الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 09 - 1431 هـ
28 - 08 - 2010 مـ
07:54 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ
نبيٌّ يتشفّع لولده من العذاب في مُحكم الكتاب ..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [هود].
فقد ارتكب خطأً في حقّ ربّه بغير قصدٍ من رسول الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام، فقد ألهَتْهُ الرحمة بولده عن التفكّر في حال ربّه فيقول: إذا كان هذا هو حالي فكيف حال الله أرحم الراحمين؟
وبما أنّ نوح كان يجهل سرّ الشفاعة بين يدي الربّ لعباده من عذابه فقد سأل الله ما ليس له به علمٌ وهو سرّ الشفاعة ولكنّه لم يقل صواباً؛ بل كان يشكو إلى ربّه رحمة الوالد بولده، وقال: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم، فنسي حال من هو أرحم بعبده من الوالد بولده؛ الله أرحم الراحمين، فأخطأ في حقّ ربّه كونه تجرَّأ أن يشفع بين يدي ربّه لولده من عذاب الله! ولذلك كان في ردّ الله لنبيّه نوحٍ عليه الصلاة والسلام شيءٌ من الغِلظة فقال: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].
فأدرك رسول الله نوح أنّه تجرّأ على الشفاعة بين يدَي ربّه وهو لا يحقّ له، وعلِم أنّها ليس كما يعتقد بأنّ العبد يمكن أن يشفع لأهله بين يدَي ربّه، ولذلك أدرك نوحٌ خطأه عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
فهل تعلمون يا أحبّتي الأنصار ما يقصد الله تعالى بوعظه لنبيّه نوحٍ بقوله تعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم؟ ويقصد إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين الذين يعتقدون الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وليس له علم عن سرّ الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، وقد علم الله أنّ نبيّه نوح سوف يسأل الشفاعة بين يدي ربّه من العذاب لولده، ولذلك قال الله لنبيّه من قبل: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولكنّ نبيّ الله نوح تجرَّأ بين يدي ربّه وسأله الشفاعة لولده، ولكنّه ليس له علمٌ بسرّ الشفاعة، ولذلك لم يشفع إلا لمن ظنَّ أنّه ولده، ولو أنّه قال: "اللهم إنك أرحم بقومي مني وأرحم بولدي مني لأنك أرحم الراحمين، اللهم إن آمنوا فاكشف عنهم العذاب برحمتك يا أرحم الراحمين" إذاً لاستجاب الله وكشف عنهم العذاب ثم يؤمنوا برسول الله نوح عليه الصلاة والسلام أجمعين فيمتعهم الله إلى حينٍ كما فعل الإمام المهديّ فدعا ربّه إن آمن الناس بعد أن يغشاهم العذاب من الدخان المبين أن يكشف عنهم العذاب برحمته التي كتب على نفسه فهو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، ولذلك سوف يجيب الله دعوة عبده فيكشف عن الناس العذاب حين يؤمنون برغم أنّ الإيمان لا ينفع حين رؤية العذاب، سُنَّة الله في الكتاب، ولكن تقبل الله دعاء الإمام المهديّ وزمرته المُكرّمين.
فبوركتَ يا ابن عمر ومعشر الأنصار السابقين الأخيار وبورك آخرون لا تحيطون بهم علماً من الأنصار المُكرّمين.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=2138
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى ختام مسكهم سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين المباركين والصحب المخلصين والسلام على إمامنا صاحب الحجة الداحضة والبرهان المبين وعلى آل بيته الطاهرين وأنصاره صفوة العالمين
أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله -
وأشهد أن إمامنا ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر الذي بشرنا به جده محمد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وشهد له أنه سيرضى عنه سكان السموات والأرض -
وأشهد أن الله سبحانه وتعالى قد أصطفاك وآجتباك وعلمك أجل العلوم فصرت الخبير بالرحمن وبأحوال ربنا تبارك وجل في علاه - وأنك علمتنا سر الوسيلة ومعنى الدرجة العلية الرفيعة وسر الشفاعة و الإسم الأعظم كما لم يخبر بهم أحد من قبلك فلم نسمع بذلك لا في كتب ولا من المشايخ فلله درك يا إمام الهدى والرشاد
صدقت لما قلت أن الله تعالى هو أرحم الراحمين وصدقت لما قلت أن أسم الله الأعظم هو نعيم أعظم من الدنيا وما حوت ومن الجنة وما حوت وكون إسم الله الأعظم هو روح من الله يهديها لمن يشاء من عباده فيجد حلاوتها في قلبه نعيم أعظم من كل شيئ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه
والحقيقة يا إمامي كنت قبل أن يدلني الله عليك كنت أتمنى أن يكون الله تعالى راض عني أنا في الدرجة الأولى وعن من أحب والديا وذريتي وكانت تلك غايتي لأني لم أكن أعلم أن الله تعالى سيكون متحسرا على الآخرين طالما أني أنا سعيت لمرضاة ربي سبحانه وتعالى أما الغير فأقول إن الله خلق لهم عقول يميزون بها أحب لهم الخير ولكن ليس لدرجة أن لا أرضى إذا أدخلني ربي لجنته برحمته فالحقيقة أن تلك كانت غايتي - إلاهي إن لم يكن بك غضب عليا فلا أبالي -
ولكن بينت لنا حقيقة أسم الله الأعظم وعلمتنا سر الوسيلة والشفاعة علمت أنك يا إمامي حقا الخبير بالرحمن وأن الله تعالى ألهمك سر الوسيلة وأنك لن ترضى ما دام الله تعالى لم يرضى في نفسه ؟
فيا سبحان الله كيف يرضى حبيب وحبيب متحسر في نفسه ؟
ولن يتحقق رضاك إلا برضى مولاك الكلي فلا يكون سبحانه وتعالى متحسرا في نفسه فيا سبحان من ألهمك ودلك على هذا - وأشهد الله تعالى أني أتخذت غايتك غايتي فأصبحت همي ليلي ونهاري وخرج من قلبي حب كل شيء ماعدا حب أن يكون ربي راض في نفسه تعالى - وأني سأدعوا ثبورا وثبورا ولن يلذ لي طعم الجنة وما حوت حتى يكون حبيبنا راض في نفسه
حباك ربك وأعطاك ما لم يعط أحدا من قبلك ولا بعدك ولو كان هذا العلم والسر الجليل معلوم بين من سبقونا لكان وصلنا ولكني لم أقرأه ولم أسمعه إلا منك يا إمامي - فصلاة الله وسلامه عليك وعلى آبائك وأجدادك في كل لمحة وحين وبلغك غايتك والمرام والمقصود في رضوان نفسه الأعظم ونصرك على من عاداك وعجل الله بنصرك ومكن لك في الأرض حتى تملئها عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجور
ختاما لا يسعني إلا أن أقول :"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "
وأقسم بالله الذي لا إلاه غيره أني كنت من المشركين بالله ولم أكن أعلم ذلك فآبتعثك الله هاديا ومرشدا فأخرجتني من الظلمات إلى نور التوحيد بالله تعالى وكونه أرحم الراحمين فجازاك الله عنا خير الجزاء وخير ما يجازي به إماما عن أتباعه ومرشدا عن الذين عملوا بعلمه
وآخر دعوانا أن سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين