السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم يا اخوان وجدت هذا الموضوع في احدى المنتديات وهو يتحدث عن تغير معاوية في الصلاة والتكبيرات ولاحولة ولاقوة الابالله والي ادهشني ان حتى بعد الركوع هناك تكبير وليس سمع الله لمن حمده وصدق امامنا هي قال ان الله اكبر في كل حركة من حركات الصلاة واليكم الموضوع :
ترك التكبير المسنون في الصلوات
أخرج الطبراني (وفي نيل الأوطار: الطبري) عن أبي هريرة: إن أول من ترك التكبير معاوية، وروى أبو عبيد: إن أول من تركه زياد.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق سعيد بن المسيب أنه قال: أول من نقص التكبير معاوية. (1)
قال ابن حجر في فتح الباري 2: 215: هذا لا ينافي الذي قبله، لأن زيادا تركه بترك معاوية. وكان معاوية تركه بترك عثمان (2)، وقد حمل ذلك جماعة من أهل العلم على الاخفاء.
وفي الوسائل إلى مسامرة الأوائل ص 15: أول من نقص التكبير معاوية كان إذا قال: سمع الله لمن حمده. انحط إلى السجود فلم يكبر، وأسنده العسكري عن الشعبي، وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: أول من نقص التكبير زياد.
وفي نيل الأوطار للشوكاني 2: 266: هذه الروايات غير متنافية، لأن زيادا تركه بترك معاوية، وكان معاوية تركه بترك عثمان وقد حمل ذلك جماعة من أهل العلم على الاخفاء، وحكى الطحاوي: إن بني أمية كانوا يتركون التكبير في الخفض دون الرفع، وما هذه بأول سنة تركوها.
وأخرج الشافعي في كتابه " الأم " 1: 93 من طريق أنس بن مالك قال: صلى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقرائة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القرائة، ولم يكبر حين يهوي حتى قضى تلك - الصلاة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان: يا معاوية؟ أسرقت الصلاة أم نسيت؟ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم الله الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين يهوي ساجدا.
وأخرج في كتاب " الأم " 1: 94. من طريق عبيد بن رفاعة: أن معاوية قدم المدينة
____________
(1) فتح الباري 2: 215، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 134، نيل الأوطار 2: 266، شرح الموطأ للزرقاني 1: 145.
(2) أخرج حديثه أحمد في مسنده من طريق عمران كما يأتي في المتن بعيد هذا الصفحة 65
فصلى بهم فلم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع، فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار: أن يا معاوية! سرقت صلاتك؟ أين بسم الله الرحمن الرحيم؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت؟ فصلى بهم صلاة أخرى، فقال: ذلك فيما الذي عابوا عليه.
وأخرجه من طريق أنس صاحب " الانتصار " كما في البحر الزخار 1: 249.
قال الأميني: تنم هذه الأحاديث عن أن البسملة لم تزل جزئا من السورة منذ نزول القرآن الكريم، وعلى ذلك تمرنت الأمة، وانطوت الضمائر، وتطامنت العقائد، و لذلك قال المهاجرون والأنصار لما تركها معاوية: إنه سرق ولم يتسن لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتى التجأ إلى إعادة الصلاة مكللة سورتها بالبسملة، أوانه إلتزم بها في بقية صلواته، ولو كان هناك يومئذ قول بتجرد السورة عنها لاحتج به معاوية لكنه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الأمويين الذين اتبعوه بعد تبين الرشد من الغي.
وأما التكبير عند كل هوي وانتصاب فهي سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله عرفها الصحابة كافة فأنكروا على معاوية تركها، وعليها كان عمل الخلفاء الأربعة، واستقر عليها إجماع العلماء وهي مندوبة عندهم عدا ما يؤثر عن أحمد في إحدى الروايتين عنه من وجوبها وكذلك عن بعض أهل الظاهر، وإليك جملة مما ورد في المسألة:
1 - عن مطرف بن عبد الله قال: صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر، وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال: قد ذكرني هذا صلاة محمد، أو قال:
لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي لفظ لأحمد: قال عمران: ما صليت منذ حين. أو قال: منذ كذا كذا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الصلاة. صلاة علي.
وفي لفظ آخر له: عن مطرف عن عمران قال: صليت خلف علي صلاة ذكرني صلاة صليتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفتين قال: فانطلقت فصليت معه فإذا هو يكبر كلما سجد وكلما رفع رأسه من الركوع فقلت: يا أبا نجيد من أول من تركه؟ قال عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كبر وضعف صوته تركه.
الصفحة 66
صحيح البخاري 2: 57، 70، صحيح مسلم 2: 8، سنن أبي داود 1: 133، سنن النسائي 2: 204، مسند أحمد 4: 428، 429، 432، 440، 444، البحر الزخار 1: 254.
2 - عن أبي هريرة أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع فإذا انصرف قال:
إني لأشبهكم صلاة برسول الله. وفي لفظ للبخاري: فلم تزل تلك صلاته حتى لقي الله.
راجع صحيح البخاري 2: 57، 58، صحيح مسلم 2: 7 بعدة طرق وألفاظ، سنن النسائي 2: 181، 235، سنن أبي داود 1: 133، سنن الدارمي 1: 285، المدونة الكبرى 1: 73، نصب الراية 1: 372، البحر الزخار 1: 255.
3 - عن عكرمة قال: رأيت رجلا عند المقام يكبر في كل خفض ورفع وإذا قام وإذا وضع فأخبرت ابن عباس رضي الله عنه قال: أو ليس تلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لا أم لك.
صحيح البخاري 2: 57، 58، مسند أحمد 1: 218، البحر الزخار 1: 255.
4 - عن علي وابن مسعود وأبي موسى الأشعري وأبي سعيد الخدري وغيرهم:
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر عند كل خفض ورفع. صحيح البخاري 2: 70، سنن الدارمي 1: 285، سنن النسائي 2: 205، 230، 233، المدونة الكبرى 1: 73، نصب الراية 1: 372، بدايع الصنايع 1: 207، منتقى الأخبار لابن تيمية، البحر الزخار 1: 254.
5 - أخرج أحمد وعبد الرزاق والعقيلي من طريق عبد الرحمن بن غنم قال: إن أبا الصفحة 67
مالك الأشعري [الصحابي الشهير بكنيته] قال لقومه: قوموا حتى أصلي بكم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه وكبر. إلى آخر الحديث المذكور بطوله في ج 8: 181 وفيه إنه كبر في كل خفض ورفع.
6 - عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر كلما خفض ورفع، فلم تزل تلك صلاته حتى قبضه الله.