الموضوع: بخصوص الرد على قُرّاء وحُفّاظ المسلمين الذين يكذبون بإسم الإمام المهدي زورا وبهتانا...!

النتائج 11 إلى 15 من 15
  1. افتراضي

    وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا


    اقتباس المشاركة 133040 من موضوع { وَمَا يُلَقَّٮٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّٮٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } صدق الله العظيم

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=133038

    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 04 - 1435 هـ
    20 - 02 - 2014 مـ
    12:05 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    { وَمَا يُلَقَّٮٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّٮٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
    صدق الله العظيم [فصلت:35]
    _________________



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وآلهم وأسلم تسليماً، أما بعد فأقول: صدق أحمد جعفر في بيانه هذا فنِعْمَ النّصيحة والمنطق الحقّ، وقد أعطينا الإداريّين الصلاحيات الكاملة لفِعْل ما يرَوْنه لصالح موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وفعل ما يرونه لصالح الدعوة المهديّة العالميّة، ويقومون بتسهيل علم الهدى للباحثين عن الحقّ.

    وكذلك أدعو الأنصار المكرمين بالتجلّد بالصبر والثبات على الجاهلين حرصاً منهم على تحقيق هدفهم في نفس ربّهم إن يريدوا أن يجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فليلتزموا بحكمة الله الكبرى في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

    وما يلقَّى الدرجاتِ العُلى إلا الذين صبروا في دعوتهم إلى سبيل ربّهم بالحكمة والموعظة الحسنة والذين أنفقوا ابتغاء رضوان ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    فكم أحبكم في الله يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فاصبروا وصَابِروا ورابطوا في الدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربّكم البيان الحقّ للقرآن العظيم ما استطعتم من غير أن تعرِّضوا أنفسكم لخطر الجاهلين، وقولوا للناس حُسناً يضع الله عنكم وزركم الذي أنقض ظهوركم؛ وأنتم تعلمون بخطاياكم، وأبشِّر التائبين إلى ربّهم متاباً بحبِ الله ومغفرةٍ ورضوانٍ، إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ.

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار لئن رأيتم بيانات الإمام المهديّ الجديدة أنّها قِلّةٌ في الفترة الأخيرة فلحكمةٍ بالغةٍ لا تحيطون بها علماً، ونَدَعُ فرصةً للتّدبر ومراجعة ما سبق من البيانات للقرآن العظيم لكوني أرى الأنصار يتلهّفون لكل بيانٍ جديدٍ ويكادون ينسَوْن ما سلف من البيانات بسبب هجرها زمناً طويلاً بسبب التلهف والانتظار للبيان الجديدِ.

    وكذلك يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، والله إنّ الإمام المهديّ ليغبطكم على النَّعمة التي أنتم فيها؛ لكونِكم تستطيعون أن ترتَوُوا من قراءة البيانات في أيّ وقتٍ عند كل فراغٍ، ولكنّ الإمام المهديّ لا يستطيع أن يقرأ إلا قليلاً لِكوني بمجرد ما أدخل الموقع فأنشغل بالردود على السائلين على العام والخاص، أو أنشغل بكتابة بيانٍ جديدٍ برغم إنّي متعطشٌ لقراءة ما كتبَتْهُ يداي من البيانات الحقّ للقرآن العظيم، لكوني حين أقرأها تتنزل السكينة على قلبي بإذن ربّي وتفيض أعيني من الدمع مما عرفتُ من الحقّ فيها.
    وأقسم بالله العزيز الحميد أنّه ينتابني العجب الشديد من البيان الحقّ للقرآن المجيد وأقول: كيف كتبتُ هذا! وكيف تعلّمت ونظمت البرهان المبين! وكيف استنبطتُ البرهان من محكم القرآن فتذكّرتُ البرهان في محكم القرآن مع أنّي لا أحفظ القرآن إلا قليلاً؟ ومن ثم أقول: والله إنّ هذا لَشيءٌ عُجابٌ! فسبحان من علّم هذا الإنسان البيان الحقّ للقرآن المجيد! وله الحمد في الأولى والآخرة وهو العزيز الحميد.


    وأحبكم في الله يا معشر قومٍ يحبهم ويحبونه..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ
    وَلَكِن كُونُواْ
    رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ


  2. افتراضي

    قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كنتم تَعْقِلُونَ ..


    اقتباس المشاركة 4159 من موضوع قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    25 - ذو الحجّة - 1430هـ
    12 - 12 - 2009 مـ
    12:11 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسميّ لأمّ القُرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=547
    ــــــــــــــــــ

    قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كنتم تَعْقِلُونَ ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله التّوابين المتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، من الإمام المهديّ إلى كافة من أنعم الله عليه بنعمة العقل من المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملَإ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    ويا أمّة الإسلام إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون، بعثني الله لأبيّن لكم آيات الكتاب ولن يتذكّر إلا أولو الألباب الذين يتدبّرون آيات الكتاب بالعقل. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا أمركم الله بتدبّر آيات القرآن العظيم تدبّر العقل ومن بعد التّدبّر قال الله تعالى:
    {لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [ص]؟

    وسؤال آخر: فهل لن يتذكّر فيتّبع الحقّ إلا أهل التّدبّر بالعقل؟ ثمّ نجد الفتوى في الكتاب في قول الله تعالى:
    {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ‎﴿١٩﴾‏} صدق الله العظيم [الرعد].

    إذًا يا معشر المسلمين لا ولن تهتدوا إذًا أبدًا حتى تستخدموا عقولكم التي أنعم الله بها عليكم، ألا والله لا تتّبعون البيان الحقّ للقرآن إلا إذا كنتم تعقلون. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠} صدق الله العظيم [آل عمران]، فانظروا لقول الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم.

    وانظروا للبيان الحقّ الذي فَصَّل لكم مكر المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢} صدق الله العظيم.

    ثم بيَّن الله لكم لماذا أرادوا أن يكونوا من المؤمنين من صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك لكي يصدّوكم عن سبيل اتِّباع الحقّ عن طريق السُّنة النّبويّة وجاء البيان لهذا المكر الخطير في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثمّ نعود لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن ثمّ نُرَكز في قول الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم، وبما أنّ الإمام المهديّ لا يُحرّف الكلام عن مواضعه المقصودة بل أفتيكم بما يقصده الله من القول بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ، وبما أنّ هذه الآية جاءت في موضع في الكتاب يتكلم عن التحذير إلى المسلمين من اتِّباع قومٍ يؤمنون بالله وبرسوله ليكونوا من صحابة رسوله ليكونوا معهم ظاهر الأمر ويبطنون المكر ضدّ الله ورسوله والمؤمنين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم كما بيّن الله لكم في ذات الموضع، وقال الله تعالى: {هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك عودوا مرةً أخرى إلى قول الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يقصد الله تعالى أنّه أمَر رسوله أن يُبيّن للمسلمين شأنهم؛ شأن المنافقين المفترين؟ والجواب: كلّا لم يأمره أن يُبيّن للمسلمين مكر هؤلاء الذين يُظهِرون الإيمان ويبطنون الكفر. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١} صدق الله العظيم [النساء].

    إذًا يا قوم فما يقصد الله بقوله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم؟ فهل يقصد في هذا الموضع البيان بالسُّنّةِ، أم يقصد بيان الله في ذات القرآن عن مكرهم وكشف أمرهم للمؤمنين؟ والجواب: بل يقصد بيان الله لآياته في ذات كتابه أنّه بيّن للمسلمين مكرَ المنافقين وفَصَّلهُ تفصيلًا ولم يأمر رسوله أن يكشف أمرهم للمسلمين بالبيان في السُنَّة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ تبيِّن لكم ما يقصده الله من قوله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم، إنّه يقصد بيان الله لآياته في ذات كتابه القرآن العظيم ولذلك أمركم بالرجوع إليه للمُقارنة لتدبّر آياته وللمُقارنة بين قول الله والأحاديث الواردة في السُّنة النّبويّة، وبيّن الله لكم أنّكم إذا وجدتم بين البيانين أي اختلافٍ فقد علِمتم أنَّ هذا الحديث في السُّنة النّبويّة مُفترًى على الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "وما تقصد بين البيانين؟" ثمّ يَردّ عليه الإمام المهديّ ونقول:
    إنهُ يوجد بيانين اثنين للكتاب بيانٌ من الرحمن للقرآن بالقرآن تجدوه في ذات القرآن، وبيان للقرآن بالسُّنة النّبويّة الحقّ.

    وأمّا البُرهان لبيان الرحمن للقرآن بالقرآن فتجدونه في قول الله تعالى:
    {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الله بيّنه في الكتاب فأجاب عن ثلاثة أسئلة، سؤال عن الخمر وسؤال عن الميسر والذي هو القِمار والسؤال الثالث عن أحبّ الإنفاق إلى الله، ولكن الله أجاب عن بعض السؤال عن الخمر والميسر بقول الله تعالى:
    {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} صدق الله العظيم، وبقي شطرٌ من الإجابة عن السؤال، فهل الخمر والميسر من أعمال الشيطان المُحرَّمة في دين الرحمن؟ ومن ثمّ تجدون تكملة البيان بالجواب لهذا السؤال في موضع آخر في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولكن اِستُجِدَّت نُقطة في البيان بالجواب وهو قول الله تعالى:
    {فَاجْتَنِبُوهُ} صدق الله العظيم، فهل الاجتناب يقصد به التحريم؟ ومن ثمّ يبين الله لكم المقصود من قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوهُ} أي أنهُ يقصد به التحريم، وجاء البيان في قول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:31].

    إذًا المقصود من الاجتناب في مُحكَم الكتاب هو عدم الاقتراب لِما حرَّم الله؛ إذًا يا قوم إنما ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى بيان الرحمن للقرآن بالقُرآن بمعنى إنَّ الله هو المُبَيِّن، ومَنْ أحسن مِنْ بيانِ الله وأضمن ومَنْ أصدق مِنَ الله قيلاً؟! فتعالوا لنعود للتدبُّر، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذًا وجدتم أنّ الله يتكلم عن المنافقين مِن المؤمنين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر فيُحذّركم من أن يُضِلُوكم عن الصراط المستقيم، وبيّن الله في موضعٍ آخر أنهم يدسّون سمومهم في السُّنة النّبويّة وليس في القرآن لأنّ القرآن محفوظٌ من التّحريف والافتراء، وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثمّ نعلم الآن المقصود من قول الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم، أيُّ بيانٍ يقصد بالضبط؟ هل بيان السّنة للقرآن أم بيان الرحمن للقرآن بالقرآن؟ فتبيَّن لنا المقصود بالضبط بقول الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [آل عمران]، أي بيان القرآن بالقرآن وذلك لأنّ الله لم يأمر رسوله أن يكشف للمؤمنين أمر المنافقين فيطردهم بل أمره الله بالإعراض وعدم البيان في شأنهم وطردهم لأنه سبحانه سوف يأتي بالحُكم والبيان في ذات القرآن لهذه النقطة الخطرة على المؤمنين وذلك حتى يكون البيان في هذا الموضوع الهام محفوظًا في القرآن.

    ثمّ نعود لقول الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم، أي بيَّن لكم القرآن بالقرآن بمعنى أنَّهُ فصَّل القرآن بالقرآن تفصيلًا ليكون الله هو الحَكَم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    إذًا القرآن جاء مُجمَلًا ومُفصَّلًا، وفصّل قرآنه بقرآنهِ.

    إذًا يا قوم إن ناصر محمد اليماني إنما يتلو عليكم بيان الرحمن للقرآن ولم آتِكم بحرفٍ من عندي، ويا قوم والله الذي لا إله غيره لن تهتدوا إلى الحقّ إلا إذا كنتم تعقلون، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الذين يعقلون، إنّ من بعد التّدبّر بالعقل لآيات الكتاب تجدون أنّ القرآن له بيانُ قُرآنٍ في ذاتِه ليحفظ الله لكم بيانه وقُرآنه ولذلك نهى محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتابة بيان القرآن بالسّنة وذلك لأنّه يعلم أنَّ الله أنزل بيانه وقرآنه في ذات القرآن .

    ويا علماء أمّة الإسلام، أفلا تعلمون أنَّ يقين ناصر محمد اليماني بأحاديث السُنة الحقّ يساوي يقيني بهذا القرآن العظيم؟ وذلك لأني أجد بيان القرآن بالقرآن هو ذاته بيان السّنة بالقرآن لا يختلفان شيئًا، وإنما أنكر ما خالف من بيان السّنة لبيان القرآن لأني أعلم أنّ ذلك البيان المخالف في السّنة لبيان القرآن هو مكرٌ جاء من عند غير الله؛ من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، ألا والله لو تعلمون كم هو مُفصَّلٌ تفصيلًا. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    إذًا يا قوم لقد تمّ تنزيل القرآن مُجمَلًا ومُفصَّلًا، بمعنى أنّهُ يوجد في الكتاب قُرآنٌ مُجمَلٌ وقُرآنٌ جاء تفصيلًا للمُجمَل لعلكم تتّقون؛ بيانٌ من الرحمن مُباشرةً في القرآن فبيَّن لكم القرآن بالقرآن وحفَظ لكم قرآنهُ وبيانه، ولولا أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يعلم أنّ الله قد أنزل قرآنه وبيانه في ذاته لَما نهاكم عن كتابة أحاديث البيان أفلا تعقلون؟! وذلك لأنّه يعلم بأنّ السموم سوف تُدَسُّ في بيان السّنة للقرآن فيتمّ تحريفها فيقول المنافقون على الله ورسوله غير الذي يقوله رسوله في سُنّةِ البيان ليضلّوكم ضلالًا بعيدًا، ولم يستطِع محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يخالف أمر ربّه فيكشف للمسلمين عن المنافقين حتى لا يخالف أمر ربّه في قول الله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أراد أن ينقذ أمّته من فتنة الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
    [لا تَكْتُبُوا عَنِّي غير القرآن، وَمَنْ كَتَبَ شيئاً غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ] صدق رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.

    وذلك لأنّ الله علّمه بأنّ المنافقين سوف يحرِّفون في بيان السُنّة، وأراد محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يلفت انتباههم أنه يوجد هناك شيءٌ مُنتظرٌ لبيان السُنّة ومكرٌ خطير على الإسلام والمسلمين، ولكنه يعلم أنهُ لا يزال بيان الرحمن للقرآن تجدونه في ذات القرآن إذا تدبّرتم كتاب الله، فأراد محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يتمّ تركيز المسلمين وعلمائهم على كتاب الله وسوف يجدون فيه قرآنه وبيانه، بمعنى أنهم سوف يجدون في الكتاب (القرآن وسنة البيان في ذات القرآن)، وتلك هي سنة الرحمن في القرآن. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن الذين لا يعلمون يقولون: إنَّ ناصر محمد اليماني يريدنا أن نستمسك بالقرآن وحده ونَذَر السّنة النّبويّة! ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: كلّا وربّي، ألا والله إن إيمان الإمام المهديّ بسنة البيان الحقّ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كدرجة إيماني بالقرآن وبيان الرحمن في ذات القرآن، فتساوي إيماني بكتاب القرآن وبيان الرحمن للقرآن بالقرآن وبيان السنة كدرجة إيماني بذات الرحمن وكدرجة إيماني بِأن رضوان الرحمن هو النّعيم الأعظم من نعيم الجنان، فاتَّقوا الله يا معشر الإنس والجانّ فإني الإمام المهديّ المنتظَر والله المستعان ولستُ شيطانًا، ولن تُصَدِّقوا ببيان الرحمن للقرآن بالقرآن إلا إذا كنتم تعقلون. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم.

    وذلك لأن البيان الحقّ للقرآن لا ينبغي للعقل أن يعمى عن الحقّ أبدًا وإنما يعمى عنه القلب. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦} صدق الله العظيم [الحج].

    وبما أنّ بيان ناصر محمد اليماني هو بيان الرحمن للقرآن يأتيكم به اليماني من ذات القرآن فيُبصِره من استخدم عقله أنّهُ الحقّ من ربّه لا شكّ ولا ريب، وحين تروني أقسمُ بالله العظيم أنَّهُ لن يُصَدِّق بالبيان للقرآن الذي يُحاجكم به المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني إلا الذين يعقلون وذلك لأني أعلم أنّ هذا القسم ليس قسمًا بغير علمٍ بل لأني أعلم إنهُ حقًّا لن يُبصر الحقّ إلا الذين يعقلون؛ بل العقل واستخدام العقل هو شرطٌ أساسي ولن يبصر البيان الحقّ للقرآن إلا من استخدم عقله، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم.

    بمعنى إن الرحمن قد بيَّن لكم كتابه فأنزل إليكم قرآنه وبيانه. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ‎﴿١٦﴾‏ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ‎﴿١٧﴾‏ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ‎﴿١٨﴾‏ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ‎﴿١٩﴾‏} صدق الله العظيم [القيامة].

    وجاء التنزيل والتّفصيل في ذات القول الثقيل. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم.

    وكذلك المهديّ المنتظَر يقول:
    {أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم ويا معشر علماء النّصارى وأمّتهم ويا معشر علماء اليهود وأمّتهم؛ إني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقول لكم: أجيبوا دعوة الاحتكام إلى الرحمن ليحكُم بينكم جميعًا فيما كنتم فيه تختلفون وما على عبده وخليفته إلا أن يأتيكم بحكم الله من مُحكَم كتابه ولا أقول ثمّ يبصره علماؤكم، كلّا وربي ومن أصدق من الله قيلًا؟! بل لن يبصره إلا من كان يعقل منكم سواء يكون عالمًا أو غير عالمٍ فسوف يُبصِر الحقّ من ربّه إذا توفر شرط البصر وهو العقل فقط، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم.

    ولم يقُل الله تعالى:
    ( قد بيَّنا لكم الآيات إن كنتم فُقهاء في الدين ) بل قال الله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم. فإذا كنتم تعقلون فسواء يكون المُسلم عالِمًا أو غير عالمٍ فإنه سوف يبصر الحقّ من ربّه إن كان عاقلًا مُستَخدِمًا عقله، وعليه فإني أقسمُ بالله العظيم إنهُ لن يُصَدِّق المهديّ المنتظَر إلا الذين استخدموا عقولهم وإني لأتحدَّاكم في ذلك، وإنهم لو لم يتفكّروا فيستخدموا عقولهم لما أبصَروا الحقّ وذلك لأنّ العقل لا ينبغي له أن يعمى عن الحقّ إذا تمّ استخدامه فَلَن يذهب بصاحبه إلى الجحيم ولن يُضلّه عن الصراط المستقيم، وأمّا الذين لا يعقلون فأولئك هم أصحاب الجحيم برغم أنّ أصحاب الجحيم يرون أنّ الذين اتَّبعوا ناصر محمد اليماني قوم لا يعقلون فيزعمون أنّهم كالبقر التي لا تتفكَّر برغم أنّهم هم الذين كالبقر التي لا تتفكَّر، ولذلك فهم لا يُبصِرون ما أبصَروه أنصار المهديّ المنتظَر الدّاعي إلى الصراط المستقيم حتى إذا حَصحَص الحقّ فسوف يعترفون أنّهم هم الذين لا يعقلون كما اعترف أمثالهم من قبلهم من الكافرين الذين كذَّبُوا بالحقّ من ربهم: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١} صدق الله العظيم [الملك].

    فهل تدرون لماذا حكموا على أنفسهم أنهم كانوا لا يسمعون ولا يعقلون؟ وذلك لأنهم كذَّبوا بآيات ربّهم التي حاجَّهم بها أنبياؤه ورسله من مُحكَم كتابه فأعرضوا عن آيات الله، وقال الله تعالى:
    {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [الزمر].

    وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فارجعوا إلى كتاب الله الحقّ المحفوظ من التّحريف القرآن المجيد ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد إن كنتم تعقلون ..


    ويا أمّة الإسلام قد بيَّنا لكم أنّ الأقوام الذين كانوا يتّبعون الرسل والأنبياء لم يكونوا علماء حتى يدركوا أنّ رسل الله جاءوا بالحقّ كما تزعمون في عقيدتكم الباطلة لأنّ الذين اتّبعوا الرسل كانوا من الكافرين، ولم يكونوا علماء حتى استطاعوا أن يتبعوا رسل ربهم، وإنما استخدموا عقولهم وأبصروا أنهُ الحقّ من ربّهم وذلك لأني أرى تسعمائة وتسعة وتسعين من المسلمين ممن أظهرهم الله على أمري قد أخّروا التَّصديق بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني حتى يُصَدّق به علماء المسلمين ثمّ يُصَدِّقوا معهم، أولئك هم الإمّعات، أولئك هم البقر التي لا تتفكَّر، وكان من المفروض أن يقولوا: "يا علماء المسلمين احترموا عقولنا فنحن وجدنا ناصر محمد اليماني ذا حجّةٍ داحضةٍ يقبلها العقل والمنطق لأنهُ يحاجِجنا بسلطانٍ مُبينٍ من مُحكَم القرآن العظيم الذي نحن وأنتم به مؤمنون فتعالوا وانظروا إلى الآيات التي يحاجِج النّاس بها، فهل فسّرها على هواه، أم يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن؟ فاحترموا عقولنا التي صَدَّقت بيان هذا الرجل، فإمّا أن تحاوروه فتردّوه عن ضلاله بعلمٍ أهدى من علمهِ إن كان على ضلالٍ مبينٍ، أو تتَّبعوا دعوة الحقّ، ما لم ذلك فلسنا نحن المُسلمون العامّيون من أشرّ الدواب الصمّ البُكم الذين لا يعقلون؛ بل نحن مسلمون قد أمدّنا الله بنعمة العقل".

    ثمّ ينبذون علماءهم ومفتيي ديارهم وراء ظهورهم ويتّبعون الحقّ بعقولهم، ومن اتّبع العقل فقد اتّبع الحقّ وذلك لأنّ العقل لا ينبغي له أن يعمى عن الحقّ. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].

    ولذلك فإنّي المهديّ المنتظَر أتحدَّاكم أنّكم إذا أرجعتم بيانات ناصر محمد اليماني إلى العقل فتدبّرتم وتفكّرتم في حجّة ناصر محمد اليماني وبرهان دعوته فسوف تجدون أنّه الحقّ من ربّكم وأنّه ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط ٍمستقيم.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ




    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..

    اقتباس المشاركة 279475 من موضوع الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - جمادى الأولى - 1439 هـ
    18 - 01 - 2018 مـ
    10:45 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    __________


    الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..

    بسم الله ربي وربكم والصلاة والسلام على النبيّ محمد رسول الله بالكتاب القرآن العظيم إلى الناس كافةً الذي فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم ونبأكم ونبأ من كان قبلكم وخبر من بعدكم؛ وجعله الله حكماً فيما كنتم فيه تختلفون بالقول الفصل وما هو بالهزل حبل الله المتين القرآن المُبين رحمةً للعالمين؛ فيه كافة صحف البشر المرسلين بالذّكر من أوّلهم إلى خاتمهم صلوات ربّي عليهم وعلى من اتّبعهم بإحسانٍ في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فلكم دعاكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم الذي فيه ذكر ما جاء به خاتم الأنبياء محمد رسول الله إلى العالمين وذكر من كان قبله من رسل الله أجمعين جَمَعَ فيه كافة كُتب المرسلين مترجماً بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴿٥} صدق الله العظيم [البينة].

    وبعث الله عبده خاتم الأنبياء والمرسلين يتلوه عليكم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ إرتجاليٍّاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النمل].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل تنزل القرآن في كتاب قرطاس جمع الله فيه كافة كُتب رسل الله أجمعين؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين وأقول: كذلك حاجج الكفارُ رسولَ ربهم وقالوا لولا أنزل عليه كتابٌ في قرطاسٍ يتلوه على الناس وليس يتلوه إرتجاليّاً بلسانه، فرد الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٥أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٦وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن محمداً رسول الله أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب بل علّمه رسولُ الله جبريل فيتلو عليه آيات القرآن شيئاً فشيئاً، وكان يحفظ ما يتلوه عليه جبريل رسول ربه فيحفظه ويتلوه على الناس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴿١٠٥وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    كون الذين آمنوا بالقرآن العظيم من النصارى يسمعون محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فكأنه يتلو عليهم آيات التوراة والإنجيل وهم يعلمون أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴿١٥٧قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكان الممترون يشككون النبيّ الأميّ في نبوّته ويقولون له: "نحن نعلم أنك لا تكذِب من قبل أن تتلو علينا هذا القرآن ولذلك وصفناك من قبل بالصادق الأمين، وأما الذي يعلّمك هذا القرآن إنما هو من الشياطين يتمثل لك رجلاً سويّاً فيتلون عليك هذا القرآن". فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ هذا القرآن يقصّ على أهل الكتاب أنباء ما كان لديهم في التوراة والإنجيل ولذلك أيقن الذين أوتوا الكتاب أنه الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكن الذين آمنوا به من النصارى في عصر التنزيل هم الذين لو علموا الحقّ منهم لاتّبعوه فحين سمعوا النبيّ الأميّ يتلوه عليهم وكأنه يتلو عليهم آياتٍ في التوراة والإنجيل برغم أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب فأيقن من يريد اتّباع الحقّ منهم حين استمعوا لمحمدٍ رسول الله وهو يتلوه عليهم. وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [المائدة].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [القصص].

    وأمّا شياطين البشر من اليهود الذين عرفوا أنّ محمداً رسول الله رسولٌ من ربّ العالمين بالقرآن العظيم كما يعرفون أبناءهم فأخذتهم العزّة بالإثم حسداً من عند أنفسهم لماذا لم يُرسل النبيّ من اليهود؟ وغضبوا من ربهم لماذا أرسله من العرب! فغضب الله عليهم ولعنهم فأزاغ قلوبهم عن اتّباعه كونهم تبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم فأخذتهم العزةّ بالإثم عن اتّباع داعي الحقّ من ربهم فاتّبعوا الشيطان الرجيم فعبدوه من دون الله وليس بضلالٍ من أحبارهم؛ بل وهم يعلمون. وقيّضَ الله لهم شياطينَ من الجنّ ليؤزّوهم أزّاً ليكونوا يداً واحدةً للصدّ عن اتّباع هذا القرآن العظيم رسالة الحقّ للعالمين، فقال لهم الذين آمنوا من النصارى من القسّيسين والرهبان: "اتقوا الله واتّبعوا الحقّ فقد علمتم كما علمنا أنه الحقّ من ربّ العالمين، كونه يبيّن لكم آياتٍ في التوراة العبريّة وهي أعجميّةٌ ولكنكم ترونها جاءت في القرآن العظيم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ"، فقال الذين أعرضوا من شياطين البشر من اليهود: " إنّما يُعلّمه فلانٌ العبري آياتَ الصحف العبريّة"، فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّـهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [النحل].

    كون رجلاً من بني إسرائيل وهو من ذريّة الابن الأكبر من بني إسرائيل آمن بالقرآن العظيم قلباً وقالباً وهم يعلمون أنه من أحبارهم. وقال الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقالت شياطين البشر من ذرّية التسعة للذين آمنوا من العرب - ويريدون أن يصدّوا الذين آمنوا من العرب عن الإيمان بالقرآن واتّباعه - بعد أن قال المؤمنون من العرب: "ألم يصدق به ويتّبعه قسّيسون ورهبان معترف بهم من علماء النصارى؟"، فردوا على المؤمنين العرب فقالوا: " لو كان خيراً ما سبقنا القسّيسون ورهبان النصارى إليه". ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأما بعض الآيات التي لم تُذكر في التوراة كونها من آيات صحف إبراهيم الجد ومن قبله ولم تُذكر في التوراة ولذلك لم يجدوا برهاناً لها في التوراة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم، برغم أنّ القرآن ذكر كثيراً من آيات التوراة والإنجيل وكتاب البيّنات الذي تنزل على يوسف عليه الصلاة والسلام، وكذلك ذكر آيات قصص أمم من قبلهم ولم يذكرها الله في التوراة، وكذلك أمر الله عبده ورسوله محمداً رسول الله أن يدعو النصارى أصحاب الإنجيل وكذلك أصحاب التوراة من اليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض الذين كرهوا الحقّ من ربهم وكرهوا رضوان الله ويريدون للناس الكفر بالحقّ من ربهم ولا يريدون للناس الإيمان بالحقّ من ربهم حتى يكونوا سواءً معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ونستنبط من ذلك أنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه فقالوا لبعضهم البعض:
    {قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم، وهيهات هيهات ولكن شياطين البشر في جهنم خالدون فيها أحقاباً إلى ما يشاء الله وليس أياماً معدودات، وودّوا لو يكفر العربُ والنصارى والناسُ أجمعون كما كفروا ليكونون معهم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا ذكر الله طائفتين أي فئتين من المنافقين في قول الله تعالى:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89]؟". فمن ثمّ يرد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين في العالمين وأقول: فكلا الطائفتين من ذرّية التسعة من اليهود، وإنما طائفةٌ منهم اتَّبعوا النصارى ظاهر الأمر ليكونوا من النصارى وهم ليسوا من النصارى بل كفراً ونفاقاً يريدون أن يكونوا نصارى من أنصار رسول الله المسيح عيسى ابن مريم بعد أن ظنّوا أنه قد قتله شياطين البشر من ذرّية التسعة، وأرادت فئةٌ منهم أن يُظهروا أنهم غضبوا مما صنع اليهود فاتّبعوا النصارى ليصبحوا منهم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر والمكر لإضلال النصارى عن اتّباع عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وأسلّم تسليماً.

    وقام المنافقون من اليهود النصارى ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر قاموا بتنفيذ خطّةٍ باتّفاقٍ مع الطاغوت من يعبدونه من دون الله الشيطان الرجيم، وهي أن يقولوا أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم تمهيداً منهم لفتنة المسلمين من النصارى والمسلمين الأميين في آخر الزمان حين يخرج الطاغوت الشيطان الرجيم على الناس منتحلاً شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ربّ العالمين.

    وأما فئةٌ أخرى كذلك من اليهود اتّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر، وإنما يريدون أن يصدّوا ذريّات المسلمين من الأميين والنصارى عن اتّباع دعوة عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وعن دعوة النبيّ الأمي عبد الله ورسوله محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى كافة الرسل من ربهم وأسلّم تسليماً فرسل الله أجمعون جاءوا بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ إلى الجنّ والإنس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴿٥٨فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكن الله قد فضح مكر الفئتين في القرآن العظيم:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89].

    وتبيّن للمسلمين من النصارى والمسلمين الأميين أنها كانت بينهم فئتان منافقتان من شياطين البشر يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر لصدّ الناس عن عبادة الله وحده ويريدون الكفر بالله والشرك به ما لم ينزل به سلطاناً، وأما فئة المنافقين بين النصارى فقد فضحهم الله بكفرهم بقولهم إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وآخرون يقولون بل ولد الله، وإنما يريدون إخراج النصارى من النور إلى الظلمات بالكفر بالله أو المبالغة في دين النصارى ليحققوا الشرك بالله. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٩لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿٧٠وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٧١لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴿٧٢لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّـهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚوَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧٤مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧٩تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿٨٠وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨١ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فمن ثم قاموا بإخفاء كثيرٍ من صحف التوراة الحقّ وكتبوا صحفاً من عند أنفسهم ليكذّبوا على الله تعمداً منهم ويخفون الحقّ. وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴿٧٢وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّـهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن الطامة الكبرى أنّ المسلمين في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فكأنهم اتّبعوا ملّة قومٍ كافرين بالقرآن العظيم من اليهود والنصارى! فمن يجير المسلمين والكافرين من عذاب كسف ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ شديدة البرودة التي حذّرناهم منها من قبل زمنٍ؟ وإنها تأتيهم من الشمال الغربي أي عن الشمال عن النجم القطبي إلى جهة الغرب واسعة النطاق، فمن ينجيكم من عذاب مطرٍ بغير سحابٍ وكويكب العذاب الراجفة يا دونالد ترامب؟ ويا معشر المعرضين عن الكتاب من العجم والعرب إن عذاب الله اقترب بسبب إعراضكم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتابه القرآن العظيم، وأشهد الله ربي وربكم أنه قد غضب لكتابه يا من تأمنون مكر غضبه وعذابه فمن ينقذكم من عذاب ربي وربكم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

    وبرغم أني لا أحدد اليوم الأول لعذاب الله ربي وربكم ولكن عذاب الله قريبٌ للذين يأمنون مكر الله وهو يعلم بما في أنفسهم أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، واقتربت عليكم أيامٌ نحسات تصديقاً لآياتٍ بيّنات لا يكفر بها إلا المجرمون، ولم يحذّركم عبد الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل الأمر من الله في محكم كتابه يحذّر المعرضين عن اتّباع كتابه وطاعة خليفته في الأرض الذي بعثه الله ناصراً لما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الرسل من ربهم لا نفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحن له مسلمون.

    وأختم هذا البيان الحقّ للقرآن بالبشرى للمعرضين عن اتّباعه بقارعةٍ تتلوها قارعةٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖوَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تحددوا يوم العذاب وحتى ولو كان سيحدث في الساعات القادمة، فنحذّركم تحديد يوم العذاب، وتذكّروا أمر الله في محكم كتابه أن لا تحددوا يوم عذابه في قول الله تعالى:
    {{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦ }} صدق الله العظيم [الملك].

    ونختم هذا البيان كذلك بقول الله تعالى:
    {{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣ }} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك بقول الله تعالى:
    {{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥٨فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ﴿٥٩ }} صدق الله العظيم [الدخان].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=33795
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  4. افتراضي

    لكم دعوت اهل قريتي يا احبابي الأنصار وربي يعلم بي
    فلقد فعلت مقابله معا كثير من شيوخ قريتي وماكان جوابهم إلا التكذيب والسب والشتم والتوعد لي بالضرب وربي يعلم فلقد عملت الكثير وخسرت من اصحابي الكثير يقولون لي انت ضال وانا ابتسم وادعو لهم ربي ان يهديهم اليه ويبصرهم بالحق
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل

  5. افتراضي

    لكم دعوت اهل قريتي يا احبابي الأنصار وربي يعلم بي
    فلقد فعلت مقابله معا كثير من شيوخ قريتي وماكان جوابهم إلا التكذيب والسب والشتم والتوعد لي بالضرب وربي يعلم فلقد عملت الكثير وخسرت من اصحابي الكثير يقولون لي انت ضال وانا ابتسم وادعو لهم ربي ان يهديهم اليه ويبصرهم بالحق
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل

المواضيع المتشابهه
  1. الرد الأول من الدكتور سعيد بن مسفر على بيان الإمام المهدي بخصوص تقويم السنة القمرية وبطريقة غير مباشرة...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى عاجل من الإمام المهدي المنتظر إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وجميع عُلماء المُسلمين
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-10-2016, 06:25 AM
  2. [فيديو] فهل ترى في دعوة أخيك الإمام ناصر محمد اليماني باطلاً و زوراً وبُهتاناً كبيراً..!
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2013, 03:46 PM
  3. الردّ على ابن أبي القاسم : ذلك من مكر الشياطين لشقّ عصا المسلمين كما أئمتكم الذين جعلوا أنفسهم أئمةً للنّاس ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-11-2012, 06:01 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-03-2010, 12:09 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •