بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجمعتكم مباركة جميعا ثم أما بعد:
الحمدلله الذي ملاء نوره السماء والأرض وكل شيء بنوره أضاء وأبصر لك الحمد ربنا عدد كل شيء خلقته ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى أنت حبيبنا وولينا ومن أجلك خلقتنا فهديتنا لنهدي الناس كما اهتدينا فيكون العباد كلهم لربهم شاكرين فترضى نحبك ربنا نحبك ربنا نحبك ربنا.
يا إمامي الحبيب أقسم بربي النعيم الأعظم الذي أحياك بنور بيان القرآن فجعل لك الحجة والسلطان على بني الإنس والجان فصرت الداعي الذي لا عجوج له أنني أحبك أشد من حب نفسي وأبي وأمي وإخوتي وابنتي ومالي والناس أجمعين وهيهات هيهات يا حبيبنا في حب ربنا كيف لا نحبك وقد أنرت بالقرآن المجيد طريقنا فهديتنا صراطا مستقيما.
اللهم إنك تشهد وملائكتك يتلقون ويكتبون أني أنا عبدك عبدالنعيم الأعظم أحب عبدك وخليفتك بالحب الأشد من بعضنا بعضا ولا يعدل حبه أحد من خلقك فلا مجال للحب الأشد في القلب لأكثر من واحد فلماذا نكذب على أنفسنا فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب من نفسي ومالي وولدي وأهلي والناس أجمعين ولكن حب عبدك وخليفته الإمام المهدي في قلبي لهو أشد ولن أستطيع يا إمامي أن أصف لك مقدار حبي لك وحتى أني لا أتصل كثير رغم لوعتي الشديدة فهل تعلم لماذا؟
كوني أخشى أن يبصر الإمام المهدي نقطة ضعف لي بما بصره الله من الحق بالعلم الذي أتاه الله ومن ثم أتأخر أنا فيسبقني، وليس ذلك فقط بل أخشى من تدبر الإمام المهدي لردود أنصاره كون الإمام المهدي له حكمة بالغة يعلم بها أنصاره ومستواهم العلمي فيضع كل في موضعه كما يشاء الله بما علمه ولكن كذلك فللإمام المهدي حكمة لا يكاد يظهرها في معرفة أنصاره ومن تلك الحكمة أخشى وأغار على ربي حبيبي كون غايتنا واحدة وهو أن يرضى الله في نفسه وليست الدرجات في تلك بل في التسابق بالخيرات وبما أن منازل قوما يحبهم الله ويحبونه درجات بمقدار تنافسهم إلى ربهم بالخيرات لذلك فإني أعتبر الذين اكتفور برضوان نفس ربهم من قوم يحبهم ويحبونه أنهم أصحاب اليمين في منرلة السابقين من قوم يحبهم ويحبونه كونهم اكتفوا بأن يرضى الله في نفسه وحسبهم ذلك ولكن أنا لست من أولئك المقتصدين في تحقيق رضوان نفس ربهم فيرضى بل أريد أن أكون العبد الأحب والأقرب إلى الرب فأكون أنا الأحب إلى ربي حبيب قلبي ولن أفرط في ذرة من التنافس مع خليفة الله في حب الله بل أغار منك يا إمام لماذا اصطفاك الله من بيننا فجعلك العبد العليم كونك علمتنا أن الدرجات تكون بالمنازل العلمية فكلما كان العبد أعلم كلما كان أعلى في الدرجات، وأعلم أن تلك رحمته وفضله يقسمها على من يشاء ولا أعترض على ذلك أبدا بل أسلم تسليما ولكني أطلب من ربي أن يجعلني في المنزلة العلمية الثانية من بعد خليفة الله وعبده الإمام المهدي فيجعلني كمثل العبد الصالح الذي أنقذ قوم نبي الله يونس لئن لم يكن قد جعله الله إماما فكان هو نفسه من علم نبي الله موسى كونه كان أعلم من نبي الله يونس، ومع ذلك فهم لم يعلموا بحسرة الله ولذلك فإن الباب لدينا مفتوحا أكثر كوني أعلم بما قد وجدته من العلم في بيان القرآن أن جميع الأنبياء عبدوا رضوان الله وسيلة وليس غاية فرضوا بالجنة والحور العين وذلك هو هداهم فاقتدى بهم رسول الله واقتدينا نحن بهم لكننا اتخذنا سبيلهم وسيلة لبلوغ غاية فاتخذنا عند ربنا حبيبنا عهدا أن لا نرضى بشيء حتى يرضى.
ولا أريد بتلك المنزلة العلمية ثوابا كوني قد أنفقت كل ثواب وجزاء لربي لمن يشاء من عباده فلسنا نسعى لنجزى بل نسعى ليكون ربنا حبيبنا راض في نفسه غير متحسر ولا حزين.
ويا إمامي الحبيب لقلة علمي سابقا سألت الله أن يجعلني مع أصحاب النار داعيا إياهم لعدم اليأس من رحمته كون الحجة قد أقيمت عليهم في الدنيا ولكن تبقى العهد الذي كتبه الله على نفسه فلا ينتهي أبدا كون الله هو أرحم الراحمين حتى إذا أفتيتني بأن أصحاب النار لا يسمعون الداعي من شدة صراخهم تصديقا لقوله تعالى:
{ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ }[الأنبياء:١٠٠].
ثم قلت بالإمكان أن تطلب بأن تكون في ساحة النار كون أصحاب النار يخرجون لساحتها لشرب شوب الحميم كونهم يستغيثون فيغاثون بماء يشوي الوجوه ثم يرجعونهم الملائكة مباشرة إلى النار تصديقا لقول الله تعالى:
{ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) }[الصافات].
وما زلت أبحث في بيانات النور وأتدبر القرآن لأكون أنا الفائز بالعبد الأحب والأقرب للرب كون حبنا للإمام المهدي لا ينقص من منافستنا له شيئا بل نحن وإياه على خط واحد كمثل مارثون رياضي ينتظر كل منا صفارة الحكم لينطلق وكذلك نحن قد انطلقنا سويا يوم اهتدينا فعلمنا بالنعيم الأعظم فأيقنا به ومن هنا وفي رحلة سباقنا هذه يأتي التفضيل ويحدد الفائز بالدرجة الأولى فيا ويحا لنفسي ويحا لها إن لم تشتعل غيرة من خليفة الله على حبيبي النعيم الأعظم ولئن لم تشتعل من قوم يحبهم الله ويحبونه.
اللهم صلي على عبدك وخليفتك في الأولين والأخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين في كل وقت وحين وعدد كل شيء كان ويكون وسلم عليه تسليما كثيرا واجزه اللهم عنا خير ما جزيت به عبادك المكرمون وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.