الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 08 - 1429 هـ
29 - 08 - 2008 مـ
09:34 مساءً
ــــــــــــــــــــ
مقارنة بين جوابين حول خلق الأرض والسماء للسيد ناصر محمد اليماني والسيد أحمد الحسن اليماني ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآله الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
أخي السائل، لعل سؤالك هذا من باب التعجيز! وهيهات هيهات أن يَعجز المهدي المنتظَر عن الجواب مادام السؤال مُتعلّق بعلم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
فاعلم أيّها السائل بأنّ الله لو كان يحتاج إلى الوقت ليخلق الشيء لاستغرق خلق السماوات زمناً أطول من خلق الأرض، وحتى يُثبت الله بُرهان قدرته بأنّه لا يحتاج إلى الوقت جعل زمن خلق السماوات أقصر من خلق الأرض وأقواتها؛ برغم أنّ الأرض لا تعدل أصغر نجم من زينة السماوات في الحجم؛ بل خلق السماوات أكبر وأعظم من خلق الأرض بفارقٍ كبيرٍ، ولذلك جعل زمن الخلق للسماوات زمناً أقصر من خلق الأرض، وذلك لأنّنا لو وجدنا بأنّ الله استغرق وقتاً أطول لخلق السماوات نظراً لضخامة حجمهن لعلمنا بأنّ الله يحتاج إلى الوقت، وكلما كان الخلق أكبر وأضخم لاحتاج إلى زمنٍ أطول.
وحتى تعلمون بأنّ الله لا يحتاج إلى الوقت جعل خلق السماوات في زمنٍ أقصر من خلق الأرض وأقواتها برغم أنّ السماوات أكبر وأضخم وأعظم؛ بل لا يساوي حجم الأرض لحجم أصغر نجوم زينة السماء الدنيا، وذلك لكي تعلموا بأنّ الله لا يحتاج إلى الزمن لكي يخلق الشيء؛ بل إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
وبيّن الله لكم بأنّه لا يحتاج للوقت لخلق السماوات والأرض وإنّما أمره إذا أراد شيئاً إنّما يقول له كُن فيكون تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨١﴾ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [يس]. وقُضي الجواب من الكتاب وليتذكّر أولو الألباب.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
المُفتي بالجواب مَنْ عنده علم الكتاب عبد النعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
________________
انتهى جواب السيد ناصر محمد، واليكم جواب السيد أحمد الحسن من العراق:
الحمد لله الذي تبيّن لكم الحقّ من الباطل لمن يريد الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبياء والمرسَلين وآله الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
يا معشر الباحثين عن الحقيقة، إنّ لكل دعوى برهان وجعل الله برهان المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم هو البيان الحقّ الذي يستطيع فهمه عالِمُكم وجاهلُكم من شدّة التوضيح للحقّ البيّن لمن يريد الحقّ، ونكتفي أن نقتبس من بيان المدعو أحمد الحسن اليماني؛ بيانه بغير الحقّ لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصلت:12].
وقال أحمد الحسن اليماني: بأن هذه الآية يقصد بها الله الأنبياء والأوصياء! فحرَّف كلام الله عن مواضعه ولا يقصد الله ذلك ولا يتكلم الله في هذا الموضع عن الأنبياء والأوصياء؛ بل عن خلق السماوات. وإليكم الآية كاملة التي لم يأتِ فيها ذكر الأنبياء والأوصياء كما يزعم أحمد الحسن اليماني، وقال الله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
وقال أحمد الحسن اليماني بأنّ المعنى لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم، قال: بأنّ الله يقصد الأنبياء والأوصياء! بأن الله زين بهم السماء وجعلهم مصابيح لها؛ بل جعل الأرض التي نعيش عليها هي السماء الدنيا! وشقلب الكون وجعل عاليه أسفله بغير الحق! وذلك هو تحريف الكلام عن مواضعه عن طريق التأويل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.
وإليكم التأويل الحقّ: حقيق لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ؛ بل لا آتيكم بالبرهان من رأسي من ذات نفسي بل من ذات القرآن العظيم ولا آتيكم بالبرهان بآيةٍ لا تزال بحاجة للتأويل، فليس ذلك برهان؛ بل البرهان لا ينبغي له إلا أن يكون من آيات القرآن المُحكمات الواضحات البيّنات للعالِم والجاهل كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، وقارنوا بين بيانه لهذه الآية وبيان المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني، وإليكم البيان الحقّ وأكرر وأقول حقيق لا أقول على الله غير الحقّ:
قال الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم، ويقول الله بأنّه زيَّن السماء الدنيا وهي أقرب السماوات السبع إليكم بمصابيح وهي النجوم، وكذلك جعلها حفظاً للسماء الدنيا من الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى فيُقذفون من كلّ جانب نظراً لأنّ هذه المصابيح تتفجّر بين الحين والآخر، وبرهان الحفظ هو قول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
وذلك لأنّ المصابيح تتفجر فتتفرقع في جميع الاتجاهات ولكنّ بصر الإنسان قصيرٌ حسيرٌ لا يرى في خلق الرحمن من تفاوتٍ في السماء الدنيا، وإذا أرجع بصره إليها فلا يرى أيّ اختلاف أو تغيير؛ بل يرى النجوم كما يراها دائماً وكأنّ شيئاً لم يحدث؛ برغم أنّ المصابيح زينةُ السماء الدنيا تتفجر ليجعلها رجوماً للشياطين لأنّها تتفرّق في كل الاتجاهات.
وبيّن الله لنا تلك الأحداث في القرآن العظيم وأخبرنا بأنّنا لا نشاهد تلك التفجيرات لزينة السماء الدنيا نظراً لأنّ بصرنا حسيرٌ قصيرٌ، حتى بصر محمدٍ رسول الله الذي نزل عليه خبر هذه الأحداث لو يُرجع بصره لما أبصر أي اختلاف في نجوم السماء الدنيا نظراً لأنّ بصرهُ بصرُ بشرٍ مثلنا حسير لا يدرك تلك التفجيرات لمصابيح السماء الدنيا، وقال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم [الملك:3-5].
وجعل الله تلك الأحداث معجزةً للتصديق لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّه حقاً يتلقّى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وما يدريه بتلك التفجيرات النجوميّة وبصره كمثل بصر البشر قصيرٌ حسيرٌ إذا أرجع البصر إلى السماء فلا يرى أيّ اختلاف؛ بل كما يراها في كلّ الليالي سماءً مرفوعةً بغير عمد ترونها وزينتها النجوم! وتصديقاً للحقّ قال الله تعالى لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن ينظر إلى السماء، فهل يرى من فطور لنجومها برغم أنّها تتفجّر بين الحين والآخر؟ وقال الله تعالى لنبيّه: {مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم، ومن ثم أخبره بأنّ الوضع هناك ليس كما يراه بلا تغيير؛ بل توجد هناك تفطّرات نجميّة لمصابيح السماء الدنيا، وذلك لكي يجعل الله ذلك الخبر آيةً للتصديق بأنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان يتلقّى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ، وذلك لأنّ الله يعلم بأنّ علماء البشر في زماننا الحاضر سوف يُبصرون ذلك التفاوت والاختلاف في نجوم السماء الدنيا بالمجهر المُكبّر في زماننا الحاضر ليجعل الله ذلك معجزة للتصديق بأنّ هذا القرآن تلقّاه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من لدُن حكيمٍ عليمٍ.
وإذا بحثتم التصديق لهذا البيان اليماني لليماني الحقّ للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني سوف تجدونه الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ، حقيق لا أقول على الله غير الحقّ لمن يريد الحقّ ولا أنطق عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً كمثل الذين يحرِّفون كلام الله عن مواضعه بالبيان الذي لا يقصده الله في الموضع الذي يتكلم عنه على الإطلاق وذلك من تحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة كمثل بيان المدعو أحمد الحسن اليماني لهذه الآية كما يلي:
وكذلك آمر الأنصار الأخيار وعلى رأسهم الحسين بن عمر وأبا ريم أن يُنزلوا التصديق العلمي للبيان الحقّ على الواقع الحقيقي فيأتوا بصور مصابيح النجوم وهي تتفجّر؛ تصديق البيان الحقّ على الواقع الحقيقي.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
المفتي بالحقّ المهديّ الحقّ الناصر للحقّ الذي لا يقول على الله غير الحقّ الإمام؛ ناصر محمد اليماني.
________________