اللهم إنّي عبدك أُشْهِدك أني يئِست من أن يهتدي عبادك بمُعجزات الآيات من عندك مهما كانت ومهما بلغت، فلن يهتدوا إلى الحقّ حسب زعم الأولين والآخرين أن لو تؤيد بآياتك لآمن كلهم أجمعين، ولكنّي أشهد شهادة الحقّ اليقين أنّهم لن يؤمنوا بالحقّ من ربّهم حتى تهدي قلوبهم، اللهم فاكتبني من اليائسين أنّ الهُدى لن يكون بإرسال مُعجزات الآيات إلى النّاس، اللهم واكتبني من الشاهدين أنّ قلوب عبادك بيدك وأن لو تشاء لهديت النّاس أجمعين فتجعلهم بقدرتك ربّي على صراط مستقيم، اللهم إنّك قُلت وقولك الحقّ المُبين:
{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وَلَوْ أن قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النّاس جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إن اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}
صدق الله العظيم [الرعد].
اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن لا تُعذب عبادك الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً بسبب كُفرهم بدعوة عبدك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولا تصيبهم بقارعة فيهم ولا قريباً من ديارهم فتُعذبهم لأني آمنت أنك حقاً أرحم الراحمين فوجدتك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إني آمنت أن قلوب عبادك بيدك وحدك لا شريك لك وأن لو تشاء لهديت النّاس جميعاً إلى صراطك المُستقيم. تصديقاً لقولك الحقّ في مُحكم كتابك:
{وَلَوْ أن قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النّاس جَمِيعاً}
صدق الله العظيم [الرعد:31].
اللهم فاكتب شهادة عبدك عندك أنّ الهدى بيدك وليس كما يزعم عبادك أنّ الهدى بأيديهم وأنّه لا ينقصهم إلا أن تؤيّد رسلك بآياتٍ من عندك ثم يصدقون، وإنهم لكاذبون. فو الله الذي لا إله غيره لا يهتدون إذاً أبداً لأنّهم مخيّرون فقط وليس لهم من التسيير شيء بل الأمر لله من قبل ومن بعد ولكنهم لا يعلمون. اللهم لا تجعلني من الجاهلين.
اللهم إنّ عبدك لم يطلب منك أن تؤيّده بآية العذاب حتى يصدّقوا لأنّهم وإن صدقوا فقليلاً ثم يعودوا فتنتقم منهم شرّ انتقام، اللهم إنّ عبدك يتوسّل إليك أن تهديهم بحولك وقوتك وقدرتك دون أن تهلكهم يا من هو الله الرحمن الرحيم، فاكتب شهادة عبدك عندك أنّك ربي أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وأشهدُ أنّه لا يوجد في عبادك من هو أرحم منك بعبادك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم فاهدِ النّاس أجمعين إلى صراطك المُستقيم اللهم واجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، وإن لم تفعل فلماذا خلقتني يا إلهي؟ وأعلمُ بجوابك على عبدك وعبادك أجمعين:
{وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
صدق الله العظيم [الذاريات:56].
اللهم إنّي لا أعبد رضوان نفسك كوسيلةٍ لتحقيق الوسيلة كمثل عبادك؛ بل أنفقتُ نصيبي في نعيم جنتك كوسيلة لتحقيق نعيم رضوان نفسك حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ حتى تجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، اللهم فاجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ رحمةٌ بعبدك، وإن لم تفعل فإنّي أشهدك أني حرّمت على نفسي جنتك وحرّمت على نفسي أن أقبل أن أكون خليفتك على ملكوتك كُلِّه (الأمانة الكُبرى) مهما كان عظيماً الملكوت ومهما يكون، وأقسم بحقّ عظيم نعيم رضوان نفس ربي أنّي لم أقبل حتى علمت أنّ ربّي سوف يحقق لي النّعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة والأعظم من ملكوت الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، وهذا عهد قطعته على نفسي واتّخذتُه عند ربّي وأشهدت عليه عبادك جميعاً الذين اطّلعوا على بياني هذا وكفى بالله شهيداً، اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن كان عبدك صادقاً في عهده من خالص قلبه إلى ربّه أن تهدي النّاس أجمعين رحمةً بعبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الذليل عليكم الإمام المهديّ عبد النّعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليماني.
________________