الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1428 هـ
25 - 07 - 2007 مـ
12:45 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يحاجّ علماء الأمّة بالقرآن العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد...
يا معشر علماء الأمّة هل تريدون كتاباً غير القرآن أجادلكم به فما خطبكم لا تصدقون بشأني؟ أم إنكم تروني أُفسّر القرآن على هواي اجتهاداً مني؟ أم إنكم تروني أفسّر القرآن بأرقام الآيات كما يفعل بعضكم؟ حاشا لله أن أفعل ذلك بل أفسّر لكم أرقاماً ذكرها الله بنصّ القرآن العظيم كمثل قول الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فإن رأيتموني أخطأت في ثانيةٍ في أمد لبثهم فقد جعلت لكم عليّ سلطاناً وإن نبأتكم بأمد لبثهم في كهفهم منذ دخولهم إلى يوم خروجهم والذي لا يزال علم خروجهم في علم الغيب الذي لا يعلم به إلا الله الذي حدد لكم في القرآن العظيم زمن لبثهم منذ دخولهم إلى يوم خروجهم وعلّمكم بأنّ الشمس والقمر بحسبان، وعلَّمتكم وفصّلت لكم من القرآن تفصيلاً، تصديقاً لقوله الله تعالى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١٢].
فبالله عليكم يا معشر علماء الأمّة ألا تفكّرون كيف استطاع ناصر اليماني أن يوفق بين سنة شمسيّة لذات الشمس وبين سنة قمريّة لذات القمر وبين سنة أرضيّة لذات الأرض برغم اختلاف طول أيامهن الحسابيّة؟ فقد علّمناكم بأنّ طول يوم الشمس في ذات الشمس أي دورانها حول نفسها لقضاء يومها يستغرق ألف يومٍ أرضي، وأما طول يوم القمر فيستغرق كما تعلمون ثلاثين يوماً أرضياً، وأما يوم الأرض يستغرق أربع وعشرين ساعة، فهل رأيتموني حسبت يوم السّنة الشمسيّة لذات الشمس بيوم الأرض أو حسبت السَّنة القمريّة لذات القمر بيوم الأرض لذلك تطابق الحساب؟ ولكني علمتكم أنه لا ينبغي أن أحسب سنة أي كوكب إلا بيوم الكوكب ذاته، ونبأكم الله بأنّ عدد الشهور في الكتاب اثنا عشر شهراً والشهر ثلاثون يوماً.
ولربما بعضكم يحاجني فيقول: "نحن لا نعلم كم طول يوم الشمس أي في خلال كم تتم دورانها حول نفسها". فأقول: إنكم تعلمون كم طول يوم القمر في ذاته وأنه ثلاثون يوماً بحسب أيام الأرض، وأنتم تعلمون بأنّ ذلك ليس إلا يومٌ قمريٌّ واحدٌ، وقد علّمناكم طول السنة القمريّة بأنها 360 يوم بحساب يوم القمر في ذاته وإذا حولتم السَّنة القمريّة بحساب أيام الأرض سوف يكون طول السَّنة القمريّة 360 شهر وإذا حولتم هذه الشهور إلى سنين سوف يكون الناتج (ثلاثين عاماً) بحساب أيامكم 24 ساعة.
وقد علّمناكم بأنّ ذلك ليس إلا سنة قمريّة واحدة قدرها بأيام الأرض ثلاثون عاماً، وقد علمكم الله بأنّ أصحاب الكهف لبثوا لنومتهم الأولى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} صدق الله العظيم [الكهف:٢٥].
وقد علمناكم بأنّه يقصد بالسنين القمريّة لذات القمر وبحساب يوم القمر في ذاته فكان قدر لبثهم لقضاء نومتهم الأولى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} قمريّة. وبما أنّ كلّ سنة قمريّة واحدة تعدل بحساب أيامنا 24 ساعة ثلاثون سنة بدقةٍ متناهيةٍ إذا نضرب 30 × 300 سنين = 9000 آلاف سنة بحساب أيامنا 24 ساعة.
ومن ثم قال الله تعالى مُخبركم بأمد نومتهم الأخرى والتي لا تزال حتى هذه الساعة بأنها تسع سنوات شمسيّة، وقد علمناكم بأنّ اليوم الشمسيّ الواحد مقداره ألف يومٍ من أيامكم وشهرها كألف شهر من شهوركم وسنتها كألف سنة من سنينكم مما تعدون. إذاً التسع السنوات مقدارها بحساب يومكم 24 ساعة سوف تكون تسعة آلاف سنة بالدقة المُتناهية.
وما أريد أن أحاجكم به فأقول بالله عليكم كيف استطعت أن أستخرج هذا الحساب المتساوي لنومتهم الأولى {ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} فأثبتنا بأنها سنين قمريّة بحساب يوم القمر ومن بعد التحويل بحساب أيامكم 24 ساعة صار الناتج تسعة آلاف سنة بدقةٍ متناهيةٍ؟ فكيف جاء التساوي لنومتهم الأخرى والتي مقدارها تسع سنوات؟ وقد علّمناكم بأنّ تلك سنون شمسيّة بحساب يوم الشمس في ذاتها ومن بعد التحويل ظهر لنا ناتج التسع السنوات بأنها تسعة آلاف سنة بحساب أيامنا أربع وعشرون ساعة، فلو أخطأ اليماني المنتظر في يومٍ واحدٍ قدره 24 ساعة لما رحمني الحساب وصارت ثمانية آلاف وتسعمائة وتسعة وتسعون سنة وثلاثمائة وتسعة وخمسون يوماً؛ هذا لو أخطأت حتى في يومٍ واحدٍ لاختل عدد السنين والحساب لأمَدِهم الأول وأمَدِهم الثاني وصرت من الذين يدّعون المهديّة بغير الحقّ. أفلا تعقلون؟ ومن ثمّ تقولون: "أأنت الذي تدعو إلى الحقّ وتهدي إلى صراطٍ____مستقيمٍ؛ صراط الله العزيز الحميد!".
فبأي حديث بعده تؤمنون؟ وتالله لا يبقى من القرآن غير رسمه بين أيديكم أم إنكم تهذون بما لا تعلمون كالذي يُنعق بما لا يسمع فهل تعلمون ما معنى {الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ}؟ هو الحيوان تنعقه بصوتٍ منك فيولّي وهو لا يعلم ما هي الكلمة التي زجرته بها إلا أنه فهم أنك تريد أن تزجره فأنزجر بسبب دعائك وندائك من فمك. وقال الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [البقرة:١٧١].
وذلك حين يقرأ رسول الله عليهم القرآن فيولون عنه مدبرين عن التذكرة معرضين {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
فيا عجبي من أمركم يا معشر علماء الأمّة فهل ترون بأنكم تفعلون مع مهديكم بالتأويل كما فعل الكافرون يوم التنزيل فكان عليهم غريباً؟ وها هو القرآن قد عاد غريباً في تأويله على المؤمنين به فهم عنه معرضون إلا من رحم ربي، وأقصد العلماء الذين اطّلعوا على أمري فلم يحركوا ساكناً، أفلا تستجيبون لما يُحييكم فهذا حديث الله يا إخواني وليس حديثي؟ بمعنى أني آتيكم بالتأويل للقرآن من نفس القرآن أفلا تعقلون؟ ولسوف أسأل علماء الأمّة ما هي الآية التي ينتظرون أن يُظهر الله بها المهديّ المنتظَر على العالمين في ليلةٍ واحدةٍ؟ ولسوف أجيب على نفسي من كتاب ربي، وقال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وقد يقول قائل من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: "إنما يقصد القرى الأولى بأنّ الله عذّبهم قريةً قريةً وإن من قريةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ، ويزعم أنه يُفسّر القرآن بالقرآن وهو يخلط بين المواضيع الماضي والآتي". ومن ثم نقول: مهلاً مهلاً فتدبر الآية جيداً فسوف تجد بأنّ العذاب بسبب كفرهم بالكتاب الذي بعث الله به مع محمدٍ رسول الله إلى جميع قرى العالمين. إذاً الرسول شامل لجميع قرى العالمين إذاً العذاب لجميع قرى العالمين ما بين عذابٍ وهلاكٍ.
وقد تقولون حين تأويله كما قال الذين كفروا يوم تنزيله: "لو بعث الله مع هذا الذي يذكر آلهتكم بسوء آية حتى نصدقه"، وأنتم كذلك تريدون آيةً حتى تُصدقوا بأني حقاً المهديّ، ولكنّ الله بيَّن لكم عن سبب امتناعه عن إرسال الآيات وهو بسبب كفر الذين من قبل أمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك سوف يجعل الآية آية عذابٍ.
ويا قوم لست أوّل من يحذركم من كوكب الحجارة بل حذَّر منه محمد رسول الله من قبل قومه والعالمين فقالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢].
ولكني يا معشر المسلمين، إني أعتبر كفار قريش أعقل منكم فهل تدرون لماذا؟ ذلك بأنهم يظنون بأنّ لو يأتيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بآيةٍ لصدقوه بل أقسموا ليصدقونه جهد إيمانهم. أما أنتم فقد كفرتم بجميع آيات الله في القرآن العظيم بزعمكم أنه يأتي بها الباطل المسيح الدجال فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويعيد الروح إلى الجسد من بعد موتها!! لو يفعل ذلك - مع أنه يدعي الربوبية - إذاً قدّم البرهان لادّعائه الربوبية وأصبح تحدّي الله في القرآن العظيم لا شيء بحسب إيمانكم بالباطل، وذلك لأنّ ربّ العالمين قال في القرآن العظيم إن استطاع أولياء الباطل أن يفعلوا ذلك فقد صدقهم ربهم الباطل الذين يدعون الناس إليه من دون الله ربّهم الحقّ، أم لم تقرَؤون هذا التحدي في القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
إذا استطاع المسيح الدجال أن يُرجَع الروح إلى جسدها من بعد موتها فقد صدق، وسوف يحاجكم بهذه الآية، ولكنه لا يستطيع أن يفعل من ذلك شيئاً، وإنما يريد شياطين البشر من اليهود أن يردّوكم من بعد إيمانكم كافرين.
إذاً يا قوم أبشّركم بعذاب يومٍ عقيمٍ حتى تصدّقون حديث الله وتسلموا له تسليماً وتشهدوا بأنّه لا يستطيع جميع الكفار والشياطين من الجنّ والإنس أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً. إذاً يا معشر المسلمين قد كفرتم بحقائق آيات هذا القرآن العظيم ولم أرَ قريةً الآن سوف تنجو من عذاب الله حتى قرية المهديّ المنتظَر ولكن العذاب بين الهلاك بالموت وبين عذابٍ شديدٍ يبيض منه الشعر.
وتالله بأنّي أعلمُ علمَ اليقين بأنّه لا يوجد أحدٌ موقنٌ بأمري فيعلم علم اليقين بأنّي حقاً المهديّ المنتظَر غير امرأةٍ في العالمين ورُجلٍ، وأعظمهم إيماناً بأمري يظنّ فيني خيراً بأني قد أكون المهديّ المنتظَر. ولو يتقدم أحدٌ فيفتح له القرآن فيقول ضع يدك في وسط القرآن ثمّ اِقْسِمْ بالله على كتاب الله الذي خلق السبع الشداد وثبت الأرض بالأوتاد وأهلك ثمود وعاد وأغرق الفراعنة الشداد بأنّ ناصر اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر؛ لما فعل الذين يظنون بأنهم صدقوني غيرُ رجُلٍ وامرأةٍ في العالمين، وأعلمُ بأحدهم ولم أعلم بالآخر بعد.
وأحيط علماء الفلك بحجم كوكب العذاب أنّه الطامة الكبرى فهو أكبر كوكبٍ في حجمه بين جميع الكواكب، والعجيب أنه يبعث حرارة وكأنه الشمس، وحين يشرق من الشمال الأرضيّ تشعرون بحرارته في وجوهكم كما تشعرون بحرارة الشمس في وجوهكم حين شروقها في الصيف. وأما بالنسبة لطول يومه فأجده في القرآن (خمسة وعشرون سنة)، وبما أني أخبرتكم بطول يومه فعندها سوف تعلمون بطول شهره وسنته وسوف تجدون سنته (تسعة آلاف سنة) مما تعدون بحسب أيامكم 24 ساعة. وقد يودّ أحدكم أن يسألني: "كيف علمت بأنّ طول يومه خمسة وعشرين عاماً مما نعده نحن؟". فنقول له: ألم يقل الله لكم بأنه أنزل القرآن في ليلةٍ واحدةٍ؟ فقد جعل الله سرّ هذه الليلة هي ليلةٌ من ليالي كوكب العذاب لمن كذّب بهذا القرآن العظيم فجعل فيها سرّ الحدث بالشر لمن كذب الحديث وبالبشرى للمصدقين فينجيهم الله برحمته من عذاب يومٍ عقيمٍ، فهي مباركةٌ على قومٍ وشرٌّ على الآخرين الكافرين.
ويا ابن عمر المكرم، إن شئت أن تضع خطاباً فالتزم بالبرهان والسلطان من القرآن كمثل ذكرك لذات ربك وتحديد المكان الذي ارتفع منه إلى سدرة المنتهى، ولكن سدرة المنتهى لا شرقية ولا غربية؛ بل هي أعظم حجماً من السماوات والأرض؛ بل هي أعظم حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، فإذا كان بيت ابن عمر بجانب الجبل وأريد أن أصف للسائل عن دار ابن عمر فهل أقول إنّ الجبل عند بيت ابن عمر أم أنّ العنوان الصحيح أن أقول بيت ابن عمر عند الجبل؟ وذلك لأنّ أكبرهما حجماً نجعله علامةً استدلاليةً للأصغر منه، والجبل بالتأكيد أكبر حجماً من بيت ابن عمر لذلك سوف يكون علامةً بارزةً للوصول لدار ابن عمر. وقال الله تعالى: {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].
إذاً سدرة المنتهى أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض ومن كان ورائها أكبر حجماً يا ابن عمر إنّه العلي الكبير! وما دونها الخلائق وما بعدها الخالق، إذ يغشى السدرة ما يغشى من نوره سبحانه نورٌ على نورٍ؛ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويد قدرته كُن فيكون، ولا تسعه أرضه ولا سماواته يا ابن عمر، ولكن يسعه قلوب عباده المؤمنين بالإيمان المطلق بمدى قدرته، ولم يتنزّل فيها بذاته سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
وسلامٌ الله على ابن عمر وأهل بيته أجمعين، وسلامٌ على عبدربه الذي لا يزال باحثاً عن الحقيقة، وسلامٌ الله على هاني محمد وجميع الأنصار المكرمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
حبيب السابقين الأخيار الإمام ناصر محمد اليماني .
______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=35157