الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 11 - 1428 هـ
22 - 11 - 2007 مـ
ـــــــــــــــــــ
الخبر المختصر عن حقيقة اسم المهديّ المنتظَر
وفُتنوا بالاسم ونسوا حجُّة العلم والسلطان ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين من أولهم إلى خاتم مسكهم إلى الناس كافةً رحمةً للعالمين النبيّ الأميّ الصادق الأمين محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ولا أُفرِّق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين، وبعد..
يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مختلف فرقهم وطوائفهم، أقسم بالله الذي لا إله إلا هو الذي خلق كُلّ شيء فقدّره تقديراً وهو بكلّ شيءٍ خبيرٌ بصيرٌ، وهو على كُلّ شيءٍ قديرٌ، الذي خلق السبع الشداد، وثبّت الأرض بالأوتاد، وأهلك ثمود وعاداً، وأغرق الفراعنة الشداد، الذي خلق الجانّ من مارج من نار، وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار، الذي يولج النهار في الليل ويولج الليل في النهار، الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار الله الواحد القهار، إنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهر، أدعو إلى سبيل ربّي على بصيرةٍ، ولم يجعل الله حُجّتي عليكم القَسَم ولا الاسم ولا الرؤيا في المنام بل العلم والسلطان البيِّن المُلجم من القُرآن، مُستمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا ما خالف من السُّنة الآياتِ المُحكمات الواضحات البيّنات في القُرآن، فقد علمتُ أنّ ذلك الحديث أو الرواية افتراءٌ على الله ورسوله ما دام قد خالف القُرآن اختلافاً كثيراً؛ تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق: [ما تشابه مع القُرآن فهو مني] صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولربما يودّ أحد علماء الأمّة أن يُقاطعني فيقول: "إنّ ذلك حديثٌ موضوعٌ". أو يطعن في راوي هذا الحديث أو يُضعِّفه، ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر فأقول: اسمع يا أخي الكريم واعلم علم اليقين بأنّ المهديّ المنتظَر قد أغناه الله عن البحث في الرواة للأحاديث، فلا أنظر مَنْ الراوي، كما لا أعلم من راوي هذا الحديث، والله على ما أقول شهيد ووكيل. ولا حاجة لي أن أعلم اسم الراوي وذلك لأنّ الله جعلني حكماً بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون، فأوحِّد صفَّهم وألمَّ شملهم وأجبر الكسر بعد أن خالفوا أمر ربهم وفرَّقوا دينهم شيعاً، وكُلّ حزب بما لديهم فرحون، ومن ثم فشلوا وذهبت ريحهم كما وعدهم الله بذلك إن خالفوا أمره وفرّقوا دينهم شيعاً بعد أن نهاهم عن ذلك، وبسبب التفرّق إلى فرق وكُل منهم يكفِّر الآخر خالفتُم أمر ربكم وشرحتم صدر عدوكم وتفرق شملكم وفشلتم فذهبت ريحكم كما تعلمون وضعكم الآن، ثم ابتعثني الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور لكي ألمَّ شملكم وأوحِّد صفّكم وأجبر كسركم ويتمّ الله نوره ولو كره المُشركون، ولم يجعلني الله نبيَّاً ولا رسولاً بل جعل في اسمي خبري وعنوان أمري (ناصر محمد)، فواطأ اسم محمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر، وذلك هو اسم المهديّ المنتظَر.
ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في القسم ولا في الاسم بل في العلم لعلكم تتقون، ولو جعل الله الحجّة في الاسم لكان للنّصارى حجّة على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولقالوا إنّ الرسول الذي يأتي من بعد عيسى اسمه (أحمد) وأنت اسمك (محمد)، ولكنّ محمد رسول الله ألجم من ألجم من النصارى بالعلم برغم أنه أُمِّيّاً، فتبيّن لمن تبيَّن له منهم الحق أنّ محمداً رسول الله هو ذاته أحمد في الكتاب وصدَّقه أولوا الألباب من النصارى.
ولا يزال الذين مَنَّ الله عليهم فأظهرهم بشأني في الإنترنت العالميّة لا يزالون في ريبهم يترددون، هل أنا المهديّ المنتظَر أم لست المهديّ المنتظَر؟ فيقول أهل السُّنة ولكنّ هذا اسمه (ناصر محمد) وليس (محمد بن عبد الله)! وفُتنوا بالاسم ونسوا حجُّة العلم والسلطان. وكذلك الشيعة هل ناصر اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر؟ ولكنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد الحسن العسكري)! وفتنهم عن الحقّ الاسمُ ونسوا حظاً كبيراً من العلم.
ومن ثم نقول لهم: يا معشر السُّنة والشيعة ألم يرِد في الإنجيل اسم محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسمه (أحمد)؟ وقال الله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]. وبرغم أنّه قد جاء اسمه (محمد) ولكن من النصارى من صدّق أنّه هو نفسه النبيّ الأميّ المكتوب عندهم لأنّه حاجّهم محمد رسول الله بالعلم وليس بالاسم، ولم يجعل الله ذلك لهم سلطاناً بأنّ اسمه محمد وليس أحمد، ولكنّ محمداً رسول الله ألجمهم بالعلم إلجاماً مع أنّه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، فعلم أولوا الألباب منهم أنّه الحق؛ إذاً كيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن برغم أنّه أميٌّ ولا يتلو قبله من كتاب؟ وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿53﴾} صدق الله العظيم [القصص]. وقال الله كذلك عنهم: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿83﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وذلك حُجّتي عليكم لو أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: إنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد) برغم أنّه لم يسمِّه محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بغير اسم الصفة المهديّ المنتظَر، ولكنّ محمداً رسول الله أخبركم أنّ اسم المهديّ المنتظَر يواطئ اسم محمد رسول الله صلى عليه وآله وسلم، ولم يقلْ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ اسمه اسمي؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: [يواطئ اسمه اسمي]، فسمعه من سمعه فظنّوا إنّه يقصد إنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد)، ولأنّ اسم الصفة كانت هي الدارجة في الحوار إذا جاء حوار عن (المهديّ المنتظَر) لم يتمّ الاستفتاء من النبي عليه الصلاة والسلام حول الاسم فاستمر الظنّ الذي ظنوه حين سمعوا الحديث: [يواطئ اسمه اسمي]، ومنهم من يروي الحديث على حسب فهمه أنّ محمداً رسول الله يقصد بقوله: [يواطئ اسمه اسمي] أي إن اسم المهديّ المنتظَر (محمد)، ومنهم من أدرج وزاد.
ومن ثم نقول: يا معشر علماء الأمّة، منذ متى يأتي التواطؤ في الأول؟ بل ما بعد الأول وقد يكون الأول بالتواطؤ هو الأخير، وعلى سبيل المثال: أليس شهر محرم هو الشهر الأول للسنة الهجرية؟ ولكنّي أجده في القرآن هو الأخير في الأشهر الحرم. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّة مَا حَرَّمَ اللَّـهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّـهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وليس ذلك قياساً منّي بل لكي أُبيّن لكم معنى التواطؤ لعلكم تعقلون، وتعلمون حقيقة التواطؤ في الكلمة، فلا ينبغي أن يكون اسم المهديّ المنتظَر (محمد) وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الحكمة من التواطؤ لاسم محمد وذلك حتى يحمل الاسم الخبر فيكون ذلك حقيقة الأمر لشأن المهديّ المنتظَر فيكون في اسمه خبره وعنوان أمره، ولا ينبغي أن يكون اسم المهديّ المنتظَر بغير الاسم ناصر وذلك لأنّه لن يحمل الاسم الخبر حتى يكون اسم المهديّ المنتظَر (ناصر) وليس محمد ولا صالح ولا فيصل ولا عامر، ولا ينبغي أن يكون اسم أبِ المهديّ المنتظَر بغير محمد، وذلك حتى يوافق اسم محمد في اسم المهديّ (ناصر محمد)، وذلك يكون اسم المهديّ المنتظَر فواطأ اسم محمد في اسم المهديّ في محمد فيحمل الاسم الخبر فيكون عنوان الأمر والرّاية للمهديّ المنتظَر، وتلك هي الحكمة من التواطؤ ولكنّ أكثركم يمترون بغير الحقّ وحتى لو كان محمدٌ رسول الله قال اسم المهديّ المنتظَر (محمد) لما جعل الله ذلك حُجّة لكم عليّ إذاً لكانت حُجّة على محمد رسول الله لدى النصارى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].
وأشهد أنّ محمداً رسول الله هو نفسه وذاته أحمد رسول الله، جعل له الله اسمين في الكتاب لكي يتذكر أولوا الألباب فيعلمون بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم. لعلكم تعقلون.
ويا معشر السُّنة والشيعة ،هل إذا قلت للشيعة اسمي (محمد الحسن العسكري) وكنت مختبئاً في سرداب سامراء مُعشعِشاً ومعي الخفافيش أكثر من ألف سنةٍ فهل ترون بأنّهم سوف يصدّقوني حتى ولو خرجت من السرداب ورأسي مليء بخيوط العنكبوت؟ فقد استعجلتُم يا معشر الشيعة فجعلتم ميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور قُبيل سنة الظهور ببضع وثلاثين عاماً؟ ولربما يودّ أن يُقاطعني من الشيعة من الذين دخلوا سرداباً مُظلماً ولم يخرجوا منه بعد فيقول: "ألم يؤخر الله ابن مريم أو أصحاب الكهف؟". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: يا معشر الشيعة لقد ظهر البدر فاخرجوا من السرداب المظُلم فلا أظنّ من كان في سردابٍ مُظلمٍ أن يُشاهد البدر حين يظهر حتى ولو صار وسط السماء، فكيف يشاهد البدر من كان في سرداب مُظلمٍ؟ بل إنّي أراكم تدعون المهديّ المنتظَر من دون الله وأهل بيته فقد ضللتم عن الصراط المُستقيم إلا من رحم ربي منكم ولم يشرك بالله شيئاً، بل وتفسرون القرآن على هواكم كما تحبّون أن تشركوا فاتّبعتم أمر الشيطان الرجيم فقلتم على الله ما لا تعلمون، ويظنّ كثير من الذين اطّلعوا على أمري بأنّي من الشيعة! وأعوذ بالله أن أكون من المشركين من الذين يدعون أهل بيت رسول الله من دون الله إلا من رحم ربي منهم، فلا أريد أن أظلم الذين لا يشركون بالله شيئاً، ولم يجعلني الله من الشيعة فأنتمي إلى مذهبهم شيئاً، وأصدق بعض عقائدهم وأنكر ما لم يُنزّل الله به من سُلطان جميع ما خالف القرآن في مذاهب الشيعة الاثني عشر، ولم يجعلني الله من أهل السُّنة من الذين يستمسكون بحديث روي أنّه عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيأخذون به قبل أن يتدبّروا ما جاء في كتاب الله هل يخالف هذا الحديث لآيةٍ محكمةٍ واضحةٍ بيّنةٍ في القرآن العظيم أم لا يخالف القرآن في شيء، وحتى لو لم يكن له برهان في القرآن فإنّ المهديّ المنتظَر يأخذ بهذا الحديث ما دام لم يخالف القرآن في شيء، أما إذا خالف القرآن ومن ثم تأخذون به يا معشر السُنَّة فمن ذا الذي يُجيركم من ربّ العالمين إن فعلتم فاتَّبعتم ما خالف القرآن، وما تشابه معه فهو لديكم سواء، وكيف تجتمع النور والظلمات؟ فهل تأخذون بالحقّ والباطل؟ ما لكم كيف تحكمون!
ومذهب المهديّ المنتظَر الذي وجدت عليه آبائي شافعيٌّ سُنيٌّ فلا أفرّط في سُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما لا أفرّط في القرآن العظيم، وأنا من شيعة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن شيعة أوليائه الذين لا يشركون بالله شيئاً، ومن شيعة الإمام علي بن أبي طالب، ومن شيعة الأئمة العشرة من بعده من آل بيت محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن شيعة الرجُلين الصالحين ذوي الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر اللذين أنقذا الأنصار والمهاجرين من الفتنة بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين سكت الإمام علي عن حقه بظنّه أنّ المُسلمين يعلمون بأنّ الخلفاء من بعد الأنبياء هم من زادهم الله بسطةً في العلم من صحابة النبي، ونظراً لسكوت الإمام علي عن حقه كادت أن تشبّ نار الفتنة بين المهاجرين والأنصار ثم لا تقوم لهذا الدين الإسلاميّ الحنيف قائمةٌ فيقتتلون وتذهب شوكتهم من بداية الأمر من بعد موت نبيّهم، ولكنّ المهديّ المنتظَر يشكر أبا بكر وعمر لأنّهما أنقذا المسلمين من شرّ الفتنة الأولى والأخطر، ويلوم على الإمام علي بن أبي طالب فما كان له أن يسكت عن حقه، ولو قال يا معشر المسلمين لقد جعلني الله خليفة عليكم من بعد رسوله عليه الصلاة والسلام فزادني عليكم بسطةً في العلم لكان أوّل من يبايع الإمام علي على الخلافة هما عمر وأبو بكر الله يرضى عنهم ويجعلهم من رفقاء الإمام علي ومحمد رسول الله في جنة المأوى، وأما معاوية بن أبي سفيان فقد حكم محمد رسول الله في هذا الشأن، وقال: [تقتله الفئة الباغية]، فقد بيَّن لكم بأنّ الفئة الباغية تكون تحت راية الباغي وإن أكرمه محمد رسول الله بكتابة الوحي فلم ينور الله قلبه ما خطه قلمه من كلمات الوحي الحقّ.
ولا ينبغي لي أن أبحث عن رضوانكم يا معشر السُّنة والشيعة ولا حاجة لي برضوانكم شيئاً، ولا أقول لكم غير الحكم الحقّ، وإن جادلتموني فلن أجادلكم في هذا الشأن، وإنّما حكمت بينكم في هذا الشأن بما أراني الله، وتلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يفعلون، فحسابهم على الله لو كنتم تعقلون، فذروا الماضي السحيق وخلافاتهم وحسابهم على ربّهم ولا تُسألون عمّا كانوا يفعلون وسوف يحكم الله بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون.
واتبعوني أهدكم صراطاً سوياً، ولا أدري من يُهلِك اللهُ بعد ألف ساعةٍ بدءًا من ليلة السبت غرّة الميلاد الفلكي لشهر ذي القعدة 1428، وذلك ما تبقى من يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005، فهل تذكرون اليوم الشمسيّ القديم في ذات الشمس والذي أخبرتكم من قبل بأنّ الله سوف يعذِّب المفسدين في الأرض خلاله وقد شُنّت الحرب الإلهية على من يشاء منكم بالعذاب الأدنى لعلهم يرجعون؟ فلو نظرتم لما تسمّونه بالكوارث الطبيعية منذ دخول تاريخ 8 إبريل 2005 لرأيتم أنّ الأمر قد تغير كثيراً، وكان بما يسمونها بالكوارث الطبيعية لا تحدث إلا نادراً، ولكن بعد دخول ثمانية إبريل 2005 لا يكاد يمرّ شهر إلا وحدثت في خلاله كوراث طبيعة من غضب الله على المفسدين في الأرض، أم لا تعلمون يا معشر الملحدين أنّ السماء والأرض والجبال تغضب من غضب الله فتعذبكم بإذنه عذاباً نكراً؟ وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} صدق الله العظيم [مريم].
إذاً ميزان غضب الطبيعة يرتفع حسب ارتفاع ميزان الغضب في نفس الرب الذي خلق السماء والأرض.
وقال الله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿11﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فانظروا للمؤشر يا معشر البشر هل حقاً ارتفع أضعافاً مضاعفة منذ دخول 8 إبريل 2005 الموافق يوم الميلاد الفلكي لشهر ربيع الأول 1426 ؟ ويوم ثمانية إبريل يضمّ عام 1426 وعام 1427 وعام 1428، وسوف ينقضي هذا اليوم الشمسي في ذات الشمس في خلال شهر ذي الحجّة القادم 1428 للهجرة، ولا أعلم من سوف يعذب الله عذاباً نكراً بعد ألف ساعةٍ بدءًا من ليلة السبت ليلة الميلاد الفلكي لشهر ذي القعدة أو يؤخّره الله فيستبدلكم بآية أخرى، وإلى الله ترجع الأمور وكُلّ يوم هو في شأنٍ بسبب دعائكم وما كان الله يعذبكم وأنتم تستغفرون، فاستغفروه وتوبوا إليه متاباً يا معشر المسلمين لعلكم تفلحون.
ويا معشر الأحبة في (ملتقى الأحبة)، هل ترضون أن يُلْعَن المهديّ المنتظَر في منتداكم؟ وأقول عفى الله عمَّن لَعَنَني فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً، ولن ألعنه ولكني سوف أقول: اللهم إنك علمت عبدك أنه المهديّ المنتظَر وإن كنت مفترياً عليك بغير الحقّ ولستُ المهديّ المنتظَر فإن عليّ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين في كُلّ لحظةٍ وحينٍ وفي كُلّ ثانيةٍ في السنين إن لم أكن المهديّ المنتظَر، فاغفر وارحم واحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الحاكمين.
ويا معشر الأحبة في (ملتقى الأحبة)، تواضعوا لله وزوروا موقعي موقع الإمام ناصر محمد اليماني، فإن كنتم ترونني على باطل فألجموني وإن كنتم ترونني على الحقّ فقَوِّموني.
وسلام ٌعلى المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_____________