- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - ربيع الثاني - 1430 هـ
11 - 04 - 2009 مـ
02:35 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ
القول المختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..
بسم الله الرحمن الرحيم..
فهل جعلت الله إنساناً وأن ليس الفرق إلا أنّ الله ليس بأعور؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وقال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].
وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
والآية مُحكمةٌ يفتيكم الله فيها أنهُ هو الذي أنزل المطر من المزن، سُبحانه! بمعنى أنّ هذه آيةٌ من آيات الله فلا ينبغي أن يأتي بها سواه، فكيف يؤيّد بها من يدعي الربوبيّة وهي من آياته وبرهانَ وحدانيته، سُبحانه! إذاً لا حُجّة لله علينا إن صدّقنا ولكن الله لن يجعل لنا عليه سُلطاناً سُبحانه؛ بل لله الحُجّة البالغة، ولا أجد في الكتاب تصديقاً لهذا الافتراء الأعظم بل أجد التحدي من ربّ العالمين أنها لن تطيع أمر الباطل مثقال ذرةٍ من السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22].
وذلك لأنّ المسيح الدجال لو يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت إذاً ليس لله حُجّة علينا إن كنتم صادقين وذلك لأنه تحدى في ذلك والآية واضحةٌ وجليةٌ: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ}، بمعنى أنه لن يطيع المسيح الدجال مثقال ذرةٍ من السماء والأرض وذلك لأنّ الباطلَ لم يُشارك الله في خلق السماوات والأرض ولذلك لن يطيع أمره مثقال ذرةٍ من السماء والأرض برغم أنّ المطر لم يأتِ من السماء الدُنيا بل من المُزن حول الأرض وهي السحاب، ولكن نزول المطر من آيات الله وما دام سوف يؤيّد بآياته المسيح الكذاب فلماذا يقول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:6]. أي تلك آيات الله الدّالة على وحدانيّته نتلوها عليك بالحقّ ومنها: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم، فكيف يؤيّد بآياته عدوّه وهي البرهان على وحدانيته في الكتاب أفلا تعقلون؟
فأيّ عُلماءٍ أنتم يا قوم! أقسم بالله العظيم لا يُصدق بهذا الإفك والزور والبُهتان حمارٌ لا يعقل؛ مع احترامي لعُلماء الأمّة. ولكن كيف تتبعون افتراءً يُخالف كافة الآيات المُحكمات في القرآن العظيم، وكذلك لا يقبله العقل والمنطق وبينهما اختلافٌ كثيرٌ؟ أفلا تتقون؟
ولدينا أكثر من ألف دليلٍ من مُحكم القرآن العظيم على نفي هذه العقيدة المنكر في عقيدة فِتَنِ الدجال، وإنما يريد أعداء الله أن يفتنوكم عمّا جاء في الكتاب، وقد فعلوا وصدّوا عن سبيل الله ألا ساء ما كانوا يفعلون، ولكنكم لن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ من القرآن العظيم على إثبات ذلك بل سوف تجدون العكس تماماً يفتيكم الله أنّ آيات وحدانيّته لا ينبغي أن يأتي بها سواه، ولذلك تجدونه يتحدّى ويقول سُبحانه:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ}
{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾}
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}
صـــدق الله العظيم
ولكنكم كفرتم بآيات وحدانيته وتزعمون أنكم لا تزالون على الهدى، والمنافقون قد ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بكافة آيات الله في مُحكم القرآن العظيم، والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، ففروا من الله إليه فقد أخرجكم أعداؤه عن الصراط المُستقيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________