الإمام ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى: { فَمَن اتَّبَعَ هُدايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى } صدق الله العظيم [طه:123]
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
السلام عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
ويا فضيلة الشيخ أحمد عيسى بارك الله فيك وغفر لك فلعلك لم تفقه المقصود من قول الإمام ناصر محمد اليماني أنهُ لو يكفر بحديث حق نطق به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا يعني أن كفر بإحدى آيات الكتاب كون كتاب الله وسنة رسوله ينطقان بمنطق واحد بالفتوى الحق من الله ورسوله وإنما يأتي الحديث الحق ليزيد آية في الكتاب بياناً وتوضيحاً، وأضرب لك على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) } صدق الله العظيم [الممتحنة]
ولذلك جمع النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه من بني هاشم، وقال: [ يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، -عم رسول الله- اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب -عمة الرسول- اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فإذا أنكر الإمام المهدي تلك الرواية الحق أنه لم ينطق بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا يعني أني أنكر قول الله تعالى: { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) } صدق الله العظيم [الممتحنة]
ولذلك تجد إيمان ناصر محمد اليماني بالحديث الحق الذي نطق به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يساوي إيماني بكتاب الله القرآن العظيم، وما ينبغي للإمام المهدي أن يكون من الذين يفرقون بين قول الله تعالى وقول رسوله كمثل الذين يتبعون من القرآن ما وافق الحديث النبوي لديهم حتى إذا جاء حديث نبوي مُخالفاً لآية محكمة في كتاب الله ومن ثم ينبذون تلك الآية وراء ظهورهم ويقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله مهما كانت مُحكمة واضحة بينة في محكم الكتاب، فاولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض برغم أنهم لم يكفروا بتلك الآية المُخالفة للحديث بل اتخذوا بين ذلك سبيلاً فآمنوا بها ولم يتبعوها كونها مخالفة لحديث نبوي ورد عن النبي أولئك قال الله عنهم في محكم كتابه: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) } صدق الله العظيم [النساء]
وسبب فتوى الله بكفرهم كونهم اتبعوا قولاً ورد عن النبي وهو مُخالف لقول الله المحكم في محكم كتابه، فأولئك فرقوا بين الله وقول رسوله، فكيف يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولاً مُخالفاً لقول الله تعالى في محكم كتابه؟ فذلك هو التفريق بين الله ورسوله وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، أولئك هم الذين يتبعون من القرآن فقط ما وافق للحديث النبوي الذي بين أيديهم وحين يأتي الحديث مُخالفاً لآية محكمة في الكتاب فيذرون قول الله ويتبعوا الحديث المُخالف لقول الله في محكم كتابه، أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وما دام الحديث النبوي جاء مخالفاً لقول الله في محكم كتابه فلم يقله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل من أحاديث الشيطان إبليس تلقاه منه طائفة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر بأحاديث في السنة لم يقلها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أفتاكم الله عن مكرهم في قول الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } صدق الله العظيم [النساء:81]. وبما أنهم يقولون أحاديث لم يقُلها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحتماً سيجعلونه مُخالفاً لقول الله في محكم كتابه فتجدوا بين قول الله وقولهم اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً في مُحكم كتاب الله، إذاً الذين سوف يتبعونها بحُجة أنها وردت عن النبي فقد اتبعوا أحاديث الشيطان الرجيم فأضلهم شياطين البشر عن الصراط المستقيم حتى ردوهم من بعد إيمانهم كافرين وذلك لأنهم اتبعوا أحاديث مزورة عن فريق من المؤمنين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) } صدق الله العظيم [آل عمران]
وهذا ما حدث للشيعة والسنة وجميع الذين اتبعوا الأحاديث التي تأتي مُخالفة لقول الله في محكم كتابه ويحسبون أنهم مهتدون، أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض إلا من رحم ربي، وسبق أن ضربنا لكم على ذلك مثلاً في أحاديث وردت عن النبي مُخالفة لمُحكم كتاب الله ويحسبون أنهم مهتدون كمثل جميع أحاديث الشفاعة للعبيد بين يدي الرب المعبود ومنها:
[ 1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة -إن شاء الله- من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ) رواه مسلم ، ولا شك أن من زنى أو سرق أو شرب الخمر لم يشرك بالله فهو ممن تناله الشفاعة إن شاء الله.
2 - حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي ) رواه الترمذي وأبو داود.
3- حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتدرون ما خيرني ربي الليلة، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم ) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
4- وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود قال: يعذب الله قوماً من أهل الإيمان ثم يخرجهم بشفاعة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم)
5- وأن الشهيد يشفع كذلك للمؤمنين، فإن علي (عليه السلام) وأولاده يشفعون بما شاء الله، فإنهم شهداء فضلاً عن كونهم أفضل المؤمنين وعليٌ أمير المؤمنين، هذا إذا أردنا الاستدلال بروايات أهل السنة على شفاعة أهل البيت (عليه السلام)، أما روايات الشيعة فهي أكثر من أن تحصى تؤكد نفس المعنى تماماً.]
ومن ثم يرد الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول يا معشر الشيعة والسنة والجماعة أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ وذلك لأن هذه الأحاديث لم يقُلها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وردت إليكم من عند الشيطان الرجيم مُخالفة لقول الله في محكم كتابه ومُخالفة للأحاديث الحق التي نطق بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فتوى الشفاعة:
قال الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾ } [الأنعام]
وقال الله تعالى:{ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾ } [السجدة]
وقال الله تعالى: { وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾ } [البقرة]
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴿٢٥٤﴾ } [البقرة]
وقال الله تعالى: { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾ } [الأنعام]
وقال الله تعالى: { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ } [غافر]
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا } [لقمان:30]
وقال الله تعالى: { لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) } [الممتحنة]
صدق الله العظيم
ولذلك جمع النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه من بني هاشم، وقال: [ يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، -عم رسول الله- اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب -عمة الرسول- اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أفلا ترون يا معشر الذين يتبعون أحاديث وردت عن النبي مُخالفة لقول الله في مُحكم كتابه ومُخالفة لحديث محمد رسول الله الحق في السنة النبوية أنكم لستم على كتاب الله وسنة رسوله الحق؟ بل استمسكتم بأحاديث من عند غير الله مُفتريات مُخالفات لآيات الكتاب المُحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم وتحسبون أنكم على شيء ولستم على شيء حتى تكفروا بما خالف لمحكم كتاب الله في الآيات البينات وقال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) } صدق الله العظيم [البقرة]
ويا أحمد عيسى إبراهيم ما كان للحق أن يتبع أهواءكم جميعاً فما كان للإمام المهدي الحق من ربكم أن يفرق بين الله ورسوله بل مُتبع لحديث الله المحفوظ من التحريف وحديث رسوله في السنة النبوية الحق لان منطقهم واحد لا يختلفان في شيء وأما الذين يفرقون بين قول الله ورسوله فتجدهم يتبعون قولاً لرسوله مُختلفاً عن قول الله في محكم كتابه برغم أنهم لا يكفرون بالقرآن العظيم ولكنهم لا يتبعون من القرآن إلا ما وافق لقول رسوله في الأحاديث النبوية، ولكن حين يأتي حديث يقال أنه ورد عن النبي وآل بيته وهو مُخالف لبعض قول الله في محكم كتابه فتجدونهم ينبذون قول الله تعالى وراء ظهورهم ويتبعون الحديث المُخالف عن النبي وهو لم يقُله، أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ومثلهم كمثل اليهود كونهم اتبعوا ملتهم وقال الله عنهم في محكم كتابه: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151) } صدق الله العظيم [النساء]
ولكن الإمام المهدي المنتظر الحق من ربكم لن تجدوه مثل علمائكم الصُم البكم الذين لا يعقلون، الذين يتبعون قولاً عن رسوله وهو مُخالف لقول الله تعالى في محكم كتابه ولا يتبعون من الكتاب إلا ما وافق لما لديهم في علم الحديث وكأن الأحاديث هي المرجع لكتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف وهم يعلمون أنه العكس تماماً أن القرآن هو المحفوظ من التحريف ويعلمون أن أحاديث السنة ليست محفوظة من التحريف، فكيف تجعلون الأحاديث هي المرجع لحديث الله المحفوظ في القرآن العظيم؟ أفلا تتقون؟ فما خطبك لا تفقه قولاً يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم؟ فكيف تريدني أكفر بجميع أحاديث البيان في السنة النبوية الحق؟ وتالله لو كفرت بحديث حق ورد عن النبي أني قد كفرت بإحدى آيات الكتاب، كونه يأتي ليزيدها بياناً وتوضيحاً للأمة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أكفر بجميع الأحاديث النبوية التي تأتي مُخالفة لقول الله في محكم كتابه كوني أعلم علم اليقين أنها جاءت من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر فيزفون عن النبي غير الذي يقول تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } صدق الله العظيم [النساء:81]
وإنما الأحاديث تأتي لتزيد القرآن بياناً كما يُعلم جبريل عليه الصلاة والسلام محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصديقاً لقول الله تعالى: { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } صدق الله العظيم [القيامة]، وإنما يُعلمه جبريل عليه الصلاة والسلام بيانه من ذات القرآن ثم يعبر الرسول عن البيان بأحاديث ولم يأمره الله أن يأتي ببرهانها من القرآن، كون القرآن تنزل عليه عليه الصلاة والسلام وأما غير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر جبريٌّ عليه أن يأتي لبرهان البيان من ذات القرآن إن كان اصطفاه الله للناس إماماً ليهديهم إلى الصراط المستقيم، فعليه أن يطبق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبي وما كان منها من عند غير الله فحتماً يجدُ بين قول الله في محكم كتابه وقول رسوله في سنة البيان اختلافاً كثيراً وتضاداً كون الحق والباطل نقيضين لا يتفقان في القول أبداً، وبما أن أحاديث البيان مما علم جبريل بيانه لمُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك قال الله تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } صدق الله العظيم
فانظر لقول الله تعالى { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) } صدق الله العظيم
إذاً أحاديث البيان في السنة النبوية الحق هي كذلك مما علم جبريل عليه الصلاة والسلام من البيان لرسول عليه الصلاة والسلام وآله تصديقاً لقول الله تعالى: { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } صدق الله العظيم
وليس أن البيان وحي جديد كلا وربي بل هو من ذات القرآن يعلمه جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ينطق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للناس بالمعنى المقصود والمراد من قول الله دون زيادة أو نُقصان ولم يكن مُكلفاً أن يأتي بالبرهان من ذات القرآن كونه تنزل عليه بل مُكلف أن يستنبط البرهان لحقيقة الحديث الحق لأئمة الأمة حتي يطهروا أحاديث البيان الحق من أحاديث الشيطان الموضوعة بينها والزيادة المُدرجة في الحديث الحق حتى يعيدوكم إلى منهاج النبوة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحق، ويا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم بارك لله فيك وهداك إلى الصراط المستقيم سواء تتوقع أنك قد تكون الإمام المهدي أم لم يخطر على بالك فالله يعلمُ بما في نفسك ولكنك مُصر على علمك وكأنك مُكلف من الله أن تعيد الأمة إلى منهاج النبوة الأولى وتعيب على العُلماء كونهم يعلمون الناس الدين اجتهاداً منهم برأيهم ويقولون على الله بالظن الذي لا يغني من الحق شيئاً فيحسبون أنهم مصيبون وهم غير موقنين أن ما يقولون هو الحق من ربهم ولذلك تجدهم يقولون من بعد فتواهم (إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)، ويا سُبحان ربي فكيف يقولون على الله ما لا يعلمون أنه الحق من ربهم؟ فليفرضوا أن ما قالوه هو الشيطان أليس سوف يضلون أمتهم جيلاً بعد جيل؟ وتالله يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم أن لا فرق بينك وبين عُلماء الأمة شيئاً كونك كذلك تنطق ببيان القرآن برأيك اجتهاداً منك من عند نفسك وليس لديك البرهان المبين أنه الحق من ربك بل من عند نفسك اجتهاداً منك ومثلك كمثل غيرك من علماء الأمة وإنما الفرق بينك وبينهم أنك موقن برأيك أنه الحق لا شك ولا ريب وأما علماء الأمة فيقولون (إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان) ولكنها لا تبرئ ذمتهم بهذا القول أبداً، ويا رجل ليس الإمام المهدي كمثلك ولا كمثل الذين يدعون المهدية بغير الحق تجدونهم وكأنهم واثقون من قولهم ويتحدون علماء الأمة أنهم لقادرون أن يلجموهم بسلطان العلم من الله حتى إذا تدبرتم بيانه فإذا هو أضل سبيلاً من عُلماء الأمة، بل سلطان العلم الذي يتحدى به هو من عند نفسه وسُرعان ما يلجمة أدنى علماء الأمة علماً كونه أضل سبيلاً منهم، إلا أن يكون المهدي المنتظر الحق من رب العالمين فلكل دعوى برهان فيلزمه الهيمنة بسلطان العلم المُلجم لكافة علُماء الأمة حتى يقفوا حائرين، فمنهم من يقول أنه مجدد للدين، ومنهم من يقول بل أظنه المهدي المنتظر الحق من رب العالمين، ومنهم من يقول بل مثله كمثل المهديين الذين يدعون المهدية في كل زمان ومكان، ومنهم من يقول بل هو مدسوس ليغير علينا ديننا الذي وجدنا عليه سلفنا الصالح من آبائنا، ومنهم من لم يوقن بالحق ويخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر، ومنهم من سلّم بأن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر، ومنهم من آمن أن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر، ومنهم من أيقن أن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر لا شك ولا ريب وصدق وبايع أولئك صفوة البشرية وخير البرية الأنصار السابقون الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما الآخرون فلا يزالون في ريبهم يترددون حتى يروا العذاب الأليم في الدُخان المبين ومن ثم يقولون: { رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) } صدق الله العظيم
فلم يؤمنوا بالإمام المهدي إلا مع الكافرين بالقرآن العظيم من قبل من كافة العالمين يوم يجعل الله بآية العذاب الناس أمةً واحدة يتبعون كتاب الله القرآن العظيم ويكفرون بما خالف لكتاب الله القرآن العظيم، ولكن بعد ماذا؟ بعد ما يبيضّ الشعر وتبلغ القلوبُ الحناجر! ألم ندعوكم إلى اتباع كتاب الله والقرآن العظيم والكفر بما خالفه وأنتم سالمون؟ فلما تنتظرون لآية العذاب الأليم حتى توقنوا؟ أفلا تعقلون؟! أفلا أدلكم كيف تعلمون أن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر الذي لهُ تنتظرون؟ وتالله لا تعلمون أنه الحق من ربكم حتى تكونوا من الذين لا يحكمون من قبل أن يستمعوا القول ومن ثم يتبعون أحسنه إن تبين لهم أنه الحق من رب العالمين وأولئك بشرهم الله بالهدى في عصر بعث الأنبياء وعصر بعث المهدي المنتظر فلم يهتدي إلى الحق إلا الذين لم يحكموا من قبل أن يستمعوا القول بل استمعوا القول أولاً حتى إذا تبين لهم أنه الحق من ربهم ومن ثم يتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله إلى الحق في عصر بعث الأنبياء وفي عصر بعث المهدي المنتظر تصديقاً لقول الله تعالى: { فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) } صدق الله العظيم
وأما الذين يسألهم أحد السائلين فيقول له: يا شيخ، إنه يوجد شخص في الإنترنت العالمية يُدعى ناصر محمد اليماني يزعم أنه المهدي المنتظر ويحاج الناس بالقرآن ويدعوهم إلى الإحتكام إليه ولهُ مئات البيانات. ومن ثم يقول له فضيلة الشيخ: فاحذر يا هذا أن تتبع هذا المدعو ناصر محمد اليماني فإنه كذاب أشر وليس المهدي المنتظر. ومن ثم يقول السائل مقتنعاً بالفتوى الباطل إذا لم يكن من أولي الالباب، وأما أولو الألباب فسوف يقول يا فضيلة الشيخ تذكر قول الله تعالى: { فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) } صدق الله العظيم، فليس من المنطق في شيء أن تحكم على ناصر محمد اليماني أنهُ كذاب أشر وليس المهدي المنتظر من قبل أن تسمع بيانه للذكر المحفوظ من التحريف، فما رأيك أن آتيك بشيء من بيانه حتى تنظر هل ينطق بالباطل؟ ومن ثم يقول له الشيخ يا أيها السائل عن ناصر محمد اليماني هل هو من الضالين؟ فأخبرني من شيوخه وعلى يد من تعلم تفسير القرآن. فإذا كان السائل من أولي الألباب فسيقول يا فضيلة الشيخ: فهل المهدي المنتظر يبتعثه الله حكماً بين مشايخ العلم المُختلفين في الدين فيوحد شمل المُسلمين من بعد تفرقهم إلى شيعٍ وكل حزب بما لديهم فرحون؟ ومن ثم يقول الشيخ: اللهم نعم. ومن ثم يقول السائل: إذاً بالله عليك فكيف تريدون أن يبعث الله الإمام المهدي ليحكم بين عُلماء الأمة بعد أن تتلمذ على أيديهم؟ فهو لم يقنعهم بالعلم الذي تلقاه من شيخه كون شيخه لم يستطع أن يقنع علماء الأمة بعلمه من قبله؟ فكيف إذاً يستطيع أن يقنعهم هذا الإمام المهدي الذي يتعلم على يد الشيوخ فحتماً ليس لديه من العلم إلا ما علمه الشيوخ الذي تتلمذ على أيديهم؟ إذاً فكيف يستطيع أن يقنع كافة علماء الأمة فيما كانوا فيه يختلفون؟ إذاً لاستطاع ذلك الشيخ الذي تتلمذ على يده كونه هو الذي علم الإمام المهدي علمه الذي سيحكم به بين المختلفين في الدين ومن ثم يلجم الشيخ بالحق. وقد يقول فضيلة الشيخ: إني مُستعجل ورائي عمل. أو يقول: تالله لقد أضلك ناصر محمد اليماني عن الصراط المستقيم وأراك مقتنعاً بعلمه فإنك لمن الجاهلين. ثم ينصرف أولو الألباب وهم يقولون في أنفسهم: بل إنكم أنتم الجاهلون يا من تحكمون من قبل أن تسمعوا فلستم ممن هداهم الله إلى الصراط المُستقيم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: { فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) } صدق الله العظيم
وخلاصة هذا البيان: أقول يا عُلماء الأمة الذين فرقوا دينهم شيعاً وأحزاباً ليست دعوة ناصر محمد اليماني إلى الإحتكام إلى كتاب الله بدعة، فتذكروا قول الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } صدق الله العظيم. ولم يكن محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبتدعاً بدعوة الإحتكام إلى كتاب الله بل كذلك كافة الأنبياء من قبله، وذلك لأن الله يبعث النبي الجديد بعد أن يتفرق أتباع النبي الذين من قبله فيفرقوا دينهم شيعاً ثم يبعث الله لهم نبياً جديداً يدعوهم إلى الإحتكام إلى كتاب الله المُنزل عليه تصديقاً لقول الله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } صدق الله العظيم. فتذكروا قول الله تعالى: { وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } صدق الله العظيم. ومن ثم يأتي النبي الجديد حكماً بين المختلفين في الدين من أتباع النبي الذي من قبله فيدعوهم إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون تصديقاً لقول الله تعالى: { فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } صدق الله العظيم.
فانظروا للذين هداهم الله إلى الحق فتجدونهم هم المؤمنون الذين استجابوا لدعوة الإحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينهم، وقال الله تعالى: { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } صدق الله العظيم. لا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقال الله تعالى: { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } صدق الله العظيم
ونصيحتي إلى فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم وكافة عُلماء الأمة وكافة الباحثين عن الحق من الناس أجمعين هو أن ينيبوا إلى ربهم فيقولوا: "{ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }، اللهم إنك قلت وقولك الحق: { وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ }، وقلت وقولك الحق: { مَنْ يَّهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُّضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }، وقلت وقولك الحق: { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } صدق الله العظيم، اللهم إن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهدي المنتظر الحق من لدنك فإنه حتماً سيكون علينا حسرةً وندامة كُبرى لو كذبناه ولم نتبعه، اللهم لا تجعله حسرةً علينا إن كان هو المهدي المنتظر الحق من لدنك، اللهم فاجعل لنا فرقاناً فهب لنا من لدنك نوراً نبصر به الحق من عندك ونُميز به الباطل المُفترى، اللهم إن عبدك في ذمتك كون الهدى هداك، اللهم أرني الحق حقاً وبصرني به واجعلني من الموقنين به والتابعين للحق من لدنك حتى لا تجعلني من المُعذبين الخاسرين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، اللهم عبدك إليك أناب راجيك الهدى إلى الحق برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك قلت وقولك الحق: { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) } صدق الله العظيم". فمن قال ذلك وهو مُخلصٌ فلن يجعل الله لهُ الحجة على ربه يوم القيامة، فحتماً سيهديه إلى الحق، فلو لم يهديه إلى الحق لقال: يارب إنك قلت وقولك الحق { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ألم أنيب إليك وأنا في الدُنيا أن تهدي قلبي إلى الحق؟ ولذلك لن يجعل الله الحجة لعبده على ربه، وكان حقاً على الله أن يهدي قلب عبده الباحث عن سبيل الحق إلى ربه، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } صدق الله العظيم.
ويا إخواني عُلماء الأمة لا تفرحوا بما بين أيديكم من العلم فتستغنوا به عن استجابة دعوة الإحتكام إلى كتاب الله، فما يدريكم لعلكم مُستمسكون بباطل وأنتم لا تعلمون وتحسبون أنكم مهتدون، وكذلك أهلك الله الذين من قبلكم كانوا يفرحون بما بين أيديهم من العلم ويأبوا الاستجابة للاحتكام إلى كتاب الله بين المُختلفين في الدين، وقال الله تعالى: { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } صدق الله العظيم، كمثل أهل الكتاب الذين دعاهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا وفرحوا بما عندهم من العلم ويروه هو الحق بل هو باطل مُفترى من مكر الشيطان الرجيم، وقال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } صدق الله العظيم.
ولكن الذين استجابوا لدعوة الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من أهل الكتاب أولئك هداهم الله إلى الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى: { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } صدق الله العظيم، وقال الله تعالى: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } صدق الله العظيم.
ويا قوم إن الإختلاف للمُسلمين الذين صدقوا أنبياءهم لا يحدث إلا بعد حين من بعث نبي الله إليهم بسبب مكر الشياطين تنفيذاً لما وعدكم به { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) } صدق الله العظيم، فوالله ما ترككم على منهاج النبوة الأولى يا معشر المُسلمين بل شمر هو وألياؤه منذ أمدٍ بعيد ليصدوكم عن اتباع الحق من ربكم حتى ردوكم من بعد إيمانكم كافرين وتحسبون أنكم مهتدون وأنتم لستم على شيء ما دُمتم أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لكم حُكم الله منه فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، وإنا لصادقون، فإذا لم أستطع أن أستنبط لكم منه حُكم الله فيما كنتم فيه تختلفون في الدين فلستُ الإمام المهدي المنتظر الحق من ربكم، فلكل دعوى برهان، فسرعان ما تكشفون كذب ناصر محمد اليماني إذا لم يكن من الصادقين فلن يؤيده الله بالبرهان المبين يستنبطه لكم من محكم الكتاب، فتذكروا يا ألي الألباب إن كنتم تعقلون وإن أبيتم فحتماً ستقولون: { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) } صدق الله العظيم
ويا إخواني المُسلمين وتالله إني أخاف عليكم عذاب يوم عقيم ترونه قبل يوم القيامة يشمل كافة قُرى البشر مُسلمهم والكافر، كون قُرى البشر قد مُلئت جوراً وظلماً، قرى المُسلمين وقرى الكافرين ولم يعد فرق بين المسلمين والكافرين، بل لربما تعامل الكافرين فيما بينهم هو أحسن من تعامل المُسلمين ولم يعد من الإسلام إلإ اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ من التحريف بين أيديكم ومُلئت قُرى أهل الأرض جوراً وظلماً قُرى الكفار والمُسلمين، ولذلك يحذر المهدي المنتظر كافة قرى البشر من عذاب ما يسمونه بالكوكب العاشر وإنا لصادقون تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } صدق الله العظيم
والسؤال الذي يطرح نفسه: هو لماذا سوف يشمل قرى الكُفار والمسلمين؟ والجواب كون الله ابتعث كتابه القرآن العظيم لكافة قُرى البشر ليتبعوه جميعاً فاتخذوه مهجوراً إلا ثُلة في الأولين وقليل من الآخرين على تخوف من المُسلمين ويخافون أن يتخطفهم المُسلمون كونهم استجابوا لدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم والإحتكام إليه، ولذلك يرون الذين استجابوا لدعوة الإحتكام إلى كتاب الله واتباعه والكفر بما خالفه أنهم مُبطلون أتباع ناصر محمد اليماني بسبب أن أنصار الإمام المهدي استجابوا لدعوة الإحتكام إلى كتاب الله والكفر بما خالف لمحكمه ومن ثم يرونهم أنهم مبطلون بل وتأخذ الآخرين الدهشة فيقولون: "وكيف اقتنعتم أن ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحق ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم؟" فقالوا: "تدبروا في بيانه للقرآن تدبر العقل والمُتفكر في منطق سلطان علمه وحتماً سترون أنه الحق مثلما رأيناه، فلا تتعجبوا ومن كذب فليجرب وسوف يرى أنه لا يقول على الله ما لم يعلم وأنه أحرص من كافة عُلماء الأمة على هُدى المُسلمين". فأما الذين جربوا نصيحة الأنصار فاهتدوا مثلهم وأما الذين استغنوا بما عندهم من العلم وهو مخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويحسبون أنهم مهتدون أولئك قوم لا يتفكرون فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، فكيف يكون على الهُدى من خالف لفتوى ربه في محكم كتابه وما كانت حُجتهم إلا أن قالوا أن ناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهدي المنتظر كونه يفتي أنه المهدي المنتظر ويدعو الناس إلى البيعة؟ ولكننا عُلماء الأمة نعلم أن المهدي المنتظر لا يقول أنهُ المهدي المنتظر كونه لا يعلمُ أنه هو المهدي المنتظر بل عُلماء الأمة يفتوه عن شانه أنه المهدي المنتظر خليفة الله على البشر وكأن لهم الخيرة من الأمر سُبحان ربي وتعالى علواً كبيراً! ونستنبط لهم الحكم الحق من ربهم ونقول: يا قوم لستم أنتم من يصطفي المهدي المنتظر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فما يدريكم أنهُ المهدي المنتظر؟ فهل أنتم أعلم من الله سُبحانه أم إن الله وكّلكم أن تصطفوا خليفته من دونه؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وإليكم الجواب من الله مُباشرة من محكم الكتاب: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } صدق الله العظيم، وإنما أفتاكم الشيطان أنكم أنتم من يختار خليفة الله من دونه: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أنّ الله قد وكّلكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه الذي سيجعله الله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه وسلم تسليماً كثيراً، فهل ترون أن لكم الحق أن تصطفوا رُسل الله من دونه وكذلك خليفة الله الذي جعله الله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ أنّى يكون لكم الحق في اختياره؟! أفلا تعقلون؟!
وتالله لو يلقي الإمام المهدي بسؤال إلى كافة عُلماء المُسلمين ويقول: فهل تعتقدون أن الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام هو أرفع درجة عند الله وأكبر شأناً من المهدي المنتظر خليفة الله في الأرض لقلتم بلسان واحد بل الإمام المهدي هو حتماً أرفع درجة كونه خليفة الله على العالمين وكون الله قدر أن يتمم نوره على العالمين فيظهره على الدين كُله ببعث المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً. ومن ثم يقول لكم ناصر محمد اليماني ومن اختار الإمام طالوت ليكون إماماً للمُسلمين من بني إسرائيل؟ ومعلوم جوابكم ستقولون قال الله تعالى: { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم. ومن ثم يرد عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فكيف أنكم تعتقدون أن الله هو الذي أصطفى الإمام طالوت إماماً للمُسلمين في بني إسرائيل وزاده بسطة في العلم على عُلماء بني إسرائيل ومن ثم تحقرون من شأن الإمام المهدي المنتظر فتعتقدون أنكم أنتم من سيعرفه ويختاره ويعرفه على شأنه أنه هو المهدي المنتظر شرط أن يُنكر ومن ثم تجبرونه على البيعة كرهاً؟! ما لكم كيف تحكمون؟
يا قوم قد اقترب العذاب وأنتم لا تزالون في ريبكم تترددون فما هو الحل لإنقاذكم وهُداكم إلى الصراط المستقيم فلن أتبع أهواءكم يا من تتبعون الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً، ولو يتبع الحق أهواءكم لما تحقق الهدى في كُل زمان ومكان إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى: { قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } صدق الله العظيم. ولربما يود أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء الأمة فيقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني يا من تلوي أعناق الآيات بغير الحق لتجعلها لنفسك إنما تلك الآية تخص محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: ويا سبحان ربي فهل تنتظرون مهدياً منتظراً يأتي متبعاً لأهوائكم وليس مُعتصماً ببصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن ثم يرد عليكم الله بما أمر به رسوله ومن اتبعه: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } صدق الله العظيم. فانظروا للمنطق الحق { أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي }، فلما تحصروا بصيرة القرآن أنه بصيرة لمحمد رسول الله وحده وليس لمن اتبعه كونهم لا يفقهون ما في القرآن ولا يعلموا ما أنزل الله فيه من الآيات البينات؟ أفلا تتقون؟ ثم يرد عليكم الله في محكم كتابه ويقول:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم.
ويا قوم اجمعوا أمركم بينكم وتفكروا في حقيقة دعوة الإمام ناصر محمد اليماني كما يلي:
1- فهل ناصر محمد اليماني يدعو إلى عبادة غير الله سُبحانه.
2- وحتى ولو كان ناصر محمد اليماني يدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له فهل يدعو إلى سبيل ربه على بصيرة من الله للعالمين.
3- وحتى ولو ناصر محمد اليماني يحاجّ الناس بالقرآن العظيم فتدبروا فهل يأتي بتفسير للقرآن من عند نفسه اجتهاداً منه أم يأتي بالبيان الحق للقرآن يستنبطه من ذات القرآن بآيات بينات للعالم والجاهل.
فإن تبين لكم أنه ينطق بالحق ويهدي إلى الصراط المُستقيم فقد أقيمت عليكم الحُجة لو لم تتبعوا الدعوة إلى الله على بصيرة من الله. ولربما يقاطعني أحد مُفتيي الديار الإسلامية فيقول: "وحتى ولو كنت رجلاً واسع العلم فكيف نتبعك لأن الله زادك بسطة في العلم على كافة علماء الأمة؟ فليس هذا يعني أنك المهدي المنتظر." ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فكيف تعلمون المهدي المنتظر الحق من ربكم إذا جاء قدر بعثه المقدور في الكتاب المسطور؟ فهل تنتظرونه يأتيكم بكتاب جديد من رب العالمين غير هذا القرآن؟ ومعلوم جوابهم وسوف يقولون: "بل نعلم أنه المهدي المنتظر بسبب خسف بالبيداء" !! ومن ثم يرد عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: "فهل تنتظرون أن تصدقوا بناصر محمد اليماني حتى يخسف الله بكم الأرض؟ فكيف لا يُصيبكم العذاب وأنتم ظالمون بل ترونه سيصيب قوماً آخرين ومن ثم تصدقون؟ ولكن الله قال في محكم كتابه:
{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } صدق الله العظيم
ونعم أن ظهور المهدي المنتظر سيكون بسبب حدوث آية عذاب أليم يشمل قرى المُسلمين والكُفار المُعرضين عن اتباع ذكر الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى كافة قرى البشر فاتخذوه مهجوراً وكأنه لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً وصار له بين أيديهم أكثر من ألف سنة، فقد أمهلهم الله كثيراً ولا يزالون يتخذونه مهجوراً مُسلمهم والكافر، فأما المُسلمون فلم يتبعوا من القرآن إلا ما وافق لما لديهم من الأحاديث، ولكن حين يأتي حديثٌ مخالفاً لمحكم كتاب الله فينبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ويتبعون ما خالفه، وجعلوا الأحاديث هي المرجع للقرآن؛ فما خالف من الأحاديث لمحكم القرآن فلا يتبعون القرآن بل يتبعون الحديث المُخالف له. فكيف أنهم يرون الحق باطلاً والباطل حقّاً؟ فكيف لا يعذبهم الله عذاباً نُكراً؟
ويا قوم إنما أطيل في بياناتي فأجهدُ نفسي بالحق لعلي أتمكن من إنقاذكم بالتصديق، فإنه نبأ عظيم أنتم عنه مُعرضون، فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه أن كوكب العذاب في طريقة ليمر على الأرض من أطرافها لينقصها من الكفار بالذكر الذي أدعوكم إلى الإحتكام إليه وإتباعه فكيف تروني على ضلال أنا ومن اتبعني؟ ألم يقُل الله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا } صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم، فلما لا تريدون أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم؟ ألا وإنما الإعتصام به هو إتباعه والكفر بما خالف لمحكمه سواء يكون في التورات أو في الإنجيل أو في السنة النبوية، أم لم يفتيكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حبل الله الذي أمركم الله بالإعتصام به والكفر بما خالفهُ؟ وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ إن هذا القرآن سببه طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم ]، وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { وَهَذا كِتابٌ أَنزَلنَاهُ مُبارَكٌ فاتَبِعُوهُ واتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمَونَ } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم
فما خطبكم مُعرضين عن الدعوة إلى الإحتكام إلى كتاب الله واتباعه والكفر بما خالف لمحكمه كونه الكتاب الوحيد الذي عهد الله ليحفظه من التحريف والتزييف؟ ويا قوم وتالله لو يعذبكم الله أنها أكبر مصيبة لدى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حتى ولو كان ذلك نصراً لي من ربي، ولكن هدفي إنقاذكم ولا أريد أن يُصبكم عذابُ الله، بل أقول: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } صدق الله العظيم
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ