السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد أمرنا الامام المهدي ناصر محمد اليماني أن نحاور الباحثين عن الحق
بكل تأن وروية وبالتي هي أحسن ونسمع من الأخ الكريم وندعو الله تعالى
أن يفتح بيننا وبينه بالحق ، وأقول للأخ الكريم أن فوق كل ذي علم عليم وأن وصولك الى
الله هو وصولك اليه بالعلم ، والذي عقد العزم على الوصول وجاهد علما وطاعة ومعرفة
تبين له أنه الحق ، فاعلم أخي الكريم أنه لا اله الا الله ، واعلم أن هناك المحكم في كتاب
الله عز وجل وأن هناك السنة النبوية المطهرة وما وافق محكم كتاب الله عز وجل ، واعلم
أيها الأخ الكريم أن معرفة الله تعالى لم تكن أبدا مفقودة بل موجودة لأنها مبنى حق
ومعرفة الله تعالى من أعز المعارف ومن شهد في الأكوان فاعلا مدبرا ثم نسي فانها
لم تنطبع في مرآته ولكي تنطبع في مرآته وقلبه عليه أن يعيش شاهدا لها في تفكره
وتدبره وتذكره أولئك هم أولو الألباب والعقول ، وهذا ما يجعل همة العبد عالية بيقين صحيح
وعلم لا يتحول ولا يتغير في القلب ، ومن له هذه الرؤية المحققة بالعلم كان من العابدين
المتحققين وليس من العابدين المقلدين وما أكثرهم في عصرنا و الذين لا يروا أبعد من أنوفهم
وان كنت أخي الكريم ممن صدقوا العهد مع الله وكنت متدبرا لكتابه العزيز وتعلم أنه هو سبحانه
العفو الكريم والبر الرحيم وأنت متذلل اليه متضرع لجلاله مستعطف لعفوه ورحمته وتدعوه أن يرحم
ذلك وفقرك وأن يبسط رداء عفوه وحلمه وكرمه عليك ، فان كانت هذه هي حدود معرفتك بربك
فهذا يعني أنك لم تكن متدبرا لآيات الله عز وجل عن حق ، وكم من آية عظيمة ظاهرة كالشمس
ولم يتم تداركها بالعلم وهذا معين على من هم خبيرون بالرحمن من وهبهم الله العلم رحمة منه
والله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز (ورضوان من الله أكبر ) الآية ، وهذا يعني الكثير أيها الأخ
الكريم وعليك التمعن والتدبر في هذه القصة المبسطة التي تبين حقيقة عظيمة
(غضب رجل على عبده فاستشفع اليه برجل فعفى عنه فأخذ العبد يبكي ويبكي ، فقال الشفيع
للعبد : أليس قد عفا عنك سيدك فما يبكيك ؟ فقال العبد : حصل لي العفو وبقي الرضا ولا سبيل اليه بشافع )
أخي الكريم الغاية من العبادة لها حقيقة سامية فمقام الرضا مقام عظيم ورضوان الله تعالى مقصدنا في عبادتنا لمولانا الحق ونسأله ونتوسل اليه ونسترحمه ونسترضيه لا لشيء الا لتحقق رضاه الأكمل ورضوانه الأكبر الذي يوجب عفوه ورحمته من عطاءه الأوسع الممتد بامتداد هذه المعرفة الحقة من كلام الحق رب
العالمين الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ، رحمة أرحم الراحمين .