11 - صفر - 1429 هـ
18 - 02 - 2008 مـ
10:32 مساءً
(بحسب التقويم الرّسمي لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=996
_____________
كَوكبٌ ناريٌّ وأحجاره مسوَّمةٌ أي مُجَهَِّزَةٌ لاختراق الغلاف الجويّ للأرض ..
بسم الله الرّحمن الرّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين، وبعد..
جزاك الله خيرًا أخي عبد العزيز (الفقير إلى رحمة ربه)، وصَدَقت وصَدَق الباحثون عن الحقّ تصديقًا للبيان الحقّ للقرآن العظيم وكما أخبرناكم أنّه كَوكبٌ ناريٌّ وأحجاره مسوّمةٌ أي: مُجَهَّزَةٌ لاختراق الغلاف الجويِّ للأرض نظرًا لتحملها الشديد للحرارة بالاحتكاك بالغلاف الجويّ وذلك حتى تصل إلى هدفها في الأرض فلا تتفتت قبل الوصول نتيجة الاحتكاك بالغلاف الجويّ، وكذلك يوجد بها خليطٌ من مَعدَنٍ آخر ثَقيل الوزن، وكوكب العذاب كوكب ناريّ وكذلك يوجد به معدن زُجاجيّ ثقيل الوزن؛ بل هو أثقل أنواع المعادن الزجاجيّة.
ويا مسلمين، إنّي والله لا أفتري على الله بغير الحقّ ولا أنطق لكم إلَّا بالحقّ الحقيق تجدونه الحقّ على الواقع بالعلم والمنطق، وكذلك يترك هذا الكوكب حجارةً كثيرةً تدور حول أرضكم في كلّ دورةٍ، ولكنّه كان يمرّ أبعد قليلًا من مروره الآن وذلك لأنه لم يؤثر في دوران الأرض إلَّا هذه المرّة نظرًا لأنه سوف يُقاربها كثيرًا، فلماذا لا توقنون يا معشر المسلمين بقدوم كوكب العذاب الأليم الذي بأسفل أرضكم ثم يجعله الله عاليها فَيُمطِر على من يشاء حجارةً من سجيلٍ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]؟ وتضاريسه طينيِّة ولكن من الطين الحراريّ، وأما اسم الكوكب في القرآن العظيم فهو (سِجِّيل)، وأما الأحجار فهي طينيِّةٌ وليست صلبةً ولكنها مُسَوَّمةٌ لتحمُّل حرارة الاحتكاك بالغلاف الجوي نظرًا لتحمُّلها الشديد للحرارة العاليّة برغم أنّها طينيِّة. تصديقًا لقول الله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٣١﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ﴿٣٣﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
إذًا اسم سجيل هو اسم الكوكب، وأما الأحجار فهي من الطين الحراريّ من كوكب سجيل. تصديقًا لقول الله تعالى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ﴿٣٣﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.
وأمّا اسم الكوكب: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} صدق الله العظيم، فهو كوكبٌ مجهزٌ بالعذاب الأليم، فَفِرِّوا من الله إليه إنّي لكم منه نذيرٌ مُبينٌ.
وها هو عبد العزيز قد أتى لكم بتصديقٍ آخر للبيان الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، ولم يقتطع الله الأرض التي فيها قرية لوط، ولم يرفعها جبريل حتى سمعوا أدياك أهل السماء، وليس مع الملائكة دجاج! فدعوا الخزعبلات من تفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وإنّما قالوا ذلك نظرًا لفهمهم الخاطئ من قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود].
فظنّوا أنّ جبريل رفع القرية وجعل عاليها سافلها، ولكنّ الإمام ناصر محمد اليماني أتاكم بالبيان الحقّ إن كنتم تعقلون، فوضحنا لكم أنّه جعل عالي أرضهم كوكبًا كان بسافلها فأمطر عليهم منه حجارةً من طينٍ مُسَوَّمَةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد، ولم يُمطِر فقط على قرية قوم لوط؛ بل وكذلك على كافة قُرى قوم إبراهيم الذي ابتعثه الله إلى الذي آتاه الله المُلك وظنّ أنّه القوة التي لا تُقهَر وادَّعى الربوبيّة وقال إنّه يُحيي ويُميت فيقتل مَن يشاء ويطلق في الحياة مَن يشاء، وقال له إبراهيم: {فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:258]، وتَتَّبِعُه قُرى كثيرة على وجه الأرض ودمَّرهم الله مع قوم لوطٍ تدميرًا، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ} صدق الله العظيم [التوبة:70].
وليست قرية قوم لوط إلَّا قريةً من إحدى قُرى قوم إبراهيم المُعَذَّبة، ولم يؤمن لإبراهيم من تلك الأقوام إلَّا نبيّ الله لوط صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٦﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:26-27].
وجعل اللهُ نبيّه لوطًا داعيةً إلى الحقّ وجعله الله لإبراهيم وزيرًا يدعو إلى الحقّ، وأبى خليل الله إبراهيم الحليم أن يدعو على قومه، وقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].
ولكنّ الله أجاب دعوة نبيّه لوط فدمَّر قومه وقوم إبراهيم على وجه الأرض جميعًا، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود].
وقال الله تعالى: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
ويتبيّن لكم الفرق بين {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ} وكذلك {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا}، أي أمطَر على الأرض كلها وقرية لوط من ضمنهم، وجعل الله ذلك من أسرار القرآن فلم يتبيَّن لكم أنه أمطر على الأرض كلها حتى لا يتبيَّن للناس كوكب العذاب إلَّا في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور، ولم تتساءلوا بِمَ عَذَّب الله قوم إبراهيم؟ بل ألَّف أصحاب الروايات قصصًا ما أنزل الله بها من سلطانٍ! ولأنّ عذاب قوم إبراهيم كان مجهولًا فقال من قال أنّه عذبهم (بالنُمّس) ودخل (نامسي) في أنف النمرود بن كنعان الذي ادّعى الربوبيّة، ثمّ تمّ ضرب النمرود أربعين عامًا بالحذاء ثم انفقع رأسه وانكسر جناح البعوضة، وخَيَّر الله البعوضة بمُلك الدنيا عِوَضًا عن جناحها فأبَت إلَّا أن يعيد الله لها جناحها، ولذلك قال لو كانت الدُّنيا تساوي عند الله جناح بعوضةٍ ما سقى الكافر منها شربة ماء. وهذه روايات ليست يهودية الصُّنع ولكن تأليف أتى من الطريق لتخويف الناس، ولكنهم بهذا خالفوا البيان الحقّ للقرآن العظيم وذلك لأنّ الله أهلك قوم إبراهيم بكوكب العذاب الأليم الذي أمطر على الأرض وأنجى الله إبراهيم ولوط إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين (مَكَّة المُكرمة)، وقال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وبرغم أنّ القصص الواضحة في القرآن لم تَذكُر إلَّا لوطًا وأهله، وقال الله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ولكنه في الحقيقة لم يهلك فقط قوم لوط؛ بل وكذلك قوم إبراهيم وأنجى لوطًا وأهله إلَّا امرأته كانت من الغابرين، وكذلك نَجَّى إبراهيم وامرأته الحامل بالغلام العليم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لأنّ البُشرى جاءت أثناء إرسال الملائكة إلى إبراهيم ولوط للخروج وأخبروهم أنّ العذاب نازل على كلّ القرى وحتى هذه القرية التي ينتمي إليها لوط، قال خليل الله إبراهيم صلّى الله عليه وآله وسلّم: "إنّ فيها قومًا صالحين"، قالوا: "نحن أعلم بمن فيها؛ لم نجد فيها غير بيتٍ واحدٍ من المسلمين (آل لوط) وإنا لَمُنَجُّوهم أجمعين إلَّا امرأته من الغابرين". المهم أنّه قد أنجى الله إبراهيم وامرأته ولوطًا وأهله إلَّا امرأته كانت من الغابرين، وقال الله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.
ويظنّ القارئ أنه لا وجود لإبراهيم ولكنّ إبراهيم كان مع لوط؛ التقيا حين المَسرَى بِقِطْعٍ من الليل وكانت مع إبراهيم زوجته المُبارَكة الحامِل بالغلام العليم في أيّامه الأولى وهو في بطن أمّه وأنجاها الله مع زوجها إبراهيم وكذلك لوط وأهله - إلَّا زوجته - إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، وقال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقال الله تعالى: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
إذًا العذاب كان شاملًا لكافة قُرى الذي ادّعى الربوبيّة أن آتاه الله مُلك الأرض؛ ذلك الذي حاجَّ إبراهيم في ربّه فأهلكه الله وجنوده والقُرى التي تبعته وكفروا بنبيّ الله إبراهيم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].
ويا معشر المسلمين، أُقسِم لكم بربّ العالمين أنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وكَلَّا ولا ولن يجادلني عالِمٌ من القرآن إلَّا غلبتُه بعلمٍ أهدى من علمه ومن خزعبلاته وأقوَم قِيلًا، ولا أقول على الله كمثلكم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا، وسوف يتبيَّن لكم من خلال البيان الحقّ للقرآن العظيم بأنّها توجد في كُتَيِّبات البشر قصصٌ ما أنزل الله بها من سلطانٍ بل هي حقًّا أساطير الأوَّلين، ومن أصدَق من الله قيلًا؟ فاتّبعوني أهدِكم صراطًا مستقيمًا إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ.
وإيّاكم أن تَتَّبعوني الاتِّباع الأعمى؛ بل أعظكم بواحدةٍ أن تتفكّروا وتتدبّروا الحقّ فتقبله عقولكم، حتى إذا نوَّر الله قلوبكم أدرَكَت أنّه الحقّ وأنّ ناصر محمد اليمانيّ حقيقٌ لا يقول على الله بالبيان للقرآن غير الحقّ ومن ثم تَتَّبِعوا الحقّ وتذروا العلم الذي نهاكم الله عن اتّباعه بغير تدبُّرٍ ولا تفكُّرٍ، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]؛ بمعنى أنّ الله سوف يسألكم كيف تتَّبِعون قول علماء بقول الظنّ ولم يفتِكم الله أنّهم أنبياء لا ينطقون إلَّا بالحقّ فتجادلوني عن ابن تيمية أو عن ابن كثير أو عن آية الله العظمى الخميني.
ويا قوم إنّي أدعوكم إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، ولا أعلم بنبيٍّ بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا ينطق عن الهوى حتى تُجادلوني بأقوال علمائكم وأسلافكم! وبيني وبينكم هو كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، فمن استمسك بالحقّ نجا، ومن أزاغ عنهما غوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فَتَخْطَفُه الطّير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.
ويا معشر كافة الأنصار الأخيار إنّي أكرِّر وأحذِّر وأفتي وأقول: إيّاكم ثم إيّاكم ثم إيّاكم لئن رأيتم ناصر محمد اليمانيّ قد غلبه أحد علماء المسلمين بعلمٍ هو أهدى من علمي وأقوم قيلًا أن تتّبعوني شيئًا فتستمرّوا على تعصُّبكم معي تعصُّبًا أعمى ما لم أخرس ألسنة كافة علماء الأمّة بأسرِها بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فيجعلني الله مُهَيمنًا عليهم بسلطان العلم الحقّ المُقنِع من مُحكَم القرآن العظيم الذي يراه عالمكم وجاهلكم أنّه الحقّ من ربّ العالمين وليس خزعبلات المهديّين من قبل الإمام المهديّ الحقّ من الذين تتخبَّطهم مُسوس الشياطين فيوحي الشيطان في صَدْر كُلٍّ منهم أنّه هو الإمام المهديّ فيحَرِّفون كلام الله عن مواضعه بقولٍ لا يقبله عقلٌ ولا منطقٌ، وذلك حتى إذا جاء المسلمين الإمامُ المهديّ الحقّ والذي يحمل في اسمه خبره ورايته وعنوان أمره (ناصر محمد) الناصر للحقّ الذي تَنَزَّل على خاتم الأنبياء والمُرسَلين ثم يُكَذِّبون بالحقّ من ربّهم فيُعرضون عنه ثم يُهلِك الله المُسلمين مع الكافرين أو يُعَذِّبهم عذابًا نُكرًا.
وأعلم أنّه لا يقرأ بياني جاهلٌ ولا عالِمٌ إلَّا رَآه ينطق بالحقّ؛ إلَّا الأعمى الذي لا يتَّقي الله شيئًا ولذلك لم يجعل له فُرقانًا ومِن ثمَّ لا يتّخذ قراره تجاه نفسه فيتَّبِع الحقّ فيُنقِذ نفسه بل يقول: "سوف أنتظر حتى أرى ما يقول في ناصر محمد اليمانيّ علماءُ الأمّة ومن ثمَّ أتبعه". ولكنّي أردّ عليه وأقول: إذا أقام ناصر محمد اليمانيّ على علماء المسلمين الحُجّة الدَّاحضة فأخرس ألسنتهم فقد جعل الله لي عليك وعليهم سلطانًا وأقام الله عليكم الحجّة لَئِن عَذَّبكم (إن أعرضتم عن الحقّ)، فلا تتعصّب مع علماء مذهبك تعصُّبَ الأعمى. أفلا ترى بأنّي أعِظ أنصاري وأتباعي في بياناتي؛ وأعظهم وأقول لهم قولا بليغًا: إيّاكم ثم إيّاكم أن تتّبعوني إذا وجدتم حتى عالِمًا واحدًا من علماء المسلمين قد غَلَب الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فلا تتعصّبوا مَعي تعصّب الأعمى فتأخذكم العزّة بالإثم؟ ومِن كَثرَة ما أُكَرِّر عليهم ذلك قد يظنّ بعضهم فِي بغير الحقّ ويقول: "ما بال ناصر محمد اليمانيّ يُكَرِّر علينا هذا القول وكأنّه يتوقع أن يغلبه علماء الأمّة فيشعر بخوفٍ في نفسه؟". ولكنّي أُطَمْئِن قلبه وأقول: إنّي أُقسم بِمَن أهلك ثمودَ وعادًا وأغرق الفراعنة الشداد؛ الله الذي رفع السماء بلا عماد وثَبَّت الأرض بالأوتاد لو اجتمع كافة علماء الأمم من العباد الأوَّلين منهم والآخرين على طاولة حوارٍ واحدةٍ ليحاوروا الإمام ناصر محمد اليمانيّ من القرآن العظيم، إلَّا جعلني الله المُهَيِّمن عليهم كافة بالبيان الحقّ للقرآن العظيم فأخرس ألسنتهم بالحقّ حتى لا يجدوا في صدورهم حرجًا مِمَّا قضيتُ بينهم بالحقّ فيُسَلِّموا تسليمًا، وذلك لأنّ الذي يُعَلِّمني ليس من الملائكة المخلوقين من نورٍ ولا من البشر (مخلوق من صلصال كالفخار) ولا من الجانّ (مخلوق من مارجٍ من نارٍ)؛ بل مُعَلِّمي الخالق لكلِّ شيءٍ (الله الواحد القهّار)، ذلكم الله مُعَلِّم المهديّ المنتظَر (الإنسان الذي علَّمه الله البيان الحقّ للقرآن)، ولم يجعلني الله عَبدًا مَغرورًا؛ ولكنّي واثقٌ من مُعَلِّمي نِعمَ المَولى ونِعمَ النَّصير، فهل أنتم أعلم أم الله الذي علَّمني؟!
ولم يُعَلِّمني عن طريق إرسال جبريل، ولم يُعَلِّمني بوحي التكليم من وراء حجاب؛ بل بوحي التَّفهيم مُباشرةً إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، والبُرهان على أنه وحيٌّ من الرّحمن وليس وسوسة شيطان هو أن آتيكم بسلطان العلم من مُحكَم القرآن العظيم.
والسلام على مَن اتَّبَع الهُدى، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبِّ العالمين..
الإمام المهديّ الناصر لِما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
________________________