نصيحة ودعاء من الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلى كل باحث عن الحق
إلى أحباب الرحمن في العالمين من الذين لو علموا الحقّ من ربّهم لاتّبعوه ولا يخافون في الله لومة لائم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبيّ الخاتم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم تسليماً، السلام علينا وعلى أحبتي في الله جميع المُسلمين في العالمين ورحمهم الله وأمواتهم أجمعين، إن ربّي غفور رحيم ..
السلام عليكم يا أمّة الإسلام ورحمة الله وبركاته، إنّي أنا الإمام المهدي المنتظر الذي له تنتظرون ليهديكم إلى الصراط المستقيم من بعد الزيغ عن الحقّ، وما جئناكم بوحي جديد بل لكي نعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ولن تجدونني آمركم بالكفر بسنّة محمد رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين بل نأمركم بالكفر لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في أحاديث السنّة النبويّة لكون أحاديث السنّة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف والتزييف، ولذلك أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فما وجدناه جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في كتاب الله فاعلموا أن ذلك الحديث ليس من عند الله بل من عند الشيطان الرجيم ليصدّكم عن الصراط المُستقيم، ولذلك علّمكم الله كيفية كشف الأحاديث المدسوسة إذ أنّه ليس بالتحري عن الرواة والثقات في قوم لا تعرفونهم بل بأن تعرضوا الحديث الوارد في السنّة على آيات الكتاب المحكمات فإذا كان الحديث مُفترًى كذباً عن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - فحتماً ستجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً لكون القرآن وأحاديث سنّة البيان جميعاً من عند الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾}
صدق الله العظيم [القيامة]
ألا وإنّما أحاديث البيان في السنّة تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً للمُسلمين، وأمّا إذا جاء الحديث في سنّة البيان مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فاعلموا أن ذلك الحديث في سنّة البيان ليس من عند الرحمن بحسب فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أرسلنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}
صدق الله العظيم [النساء]
وعلى هذا الناموس الحقّ لكشف الأحاديث المدسوسة نبني عليه عقيدة المُبايعين الأنصار السابقين الأخيار، فكذلك يقول لهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني: يا معشر الأنصار لئن وجدتم أحد علماء الأمّة حضر لطاولة الحوار وهيمن على الإمام ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى سبيلاً من علم الإمام ناصر محمد وأصدقُ قيلاً فلا ينبغي لكم أن تأخذكم العزة بالإثم فتهلكوا لو تبيّن لكم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ، فكونوا مع الحقّ أينما يكون واعلموا أن الله مع الحقّ، ولكنّ هيهات هيهات، ثمّ هيهات هيهات أن يأتي أحدُ عُلماء البشر في الدّين بعلمٍ أهدى سبيلاً من علم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأصدقُ قيلاً، وهل تدرون لماذا ؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً }
صدق الله العظيم [النساء:122]
وإنّما المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني يحاجّ البشر بقول الله في محكم الذكر فتجدونني أُحرّم على المُسلمين أن يفرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون فلم أُحرّم التعدديّة الحزبيّة في الدّين من ذات نفسي بل بقول الله مُباشرة وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثمّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:159]
{وَلاَ تَكونوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبيّنات وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٍ}
صدق الله العظيم [آل عمران:105]
فاتقوا الله يا إخواني المُسلمين واستجيبوا إلى داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاعتصام به لأنّه حبل الله لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }
صدق الله العظيم [آل عمران:103]
وإنّما الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم فيكون حين تجدون ما يخالف محكمه في التوراة والإنجيل والسنّة النبويّة فعليكم الاعتصام بمحكم كتاب الله القرآن العظيم والكفر بما خالفه في كافة الكتب السماوية لكونه الكتاب الوحيد المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدّين، فاعتصموا بنور الله القرآن العظيم الذي تنزل على خاتم الأنبياء والمُرسلين تهتدوا إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً(174) فَأمّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً(175)}
صدق الله العظيم [النساء]
ولكن الذين لا يعلمون يظنون أن الاعتصام بكتاب الله القرآن يكون بترك السنّة النبويّة الحقّ! أفلا يتقون؟ بل الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم هو أنّكم حين تجدون ما يخالفه في السنّة النبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فعليكم بالاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم، فلا تتفرّقوا، فطائفةٌ تتمسك بالسنّة النبويّة دون أن تعرض الأحاديث على آيات الكتاب المحكمات، وأخرى تتمسك بالقرآن وحده وتذر السنّة النبويّة الحقّ، فذلك تفريق بين الله ورسوله وأولئك لهم عذاب عظيم، فاتقوا الله واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم حين تجدوا ما يخالفه إن كنتم به مؤمنون.
ويا أمّة الإسلام، ما ينبغي للإمام المهدي الحقّ من ربّكم أن يأتي مُتبعاً لأهوائكم فيقول: وأنا من أهل السنّة. فيعتمد السنّة وحدها فيتبع كتاب البُخاري ومُسلم ويذر القرآن العظيم بحجّة أنّه لا يعلمُ تأويل المُتشابه منه إلا الله، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. ولا ينبغي للإمام المهدي أن يأتي متبعاً لأهوائكم ويقول: وأنا من الشيعة. فيتبع كتاب بحار الأنوار ويذر القرآن وراء ظهره. ولا ينبغي للإمام المهدي الحقّ من ربّكم أن يأتي متبعاً لأهوائكم فيتبع أحد طوائفكم أبداً، بل الإمام المهدي الحقّ من ربّكم يبعثه الله لتوحيد صفّكم وجمع شملكم، فيدعو إلى الله على بصيرةٍ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - القرآن العظيم، ولا يقول: وأنا من الشيعة. ولا يقول: وأنا من السنّة. بل حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين.
فإلى متى يا قوم سيستمر إعراضكم عن داعي الحقّ من ربّكم؟
ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا آله غيره إنّي لا أفتري شخصيّة المهدي المنتظر بغير أمرٍ من الله، ولعنة الله على من افترى على الله كذباً.
ويا قوم إنّي أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ فاتّبعوني أهدكم صراطاً مستقيماً.
ويا أمّة الإسلام، ليس من العقل والمنطق أن تختاروا خليفة الله أنتم وما ينبغي لكم فلستم من تقسّمون رحمة الله والأمر لله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً فهو من يختار خليفته الإمام المهدي في قدره المقدور في الكتاب المسطور وما كان لكم الخيرة في اختيار خليفة الله من دونه أفلا تتقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٦٩﴾}
صدق الله العظيم [القصص]
ويا أمّة الإسلام، ويا معشر البشر جميعاً والله الذي لا آله غيره إنّ الشّمس أدركت الْقمر وأنتم في غفلةٍ معرضون ففروا إلى الله الواحدُ القهّار، واستجيبوا لداعي الاحتكام إلى الذكر واتّباعه قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور ما يسمونه بالكوكب العاشِر كوكب نيبيرو، فوالله الذي لا آله غيره أنّ ذلك الكوكب حقّ على الواقع الحقيقي لا شك ولا ريب كما لا أشك في ربّي الله سُبحانه لكوني تلقيت الفتوى عن كوكب العذاب من الله وبيّناه لكم من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ولم تأتي الساعة بل دخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبرى ومنها بعث المهدي المنتظر وأن تدرك الشّمس الْقمر ويسبق الليل النّهار ليلة مرور كوكب سقر بما تسمونه الكوكب العاشِر أسفل الأراضين السبع أسفل سافلين. أفلا تتقون؟
فياعجبي منكم يا معشر الأميين يا من يزعمون أنّهم بالقرآن العظيم مؤمنون ويعتقدون أن أصدق الحديث كتاب الله ثمّ يدعوهم إلى الاحتكام إليه المهدي المنتظر الحقّ من ربّهم فيقولون: "إنّما أنت كذاب أَشِر تريد أن تشتهر" . وأعوذُ بالله أن أشتهر بلعنة الله وغضبه، وذلك لأنّ من افترى على الله كذباً فقد لعنه الله وأعدَّ له عذاباً مهيناً.
ألا والله ما كان سبب نشوء الفرق المارقة من الدّين الذين يقتلون المُسلمين والكافرين إلا الحكمة الخبيثة لدى عُلماء المُسلمين الذين يقولون: "لا تحاوروا فلان الذي يدَّعي كذا وكذا حتى لا تشهروه" . ومن ثمّ يصمتون عنه فيتبعه قوم آخرون، ثمّ يفسدون في الأرض ويقتلون المُسلمين، وذلك بسبب إعراض عُلماء المُسلمين عن محاورة الضالين المُضلين بحجّة عدم إشهارهم حتى مرقت طوائف من الدّين وأضرّوا الإسلام والمُسلمين وساعدوا أعداء الله بتصرفاتهم التي لا ترضي الله ولا رسوله، حتى تمّ استضعاف المُسلمين في كُل مكان في العالمين، ويخافون أن يتخطّفهم النّاس! ولا قوة إلا بالله هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.
ويا عُلماء أمّة الإسلام على مُختلف فرقهم وطوائفهم، هلّموا للحوار خير لكم، وإن قلتم: "لا نُريد أن نشهر ناصر محمد اليماني للنّاس" . ومن ثمّ يردّ عليكم ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله إنّي مشهور شئتم أم أبيتم وسوف يتّبعني أولوا الألباب شئتم أم أبيتم، أفلا ترون أن المُبايعين يزدادون يوماً بعد يوم إذاً ليس الحلّ أن تعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني للحوار بل الحلّ هو أن تحاوروه لتشهروا ضلاله للمُسلمين بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ إن كان حقاً على ضلالٍ مبينٍ، ومن ثمّ لا يتّبعه أحدٌ من المسلمين إن كان ناصر محمد اليماني من أعداء الدّين ثمّ يموت بغيظه، وأمّا إذا كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر فوالله الذي لا آله غيره لا يستطيع أن يُهيمن عليه بسلطان العلم من كتاب الله كافة عبيد الله في السماوات والأرض، ولكنّ أكثركم يجهلون! وليس تحدّي الغرور بل تحدّياً بالحقّ من الله فما ظنّكم بعبدٍ مُعلّمه الله العليم الحكيم فهل سوف يغلبه أحدٌ من العالمين بعلمٍ أهدى من علم الإمام المهدي؟
{قُلْ هَاتُوا برهانكم إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:111]
ألا والله الذي لا آله غيره لا يستطيع كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنّصارى أن يأتوا بعلمٍ أهدى من الذي آتاه الله علم الكتاب ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وطاولة الحوار العالمية هي الحكم، فتفضلوا للحوار مشكورين يا معشر المُسلمين والكافرين وبيني وبينكم كتاب الله القرآن العظيم ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم، ولم يأمرني الله أن أجبركم حتى تكونوا مؤمنين وما علينا إلا البلاغ المبين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحكم لله ربّ العالمين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
يامعشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات ..
الإمام ناصر محمد اليماني
01-31-2009
12:32 am
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وبعد ..
يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }
[السجدة:13]
{ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً }
صدق الله العظيم، [الرعد:31]
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }
صدق الله العظيم، [يونس:99]
وذلك لأن الله على كل شيء قدير فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكن الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنه محكم، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنه مربوط بالإنابة وقال الله تعالى:
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) }
صدق الله العظيم، [الزمر]
ويا أمة الإسلام، ياحُجاج بيت الله الحرام، إن هذه الآيات من الآيات المُحكمات من أم الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم أن الهدى مُتعلق بالإنابة وهي الإشاءة الإختيارية من العبد يرجو الهدى من الرب، ثم تأتي الإشاءة الفعلية وهي هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه، وليس للإنسان سُلطان على القلب بل السُلطان على القلب بيد الرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ واُعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }
صدق الله العظيم، [الأنفال:24]
فحين يُنيب العبد إلى الرب طالبَه أن يهدي قلبه إلى الحق فهنا يأتي هدى القدرة من الرب فيهدي قلبه إلى الحق وفعل الحق، ولكن للهدى شرط وهو الإنابة إلى الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ }
صدق الله العظيم، [الرعد:27]
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }
صدق الله العظيم، [الحج:16]
وهذه آيات مُحكمات يبين الله لكم علم الهدى أنه حسب اختيار العبد، فإن اختار سبيل الحق فذلك إشاءة اختارها العبد وبقي تحقيق الإشاءة وهي بيد الرب فيصرف الله قلب عبده لتحقيق ما اختاره العبد، سواء يصرف قلبه إلى طريق الحق أو يصرف قلبه إلى طريق الضلال، تصديقاً لقول تعالى:
{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }
صدق الله العظيم، [النساء:115]
إذاً ياقوم، إن الله يهدي من يشاء الهدى من عباده فيصرف الله قلبه إلى الحق ويضل من يشاء الضلالة من عبادة فيصرف الله قلبه إلى الضلال، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }
صدق الله العظيم، [الصف:5]
أما إشاءة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يعجزه هداهم ولكنه يهدي إليه من ينيب، فاتقوا الله واتبعوا الحق وما بعد الحق إلا الضلال، وقد علمكم الله أن الإشاءة الإختيارية من العبد والفعليه من الرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
فأما الإختيارية هي قول الله تعالى:
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
وأما تحقيق الإشاءة الفعلية فهي بيد الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
والبيان الحق لقول الله:
{ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) }
صدق الله العظيم، [التكوير]
أي الإشاءة الفعلية، وهي تعتمد على صرف القلب لتحقيق الإشاءة بالعمل، فما بالكم لا تفقهون حديثاً؟
والإشاء الإختيارية هي قول الله تعالى:
{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) }
صدق الله العظيم، [الزمر]
وأما الإشاء الفعلية فهي بيد من بيده الهدى الله رب العالمين:
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }
صدق الله العظيم، [الحج:16]
أي من يُريد الهدى من عباده يهدي الله قلبه وإذا هدى الله القلب صلح العمل.
والبيان الحق لقول الله تعالى:
{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ }
صدق الله العظيم، [الحج:16]
تجدونه في قول الله تعالى:
{ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ }
صدق الله العظيم، [الرعد:27]
أي من يُريد الهدى من العباد، وتلك آيات مُحكمات بينات من أم الكتاب، ومن كان له أي اعتراض على ما جاء فيهن فليتفضل ويرينا علماً أهدى منه سبيلاً إن كان من الصادقين، أما أن يعرض عما جاء فيهن ويذهب إلى سواهن فذلك في قلبه زيغ عن الآيات المُحكمات الحق من ربكم وحجة الله عليكم، وهل بعد الحق إلا الضلال، وكم أتيت بهذه الآيات وكررتها لعلم الجهاد الطريد من رحمة الله الذي يُقابل الشيطان الرجيم ليفتنكم عن دينكم، وقد اعترف أنه قابل الشيطان الرجيم وسوف نقتبس لكم من بيانه ما يلي:
( وفي المقابلة الثانية أراد أن يعلم لماذا يعذب قبل أن تقوم الساعة وما أخبرت به لأنه بدا له ما لا تراه أنت ! ولهذا أطنب أن أخبره ما أخبرني به الله فأبيت وقلت له أنت الآن الغبي فإني أعلم من الله ما لا تعلم فحشد كل جندهم ليجلبوا لي ما أشاء ويخدمونني بما أشاء فقط لأخبرهم بما قال الله عز وجل لي فأبيت علك لا تصدق لكن هذا حدث. )
انتهى كلامه حين قابل إبليس.
ونأتي الآن لإفترائه على الله وكلامه مايلي:
( وإن الله أوحى لي باليقظة 10 أيام في محرم 2005 فقط وكلمني من وراء حجاب وحياً فقد فعل وبلغ بأمر قصير بلغتك إياه ولكنك لا تريد أن تسمعه )
وهنا الإفتراء أن يقول إن الله كلمه تكليماً من وراء الحجاب، إذاً، وما تريد من ناصر محمد اليماني؟ أن يأخذ منك العلم؟
وأعوذ بالله، وسوف يعلم من اتبعك من تكون وإنك عدو الله، بل ألد الخصام لرب العالمين.
ويامعشر الباحثين عن الحق هذا يهودي من فصيلة الذين كادوا أن يفتنوا محمداً رسول الله ليفتري على الله بغير الحق، وكاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً لولا أن ثبته الله، ولم يقولوا له أن يفتري على الله بل أن يتبع علمهم، وعلمهم شيطاني خفي، ويتبعون أهواءهم بغير علم، ولذلك قال الله تعالى:
{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
صدق الله العظيم، [البقرة:120]
وكذلك الإمام المهدي لن يركن إليهم بإذن الله، وإنما يريدونني أن أفتري على الله وأتبع أهواءهم، وأعوذ بالله أن أفتري على الله كذباً.
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العلمين.
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.