قد يكون ميكال عليه الصلاة والسلام هو المفاجئة التي ذكرها الإمام عليه الصلاة والسلام مع بعث وزرائه الأربعة عليهم الصلاة والسلام إن لم تكن المفاجئة هي مريم العذراء عليها الصلاة والسلام.
لأنه يبدو معنى اسم ميكال ( العدل أو العادل )
والقول الفصل لخليفة الله العدل
من خلال هذا الاقتباس يتضح لنا ان ميكال مخلوق من قبل ادم علية السلام
___۩ اقتــباس ۩___
من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:
وأمر الله آدم أن يقيم عليهم بالحجة أنه أعلم منهم فيعلمهم بأسماء خلفاء الله من ذريته، فأقام آدم عليهم الحجة بالعلم وعلمهم بأسمائهم، ومعلمه هو الله ولم يعلمه جبريل ولا ميكال بل علمه الله الذي اصطفاه خليفته عليهم فزاده بسطة في العلم ثم قال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم} صدق الله العظيم [البقرة:33]، ثم علمهم آدم بأسماء الخلفاء من ذريته فأقام البرهان عليهم أنه أعلم منهم.
_____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
رد المهدي المنتظر على أبي راشد ..
___۩ تاريخ اصدار البيان ۩___
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
25 - شعبان - 1430 هـ
16 - 08 - 2009 مـ
11:55 مساء
( بحسب التقويم الرسمي لأم القرى )
البيان واضح ، ويتكلم عن آدم عليه السلام ، فلم يُعلم أدم لا جبريل ولا ميكال .. بمعنى أن جبريل وميكال هما ملكيّن من ملائكة رب العالمين ،
وهنا إشارة مهمة بالبيّان أعلاه ، وهي أن جبريل و ميكال يعلمان من الله مالا يعلمه أحد من الخلق ،
وطبعاً جبريل هو الروح الأمين ، موكل بتنزيل الذكر الحكيم …
أما ميكال ، فهو الملك الموكل بزُبر الأوليّن ، وهي الألواح كالتي نزلت على موسى عليه السلام ،
وكلا الملكيّن ( جبريل و ميكال ) لديّهم علم من الكِتاب ، والله أعلم وخليفته المهدي المنتظر ناصر محمد عليه السلام …
وهذا مجرد تدبّر أحبتي في الله ، ويبقى القول الفصل لمن آتاه الله علم الكِتاب ..
والحمد لله رب العالمين
ان جبرائيل وميكال هم ملكين موكلين لمهام متعددة واعتقد وكما اذكر في الكثير من البيانات ان الله ارسل جبرائيل الى اولياءه من الانبياء والمرسلين ولم يكن جبرائيل لوحده بل معهم ملائكة اخرين لم يُذكر الله اسمائهم ..
واليكم بعض الاقتباسات ونبدأ بقصة بشرى مريم سلام الله عليها ..
(( عليك أن تعلمي بأنّ نظام حمل الصديقة مريم بابنها رسول الله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام لم يجعله الله في تسعة أشهرٍ كمثل نساء العالمين؛ بل كان بكلمة من الله كُن فيكون بعد أن أخبرها روح القدس جبريل عليه الصلاة والسلام ومن معه من الملائكة وبشّروها بكلمة من الله كن فيكون المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا وفي الآخرة ومن المقرّبين ويكلم الناس في المهد ومن الصالحين وبعد أن بشّرها الملائكة بلسان جبريل. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسمه الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكنّ مريم لم تشاهد غير ملَكٍ واحد وهو الذي تمثّل لها بشراً سوياً، ولم ترَ الملائكة الذين كانوا معه؛ بل رأت جبريل فقط أمام عينيها، وحين بشّرها الملائكة بلسان جبريل كانت مريم على مقربةٍ من أهلها، وإنّما اتخذت من دونهم حجاباً ومن بعد البشرى قالت مريم عليها السلام: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:47]. ))
وهذا اقتباس اخر نبي الله داود في المحراب .
قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ
وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ(22)}
صدق الله العظيم
ثم ظن داوود أنهم من الرعية مُختصمين ولم يكن يعلمُ انهم ملائكه وقال:
ما خطبكم ومن ثم ألقى الملك الذي يُمثل صاحب الأغنام القليل دعواه
وقال:
{إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي
فِي الْخِطَابِ(23)} صدق الله العظيم
ويقصد أن أخيه غني وصاحب أغنام كثيرة بينما هو ليس لديه إلا بنسبة واحده في المئة ويقصد قلة أغنامة فظم غنمه القليل إلى غنمه الكثير وعزه بالكلام عند الحاكم بينما هم ملائكه وليس لديهم اغنام وإنما يريد الله من داوود أن يذكره بظلمه في حكمه للفقير من قبل لولا أن فهمها الله سليمان عليه الصلاة والسلام المهم إن داوود حكم بحكم مُخالف لحكمه الأول في قصة الحرث والغنم وقال:
{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ
عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}
صدق الله العظيم
وبعد أن قضى بينهم داوود بحكمة بينهم بالحق: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}
أي: أختفوا من بين يديه ومن ثم علم أيقن داوود عليه الصلاة والسلام أنهم ليس من البشر بل هم ملائكه ومن ثم علم أنهم يرمزون لصاحب الحرث وصاحب الغنم وإنما يريد الله أن يذكره بحكمه الأول أنه كان فيه ظلم على الفقير وكان داوود لا يزال جالس على السجاده ثم خرراكعاً وأناب إلى ربه ليييغفر ذنبه .
..
اقتباس اخر من قصة نبي الله لوط ..
أخي السائل الكريم عن ضيفِ إبراهيم الكريم الذين أكرمهم وذبح لهم عجلاً سميناً ومن ثم أمر بطبخه حنيذاً كونه سميناً كثيرَ الشحم ثم يكون لحماً شهياً، كون طبخ الحنيذ يصلح للحم كثير الشحم ثم يكون لذيذ الطعم، فأكرمهم بعجلٍ قبل أن يسألهم من يكونون، وذلك هو كرم الضيافة الحقّ لوجه الله الكريم، كونه لم يسألهم إلا بعد أن قدَّم العجل الحنيذ بين أيديهم، فإذا أيديهم لم تمتدّ إلى اللحم ليأكلوا منه بعد أن قال لهم تفضَّلوا بالأكل ولم تمتدّ أيديهم إلى اللحم وكانوا صامتين فأوجس منهم خيفةً وقال لهم: {قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ} [الحجر:52]، ومن ثم طَمأنوه فأخبروه أنّهم من ملائكة الرحمن وبشَّروه بغلامٍ عليمٍ . انتهى ..
ومن هنا نستنتج بأن الكثير من المهام موكلة لروح الله الامين جبرائيل ومعه بعض الملائكة كما تبين لنا من الاقتباسات اعلاه ولكن قائدهم هو جبرائيل واعتقد والله اعلم بأن ميكال هو احد هؤلاء الملائكة والله ورسوله اعلم وهذا مجرد تدبر وتدارس فيما بيننا ومن ورائنا اماماً عليمًا حليما ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ونعيم رضوان نفسه والصلاة والسلام على صاحب علم الكتاب وفصل الخطاب ذكرى لأولو الألباب وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
احبتي في الله بما ان قائد خزنة جهنم اسمه مالك اذا فمن هو قائد الحرس الملائكي لرسالة الله التي فيها من علوم الغيب في قول الله تعالى { عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ فَإِنَّهُۥ یَسۡلُكُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدࣰا (27) لِّیَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُوا۟ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَیۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ عَدَدَۢا (28) }
[سُورَةُ الجِنِّ: 26-28]
صدق الله العظيم
وهل هو نفسه قائد المعقبات والحرس الملائكي الذين يشهدون صلاة الفجر في قول الله تعالى
{ سَوَاۤءࣱ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّیۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ (10) لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ (11) }
[سُورَةُ الرَّعۡدِ: 10-11]
صدق الله العظيم
وكذلك نعلم ان الملائكة اولياؤنا في الحياة الدنيا والاخره واراهم ينقسمون الى قسمين صنف يتنزلون ليبشرون المتقين الثابتين على الصراط المستقيم وكانوا سابقين بالخيرات فيرافقونهم الى مقاعدهم او انهم يرافقونهم الى الملكوت الاعلى فتتلقاهم ملائكة اخرين يرونهم مقاعدهم كضيوف مكرمين واراهم حسب ظني انفسهم الذين تتلقى المؤمنين بالاخره واما الصنف الاخر حسب ضني وكأنهم انفسهم المعقبات والدوريات الملائكيه وكذلك الملائكة المسومين بأسلحتهم والذين يثبتهم الله اني معكم فثبتوا الذين امنوا والذين يتنزلون مردفين مع المؤمنين مدد من الله على اعدائه واعداء اوليائه سبحانه وتعالى فمن يكون قائدهم وننتظر تفاصيل اكثر من صاحب علم الكتاب فالبيانات كلها تنقصها تفاصيل دقيقه ممن استخلفه الله علينا عبدالنعيم الاعظم الامام المهدي ناصر محمد اليماني واشهد الله وكفى بالله شهيدا انه لا يوجد اية في الملكوت هي اكبر من اية النعيم الاعظم فلو وضعنا جميع الايات التي نعلمها او لا نعلمها بكفه والنعيم الاعظم بكفه بل لا وجود للمقارنه ولا بقدر جزء من مية جزء من مثقال الذره سبحان الله العظيم فماذا بعد الحق الا الضلال وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
هذه الآيات من سورة البقرة الخطاب فيها موجه لبني اسرائيل بصفة خاصة ، والخطاب لطائفةٍ منهم اتخذوا ( جبريل ) عدوا لهم ، أوسيتخذوه !؟
وليس غريب عليهم أن زعموا بأن جبريل اخطأ بتنزيل الرسالة على أنبيائهم ، فأستعدوه ، فكلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم أستكبروا ففريقاً من الأنبياء يكذبونهم وفريقاً يقتلون ..!
والله تعالى في الآية ، لابّد أنه يتكلم عن ملائكة معلومين بأسمائهم ومهامهم الموكلة إليهم ، وليسُ بمجهولين ! خاصةً عند أهل الكتب السماوية ، ومنهم اليهود ويعرفونهم حق المعرفة وحق الإيمان ، والإمام عليه السلام ذكر بإن جبريل موكل بتنزيل الرسالة الربانيّة للرسول بلسان قومه ، ودورّه تلقيّن او تعليم الرسول بالرسالة وهي الآيات البيّنات ، وهذا الدّور كما نقول دور ( شفهي ) باللسان …
أما الألواح الربانية المنزلة ، فهي إعجاز رباني مكتوب ومدوّن مُنزل وتتطلب ملك من الملائكة يوكلّه رب العالمين بتنزيل هذه الألواح
على الرسول المرسل لقومه ، وهذا لا يلغي دور جبريل عليه السلام بالقيام بالوحي ، بل هو دور مُكمل له ،
بإختصار ،
ومن خلال التدبر في الآيات ، تجدون بأن الله تعالى يُخاطب طائفة من بني اسرائيل أعمى الحسد بصائرهم ، فبغوا وكفروا فكانوا اعداء لله ولملائكته ورسله وجبريل وميكال ، والله عدوا للكافرين بفضل الله الذي يؤتيه وينزله على من يشاء من عباده ،
ويقول الله تعالى : مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ
صدق الله العظيم
وكان دائمًا يشاهده الأنبياء حين يتمثَّل بشرًا سَويًّا رغم أن معه طاقم من الملائكة المُكرمين لا يتمثَّلون، ويتكلم المتمثِّل باسم الحاضرين من الرُّسل الملائكيّة، ألا وإنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام مُطاعٌ بأمر الله إلى الملائكة بطاعته كونه عند ذي العَرْش مَكينًا أمينًا؛ مُطاعًا ثَمَّ أمينًا، وهو عبدٌ لله مثله كمثل أي عبدٍ من عبيد الله، وهو أمين سِرّ وحي التَّكليم للكتاب وبعض آيات الكتاب لا يُحيط بها عِلمًا؛ بل يحيط بلفظها وعنده علم مِن الكتاب.
وأما النار فلها ملائكة مُوكَّلون مهمتهم: وُكِّلوا بالنار طاقمٌ من الملائكة مؤهَّلون في الخلق أن يكونوا غلاظًا شِدادًا؛ لا يعصون الله ما أمرهم فتأخذهم الرحمة بالمُعذَّبين، ويفعلون ما يؤمرون، والمُوكَّل عليهم هو مدير سجن الخلود عَبْد الله المَلَك (مالِك) عليه الصلاة والسلام وعلى خزنة جهنم أجمعين، وكذلك ملائكة موَكَّلون بجنات النعيم وهم المرَحِّبون بالصالحين فيستقبِلون ضيوف الرحمن ليدخلوهم إلى قصورهم في جنات النعيم فيدخلون عليهم من كل باب مُرَحِّبين بهم في ضيافة ربهم فيقولون لهم: "سلامٌ عليكم بِما صبرتم فنَعِمَ عُقبى الدار". كما جاء خَبَر قصصهم في استقبال ضيوف الرحمن الصالحين تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿١٠٢﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿١٠٣﴾} [سورة الأنبياء].
كما جاء خبرهم في قصص القرآن العظيم في قول الله تعالى: {۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} [سورة الرعد]. وصلوات الله على المُرَحِّبين ملائكة جنات النعيم والصلاة والسلام على ملائكة الله أجمعين.
وأما المَلَك ميكال فهو مسؤول المُعَقِّبات ضد الشياطين، ولكنهم لا يظهرون على الناس أثناء تأدية واجبهم، فلو ظهر أحدهم وقال أنه مُكلَّفٌ من ميكال بأمر من الرحمن لحمايتِك يا فُلانة أو يا فُلان؛ فاحذَروا فإنهم لا يظهرون للبشر، وإنَّما أولئك من الشياطين يريدون أن تدعوهم من دون الله فتدعون مع الله أحدًا، فإنما يريدونكم أن تعبدوهم من دون الله بدعائهم أن يُعيذوكم من الشياطين، وحاميها حراميها؛ بل هم الشياطين فلا ينبغي لملائكة الرحمن أن يظهروا لكم جهرةً ليخاطبوكم، فاحذروا فقد أوقَعوا كثيرًا من الناس في الشرك بالله بدعائهم من دون الله - سبحانه عمَّا يشركون علوًّا كبيرًا - تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الجن].
ولم يقولوا لهم أنهم شياطين؛ بل قالوا: "نحن المُعَقِّبات من ملائكة الرحمن المُقَرَّبين وكَّلنا الله بحفظكم، فادعونا نُعِذكُم من الشياطين". فيعملون مناورات شيطانيّة لِمَن أصغى إليهم ما بين كَرّ وفَرّ ليزيدوهم شِركًا بالله فيدعونهم من دونه، وإنهم لكاذبون وما كانوا من ملائكة الرحمن المُقَرَّبين بأن يأمروا الناس بالشرك بالدعاء مع الله أحدًا؛ بل هم من الشياطين أوقَعوا كثيرًا من العباد في الشرك، فقال الله لهم يوم لقائه أين ما كنتم تدعون من دون الله لينصركم من عذاب النار؟ قالوا: "كُنّا ندعو الملائكة المقربين". فمن ثم ألقى الله بالسؤال إلى الملائكة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
اللهم قد بلغت الله فاشهد..
ويفقه قولي قومٌ عابدون لرَبِّ العالمين فلا يدعون مع الله أحدًا، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾} [الأنعام].
وأما الضيوف (الوَفد رَفيع المُستوى) الذي يتم حشرهم إلى الرَّحمن وفدًا للتفاوض عن سبب رفض ضيافة الله بالمأدبة الخالدة (جنات النعيم) ويريدون النعيم الأكبر فيتم حشرهم إلى الرحمن وفدًا، أولئك يُرَحِب بهم الله ذاته سبحانه بترحيب يتزلزل منه ملكوت الله أجمعين، فهنا يحدث الفَزَع الأكبر لِمَن كانوا مَن سُكَّان السماوات والأرض وسُكَّان الجنة التي عرضها السماوات والأرض؛ يُقيم الله لهم وزنًا عظيمًا، ولا أقول كُل أنصاري في عصر الحوار من قبل الظهور؛ بل قليلٌ منهم، والله وتالله إن ميزان الجنة في قلوبهم صِفْرٌ إلى ميزان النعيم الأكبر رضوان نفس ربهم ولذلك فَوَزْن الملكوت إلى وزنهم عند ربهم يساوي صِفْرًا تمامًا.
لا إله إلَّا الله.. لَكَم هم شديدوا المحال أن يرضوا بملكوت جنات النعيم حتى لو ضاعف الله نعيمها أعظم مِمَّا هي عليه نليون مرة فكذلك ميزانها في قلوبهم صِفْر فلن تكبُر في صدورهم شيئًا، أولئك فازوا بِرَبِّ العالمين وأدركوا الحِكمة مِن خَلقِهم وحتى لو يقول الله لأحدهم لسوف يؤيّدك ربُّك بأمر الكاف والنون؛ معجزات لا حدود لها بكلمات الله مُقابل تنازلهم عن هدفهم لقالوا: "وما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فلكم نحن شديدوا المحال أن نرضى حتى ترضى، فأنت الأحَبّ من ملكوت كل شيءٍ مَهما كان ومَهما يكون، فلكم نحن شديدوا المحال أن تُرضينا إلا بنعيم رضوان نفسك الأكبر من ملكوتك أجمعين، فنحن ضيفك لتحقيق النعيم الأكبر من جنتك، فأنت أعلَم بِما في أنفسنا، فقد رحبت بالوفد إليك ربّنا ترحيبًا عظيمًا، فضيافتنا هي تحقيق نعيمنا الأعظم من ضيافة نعيم جنات النعيم وكفى بالله شهيدًا على ما في أنفسنا، فلكم نحمدك يا الله على صفة علمك لِما في الصدور فلولا أنَّك لَتَعلَم الحق في أنفسنا لكانت طامةً كُبرى، فمَن يعلم بما في أنفسنا سواك؟ يا مَن علَّمت خليفتك أن يُعَبِّر عمَّا في أنفسنا وهو لا يعرفنا، فلكَم تشابهت قلوبنا بقلب خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني، فما أعظم فضلك علينا أن جعلتنا في زمرته مِن قومٍ يُحِبّهم الله بلا حدود ويُحِبّون الله بلا حدود؛ بل ذلك فضل الله الأعظم في الكتاب أن تكون مُتعتنا رضوان نفس الله أرحم الراحمين، فبعزتك وجلالك إنَّ ملكوتك أجمعين إلى جانب النعيم الأكبر صِفْر في الميزان تمامًا، فمَن يعلم بما في نفوسنا سواك؟ فأي مَهديّ بعد ناصر محمد اليمانيّ ننتظر أن تبعثه؟ فإلى ماذا سيهدينا؛ إلى سبيل نعيم أكبَر من نعيم رضوان نفسك سبحانك ربنا وتعاليت علوًّا كبيرًا؟! فلَكَم أخذ بأيدينا بعلمه فقرَّبنا إليك شيئًا فشيئًا حتى عرفنا الحَقّ - الله أرحم الراحمين - وأمَّا آخرون فما زادتهم دعوته إلّا فرارًا وبُعدًا عن الله رب العالمين، وما ظَلَمَهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا يا مَن تحول بين المرء وقلبه، ربَّنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهَب لنا من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهَّاب، ربَّنا إنَّك جامعُ الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يُخلِف الميعاد".