عذابه فيعفو عنهم جميعا ويأمر بإخراجهم من النار
    فهنا ستنفعهم تلك الشفاعة ولكن بطريق غير مباشر

    ارجو التبيان لي في تلك النقطة

    قال تعالى : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (48 المدثر) صدق الله العظيم.

    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله ورضوانه
    بسم الله الرحمن الراحيم
    (34)إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ(37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ(48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا ۖ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)صدق الله العظيم
    السلام عليكم اخوتي واخواتي الانصار وعلى امامنا المصطفى من الله العزيز الحكيم
    انا في رائي وليست فتوى وانما ما افهمه من الايهوالقول الفصل للامام كرم الله وجه . ان الذين فما تنفعهم شفاعة الشافعين. هم الذين وصفهم الله بالمجرمين بالحوار مع اصحاب اليمين الموجودين في الجنه وحسب الاجابه لما هم في سقر اي جهنم اجابوا انهم لم يكونوا من المصلين ولم يطعموا المسكين وكانوا يخوصوا مع الخائضين وكانوا يكذبوا بيوم الدين وبعد ا ن ادخلهم الله صقر عرفوا اليقين ووصفهم كانهم كاحمر مستنفرة فرت من قسورة وانهم لا يخافون الاخرة. ولكنهم ليسوا من النادمين مثل الضالين التي تشملهم شفاعة ورحمة الله بعد ان يرضى في نفسه استجابه للامام وقوم يعبدون رضوان الله في نفسه .وانهم لن يرضوا حتى يرضى الله في نفسه فيرضى وتشفع رحمة . وهم شفعاء غير مباشرين لانهم لم يرضوا حتى يرضى الله ؟ هذا ما افهمه من ضمن الايه عن الشفعاء .والمجرمون ذكروا في عدة مواقع في القران الكريم قال الله تعالى : إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ( 74 ) لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ( 75 ) وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ( 76 ) ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ( 77 ) لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ( 78 ) أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ( 79 ) أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ( 80 )
    .وهل ابليس ندم او سيندم ليدخل الجنه وتحل شفاعة الله ورحمة عليه وعلى ياجوج وماجوج وقومهم ؟
    وهل فرعون وهمان وقارون ندموا لتحل عليهم رحمة الله لتشفع لهم ؟ادخلوا فرعون وقومه اشد العذاب بئس الوارد والمورد .
    هولاء والذين لم يندموا من الكفار والمجرمين الذين لم يندموا لن تحل لهم شفاعة الله ولن يتحسر الله و يحزن في نفسه عليهم.
    ربنا اتمم انا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

    تعديل نعم سيتحسر الله عليهم من بعد ما ينتقم منهم ويتعذبوا ويندموا ويذوقوا وبال امرهم ونعم في النهايه سيخرجوا جميع عباد الله من المعذبين من بعد ان يرضى الله في نفسه وتشفع رحمة التي وسعت كل شيئ رحمة من عذابه ويتم نعيمه من جنته ويرضى

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عابدة لرضوان النعيم الأعظم
    .وهل ابليس ندم او سيندم ليدخل الجنه وتحل شفاعة الله ورحمة عليه وعلى ياجوج وماجوج وقومهم ؟
    وهل فرعون وهمان وقارون ندموا لتحل عليهم رحمة الله لتشفع لهم ؟ادخلوا فرعون وقومه اشد العذاب بئس الوارد والمورد .
    هولاء والذين لم يندموا من الكفار والمجرمين الذين لم يندموا لن تحل لهم شفاعة الله ولن يتحسر الله و يحزن في نفسه عليهم.
    ربنا اتمم انا نورنا واغفر لنا انك على كل شئ قدير
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس من عابدة لرضوان النعيم الأعظم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي المكرمة
    سؤال ساطرحه لك وبإجابته ستعرفين ان الله سبحانه وتعالى سيُخرج جميع من في النار الضالين منهم والمغضوب عليهم

    هل نداء الله تعالى (ياعبادي)في الايات التالية (
    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴿54﴾)))) صدق الله العظيم , تشمل ابليس والمغضوب عليهم ام لا؟

    فإن كانت الاجابة بنعم فليس لك الا أن تسلمي لتبيان تلك الايات البينات , قال الله تعالى ((
    يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴿27﴾ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴿28﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴿29﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي﴿30﴾)) صدق الله العظيم

    وهذا لايتصادم مع قول الله تعالى ((
    وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴿23﴾)) صدق الله العظيم

    وسيسجدون جميعا لله الواحد القهار- يوم يُكشف عن ساق الحقيقة - جميع العباد غير ان الشياطين والمغضوب عليهم لايستطيعون السجود بقلوبهم
    قال الله تعالى((
    يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴿42﴾ ))صدق الله العظيم

    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين



صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-02-2018, 06:31 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-05-2014, 06:37 AM
  3. بيان قول الله تعالى: { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } صدق الله العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-05-2014, 05:29 AM
  4. المقصود من معنى { سنستدرجهم } لقول لله تعالى
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-03-2014, 01:12 AM
  5. المقصود من معنى { سَنَسْتَدْرِجُهُم } في قول الله تعالى ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-07-2010, 10:54 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •