الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 05 - 1435 هـ
16 - 03 - 2014 مـ
04:14 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
فريقٌ من المقربين لا يدخلون الجنة من بعد موتهم وليست لهم حياةً برزخيّةً ولا يشعرون بها ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم جميعاً وسلموا تسليماً لا نُفرِّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلِمون، أمّا بعد..
ونزيدُكم علماً عن الحياة البرزخيّة لطائفةٍ من قومٍ يُحبّهم الله ويحبّونه، فليست لهم حياةً برزخيةً من بعد موتهم ولا يشعرون بها شيئاً لكونهم لن يرضوا بجنات النعيم وحورها وقصورها حتى يتحقّق رضوان ربَّهم حبيب قلوبهم ويذهب حزنه، ولذلك ليست لهم حياةً برزخيةً من بعد موتهم، وموتُهم كمثل موت الذين ماتوا من قبل أن يبعث الله إليهم الرّسل فهم لا يشعرون بالحياة البرزخيّة لكون الذين ماتوا من قبل أن يبعث الله إلى أمّتهم رسولاً كذلك ليس لهم حياةً برزخيةً فكأنهم نائمون، ولذلك تفاجأوا يوم بعثهم فقالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم [يس].
فأمّا الذين قالوا {{ يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا }} فهم الأقوام الذين ماتوا من قبل أن يبعث الله إلى أمّتهم رسولاً، وأجاب على السّائلين قومٌ آخرون وهم الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعثِ الرّسل، ولذلك ردّوا على السّائلين بالجوابِ فقالوا: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)} صدق الله العظيم.
ونستنبط مِن ذلك:
إنّ القوم الذين ماتوا من قبل بعث الرّسول إلى أمّتهم ليست لهم حياةً برزخيّةً ولا يشعرون بها شيئاً من لحظةِ موتِهم إلى يوم بعثهم، وأولئك هم أصحابُ الأعراف بين الجنّة والنّار. وكذلك موت أصحاب اليمين الذين يدخلون الجنّة بحسابٍ ويُرزقون فيها بغير حسابٍ، وكذلك موت فريقٍ من عبيد الله المقرّبين وهم قليلٌ من الآخرين قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم كذلك ليست لهم حياةً برزخيةً في الكتاب إلى يوم بعثهم؛ يوم يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً لكونهم اتّخذوا عند الرحمن عهداً أن لن يرضوا حتى يرضى وهم على ذلك من الشاهدين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
اللهم اني اعوذ بك ان ارضى حتى ترضى ولو منحتني ملكوت السموات والارض فلا توازي عندي شيئا بغير رضاك في نفسك فانعم بنعيم رضوان نفسك