الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 11 - 1430 هـ
19 - 10 - 2009 مـ
12:55 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
بيان المهديّ المنتظَر إلى كافة الأنصار شهداء البيان الحقّ للقرآن..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
السلامُ عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة المُسلمين وكافة الباحثين عن الحقّ من البشر..
حقيقة لقد أُصيب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بالإحباط حول إقناع البشر بشرط من أشراط الساعة الكُبر أن تدرك الشمس القمر نذيراً للبشر من قبل أن يسبق الليل النهار وحصحص الحقّ في كُلّ مرةٍ ولكن للأسف وكأنّ لا حياة لمن تُنادي، وأصِبتُ بالإحباط في خلال شهر رمضان لعام 1430؛ إذ كيف يتبيّن لكافة البشر أن القمر أبدر ولم يصُم المُسلمون إلا ثلاثة عشر يوماً من شهر رمضان لعام 1430؟ وشاهد القمر البدر كُلّ من أنعم الله عليه بنعمة البصر، ولكن للأسف وكأنّ شيئاً لم يَحدَث ولم يُحدِث لهم ذلك ذكراً وذلك لأنهُ لم يعد اللوم حصرياً على علماء الفلك؛ بل على كافة المُسلمين الذكر منهم والأنثى كُل من أنعم الله عليه بنعمة البصر من أصحاب اللُب والفكر وشاهد القمر البدر، ولم يصُم أهل مكة وما جاورها غير ثلاثة عشر يوماً من شهر رمضان لعام 1430 بغض النظر عن صيام مُعمر القذافي وبلده الذين لم يعتمدوا على الرؤية الشرعيّة لأهلّة الشهور وخالفوا أمر الله في مُحكم الذكر وأمر رسوله في السُّنة النبويّة الحقّ بأنّ هلال شهر رمضان وشوال وذي الحجّة هي حسب الرؤية الشرعيّة وليس الفلكيّة، ولكن للأسف ها هم المحكمة العليا بالمملكة العربيّة السعوديّة كذلك يخالفون أمر الله ورسوله فأرجعوا شهود رؤية هلال شهر رمضان لعام 1430 بعد غروب شمس الخميس واتبعوا كافة تقارير علماء الفلك التي تستحيل رؤية هلال رمضان لعام 1430 بعد غروب شمس الخميس بسبب علمهم أنّ القمر سوف يغرب قبل غروب شمس الخميس ليلة الجمعة ولذلك يستحيلوا رؤيته، ولكن المهديّ المنتظَر سبق وأن فصَّل لهم البيان الحقّ تفصيلاً وقلنا: يا علماء الفلك يا ناس يا عالم يا نصارى يا يهود يا مُلحدين يا مشركين يا مُسلمين يا كافة البشر لقد أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر نذيراً للبشر قبل أن يسبق الليل النهار. وأقسمَ لهم المهديّ المنتظَر بالله الواحدُ القهار أنهُ لم يحذّر البشر بأن الشمس أدركت القمر إلا بأمرٍ من الله الواحد القهار، ومن أظلمُ ممن افترى على الله كذباً وحصحص الحقّ مرةً تلو الأخرى وشاهد البشر أنَّ القمر يبدر قبل ليلة النصف من الشهر وقلنا لهم ذلك بأنّ الشمس أدركت القمر فاجتمعت به وقد هو هلال في أول الشهر، وذكرتُكم بقول الله المُحكم في الذِّكر إلى كافة البشر. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
ومن ثم بيَّن لهم المهديّ المنتظَر ما يقصدُ الله بهذا القسم وأفتيناهم بالحقّ وقلنا: يا معشر البشر إنّ الله قد أقسم لكم بشرط من أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر يدركها البشر جميعاً ليلة النصف من الشهر؛ ليلة اكتمال البدر في غير ليلة النصف من كل شهرٍ ليعلم عالمكم وجاهلكم أنّ الشمس حقاً أدركت القمر فاجتمعت به وقد هو هلال في أول الشهر، ولذلك حدث الإبدار للقمر مُبكراً لعلكم تؤمنون بالبيان الحقّ للذِّكر قبل أن يسبق الليل النهار؛ ليلة تركبن طبق عن طبق فيكون عالي أرضكم كوكب سقر وكان قبلُ بسافلها، فيمطر على البشر بأحجارٍ من نار؛ بل عرفتهم به في البيان الحقّ للذِّكر وأفتيناهم أنَّ ذلك كوكب سقر كوكب النار فاتقوا الله قبل أن يسبق الليل النهار وأفتيتكم أنَّه ما تسمونه بالكوكب العاشر نيبيرو.
وأقسم المهديّ المنتظَر بالله الواحد القهار لكافة البشر مُسلمهم وكافرهم أني لا أتغنى لكم بالشعر ولا أبالغُ بغير الحقّ بالنثر؛ بل أفصّل لهم البيان الحقّ للذكر لقوم يعلمون كعالم الفلك الجزائري الدكتور (لوط بوناطيرو) الذي عَلِم علم اليقين أنّ غرّة رمضان حقاً كانت الجمعة وليس السبت كونه قام بتصوير ليلة اكتمال البدر لشهر رمضان 1430، والمسلمون لم يصوموا غير ثلاثة عشر يوماً، فأدهشه الأمر وعلم علم اليقين أن الغرّة الحقّ لشهر رمضان 1430 كان في يوم الجمعة برغم أنه من الذين كانوا يستحيلون أن تكون غرّة رمضان لعام 1430 بيوم الجمعة لأنه يعلمُ علم اليقين العلمي أنّ القمر سوف يغرب قبل غروب شمس الخميس 29 شعبان 1430 ولكنهُ تبيّن له أن القمر أبدر مُبكراً ولم يصم المُسلمون إلا ثلاثة عشر يوماً برغم أنه لم يشاهد البدر وحده بل كافة البشر شاهدوا ليلة الإبدار المُبكر قبل نصف الشهر قبل مجيء ليلة النصف المُنتظرة ولكنه لم يحدث لهم ذكراً، ولكن المهديّ المنتظَر يُذكرهم بقول الله تعالى في مُحكم الذكر: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
وإلى البيان الحق: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)}، وذلك شفق الغروب الأحمر الذي يظهر من بعد غروب الشمس لإعلان ميقات بدء دخول الليل بانتهاء النهار من بعد غروب الشمس مباشرةً، غير أنه يقسم بليلةٍ مُعينٍة يحدث فيها شرطٌ مُتكررٌ من أشراط الساعة الكُبرى ليلة بنصف الشهر قبل ليلة النصف المنتظرة ليعلموا أنّ الشمس أدركت القمر فاجتمعت به وقد هو هلال ولذلك أنصف الشهر مُبكراً.
وأما قول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)}، أي ما ظنّ من البشر المُشاهدين ليلة النصف من الشهر التي تدرك فيه الشمس القمر فيجدون الإبدار قد حدث مُبكراً على غير عادته ليعلموا أنّ الشمس أدركت القمر فاجتمعت به وقد هو هلال في أول الشهر وهم لا يعلمون، ولذلك جاء الإبدار مُبكراً قبل ليلة النصف المُنتظرة، وجاء القسم من الله الواحد القهار مُباشرةً: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)} وذلك ما نحذّر منه البشر أن يصدقوا بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم الذي يحاجهم بالبيان الحقّ للذكر قبل أن يسبق الليل النهار ليلة يركبن طبق عن طبق وذلك كوكب سقر أسفل الأراضين السبع فيصبح عالي أرض البشر فيمطر عليها أحجاراً من نارٍ.
ثم نأتي لقول الله تعالى: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)} وهذا سؤال من الله الواحد القهار إلى البشر فما لهم لا يؤمنون بعد أن حصحص لهم الحقّ أنّ الشمس حقاً أدركت القمر ويعلمون ذلك كما علم هذا العالِم الفلكي الجزائري المُحترم وهو كيف ينصف الشهر والمسلمون لم يصوموا إلا ثلاثة عشر يوماً؟ فما هو الخبر ولم يجد إلا أن يعترف أنّ غرّة رمضان لعام 1430 هي حقاً كانت الجمعة برغم أنّه لربما لا يعلم عن شأن الإمام ناصر محمد اليماني شيئاً، واللوم ليس عليه ولكنّه على كافة الأنصار المسؤولين بين يدي الله الواحد القهار لماذا لم تبلغوا بيانات المهديّ المنتظَر إلى كافة مواقع البشر الليل والنهار وذلك لأنهم شهداء البيان الحقّ من الذين آمنوا به، وأما المعرضون عن البيان الحقّ للذكر ولم يؤمنوا بالقرآن العظيم فيصيبهم قول الله تعالى: {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم.
ولربّما يودّ أحد فطاحلة علماء المُسلمين أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً أيّها المدعو ناصر محمد اليماني، فكيف تخوِّف المُسلمين بعذاب الله الواحدُ القهار مع الكافرين المُكذبين بالقرآن العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ويقول: وما الفرق بينك أيها العالم المُعرض عن البيان الحقّ للذكر وبين الكافر بالقرآن العظيم؟ أم أنك وجدت المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يأتيك بالتأويل للقرآن كمثل ما تفسرونه أنتم برأيكم واجتهادكم فتقولون على الله ما لا تعلمون وتحسبون أنكم مُهتدون؟ بل البيان للإمام المهديّ للقرآن يستنبطه لكم من مُحكم القرآن ولا آتي بتفسير الاجتهاد من رأسي من ذات نفسي، فإذا كنت مؤمناً بالقرآن فهيا أخبرني لماذا أنتم معرضون عن الاعتراف بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم حتى تسببتم في عذاب الله لأنفسكم وأمّتكم! أم أنك وجدت المهديّ المنتظَر يخاطب البشر من كُتيباتهم وخُزعبلاتهم النسبية! كلا ثم كلا؛ بل يخاطبكم المهديّ المنتظَر بأصدق حديث خطّه القلم في الكُتب، إنه كلام الله المحفوظ من التحريف؛ القرآن العظيم.
ويا معشر الأنصار إنّ المهديّ المنتظَر منشغلٌ بالإجابة على أسئلة الأنصار والزوار طوال الليل إلى الفجر، يفصّل لكم البيان الحقّ للذكر فهل تريدون المهديّ المنتظر كذلك يتولى النشر والتبليغ للبشر، فهل أنتم أنصاره حقاً أم إنّكم تكذبون على المهديّ المنتظر؟ أم ما خطبكم وماذا دهاكم؟ ألا والله لا أرى الذين يشغلون أنفسهم بالنشر منكم إلا قليلاً وليس المهم أن يعلم بنشركم المهديّ المنتظَر؛ بل المهم هو الله الذي يطلع خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فأما الذين صدقوا ونشروا أولئك حقاً على الله أن ينجيهم من العذاب الأليم إلا الذين لم يستطيعوا والله يعلمُ أنهم حقاً لا يستطيعون والله أعلمُ بعذرهم وحُجتهم من عدم التبليغ ولم آمركم أن تبلغوا الناس في الشارع حتى لا تكون سبباً في إهلاك القرى فيغضب الله على من آذاكم أو عذبكم فيعذبه الله عذاباً نُكراً؛ بل أمرناكم أن تنشروا تبليغ البيان عن طريق الإنترنت العالميّة ويكفيكم هذا التبليغ حتى يمنّ الله علينا إن يشاء بالمنبر المُباشر إلى كافة البشر، أفلا ترون أن المهديّ المنتظَر لم يعلم بقول هذا العالم وباعتراف هذا العالم الجزائري إلا بعد انقضاء شهر من اعترافه برغم أنه لم يعترف بعلمنا لأنه أصلاً لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر وأنهُ يعيش بين البشر في هذا العصر وإنه يبلغ بالبيان الحقّ للذكر وأنه ينذر البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر وأنها أدركت الشمس القمر وأن عليهم بالفرار إلى الله الواحدُ القهار فيتبعون الذكر رسالة الله إلى البشر قبل أن يسبق الليل النهار.
ويا معشر الأنصار إنّ الأمر لجد عظيم إي وربي إنه لنبأ عظيم، فكونوا من الموقنين ولا تظنوا بأنكم سوف تخدعون المهديّ المنتظَر بتصديقكم إذا لم يكن لكم موقف بالحقّ من بعد التصديق، وتذكروا قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} صدق الله العظيم [البقرة:143].
ولكن للأسف إنّ علماءكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويتبعون الأحاديث المُفتراة على الله ورسوله، فانظروا إلى السؤال الموجه إلى أحد فطاحلة علماء المُسلمين من أحد السائلين وانظروا للجواب لهذا العالم على سؤال السائل:
ولكني الإمام المهديّ أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أني أكذّبُ بهذا الحديث المُفترى على الله ورسوله والذي جاء من عند غير الله ورسوله وإنّما من عند الطاغوت الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه لكي يصدوا المؤمنين عن تنفيذ أمر الله بالتبليغ إلى الناس كافة تنفيذاً لأمر الله المُحكم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} صدق الله العظيم، وقال الشيطان الرجيم على لسان أوليائه: إنّ الله يأتي بمُحمدٍ رسول الله وأمّته ليكونوا شهداء لأمم الأنبياء أنّ أنبياءهم قد بلغوهم حتى يقال للنبي من شاهدك على التبليغ لقومك قال محمد وأمّته، وكذب عدو الله وعدو رسوله وكذب أولياؤه من شياطين البشر الذين يريدون أن يصدوكم عن أمر الله إليكم الذي جعلكم أمّةً وسطاً شهداء بالتبليغ إلى الناس كافة ويكون الرسول عليكم شهيداً أن بلغكم ولكن الشيطان شقلب الآية عن طريق الأحاديث المُفتراة فعلّم أولياءه المفترين على نبيّه بغير الذي يقول من الأحاديث في السُّنة النبويّة برغم أن هذه الآية مُحكمة وواضحة بينهم.
وأما شهادتكم فهي مخالفة للعقل والمنطق لأنكم غير موجودين في زمن الأنبياء في الأمم السابقة حتى تشهدوا أنهم بلّغهم أنبياؤهم، ولكن إذا كنتم صادقين في اتّباع هذا الافتراء، فلماذا قال الله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} صدق الله العظيم؛ أي يكون مُحمدٌ رسول الله شهيداً عليكم أنّهُ بلّغ الأمّة التي جعلهم الله وسط العالم بهذا القرآن العظيم، ويأتي به الله يوم القيامة عليكم شهيداً أنّهُ بلغكم بهذا القرآن العظيم، وكذلك كُلّ أمة يأتي الله بالشاهد من أنفسهم الذي بلغهم برسالة الله إلى قومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النحل:89].
ولم يقل الله أنه سوف يأتي بأمّة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ليكونوا شهداء على الأمم الأولى من قبل بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل يقصد الله أنّ الأمّة الوسط شهداء على الناس من بعد بعث محمد رسول الله بالقرآن العربي المبين إلى قومه ليؤمنوا به ويبلغوه إلى الناس وذلك لأنّ القرآن رسالة إلى الناس كافة من عصر بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيأتي به الله يوم القيامة عليكم شهيداً أنه بلغكم بالقرآن العظيم لتبلِّغوا به الناس ثم يأتي بكم شُهداء على الناس أنكم بلغتموهم رسالة ربهم القرآن العظيم ذكر العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إن هو إلا ذكر للعالمين (27) لمن شاء منكم أن يستقيم (28)} صدق الله العظيم، ولكن الله لم يكلف نبيه أن يبلغ العالم بأسره بل كلف نبيه ليبلغ به قومه ليبلغوه إلى الناس كافة، ولذلك يأتي الله بنبيّه شهيداً على قومه أنه بلغهم بالقرآن العظيم ثم يأتي بقومه جيلاً بعد جيلٍ شهداء على الناس بأنهم بلغوهم برسالة ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} صدق الله العظيم؛ أي جعلكم أمّةً وسط العالم لتكونوا شهداء على الناس من بعد التبليغ ويكون الرسول عليكم شهيداً أنه بلغكم القرآن العظيم وأنتم جعلكم شهداء على الناس بالتبليغ، ولكن عدو الله الشيطان الرجيم علَّم أولياءه بحديث مُفترى حتى يصدّكم عن أمر الله إليكم بالتبليغ للعالمين فتزعموا أنّ الله يأتي بكم شهداء على الأمم الماضية وأنبيائِهم وكأنكم موجودون في عصرهم حتى تشهدوا! وكيف تشهدون بما لم ترَ أعينُكم ولم تسمع آذانكم؟ وإنما يقصص الله عليكم قصصهم للعبرة والعظة وليس ليجعلكم شهداء عليهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وكفى بالله شهيداً الذي يقصص عليهم بعلم وما كان من الغائبين مثلكم وقال الله تعالى: {المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ (9) وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (10) وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فهل قال الله تعالى أنه سوف يسأل أمّة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم هل بلغ أنبياء الأمم الأولى أقوامهم! فكيف يكون ذلك وأمّة محمدٍ غائبين ولم يخلقهم الله بعد! ولن يلجأ الله إليهم سبحانه، وما يدريهم حتى يشهدوا وهم غائبون في عصر أنبياء الأمم الأولى وأنبيائهم؛ بل قال الله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7)} صدق الله العظيم، أما أنتم، فأنتم غائبون فكيف يسألكم الله؟ وإنما يقصّ عليكم قصصهم لتعتبروا وليس لتشهدوا أن الأنبياء بلّغوا أقوامهم أفلا تعقلون؟ وقد بيَّنا لكم الحكمة الخبيثة من الشيطان الرجيم الذي كبَّر رؤوسكم بغير الحقّ أنّ الله جعلكم شهداء على الناس من الأمم الأولى وأنبيائهم فتشهدوا أنهم بلغوهم وذلك حتى يصرفكم عن أمر الله بتبليغ رسالة القرآن العظيم إلى الناس كافة أفلا تتقون؟ فكم ضللكم المفترون عن الصراط المستقيم يا معشر علماء الأمّة وأنتم أضللتم أمّتكم واتبعتم الأحاديث المُفتراة وهي تخالف لمحكم كتاب الله بل لدرجة أن تجرأوا إلى تحريف المحكم عن طريق الأحاديث كمثال تحريف قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} صدق الله العظيم.
وبما أنهم لا يستطيعون تحريف القرآن ولكنهم حرفوه عن طريق البيان في السنة بغير الأحاديث التي قالها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الشيطان الرجيم على لسان أوليائه:
وأما مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّته فكانوا غائبين، وإنما يأتي بمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاهداً عليكم أن بلغكم رسالة ربه. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} صدق الله العظيم [المائدة:67].
ولذلك جعله الله شاهداً على قومه بالتبليغ وسوف يسأله: هل بلغت قومك بالقرآن العظيم؟ ثم يسأل قومه: وهل بلغتم العالمين بذكرهم؟ وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44].
فأما السؤال الموجّه إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة: فهل بلغت قومك برسالة ربك فيكون الرسول عليكم شاهداً بأنه بلغ رسالة ربه إلى قومه؟ ثم يسأل الله قومه جيلاً بعد جيل: هل بلغتموها للعالمين وأعلمتموهم بمحكم كتاب الله؟ فيكون السؤال للنبيّ وقومه والله الشاهد والحكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7)} صدق الله العظيم [الأعراف:6].
ويا أمّة الإسلام، كم وكم وكم مكر أعداء الله الليل والنهار وهم لا يسأمون من المكر ضدّ الله وإطفاء نوره حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بهذا القرآن العظيم لأنهم قد حرَّفوه في سنة البيان التي لم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكن الله حفظ لكم القرآن العظيم جيلاً بعد جيل ولكنكم اتخذتم هذا القرآن مهجوراً.
وختام بياني هذا أقول يا علماء أمّة الإسلام يا مُسلمين يا حٌجاج بيت الله الحرام، إنّي اشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنَّ الأهلّة مواقيت للناس والحجّ فلا تحجّوا في غير يوم الحجّ بسبب اتّباعكم لعلماء الفلك الذين شهد شاهد منهم وهو العالم الفلكي الجزائري لوط بوناطيرو، وقال:
برغم إنِّي لا أكذّب علماء الفلك في حقائقهم العلميّة برغم أنهم تزلزلوا بعد أن أدركت الشمس القمر وتغير عليهم الأمر وأصبحوا في دهشةٍ من رؤية أهلّة المستحيل وأصبحوا في دهشةٍ من الإبدار المُبكر، ولكن المهديّ المنتظَر أفتاهم عن السبب من قبل الحدث وفصّلنا كتاب الله للأنصار والزوار تفصيلاً وما علينا إلا البلاغ في طاولة الحوار وعلى الأنصار النشر والتبليغ إن كانوا به مؤمنين.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم إنك تعلم بشهداء التبليغ الذين يبلغون للعالمين عبر الإنترنت العالميّة وتعلم الذين شدّوا أزري وأشركناهم في أمري بإذن ربهم، اللهم فاجزِ المبلغين والذين شدّوا أزر المهديّ المنتظَر بخير الجزاء الأعظم حبَّك وقربَك ونعيمَ رضوان نفسك إنك سميع الدُعاء.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ