قارة تشتعل.. أميركا الجنوبية تتخطى الرقم القياسي للحرائق
2024-09-14
2024-09-14T12:26:43Z
ندى ماهر عبدربه
طقس العرب-تتعرض أمريكا الجنوبية لدمار واسع النطاق؛ بسبب الحرائق التي اندلعت في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، مروراً بأكبر الأراضي الرطبة في العالم وصولاً إلى الغابات الجافة في بوليفيا وحتى الحادي عشر من سبتمبر، تم تسجيل عدد قياسي من الحرائق، متجاوزًا الرقم السابق الذي سُجل في عام 2007.
https://x.com/Whereveragency/status/1833498468872032757
بيانات الأقمار الصناعية وتسارع الحرائق
وفقًا لبيانات الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية (إنبي)، تم رصد 346,112 نقطة حرائق في جميع بلدان أمريكا الجنوبية البالغ عددها 13 دولة حتى الآن هذا العام، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في 2007. مصور من وكالة رويترز، أثناء تجواله في منطقة الأمازون البرازيلية، شهد حرائق هائلة تلتهم النباتات، مما أدى إلى اسوداد المشهد الطبيعي وترك الأشجار وكأنها أعواد ثقاب محترقة.
الدخان يغطي السماء ويعتم المدن
تصاعد الدخان الكثيف من حرائق البرازيل ليغطي سماء مدن مثل ساو باولو، مما أدى إلى انتشار ممر من الدخان يمكن رؤيته من الفضاء، يمتد قطريًا عبر القارة من كولومبيا إلى أوروغواي. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها البرازيل وبوليفيا، يبقى التحكم في الحرائق صعبًا بسبب الظروف الجوية المتطرفة.
https://x.com/zoom_earth/status/1830704445190983879
يوجد في أمريكا الجنوبية 9.803 حرائق غابات، تركزت في:
بوليفيا، 3.749 بؤر نشاط.
البرازيل 5.640 بؤرة نشاط (76%).
باراغواي، 397 بؤرة نشاط.
الإكوادور، 7 بؤر نشاط.
الأرجنتين، 10 بؤر نشاط
حرائق الغابات تواصل الدمار في أمريكا اللاتينية
بيرو: وفاة وإصابات نتيجة استنشاق الدخان
اندلعت حرائق غابات في عدة مناطق من بيرو، مما أسفر عن وفاة شخص واحد وإصابة 16 آخرين جراء استنشاق الدخان. وفي محاولة للسيطرة على النيران، قامت القوات الجوية بإسقاط 10 آلاف لتر من المياه في منطقة بيورا المجاورة. وأعلنت حكومة لامبايكي عن تسمم 16 شخصًا في منطقة إينكاهواسي بمقاطعة فيرينافي، ويتم علاج المصابين بالأكسجين الطبي في مراكز صحية محلية. وقد توفيت امرأة بعد إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة، وفقًا لعمدة مدينة إينكاهواسي.
باراغواي: حالة تأهب قصوى
ظلت إدارة الإطفاء في باراغواي في حالة تأهب قصوى بسبب حريق واسع النطاق يهدد منطقة تشاكو الواقعة على الحدود مع بوليفيا. النيران تقترب من محمية طبيعية في مقاطعة ألتو باراغواي، وفقًا للمسؤولين. وأوضح القائد الوطني الثاني لإدارة الإطفاء، راي ميندوزا، أن النيران اجتاحت منطقة تشوفوريكا حيث توجد عقارات زراعية كبيرة.
البرازيل: تزايد الحرائق في الأمازون
مع اشتداد الجفاف في منطقة الأمازون البرازيلية، تضاعفت الحرائق، حيث تم تسجيل 3640 بؤرة حريق نشطة في البلاد، نصفها في الأمازون. ولاية أمازوناس وحدها شهدت 237 حريقًا، فيما تسبب حريق ضخم بالقرب من برازيليا في تدمير 10 آلاف هكتار من متنزه تشابادا دوس فياديروس الوطني.
الأرجنتين: نيران لا يمكن السيطرة عليها
في الأرجنتين، تستمر النيران في التقدم دون سيطرة في أجزاء من مقاطعة قرطبة، مع تركيز أكبر النشاطات في مدينة لا كاليرا، على بعد حوالي 10 كيلومترات من العاصمة الإقليمية.
بوليفيا: حرائق تهدد التنوع البيولوجي
التهمت حرائق الغابات في بوليفيا أكثر من 4 ملايين هكتار منذ يوليو 2024، مما عرض العديد من الحيوانات الكبيرة للخطر. يعمل رجال الإنقاذ على نقل الحيوانات المصابة إلى ملاجئ، خاصة العجول التي تُركت عرضة للصيادين. وأوضح عالم الأحياء إليامن جوتييريز أن هذه الحرائق لا تضر بالحيوانات جسديًا فحسب، بل تتركها أيضًا بلا غذاء أو مأوى.
بوليفيا: تعليق الدراسة والرحلات الجوية
بسبب الدخان الكثيف، أعلنت حكومة بوليفيا عن عقد دروس افتراضية في المقاطعات المتضررة، وأغلقت مطار فيرو فيرو في سانتا كروز.
والمدن الكبرى مثل سانتا كروز وكوتشابامبا ولا باز استيقظت على غيوم كثيفة من الدخان، مما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية.
الإكوادور: خسائر هائلة بسبب الحرائق
من يناير إلى سبتمبر 2024، سجلت الإكوادور 2469 حريق غابات، مما أدى إلى فقدان حوالي 28,657 هكتار من الغطاء النباتي. وخلال الأسبوعين الماضيين، احترق نحو 16 ألف هكتار بسبب الجفاف في سلسلة جبال الأنديز.
دور التغير المناخي في الحرائق
يرى العلماء أن معظم الحرائق سببها البشر، لكن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الناتج عن تغير المناخ يساهمان في تسريع انتشار النيران. كارلا لونجو، باحثة في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء، صرحت بأن درجات الحرارة في ساو باولو تجاوزت 32 درجة مئوية، مما يعكس تغيرًا غير مسبوق في الطقس.
احتجاجات في بوليفيا وتأثير الحرائق على الحياة البرية
في لاباز، العاصمة البوليفية، تظاهر المئات للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الحرائق، حيث تسببت النيران في حرق ملايين الهكتارات من الأراضي وملايين الحيوانات حتى الموت. وقالت الناشطة فرناندا نيجرون: "لقد فقدنا ملايين الهكتارات من الأراضي والغابات، وتم حرق الملايين من الحيوانات".
تأثير الحرائق على الصحة وجودة الهواء
وصلت مستويات التلوث في ساو باولو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى أسوأ مستوياتها عالميًا، متجاوزة حتى الصين والهند. وفقًا لموقع IQAir.com، ساهم الدخان في تدهور جودة الهواء في مدن عديدة، بما في ذلك لاباز. وتشير الدراسات إلى أن استنشاق دخان الحرائق قد يؤدي إلى وفاة 12,000 شخص سنويًا في أمريكا الجنوبية، مما يزيد من مخاطر مشاكل الجهاز التنفسي والوفيات المبكرة.
المصدر
https://taqs.me/pKE3