الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 08 - 1433 هـ
10 - 07 - 2012 مـ
10:41 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=50867
ــــــــــــــــــــ
فكم تشرح صدر المهديّ المنتظَر ردودكم يا معشر الأنصار الموقنين أحباب ربّ العالمين كما يشرح البيان الحقّ صدوركم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ويا أحبتي الأنصار، وتالله إنّ الإمام المهديّ ليتدبر في ردودكم واحداً واحداً وأستمتع ببعضها وينشرح بها صدري خصوصاً بيانات الموقنين منكم الذين يبصرون الحقّ جليّاً لا غبار عليه، وآخرون من الأنصار لما يتمم الله لهم نورهم ولا حرج عليهم كأمثال حبيبي وقرة عيني أحمد السوداني رضي الله عنه وأرضاه؛ سوف يتمِّم الله له نوره فيجعله من الموقنين، فكذلك كان صحابة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكونوا من الموقنين جميعاً في آنٍ واحدٍ؛ بل كلما نزلت آيةٌ جديدةٌ تزيدهم إيماناً بالحقّ من ربّهم ويستبشرون أنهم على الحقّ من ربّهم، وأما المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون المكر والصدّ عن الذكر فتزيدهم رجساً إلى رجسهم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ونستنبط من هذه الآية درجات اليقين في قلوب صحابة محمد رسول الله -صلى الله عليهم وأسلّم تسليماً- أنّ اليقين لم يأتِ إلى قلوبهم جميعاً جملةً واحدةً بل كلما جاءت آيةٌ جديدةٌ يزيد نورهم شيئاً فشيئاً فيستبشرون أنهم على الحقّ المبين، كون أعداء الله يسعون الليل والنهار إلى تشكيكهم في الحقّ من ربّهم ولكن الآيات تتنزل على مكثٍ لتثبيتهم كمثل أنصار الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور، فكلما أراد المرجفون تشكيكهم أو أشكل عليهم فَهْمُ بعض أسرار البيان ومن ثم يأتي بيانٌ آخر فأزال الريبة من أنفسهم وزادهم إيماناً وهم يستبشرون أنهم على الحقّ من ربهم فتطمئن قلوبهم وتقرَّ أعينهم، ومثلهم كمثل صحابة رسول الله المكرمين كلما تَنَزَّلت آيةٌ تزيدهم إيماناً بالحقّ من ربهم وهم يستبشرون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ويا أحبتي في الله، فمن مسّه طائفٌ من الشيطان فليتذكر حقيقة النّعيم الأعظم ومن ثم ينظر إلى قلبه فهل يجد في قلبه أنه سوف يرضى بملكوت الجنة ونعيمها وحبيبه متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم من الضالين؟ ثم يجد الإصرار يتجدد في قلبه من جديد على الثبات على العهد الذي قطعه على نفسه لربه أن لا يرضى حتى يرضى، فإذا هم مبصرون فأبدلهم باليقين وأذهب طائف الشيطان الرجيم من قلوبهم وطهرهم تطهيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:201]
ويا أحبتي الانصار السابقين الاخيار فاحذروا طائف الشيطان من غير سلطانٍ مبينٍ في التشكيك في الحقّ من ربكم؛ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ فكونوا من الشاكرين. ولم يحدث الطائف في قلوبكم جميعاً؛ بل في قلوب بعضٍ منكم فتذكروا إصراركم على تحقيق النعيم الأعظم، فوالله لا يفتننكم الله عن الحقّ ما دمتم مصرّين على تحقيق النعيم الأعظم فتقولون: "لن نرضى حتى يرضى ربنا حبيب قلوبنا". واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله وبلّغوا البيان الحقّ للقرآن ما استطعتم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، فما أعظم أجور المبلغين البيان الحقّ للعالمين، وما أبلغ أجور المترجمين البيان الحقّ إلى لغات العالمين كون القرآن العظيم رسالة من الله شاملة للناس أجمعين.
فبلغوا ولا تملّوا ولا تهنوا ولا تستكينوا واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم ترحمون، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وبشرّوا وادعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تنفروا واكظموا غيظكم وإن شتمكم الناس فذلك مما وعدكم الله به. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} صدق الله العظيم [آل عمران:186].
ولربّما يودّ أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور ممن ألقى الله في قلوبهم حباً عظيماً للإمام المهديّ أن يقولوا: "يا إمام ناصر محمد نحن قادرون على الصبر والتحمل في سبّنا وشتمنا بكل لغات العالم فسوف نصبر ونكظم غيظنا من أجل الله ونعفو عن الناس في حقنا، ولكن يا إمامنا إنك لا تعلم حين نجدهم يلعنونك ويسبّونك ويشتمونك فهنا ينفد صبرنا فلا نستطيع أن نكظم غيظنا من شدة حبنا لخليفة الله الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: " يا أحباب قلبي وأحباب جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يا أحباب الله؛ قوماً يحبهم ويحبونه، إني أشهد الله وأشهدكم وكفى بالله شهيداً أن قد عفوت عمن ظلمني بما ليس فيني أو شتمني أو سبني أو لعنني من المسلمين، وأقول: اللهم اغفر لأحبتي في الله المسلمين فإنهم لا يعلمون أنهم يسبّون ويشتمون خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، اللهم فاغفر لهم، اللهم إنهم في ذمتك، اللهم لا تغضب عليهم ولا تصبهم بحصائد ألسنتهم في الإمام المهديّ، اللهم إني عبدك قد عفوت ما تقدم منهم من الأذى وما تأخر لوجهك الكريم، اللهم فاعف عنهم واغفر لهم وأهدهم من أجل عبدك وأنت أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، يا من وسعت كل شيءٍ رحمةً وعلماً، يا أرحم الراحمين.
ويا أحباب الله ورسوله وخليفته فإذا سمعتم أحد المسلمين يشتم الإمام المهديّ فليكن جوابكم عليهم الاقتباس من بياني هذا فبشروهم أني قد عفوت عنهم مسبقاً ونهيت أنصاري عن الأخذ بثأر إمامهم برد السبِّ والشتم وأن يقولوا سلاماً ويعرضوا عن الجاهلين"، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم في دين الله الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين الشياطين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ