ردالجواب بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ذكراً لأولي الألباب
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوابين المُتطهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين وسلامُ على المُرسلين ولا أفرقُ بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين)
وسلامُ الله على كافة الأنصار السابقين الأخيار وسلامُ الله على مُشبب الذي يُحاج المهدي المنتظر من الكتاب ولكني الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن لو اجتمع الأولين والآخرين الأحياء منهم والأموات أجمعين ليُحاجوا الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن لجعل الله عبده وخليفته الإمام المهدي الإنسان الذي علمهُ الله البيان للقرآن هو المُهيمن عليهم جميعاً بالعلم والسُلطان فلا يُحاجني أي إنسان أو جان من القرآن إلا ألجمته بالعلم والسُلطان من مُحكم القرآن تصديقاً للبشرى الحق (فلا يُحاجك أحد من القرآن إلا غلبته) وأنا على ذلك لمن الشاهدين والحمدُ لله رب العالمين..
ويا أخي مُشبب أما الآن فقد أعجبتني كثيراً لأنك تُحاجني من الكتاب المحفوظ من التحريف القرآن العظيم وأراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب إن كُنت من أولي الألباب )
والحق أقول والحق أحق أن يُتبع أن الرمز قليل في الكتاب وجدناه إما أن يكون رمزاً للرقم (ثلاثة) وإما أن يكون رمزاً (لثلث)
وقال الله تعالى))
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)صدق الله العظيم
وهُنا يذكر الله الصحابة المُكرمين الذين حضروا معركة بدر يوم نصرهم الله على أعدائهم برغم أنهم قليل تصديقاً لقول الله تعالى((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ )صدق الله العظيم
وأفتي بالحق إن الله يقصد في هذا الموضع بكلمة قليل أي أنهم( ثُلث) يُقاتلون ثُلثين بمعنى أن عدوهم مثليهم وإنالصادقون وما ينبغي لي أن أفتيكم بغير علم من الله وأنهُ حقاً يقصد (ثُلث) ومن ثم آتيك بالبُرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم وقال الله تعالى)
((((قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ)) {13}صدق اللهالعظيم
فتبين لك يا مُشبب من مُحكم الكتاب أن المقصود من قول الله تعالى((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ )) أي أن الفئتين هم ثُلث وثلثان فأما (ثُلث) فهم فئة المؤمنين وأما ثُلثين فهم أعداؤهم الكُفار في غزوة بدر بمعنى أنهم مثليهم فإلتقتا الفئتين وهم(ثُلث) و(ثُلثان) فأما(ثُلث) فهم الذي جعل الله رمز لعددهم كلمة (قليل) تصديقاً لقول الله تعالى(((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ )صدق الله العظيم
وأما فئة الكُفار فهم مثليهم أي ثُلثان تصديقاً لقول الله تعالى)
((قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ)) {13}صدق اللهالعظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
============================
بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامُ على المُرسلين وآلهم التوابين المُتطهرين ولا أفرقُ بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين أدعو إلى الله على بصيرة من ربي وهي ذاتها بصيرة جدي عليه الصلاة والسلام القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني مُعتصم بحبل الله القرآن العظيم ولعن الله من كان يريد غير الحق سواء ناصر محمد اليماني أو الذين يجادلون ناصر محمد اليماني من بعد ماعلموا أنه هو المهدي المنتظر ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره .. ولا أقصد من قولي هذا مُشبب إبن القحطاني برغم أن في القلب منهُ ريب ولكن الظن لا يُغني من الحق شيئاً وسوف أحاجه بالحق حتى يتبين لي أمره فهل سيجعله الله من الأنصار السابقين الأخيار المُكرمين صفوة البشرية وخير البرية من المؤمنين الذين قال الله عنهم في محكم كتابه ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))صدق الله العظيم
ويامعشر الأنصار السابقين الأخيار لا تصفوا من رأيتم أنه يجادل ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم أنهُ من شياطين البشر فاحذروا إن ذلك ليعجب ألد الخصام لله رب العالمين ولا تقولوا عن مُشبب أو غيره من الذين يحاجونا بالقرآن العظيم إلا خيراً وثقوا في إمامكم كُل الثقة أن من يحاج المهدي المنتظر من الذكر العظيم فإني أهدي به إلى الصراط المُستقيم لمن شاء أن يستقيم وإني لأهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وإن المهدي المنتظر ليحترم مُشبب القحطاني مادام يبحث عن الحق فصبراً جميلاً عسى الله أن يريه الحق حقاً ويرزقه إتباعه إن ربي غفور رحيم فصبراً جميلا ..
وإليك الرد يا مُشبب إبن القحطاني من الكتاب ))قال الله تعالى)
فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ))
ثم نأتي لقوله تعالى (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) )
ثم نأتي لقول الله تعالى(فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ . فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ . وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ . كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ }صدق الله العظيم
وهذا بُرهان على الرمز قليل إما أن يرمز (لثلاثة) أو يرمز ( لثلث) ويا مُشبب بارك الله فيك أخي الكريم لا تظنني إعتمدت فقط على بيان كلمة قليل أنها ترمز لثلاث أو ترمز لثلث هيهات هيهات بل لأني علمت علم اليقين من هم أصحاب القصة الغامضة في القرآن العظيم كما سبق التفصيل ويا مُشبب ما كان للمهدي المنتظر أن ينطق عن الهوى فيحتمل الصح ويحتمل الخطأ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين ألا والله لو تُكلف الحكومة اليمنية نفسها بالبحث عمَ يقوله ناصر محمد اليماني بإرسال أطقم مُسلحة إلى قرية الأقمر لعثروا على الخبر بعين اليقين وما على المهدي المُنتظر إلا أن يفصل لكم البيان الحق للذكر و تدبر قول الله تعالى))
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(13)إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14)قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15)قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ(19)وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ(20)اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ(21)وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)ءأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ(23)إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ(24)إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(25)قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26)بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27)وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون(30)أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ(31)وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)}صدق الله العظيم
فمن هم أصحاب هذه القرية ومن هم هؤلاء الرسل الثلاثة ومن هم أقوامهم أفلا تسأل نفسك لماذا جعل الله قصتهم غامضة وذلك لأن قصتهم مُتعلقة بأصحاب الكهف الذين كذبهم أقوامهم وجعلوهم أمام خيارين إثنين لا ثالث لهما ((قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
فانظر لتهديدهم لهؤلاء الرسل الثلاثة (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم.
وهؤلاء الرسل الثلاثة ما كان الوحي يتنزل إلا على واحد منهم وأما إثنين فهم أنبياء جعلهم الله رسلاً إلى قومهم مع صاحبهم ومثلهم كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ونبي الله هارون عليه الصلاة والسلام ولن تجد أن الوحي كان يتنزل إلا على واحد منهم وهو رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وجعله الله مع أخيه رسول وهو نبي الله هارون عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى))
(( اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِى وَلَا تَنِيَا فِى ذِكْرِى (43) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (44) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (45) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (46) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (47) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (48) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (49) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (50) قَالَ رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (51) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (52) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى فِى كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّى وَلَا يَنسَى (53)صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى(( فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ )صدق الله العظيم
ومن خلال ذلك نعلم أن الرسل الثلاثة كذلك لم يتنزل الوحي بالكتاب إلا على واحد منهم وإثنين جعلهم له وزراء وأنبياء فلا يقبل العقل أنه تم تنزيل ثلاثة كُتب عليهم وكُلٌ منهم يدعو إلى كتابه وإتباعه فهذا غير منطقي أن يتنزل ثلاثة كتب في آن واحد إلى قرية واحدة وإنما الإثنين الآخرين صدقوا برسول ربهم ثم ابتعثهم أنبياء مع رسول ربهم فجعلهم جميعاً رسل الله إلى قومهم في قريتهم ولكن إثنين من الرسل إلى هذه القرية إنما هم الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدىً فيتبعون الرسول الذي أنزل الله عليه الرسالة إلى قومه فانظر لنبي الله لوط عليه الصلاة والسلام آمن برسول الله إبراهيم وقال الله تعالى)
(((فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)صدق الله العظيم
وإذا بحثت في الكتاب تجد أن لوط ابتعثه الله إلى قريته نبياً وهي إحدى قرى قوم إبراهيم الكريم ))
ومن ذلك نستنتج أننا حين نجد رسولين أو ثلاثة في آن واحد مع بعض إنما الرسالة تنزلت على أحدهم وأما الذين معه من الرسل إنما صدقوا بالرسالة فآمنوا بربهم فزادهم الله هُدى فيبتعثهم مع رسول ربهم إلى قومهم فيسميهم رسل مع رسول ربهم ولكن الرسل درجات تصديقاً لقول الله تعالى))
(({تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} صدق الله العظيم
وكذلك أصحاب الكهف إنما هم الرُسل الثلاثة إلى قريتهم ولكن الرسول إلذي تنزلت عليه الرسالة ليس إلا واحداً منهم وأما الفتية فإنما آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هدىً وجعلهم أنبياء ووزراء مع رسول ربهم الذي يدعو قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام فآمن اثنان منهم بالدعوة إلى الحق فآمنوا برسول ربهم وأما قومهم فأبوا أن يتبعوا رسول ربهم و يتركوا عبادة الأصنام وقال الله تعالى))
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (14) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (15) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (16) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (17)صدق الله العظيم
فانظر لقول رسول ربهم من بعد أن حذروهم فخيروهم إما أن يعودوا في ملتهم فيعبدوا آلهتهم أو يرجمونهم فلا خيار لهم فأرادوا فومهم القبض عليهم كما أرادوا قريش أن يقبضوا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم إختبأ هو وصاحبه في الكهف حتى تهدأ الأمور ويستيئسوا من المُطاردة ومن ثم يرحل هو وصاحبه وكذلك أصحاب الكهف حين أرادوا قومهم ان يبطشوا بهم فيرجمونهم أو يعيدونهم في ملتهم فقال لهم رسول ربهم ))
(( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (17)صدق الله العظيم
وأولئك هم الرسل الثلاثة فأووا إلى الكهف هرباً من قومهم لأنهم أرادوا القبض عليهم فخيروهم إما أن يعودوا في ملتهم أو يرجمونهم وسوف تدرك سر هربهم من بعد أن بعثهم الله من بعد نومتهم الأولى وقال الله تعالى))
((وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (20) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (21)صدق الله العظيم
إذاً يا مُشبب إن هؤلاء أنبياء فتجد أنهم مُطاردون من قومهم بسبب أنهم يدعونهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان وأرادوا قومهم أن يرجمونهم أو يعودوا في ملتهم فانظر لقول رسول ربهم للفتية الذين آمنوا معه فجعلهم الله معه أنبياء ووزراء وقال لهم ))
(( إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (21)صدق الله العظيم
فهذا هو السبب الذي كلف الهرب من قومهم ألا وأنهم أولئك الرُسل الثلاثة الذين جعل الله قصتهم غامضة في القرآن العظيم لأنهم من أسرار الكتاب وقال الله تعالى )
(({وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(13)إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14)قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15)قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
فانظر للتهديد ((لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
بمعنى أنه لا خيار لهم إما أن ينتهوا عن الدعوة إلى عبادة الله فيعبدوا آلهتهم أو يرجمونهم ولذلك قال الله
تعالى.(( إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (21)صدق الله العظيم
ثم تبين لنا أن أصحاب الكهف هم ثلاثة لا شك وأنهم أصحاب قرية حمة ذياب إبن غانم وهم )
1_رسول الله إلياس عليه الصلاة والسلام
2_رسول الله إدريس عليه الصلاة والسلام
3_رسول الله اليسع عليه الصلاة والسلام
وأما الرقيم المُضاف إليهم فهو رسول الله المسيح عيسى إبن مريم عليه الصلاة والسلام.ويا أخي الكريم ما علينا إلا البلاغ فأخبرت بعنوانهم ومكانهم وقصتهم وأسمائهم ولبثهم الأول ولبثهم الثاني وعلمناكم أنهم لبثوا لبثهم الأول (9000 سنة ) تسعة آلاف سنة وكذلك لبثهم الثاني يستمر ( 9000 سنة ) تسعة آلاف سنة حسب سنينكم بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية وفصلنا كُل ذلك من القرآن العظيم وليس كتأويل الذين يفسرون القرآن بأرقام آياته وإنهم لكاذبون بل بأرقام لفظية في محكم القرآن العظيم وما علينا إلا البلاغ بقصتهم ومكانهم فإذا لم يبحثوا عنهم فسوف يبعثهم الله جميعاً فيخرجوا من كهفهم فهم من وزراء المهدي المنتظر و آيات للناس من أنفسهم عجباً بل حتى فصلنا لكم أجسادهم العملاقة وبينا لكم السر أنه حتى لو اطلع عليهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولى منهم فراراً ولملئ منهم رُعباً تصديقاً لقول اله تعالى))
((وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (18) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (19)صدق الله العظيم
وللأسف قال الذين لا يعلمون أن الفرار والرُعب سوف يكون بسبب طول شعرهم وأظافرهم وإنهم لكاذبون ولو كان هذا التفسير الباطل حقاً لما قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم لأنهم سوف يرون شعرهم وأظافرهم وقال الله تعالى (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ))صدق الله العظيم
إذاً هذا التفسير عن سبب الفرار منهم والرعب كان قولاً على الله بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً بل السبب الحق لأنهم عمالقة في خلقتهم لأنهم من الأمم الأولى من بعد عاد وثمود وقبل قوم خليل الله إبراهيم ولوط وإنا لصادقون ويا عجبي الشديد من عُلماء هذه الأمة وأمتهم الذين لا يتدبرون قرآن ربهم ولم يسألوا أنفسهم لماذا لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً وهذا ليس إلا زمن الدعوة إذاً أعمار تلك الأمم ليست كأعمار أمم آخر الزمان وذلك لأن الله زاد أمم القرون الأولى بسطة في الخلق علينا أي بسطة في خلق أجسادهم العملاقة ولذلك السبب (( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (19)صدق الله العظيم
والمهدي المنتظر وحزبه هو الوحيد الذي أحصى لبثهم وقصتهم وأسماءهم وشأنهم من البداية إلى النهاية
وإذا كنت يامُشبب من أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب سوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف
في قوله تعالى((ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا)) صدق الله العظيم
وأما الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ماشأنهم وماهي قصتهم وكم هو لبثهم وما هي أسماؤهم فتنازعوا في قصتهم وكلٌ يأتي له بخبر رجماً بالغيب ومن ثم ردوا علمهم لخالقهم)
((فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ))
وقد بين لكم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ماهي الحكمة من بقائهم وهو من أجل إتباع المهدي
المنتظر الحق وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسماءهم وكذلك بين المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني أن العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى وقد بين الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى وقال الله تعالى)
((وكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا )) صدق الله العظيم
ولربما الجاهلون يقولون إنما هذه الحكمة تخص الذين عثروا عليهم ومن ثم نرد بالحق بأن الذين عثروا عليهم لم يعلموا أي شيئ لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقائهم إلا أنهم علموا أنهُ لابد أن تكون لهم حكمة إلهية في الكتاب لأنهم وجدوهم نائمون وحاولوا إيقاظهم فلم يستطيعوا وحاولوا معرفة قصتهم فلم يجدوا من يفتيهم ومن ثم ((فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ )) صدق الله العظيم
ويا أيها الباحث عن الحقيقة إن أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهف بجانب
بيت رجل يُدعى(محمد سعد) ويجعل فيه محمد سعد علف الأنعام فهل بعد هذا البيان بيان وأقسم بالله رب العالمين أنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمار فيهم أيها الباحث عن الحقيقة والكذب حباله قصيرة ولم يُكلفني الله أن أذهب لاستخراجهم حتى لا يقول المرجفون إنما عثر عليهم ويريد أن يجعل من ذلك له معجزة لكي يصدقه الناس أنه المهدي المنتظر لأنه للأسف إن نصف هذا العالم من شياطين البشر والنصف الآخر ثُلثان منه غافلون ونعود لمواصلة التفصيل وقال الله تعالى (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا) صدق الله العظيم
وقد بين لكم المهدي المنتظر الحق الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم
يحيط بمدى طولهم وخلق أجسامهم وذلك لأنهم من آيات الله عجبا وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عاد
فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين .وأما وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف وذلك لأن أصحاب الكهف على مقربة منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى(كأنهم أعجاز نخل منقعر) صدق الله العظيم
فهل تعلمون ماهو أعجاز النخل وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً وبين لكم التشبيه الحق كذلك في قول الله تعالى( فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) وإنما ياقوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى)
(فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) وكذلك قوله تعالى(كأنهم أعجاز نخل منقعر) صدق الله العظيم.
وذلك لأن طولهم يشبه طول أعجاز النخل والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل
فليستقم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاقة فهل أنتم مُصدقون وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلة ووسيلة كُل منكم على قدر جُهده وحيلته وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا إلى الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى)
(({ لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً } صدق الله العظيم
فتعلمون إنما الفرار من التفاجئ لأجساد بشر عمالقة لم يرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً
إليهم وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحق فهل تؤمنون بالقرآن العظيم فانظروا لأجساد من قوم عاد أو ثمود تم العثور عليهم في الربع الخالي لتعلموا حقيقة قول الله تعالى)
(( وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ))صدق الله العظيم
واذكروا قول الله تعالى(({وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}صدق الله العظيم
وما يلي صور من قوم عاد أو قوم ثمود ولربما المُجرمون الذين يصدون عن الحق صدوداً يقولون إنما هي صور مفبركة ومن ثم نرد عليه ولكن القرآن حق وليس مُفبرك وقد آتيناكم منه بسلطان مبين ومن كذب بالحق وقال إن أجساد الأمم الأولى ليست إلا كأجسادنا ثم نرد عليه بالحُجة الداحضة ألم تجد صخور ضخمة في مُبانيهم فإن تلك الصخرة كان يحملها إثنان أو ثلاثة من تلك الأقوام وإن أبيتم وقلتم لا فرق بيننا وبين الأمم الأولى في الأجساد فأطول واحد فيه يوجد كأطول واحد فينا ومن ثم نُرد عليه بالحق ونُهيمن عليه بسلطان العلم المُحكم ونقول قال الله تعالى)
({وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا كانت تلك الأمم تتعمر أكثر من ألف سنة لأننا وجدنا في محكم القرآن لجاهلنا وعالمنا أن أول رسل الله نوح عليه الصلاة والسلام لبث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عام تصديقاً لقول الله تعالى)
({وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}صدق الله العظيم
فهل ياترى تلك الأمم زادهم الله بسطة في الخلق كما زادهم بسطة في العمر فتجدوا الجواب في قول الله تعالى)
(( وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ))صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)
قال الله تعالى({فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ )
وقال الله تعالى(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)صدق الله العظيم
فهل أنت يا مُشبب من أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب أم من أشر الدواب الصُم البكم الذين لا يعقلون وبالنسبة لكلمة (قليل) سبقت فتوانا بالحق أنه حسب موضعها إما تكون إشارة للرقم ثلاثة أو (لثلث) وأغلبها الثلث وتأتي حسب موضعها في قصص القرآن حتى قول الله تعالى (وقليل ماهم) وهي ثلاث ثواني من بعد أن حكم خليفة الله داوود عليه الصلاة والسلام بين الخصمين وكان يظنهم من البشر حتى إذا قضى الحكم بينهم وبعد ثلاث ثواني فقط اختفوا من بين يديه ثم علم أنهم ملائكة وقال الله تعالى))
({ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) }صدق الله العظيم
فتدبر ( وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) }صدق الله العظيم
أي قليل ما هم أي قليل من الوقت من بعد الحكم فماهم بين يديه ثم علم أنهم ملائكة من عند ربه وعلم من المقصود من ذلك كما سبق التفصيل من قبل (( وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) }صدق الله العظيم
ويقصد في هذا الموضع بقوله تعالى ((وَقَلِيلٌ مَا هُمْ )) أي ثلاث ثواني فماهم لأنهم اختفوا وذلك حتى يعلم بالهدف من القصة وهم صاحب الغنم والحرث كما سبق التفصيل وأدرك داوود عليه الصلاة والسلام الهدف من القصة من بعد أن حكم بين الملكين المُختصمين وكان يظن أنهم من البشر وبعد أن قضى بحكمه بينهم (( وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (24) }صدق الله العظيم
وأريد أن أجادلك فيما يُقرب الفهم ونزيد الآخرين علماً ونهديهم إلى صراط مُستقيم وحتى نتوصل إلى حقيقة رقم أصاحب الكهف فلنجعل الحوار في رُسل الله الثلاثة وقال الله تعالى))
({وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(13)إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14)قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15)قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ(19)وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ(20)اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ(21)وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)ءأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ(23)إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ(24)إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(25)قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26)بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27)وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)صدق الله العظيم
فإذا كنت يامُشبب من أولي الألباب فليس المطلوب منك إن كنت باحث عن الحق ولا تُريد غير الحق إلا أن تستخدم عقلك فتُفكر من بعد التُدبر لقصة هؤلاء الرُسل الثلاثة لأني أجد أصحاب هذه القصة قد اختفوا جميعاً فلم يبقى أحد ليخبر بشأنهم للعالمين وأدعو أهل العقول أن يعوا ما أقول من القول الفصل وما هو بالهزل فآتيك بخبرهم جميعاً وأين ذهبوا جميع أصحاب هذه القصة فنستنبط ما يلي بالحق)
1_ لم أجد أنهُ صدق بهؤلاء الرسل الثلاثة غير واحد فقط من قومهم والباقون كذبوهم أجمعين ونأتي إلى الرُسل الثلاثة فما الذي أجبرهم على الإعتزال والإختفاء عن قومهم والجواب من مُحكم الكتاب))
قال الله تعالى))
({وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ(13)إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ(14)قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15)قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
وهُنا يجد الباحث أن كُبراء قومهم قد جعلوا رُسل ربهم بين خيارين إثنين (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
ويقصدوا بقولهم ((لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)))
ويقصدوا هو إما أن تنتهوا عم تدعوننا إليه فتعودوا في ملتنا أو لنرجمنكم ويمسنكم منا عذاب أليم حتى الموت فركز يا مُشبب ويا أولي الألباب عليكم بالتركيز على قصة نبي الله شُعيب حتى تستطيعوا أن تعلموا بإذن الله مالم تكونوا به تعلمون ولا أقصد أنهم أصحاب الكهف كلا بل أريكم أن تعلموا شيئاً وقال الله تعالى)
(قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾ وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ﴿٩٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩١﴾ الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٢﴾ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣﴾صدق الله العظيم
وتبين لكم في هذه القصة أن الذين استكبروا من قوم نبي الله شُعيب قد وضعوا شُعيب والذين آمنوا معه بين خيارين إثنين وهم (( لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ))
وهذا قرارهم النهائي الذي استقر عليه قوم شُعيب تجاه شُعيب والذين آمنوا معه إما أن يعودوا في ملتهم فيتركوا الدعوة إلى عبادة الله وحده أو سوف يتم إخراج شُعيب والذين آمنوا معه فيطردوهم من قريتهم وهذا قرار نهائي ثم رد عليهم نبي الله شُعيب (قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾ صدق الله العظيم
ومن ثم بدأ شُعيب بالشد للرحيل عن قومه ومن آمن معه و أراد قوم شُعيب أن يثبطوا الذين آمنوا ونصحوهم أن لا يخرجوا مع نبي الله شعيب (( وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ﴿٩٠﴾صدق الله العظيم
ولكنهم لم يأبهوا لنصيحة قومهم فشدوا رحالهم وخرجوا مع نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام ومن تبعه وقد دعى الله شعيب عليه الصلاة والسلام حين خروجه هو والذين آمنوا معه وقال ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾صدق الله العظيم
فانظروا للنتيجة ((فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩١﴾ الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٢﴾ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣﴾صدق الله العظيم
ونعود الآن إلى قصة الرسل الثلاثة وسوف نجد الخيار قد اختلف قليلاً لأنهم لم يقولوا كما قالوا كفار قرية شعيب ( لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )
بل قالوا ((قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ(15)قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ(16)وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ(17)قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
بمعنى إما أن تنتهوا من الدعوة إلى الله وحده فتعودوا في ملتنا أو (لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ(18)صدق الله العظيم
ومن ثم فروا الرسل الثلاثة بدينهم حتى لا يرجمونهم قومهم أو يعيدونهم في ملتهم ولذلك اختفوا عن قومهم في الكهف حتى يستيئسوا قومهم من العثور عليهم ثم يرحلوا عن قومهم حتى لا يفتنوهم في دينهم لأنهم حين افتقدوهم تمت مُطاردتهم في جميع طرق السفر الخارجة من القرية في جميع الإتجاهات ولكنهم فعلوا كما فعل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه ولم يُصدق الرسل الثلاثة إلا رجلاً واحداً فقط من قومهم وبعد أن سمع مُطاردة قومهم لرسل ربهم والقبض عليهم
قال الله تعال)((وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ(20)اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ(21)وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)ءأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ(23)إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ(24)إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(25)صدق الله العظيم
فانظروا لتحديه بقول الحق لينتظر الشهادة في سبيل الله فقال متحدياً (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(25)
وما كان من قومه إلا ان قاموا بقتله فوراً ((قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26)بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27)وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)صدق الله العظيم
إذاً ياقوم قد أهلك الله أصحاب القرية جميعاً من بعد مقتل الذي آمن تصديقاً لقول الله تعالى))
((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه فبعد أن وجدنا أن الرجل الذي آمن بالرسل الثلاثة قد قام قومه بقتله ثم أهلك الله قومه من بعد قتله جميعاً ((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهبوا الرُسل الثلاثة لأنهم الوحيدون الذين نجوا من أهل القرية لأن الرجل الذي آمن بهم قُتل والقوم دمرهم الله تدميراً ( (((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)صدق الله العظيم فلم يبقى منهم أحداً وبقي معنا الثلاثة الرسل أين ذهبوا ثم تم البحث عنهم في الكتاب فوجدنا الجواب ((((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (14) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (15) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (16) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (17) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (18) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (19) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (20) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (21) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (22) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (23) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (24) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّى لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (25) وَلَبِثُوا فِى كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (26) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا (27) صدق الله العظيم
وأما قولك يامُشبب على الله بغير علم فقلت ( وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) وقلت ولم يصف الله ذلك القول رُجماً بالغيب ثم رد الله عليك وعليهم وقال (قُل رَّبِّى أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (23) صدق الله العظيم
ويا مُشبب إني لم أجد قط أن الذين دعوا الناس إلى الله وترك عبادة الأصنام إلا الأنبياء وذلك لأن الله لم يبعث رُسله إلا بعد أن يعبد الناس الأصنام وقال الله تعال))
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )
بمعنى إن الله لا يبعث الرسل حتى يعبد الناس الأصنام وقال الله تعالى))
((مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) صدق الله العظيم
ودائماً تجدوا المُحاجاة في عبادة الأصنام بين الرسل و أقوامهم في جميع القصص فيقولوا أتريدونا أن نعبد إلهاً واحداً ونذر آلهتنا التي وجدنا عليها آباءنا وقال الله تعالى)
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ)صدق الله العظيم
وكذلك أصحاب الكهف وقومهم أم لم تسأل نفسك من الداعية الذين آمنوا به الفتية الذي كان يدعو قومه إلى ترك عبادة الأصنام وأن يعبدوا الله وحده ولذلك قالوا)
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (14) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (15) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (16) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (17)صدق الله العظيم
فمن الذي قال لهم ((وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (17)صدق الله العظيم
وذلك هو الرسول الذين آمنوا به الفتية الذين اتبعوه فجعلهم الله أنبياءاً وإن قاطعني مُشبب وقال إنهم فتية آمنوا بربهم ويجوز أن يكونوا استجابوا لدعوة رسول من ربهم ولكنهم لا ينبغي أن يكونوا رسلاً مع رسول ربهم وإنما آمنوا برسول ربهم ثم نُرد عليه بالحق ونقول قال الله تعالى) ( فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ) صدق الله العظيم
بمعنى أنه لم يؤمن من قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلا لوط ثم نجد إن الله ابتعثه رسولاً بجانب رسول الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى))
((وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ )صدق الله العظيم
وهل نجّى الله رسوله لوط عليه الصلاة والسلام إلى مكة وحده وآل بيته بل أنجاه مع خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى)
({وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}صدق الله العظيم
ونستنتج أن كذلك الفتية الذين آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هُدى قد جعلهم رسلاً مع رسول ربهم وهم
أصحاب الكهف الذين آمنوا برسول ربهم إلياس ثم جعلهم الله رسلاً إلى جانب رسول الله إلياس وهم إدريس واليسع وإنا لصادقون ويا مُشبب لقد أقمنا عليك الحُجة بالحق إن كُنت تريد الحق وإن أبيت فسوف أوجه لك سؤالاً ونريد الإجابة عليه وهو :
((لقد وجدنا أن الرُسل الثلاثة لم يؤمن بهم من قومهم إلا رُجلاً واحداً ثم قاموا قومه بقتله فوجدنا أين ذهب قيل أدخل الجنة فصار في الجنة وأهلك الله قومه جميعاً وصاروا في النار وبقي معنا الرُسل الثلاثة من القوم جميعاً فأين ذهبوا يا مُشبب بل أفتيناك بالحق وإنا لصادقون والكذب حباله قصيرة أليس الصبح بقريب ألم أفتيكم أنهم وزراء المهدي المنتظر فهل جُننت فليس بيان أصحاب الكهف بهين فكيف أُغامر فأقول غير الحق فأخسر أنصار دعوتي فيذروني وحيداً فريداً والعياذ بالله ألم نُنبئكم بموقعهم وقصتهم وأسمائهم وعنوانهم وأين يكون كهفهم أفلا تسل نفسك من أخبرني بذلك فكيف يمكن أن يُغامر ناصر محمد اليماني بالتبليغ بعنوانهم مالم يعلم ذلك علم اليقين فما خطبك يارجل تُريد أن تكون للحق عنيد فيعذبك الله عذاباً شديداً وأنا المهدي المنتظر أذكر بالقرآن المجيد من يخاف وعيد وأذكرهم ببأس الله من جهنم التي يقول لها
(هل امتلأتي وتقول هل من مزيد) فلا تكن لآيات الله عنيد إني لك لمن الناصحين وعليك أن تعلم إنما أصحاب الكهف من آيات الهُدى و التصديق والعجب لكافة العجم والعرب تصديقاً لقول الله تعالى))
(( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِى فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (18)[/
size]صدق الله العظيم
فصبراً جميلاُ فلا تحسبني يا مُشبب من الساذجين ولتعلمن نبأه بعد حين وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين