الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 07 - 1431 هـ
11 - 07 - 2010 مـ
06:52 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=5448
ــــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ..
سلامُ الله عليكم أحبّتي في الله وتقبّل الله بيعتكم جميعاً وثبّتكم على الصراط المستقيم وأحبّكم وقرّبكم حتى تعلموا علم اليقين أنّ النعيم الأعظم هو حقاً في حبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه فتتنافسون في حبّ الله وقربه أيّكم أقرب وترجون رحمته وتخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذوراً.
فكم يُحِبّكم الإمامُ المهديّ في الله، فلو تعلمون كم هو ذليل على المؤمنين لوجه الله لأنّه ليس من الذين يريدون عُلوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين.
أحبّتي في الله المبايعين للإمام المهدي، فإنّما تبايعون الله في كل زمانٍ ومكانٍ فإذا مات محمدٌ رسولُ الله والإمامُ المهدي فإنّ اللهَ حيٌّ لا يموت وله البيعة، وإنّما الإمام المهدي ومحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبايعون لله أمثالكم، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الفتح].
وكذلك أحبّتي الأنصار يجب أن تكون البيعة حقّاً بمعنى أنّه لا يجوز لأحد الأنصار أن يُلقي مُبايَعتين بمُعرّفين مُختلفين حتى يزعم الزوار أنّه مبايعٌ جديدٌ فهذا مُحرَّم في ناموس دعوة الإمام المهدي، فإذا كذَبنا على الناس فكيف يصدّقوننا؟ بل اِتّقوا الله وكونوا مع الصادقين، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولسوف ينفعُ الصادقين صدقُهم بين يدي الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
والصِّدق هو أن تكون صادقاً مع ربّك فلا تعبد سواه لأنّه يعلم ما في قلبك، وكذلك تكون صادقاً مع نفسك ومع الناس من حولك، ومن تحرّى الصدق كتبه الله صدّيقاً بالحقّ، ولا تُعوِّدوا أنفسكم على الكذب، فما يزال الرجل يكذب حتى يصرف الله قلبه فيكتب عند الله كذّاباً لأنّها تأتي نزغات يودُّ المرء أن يكذب؛ بل ذلك طائف من الشيطان يوسوِس لكم أن تكذبوا، فاستعيذوا بالله إنّه هو السميع العليم، وغفر الله لكم وللإمام المهدي معكم ولجميع المسلمين إنّ ربّي غفورٌ رحيم، وزادكم الله بحُبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، فلتكن حياتكم من أجل الله فترسمون الهدف الذي تعيشون من أجله، فليكن لكم هدف من أموالكم لتنافسوا بها في حبّ الله وقربه، وكذلك فليكن لكم هدف من أولادكم ليكونوا للمتّقين إماماً، واعلموا أنّما أموالكم وأولادكم من الله فتنةٌ لكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٧﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
وإنّما المال والبنون زينة الحياة الدُّنيا، فلا ترضوا بزينة الحياة الدُّنيا بل تمنّوا المال والبنين من أجل الله، ألا إنّ ذلك قربة لكم عند ربّكم أن تربّوا أولادكم على الدين والعلم لتنفعوا بهم الإسلام والمسلمين ليحملوا الرسالة إلى العالمين من بعدكم.
ويا معشر الآباء والأمهات فلتنذروا بأولادكم لربّكم عسى أن يتقبّل منكم إنّه هو السميع العليم، فليكن هدفكم من الأولاد كما هدف أمّ مريم عليها الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
بمعنى أنّها تريد من الله أن يرزقها طفلاً لتنفع به الدّين وليس حُبّاً في البنين فحسب بل لها هدفٌ عظيمٌ، وما كان سبب حزنها حين وضعتها أنثى كمثل حُزن الجاهلين الذين إذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مُسودّاً وهو كظيم، كلا وربّي بل سبب حزنها أنّها كانت تريد صبيّاً ينفع به الدين، ولذلك قالت: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣٦].
فانظروا لإيمان هذه المرأة وعلمها {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}؛ أي عسى وأنَّ الله استجاب لدعوتي وهي لا تزال في بطني فيجعل فيها خيراً للإسلام والمسلمين، ولكنّه تبيّن لكم أنّ الله حقاً أجابَ دعوتها وجعل ابنتها آيةً للعالمين وخلق منها ذكراً كريماً عبداً لله وجعله نبيّاً من المرسَلين وآيةً للعالمين صلى الله عليه وملائكته وجميع المسلمين ولا نُفرِّق بين أحدٍ من رسل الله ونحن له مسلمون، فلا فرق لدينا بين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا فرق بين جميع المرسَلين صلى الله عليهم وآلهم ونسلّمُ تسليماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٨٥].
{قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وما الإمام المهدي إلا داعية إلى الله على نهجهم على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين، ولا أقول على الله ما لم أعلم؛ بل آخذُ العلم بحظٍّ وافرٍ من القرآن العظيم بالتدبّر والتفكّر حتى لا أُضِلّ نفسي وأمّتي فأتحمّل ضلالي مع ضلالهم وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وقال الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل]، وذلك لأنّ الفتوى من عالم للأمّة بغير علمٍ تكون سبباً في ضلال أمّةٍ بأسرها عن الحقّ، فما الذي أجبره على أن يغامر فيفتي بغير علمٍ وبصيرةٍ أكيدةٍ من ربّ العالمين؟ بل باتّباع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ومن ثم يقول: "والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي". هيهات هيهات؛ بل الحقّ أن يتّقي الله فيقول: "لا أعلم"؛ إذا لم يكن متأكّداً من فتواه أنّها الحقّ على بصيرةٍ من ربّه.
ولربما يقول المؤمن: "فما دامت القضية خطيرة إلى هذا الحد فالأحسن لي أن لا أكون عالِماً للأمّة حتى لا أُوَرِّط نفسي". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: هيهات هيهات؛ فإنّ الفرق لعظيم بين العالِم الذي يُعلّم الأمّة أمُورَ الدين وبين المسلم العادي الذي لا يهتم أن يكون سراجاً منيراً للأمّة، وأما تخوّفك من مسؤولية العلم فالأمر بسيط، فتأكّد من البصيرة التي أنت عليها، فهل هي حقاً من الرحمن أم من عند الشيطان؟ واستخدم العقل والمنطق ولا تقفُ ما ليس لك به علم، فهل من الرحمن أم من الشيطان؟ واستخدم عقلك، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ودائماً ما كان من الشيطان فهو يأتي مُخالفاً للعقل والمنطق، وما كان من الرحمن فهو يقبله العقل والمنطق، فكونوا من أولي الألباب أولئك هم خير الدّواب، وأما شرّ الدواب هم الذين لا يعقلون فهم لا يتفكّرون هل هم على الحقّ أم على ضلالٍ مبينٍ، أولئك هم أصحاب الاتِّباع الأعمى في كل زمانٍ ومكانٍ، وأصحاب الاتِّباع الأعمى هم الذين يتَّبعون مَنْ قبلهم من غير تفكُّرٍ ولا تدبّرٍ ويقولون أنّهم أعلم وأحكم، ولذلك لا يسمحون لأنفسهم أنْ يتفكروا فيما وجدوا عليه آباءهم؛ هل كانوا على الحقّ أم كانوا على ضلالٍ مبينٍ؟ ويُدرَك ذلك بالعقل والمنطق الفكريّ لدى الإنسان، ولذلك تجدونني أنهى أنصاري من أن يتَّبعوا ناصر محمد اليماني بالاتِّباع الأعمى ويقولون هو أعلم وهو أحكم مني، بل يردوا فتواي إلى عقولهم فهل تتعارض مع العقل والمنطق؟ فهذه خطوة أولى، ومن ثم ينظرون فهل تتعارض مع محكم كتاب الله؟ وهنا يتبيّن لهم الحقّ من الباطل. أما الذين لا يعرضون ما وجدوه في كتيّباتهم على كتاب الله؛ هل يخالف لمحكمه في شيء، فأولئك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، فما الفائدة إذاً من أن يحفظ الله هذا القرآن العظيم من التحريف والتزييف إلا ليكون المرجع للتوراة والإنجيل والسُّنّة النبويّة، فما خالف لمحكمه فيهما جميعاً فلتعلموا علم اليقين أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فإنّ ذلك العلم جاءكم من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر لا شكّ ولا ريب، وإنّي لكم ناصحٌ أمينٌ يا معشر المسلمين فاتّبعوني أهدِكم صراطاً سويّاً غير ذي عِوَجٍ لعلّكم تهتدون.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين، وتقبَّل الله بيعتكم جميعاً يا أحباب قلب الإمام المهدي وقرّة عينه، تقبَّل الله بيعتكم وزادكم بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه إنَّ ربي لغفور رحيم..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________