الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 12 - 1431 هـ
12 - 11 - 2010 مـ
10:32 صـباحاً
[ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=9717
ــــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى أبو هادي ..
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما} [الأحزاب:56]. والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع رسل الله من قبله إلى البشر وآلهم الأطهار وعلى جميع المسلمين الذين استجابوا لدعوة الحقّ من ربّهم وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير.
وأنا المهديّ المنتظَر المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولا أُفرق بين أحدٍ من رسله الذين يدعون البشر إلى عبادة الله الذي خلقهم، وربّهم الأَوْلى بهم أن يتّبعوا رضوان ربّهم ولذلك خلقهم ليتّبعوا الداعي نعيم رضوان الله على عباده وأن يجتنبوا ما يسخطه، فالذين استجابوا وأنابوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم بشَّرَهم الله في محكم كتابه أنّه سيهدي قلوبهم فيُبصِّرهم بالحقّ بسبب أنّهم لم يحكموا على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله ومنطق دعوته ثم يحكِّموا عقولهم ثم يُبصرّهم الله أنّه الحقّ من ربّهم؛ أولئك الذين هدى الله من عباده في كل زمانٍ ومكانٍ لكونهم أنابوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم إلى الحقّ من عنده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:13]، ثم هدى الله قلوب الذين أنابوا إلى الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].
ومنهم أبو هادي، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم، كونه لم يتسرّع في الحكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ويفتي أنَّه كذّاب أشِر قبل أن يستمع قوله فيتدبّر ويتفكّر فيستخدم عقله الذي تميَّز به الإنسان عن الحيوان ليتفكّر به هل هو الحقّ من ربّه؟ وكذلك لم يتّبع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني قبل أن يستمع إلى قوله ويتفكّر في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق أم من الذين يدعون إلى الله بغير بصيرةٍ من ربّهم؟ وهكذا ينبغي أن يكون عباد الله إذا سمعوا منادياً ينادي إلى ربّهم فلا يحكموا عليه أنّه على ضلالٍ ولا يحكموا أنّه على الحقّ فيتّبعوه الاتِّباع الأعمى، ولم أفتِكم عن ناموس الهدى بل تجدون تلك الفتوى في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب كما يلي:
1 - أن لا يتّبعوا الداعي إلى الله اتِّباع الأعمى من قبل التدبّر والتفكّر في سلطان علمه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
2 - كذلك وعظ الله عباده بعدم الحكم على الدّاعي إلى الله قبل أن يستمعوا قوله ويتفكروا فيه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} صدق الله العظيم [سبأ:46].
وإنما التفكّر هو في القول، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ (68)} صدق الله العظيم [المؤمنون]، ومن ثم يتَّبعون أحسنه إن تبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم كونه لا يتخالف مع العقل والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم، وهذه الفتوى إليكم من ربّكم كيف أنه هدى الذين اتَّبعوا الأنبياء فليس لأنّهم كانوا علماء في الدين فتبيّن لهم من خلال علومهم بالدين أنّه رسول من ربّهم فاتّبعوه؛ بل الذين اتَّبعوا الأنبياء كانوا من قبل أن يبعث الله رسوله إليهم كانوا يعبدون الأوثان وليسوا علماء وإنّما هدى الله منهم الذين استخدموا عقولهم بغض النظر عمّا وجدوا عليه آباءهم، وبما أنّ الأنبياء دعوهم إلى استخدام العقل والمنطق وقالوا لهم: {مَا هَـَذِهِ التّمَاثِيلُ الّتِيَ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ(53)} [الأنبياء].
وقال لهم أنبياؤهم: {قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ(54)قَالُوَاْ أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاّعِبِينَ(55) قَالَ بَل رّبّكُمْ رَبّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الّذِي فطَرَهُنّ وَأَنَاْ عَلَىَ ذَلِكُمْ مّنَ الشّاهِدِينَ(56)} [الأنبياء]، ثم ردّ على رسل ربهم المُستكبرون من أقوامهم الذين لا يتفكّرون وقالوا: {أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} [القمر:25]، ومن ثم ردّوا عليهم رسلُ ربهم: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)} [يس].
قال الذين لا يعقلون: {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)} [هود].
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [إبراهيم].
وقال المستكبرون لرسول ربّهم أنتبعك وقد اتَّبعك الأرذلون البسطاء؟ فلن نؤمن لك حتى تطردهم ومن ثم نتّبعك ونغنيك بالمال، ومن ثم قال لهم رسول ربهم: {لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} صدق الله العظيم [هود:29]، فأمّا الذين استخدموا عقولهم من أقوامهم فهداهم الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19]، وأما الذين لم يستخدموا عقولهم فلم يهتدوا إلى الحقّ وتبيَّن لهم من بعد موتهم أنّهم قد حطّوا أنفسهم منازل الأنعام التي لا تتفكّر بالعقل ولذلك أدركوا أنَّ سبب ضلالهم هو الاتِّباع الأعمى للذين من قبلهم من غير أن يستخدموا عقولهم، وقال لهم ملائكة الرحمن المقرّبون من خزنة جهنم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)} صدق الله العظيم [الملك].
ويا أبا هادي المحترم وجميع الباحثين عن الحقّ، لقد تبيَّن لكم في قصص الأمم الذين لم يتّبعوا أنبياء الله أنّ سبب ضلالهم هو الاتِّباع الأعمى للذين من قبلهم وعدم استخدام العقل، وتالله لا ولن تهتدوا فتتّبعوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ناصر محمد اليماني حتى تستخدموا عقولكم، فإذا استخدمتم عقولكم ولم تقل لكم عقولكم إنّكم أنتم الظالمون فلستُ المهديّ المنتظَر ولكن لا تستكبروا بغير الحقّ فتنكروا الردّ عليكم من عقولكم كما استكبر قوم إبراهيم من بعد أن رجعوا إلى أنفسهم للتفكّر لردّ عقولهم على نبيّ الله إبراهيم: {فَرَجَعُوَاْ إِلَىَ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوَاْ إِنّكُمْ أَنتُمُ الظّالِمُونَ} [الأنبياء:64].
ومن ثم عجز قوم إبراهيم أن يردّوا على نبيّه بردّ العقل والمنطق فوقفوا عاجزين عن الردّ العقلي، وقالوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ} [الأنبياء:65]، ومن ثم أقام نبيّ الله إبراهيم عليهم بحُجّة العقل والمنطق: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم [الأنبياء]، وتلك حُجّة العقل والمنطق التي جادلهم بها نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولكنّ قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد أخذتهم العزَّة بالإثم بعدما تبيَّن لهم بحجّة العقل والمنطق أنّهم الظالمون ولكنّها أخذتهم العزّة بالإثم ولم يبالوا بفتوى العقل والمنطق إلى أنفسهم وقالوا: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وانتهت مقدمة البيان من الإمام المهديّ إلى أبي هادي، ونأتي الآن برد الجواب بالعقل والمنطق على أسئلة أبي هادي المحترم ضيف طاولة الحوار الذي يشكّ أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، ونِعْمَ الشك لو يتلوه اليقين، ونأتي الآن إلى ردّ العقل والمنطق على أسئلة أبي هادي.
أما بالنسبة لنسب ناصر محمد اليماني فهو ينتسب إلى ذريّة الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ألا والله لو شهد البشر جميعاً وقالوا يا ناصر محمد اليماني إنّك من آل البيت المطهر لما استطاع ناصر محمد اليماني أن يقسم للعالمين أنّه من ذريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعلى آل بيته وسلم تسليماً، وهل تدري لماذا يا أبا هادي؟ فليس شكّاً في عفّة أمّي ولا أشكّ في نسب أبي ولكن ما يدريني عمّا حدث في الأجيال القدامى! ولذلك لا ينبغي لي أن أقسمُ بالله العظيم أنّي من آل البيت إلا وأنا أعلمُ علم اليقين أنّي من آل البيت من ذريّة الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.
ولربّما يودّ أن يقاطعني فضيلة الشيخ أبو هادي فيقول: "ولكن يا ناصر محمد اليماني، لماذا أنت سوف تقسم على نسبك برغم أنّ جوابك كان منطقيّاً وحقّاً، فما يدريني ويدريك بما حدث في آبائنا الأولين فلا يستطيع أن يجزم أي شخصٍ في البشر أنّه ينتمي إلى شجرة آل فلان بن فلان بن فلان والله يستر على عباده، وإنّما نصدق ظاهر الأمور والسرائر علمها عند العليم الخبير، ولكنّي أراك تُقسمُ يا ناصر محمد اليماني أنّك من آل البيت من ذريّة الإمام علي وفاطمة بنت محمد صلى الله عليهم وآلهم وسلم تسليماً وبيننا وبينهم أكثر من ألف عام، فلماذا أنت من الموقنين؟". ومن ثم يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي في الرؤيا الحقّ: [[ كان مني حرثُك وعليٌّ بذَرَكَ، أهدى الرايات رايتُك وأعظمُ الغايات غايتك، وما جادلك أحدٌ من القُرآن إلا غلبته ]]، وفي رؤيا أخرى أضاف: [[ وإنّك أنت المهديّ المنتظَر سيؤتيك الله علم الكتاب، فلا يُحاجّك عالِمٌ إلا غلبتَه بالحقّ ]]. انتهى
ولربّما أبو هادي يودّ أن يقاطعني فيقول: "ولكنّ الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة يا ناصر محمد"، ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول:"اللهم نعم، ولو كانت الأحكام الشرعيّة للأمة تُبنى على رؤيا المنام إذاً لبدّل الشياطين دين الله تبديلاً لكثرة تجرُّئهم على الافتراء في الرؤيا، ولكن إذا كان ناصر محمد اليماني لم يفترِ بوحي الرؤيا الحقّ فلا بُدّ أن يصدّقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فتجدون أنّه حقّاً لا يُجادل الإمام ناصر محمد اليماني أحدٌ من القرآن كان عالِماً أم جاهلاً إلا أقام عليه الإمام ناصر محمد اليماني الحجّة بسلطان العلم يستنبطه من محكم القرآن، فإن حدث هذا على الواقع الحقيقي فقد أصبحت الرؤيا حُجّة عليكم ما دام تبيّن لكم تأويلها على الواقع الحقيقي وهذا هو حُكم العقل والمنطق.
ويا حبيبي في الله أبو هادي، فالحق أقول إنّ نسب آبائي كان مجهولاً لديهم لكونهم يعلمون أنّ أباهم وخادمه قد أتيا من أرضٍ مجهولةٍ وجعل له اسماً مستعاراً (شندق) واسم خادمه (شدلق)، ولكن ليست هذه هي أسماءهم الحقيقية، وكان ذلك في العصر القديم وليس أن خادمه ينتمي لأهل البيت وإنّما جعل له ولخادمه أسماءً مستعارة، وجدُّنا جعل له الاسم (شندق) وأما خادمه (شدلق). وأما سبب أن جدُّنا جعل له اسماً مستعاراً يوم قدم إلى القبيلة التي ننتمي إليها اليوم وذلك لكي يحافظ على نفسه وذريّته من بطش الجبّارين في عصر كانوا يلعنون الإمام علي بن أبي طالب على المنابر وكانت الحرب على ذريّة الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام حتى لا يأخذوا بثأر أبيهم في عصر قوم مسرفين ضرب الله عنهم البيان الحقّ للذِّكر صفحاً كونهم كانوا يقتلون أئِمّتهم بغير الحقّ وخالفوا أمر الله إليهم في قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} صدق الله العظيم [الشورى:23].
وما كان من القوم المسرفين إلا أن اضطهدونا بعد موت جدِّنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزمن، ونُبرّئ أبا بكر وعمر وعثمان ونُصلي عليهم ونُسلمُ تسليماً؛ بل اضطهدونا وظلمونا وقتلونا من بعد ذلك؛ حتى ضرب الله عن أولئك القوم المسرفين البيان الحقّ للذِّكر صفحاً من الدهر كونهم لم يحتكموا إلى كتاب الذكر فينظروا الأعلم به فيهم فيتبيّن لهم أنّه من أولي الأمر منهم قد جعله الله لهم إماماً كريماً يهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وأما كيف يعلمون أنّ الله جعله للناس إماماً؟ وذلك لأنّهم سيجدون أنّ الله زاده بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن فيستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتاب الله فيما كانوا فيه يختلفون، فإن تبيَّن لهم ذلك فقد علموا أنّه من أولي الأمر منهم من الذين أمرهم الله بطاعته من بعد طاعة الله ورسوله؛ كونهم سيُبيِّنون لهم الحقّ من الباطل في السُّنّة النّبويّة فيستنبطون لهم الحكم الحقّ من محكم كتاب الله ويحكمون بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ بين المختلفين لكونهم يعلمون بالتأويل الحقّ لكتاب الله فيعلّمونهم بيانه كما كان يفعل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يُعلّم الناس بيانه في السُّنّة النّبويّة وكذلك يعلّم الله من اصطفاه للناس إماماً التأويل للقرآن حتى يجد أولى الأمر منهم هم أحسنُ تأويلاً لكتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:59].
ولكن القوم المختلفين أعرضوا عن هذا الناموس في اصطفاء الأئمّة للناس وقد بيّن الله لهم برهان الذي اصطفاه الله للناس إماماً بأنّه يزيده بسطةً في العلم عليهم حتى يكون هو أعلمهم بكتاب الله كمثل الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقره:247].
وبرغم أنّ الشيعة لَيعلمون أنّ الإمامة هي اصطفاءٌ وليست اختياراً من قِبَلِ البشر ولكنّهم اصطفوا المهديّ المنتظَر وآتوه الحكمُ صبيّاً ولم نجدُ له أيّ أثر من العلم ولا كلمة واحدة! فكيف إذاً علموا أنّ المهديّ المنتظَر هو (محمد بن الحسن العسكري) ما لم يُقِم عليهم الحجّة بسلطان العلم؟ وما كانت حُجّتهم إلا أن قالوا: فبما أنّ أباه كان إماماً ولذلك علمنا أنَّ ابنه إمامٌ! وإذا قلت لهم: فهل تعتقدون بعصمة الأئمّة فسوف يقولون قال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:124].
ومن ثم تقول لهم ولكنّكم تعتقدون أنّ الإمام محمد بن الحسن العسكري إمامٌ كون أباه إمامٌ! فما يُدريكم وهو لا يزال صبيّاً؟ فهل آتاه الله الحكمُ صبياً؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ ولكنّنا لم نجد لمهديّكم المنتظر أيّ أثرٍ من سلطان العلم ومثله كمثل مهديّ السُّنّة والجماعة ما أنزل الله بهما من سلطانٍ، وبرغم أنّي أخالفهم في عصمة الأئمّة والأنبياء من الخطيئة وأقيم عليهم الحجّة بسلطان العلم من محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿10﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿11﴾} صدق الله العظيم [النمل].
ولربّما يودّ أحد الشيعة أن يقاطعني فيقول، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:24]، ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول إنّما أناب إلى الربّ نبيُّ الله يوسف ثم صرف قلبه عن السوء والفحشاء، فهو يعلمُ أنّه ليس بمعصوم من ارتكاب الخطيئة ولذلك قال: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:33].
ولا أريدُ أن أخرج عن الموضوع يا أبا هادي فصبرٌ جميلٌ، وإنّما أردنا تثبيت قومٍ آخرين ليواصلوا التدبّر والتفكّر في البيان الحقّ للذكر لكونه قد يصل إلى فتوى المهديّ المنتظَر إنَّ الإمامةَ اصطفاءٌ وليست اختياراً ثم يستشيط غضباً فيقول: "هذا المهديّ المنتظَر من الشيعة الاثني عشر فكذلك عقيدتهم أنّ الإمامة اصطفاء من الله وليست اختياراً، بل هم الذين يسبّون أبا بكر وعمر". ثم يتولّى عن مواصلة التدبّر للبيان الحقّ للذكر، ولذلك اضطررنا أن نزجر الشيطان عنه ليواصل التدبّر في البيان الحقّ للذكر.
وإنّني المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أصلّي على أبي بكر وعمر كونهم أنقذوا المؤمنين من الفتنة الأخطر كادت تعصف بهم من بادئ الأمر، ولو قال أبتي الإمام علي يا أبا بكر وعمر إنّي الإمام المصطفى من الله عليكم فأنتم تعلمون أنّي أعلمكم بكتاب الله، ثم يقيم عليهم الحجّة بالعلم لكان أول من يبايع أبتي الإمام علي على الخلافة هو أبو بكر وعمر، ولذلك لا يقول فيهما المهديّ المنتظَر إلا خيراً كون الإمام علي عليه الصلاة والسلام ظنّ أنّهم يعلمون أنّه الإمام المصطفى عليهم فسكت بادئ الأمر، ولا نلوم على أبي بكر وعمر ونصلّي عليهم والإمام علي ونسلّمُ تسليماً، ألا وإنّ الإمامة هي بالاصطفاء من الله، ألا وان الخليفة قد جعله الله للناس إماماً كما جعل الأنبياء، ألا وإنّ الإمام قد جعله الله خليفة له عليهم وما كان لهم الحقّ من أن يصطفوا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص].
وقال الله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص:26]، وقال الله تعالى لنبيّه إبراهيم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:124]، وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].
ألا وإنّ الإمام يلزمه تقديم البرهان أنّ الله اصطفاه للناس إماماً عليهم وزاده بسطةً في العلم فيعلّمهم علم البيان يستنبطه من محكم القرآن حتى يتبيّن لعلماء الأمة أنّ الله اصطفاه عليهم وزاده بسطةً في العلم عليهم أجمعين، فإذا تبيّن لهم أنّهُ أعلمهم بكتاب الله فلا ينبغي لهم أن يتّخذوا غيره قائداً عليهم حتى ولو كان بينهم نبيّاً فهو يعلم أنّ القيادة للأعلم ولذلك تجدون نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام جنديّاً تحت إمرة وقيادة الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، ولكنّكم تجهلون أنّ درجات القيادة في الكتاب على المؤمنين هي حسب زيادة سلطان العلم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادله:11].
إذاً يا حبيبي في الله أبو هادي، ليس البرهان على صدق المهديّ المنتظَر حتى يثبت لكم نسبه أنّه فلان بن فلان بن فلان بن فلان بن فلان بن الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، هيهات هيهات.. بل بتقديم البرهان بالبيان الحقّ للقرآن ولن يجادله عالِم من الإنس والجان من القرآن إلا أقام عليه الحجّة والسلطان من محكم القرآن شرط أن يدرك البرهان عالمُكم وجاهلُكم لكونه سيأتيكم به من الآيات البيّنات المحكمات هُنّ أم الكتاب، فذلك بيني وبينكم أن أُبيِّن لكم الحقّ في كتاب ربّي وليس إثبات حسبي ونسبي برغم أنّي ذو نسبٍ عريقٍ ومن أشراف قومي ولكنّنا لا نتعالى على الناس بنسبنا.
ونأتي الآن للجواب على السؤال الثاني من أبي هادي يقول فيه بما يلي:
وكذلك المهديّ المنتظَر فمن كذّب به من العالمين فإنّه لم يكفر بالمهديّ المنتظَر، وما عساه أن يكون إلا عبداً لله من البشر، ولكنّكم كذّبتم بكتاب الله القُرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إليه واتّباعه وأُحاجّكم بآيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربّيٍ منكم، فأبى أبو حمزة المصري ومن اتّبع ملّته وأفتى عن منهج ناصر محمد اليماني أنّه منهجٌ باطلٌ وقال: "إنّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما اتّفق منها مع منهجه الباطل". ثم نقول له ولأمثاله: فهل تريدني أن أتّبع في السُّنّة ما يخالف لمحكم كتاب الله؟ إذاً فلو أتّبعكَ لكفرتُ بكتاب الله واستمسكتُ بما يخالف لمحكم كتاب الله من الروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات من أحاديث السنة التي لم يعدْكم الله بحفظها من التحريف والتزييف من افتراء الطاغوت فيها بغير الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:81].
وبما إَّنّ أحاديث سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].
وبما أنّ قُرآنه محفوظٌ من التحريف فقد جعله الله المرجع لبيانه، فما وجدتم من بيانه في أحاديث السُّنّة جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فاعلموا أنّ ذلك الحديث النّبويّ ليس من عند الرحمن بل من عند الشيطان نظراً لوجود اختلاف كثير جملةً وتفصيلاً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، ولذلك أمر الله علماء المسلمين أنّ ما اختلفوا فيه من أحاديث البيان فعليهم أن يحتكموا إلى القرآن، فما كان من أحاديث البيان وبينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً فإنّ ذلك حديث مُفترى من عند الشيطان في سُنّة البيان وما كان من عند الرحمن، وما كان لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينطق بالبيان المخالف لمحكم كتاب ربّه والله المستعان، بل الحديث المخالف لمحكم قرآنه في سُنّة البيان حديث جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ليصدّوا عن اتّباع الذِّكر عن طريق سُنّة البيان ولذلك علّمكم الله بطريقة كشف الأحاديث المكذوبة عن النبي عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم، ولذلك أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سُنّة البيان ونطق بالحديث الحقّ الذي يزيد هذه الآية بياناً وتوضيحاً للمسلمين ، فقال عليه الصلاة والسلام: [أيّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله] صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ أحاديث سُنّة البيان إنّما تزيد القرآن بياناً للناس وليس أنّها تأتي تخالف لمحكم القرآن لكون الله أمركم ورسوله أن تتّبعوا محكم قرآنه وبيانه الحقّ في السُّنة النّبويّة، ولم ننهَكم إلا عن اتّباع ما يخالف قرآنه في سُنّة بيانه كون ما خالف القرآن في سُنّة البيان فإنّه من عند الشيطان، أما أحاديث الحكمة التي لا تخالف لمحكم قرآنه فردّوها للعقل كون العقل لا يعمى عن الحقّ كمثل حديث السواك، فإذا أرجعتم حديث السواك للعقل فسوف تجدون ذلك حديثاً منطقيّاً يقبله العقل والمنطق ويُسلّم له تسليماً، فلم نأمركم بالكفر بأحاديث الحكمة في سُنّة البيان وإنّما نأمركم بالكفر بما يخالف منها لمحكم القرآن، أفلا تعقلون؟ أم تريدون أن تتّبعوا فتوى أبي حمزة محمود المصري الذي يفتي أنّ منهج الإمام ناصر محمد اليماني نتِنٌ وباطلٌ؟ فكيف يقول على القرآن نتِن وباطل؟ حسبي الله عليه وعلى من اتّبع منهجه، غير أنّي لا أكفر بأحاديث سُنّة البيان ولذلك يجدني أبو حمزة مصدّقاً بالحقّ في السُّنّة النّبويّة ولا أكذّب إلا بما يخالف منها لمحكم قرآنه، ولكن أغضبه ذلك وقال إنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينكر السُّنّة النّبويّة ولا يصدق منها إلا ما يتّفق مع منهجه الباطل، ويا سبحان الله! كيف يقول أنّ القرآن منهجٌ باطلٌ بطريقةٍ غير مباشرةٍ؟ ولكنّ فتواه جليَّةٌ واضحة ويدرك أولو الألباب أنّ هذا الرجل لا ينتمي أصلاً إلى مذهب أهل السُّنّة والجماعة وإنّما يتصيّد في الماء العكر كونه سيجد في السُّنّة أحاديث الباطل التي تخالف للقرآن ولذلك تجدوه يتظاهر أنّه سُنّيٌّ! هيهات هيهات.. أفلا تعلم يا محمود إنّ أغلب أنصار المهديّ المنتظَر إلى حدّ الآن هم من أهل السُّنّة والجماعة وقليل من الشيعة بل إنّ أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور يكونون من مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية لكونهم وجدوا ناصر محمد اليماني لا يدعو إلى التعدّديّة المذهبيّة في الدين فليس ذلك من صالح وحدة المسلمين، فهل فرَّقَهم إلى شيعٍ وأحزابٍ لاتّباع مذهب الإمام الفلاني وأخرى تتّبع مذهب الإمام الفلاني؟ (وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون)، ولكنّي المهديّ المنتظَر لم أجعل لي مذهباً فأزيد المؤمنين فرقةً جديدةً؛ بل أدعوهم إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ والكفر بما خالف لمحكم كتاب الله سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة، فأشهدُ الله وكافّة خلق الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أُعلن بالكفر المطلق لجميع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة برغم أنّي مؤمن بكتاب الله التوراة والإنجيل ومؤمن بالسُّنّة النّبويّة أنّهم جميعاً من عند الله كما القرآن من عند الله وإنّما أكفر بما يخالف فيهم لمحكم القرآن كون القرآن هو الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف بين يدي البشر ولذلك يجدونه نسخةً واحدةً في العالمين لا تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ، فذلك تصديق على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].
وأما التوراة والإنجيل فلم أجدهما محفوظتين من التحريف، وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:79].
وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78]، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 )} صدق الله العظيم [آل عمران]، ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر لا يتّبع ما يخالف لكتاب الله في القرآن العظيم في كتاب الله التوراة والإنجيل، وكذلك لم يعِد الله المسلمين بحفظ أحاديث السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:81].
إذاً يا حبيبي في الله أبو هادي ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم جميعاً، ولا يهمّني رضوان الشيعة ولا السُّنّة ولا اليهود ولا النصارى ولا القرآنيّين الذين يفسّرون القرآن على هواهم من عند أنفسهم، ولا يهمّني رضوان جميع الذين اختلفوا وتفرّقوا بعدما جاءتهم البيّنات من ربّهم أولئك لهم عذابٌ عظيمٌ، وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]، ولذلك أكفر بعقيدة الشيعة التي تقول: "من مات وليس له إماماً مات ميتة الجاهلية" وما عساه الإمام إلا عبدٌ من الصالحين يبيّن لهم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وسبيل الحقّ هي واحدة وليست ثلاثاً وسبعين طريقاً يا مَن اتّبعتُم السّبل فتفرّق بكم عن سبيله الحقّ، فاتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصَرون.
وقد ألقى إليّ أحد الإخوان من الشيعة وقال: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا لا تخاطب في بياناتك إلا أهل السُّنّة والجماعة ولا تكاد تذكر الشيعة إلا قليلاً؟". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: وهل وجدتني أدعو إلى اتّباع الشيعة أو السُّنّة والجماعة أو إلى اتّباع أيٍّ من المذاهب الأخرى من الذين فرّقوا دينهم شيَعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ هيهات هيهات فلا مفاضلة لدينا بين السُّنّة والشيعة، وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنّي أعلن الكفر المطلق بالتعدّديّة المذهبيّة في دين الله، وأُبشّر الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً بعدما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله القرآن العظيم: ألم ينهَكم الله يا معشر المسلمين أن لا تكونوا كمثل الذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله ولكنّكم أعرضتم عن أمر الله يا معشر علماء المسلمين؟ أم إنّ ناصر محمد اليماني مفترٍ عليكم؟ ولكن حكم الله عليكم لبالمرصاد في محكم الكتاب يفتي أنّ الذين اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات في محكم كتاب الله لهم عذابٌ عظيمٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]. فكيف أنّكم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي متشيّعاً إلى أحد مذاهبكم وفرقكم؟! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
و نأتي الآن إلى الإجابة على السؤال الثالث لحبيب قلبي أبو هادي يستفتي ناصر محمد اليماني كيف آتاه الله العلم والسؤال كما يلي:
ويا حبيبي في الله أبو هادي، سبقت فتوانا كيف أتلقّى البيان الحقّ للقرآن أنّه بوحي التّفهيم المباشر من الربّ إلى القلب ولكنّ وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب اتّخذه الشيطان مصيدة فتصيّد به كثيراً من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، هيهات هيهات.. بل وحي التّفهيم إمّا أن يكون من الرحمن وإمّا أن يكون وسوسة من الشيطان ما أنزل الله بها من سلطان ويتبيّن لكم بين وسوسة الشيطان ووحي التّفهيم من الرحمن من خلال سلطان العلم الذي ألهمه به الله، وأما إذا لم يملك المدّعي سلطان العلم من الرحمن فهو من الشيطان ما دام متعلّق بالدين فلا ينبغي أن تتّبعوا وسوسة الشيطان بغير برهان من الله، ويقول الجاهلون هذا هو وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب، ومن ثم يردُّ عليهم المهدي المنتظر، وأقول قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم.
فاتّقوا الله يا أولي الألباب وأصدِقوا الله يصدِقكم فيجعل لكم فرقاناً في قلوبكم لتميّزوا به بين الحقّ والباطل فإنّي أراكم لم تفرّقوا بين المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم الذي يحاجّكم بسلطان العلم من الرحمن يأتيكم من محكم القرآن وبين المهديِّين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين فيزعمون أنّه وحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وهو يوحي إليه شيطان في الصّدر وليس المهدي المنتظر، وإن أصرَّ وقال بل أنا المهديّ المنتظَر ثم يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}، {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم.
ونأتي الآن لسؤال حبيبي في الله أبو هادي إذ يقول فيه ما يلي:
بل أنا الإمام المهديّ المنتظَر المُعتصم بحبل الله القرآن العظيم وأفتي أنّه البرهان من ربّ العالمين المحفوظ من التحريف حُجّة الله على الناس أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:175].
ذلكم هو حبل الله الذي أمر الله الناس جميعاً أن يعتصموا به، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم، ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر يدعو البشر إلى اتِّباع كتاب الله ويدعو المسلمين والنصارى واليهود إلى الاعتصام بكتاب الله و الكفر لما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة، فإذا كنت لا أعلم بكثير من أحاديث السُّنة النّبويّة فكذلك لا أعلمُ بكثير ممّا في التوراة والإنجيل، وقد أغناني ربّي بالقرآن العظيم المحفوظ من التحريف ولن تجدوني أكذِّب إلا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة والإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة ولذلك لا تجدوني أحاج الناس من التوراة والإنجيل بل من القرآن العظيم وقليل من أحاديث السُّنة النّبويّة ليس إلا ليعلموا أنّي لا أنكر سُنّة محمد رسول الله الحقّ برغم أن لا حاجة لي بأحاديث السنة؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أبيّن لكم كتاب الله القرآن العظيم كما كان يبيّنه للناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نعيدَكم إلى منهاج النّبوّة الأولى وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.
وبالنسبة لرؤيا جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي كثيرة ولكن منها ما هو خاص وكثيرها عام، ولكنّي أواجه مشكلة فيها وهو تشابه النثر بشكل عجيب، وأخشى أن يستغل ذلك الشيطان فيقول: "أفلا ترون أنّ منطق الرؤيا عن رسول الله هو ذات منطق كلمات النثر في حوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟ فهذا يدل على أنّه مفترٍ كونه نفس كلام ناصر محمد اليماني في كلمات النثر". ثم ينقلبوا على أعقابهم بعد إذ هداهم الله إلى الحقّ بسبب التشابه بين كلام المهديّ المنتظَر ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحق، وبما أنّ الرؤيا تخص صاحبها فلا داعي أن أُحاجّكم برؤيا النثر بل بالبيان الحقّ للذّكر، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
ونأتي الآن لسؤال أبي هادي الذي يقول فيه ما يلي:
وكذلك جميع الأنبياء والمرسَلين ما عليهم إلا البلاغ المبين، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16) وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)} صدق الله العظيم [يس].
وكذلك المهديّ المنتظَر فما عليه إلا أن يذكّر المسلمين والعالمين بذِكرهم الذي بين أيديهم المحفوظ من التحريف حجّة الله علي رسوله وعليهم وعلى العالمين الذين لم يتّبعوه واتّخذوه مهجوراً، فمن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً.
وبالنسبة للجهاد فإذا مكّنني الله في الأرض فقد وجب عليّ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فأرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ولا ولن أقاتل الناس على الإيمان أبداً ما دمتُ حيّاً وإنّما أبيِّن لهم الحقّ من ربّهم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر لو يجعله الله خليفةً على البشر فيجبرهم على الإيمان بالله وعبادته وهم صاغرون فلن يتقبّل الله صلواتهم في بيوت الله ولن يتقبّل الله زكاتهم وهم كارهون حتى تكون من خالص قلوبهم وليست خشيةً من أحد، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبm:18].
ولكنّ البشر حين يرون المهديّ المنتظَر يعدل بين المسلم والكافر ويقسط إلى الكافرين ويبرّهم ويُحسِن إليهم ولا يسفك دماءهم بحُجّة كُفرهم ثم يجدوه يعامل الكافرين بمعاملة الدين الحسنة ويبرّهم كما يبرّ المسلمين ونرفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان بغض النظر هذا مسلم وهذا كافر، وهيهات هيهات وأقسمُ بربّ السماوات لو أنّ أخي ابن أمي وأبي يعتدي على كافر بحجّة كُفرهِ فيُعلن الحرب عليه فإنّ المهديّ المنتظَر سوف يقف إلى جانب الكافر فيُعلن الحرب على أخيه ابن أمه وأبيه ومن ثم لا يجد الكافرون إلا أن يُسلّموا لهذا الدين تسليماً فيدخلوا في دين الله كافّة بكل قناعةٍ لكونهم علموا أنّهُ حقاً دين الرحمن للعالمين؛ فذلك هو جهاد المهديّ المنتظَر يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا حبيب قلب الإمام المهدي أبو هادي، فاشهدوا علينا من بعد الظهور بالحقّ.
ونأتي الآن إلى سؤال أبي هادي الذي يقول فيه بما يلي:
إذاً يا قوم، إنَّ أمرَ الله بالحوار من قبل الظهور فيه حكمةٌ بالغةٌ ورحمةٌ بكم من الله كون علماءكم أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، فمهما يحاجّهم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم فسوف يحاجّونه بالاسم برغم أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لهم اسم المهديّ المنتظَر (محمد) بل أشار إلى وجود الاسم (محمد) في اسم المهديّ المنتظَر وقال: [يواطئ اسمه اسمي]، وفي ذلك حكمة بالغة من الله إلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وذلك لكي يواطئ الاسم الخبر، كون المهديّ المنتظَر لم يبعثه الله نبيّاً جديداً كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو خاتم الأنبياء والمُرسَلين ولذلك يبعث الله المهديّ المنتظَر (ناصرَ محمدٍ)، وذلك هو التواطؤ المقصود في الاسم (محمد) لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر.
ويا حبيب قلب المهديّ المنتظَر أبو هادي، كيف تريدني أن أظهر لعلمائكم الذين لو آتيهم بألف برهان من محكم القرآن عن نفي حديث أو رواية لقالوا: "ذرك من هذا فلا تتشدّق بالقرآن، فلا يعلم تأويله إلا الله فلستَ أعلمَ من محمدٍ رسولِ الله وصحابته، فقد فصّل لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاب الله تفصيلاً وحسبنا إلا السُّنّة التي وجدنا عليها آباءنا" وكذلك الشيعة يقولون حسبنا أحاديث وروايات العترة التي وجدنا عليها آباءنا فكذلك الشيعة هم سُنّة ومثلهم كمثل أهل السُّنّة معتصمين بالسُّنّة ويذرون القرآن وراء ظهورهم بحجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله، وإنّما الشيعة لا يأخذون الروايات من الصحابة بشكل عام فأضاعوا أحاديث هي حقٌّ، وأقل الأحاديث المفتراة لدى الشيعة ولكنّ أكثرهم بالله مشركون بسبب المبالغة في آل بيت رسول الله فيدعونهم من دون الله، وأما السُّنّة فجمعوا كثيراً من الحقّ والباطل، واتّخذوا سُنّة وشيعة هذا القرآن مهجوراً ويحسبون أنّهم مهتدون، وتالله لو كنت أحكم على الضالّين لحكمتُ على جميع علماء المسلمين قبل أن أحكمُ على الكافرين لكونهم لمن أشدّ الناس كفراً بهذا القرآن العظيم من بعد اليهود والنصارى إلا من رحم ربي من المؤمنين.
أفلا ترى أنّ المهديّ المنتظَر ينادي الناس أجمعين واليهود والنصارى إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم وإلى الكفر بما خالف لكتاب الله القرآن العظيم؟ ومن ثم تجد أول من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذّكر هم علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي ذلك لأنّهم قوم لا يعقلون، ثم جعلوا حجّة للعالمين من الذين أظهرهم الله على أمري من اليهود والنصارى وقالوا: "لو كنت أنت المهديّ المنتظَر ولم نُصدّق بدعوتك ونتّبعك فلا لوم علينا كون الذين ينتظرون لبعث المهديّ المنتظَر هم المسلمون ونجدهم أوّل من كفر بأمرك فهم أعلمُ بالمهديّ المنتظَر من النصارى واليهود، فاذهب ليصدّقوك كونهم يؤمنون بالقرآن الذي تدعو إلى اتّباعه والكفر بما يخالفه إلا أن تتّبع التوراة والإنجيل" ثم يقول لهم المهدي المنتظر: "ولكنّ المسلمين قد اتّبعوا ملّتكم وافتراء فريق منكم فهم كذلك يريدون المهديّ المنتظَر يأتي ليتّبع الأحاديث والروايات مهما كانت مخالفة لآيات الكتاب المحكمات في القرآن العظيم، ولسوف يحكمُ الله بين المهديّ المنتظَر الداعي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتباعه، ولن يخشى الله إلا من اتّبع هذا الذّكر الحكيم المحفوظ من تحريف شياطين البشر حجّة الله على العالمين إلى يوم الدين، فمن يخشَ الله ويتّقِه فسوف يجيب دعوة الاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)} صدق الله العظيم [يس].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
خليفة الله وعبده؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
ثم يقف المهديّ المنتظَر حائراً بين قوم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم، ومضى على المهدي المنتظر ست سنوات وهو يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه وكأنّهم بكتاب الله لا يؤمنون برغم أنّك تراهم يتغنّون به ويتشدقون به ولكنّهم لم يتّخذونه المرجعيّة لدينهم ولا يتفكّرون في آياته المحكمات هل تخالف لما بين أيديهم من الأحاديث والروايات.
ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أكثر علماء الأمّة حتى ولو وجدَ ألف آيةٍ مُحكمةٍ في كتاب الله تُخالف روايةً واحدةً ضعيفة المسند لاعتصم بالرواية المخالفة لألف آية في الكتاب بحجّة أنّه لا يعلم بتأويله إلا الله، وحتى ولو علم اليقين أنّها محكمةٌ لقال حسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح فهم أعلمُ بكتاب الله منّا! أولئك يكاد المهديّ المنتظَر أن يلعنهم لعناً كبيراً، أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمتهم.
ويا أبا هادي، رحّب بك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فإن كنت من علماء المسلمين فأجِب دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإن أقمتَ الحجّة على ناصر محمد اليماني بالحقّ من محكم كتاب الله ولم يجد ناصر محمد اليماني إلا أن يحظر أبا هادي ولم يهيمن على أبي هادي بسلطان العلم المحكم من كتاب الله فعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار التراجع عن اتّباع ناصر محمد اليماني، ولكنّي أعلمُ علم اليقين كما أعلمُ إنّ الله ربّي، أنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب كوني أعلم أنّي لم أفترِ على الله؛ حقيق لا أقول على الله إلا الحق، ولذلك أُقسمُ بالله العظيم لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يُهيمنوا على ناصر محمد اليماني ولو في نقطةٍ واحدةٍ في القرآن العظيم لئن أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وإن أعرضوا عن اتّباع الذّكر مسلمهم والكافر فسوف يفتح الله بيني وبينهم بالفتح الأكبر فيظهرني الله على كافة البشر مسلمهم والكافر بكوكب العذاب ليلة تبلغ القلوب الحناجر ليلة يسبق الليل النهار، وقد أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبرى، ولكن للأسف إنّ أكبر عالِم من علماء المسلمين من خطباء المنابر أعلمهم سيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني؛ بل سوف أقيم عليك الحجّة حصرياً من القرآن لنفي شرطك هذا، ألم يقل الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم [يس]". ويظن نفسه أنّه عالِم فطحول وهو قد أنكر ظهور الشمس من مغربها، أم تريدون إنّ الشمس تدرك القمر منذ بداية الدهر؟ إذاً كيف يتبيّن لكم أشراط الساعة الكبر إذا دخل فيها عمر البشر لو كانت الشمس تدرك القمر من بداية حركة الدهر ولو كان الليل يسبق النهار من بداية حركة الدهر بل لا بد أن تكون ثابتة المسار لم تتغيّر: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر ثم تدرك الشمس القمر فيحدث انتفاخ الأهلّة في أوّل الشهر فيرون الهلال فيقولون ليلتين كون الشمس أدركت القمر في أوّله، أفلا تتّقون! فكم وكم وكم فصَّلنا لهم هذا الخبر عبر جهاز الأخبار العالميّة ولكن لا حياة لمن تُنادي، فبلِّغوا عني يا معشر الأنصار الليل والنهار باكتساح شديد عبر مواقع البشر مسلمهم والكافر يزدكم الله بحبّه وقربه ويمنّ عليكم بنعيم رضوانه على أنفسكم، فما أعظمُ أجر المبلّغين البيان للقرآن للعالمين.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
واعذرني يا أبا هادي عن عدم ردّ المهديّ المنتظَر المختصر فإنّه لنبأ عظيم أنتم عنه معرضون وليس حوار أصحاب المنابر الفارغ من البرهان فاقرعوا الحجّة بالحجّة وبيني وبينكم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله نورٌ على نورٍ، فقد اقترب كوكب العذاب وأنتم مُعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب، واعلموا أنّ الله لشديدُ العقاب.
خليفة الله وعبده؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
________________