تدبر هاذا جيدا ياابن ادم
ومن ثم يردُّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: كلا وربّي، فلا أصفكم بالكفر لكونكم تكفرون بأنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر لأنّني أعلمُ أنّ المهديّ المنتظَر ليس من الأنبياء والمرسَلين؛ بل رجلٌ من الصالحين يؤتيه الله علم الكتاب فيدعو البشر إلى اتّباع الذِّكر والاحتكام إليه فيما كانوا فيه يختلفون في الدين؛ المسلمين والنصارى واليهود، فمن أعرض عن الدّعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن واتّباعه والكفر بما يخالفه لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النبويّة؛ فمن أعرض عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإنّه لم يكفر بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد؛ بل كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، بل حتى الذين كذَّبوا بمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أصلاً لم يكذِّّبوا محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل جحدوا بآيات ربّهم البيّنات في محكم كتابه تصديقاً لفتوى الله تعالى إلى نبيّه: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} وهنا يتساءل السائل إذاً فما كذَّبَ به الكافرون بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يجد الجواب: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}ولذلك قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].
وكذلك المهديّ المنتظَر فمن كذّب به من العالمين فإنّه لم يكفر بالمهديّ المنتظَر، وما عساه أن يكون إلا عبداً لله من البشر، ولكنّكم كذّبتم بكتاب الله القُرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إليه واتّباعه وأُحاجّكم بآيات الكتاب المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربّيٍ منكم، فأبى أبو حمزة المصري ومن اتّبع ملّته وأفتى عن منهج ناصر محمد اليماني أنّه منهجٌ باطلٌ وقال: "إنّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ما اتّفق منها مع منهجه الباطل". ثم نقول له ولأمثاله: فهل تريدني أن أتّبع في السُّنّة ما يخالف لمحكم كتاب الله؟ إذاً فلو أتّبعكَ لكفرتُ بكتاب الله واستمسكتُ بما يخالف لمحكم كتاب الله من الروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات من أحاديث السنة التي لم يعدْكم الله بحفظها من التحريف والتزييف من افتراء الطاغوت فيها بغير الحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:81].
وبما إَّنّ أحاديث سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].
وبما أنّ قُرآنه محفوظٌ من التحريف فقد جعله الله المرجع لبيانه، فما وجدتم من بيانه في أحاديث السُّنّة جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فاعلموا أنّ ذلك الحديث النّبويّ ليس من عند الرحمن بل من عند الشيطان نظراً لوجود اختلاف كثير جملةً وتفصيلاً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، ولذلك أمر الله علماء المسلمين أنّ ما اختلفوا فيه من أحاديث البيان فعليهم أن يحتكموا إلى القرآن، فما كان من أحاديث البيان وبينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً فإنّ ذلك حديث مُفترى من عند الشيطان في سُنّة البيان وما كان من عند الرحمن، وما كان لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينطق بالبيان المخالف لمحكم كتاب ربّه والله المستعان، بل الحديث المخالف لمحكم قرآنه في سُنّة البيان حديث جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ليصدّوا عن اتّباع الذِّكر عن طريق سُنّة البيان ولذلك علّمكم الله بطريقة كشف الأحاديث المكذوبة عن النبي عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم، ولذلك أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سُنّة البيان ونطق بالحديث الحقّ الذي يزيد هذه الآية بياناً وتوضيحاً للمسلمين ، فقال عليه الصلاة والسلام: [أيّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله، فلم أقله] صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ أحاديث سُنّة البيان إنّما تزيد القرآن بياناً للناس وليس أنّها تأتي تخالف لمحكم القرآن لكون الله أمركم ورسوله أن تتّبعوا محكم قرآنه وبيانه الحقّ في السُّنة النّبويّة، ولم ننهَكم إلا عن اتّباع ما يخالف قرآنه في سُنّة بيانه كون ما خالف القرآن في سُنّة البيان فإنّه من عند الشيطان، أما أحاديث الحكمة التي لا تخالف لمحكم قرآنه فردّوها للعقل كون العقل لا يعمى عن الحقّ كمثل حديث السواك، فإذا أرجعتم حديث السواك للعقل فسوف تجدون ذلك حديثاً منطقيّاً يقبله العقل والمنطق ويُسلّم له تسليماً، فلم نأمركم بالكفر بأحاديث الحكمة في سُنّة البيان وإنّما نأمركم بالكفر بما يخالف منها لمحكم القرآن، أفلا تعقلون؟ أم تريدون أن تتّبعوا فتوى أبي حمزة محمود المصري الذي يفتي أنّ منهج الإمام ناصر محمد اليماني نتِنٌ وباطلٌ؟ فكيف يقول على القرآن نتِن وباطل؟ حسبي الله عليه وعلى من اتّبع منهجه، غير أنّي لا أكفر بأحاديث سُنّة البيان ولذلك يجدني أبو حمزة مصدّقاً بالحقّ في السُّنّة النّبويّة ولا أكذّب إلا بما يخالف منها لمحكم قرآنه، ولكن أغضبه ذلك وقال إنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينكر السُّنّة النّبويّة ولا يصدق منها إلا ما يتّفق مع منهجه الباطل، ويا سبحان الله! كيف يقول أنّ القرآن منهجٌ باطلٌ بطريقةٍ غير مباشرةٍ؟ ولكنّ فتواه جليَّةٌ واضحة ويدرك أولو الألباب أنّ هذا الرجل لا ينتمي أصلاً إلى مذهب أهل السُّنّة والجماعة وإنّما يتصيّد في الماء العكر كونه سيجد في السُّنّة أحاديث الباطل التي تخالف للقرآن ولذلك تجدوه يتظاهر أنّه سُنّيٌّ! هيهات هيهات.. أفلا تعلم يا محمود إنّ أغلب أنصار المهديّ المنتظَر إلى حدّ الآن هم من أهل السُّنّة والجماعة وقليل من الشيعة بل إنّ أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور يكونون من مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية لكونهم وجدوا ناصر محمد اليماني لا يدعو إلى التعدّديّة المذهبيّة في الدين فليس ذلك من صالح وحدة المسلمين، فهل فرَّقَهم إلى شيعٍ وأحزابٍ لاتّباع مذهب الإمام الفلاني وأخرى تتّبع مذهب الإمام الفلاني؟ (وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون)، ولكنّي المهديّ المنتظَر لم أجعل لي مذهباً فأزيد المؤمنين فرقةً جديدةً؛ بل أدعوهم إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ والكفر بما خالف لمحكم كتاب الله سواءً يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة، فأشهدُ الله وكافّة خلق الله وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أُعلن بالكفر المطلق لجميع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة برغم أنّي مؤمن بكتاب الله التوراة والإنجيل ومؤمن بالسُّنّة النّبويّة أنّهم جميعاً من عند الله كما القرآن من عند الله وإنّما أكفر بما يخالف فيهم لمحكم القرآن كون القرآن هو الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف بين يدي البشر ولذلك يجدونه نسخةً واحدةً في العالمين لا تختلف فيه كلمةٌ واحدةٌ، فذلك تصديق على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].
وأما التوراة والإنجيل فلم أجدهما محفوظتين من التحريف، وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:79].
وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:78]، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 )} صدق الله العظيم [آل عمران]، ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر لا يتّبع ما يخالف لكتاب الله في القرآن العظيم في كتاب الله التوراة والإنجيل، وكذلك لم يعِد الله المسلمين بحفظ أحاديث السُّنة النّبويّة من التحريف والتزييف، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:81].
إذاً يا حبيبي في الله أبو هادي ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم جميعاً، ولا يهمّني رضوان الشيعة ولا السُّنّة ولا اليهود ولا النصارى ولا القرآنيّين الذين يفسّرون القرآن على هواهم من عند أنفسهم، ولا يهمّني رضوان جميع الذين اختلفوا وتفرّقوا بعدما جاءتهم البيّنات من ربّهم أولئك لهم عذابٌ عظيمٌ، وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]، ولذلك أكفر بعقيدة الشيعة التي تقول: "من مات وليس له إماماً مات ميتة الجاهلية" وما عساه الإمام إلا عبدٌ من الصالحين يبيّن لهم كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وسبيل الحقّ هي واحدة وليست ثلاثاً وسبعين طريقاً يا مَن اتّبعتُم السّبل فتفرّق بكم عن سبيله الحقّ، فاتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصَرون.
وقد ألقى إليّ أحد الإخوان من الشيعة وقال: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا لا تخاطب في بياناتك إلا أهل السُّنّة والجماعة ولا تكاد تذكر الشيعة إلا قليلاً؟". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: وهل وجدتني أدعو إلى اتّباع الشيعة أو السُّنّة والجماعة أو إلى اتّباع أيٍّ من المذاهب الأخرى من الذين فرّقوا دينهم شيَعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ هيهات هيهات فلا مفاضلة لدينا بين السُّنّة والشيعة، وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً إنّي أعلن الكفر المطلق بالتعدّديّة المذهبيّة في دين الله، وأُبشّر الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً بعدما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله القرآن العظيم: ألم ينهَكم الله يا معشر المسلمين أن لا تكونوا كمثل الذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات في محكم كتاب الله ولكنّكم أعرضتم عن أمر الله يا معشر علماء المسلمين؟ أم إنّ ناصر محمد اليماني مفترٍ عليكم؟ ولكن حكم الله عليكم لبالمرصاد في محكم الكتاب يفتي أنّ الذين اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات في محكم كتاب الله لهم عذابٌ عظيمٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105]. فكيف أنّكم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي متشيّعاً إلى أحد مذاهبكم وفرقكم؟! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 12 - 1431 هـ
12 - 11 - 2010 مـ
10:32 صـباحاً
[ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=9717
ــــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي إلى أبو هادي ..