بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين وآلهم الطاهرين وانصارهم بالحق الى يوم الدين.
إخواني الأنصار السابقون الاخيار ركزوا على البيان الأخير للإمام وما لمح به لكم وأظن والله أعلم أن الإمام أعطانا بصيص ضوء ليكون تركيزنا عليه في البحث عن شخصية ذي القرنين عليه السلام وخاصة هذا الجزء من الاقتباس:
فلكم أعجبني نزاعَكم في شأن خليفة الله ونبيّه من جعله الله للناس إماماً كريماً يدعو إلى صراطٍ مستقيمٍ وآتاه الله ملكاً عظيماً؛ ذلكم ذو القرنين من أصحاب الدرجات العُلى بين الأنبياء، وما رفعه إلا درجته العلميّة، وأعلمُ منه مَنْ يُعلِّمُكم باسمه؛ صاحب علم الكتاب والقول الصواب ذكرى لأولي الألباب، فمن ذا الذي يجادلني في ذي القرنين إلا غلبته بسلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم فليستمر نزاعُكم في ذي القرنين، فما أشبهه بنزاع القوم الذين عثروا على رسول الله إلياس وإدريس واليسع وأخيراً عجزوا جميعاً.
فلاحظوا أنه بين أن ذا القرنين ذو درجة علمية عالية بين الأنبياء والمرسلين أي أنه نبي عليم ورجوعاً إلى البيانات السابقة تبين أنه من الأنبياء العرب وبما أنه قد تزامن بناء السد بفترة بعد مرور كوكب العذاب أي أنه من ذرية نبي الله ابراهيم عليه السلام ! وكما أن الإمام بين الآية في قوله تعالى:
{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾ }
صدق الله العظيم
فمع أن الإمام عليه السلام بين في هذه الآية أن الملك المقصود هو جنة باطن الأرض التي سيورثها الله لعبده وخليفته المهدي المنتظر إلا أنه لا يمنع أن يكون ذو القرنين قد وصل إليها وهو من آل ابراهيم عليهم جميعا الصلاة والسلام. وإذا بحثنا وتدبرنا في آيات القرآن نرى أن الله بشّر ابراهيم بغلام عليم في قوله تعالى:
{ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٥٣﴾ }
صدق الله العظيم (الحجر)
وكذلك في قوله تعالى:
{ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ }
صدق الله العظيم (الذاريات)
والله أعلم وخليفته المهدي المنتظر أن جزءاً من السر هو في بشارة الملائكة لنبي الله ابراهيم عن مولود له عليم ! ولكن هل يا ترى أن البشرى بالغلام العليم المقصود بها هي نبي الله إسحاق؟ كما في قوله تعالى:
{ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ }
صدق الله العظيم (هود)
ولكن البشرى هنا جاءت بذكر إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب أيضاً فأيهم العليم المقصود في قوله تعالى:
{ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ }
صدق الله العظيم
هل هو نبي الله إسحاق أم نبي الله يعقوب أم غيرهم ؟! ونحن نعلم أن الإمام عليه السلام لم يبين لنا بعد هل إن نبي الله ابراهيم له ولدان فقط هما إسحاق وإسماعيل؟ فقد جاءت البشرى لنبي الله إبراهيم من قبل بولادة إسماعيل أيضاً عليهم جميعاً الصلاة والسلام، وقال تعالى:
{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿٨٣﴾ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٤﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ﴿٨٥﴾ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ﴿٨٦﴾ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ﴿٩٠﴾ فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿٩٩﴾ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠٠﴾ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴿١٠٣﴾ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿١٠٤﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٠٥﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿١٠٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿١٠٩﴾ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١١٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١١﴾ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٢﴾ }
صدق الله العظيم (الصافات)
وقول المفسرين أن المقصود بالغلام العليم في قوله تعالى: { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٢٨﴾ } صدق الله العظيم
هو نبي الله إسحاق ودليلهم هو قوله تعالى: { وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ } صدق الله العظيم
فلو أن هنا ذكر نبي الله إسحاق وحده لكان التفسير لا يحتمل الشك 100% ولكن الله ذكر نبي الله إسحاق ويعقوب معاً فأيهم المقصود بالعليم؟ وهل هنا واحد منهم المقصود أم إن هناك ولداً لنبي الله إبراهيم عليه السلام غير إسحاق وإسماعيل؟! فنحن لا نعلم لحد الآن علم اليقين بأن نبي الله ابراهيم لايملك من غير الأولاد سوى إسحاق وإسماعيل والإمام لم يبين لنا بعد هذه المسألة وفي قوله تعالى:
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿٧٢﴾ }
صدق الله العظيم (الانبياء)
فحسب التفاسير النافلة هنا هي الزيادة أو الاستزادة فأنا أرى أن بعضاً من السر في شخص ذي القرنين ومن كتاب الله هو في الآيات التي أوردتها وشخص ذي القرنين كما بين أخي الحبيب محب النعيم الأعظم لا ينبغي أن يكون من بين أسماء الأنبياء التي بينها الإمام والله وخليفته أعلم، ولكي نصل إلى نتيجة أفضل في البحث فوجب علينا الأنصار أن نركز بحثنا على نقطة معينة ونرحب كذلك بجميع علماء المسلمين واليهود والنصارى فلعلهم لو جاؤوا صفاً لاستطعنا أن نصل إلى بعض الأسرار لبيان شخص ذي القرنين من القرآن ولو بنسبة 0.01 % ووالله لا أرى لها من دون الله كاشفة فيلقي بوحي التفهيم على عبده وخليفته المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الخبير بحال الرحمن من أيده الله بعلم الكتاب، فسبحان من علم عبده البيان بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم اللهم لك الحمد أن جعلتنا متبعين.
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.