يا أيّها المهديّ المنتظَر، وماذا تخبرنا عن نوحٍ رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟
فهذا نوحٌ يقول يا ربّ إن ابني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين ولكن الله بيّن لهُ أنه ليس ابنه بل ثمرة عمل غير صالحٍ بسبب خيانة زوجته مع أحد شياطين البشر من الذين لا يلدون إلا وهم فُجّاراً كُفاراً من الذين شملتهم دعوة نوح عليه الصلاة والسلام، ويريد الله أن يُطهر الأرض منهم تطهيراً كشجرة خبيثة اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، ولكنكم رأيتم ردّ الله على نوح وكأنه صار في نفس الله شيء من نوح بسبب دعوته، وقال: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [هود:46].
فأدرك نوحٌ بأنّه قد أصبح في نفس ربه شيء بسبب سؤاله لربه لشيء ليس له به علم. وقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:47].
وأما سبب الرد الجلف من ربّ العالمين إلى رسوله نوح؟ وذلك لأن الله قد أفتاه من قبل أن يصنع السفينة وقال له بأنّه لن يؤمن له من قومه إلا من قد آمن وحتى لو لبث فيهم ألف سنة أخرى وذلك لأنهم قد صاروا جميعاً من ذُريات الشياطين، ثم قال نوح {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿27﴾} صدق الله العظيم [نوح].
ثم وعد الله نوح بالإجابة وأنه سوف يغرقهم أجمعين وعليه أن يصنع السفينة، ثم أمره أن لا يخاطبه في الذين ظلموا وإنهم مغرقون أجمعون، ولكن لماذا أوحى الله إلى رسوله بالأمر بأن لا يُخاطبه في الذين ظلموا وأنه سوف يغرقهم أجمعين فلا يذر على الأرض منهم دياراً واحداً إجابة لدعوة نوح؟ وقال:{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)} ولكني أكرر وأقول: لماذا يأمر الله رسوله نوح بالأمر أن لا يُخاطبه في الذين ظلموا برغم أن الهلاك إجابة لدعوة نوح على الكافرين؟ فهل تعلمون لماذا ؟ وذلك لأنه يعلم بأنّ ولده سوف يكون من المُغرقين معهم وأن نوحاً سوف تأخذه الشفقة والرحمة بولده وسوف يُخاطب الله في شأن ولده مُخالفاً أمر ربه الذي أوحى إليه من قبل في قوله تعالى:{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿36﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ﴿37﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولكن الشفقة والرحمة بولده أجبرته على مخالفة الأمر: {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}، ولكن نوح خاطب ربه في شأن ولده وفتنته الرحمة والشفقة بولده فتناسى أمر ربه؛ ألا يعلم بأنّ الله هو أرحم الراحمين؟ لذلك وجدتم الردّ من الله على نوح كان قاسياً: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} ولكن نوحاً أدرك بأنّه تجاوز الحدود في شيء لا يحيط به علماً، وأن الله صار في نفسه شيء من عبده ورسوله نوح عليه الصلاة والسلام بسبب تجاوزه الحدود في مسألة لا يحيط بها علماً، ولأن نوحاً أدرك ما في نفس ربه عليه من خلال الرد القاسي لذلك قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِه عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ(47)} [هود].
ويدرك مدى خطابي هذا الراسخون في العلم بمعرفة ربّهم، وإنما يخشى اللهَ من عباده العُلماءُ بمعرفة عظمة ربّهم فيقدرونه حق قدره فلا يدعون من دونه أحداً، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أخوكم الإمام؛ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:٥٦]. اللهم صلَّ وسلم وبارك على كافة أنبيائك ورُسلك وآلهم الطيبين والتابعين للحقِّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..
ويا أبا حمزة محمود المصري، إنك لا تزال مصِرّاً على التدليس والافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وتفتي أن الإمام ناصر محمد اليماني يطعن في عرض الأنبياء جميعاً وحسبي الله عليك؛ الحَكَم بالحقّ بيني وبينك، وإنّما أفتى الإمام ناصر محمد اليماني عن خيانة امرأة نوح التي خانت زوجها فأنجبت له ولداً ليس من ذريّته ولكن لدى نبيّ الله نوح نساء أخريات صالحات قانتات وأنجبن لهُ ذريةً صالحةً ولم يهلك الله أحداً بالغرق من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لفتوى الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
فتذكر فتوى الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
ولم يقل الله تعالى وجعلنا من ذريته كون الله يعلمُ إنّ ذلك الرجل ليس من ذريَّته ولذلك لم يأتِ التبعيض للذين أنجى من ذريته؛ بل قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
فانظر إلى دليل الإمام المهدي الذي يأتيكم به من محكم كتاب الله القُرآن العظيم فيجد المؤمنون إنّهُ حُكمٌ بيِّنٌ استنبطه لهم الإمام المهدي من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمِكم وجاهلِكم، وأمّا البُرهان الذي استند عليه أبو حمزة في قول الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:٤٢]، فنقول ذلك حسب ظنّ نوح أنه من ذريته ولم يكن يعلمُ بخيانة زوجته له إلا حين أفتاه ربه. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ ربّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولكن أبو حمزة يريد أن يستدل بالضبط بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، ولكنه يُعتبر أبوه بالتبنّي كونه من ربّاه وينادي نوحاً أبتي، ونوح عليه الصلاة والسلام كان يظنّ أنّه ابنه، ولكنّه من ذريّة رجلٍ آخر خبيث. ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في الغلام الذي قتله الرجل الصالح في قصة الرحلة لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح في قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ولكنهُ في الحقيقة ليس ابناً لهما وإنّما هما أبواه بالتّبني كونه لم تأتِ لهما ذريةٌ بعدُ وجُلب إليهما غلامٌ وتمّ وضعه على باب دارِهم وهو من ذريّات الشياطين فوجدوه فأخذوه وقاموا بتربيته لوجه الله واتّخذوه ولداً لهم وكانوا يحبّونه حُبّاً جمّاً، ولكنّ الله أراد أن يجزيهم على فعل الخير أن ينقذهم من فتنة ذلك الولد الذي هو أصلاً من ذريات الشياطين من الذين لا يلِدون إلا فاجراً كفّاراً وأراد الله أن يستبدلهم بولدٍ هو من ذريتهم فحملت المرأة الصالحة من زوجها في ذلك العام الذي قُتل فيه غلامهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} صدق الله العظيم [الكهف:٨١].
فانظر يا أبا حمزة لقول الله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم، أي من ذريتهم بمعنى أنّ ذلك الغلام لا يقربهم في الرحم كونه ليس من ذريّتهم. وتبيّن لك الحقّ لا شك ولا ريب كونك احتججت بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، وتريد أن تزعم أنّ الله لا ينبغي له أن يقول: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، إلا وهو يعلم أنّه ابنه! ولكنك من الخاطئين وإنّما يقصد الله أنّه ابنه بالتّبني كونه ينادي نبيّ الله نوحاً أبتي، ومثله كمثل ذلك الغلام فلم يقصد الله أنّ الأبوين الصالحين هما حقاً أبوا الغلام وإنّما يقصد أنّهما أبواه بالتّبني. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً} صدق الله العظيم، ولكنّ الله بيّن في ذات الآية إنّما هما أبواه بالتّبني ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم.
وحصحصَ الحقّ يا محمود ولا أظنك سوف تعترف بالحقّ ما دامت تأخذك العزّة بالإثم! فلا ولن تهتدي إلى الصراط المستقيم حتى تتقي الله وتتنازل عن كبرك وغرورك حين يتبيّن لك الفتوى الحقّ من ربِّك فإن كنت من الصالحين فسوف تقول: "ربّي إني ظلمت نفسي بقولي عليك ما لم أعلم له ببرهان من عندك فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم". هذا لو كنت من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، أمّا الذين في قلوبهم كِبْر فلن يتّبعوا الحقّ من ربّهم حتى ولو تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فلن يتبعوه. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٤٦].
وأما برهانك في قول الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:٢٦].
فهل تظنّ امرأة نبيّ الله نوح ونبي الله لوط عليهما الصلاة والسلام أنهن من الطيبات؟ إذاً فلماذا أدخلهما الله نار جهنم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:١٠]، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٧].
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..
_______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمرد
بسم الله الرحمن الرحيمفانا واخوتي الاثنا عشر الذكور وامي واربع من اخوتي الاناث ونسيبي نبايعك والباقي سوف يأتي بهم الله وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الانبياء والمرسلين...المعز بالله
بِّسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله بيعتكم وثبتنا الله وإياكم على الغاية العظيمة (رضوان ربنا وحبيب قلوبنا في نفسه ) ووفقكم الله وإيانا للتنافس على حب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه .
ندعو الله أن يهدي الناس أجمعين إلى ما هدانا إليه.
عليكم بالمناصره والتبليغ إلى صراط العزيز الحميد..
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا.. اللهم أُمرنا بالإحتكام بكتاب الله فأطعنا.. فاكتبنا مع الشاهدين.
اللهم إجعلنا من عبيد النعيم الأعظم؛ الوفد المكرمين بين يدي الله اجمعين واجعل لنا نورالحق بصيره لَنَا ولجميع عبادك في العالمين..
اللهم إنا نعوذ بك أن نرضى حتى ترضى.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
وقال الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أحبتي المُبايعين السابقين واللاحقين في عصر الحوار من قبل الظهور، أحيطكم علماً أنما البيعة هي لله الذي هو معي ومعكم أينما كُنتم ويد الله فوق أيدي المُبايعين أينما كانوا في العالمين في كُل زمانٍ ومكانٍ، وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿10﴾} صدق الله العظيم [الفتح].
فأوفوا بعهد الله يوفِ بعهدكم، فيدخلكم في رحمته التي كتب على نفسه، وأصدقوا الله يصدقكم وتعاملوا مع الله مُباشرة في أعمالكم الذي يعلم بما في أنفسكم ولا يهمكم ثناء الناس، ولا تبالوا بذمّهم لكم ما دمتم على الصراط المُستقيم، واعلموا أن لو يثني عليكم كافة الملائكة والجنّ والإنس ولم يثنِ عليكم الله فلا ولن يُغني عنكم ثناؤهم من الله شيئاً.
وإيَّاكم والرياء فإنه الشرك الخفي يدب كدبيب النمل، فهل يشعر أحدكم بدبيب نملةٍ لو تمرّ بجواره؟ وكذلك الشرك الخفي يقع فيه العبد دون أن يعلم أنه قد أشرك بالله. وأما كيف يعلم أنه وقع في الشرك الخفي وذلك حين يهتم بثناء الناس ومديحهم له فكم يقع فيه كثيرٌ من المؤمنين؛ بل تعاملوا مع الله في الظاهر وفي الباطن ولا تهتموا أن يحمدكم عبيد الله شيئاً كونه لا يُسمن ولا يُغني من جوع ما لم يثني عليكم ربّكم الحقّ وترضى نفسه عليكم سُبحانه وتعالى عما يشركون وقال الله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿188﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا معشر الأنصار، لقد أَيّد الله الإمام المهدي بأعظم آيةٍ في الكتاب ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم في قلوب أنصار الإمام المهدي المُخلصين منهم الربانيين الذين علموا حقيقة اسم الله الأعظم أولئك سيعلمون علم اليقين أن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شك ولا ريب لكونهم أدركوا أن حُبّ الله وقربه ورضوان نفسه هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة مهما بلغت ومهما تكون أُولئك قوم يحبهم الله ويحبونه حُباً شديداً.
ألا والله الذي لا إله غيره لا يرضون بملكوت الله جميعاً في الدُنيا والآخرة حتى يتحقق رضوان الله في نفسه. وبما أن الله قد كتب على نفسه أن يرضي عباده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه: {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، ولكن منهم من يقيه الله من عذابه فيدخله جنته فإذا هو فرحٌ مسرورٌ بما آتاه الله من فضله، ومنهم الذين يطمعون للشهادة في سبيل الله تجدونهم قد رضوا عن ربِّهم . تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ ربِّهم يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾} صدق الله العظيم[آل عمران].
فتجدونهم قد رضوا في أنفسهم بما آتاهم الله من فضله، ولذلك وصف الله لكم حالهم وقال تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم، وهذا دليل على أنهم قد رضوا في أنفسهم فأصدقهم الله وعده الحقّ {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، وأولئك باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل جنته التي عرَّفها لهم في مُحكم كتابه وتسلموا ثمن أموالهم وأنفسهم الجنة. تصديقاً لوعد الله بالحق في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿111﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وأما قومٌ آخرون فلن يرضيهم الله بجنته شيئاً مهما عُظمت ومهما كانت حتى يحقق لهم النَّعيم الأعظم من جنته سُبحانه، أولئك هم من أشدِّ العبيد حُباً لله، فأحبهم الله بقدر حُبهم لهُ، أولئك تنزهت عبادتهم لربّهم عن الطمع في النَّعيم المادي، ولذلك لم تجدوا أن الله عرض جنته مقابل الطلب، أولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه إن ارتد المؤمنون عن دينهم وقال الله تعالى: {يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿54﴾} صدق الله العظيم [المائدة].