الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 06 - 1430 هـ
15 - 06 - 2009 مـ
08:56 مساءً
ــــــــــــــــــ
حسبي الله ونعم الوكيل ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].
ويا أيتُها المُسلمة والله إني أعلمُ أنك لست ِبمُسلمةٍ للحقّ، وأعلمُ إنّك ذَكَر ولستِ أنثى وأعلمُ من تكون، والحُكم لله وهو خير الفاصلين فكوني كما تشائين والحُكم لله. وقال الله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} صدق الله العظيم [الأنفال:61-62].
وما دمت سمحت لنفسك أن نخاطبك بالأنثى فلك ذلك وسوف نناديك بالمُسلمة والحُكم لله، ولا أراك أيتها المُسلمة تريدين الحقّ وإنما تحاولين بطريقة واهية أن تُشكِّكي الذين اتبعوا الحقّ في الحقّ من ربّهم وسوف أذكرك أنّك فاشلة، فأنا الإمام المهديّ لستُ أعمى وأعلمُ من خلال البيانات من الذي يبحث عن الحقّ من المُرجِفين، أفلا ترين بأَنّك برغم تصديقك للمَسخ لا تزالين في هذه النقطة وتريدين أن تُقيمين الحجّة ولو في نقطة واهية على الإمام ناصر محمد اليماني كونه حذّركم من المسخ إلى خنازير؟ فيا بنت الناس لو كنتِ تريدين الحقّ لخشيتِ الله من آية المسخ سواءً إلى خنازير أو إلى حمير!
وأمّا بالنسبة لفتوى ناصر محمد اليماني أنَّ المسخ إلى خنازير فلأني أعلمُ أنّها لم تحدث آية المسخ إلى خنازير من بعد نزول الذِّكر القُرآن العظيم وتوعّد الله المُعرضين عمّا أنزل الله في القرآن العظيم وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربهم بأن يلعنهم كما لُعن أصحاب السبت، وكان الوعد مفعولاً في الكتاب، ولم يأتِ تأويل المسخ الآخر على الواقع، وسوف يحدث عمّا قريب بإذن السميع المٌجيب. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم [النساء].
فماذا فُعل بأصحاب السبت؟ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)} صدق الله العظيم [البقرة].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً (47)} [النساء].
{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (154)فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155)} [النساء].
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)} [الأعراف].
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)} صدق الله العظيم [الأعراف].
وبما أنّ اليهود تلقّوا التهديد والوعيد بآية مسخٍ أخرى بعد آية القردة التي جعلها موعظةً لما بين يديها في ذلك الزمان وما خلفها إلى مجيء آية المسخ الأخرى فبحثنا في الكتاب فهل المسخ للذين يكذبون بالقرآن العظيم سيكون إلى قردة أم إلى مسخ آخر؟ فبحثنا عن الوعد المفعول في الكتاب لتحديد المسخ الآخر فوجدناها جعل آية المسخ الأخرى في الكتاب إلى خنازير لأنّه جاء تذكير النتيجة العامة في هذه الحياة الدُنيا والآخرة. وقال الله تعالى:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} صدق الله العظيم [المائدة].
ومن ثمّ يقوم المهديّ المنتظَر ووزيره الأكبر المسيح عيسى ابن مريم بقتل الخنازير ولم يأمرنا الله أن نقتل حيوان الخنزير، بل بشراً مسخهم الله إلى خنازير وتجدون ذلك في الروايات الحقّ، كذلك تأتي الفتوى فيها بآية المسخ إلى خنازير كما علَّمكم بذلك محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن بعث المسيح الحقّ عيسى ابن مريم إنّهُ لن يأتيكم بدينٍ جديدٍ فهو حاكمٌ قائلٌ قائمٌ بدين محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا يكون حكمه ناسخاً للإسلام ويكون حكمه حكماً جديداً وإنما حكمه بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويصلي عيسى (عليه السلام) خلف المهديّ المنتظَر فيكسر الصليب ويقتل الخنزير. وما هو الخنزير؟ فهل تظنون إنّ الله أمرنا أن نقتل حيوان الخنزير اعتداءً وظُلماً، سُبحان الله العظيم! بل الخنزير الممسوخ وكان من شياطين البشر.
ولم أجد في ذكر الكتاب والسُّنّة أنّ المسخ الآخر هو إلى حمير ولا إلى قردة؛ بل إلى خنزير، وبرغم إيمانكِ بآية المسخ تضيعين وقتنا في إثبات نوع المسخ، أليس الصبح بقريب؟ وسننظر آية المسخ على الواقع الحقّ من بعد تصديق تأويل الفعل الذي جعله الله في الكتاب، فقد أتى تأويله وسوف نرى يا مُسلمة والحُكم لله وهو خير الحاكمين.
وللأسف ما زادكم عفو المهديّ المنتظَر إلا استكباراً وغروراً ورجساً إلى رجسكم وتزعمون الإيمان وتبطنون الكُفر والمكر برغم أنّك تقول إنّك مؤمن بكتاب الله وسنّة رسوله، ولو كنت ضدّ كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وتحاول إيجاد الفتنة والتشكيك في الحق وتحاول أن تصنع الحجّة من عدم وتضيع الوقت ليس إلا، والدليل تكرارك في نوع المسخ وما كان المفروض أن تضيع وقتنا في نوع المسخ ما دُمت تؤمن به، ولكنّك ظننت لعلك تُعْجِز ناصر محمد اليماني فلا يأتِ بدليل المسخ إلى خنازير لعل الأنصار يرتدّون بعد إيمانهم كافرين بالبيان الحقّ من ربهم وذلك ما تبغي وتريد، ولكننا أتيناك بالحقّ في الكتاب وتُصدقه روايات السنة بأنّ آية المسخ الآخر لمن كان على شاكلتك إلى خنزيرٍ.
وسيجد الباحثون ذلك في الروايات الحقّ وكذلك المُدرجة إذ يوجد بينها ذكر قتل الخنزير في عصر المهديّ المنتظَر ووزيره الأكبر المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يأمرنا الله بقتل حيوان الخنزير بل بقتل الممسوخ من البشر إلى خنزير وبئس المصير، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
عدو شياطين الجنّ والإنس المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض الذي يُحاج الناس بالبيان الحقّ للذكر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ