فلله المحيا والممات وهو أعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، وهو أعلم بالسر وأخفى.
فإن أحسن الأمير محمد فقد أحسن لنفسه وإن أساء فلنفسه وإلى الله المصير.
ونعلم يا إمامنا بأنك ما تفعله عن أمرك بل هي أوامر الله تعالى بإعلان الأحداث وقتما يحب ويرضى وإلى الله ترجع الأمور.
وسمعاً وطاعة يا خليفة الله ونسأل الله أن يهدينا بأن نأخذ ما نكلف به بقوة حتى نكون عند الله من المقربين عبيد النعيم الأعظم من أي نعيم.
فلئن سأل الله أحد عبيد النعيم الأعظم وقال له يا عبدي قد جعلتك أقرب عبد إلى ربك وأعطيتك درجة الوسيلة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد فادخل جنة النعيم ذلك يوم الخلود لك فيها ما تشاء، فهل ترضى؟
فيقول ما معناه: وعزتك ربي وجلالك أني لن أرضى حتى ترضى، لا متحسرًا ولا حزينًا ولا غضبانًا، فلم يكن هدفي من الحياة هو الملك والملكوت والفواكه واللحوم والحور العين ولحم طيرٍ مما يشتهون، وإنما كان لي غايةً أخرى علَّمني بها عبدك وخليفتك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وهي أن أتخذ رضوانك غاية وليس وسيلة، أي إني لم أكن أعيش لكي أدخل الجنة، بل كنت أعيش وما زلت أعيش ربي لكي أرضيك، وليس لأرضيك عني فقط، بل لأرضيك في نفسك فغايتي أن تكون راضياً في نفسك.
وذلك كله مما تعلمته من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
فليعيش أو يموت كافة من في الملكوت فلن أرضى حتى ترضى ربي.