بسم الله الرحمن الرحيم
وسلام على المرسلين من أولهم إلى ختام مسكهم سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين المباركين والصحب المخلصين وصلاة تشمل كأفة عباد الله المخلصين لا سيم إمامنا صاحب الخلق العظيم الذي ابتعثه مولاه رحمة للعالمين وآصطفاه بعلم الكتاب المبين وعلى آل بيته الطيبين وأنصاره صفوة الخلق بين يدي أشراط الساعة وعذاب يوشك أن يصيب المجرمين
السلام عليكم سادتي وأحبتي في الله وإني بصراحة لا أستحق كل هذا الإطراء والثناء فالفضل كله لله تعالى وأن من علينا ببعثة إمام الزمان وخاتم خلفاء الرحمن مهدي الأمة الذي انتظرته الأجيال وبشرنا به جده محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
ويا إخوان الكرام إن الأمانة لمسؤلية عظيمة
وإننا إلى ربنا منقلبون ولسوف نسأل عن أعمالنا
ويا سعادة من كانت أعماله خالصة لوجه مولاه
فإنه تعالى أغنى الأغنياء على أن يقبل عمل فيه شرك
والمؤمن من استوت سريرته مع علانيته
ولم يكن قصدي التخلي عن إمامي وقرة عيني ولا عن أحبتي في الله كلا وكلا بل كلامي كان عن مأمورية الإشراف والإدارة
فلما شعرت أن إمامي أحس مني بالإذاية في حق أنصاره وأعوذ بالله العظيم وبنور وجهه الكريم وبسلطانه القديم أن أكون مصدرا لإذاية المؤمنين خصوصا إذا كان خاتم خلفاء أجمعين وأنصاره المختارين صفوة الله في العالمين فمن عاداهم فقد عادى الله ورسوله صل الله عليه وسلم ومن آذاهم فقد أعلن الحرب على الله من حيث لا يشعر
تصديقا لحديث خاتم الأنبياء والمرسلين صل الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي عن رب العالمين :
" ...ومن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "
أو كما قال صل الله عليه وسلم
الموت أهون وأستر على المؤمن من إعلان حرب مع الله تعالى
وإن إذاية خلق الله خصوصا أحبابه وأوليائه لجرم عظيم والفتنة أشد من القتل ولا يعمد لذلك والعياذ بالله إلا منافق لا يرجو لقاء ربه وقال صل الله عليه :
"أتعلمون من المفلس من أمتي ؟
فقالوا يا رسول الله المفلس من لا مال له
فقال صل الله عليه وسلم
بل المفلس من أمتي الذي يأتي يوم القيامة
وقد أخذ من هذا وظلم هذا وأفترى على ذلك وأغتاب الناس
فيؤخذ من حسانته حتى لا يبقى منها معه شيئا
فيلقى في النار "
أو كما قال صل الله عليه وسلم
وليس المؤمن الحق أبو وجهين أو أبو وجوه عدة بل المؤمن الحق من آستوت سريرته مع علانيته وليس المؤمن من يندس بين الناس ويظهر لهم الحب والولاء بينما هو أشد كراهة لهم
بل تلك صفاة المنافقين والعياذ بالله
وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون
ختاما يا إخواني من أين تخرج الكلمة والوعود
ستخرج يوما ما الروح
فبشرى لمن طهر مقاله وأوفى بعهوده
وما حدث لا علاقة له بعهد البيعة بل له شأن بهذه المسؤلية الكبيرة والأمانة العظمى ولئن لم يعيننا الله تعالى عليها ويوفقنا لحملها فالأولى تركها لمن هو أهلها وأولى بها
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين