بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
إقتباس من بيان معلمنا صاحب علم الكتاب عليه الصلاة والسلام:
[بل نريد أن تكونوا راسخين في علم الكتاب تتحدون البشر في بسطة العلم فتكونوا قد التحدي كما يتحدى المهدي المنتظر كافة علماء الثقلين من الإنس والجن ومن ثم تجدوه حقاً قد التحدي ولم يكن رجلاً مغرورا بل الإنسان الذي علمه الرحمن البيان الحق للقرآن ليهمن بعلمه على كافة علماء الإنس والجان وملائكة الرحمن وإنا لصادقون]
ــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
أخي وحبيبي في حب ربي الأواب إن ذي القرنين هو من ضمن قائمة الأنبياء الثمانية والعشرون ليس كشخص بل كإسم مشابه ولذلك قال الإمام:(من ضمن القائمة) ولم يقل الإمام أنه:(ضمن القائمة) فإذا كان ضمنهم فهو واحداً منهم وإذا كان من ضمنهم فهو واحدا من مثلهم ومثل ذلك كمثل قول الله تعالى:
{اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}
[12:الطلاق].
أي ومن جنس الأرض سبع أراض أخرى وكذلك نبي الله ذي القرنين هو من ضمن قائمة الأنبياء بإسم آخر مشابه ولو إفترضنا أنه في القائمة كشخص لما كان هو شعيب فشعيب أرسل إلى قوم مفسدين كمثل قوم لوط المفسدين وأما ذي القرنين فأرسل لقوم كافرين يعبدون بشرا جعل نفسه لله ندا كمثل قوم الذي آتاه الله الملك فادعى الربوبية وقال أنه يحي ويميت وكذلك فقوم شعيب لم يصفهم الله بذلك بل وصفهم بالفساد في الأرض وبعدم إيفاء الكيل والميزان وقال تعالى:
{وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم [85:الأعراف].
أما قولك يا حبيبي في الله بأنه لا يوجد داوودان في الكتاب وأن ذي القرنين هو نبي الله شعيب فنجيب عليك بهذا المقتبس لمعلمنا الخبير بحال الرحمن والإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن يقول فيه ما يلي:
[ويا أحبتي في الله إن كثيرا من الباحثين العلماء لم يأخذوا بالهم من تكرار الأسماء لأشخاص متعددين في قصص القرآن العظيم, وإنما نبي الله يحيى لم يجعل الله له من قبل سميا في الكتاب, وأما آخرون فقد جعل الله لبعض منهم سميا في الكتاب سواء كان نبيا أو من أئمة الكتاب]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
وبما أن الله لم يجعل ليحيى سمياً من قبل في الكتاب وأما آخرون فقد جعل الله لبعضٍ منهم سميا في الكتاب سواءً كان نبياً أو من أئمة الكتاب ولذلك لا تستطيع يا حبيب قلبي الأواب أن تنفي أن هناك نبيان بإسم داوود إلا أن تأتي ببرهان وكذلك نحن لا نستطيع أن نقول بأن هناك داوودان إلا أن نأتي ببرهان وقد أتينا به من قبل فإن كنت ترى أن برهاننا ليس صحيحا فيجب أن تحيطنا بذلك علما حتى نستفيد جميعنا كونه لا يمكن أن يكون داوود الذي قتل جالوت هو نفسه داوود الذي آتاه الله زبورا فهل يستطيع أحد إخوتي أن يثبت بأن الله أنزل كتاباً بعد التوراة كتاب موسى غير الإنجيل كتاب المسيح عيسى ابن مريم عليهم وآلهم الصلاة والسلام وقد سبقنا في تبيان ذلك أخوينا الأحمدين ووافقناهم القول وزدنا بحجج آخرى بمشاركات سابقة لذلك سأبداء مشاركتي هذه كبحث في شخصية نبي الله ذي القرنين وسأجمع فيها مقتبسات من بيانات الإمام ونربطها ببعضها ولن يناقض ما بين أيدينا من بيان بل سترون أن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام قد وضع لنا مفاتيح عديدة ومشتركة عن سر شخصية نبي الله ذي القرنين وبتدبر البيانات جيداً وبعد عرضها على بعض آيات القرآن جمعنا ما توصلنا إليه كما يلي ولا علم لنا إلا بما علمنا خليفة ربنا وإلى البداية:
القوم الكافرين الذين ابتعث الله إليهم ذي القرنين وإلههم البشري الذي جعل نفسه نداً لله:
أما القوم الكافرين الذين أرسل الله إليهم نبيه ذي القرنين وهم الذين بدلوا نعمة الله كفرا فهم كافرين يعبدون إلهاً من البشر جعل نفسه لهم إلهاً فعبدوه فانظروا إلى دقة وصف بيان الإمام حين قال:)يعبدون إلهاً من البشر جعل نفسه للناس إلها) ثم انظروا إلى هؤلاء القوم الكافرين الذين بدلوا نعمة الله عليهم فلم يشكروه بل كفروا ومن ثم جعلوا لله نداً نصب نفسه عليهم إلهاً فأحل قومه دار البوار وأولئك قال الله تعالى عنهم:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴿٢٨﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٢٩﴾ وَجَعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴿٣٠﴾}
صدق الله العظيم [إبراهيم].
وقال تعالى:
{وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّـهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ﴿٨﴾ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٩﴾}
صدق الله العظيم [الزمر].
أليس أولئك الكافرين والذين أشركوا بالله وصاروا يعبدون إلهاً من البشر وهو الذي جعل نفسه لله ندا فعبدوه من دون الله من بعد ما كفروا بأنعم الله فأحل قومه دار البوار وما هداهم سبيل الرشاد أليس أولئك هم أنفسهم القوم الذين بعث الله إليهم نبي الله ذي القرنين؟
وبما أن نبي الله ذي القرنين نبياً عربيا فحتماً سيرسله الله إلى عرباً من مثله وبما أن أولئك القوم الكافرين قصتهم تدور حول ما أنعم به الله عليهم فبدلوا نعمة الله ورزقه لهم ولم يشكروه بل عبدوا بشراً مثلهم جعل نفسه نداً لله ونصب نفسه إلها لهم فإننا سنجد أولئك القوم هم أنفسهم أصحاب القرية الآمنة المطمئنة التي آتاها الله رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله ولم يشكروا له وجاءهم رسول منهم فكذبوه ومن ثم وضرب الله لنا بتلك القرية مثلاً في قول الله تعالى:
{وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١١٢﴾ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١١٣﴾ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿١١٤﴾}
صدق الله العظيم [النحل].
وبعد أن وصلنا إلى القوم الكافرين وإلههم البشري الذي جعل نفسه لله ندا وأنهم القوم الذين كفروا بأنعم الله ولم يشكروا بل ووصلنا إلى رسولهم المبعوث إليهم وأنه منهم ولذلك قال تعالى:
{َلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}
[113:النحل].
فأرشدتنا تلك الآية أن النبي المبعوث إليهم رسولا ومن ثم وجدنا في بيانات النور قولاً يتعلق بذلك الرسول في تلك الآية وسأضعه لكم في هذا المقتبس من بيان الإمام عليه الصلاة والسلام كما يلي:
[وذلك لأن الله ابتعث رسوله موسى - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليدعو آل فرعون وبني إسرائيل إلى الدّين الإسلامي الحنيف، وكذلك ابتعث الله رسوله داوود ونبيّه سليمان ليدعو النّاس إلى الإسلام، ولذلك جاء في خطاب نبيّ الله سليمان لملكة سبأ وقومها، قال الله تعالى:
{إِنَّهُ مِنْ سليمان وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مسلمين (31)}
صدق الله العظيم [النمل]]
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
فانظروا كيف جمع الإمام المهدي بين داوود وسليمان فجعل داوود رسولا نبيا وسليمان نبيا وإثنينهم دعوا للإسلام وكانت دعوتهم في سبأ وإن لم يذكر أين كانت دعوة داوود ولكن سليمان يتبع أبيه وهو من يخلفه فأين ستكون دعوته إلا اين كانت دعوت أبيه فأين داوود الذي قتل جالوت وكان نبياً على بني إسرائيل من داوود النبي العربي الذي ابتعثه الله لقوم كافرين يعبدون إلهاً من البشر جعل نفسه نداً لله فعبده قومه وأحلهم دار البوار وبما أننا وصلنا إلى القوم الكافرين وإلههم الذي جعل نفسه لله ندا وأنهم أنفسهم الذين بدلوا نعمة الله كفرا ولم يشكرا على ما أعطاهم ورزقهم ووصلنا إلى رسولهم المبعوث إليهم من أنفسهم وأنهم أصحاب القرية الآمنة المطمئنة إذاً سيبقى لنا أن نحيط بأولئك القوم ومن يكونون ووفقاً لما توصلنا إليه فإننا سنجد بأن أولئك القوم الكافرين أصحاب القرية الآمنة المطمئنة هم سبأ الأولين الذين ضرب الله لنا بهم مثلا حيث آتاهم الله رزقهم من كل مكان لكنهم كفروا بأنعم الله ولم يشكروا له حتى جعلوا لهم إلهاً منهم يعبدونه من دون الله فأرسل الله إليهم رسولا يدعوهم للإسلام فأعرضوا عنه وجاءهم العذاب جزاء بما كفروا فقال الله تعالى عنهم:
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿١٥﴾ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴿١٦﴾ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
وقرى سبأ تقع في مارب فأرسل الله عليهم سيل العرم حتى جرف منازلهم وهم غير سبأ التي آمنت وقومها لنبي الله سليمان بل هؤلاء أعرضوا عن داعي الله وبدلوا نعمة الله وكفروا بها ولم يشكروا وهذا مقتبس صغير من بيان للإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه الصلاة والسلام يخبرنا عن موقع قرى سبأ فيقول عليه الصلاة والسلام ما يلي:
[ونبدأ بقوم (عاد) وقال تعالى في القران العظيم بأن قراهم ممتدة بين قرى سبأ وقرى مكة المكرمة
وقال الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}
صدق الله العظيم, [سبأ: 18]
فأما قرى سبأ فهي في مأرب كما تعلمون بأن الله أرسل عليهم سيل العَرِم لوادي (ذنه) وكبس منازلهم باطن الأرض ما كان قوياً منها وبعضها أخذها في طريقه واما قرى عاد فهي في المنطقة الوسط بين قرى مكة المكرمة وقرى سبأ مأرب بمعنى أنهم في منطقة الربع الخالي ولربما يود أحدكم أن يقاطعني فيقول وكيف يعيشون في الصحراء بلا ماء ومن ثم نرد عليه إني أجد في القرأن بأنها لتوجد في أجزاء من الربع الخالي هناك حياة طيبة وجنات وعيون وبئر معطلة فلا تستخدم وقصر مشيد فلا يسكن فيه احد]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
أما الملكة اليمانية سبأ فكانت في عهد نبي الله سليمان ولم تكفر هي وقومها بل كانت ملكة حكيمة طبقت مبداء الشورى في الإسلام كما أنزله الله رغم أنها وقومهما مشركين كونهم كانوا يعبدون الشمس من دون الله إلا أن نبي الله سليمان دعاها لعبادة الله فأجابت دعوته وأتته مسلمة لله رب العالمين وأسلم معها قومها ومن ثم أراد نبي الله سليمان أن يتأكد من إسلامها وأنه ليس في قلبها مرض فنكروا لها عرشها لينظر هل تهتدي أم أنها ستتحاشا أن تدوس بقدمها على الشمس ولكنها داست على الشمس وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين وهذه قصتها في قول الله تعالى:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾ اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿٢٩﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴿٣٢﴾ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٣٤﴾ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿٣٦﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧﴾ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣٨﴾ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿٣٩﴾ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٤١﴾ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٤٣﴾ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٤﴾}
صدق الله العظيم [النمل].
أنبياء الله الخليل إبراهيم وذي القرنين وداوود وسليمان والملوك الذين إدَّعو الربوبية:
نبي الله الخليل إبراهيم يبعثه الله إلى الذي آتاه الله الملك فادعى الربوبية وأنه يحي ويميت وقلنا فيما سبق أنه تبعاً اليماني بسبب شمول العذاب على الأرض كلها وقوم إبراهيم ولوط لم يكونوا في الأرض كلها ولكنهم كذبوا وكل كذب الرسل فحق وعيد فأمطر الله على جميع قرى الذي آتاه الله الملك وكذلك قرى إبراهيم ولوط وشمل العذاب الأرض كلها غير الأرض التي بارك الله فيها للعالمين وقال تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
[258:البقرة]
وقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ}
[82:هود]
وقال تعالى:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾}
صدق الله العظيم [ق].
نبي الله ذي القرنين (داوود) يبعثه الله كذلك لليمن إلى سبأ الأولون والذين كفروا بأنعم الله ولم يشكروا فعبدوا إلها من البشر جعل نفسه لله ندا فأحل قومه دار البوار ولكنهم أعرضوا فأخذهم العذاب وهم ظالمون وقال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴿١٥﴾ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴿١٦﴾ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
نبي الله سليمان يرسل إلى الملكة سبأ وقومها يدعوهم للدخول في الإسلام وكانت من قوم كافرين وكانوا يعبدون الشمس من دون الله ولكن الملكة اليمانية الحكيمة أرادت أن تتبين من دعوة نبي الله سليمان وهل هو من المصلحين أم أنه من المفسدين في الأرض رغم ملكها العظيم وجيشها القوي ذو البأس الشديد فحتى إذا تبينت من دعوة نبي الله سليمان وأنه يدعو إلى الله الرحمن الرحيم فاعترفت بظلمها لنفسها أتته وقومها مسلمين لله رب العالمين واعترف سليمان بعلمها وقال تعالى:
{فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَـٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٤٣﴾ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٤﴾}
صدق الله العظيم [النمل].
أنبياء الله ذي القرنين وداوود وتمكين الله لهم واستخلافهم في الأرض:
كما نعلم أن نبي الله ذي القرنين قد مكن الله له في الأرض وأتاه أسباب كل شيء ولذلك قال تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
وذلكم هو نبي الله داوود الذي جعله في الأرض خليفة فمكن له فيها وقال تعالى:
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
صدق الله العظيم [26:ص].
ومما مكَّن الله به ذي القرنين هو أن آتاه الله علما وحكما ومن ثم شد ملكه وآتاه الحكمة وفصل الخطاب وقال تعالى:
{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
صدق الله العظيم [20:ص].
أنبياء الله ذي القرنين وداوود والحكم بين العباد:
نبي الله داوود يخطئ في حكمه بين العباد فيتبع الظن في حكم الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم ففهم الله سليمان الحكم ومن ثم أتبع أبيه ذلك الحكم وآتاهم الله حكما وعلما وقال تعالى:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
صدق الله العظيم [78-79:الأنبياء].
الرحمن الرحيم يعلم خليفته كيف يحكم بين الناس فبعد أن ألهم الله سليمان بالحكم الحق أطلع أبيه ومن ثم اتبعه وحكم بالحق ومن ثم أرسل الله له ملكين يمثلان قصة الرجلين واراد الله بذلك أن لا يعود داوود إلى الحكم بالظن حتى ولو كان بغير قصد فليس ذلك هيناً عند الله بل لكل دعوى برهان وبينة مؤكدة وإلا فعلى المنكر اليمين لذلك حكم نبي الله داوود بالحق وعلم أن أولئك الرجلين ما هم إلا ملكين كونهم إختفوا بعد ثلاث ثوان من نطق الحكم الحق فعلم بذنبه واستغفر ربه وأناب فغفر له وقال تعالى:
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ هَـٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿٢٤﴾ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٢٥﴾}
صدق الله العظيم [ص].
كذلك يذكر الله خليفته داوود بعدم إتباع الظن حتى لا يضله عن سبيل الله ويذكره بما مكنه الله فيه فاستخلفه في الأرض وقال تعالى:
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿٢٦﴾}
صدق الله العظيم [ص].
نبي الله ذي القرنين يتلقى قولاً عندما بلغ مغرب الشمس عند يأجوج ومأجوج بالعذاب أو العفو والإحسان في قوله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}
صدق الله العظيم [86:الكهف].
نبي الله ذي القرنين لا يتبع الظن شيئا بل لكل دعوى برهان وبينة مؤكدة فيرد بأن من ظلم فأفسد بين العباد واعتدى فإنه سيعذبه ويقيم عليه حد الله ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكرا وأما من أحسن فآمن فجزائه عند ربه وسيقول له من أمره يسرا كونه على المؤمنين رؤوف رحيم وعلى الكافرين عزيز وذو باس شديد على المفسدين الظالمين فلا فرق عنده بين العباد ودستور الله بتطبيق حدوده شاملة جميع العباد فالرب واحد وللكافرين أعمالهم وللمؤمنين أعمالهم ولذلك قال تعالى:
{قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿٨٧﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
أنبياء الله ذي القرنين وسليمان لا يقبلون الهدايا ولا الخراج:
كما علمنا في قصة نبي الله ذي القرني حين وصل إلى مطلع الشمس في البوابة الجنوبية وواصل مسيره حتى وصل بين السدين عند القوم الذين التقى بهم في البوابة فأخبروهم بأن هذا ذي القرنين من الصالحين ومن ثم طلب منه القوم بأن يعطون نبي الله ذي القرنين خراجاً على أن يقوم ببناء سداً بينهم وبين يأجوج ومأجوج المفسدون في الأرض ولكن نبي الله ذي القرنين أجابهم قائلاً أن ما أعطاه الله إياه فمكنه الله فيه خيراً ولذلك قال تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿٩٣﴾ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
نبي الله سليمان يرسل إلى الملكة سبأ يدعوهم للإسلام ولكن الملكة الحكيمة أرادت أن تطمئن وتتأكد هل سليمان ملكاً من المفسدين الذين يطمعون بالمال فأرسلت له بهدية ولكن الجواب جاءها شديداً من نبي الله سليمان فقال ما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون وذلك في قول الله تعالى:
{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٣٤﴾ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿٣٦﴾ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [النمل].
فانظروا يا أحباب للقولين
نبي الله ذي القرنين:
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ}
نبي الله سليمان:
{قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُون}
صدق الله العظيم.
أنبياء الله ذي القرنين وداوود وسليمان وطاعة الجن لهم وعملهم بين أيديهم:
كما أسلفنا في مشاركات سابقة أن الله قد آتا داوود وسليمان حكماً وعلما وأن ما حكم به سليمان حكم به أبيه داوود من قبل ثم أورث الله ذلك الحكم لسليمان من بعد أبيه رغم أنه لم يكن أعظم من ملك وحكم أبيه وعلمه كما وضحنا ذلك في دعوة نبي الله سليمان وقد أطاعت الجن والشياطين داوود وصنعت له ما يشاء من الزينة كما صنعتها لسليمان وقال تعالى:
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم [سبأ].
وحتى نؤكد قولنا بطاعة الجن لنبي الله داوود ومن بعده سليمان فصنعت لهم ما يشاءون من الزينة سنشد قولنا ذلك بهذا المقتبس من بيان خليفة الله الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام كما يلي:
[فلا أجد ذلك في كتاب الله مُحرماً وأتيناك بسُلطان العلم المُحكم في القرآن العظيم عن أنبياء الله داوود وسُليمان عليهم الصلاة والسلام وكانت لهم تماثيل مُجرد صور معدنية ولم ينفخ فيها فتكون صور حقيقة بل صُنعت لغرض الزينة، وسُليمان وداوود كانوا من الأغنياء فيزينوا قصورهم بصور كهيئة صور خلق الله من الإنسان والحيوان والطير بغرض الزينة:
{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم, [سبأ]
فإن جعلت هذه التماثيل لا تحل إلّا لسُليمان وداوود عليهم الصلاة والسلام ولكنها مجرد صور ولم يتم النفخ فيها شيء وإنما لغرض الزينة وكان نبي الله سليمان يعجبه أن يُزيّن قصوره.
فأنظر لصرحه الذي أدهش ملكة سبأ التي أوتيت من كُل شيء ولها عرش عظيم ولكنها حين دخلت قصر سُليمان أنهبلت مما رأت من الزُخرف العجيب والتي لم تشاهد مِثلهُ وهي ملكة سبأ التي أوتيت من كل شيء حتى إذا قيل لها أدخلي الصرح أنهبلت و حسبته لُجّة فكشفت عن ساقيها وضنته ماء نظراً لأنها كانت ترى فيه السماء فقيل لها أنه صرح مُمرد من قوارير، بمعنى أنها لم ترى مثله قط ولذلك تم التعريف لها مما يتكون صناعة هذا الصرح وأنه صرحٌ مُمرد من قوارير فرأت زُخرفاً عجيباً في قصر نبي الله سُليمان من المحاريب والتماثيل والجفان كالجواب وقدورٍ راسيات. بمعنى أنها رأت زُخرفاً عجيباً وهذه من زينة الله التي أنزل لعبادة ولم يحرمها ولذلك قال الله تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم, [سبأ]
أي اعملوا ما تشاءوا واشكروا ربكم الذي أتاكم من فضله ثم قال:
{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم]
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
وبنا أننا نعلم بأن تلك الزينة المكونة من المحاريب والجفان كالجواب والتماثيل والقدور الراسيات كانت تعملها الجن لنبي الله سليمان وبما أن الإمام عليه الصلاة والسلام قد وضح في الإقتباس أعلاه بسلطان علم محكم من القرآن بأن أنبياء الله داوود وسليمان كانت لهم تماثيل صُنعت لغرض الزينة كونهم كانوا من الأغنياء وكذلك بما أننا نعلم أن تلك الزينة من التماثيل والمحاريب والجفان كالجواب والقدور الراسيات عملتها الجن إذاً صار معلوماً لدينا بلا شك أو ريب بأن الجن كما تعاملت مع نبي الله سليمان فإنها تعاملت مع نبي الله داوود من قبل وآية الزينة تلك والتي خصت في بدايتها نبي الله سليمان وأن الجن هي من تعمل له تلك الزينة إلا أن الآية تخص كذلك نبي الله داوود وأن الجن تعاملت معه وعملت له تلك الزينة أيضا كما وضحت ذلك أعلاه وأزيدكم تأكيداً آخر من مقتبس آخر من أحد بيانات صاحب علم الكتاب عليه الصلاة والسلام كما يلي:
[ولكني أتيك بآية مُحكمة في زينة داوود وسُليمان وأفتيتك أنه لم يحرم الله عليهم زينته التي أنزل لعبادة وإنما أمرهم أن يشكروا الله على نعمته وفضله]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
ولا أعتقد أنه بعد هذا التوضيح وبعد وضع تلك المقتبسات التي تؤكد بلا شك أو ريب بأن نبي الله داوود تعامل مع الجن أيضا وأن تلك الآية المحكمة الخاصة بصنع الزينة تخص نبي الله داوود وسليمان معا أن يقول أحد أن الجن لم تتعامل مع نبي الله داوود ومن ذا الذي صنع له تلك الزينة وقد أفتى خليفة الله أنها آية محكمة (تخص زينة داوود وسليمان) ولكننا كذلك سنزيد دليل آخر من محكم القرآن يؤكد تعامل الجن مع نبي الله داوود الذي كانت الجن تصنع وتعمل له ما يشاء من الزينة وكذلك تعملها وتصنعها لسليمان من بعده كون الله آتاهم مما يشاء وأغناهم وأمرهم أن يعملوا ما يشاءوا وأن يشكروا الله على نعمه وفضله الذي آتاهم إياه ولئن شكرتم لأزيدنكم وكذلك شكر آل داوود ربهم بما أعطاهم فزادهم من فضله في الدنيا والآخرة ولذلك قال تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
[13:سبأ].
وتلك آية محكمة تفيد أعمال آل داوود جميعهم ولا تخص أعمال سليمان فقط ومن أعمالهم التي عملوها هي الزينة فوضح لنا عمل آل داوود بأن الآية التي خَصَّت طاعة الجن لنبي الله سليمان وإتمارها بأمره أنها كذلك تخص أبيه نبي الله ورسوله داوود عليهم الصلاة والسلام فاعملوا آل داوود ما تشاءون واشكروا ربكم وقليل من عباده الشكور ولكن كذلك قد يسأل سائل فيقول وهل هناك دليل آخر بأن الله مكَّن لنبيه داوود حُكم الجن لتطيعه فصنعت له ما يشاء من الزينة كما مكَّن الله لسليمان بحكم الجن أيضاً فأطاعته وصنعت له ما يشاء من الزينة؟
ثم نأتي بالجواب من محكم الكتاب الذي سنجده في قول الله تعالى:
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ}
[79:الأنبياء].
قصور الأرض المفروشة وزخرفها الكبير وملك نبي الله داوود وسليمان وإتخاذهم للزينة والزخرف:
بعد أن إنتهينا من تبيان مسألة إثبات طاعة الجن لنبي الله ورسوله داوود وحكمه لهم وإتمارهم بأمره فيصنعون له ما يشاء من الزخرف والزينة بلا شك أو ريب كما حكمهم سليمان وأطاعوه وأتمروا بأمره فصنعوا له ما يشاء من الزينة والآن ننتقل إلى العلاقة بين قصور الجنة المفروشة التي بناها إبليس المسيح الكذاب وجعل فيها زخرفاً كبيرا وبين ملك نبي الله داوود وسليمان وإتخاذهم للزينة والزخرف الكبير في قصورهم والتي صنعتها لهم الجن وسنبداء هذه الفقرة بمقتبس من بيان الإمام عليه الصلاة والسلام الذي وضع لنا المفاتيح للوصول إلى قصة نبي الله ذي القرنين ولننظر إلى اللفظ الذي أطلقه خليفة الله على دهشة ملكة سبأ حين دخلت قصر سليمان فرأت تلك الزينة الكبيرة والزخرف العجيب فانهبلت من ذلك المنظر وكأنها في جنة وهذا قول الإمام عليه الصلاة والسلام كما يلي:
[فإن جعلت هذه التماثيل لا تحل إلّا لسُليمان وداوود عليهم الصلاة والسلام ولكنها مجرد صور ولم يتم النفخ فيها شيء وإنما لغرض الزينة وكان نبي الله سليمان يعجبه أن يُزيّن قصوره.
فأنظر لصرحه الذي أدهش ملكة سبأ التي أوتيت من كُل شيء ولها عرش عظيم ولكنها حين دخلت قصر سُليمان أنهبلت مما رأت من الزُخرف العجيب والتي لم تشاهد مِثلهُ وهي ملكة سبأ التي أوتيت من كل شيء حتى إذا قيل لها أدخلي الصرح أنهبلت و حسبته لُجّة فكشفت عن ساقيها وضنته ماء نظراً لأنها كانت ترى فيه السماء فقيل لها أنه صرح مُمرد من قوارير، بمعنى أنها لم ترى مثله قط ولذلك تم التعريف لها مما يتكون صناعة هذا الصرح وأنه صرحٌ مُمرد من قوارير فرأت زُخرفاً عجيباً في قصر نبي الله سُليمان من المحاريب والتماثيل والجفان كالجواب وقدورٍ راسيات. بمعنى أنها رأت زُخرفاً عجيباً وهذه من زينة الله التي أنزل لعبادة ولم يحرمها ولذلك قال الله تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم, [سبأ]
أي اعملوا ما تشاءوا واشكروا ربكم الذي أتاكم من فضله ثم قال:
{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم]
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
فانظروا يا إخوتي الأحباب إلى اللفظ الذي أطلقه خليفة الله على ملكة سبأ حين رأت قصر سليمان فاندهشت فقال الإمام:(انهبلت) وهذا اللفظ يطلق عندنا في اليمن للعجب الشديد جداً ومن شدة الدهشة يقف المتفرج ثابتاً دون حراك من غير شعور من جراء ما يراه أمام عينيه رغم ملك ملكة سبأ وعرشها العظيم وأُوتيت من كل شيء إلا أن ذلك لا يساوي شيئا أمام ما تراه في قصر سليمان من زينة وزخرفٌ عجيب ومن ثم إذا أنتقلنا من هذا المشهد إلى جوف الأرض للنظر في قصورها التي بناها إبليس المسيح الكذاب وكيف صورها الله لنا في القرآن لرأينا بأن ذلك الزخرف التي رأته الملكة سبأ مشابه للزخرف الذي وصفه الله عن قصور الأرض المفروشة فقال تعالى:
{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾}
صدق الله العظيم [الزخرف].
وهذا مقتبس من بيان للإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني يبين لنا فيه زخرف تلك القصور وكيف بناها المسيح الكذاب ومن ثم يحذرنا أن يفتتنا عدو الله وأنبيائه وخليفته بها وإلى المقتبس كما يلي:
[فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة فتحرصون عليها كما حرص على البقاء فيها آدم وحواء، وإنما تلك الجنة هي فتنة المسيح الكذاب كون قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وفيها زخرف كبير، فلا يكذب عليكم.
وتالله أن ملائكة الرحمن سوف يخرجونه منها مذؤوماً مدحوراً، وأنه لن يصدقكم بما وعدكم بها كونه سوف يتم إخراجه منها مذؤوماً مدحوراً بجنود الله من الملائكة الذين أمرهم بطرد المسيح الكذاب من الجنة التي وعد الله بها قوماً يحبهم ويحبونه أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، فيورثهم أرضاً ودياراً لم تطأها قدم أحد من المُسلمين قط. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُها}
صدق الله العظيم [الأحزاب:27]
فأما المقصود بقوله تعالى{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} صدق الله العظيم
فيقصد بذلك محمد رسول الله والمسلمين الذين معه أنه أورثهم أرض شياطين البشر من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض. وأما قول الله تعالى:{وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُها} صدق الله العظيم
فيقصد بذلك الوعد قوماً آخرين من المسلمين وهو الإمام المهدي ومن صدّق دعوته واتبعه من المسلمين، فوعدهم الله أن يورثهم أرضاً ودياراً وأموالَ عالمِ الشياطين من الجن والإنس ومن كل جنس بأرض لم تطؤها، وتسمى في الكتاب جنة بابل استولى عليها الشيطان الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج بجنة بابل، وقد عمّروا قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب ليعطونها ، فيصرفوا لمن يكفر بالله ويتبع الشيطان ،المسيح الكذاب، فيصدق أنه الرب فيعطيه قصراً من الفضة وأبوابه من الذهب وزخرف ومعارج في القصور عليها يظهرون إلى أعلى القصر، وزخرفاً كبيراً]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
أليس ذلكم الزخرف الذي وصفه خليفة الله في قصور الأرض المفروشة والذي صنعته وعمرته الشياطين هو نفسه الزخرف الكبير الذي زين به نبي الله ورسوله داوود وإبنه النبي سليمان قصورهما وضرب لنا خليفة الله مثلاً في عجب ودهشة الملكة سبأ حين رأت ذلك الزخرف العجيب والزينة العظيمة والتي صنعته الجن لهم فيأمرونهم ليصنعون لهم ما يشاءون كون الله أخضع الجن لطاعتهم فمن يزيغ منهم عن أمره يعذبه الله من فوره فمن ذا الذي أطاعته الشياطين بأمر ربه وأحاطنا الله بأخبار ما لديه في القرآن غير نبي الله ذي القرنين النبي العربي الذي ينتسب إليه محمداً رسول الله والأئمة الأحد عشر وخاتم الخلفاء وأكبرهم وأعلمهم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه وآله وجميع خلفاء الله وآلهم الصلاة والسلام أليس ذلكم هو نبي الله ورسوله داوود المبعوث إلى سبأ الأولين فأعرضوا فأخذهم العذاب وهم ظالمون ثم مكن الله له في الأرض فاستخلفه عليها ظاهرها وباطنها وآتاه من كل شيئاً سببا وحشر له جيشه الجرار فشد الله ملكه وآتاه الحكم والعلم والحكمة وفصل الخطاب؟
أنبياء الله ذي القرنين وداوود وبناء السد وعمل الشياطين بين أيدي داوود وسليمان:
وبما أن نبي الله ذي القرنين جعله الله خليفة في الأرض ظاهرها وباطنها لذلك سخر له الجن والشياطين لطاعته والعمل تحت يديه وأوامره لذلك حين طلبوا القوم الذين بجنوب السد أن يرفع عنهم الفساد فأمر ببناء السد ثم طلب منهم أن يعينوه فقال:
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
ذي القرنين يبني السد ويستخدم فيه القطر وقال تعالى:
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾}
صدق الله العظيم [الكهف]
نبي الله داوود يستخدم الحديد ويعمل سابغات ويقدر في السرد وقال تعالى:
{وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴿١٠﴾ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١﴾}
[سبأ]
نبي الله داوود يعلمه الله صنعة لبوس لنا لتحصننا من بأسنا حين القتال وقال تعالى:
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ}
[80:الأنبياء]
نبي الله داوود يصفه الله بأنه ذا الأيدي قال تعالى:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
[17:ص]
الشياطين تعمل بين يدي نبي الله داوود وسليمان وقال تعالى:
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ}
[82:الأنبياء]
وقال تعالى:
{وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ}
[37:ص].
وكل ما سخره الله لسليمان سخره الله لأبيه داوود من قبل فما خص الله به سليمان من ملك خص به أبيه داوود كذلك ولكن لم يذكر الله ذلك مرتين فيكرر نفس القول كونه قد ذكره لسليمان رغم التشابه في بعض الأشياء إلا أن الله ربط ملك سليمان بأبيه حتى يؤكد الله لنا أن ملك سليمان هو من ملك أبيه لذلك قال تعالى:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ}
[16:النمل].
ومن ثم زادنا الله تأكيداً آخر بأن الحكم الذي وهبه الله لسليمان كذلك وهبه الله لأبيه من قبل فورثه عنه بفضل الله ولذلك قال تعالى:
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
[79:الأنبياء].
أنبياء الله ذي القرنين وداوود وسليمان وعدم قدرة الشياطين على المكر بهم أو الزيغ عن طاعتهم:
ونبداء هذه النقطة بسؤال ونقول فيه: لماذا لم تستطيع الشياطين أن تأذي نبي الله ذي القرنين بمكرهم وخبثهم؟
وأعلم أن الجواب سيكون قاسياً فيقول أحد هيهات هيهات أن تستطيع الشياطين أن تمس نبي الله ذي القرنين بسوء بل إنهم كانوا يخافونه ويخافون بأسه الشديد وهم من الصاغرين بين يديه.
ثم نقول صدقتم ولكن ذلك لا يكفي أن يكون دليلا لعدم مكر الشياطين بذي القرنين ثم يقول أحدهم بل كذلك فإن الله يمنعه منهم فيعذب من زاغ منهم عن أمر الله لذلك قال تعالى:
{وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ}
[12:سبأ].
وأقول نعم يا أحباب الله وإن الشياطين لا يتجرأون أن يزيغوا عن أمر الله فيذيقهم الله العذاب من فورهم وكذلك لا يتجرأون أن يفسدوا فيظلموا فيعذبهم نبي الله ذي القرنين كون ذلك الأمر يتعلق بتسخيرهم لطاعة ذي القرنين ولكن لا يمنع ذلك من مكرهم فياذونه بمس مثلاً ولذلك أجيب أنا وأقول أن الله حفظ نبيه ذي القرنين من مكر الشياطين فهو بأعين الله ولا يستطيعون أن يمكروا به أبدا وإن بحثنا عن البرهان فإننا سنلقاه حتما في قول الله تعالى:
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
[82:الأنبياء].
فانظروا لقوله تعالى:
{وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
وقد يجيب أحد ويقول بأن ذلك يخص الشياطين كون الآيات تتكلم عن تسخير الشياطين لشخص واحد وهو نبي الله سليمان ولو كان الحفظ لسليمان لكان القول هو:
{وَكُنَّا لَهُ حَافِظِينَ}
ومن ثم أجيب وأقول بالعقل والمنطق كيف لا يمنع الله نبيه سليمان ويحفظه من الشياطين ومن ثم حدث العكس فحفظ الله الشياطين ومما قد يحفظهم من سليمان الذي أمرهم الله بطاعته فكيف يقبل ذلك العقل والمنطق والله قد علمنا أنه حفظ سليمان منهم وقال عن موته قوله تعالى:
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}
[14:سبأ].
فانظروا كيف حفظ الله نبيه سليمان حتى حين مات وبعد موته فلم تستطيع الجن العلم بموته وضلت عاكفة على طاعته حتى سقط على الأرض حين أكلت الأرضة منسأته.
وهنا إتضحت لنا المسألة أن الحفظ كان لسليمان من مكر الشياطين ولكن تبقى لنا أن نعرف لما تم جمع الحفظ في الآية ولم يجعله الله مفردا فيخص به سليمان فقط كما خص تعامل الجن والشياطين معه؟
ولذلك لن تجدوا غير جواباً واحد وهو أن الله ذكر حفظ سليمان من الشياطين بالجمع كونه خص معه أبيه داوود فحفظهما كليهما من مكر الشياطين وهي تتعامل معهم فلا تستطيع المكر بهم شيئا وهذا دليلاً آخر ودامغ يؤكد حكم نبي الله داوود للجن والشياطين وطاعتهم له فيصنعون له ما يشاء من قبل سليمان وإنما سليمان ورث أباه داوود بأمر ولو عدتم لبداية قصة حفظهم من الشياطين وقرأتم الآيات لعلمتم أن الله قد حفظ داوود وسليمان كون الآيات تتكلم عنهم الإثنين معا وقال تعالى:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴿٧٩﴾ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ﴿٨٠﴾ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿٨١﴾ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء].
أنبياء الله ذي القرنين وداوود وسليمان وملكهم العظيم وجيشهم الجرار:
وكما وضحنا بأن ذي القرنين أرسل إلى سبأ الأولين فأعرضوا عنه فأخذهم العذاب وهم ظالمون وبما أننا علمنا كيف أن الله جمع حكم سليمان وداوود ففصله ووصلنا إلى أن ما خص الله به ذكر نبيه سليمان فهو كذلك خاص لأبيه داوود ودللنا ذلك بمقتباسات من بيانات الإمام عليه الصلاة والسلام وأسترشدنا بآيات محكمات وبما أن سبأ أعرضوا فمن أين سيأتي ذي القرنين بملكه العظيم جيشه الجرار كون ملكه ليس أن يرثه الله ملك أحد ملوك الدنيا بل ملكه من نوع خاص يتناسب مع ما كلفه الله به من تبليغ للدين ورفع للفساد من الأرض كلها ظاهرها وباطنها فآتاه الله أسباب كل شيء وأما ملكه فهو في قوله تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾}
صدق الله العظيم [الكهف].
وسنجد تلك الأسباب التي مكنها الله له في ملكه العظيم في الآيات التالية ذكرها قال تعالى:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿١٧﴾ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴿١٨﴾ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ﴿١٩﴾ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴿٢٠﴾}
صدق الله العظيم [ص].
وقال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ﴿١٠﴾ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١﴾ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿١٢﴾ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم [سبأ]
وقال تعالى:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴿٧٩﴾ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ﴿٨٠﴾ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴿٨١﴾ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [الأنبياء].
وأما جيش ذي القرنين الجرار فسنجده في قول الله تعالى:
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}
صدق الله العظيم [17:النمل]
نبي الله ذي القرنين وآله المكرمون ونسبه:
وأما آل ذي القرنين المكرمون فقال الله تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}
[13:سبأ].
وقال تعالى:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
[17-30-44:ص]
صدق الله العظيم.
آل داوود المكرمون هم آل ذي القرنين المكرمون وهم الأوَّابين في الكتاب وهم الشاكرين عليهم وآلهم وجميع أنبياء الله وخلفائه أتم الصلاة وأتم التسليم.
أما نسب ذي القرنين فبما أنه من ذرية أبو العرب صادق الوعد نبي الله ورسوله إسماعيل إبن إبراهيم وبما أن خليفة الله قد قال بأنه سيبين لنا إسمه وإسم أبيه وجده وبهذا المفتاح علمنا خليفة الله أن إسم ذي القرنين وإسم أبيه وإسم جده لا نعلم بهم بعد وليس أبيه وجده بإسماعيل وإبراهيم كون أولئك نعلمهم وكون أولئك هو من ذريتهم ومن ذرية إسماعيل لذلك لا بد أن يكون إسم أبيه وإسم جده من بعد إسماعيل فيكون إسم ذي القرنين هو:
[داوود إبن يعقوب إبن إسحاق]
وإسحاق إبن إسماعيل إبن إبراهيم عليهم وآلهم الصلاة والسلام.
وقبل الأخير نقول هل أحاطنا الله بأخبار ما لدى نبي الله ذي القرنين في القرآن كون ما نعلمه هو الذكر الذي تلاه حبيبنا محمد رسول الله على السائلين في سورة الكهف فقال تعالى:
{قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا}
[83:الكهف]
ونحن نعلم مما علمنا خليفة الله بأن الله فصل القرآن تفصيلا وأنزل بيانه فيه ولذلك يقول الله في بعض الآيات قد فصلنا الآيات كمثل قول الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٩٧﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴿٩٨﴾}
[الأنعام].
أي أن الله قد فصل تلك الآيات وأنزل بيانها في القرآن في آيات أخر كما علمنا خليفة الله ومن ثم يبين لنا صاحب علم الكتاب ذلك التفصيل فيسر الله لنا قرآنه ببيانه على لسان عبده وخليفته الإنسان الذي علمه الله البيان الحق للقرآن وانظروا لدقة الوصف القرآني كيف قال في الآية الأولى لقوم يعلمون وفي الثانية لقوم يفقهون كون الآية الأولى تخص النجوم والفلك ولن يحيط به إلا القوم الذي يعلمون ولا يستوي الذين يعلمون والذين يعلمون ولنبينه لقوم يعلمون وأما الثانية فسيفقهها كل من عقل حتى لو كان من الذين لا يعلمون.
المهم إن الجواب عن تفصيل قصة نبي الله ذي القرنين وهل الله أحاطنا بأخبار ما لديه في القرآن من غير الذكر الذي تلاه محمداً رسول الله كجواب للسائلين سنجد دليله واضح في قول الله تعالى:
{كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}
صدق الله العظيم [91:الكهف].
وقد أحاطنا الله بأخبار ما لدى ذي القرنين في القرآن وسيبينها لنا خليفة الله صاحب علم الكتاب حين يشاء الله له ذلك وفي الوقت الذي يشاء.
اللهم لا علم لنا إلا بما علمنا خليفة ربنا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير اللهم أورثنا العِلم والإيمان واجعلنا من العالِمين اللهم واهدي أهل الأرض كلهم جميعا فلا يضل بعدها إلا شيطاناً رجيما اللهم واغفر لقومنا وإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون اللهم من تبعنا فإنه منا ومن عصانا فإنك غفور رحيم اللهم ثبتنا وإمامنا معنا على الحق وعلى الصراط المستقيم حتى نلقاك يا ربنا بقلب سليم اللهم وصلي على عبدك وخليفتك في الأولين وفي الآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين واجزه اللهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين اللهم إننا نشهدك بأننا قد إتخذنا عندك عهدا فلن نرضى حتى ترضى أنت حبيبنا وانت ولينا وأنت أرحم الراحمين وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.