الموضوع: التسبيّح في رمضان وغير رمضان هو الإستغفار

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. افتراضي التسبيّح في رمضان وغير رمضان هو الإستغفار

    سؤال للإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه السلام ، وهو :

    هل التسبيّح من الأقوال والأعمال المفضلة أثناء الصوم وفي غيّر أوقات الصوم !

    وهل التسبيّح يعني الإستغفار ؟ وهل كل الأوقات مفضلة للتسبيّح ! أم هناك وقت بعينه أفضل من وقت أخر ؟؟؟

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20635 من موضوع التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار، وبيان لمنهج الإمام بالاعتصام بكتاب الله وسُنَّة رسوله الموافقة لكتاب الله..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 09 - 1432 هـ
    22 - 08 - 2011 مـ
    07:25 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار
    وبيان لمنهج الإمام بالاعتصام بكتاب الله وسُنَّة رسوله الموافقة لكتاب الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..

    والسائل يسأل عن صحة الحديث النّبويّ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال:
    [من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر]. متفق عليه

    وبما أنّ ناصر محمد اليماني لا يعتمد على الاتّفاق على الحديث ولا يبحث في صحة الرّواة، هل هم ثقات؟ فما لي وما لهم! وربّهم أعلم بما في أنفسهم، ولا أطعن في أيٍّ من رواة الأحاديث النبوية؛ بل أقوم بمهمّتي كما أمرني ربّي أن أقوم بعرض الأحاديث المرويَّة على محكم القرآن العظيم، وعلّمني ربّي أنّ ما كان فيها حديثاً مفترًى فإنّني سوف أجده يأتي مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم أو مخالفاً لعدّة آيات، وأما الحقّ من الأحاديث فتأتي موافقةً لما في مُحكم كتاب الله أو لا تخالفه.

    وعليه فسوف نقوم بعرض هذا الحديث على الكتاب، فهل نجد التسبيح هو من الاستغفار؟ ومن ثمّ نجد الحُكم الحقّ في محكم الكتاب أنّ التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار إذا رافقه الإقرار بالذنب وعدم الإصرار على الاستمرار.

    بل استطاع رسول الله يونس (عليه الصلاة والسلام) أن يغيّر حكم الله في القدر المقدور في الكتاب أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ويُعَمِّرَ، وكذلك يُعَمِّرُ الله سجنَه؛ الحوتَ الذي يتجوّل به في باطن البحر في ظلمات بعضها فوق بعض، وقال الله تعالى:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ‌ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    إذاً تبيَّن لكم أنَّ الاستغفار مع نطق شهادة التوحيد الحقّ والتسبيح والإقرار بالذنب مع عدم الإصرار لهو من أعظم الاستغفار، وتُغَيِّرون بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب المسطور كما غيَّره رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام حسب فتوى لكم في محكم كتابه:
    {فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    بل غيّر بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب كون الحكم عليه في الكتاب بالسّجن المؤبّد إلى يوم البعث، وحكم الله عليه بعدم الموت وعدم موت سجنه المتحرّك (الحوت) إلى يوم البعث، ولكنّه بالتسبيح مع الاعتراف بالظلم وعدم الإصرار استطاع أن يُغيّر القدرَ؛ الحكم الذي قدّر الله له في الكتاب في علم الغيب، وإنّما غيّره بالدعاء وأنّ الله على كل شيء قدير، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَ‌اءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَ‌ةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وبذلك التسبيح واعترافه بظلم نفسه غفر الله له وأعاد إليه مكانته وأتمّ به رسالته إلى قومه مرةً أخرى:
    {وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، وسبق تفصيل قصة نبيّ الله يونس من الكتاب وسبب إيمان قومه أجمعين وسبب كشف العذاب عنهم وفصَّلناها تفصيلاً.

    ويا أحبّتي في الله إياكم والطعن في أيٍّ من الأحاديث النّبويّة حتى تعرضوه على مُحكم كتاب الله لكشف حقيقته هل هو حديث من عند الرحمن ورسوله أم حديث من عند الشيطان عن طريق أوليائه؟ وقد علّمكم الله أنّ الحديث النّبويّ المفترى عن النبيّ زوراً وبهتاناً أنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، كون الأحاديث النّبويّة الحقّ التي نطق بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ومن خلال ذلك نعلم أنّ القرآن وأحاديث سُنّة البيان جميعهم من عند الرحمن، وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، غير أنّ الله علّمني أنّ الأحاديث النّبويّة لم يَعِدكم بحفظها من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف، وأمركم أن تَعْرُضوا الأحاديث النّبويّة على آيات الكتاب المُحكمات البيّنات، وأفتاكم الله أنّ الحديث النّبويّ إذا كان من عند غير الرحمن (أي من عند الشيطان) فسوف تجدون بينه وبين حديث القرآن المحفوظ في محكم القرآن اختلافاً كثيراً، كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم أمر الشيطان المُخالف لمُحكم القرآن إلا قليلاً، فاتّقوا الله واكفروا بما يخالف لمُحكم القرآن العظيم في أحاديث السُّنّة النّبويّة كونه حديث مُفترى من عند غير الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تتفرّقوا، ولكنّكم تفرّقتم! فطائفة اعتصمت بمجمل القرآن بشكل عام وأعرضت عن سُنة َّالبيان، وأخرى اعتصموا بسُنَّة البيان الباطلة منها والحقّ وأعرضوا عن محكم القرآن. هيهات هيهات؛ بل الحقّ هو أن تعتصموا بكتاب الله وسُنّة رسوله، وإذا وجدتم ما يخالف لمحكم القرآن في السُّنّة النّبويّة فلا تتفرّقوا بل اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم أصدق الحديث؛ كونه حديثٌ محفوظٌ من التحريف والتزييف فذلك هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به وعدم الاختلاف، وهو حبل الله الممدود للناس جميعاً من السماء إلى الأرض لمن أراد ان يعتصم بالله العظيم فعليه أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم ويكفر بما يخالف لمحكمه سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، وقال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    ومن ثم بيَّن الله لكم حبله الذي أمركم بالاعتصام به والكفر بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان المُبين لمن يريد أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء القرآنيّين فيقول: "لماذا أمرُ الله جاء بالمفرد؟ قال الله تعالى
    {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ولم يقل فاعتصموا بهما؟ أليس هذا دليل على أنّ الله أمرنا فقط باتِّباع القرآن العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك لمن الجاهلين يا من فرِّقتم بين الله ورسوله؛ بل أمركم الله أن تتّبعوا كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ. وأما أنّكم تجدون أمر الله في هذا الموضع جاء بالمفرد أن تعتصموا بالقرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} فذلك عندما يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة فقد أمركم الله بترك ما يخالف لمحكم القرآن العظيم وراء ظهوركم وأن تعتصموا بما يخالف لهم في محكم القرآن، كون الأمر جاء إلى الناس بشكل عام سواء النصارى أو اليهود أو المسلمين أو غيرهم أمرهم جميعاً أن يعتصموا بحبله القرآن العظيم ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم وذلك جاء الأمر بالاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم.
    وهذا أمر الله إلى المسلمين ومن ثم كذلك أمر الله به الناس أجمعين أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وأن يكفروا بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان الحقّ لمن يريد الحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنّ القرآنيّين زعموا أنّ هذا الأمر من الله يقصد به اتِّباع القرآن العظيم فقط وترك السُّنة النّبويّة! وإنّهم لخاطئون؛ بل يقصد أن تعتصموا بمحكم القرآن العظيم حين تجدون ما يخالف لمُحكمهِ في السُّنة النبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل، فاتّقوا الله أحبّتي علماء القرآنيّين فإنّكم تبيّنون القرآن العظيم بياناً خاطئاً بغير سلطانٍ من عند الله أتاكم؛ بل سلطانكم من عند أنفسكم. وكم الفرق عظيم بينكم وبين الإمام ناصر محمد اليماني يا قوم؛ كوني لم أجدكم مُتّبعين كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ جميعاً! فأمّا القرآنيّون فنبذوا سُنّة البيان المحمّديّة وراء ظهورهم واتّبعوا القرآن ففسَّروه على هواهم وحسبهم ذلك وضلّوا عن الصراط المستقيم. وأما الشيعة والسُّنة فهؤلاء نستطيع أن نقول عليهم أنّهم كلهم سُنيّون شيعة وسُنّة، كونهم معرضون عن كتاب الله القرآن العظيم واتَّبعوا الأحاديث والروايات وحسبهم الثقات، وكذلك ضلّوا عن الصراط المستقيم إلا من رحم ربي منهم ومن الناس أجمعين فاتَّبع كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولا يفرّق بين الله ورسله، فلا ينبغي أن ينطق النبيّ بقول يخالف قول ربّه، أفلا تعقلون؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُ‌ونَ بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يُفَرِّ‌قُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ‌ بِبَعْضٍ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كون منطق أنبياء الله منطقاً واحداً موحّداً يدعو الناس إلى كلمةٍ واحدةٍ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فتلك هي دعوة رسل الله أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

    ولكن للأسف صار عمر دعوة المهدي إلى العالمين في سبعة أعوامٍ ولا يزالون معرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لتحقيق الهدف من تنزيل القرآن العظيم، ألا وإنّ الهدف الحقّ من تنزيل القرآن العظيم هو للفصل بين المختلفين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، وما كان للحق أن يتّبع أهواءكم فيطيعكم باتّباع ما يخالف محكم القرآن العظيم حتى لو كان الأكثريّة على الباطل فليس الاتّباع حسب الأكثرية كمثل الحديث المفترى الذي يقول:
    [عليك بالسواد الأعظم]! وقالوا إنّ ذلك من أمر النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه قال: [إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم ]. ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: ولكن هذا برهانٌ مخالفٌ لأمر الله في محكم القرآن العظيم كون الله يفتي أن ليس اتّباع الحق بحسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم البيِّن من ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَ‌بِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً الاتّباع ليس حسب الأكثرية وإنّما يريد أعداء الله أن يخالفوا لأمر الله في محكم كتابه فأمروا باتّباع الأكثرية، والله أمر بعدم اتّباع الأكثرّية بحجّة كثرتهم فقد يكونون على باطل إذا كانت علومهم ظنّية وليَست على بصيرةٍ من ربهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    بل هذا نظام الديمُقراطية لديكم أنّ الاتّباع بحسب الأكثرية بالتصويت، ولكن لا ديمُقراطية للعبيد بين يدي الربّ المعبود فهم ليسوا بأحرار يفعلون ما يريدون؛ بل هُناك دستور قرآني عظيم فرض الله عليهم الالتزام به والكفر بما يخالف لمُحكمه فذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، فاتّقوا الله وأطيعونِ لنهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    ولربّما يودّ آخر أن يقاطعني فيقول:
    [لا تجتمع أمتي على ضلالة]، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: بل اجتمعتم على ضلالةٍ فأشركتم بالله جميعاً وتركتم التنافس إلى الله لرسله وأوليائه من دون الصالحين منكم وانتظرتم لشفاعتهم بين يدي الله ونسيتُم أنّ الله هو أرحم بكم من عبيده وهو أرحم الراحمين، فكم أنذركم رُسل الله من عقيدة الشفعاء من الأنبياء والأولياء بين يدي الله؟ وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ‌ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُ‌وا إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبرغم أنّ هذه الآية محكمة بيّنة من آيات أمّ الكتاب ولكنّكم ستجدون الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به أنبياءَه وأولياءَه سوف يعرضون عنها وكأنّهم لا يسمعونها! ألا والله إنّ ظاهرها كباطنها ويفقهها كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ إلا العميان عن الحقّ، فما خطبكم تعرضون عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون؟ فاتّبعوني يُحبِبكم الله.

    وأُشهِد الله وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهدي متّبعٌ لكتاب الله وسُنّة رسوله ولا أفرّق بين منطق الله ومنطق رسوله ولا أؤمن ببعض الكتاب وأُعرض عن بعضٍ كما تفعلون، وحسبي الله على الذين لا يريدون أن يهتدوا.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للِه ربِّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    جزاك الله عنّا خير عظيم ، حبيبي في الله وإمامنا الكريم ،

    والسؤال الأخر هو : هل يجوز الإستعانة بالمسبحة للتسبيح ، فهناك من يُحرم المسابح ؟ فما هي فتواك بالتسبيح بالمسبحة ؟؟؟


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 8255 من موضوع بل السِّبحة مُستحبّةٌ وطيّبةٌ وليست بدعةً كما يزعم الذين لا يعلمون ..


    بل السِّبحة مُستحبّةٌ وطيّبةٌ وليست بدعةً كما يزعم الذين لا يعلمون ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، بل السِّبحة مُستحبّةٌ وطيّبةٌ وليست بدعةً كما يزعم الذين لا يعلمون، وذلك حتى لا تملّوا التسبيح، ولا حرام إلا ما حرّم الله، ولا فرق أن تقول سبحان الله العظيم بحركة أصابعك كما لا فرق أن تقول سبحان الله العظيم بعدد حبّات المسْبحة؛ بل المسْبَحة كانت موجودة في عصر النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلك جاء في بيان السُّنّة ذكر أشراط الساعة الكُبرى أنّها تتابع كمثل تتابع حبّات السّبحة إذا انقطعت ويقصد المسبحة، ونعلم من خلال ذلك وجود المسبحة في عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    والتسبيح بالأصابع سرعان ما يملّه الإنسان ولكنّ المسبحة لا يكاد أن يملّها المُسبِّح بحمد ربّه، وليس ذلك بدعة وإنّما البدعة هي في الدّين أن تقولوا ما لم يقُله الله ولا رسوله، ولا أجدُ أنّ المسبحة تغيّر من التسبيح شيئاً. فويلٌ للذين يقولون على الله ما لا يعلمون، وويلٌ للمُتخلّفين المُتشدّدين بغير الحقّ الذين لا يفرّقون بين الحقّ والباطل.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    صدقت وبالحق نطقت حبيبي في الله وإمامنا المنتظر ، وبعد

    والسؤال حبيبي في الله ، عن التوبة ! فهل التوبة مع الإصرار على عدم الرجوع للذنب ، يغفر الله بالتوبة الصادقة جميع الذنوب التي تقدمت ؟؟؟


    والجواب بالحق من المهدي المنتظر ورحمة الله بالعالمين هو :

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 3918 من موضوع {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    20 - شعبان - 1430 هـ
    11 - 08 - 2009 مـ
    11:49 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=301
    ___________



    { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ } ..
    صدق الله العظيــــــم ..

    قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى: {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    السلام عليكم أخي الكريم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    فتُب إلى الله أخي الكريم متاباً ثم يغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك نظراً لأنك نويت أن لا تعود لذلك الذنب أبداً، فأبشر فلن ينظر الله إلى علم الغيب هل ستعود له يوماً ما، ولكنّه سوف ينظر إلى نيّتك في قلبك هل نويت الإقلاع عنه حتى تلقى الله بقلبٍ سليم ثم يغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك، وإذا عدت يوماً ما فإيّاك أن تيأس من رحمة الله، فتُب إلى الله متاباً ثم يغفر الله لك وهكذا حتى الموت، فإيّاك أن تيأس من رحمة الله، ولكنّي أُفتيك أنّك إذا استغفرت مع نيّة الإصرار في الاستمرار في الذنب فلن يغفر الله لك شيئاً، ولكن لو تبت إلى الله متاباً بنيّة خالصةٍ أنّك لن تعود إلى مثل ذلك غفر الله لك ما تقدّم من الذنب في ذلك حتى ولو كان يعلم أنّك سوف تعود للذنب ذاته بعد ساعة لغفر الله لك ولا يبالي، لأنّه ينظر إلى نيّتك وليس إلى علم غيب أعمالك، ولكن لو تبت من الذنب وأنت تنوي أن تعود إليه بعد خمسين سنة لما غفر الله لك ذلك الذنب بسبب النيّة السيئة بالعودة إلى الذنب ولو بعد حين، وذلك لأنّ الله يقبل توبة من تاب إلى الله متاباً مع عدم الإصرار بالرجوع إلى الذنب، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ثم أقم الصلاة لتُقيم الصّلة بينك وبين ربّك فيتّخذك خليلاً إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، واكظم غيظك واعفُ عن النّاس فلا تَنَمْ إلا وقد عفوت عن إخوانك المسلمين صدقةً منك قربة لربّك تنَلْ محبّة الله وتَفُزْ فوزاً عظيماً.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 3919 من موضوع {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=302
    __________



    { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ } ..
    صدق الله العظيـــم ..

    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} [الزمر].

    {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} [النساء].

    {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾} [العنكبوت].

    {وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾} [الفرقان:71].
    صـــــدق الله العظيــــــــم.

    السلام عليكم أخي الكريم، واعلم أنّ من تاب إلى الله فإنّه يتوب إلى الله متاباً من كافة كبائر الإثم والفواحش، فإن فُتن وعاد كُتب عليه ذنبٌ جديدٌ حتى يتوب إلى الله متاباً ثم يغفر الله له إذا نظر إلى قلبه، فإذا عبده ينوي الإقلاع من ذلك الذنب فيتوب الله عليه حتى ولو يعلم في علم الغيب أنّه سيعود فإنّه يغفر له توبته الى الله الخالصة الحاضرة نظراً لأنّه ينوي أن لا يعود لمثل ذلك.

    والأعمال بالنيّاتِ والنيّاتُ في القلوب، واعلم أنّ الله لا يغفر لمن يتوب وهو ينوي الإصرار على الذنب، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وباب التوبة مفتوحٌ حتى يأتيه الموت، فإذا جاءه الموت وهو ليس من التائبين فأراد أن يتوب فلا يتقبّل الله توبته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    الله يجزاك عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير ماجزى بِه عِباده الصالحين ياإمامنا الحبيب … وبعد

    نُريّد الآن أن نعرف الفرق بين طلب الإستغفار من أحدهم بسبب إثم أقترفناه بحقه ، وبين طلب الإستغفار الإعتقادي الذي بدون إثم يوجب الإستغفار ! ولمجرد إعتقادنا بأن هذا الشخص مُجاب الدعاء او من أولياء الله الصالحين ، والعياذ بالله من أن نجعل بيننا وبين ربنا ولي أو شفيع ..

    والجواب بالحق من إمام الموحدّين بإذن ربه الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد هو :

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 8717 من موضوع فلا تقل يا فلان استغفر لي الله! ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 10 - 1431 هـ
    07 - 10 - 2010 مـ
    09:59 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    فلا تقل يا فلان استغفر لي الله! ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    إخواني الأنصار، قد اطّلعنا على حواركم فيما بينكم حول طلب الاستغفار من العبد ليغفر ويطلب لأخيه الغفران من الربّ، وإنّما ذلك في حالة أنْ يأثم العبدُ في حقّ العبد ومن ثم يأتي العبدُ إلى أخيه العبدَ ليطلب منه العفو والغفران لكونه آثم في حقّه، ثم يتنازل العبد عن حقّه ويطلب له من ربّهما الغفران، ومن ثم يقول العبد: "اللهم إنّي قد عفوت عن أخي لوجهك الكريم وأنت أكرم من عبدك فاغفر له ما فعله بي وأنت أرحم الراحمين"، ثم يغفر الله له، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

    كمثل أولاد يعقوب إذ ارتكبوا إثماً وأذًى في حقّ أبيهم الذي أمّنهم على أخيهم يوسف، ومن ثم ألقوا به في غياهب الجبِّ وآذوا أباهم أذًى عظيماً، وبعد أن حصحص الحقّ وأقرّوا بذنبهم ومن ثم {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وإنّما يريدون أن يستغفر لهم ما فعلوه به لكونهم ارتكبوا في حقّه إثماً عظيماً حتى ابيضَّت عيناه من الحُزن، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك استغفار رسول الله يوسف لإخوته إذ أثِموا في حقّه وحقِّ أخيه، وقال الله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك الذين يؤذون النبي ويقولون: {هُوَ أُذُنٌ}؛ بمعنى إنّهم سوف يحلفون له أنّهم ما قالوا فيه ولا في الرسالة التي جاء بها إلا خيراً فيصدّقهم، وقال الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:61].

    وقال الله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ۚ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ ۖ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة]، ولن يغفر الله لهم حتى ولو استغفر لهم رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما لم يستغفروا الله من خالص قلوبهم فيتوبوا إلى الله متاباً، وقال الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكنّهم لو ندموا على ما اقترفوا في حقّ الله ورسوله لكونهم يؤذون الله ورسوله؛ فلو جاءوا إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاعترفوا بذنبهم وطلبوا منه أن يستغفر لهم ما قالوه فيه ظُلماً وزوراً، فسيستغفر لهم الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما فعلوا به من الأذى، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [النساء]؛ بل يستغفرون الله وإنّما يستغفر لهم الرسول في حقّه، ولذلك قال الله تعالى: {فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} صدق الله العظيم؛ أي فاستغفرَ لهم الرسول في حقّه وذلك حين يُقترف الإثم في حقّ العبد فيُطلب منه أن يستغفر الله لهم فيما فعلوه به وذلك حتى يغفر الله لهم الإثم في حقّ عبده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

    وأما حين لا يكون لأخيه العبد أي علاقة بما اقترفه فعندما يطلب من العبد أن يسأل له من الله الغفران فذلك إشراك بالله، فلم يأمركم الله أن تتّخذوا بينه وبينكم وسيطاً أحبّتي في الله، فاحذروا الإشراك بالله. وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولم يقُل الأنبياء لأقوامهم أن يطلبوا منهم أن يستغفروا الله لهم بل قالوا: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣﴾} [هود].

    {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾} [هود].

    {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴿٦١﴾} [هود].

    {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴿٩٠﴾} [هود].

    {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾} [نوح].

    {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴿٦﴾} [فصلت]
    صــدق الله العظيـم.

    وقال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المزمل:20].

    وقال الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾} [النصر].

    وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33].
    صــدق الله العظيـم.

    فإذا اقترف العبد إثماً فلا يذهب لأحد العبيد ليطلب منه أن يسأل له من ربه الغفران فذلك شرك بالله؛ بل يستغفر ربّه مُباشرةً من غير وسيط. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولم يبتعث الله الأنبياء والمرسَلين والمهدي المنتظَر ليأمروا الناس أن يتوسّلوا بهم إلى ربّهم ليغفر لهم ذنوبهم سبحانه وتعالى عمَّا يشركون؛ بل ليدعوا الناس إلى ربّهم أن يستغفروا الله مباشرةً ويتوبوا إليه فيعبدونه وحده لا شريك له. فأعرض أكثرهم عن دعوة الحقّ من ربّهم فأقيمت الحُجّة عليهم فعذّبهم الله عذاباً عظيماً، وقال الله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    وأمر الله رسله أن يقولوا لعباده أنّه قريب يجيب دعوتهم إذا دعوا ربّهم مخلصين له الدين من غير شركٍ، وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ويا حبيبي في الله أبو بكر المغربي، ويا حبيبي في الله أبو محمد الكعبي، ويا أحبتي الأنصار جميعاً تذكروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿٥٥﴾} [الكهف].

    وقال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿٥٥﴾ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾} [الأعراف].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186].

    وقال الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان:77].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    وقال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر:14].

    {{{{{{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}}}}}} [إبراهيم:39].

    فلا تقُل: "يا فلان استغفر لي الله" ما لم تكن ارتكبت إثماً في حقّه، فإذا لم تكن قد ارتكبت في حقّه إثماً فلا علاقة له بطلب العفو والغفران، ولا يجوز طلب العفو منه والغفران، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وقال الذين يدعون ربّهم مخلصين له الدين حين وجدوا ثواب ربّهم يوم لقائه، وقالوا: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    ويا أحبّتي في الله، مَنْ الذي هو أرحم بكم من الله؟ فهل تعلمون ما سبب إشراك كثيرٍ من المؤمنين؟ هو عدم فهم آيات الله في طلب الاستغفار. ولذلك تجدونهم يتّخذون قبور أنبيائهم والصالحين من عباده مساجداً فيدعون أنبياءهم والصالحين وهم في قبورهم أن يدعوا الله ليغفر لهم ذنوبهم! فأشركوا بالله ربّهم أرحم الراحمين. وقال الله لهم يوم القيامة أن يدعوا رسل الله من دونه والصالحين من عباده، فهل يستجيبون لهم؟ وأراهم الله أنبياءه ورُسله والصالحين من عباده الذين كانوا يتوسّلون إليهم أن يدعوا الله ليغفر لهم خطاياهم حتى إذا أراهم الله إيّاهم عرفوهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} صدق الله العظيم [الكهف:52].

    وقال الله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    بل تبرَّأ شركاؤهم من دعائهم من دون الله، وقالوا: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فاتّقوا الله أحبّتي في الله فذلك هو سبب إشراك المؤمنين بربّهم: التوسّل بالدعاء إلى عبيده من دونه ليدعون لهم الله. ويا سبحان الله العظيم! وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ما كان للمهدي المنتظر أن يأمركم أن تدعونه من دون الله ليستغفر الله لكم فذلك شركٌ بالله إلا أن أستغفر لكم من ذات نفسي من غير طلب للدعاء منكم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    فهل يصحّ أن نقول: يا ملائكة الرحمن المُقرّبين ادعوا الله أن يغفر لنا، ثم نقول: فإنّه يجوز لنا هذا الدعاء، تصديقاً لقول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} [الشورى].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر]؟

    ثم نقول الجواب: لا يجوز فذلك شركٌ بالله العظيم، ولو يسمع ملائكة الرحمن أحداً يقول يا ملائكة الرحمن ادعوا الله ليغفر لنا لما دعوا الله ولقالوا: كيف نستغفر لمن أشرك بالله؟ فلن نغني عنك من الله شيئاً، ولكنّ ملائكة الرحمن يجوز لهم أن يدعوا ربّهم من ذات أنفسهم أن يغفرَ للمؤمنين؛ بل لم يجرؤ ملائكة الرحمن أن يسألوا الله الغفران إلا للذين ينيبون إلى ربّهم لا يشركون بالله شيئاً. ولذلك قالوا: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم.

    اللهم ثبّت أبا محمد الكعبي وأبا بكر المغربي وكافّة أنصاري على الصراط المستقيم، واغفر لهم إنّك أنت الغفور الرحيم.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    صدقت وبالحق المُبيّن نطقت يامن بعثه ربه رحمةً للعالمين … وبعد

    فيا إمامنّا الحبيب الإمام ناصر محمد اليماني إنّا نراك تُصلي وتُسلم على المُسلمين وتسلمُ عليهم تسليماً فأخذتنا الدهشة كوننا لا نعلم أنّ الصلاة والسلام إلا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !؟ وهكذا أفتونّا المشايّخ في طوائفنا ؟ فبماذا ترد ؟

    والرد بالحق المُبيّن من الإمام ناصر الديّن ، ناصر محمد عليه الصلاة والسلام ، هو :

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 10504 من موضوع ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    08 - 01 - 1432 هـ
    15 - 12 - 2010 مـ
    05:28 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=10499
    _________




    ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المُرسلين إلى البشر من قبله وآلهم الأطهار والسابقين الأنصار لرسل ربهم والمهديّ المنتظَر وجميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ولا نُفرق بين أحدٍ من رُسله ونحن لهُ مُسلمون، ولهُ أسلم من في السماوات والأرض ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه، وسلامٌ على المُرسلين بدين الإسلام من الجنّ والإنس، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    سلام ُالله عليكم أيها "الزُمرد" وآل بيته، فقد بلغت المُراد ولكلّ قوم هاد فاثبتْ على الحقّ ثبوت الأوتاد، واصبر على أذى العباد ولا تدعو عليهم وما صبرك عليهم إلا بالله ومن أجل الله يحبك الله ويقربك الله، وسلامُ الله عليكم أحبتي في الله الباحثين عن الحق المُحترمين، وكذلك الذين انضمّوا إلى ركب الأنصار السابقين الأخيار أولي الأبصار في عصر الحوار من قبل الظهور ويصلِّ عليهم الله وملائكته والمهديّ المنتظَر وأُسلمُ تسليماً على المؤمنين الذين أخرجهم الله من الظُلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً..

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني إني أراك تُصلي وتُسلم على المُسلمين وتسلمُ عليهم تسليماً فأخذتني الدهشة كوني لا أعلمُ أنّ الصلاة والسلام إلا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ولكن الله وملائكته لا يصلون فقط على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتِنا عن المقصود بصلاة الله وملائكته على المؤمنين؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أما صلاة الملائكة على المؤمنين فهو التضرع بالدُعاء إلى ربهم ليغفر للمُسلمين في الأرض ويرحمهم. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].

    وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشورى:5].

    وأما صلاة الله على المؤمنين فهو إجابة الدُعاء من ملائكته ليغفر للمؤمنين ويرحمهم، فيستجيب الله فيغفر لهم ويرحمهم فهو أرحم بعباده من عبيده. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، فهو سُبحانه من يلهم ملائكته أن يتضرعوا إلى ربهم ليغفر للمؤمنين الذين اتبعوا الحق من ربهم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الضيف الزُمرد، لقد بلغت المُراد ولكل قوم هادٍ فارسخ على الحقّ رسوخ الأوتاد ونادِ علماء الأمّة وكُبار البشر، وقلْ:
    يا معشر علماء الأمّة وخُطباء المنابر ومُفتيي الديار وكُبار البشر الذين مكنكم الله في الأرض لتأمرّن بالمُعروف وتنهون عن المُنكر فإني أُبشركم ببعث المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار جاءكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور من قبل مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر، وهو يدعو المُسلمين وكافة العالمين إلى اتباع الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم والاحتكام إليه، ويدعو كافة عُلماء الدين من المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن ليحكم بينهم من محكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وما عليه إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم شرط على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما اختلفتم فيه في الدين من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب.

    يا قومنا أجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتابه القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فتكونوا من المُعذَّبين لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فسوف يغضب الله عليكم كما غضب على فريق من الذين أوتوا الكتاب إذ دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وإنما دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تتبعوا ملّة فريق من أهل الكتاب المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيُسحِتكم بعذاب يومٍ عقيمٍ، ومالكم ألا يعذبكم الله لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلا تكونوا أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن وأنتم به مؤمنون، وكذلك الفريق من أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم كذلك كانوا به مؤمنين ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فرد الله عليهم. وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

    وقال الله تعالى: {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:69].

    فلا تتبعوا ملّتهم يا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، ولا تكونوا مثلهم إذ أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم برغم أنهم ليعلمون أنه الحقّ من ربهم، فلا تكونوا مثلهم كون سبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم أنّهم يريدون من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتّبع أهواءهم وسوف يصدِّقونه في بعض آيات الكتاب في القرآن العظيم إلا ما خالف لما لديهم في التوراة، فهم يريدون من النّبيّ أن يتبع أهواءهم وافتراءهم المكذوب على الله في التوراة، وأما ما وافق لما لديهم في القُرآن فوعدوه أنهم سوف يؤمنون به إلا ما خالف في القرآن لما لديهم، ومن ثم ردّ الله عليهم. وقال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    كونهم يريدون أن يُحِلّوا ما حرّم الله في محكم كتابه القرآن العظيم ويحرِّموا بعض ما حرّم الله في محكم كتابه، وإنما تلك كانت سياسةً خبيثةً علّهم يفتنون محمد رسول الله عن بعض ما أُنزل إليه في القرآن العظيم، ومن ثم جاء الأمر من الله والتحذير إلى رسوله. وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:49].

    وكاد جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يركن إليهم شيئاً قليلاً فيوافقهم على طلبهم أن يؤمنوا فيتبعوا لما أنزل في القرآن العظيم إلا ما جاء مخالفاً لما لديهم في التوراة، ولكن ما خالف لمحكم القُرآن العظيم في التوراة أو في الإنجيل فهو مفترًى من عند غير الله؛ بل يريدون أن يجعلوا التوراة غير المحفوظة من التحريف الذي كتبوه فيها افتراءً من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ومن ثم جاء الرد من الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:41].

    وقال الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِ‌يَ عَلَيْنَا غَيْرَ‌هُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْ‌كَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرً‌ا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن وما خالف في التوراة لمحكم القرآن فيقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله، فهم لا يكفرون بتنزيله فيقولون أنّ محمداً رسول الله افتراه، وإنما يقولون لا يعلم بتأويل تلك الآية المخالفة إلا الله مهما كانت محكمة، فلن يتبعوها فهم يريدون أن يتبعوا المُفترى المخالف المزيف في التوراة من عند أنفسهم، وهو حُكم الطاغوت المُفترى في التوراة بأمر من الطاغوت الشيطان الرجيم، فهم يعلمون أنّ ذلك الحكم المُفترى في التوراة المخالف لما في القرآن هو من عند غير الله مُفترًى في التوراة وكتبوه بأيديهم بأمر من الشيطان الأكبر الطاغوت فهو يريد أن يضلّ المُسلمين عن طريق شياطين البشر عن الحقّ من ربهم في محكم القُرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّ‌سُولِ رَ‌أَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهم لا يريدون الاحتكام إلى القرآن العظيم كونه سوف يفضح افتراءهم في التوراة من عند أنفسهم برغم أنهم يزعمون أنهم مؤمنون بالقرآن العظيم ولكن لهم شرط أن تكون التوراة هي المرجع، ولذلك جاء التحذير الشديد من ربّ العالمين إلى جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتَّبعه. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَ‌حُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ‌ بَعْضَهُ ۚ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِ‌كَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَ‌بِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    ويا أيها الزُمرد لكلّ قومٍ هاد، وأنا الإمام المهديّ بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فما أشبه الليلة بالبارحة يا معشر علماء الأمّة ومُفتيي الديار، فكذلك أنتم لم تجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كون بعضه مُخالفاً لما لديكم في الأحاديث والروايات، فهذا يعني أنكم اتّبعتم ملّة فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100].

    بل حذَّر الله نبيّه أن يجيب طلبهم كونهم يريدون أن تكون التوراة هي المرجع، فما وافق فيها القرآن آمنوا بما وافق من القرآن في التوراة، وأما ما خالف للقرآن فهم لا يكذبون النبيّ، وإنما يقولون لا يعلمُ بتأويله إلا الله! فيريدون من النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتبع لما في التوراة بمعنى أنهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن برغم أنهم يعلمون أنّ القرآن جعله الله هو المرجع للتوراة والإنجيل والمهيمن عليهم بالحقّ فما خالف فيهما لمحكم القرآن فهو باطل، ولكنهم يريدون أن يضلوا النّبيّ الأمّي وأمّته، ولذلك جاء التحذير من الله إلى نبيّه عليه الصلاة والسلام بالفتوى أنّ القُرآن هو المرجع والمُهيمن على التوراة والإنجيل، ويحذَّره الله أن يتبع المُفترى من عند غير الله في التوراة والإنجيل أو في عُرف الجاهلية المُخالف لما أنزل الله فهو كذلك من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، كون الله هو الحَكَمُ وإنما يأمر الله نبيه أن يستنبط لهم حكم الله من محكم كتابه المُفصل من الآيات المُبينات لآيات أخرى في الكتاب. وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وبرغم أنّ عُلماء أهل الكتاب ليعلمون علم اليقين أنّ القرآن كتاب منزَّلٌ من ربّ العالمين ولكن فريقاً منهم للحقّ كارهون مهما كانت الآية محكمة في محكم كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    فلا تتبعوا ملّة الفاسقين الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنّ القُرآن تُخالف آياته البينات عن حكم الطاغوت المُفترى، ولذلك فهم عنها مُعرضون.

    ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربكم أن يتبع أهواءكم يا من اتّبعتم لكثيرٍ مما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله، فلا تفتروا على الله فيُسحِتكم بعذاب من عنده كون الله لم يقل أنّ القُرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله بل يقصد آيات الكتاب المتشابهات هُنَّ فقط لا يعلمُ بتأويلهن إلا الله والراسخون في علم الكتاب يُعَلِّمهم الله بتأويل المُتشابه من القرآن، ولكن آيات الكتاب المتشابهات ليس إلا بنسبة 10% من آيات الكتاب، ولم يأمركم ألله أن تتبعوا ظاهر المُتشابه من القرآن فتضلوا ضلالاً بعيداً كون لهُ تأويل غير ظاهره فلا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمهم الله بتأويله؛ الذين يتقون الله فلا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن يا قوم وتالله ما أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب المتشابهات كونهن لسن آياتٍ بيّناتٍ فلم يجعلهن الله الحجّة عليكم بل أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وتلك هُنّ آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب آيات بينات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، فأمركم الله أن تتبعوهن وأن لا تتبعوا ظاهر الآيات المتشابهة التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، فاتقوا الله فلا يكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم آيات الكتاب البينات فتذروهن وراء ظهوركم وتتبعوا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات، إذاً في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ يا من اتبعتم متشابهه وتركتم محكمه. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وأما كيف تستطيعون التمييز بين آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات؟ فالأمر يسير لأولي الألباب منكم الذين يتدبرون آيات الكتاب فسوف يجدون أنّ آيات الكتاب المحكمات تأتي في قلب وذات الموضوع آية بينة لعالمكم وجاهلكم، وأما آيات الكتاب المتشابهات فهي تحتاج إلى تأويل، ولكنكم ضللتم عن آيات الكتاب البينات فحكمتم بغير ما أنزل الله في مُحكم كتابه واتبعتم الذين افتروا على الله أنه لم يبين حُكم الزاني والزانية في القرآن العظيم برغم أنّ حُكم الله على الزاني والزانية في محكم الكتاب لهو من أشدُ آيات الكتاب بياناً وتوضيحاً لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فمن هم الزاني والزانية؟ فأنتم تعلمون أنّ الزاني هو الذي يرفثُ إلى امرأة لم تكن حليلةً له، فهذا هو تعريف الزنى إنّه كان فاحشة وساء سبيلاً، ولكنكم جعلتم الزنى ينقسم إلى جزئين اثنين الزاني المتزوج والزاني الأعزب، وكأن المتزوج يحمل زوجته على ظهره أينما ذهب في بلاد العالمين كونكم ترجمون الزاني المتزوج لأنه زنى وهو متزوج فحكمتم عليه رجماً بالحجارة حتى الموت، وأمّا الأعزب فهو معذور في نظركم لأنه ليس متزوجاً!
    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم حُجة العقل والمنطق، فإذا كان رجلاً من المُسلمين مُغترب في أي دولة أخرى عدد سنين فأتى فاحشة الزنى، فماذا سوف تحكمون عليه كون زوجته ليست بجانبه؟ أم إنكم سوف تأتون بحدٍّ له من عند أنفسكم؟ أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألم يبيّن الله لكم حدّ الزنى في محكم كتابه القرآن العظيم؟ فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين افتراءً على الله؟ فلم يقل الله تعالى أنّ الزنى نوعان اثنان؛ بل الزنى هو أن يأتي الزاني الفاحشة مع امرأة ليست حليلةً له أي ليست زوجته، فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين وجعلتم لهُ حدين اثنين! ولكني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أن الزنى هو أن يأتي أحدكم الفاحشة مع امرأة ليست زوجته شرعاً سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً فلا فرق في ارتكاب الفاحشة شيئاً، ولم يجعل الله العزّاب معذورين ليعتدوا على أعراض الناس كونهم ليسوا متزوجين، أفلا تتقون؟

    ويا أُمّة الإسلام كونوا شهداء على عُلمائكم إن استطاعوا أن يدحضوا حُجة ناصر محمد اليماني عليهم بالحقّ فيثبتون أنّهم لم يضلّوا عن الصراط المستقيم، ويثبتون أنّ ناصر محمد اليماني هو من ضلّ عن الصراط المستقيم! فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر لئن استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني حصرياً من القُرآن العظيم كون الذين يتبعون افتراء الشياطين سوف يقول: "إنما تُنكر الرجم وعذاب القبر أيها المهديّ المنتظَر المزعوم بحجّة أنّ الرجم وعذاب القبر ليسا موجودَين في محكم الذكر"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو لم يكن حدّ الزنى في محكم الكتاب قد فصله الله تفصيلاً وكذلك العذاب البرزخي من بعد الموت قد فصّله الله في محكم الكتاب تفصيلاً لما أنكرته شيئاً لو كان في السُّنة النّبويّة ولم يأتي مخالفاً للحدود التي أنزلها الله في محكم كتابه، وإنما يريد المفترون أن يصدّوكم عن اتباع حكم الله في محكم كتابه وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

    وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لقد ثبت عن الثقات رواية ماعز والغامدية، فيقول:
    اقتباس المشاركة :
    [عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الاسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد ان تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه، فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئا؟ قالوا: ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل]
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يقبل الله التوبة عن عباده فيغفر لهم؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}صدق الله العظيم [طه:82].

    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم بالحُجة وأقول فهل تمّ القبض على ماعز والغامدية وهم متلبسون يرتكبون الفاحشة؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون لم يكن عليهم شهداء بالزنى ولم يعلم بزناهم أحد؛ بل تابوا إلى الله متاباً وجاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليخبروه بتوبتهم إلى ربّهم وليحكم فيهم بما أنزل الله.

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يقيم عليهم حدّ الله من بعد توبتهم؟ فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حكم الله على التائبين؟ حتى لو كانوا مفسدين في الأرض قتلة مُجرمين فتابوا إلى ربهم من قبل أن تقدروا عليهم فقد تقبل الله توبتهم ورفع عنهم حدوده في الكتاب، فكيف يقيم الله عليهم الحد من بعد أن تقبّل توبتهم سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْ‌ضِ لَمُسْرِ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [المائدة].

    فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر ربه في محكم كتابه على التائبين من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد التوبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء الأمّة إنّ شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلالٍ مبينٍ فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحقّ بحجّة عدم إشهاره، فتلك حكمةٌ خبيثةٌ وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجّة بسلطان العلم إن كان الحقّ هو معكم أنّكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أنّ الله لم يؤيّده بسلطان العلم كون علماء الأمّة قد أقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرقٌ جديدةٌ في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس، فأحلّ لهم الضالون المُضلين أن يقتلوكم فيتفجرون عليكم تفجيراً وأنتم إخوانهم المُسلمون، فإذا لم يحلّ الله لهم قتل الكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين فكيف يُحلّ الله لهم قتل إخوانهم المُسلمين؟ أفلا تتقون الله؟ بل سبب ظهور تلك الفرق هو بسبب تهرّبكم من الحوار مع زعماء تلك الفرق الجديدة بحجّة عدم إشهارهم، فهاهم اشتهروا في العالمين وشوهوا الدين والمُسلمين في نظر العالمين حتى صدَّق العالم افتراء اليهود على المُسلمين أنّهم مجرمون سفاكون لدماء الناس بحجّة عدم دخولهم في دينهم! ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، فلا إكراه في الدين ولم يأمركم الله أن تبلغوا دين الله بحدّ السيوف حتى تجعلوا الناس مؤمنين فيدخلوا في دين الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون، هيهات هيهات... فكيف يتقبل الله عبادة من أكرهتموهم أن يعبدوا الله كرهاً وهم صاغرون خشية منكم؟ وتالله لن يتقبل الله عبادتهم ما لم تكن من خالص قلوبهم وليس خشيةً منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

    إذاً يا إخواني تعالوا لنعلِّمكم كيف تستطيعون هداية العالمين فإنه ليس بالانفجار في أسواق البشر الكفار فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله أن تقتلوا الكافرين بحجّة كفرهم بالله، وأقسمُ بربّ العالمين أن من قتل كافراً بحجّة كفره أن جريمته في الكتاب وكأنما قتل الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى (نفس) بغض النظر هذه النفس مُسلمة أم كافرة. وقال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    وإنما إحياء النفس هو بالعفو عن القاتل لوجه الله الكريم، برغم أن الله جعل لولي المقتول ظلماً سلطاناً إن يشأ يقام عليه حدّ الله وإن يشأ يأخذ الدية ويعفو عنه، أو العفو الخالص لوجه الله فكأنما أحيا الناس جميعاً.

    فاتقوا الله أحبتي في الله وتذكروا أمر الله إلى نبيه موسى إلى فرعون برغم أنه ادَّعى الربوبيّة، ولكن الله أمر رسوله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن لا يكونا فظين في دعوتهما لفرعون بحجّة كفره بالله وادِّعائه الربوبيّة. وقال الله تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم [طه:44].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].

    وقال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:96].

    وقال الله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    بل ووصّاكم الله في الكافرين الذين لم يقاتلونكم في دينكم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم فتنالوا محبة الله ونعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

    وتلك حكمةٌ بالغةٌ من ربّ العالمين وذلك حتى تقنعوا الناس بدين الله الإسلام فيجدون أنه حقاً دين رحمة للعالمين، وإنما أذن الله لكم بالجهاد للدفاع عن أنفسكم من الذين يحاربون الله ويريدون أن يطفئوا نور الله فيقاتلونكم في دينكم حتى لا تبلّغوه للعالمين، فأولئك أذن الله لكم بحربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}صدق الله العظيم [البقرة:190].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}؟ صدق الله العظيم؛ أي لا تعتدوا على قومٍ بحجّة كفرهم وهم لم يقاتلونكم في دينكم ولم يعتدوا عليكم فذلك إثمٌ عظيمٌ كون الله لم يأمركم أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

    وقال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].

    وقال الله تعالى:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

    فاتقوا الله يا أولي الألباب واتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف، وقد جاء وعد الله في محكم كتابه للخلافة العالميّة الراشدة ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [النور:55].

    ولكن الله سوف يظهر خليفته على البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون بآيةٍ تبرق من هولها الأبصار وتبلغ من فزعها القلوب الحناجر فتخضع أعناقهم من هولها لخليفة الله في الأرض فيجيبوا دعوته فيتبعوا ذكر ربهم إلى الناس أجمعين القرآن العظيم، ولا أعلمُ أنّ الناس سوف يؤمنون به جميعاً فيتبعوه حتى يرون آية العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾}صدق الله العظيم [الدخان].

    وذلك الدخان المبين هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وإنما الساعة هي البطشة الكبرى، وأما عذاب اليوم العقيم هو عذاب كسف الحجارة بالدُخان المبين من كوكب العذاب الذي أنتم له منكرون وأنتم تعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب كوني لم أثبته من كتيبات ناسا الأمريكية؛ بل سبق وأن أثبتنا لكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب، وأفتيناكم أن ذلك الكوكب هو نار جهنم سوف تمرّ بجانب أرضكم وإنا لصادقون ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، وأفتيناكم أنّه يأتي للأرض من أطرافها فينقصها من البشر في كلِّ دورةٍ له ولكن أكثركم يجهلون، وإنما أطراف الأرض أي من جهة الأطراف القطبية كون الكوكب لم يأتِ للأرض من المشرق ولا من المغرب بل يأتي للأرض من أطرافها أي من جهة الأقطاب ولذلك توعد الله به الكافرين لينصرن دينه بذلك الكوكب فيظهر الله به خليفة على العالمين المُعرضين عن ذكر ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].

    وهذا يعني أنّ الله سوف يحيطهم بعلمه من قبل وصوله لعلهم يتقون، وكذلك يبدأ بالتناوش مع الأرض فتبدأ تُعاني من الحُمى فترتفع حرارتها بسبب اقتراب كوكب العذاب منها وأنتم في غفلة مُعرضون، ألا والله لولا أني لا أريد أن يُصدقني ربي بالعذاب على المُسلمين لأعلنت للعالمين أن عام 2011 هو عام بما يسمونه الكوارث الطبيعيّة، ويا عجبي من المُسلمين فهل يتبعون تسمية المُلحدين لعذاب الله فيقولون كوراث طبيعيّة، ويا سُبحان الله العظيم! فهل هي فوضى في نظرهم؟ أفلا يعلمون أنّ السماء والأرض والجبال لا يتجرَّآن أن يقتلا نفساً إلا بأمر من الله؟ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون إلى الحقّ من ربهم، ولكني أدعو الله لعله لا يصيبهم بمكروه وأرجو من الله أن يؤخّرهم فسوف نصبر عليهم مهما طال الانتظار لعلهم يهتدون، ألا والله ما صبري عليهم من شدة رحمتي بهم ولكني أتفكر فيمن هو أرحم بعباده من عبده؛ الله أرحم الراحمين، كوني أجد ربي ليس بسعيدٍ وما قط مرت ثانيةٌ واحدةٌ وهو سعيدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً بسبب ظلم العباد لأنفسهم حتى إذا انتقم منهم فأذهب غيظه فتحلّ الندامة والحسرة على ما فعلوه في جنب ربهم، ومن ثم تحلّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم الله بسبب الإعراض عن رسل ربهم إليهم. وقال الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)}صدق الله العظيم [يس].


    وإذا تدبّر أولو الألباب أخبار الله في الكتاب فسوف يجدوا أنّ الذي تحدَّى قومه فأعلن شهادة الحق للحق بين أيديهم وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} ومن ثم قتلوه. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾}، فقد نال الشهادة فدخل الجنة فرحاً مسروراً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل كذلك ربّ العالمين سوف نجده كذلك فرحاً مسروراً؟ وتجدون الجواب مباشرة في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:{إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذبوا برسل ربهم فأهلكهم بذنوبهم من غير ظلم، ومن ثم يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أنصار المهديّ المنتظر، فما الفائدة لو ينصركم الله ببأسٍ شديدٍ من عنده فيهلك عدوكم فيورثكم الأرض من بعدهم؟ فما الفائدة وما نريد بالدُنيا والآخرة وحبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ ومتحسرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فاتبعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني واصبروا على البشر فلا تدعوا عليهم وتضرعوا إلى الله أن يهديهم، ولا تستغفروا لهم من قبل توبتهم من كفرهم، كون الله لا يغفر لمن لا يزال مصراً على كفره بالله؛ بل ادعوا الله أن يهديهم إلى الصراط المستقيم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، واصبروا ولا تدعوا عليهم فذلك أضعف الإيمان في مساعدة المهديّ المنتظَر لهدي الأمّة جميعاً ليجعلهم على صراطٍ مُستقيمٍ من أجل تحقيق النعيم الأعظم فيرضى الله في نفسه إن كنتم تتخذون رضوان الله غايةً وليس وسيلة، فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم بالشكر، فصبرٌ جميلٌ يا أحبتي في الله ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فكم أخشى على إخواني المُسلمين عذاب ربهم كونهم مُعرضون عند دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وهم به مؤمنون، أليس ذلك شيء عجاب! لماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب فأين المفر يا معشر المُكذبين بالمهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى الذكر؟ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر مرورها الأقرب شرط من أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿٣٥﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    فاتقوا الله يا أولي الأبصار من قبل أن يسبق الليل النهار فقد أدركت الشمس القمر، وذلك بسبب انتفاخ الأهلة في أول الشهر وسوف يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر، فاتقوا الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر ومنتظرين للتصديق به حتى يروا العذاب الأليم يوم الفتح الأكبر من الله لخليفته المهديّ المنتظَر على العالمين. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٠﴾} [يس].

    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء].
    صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    صدقت وبالحق نطقت ، فاللهم أمنّا وأسلمنّا للحق تسليما … وبعد

    هل من نصيحة للناس وللعِباد الذين يطلبون الدعاء من بعضهم البعض ؟! كاقول أحدهم : أدعُ لي الله يافلان بكذا وكذا ….!؟

    فهل طلب الدعاء من أحدهم شرك !؟ أم ماذا ؟

    والجواب بالحق من إمام المهتدين الإمام المنتظر ناصر محمد اليماني عليه السلام هو :

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4245 من موضوع نصر الله من نصرني، فأُشدُّ به أزري وأُشركهُ في أمري فيكون من نوّابي المكرمين ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - جمادى الأولى - 1428 هـ
    14 - 06 - 2007 مـ
    10:07 مساءً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ـــــــــــــــــــ



    نَصَر الله من نَصرَني، فأشُدُّ به أزري وأُشركهُ في أمري فيكون من نوّابي المكرمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعلى أنصارنا أجمعين في الأولين والآخرين في كلّ ثانيةٍ في السنين إلى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، وغفر الله ذنوبهم أجمعين ما تَقَدَّم منها وما تأخَّر إلى يوم الدّين، وتقبل أعمالهم وأصلح بالهم وأراهم الحقّ حقًّا ورزقهم اتِّباعه، وأراهم الباطل باطلًا ورزقهم اجتنابه، وجعلهم من الأولياء المُقرّبين فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ألا إنّهم هم حزب الله وهم الغالبون وهم صفوة المخلصين لله والسابقين لنصرة الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فلا يستوي السابقون من قبل الظهور من اللاحقين من بعد الظهور وكُلًّا وعد الله الحسنى، ثُمّ أمّا بعد..

    يا معشر الأنصار المُقرّبين من الله وعبده الناصر لدينه إنَّ فضل الله كان عليكم كبيرًا، وسلامُ الله عليكم ورحمةٌ من لدنه وبركاته، فأنتم أولو الألباب من الذين جاهدوا لمعرفة الحقّ فأَصْدَقكم الله فهداكم سبيل الحقّ وجعلكم من السابقين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وأُقسم بالله العليّ العظيم لولا أنكم تألَّمْتم في أنفسكم فجاهدتم بفكركم تريدون سبيل الحقّ بدون تكبّرٍ ولا غرورٍ لَما هداكم إلى سبيل الحقّ فأراكم سبيل الحقّ وأنّ الداعي ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، فلا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون.

    فاتّبعوني أهدِكم إلى سبيل الرشاد لِنُخرج النّاس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وذلك لأنّهُ لا يؤمن أكثرهم إلّا وهم مشركون بربّهم عبادَه المُقرّبين، ومنهم الكافرون والمُلحدون ومنهم عبدة الطاغوت، فلا إكراه في الدّين فلا تُكرِهوا النّاس حتى يكونوا مؤمنين وجادلوهم بالعلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقيّ حتى تهدوهم إلى سبيل الحقّ بالبصيرة، والعلم نورٌ فكونوا لهم سِراجًا منيرًا، فإذا أضأتم لهم الطريق رأوا سبيل الحقّ من السبيل المعوجّ وهديتموهم صِراطًا مُستقيمًا؛ صراط الله العزيز الحميد.

    وإياكم المُبالغة في أمري بغير الحقّ فلا أُغْني عنكم من الله شيئًا، فإن دعوتموني من دون الله فسوف أكفر بعبادتكم يوم لقائه فأكون عليكم ضِدًّا، وإن كنت بكم رؤوفًا رحيمًا كمثل جدّي من قبلي فاعلموا بأنّ الله أرحم بكم مني ومن جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا تلتمسوا الرحمة ممّن هم أدنى رحمةً مِن الله فتُريدوا منهم أن يشفعوا لكم فتهلكوا! واعلموا بأنّ الله هو أرحم الراحمين، وأنَّ ربّكم قد كتب على نفسه الرحمة عهدًا لكم على نفسه، فإن استغنيتم برحمة الله ربّ العالمين نِلتُم عهده، وإن التمستم الرحمة مِمَّن هم أدنى رحمةً من الله فلا ينال عهده الظالمون، ولا ييأس من رحمة الله في الدُّنيا والآخرة إلّا القوم الظالمون، فإذا سألتم الله فاسألوه بحقّ لا إله إلّا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه مُخلِصين لهُ الدّين فتُجابوا، ولا تقولوا لبعضكم بعضًا "ادعُ لي الله" فذلك شركٌ فلا تجعلوا وسيطًا بينكم وبين الله ربّ العالمين بل ادعوه أنتم يُجِبكم. تصديقًا لقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    وادعوا لإخوانكم عن ظهر الغيب يُجبكم الله، وإن سألكم أحدٌ أن تدعوا له فقولوا لهم: "بل ادعوا ربّكم إنه كان بكم رحيمًا"، واعلموا بأنه لو يُطلب من أحدكم الدُّعاء فتدعون لهُ فيجيبكم الله وعلم الذي طلب منكم الدُّعاء بأنّ الله أجابكم وفرّج كربته فسوف يُشرك بالله ويدعونكم من دونه خصوصًا من بعد موتكم فيدعونكم لتقرّبوهم إلى الله زُلفى، فذلك كان سبب الإشراك بالله عباده المُقرّبين في كلّ زمانٍ ومكانٍ بسبب ما حذّرتكم منه، إذْ كان يأتي إليهم المسلمون فيقولون: "ادعوا لنا الله أن يشفي مريضنا أو يُنزل المطر أو يُفرّج كُربةً ما"، ومن ثُمّ يدعون الله لهم فيجيبهم، ومن ثُمّ يعلم الذين طلبوا الدُّعاء منهم بأنّ الله أجابهم، ومن ثُمّ يدعونهم من دون الله وخصوصًا من بعد موتهم ويصنعون لهم تماثيلَ أصنامًا لصورهم وأجسادهم فيدعونهم من دون الله وهم عباده المُقرّبون، وذلك هو السبب لعبادة الأصنام.

    ومن ثُمّ يُرسل الله أنبياءَه ليخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وقالوا لرسلهم: "إنما نعبدهم لِيُقرّبونا إلى الله زُلفى". ولكن سرّ عبادة الأصنام يظلّ جيلًا بعد جيلٍ غير أنّه في البداية يكون معروفًا بأنّ هذه الأصنام تماثيلُ لعباد الله من المُقرّبين جُرِّبوا وطُلِب منهم الدُّعاء فأُجيبوا لذلك يدعونهم ليُقرّبوهم إلى الله زُلفى. وكان ذلك جواب القوم الأوَّلين والقريبين من سرّ حقيقة عبادة الأصنام، ولكن الأجيال الذين من بعدهم ضلّ عليهم السرّ فقالوا لأنبيائهم: "إنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون وإنَّا على آثارهم لمهتدون".

    فيا معشر الأنصار قد بيّنا لكم بأنّ سبب الإشراك بالله أنهم عباد الله المُقرّبين بغير قصدٍ منهم، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويا أنصاري المكرمين، إني أعلم بأنكم لا تُريدون أن ألعن نفسي إن لم أكن المهديّ المنتظَر فأقول لكم: إذا لم أكن المهديّ المنتظَر فقد أصبحت مُفتريًّا على الله ومَن افترى على الله فإنه قد نال غضبه واستحقَّ لعنته. ولكني أعلم عِلم اليقين بأني حقًّا المهديّ المنتظَر لذلك لا أخاف على نفسي من لعنة ربّي بل تنال مَن كذَّبني، فمَن كذَّبني ولم يتُب فقد كذّب بالقرآن العظيم، ومن كذَّب بالقرآن فقد كذَّب محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن كذَّب محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد كذَّب جبريلَ عليه الصلاة والسلام الناطق بما نطق به الله ربّ العالمين لينطق بقول الله إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لينطق به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس أجمعين. فقد جعل الله القرآن العظيم حُجّةً لكم أو عليكم؛ بمعنى أنهُ حُجّةٌ لكم إن لم يأتِ لكم إمامكم بسلطانٍ مبينٍ من القرآن العظيم فلا تتَّبعوه، أو حُجّة الإمام عليكم فيُلجمكم من القرآن إلجامًا فلا يسعكم إلّا التصديق، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولا تُكَذِّبوا بسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا ما جاء مُخالِفًا للآيات المُحكمَات الواضحات البيّنات، فعليكم أن تعلموا بأنّ ذلك لم ينطق به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل مكرٌ من بعض شياطين البشر من اليهود كما فصّلنا لكم ذلك في خطاباتٍ سابقة، فقد استطاع اليهود أن يُخرِجوا المُسلمين عن العقائد المُحْكمَة والأساسية في القرآن العظيم والبَيِّنة للعالم والجاهل فأوقعوكم في كثيرٍ من أحاديث الفتنة للمسيح الدجال فأصبح كثيرٌ من المسلمين يعتقد بأنّ الله يؤيّد الدّجال بمعجزات حقائق هذا القرآن العظيم فردّوهم من بعد إيمانهم كافرين وقد بيّنا لكم ذلك في خطابٍ سابق.

    وتقبَل الله من أصحاب هذا الموقع والذين نصروني به لينشروا دعوة الحقّ للعالمين وفازوا فوزًا عظيمًا وهداهم الله صراطًا مستقيمًا.

    ومن ذا الذي يُعلن خطاباتي في قناةٍ فضائيّةٍ تُقرأ ليلًا ونهارًا فينذروا النّاس لعلّهم يتَّقون؟ وأُقسم بالله العليّ العظيم بأنّ كوكب العذاب قادمٌ لعلّهم يحذرون، وقد يظنّ الجاهلون بأنّ الله قد أخلف وعده لعبده فأخزاه فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم، فإذا ما وقع آمنوا به ثُمّ لا ينفعهم إيمانهم! سُنّة الله في المُنكرين، وقد اقترب الوعد الحقّ والمُحكَم وهم مُعرضون عن البيان الحقّ للقرآن العظيم، وليس هذا البيان كتابًا جديدًا بل أحسنَ تفسيرِ المُفسّرين وأحسن تأويلًا لا يُنكره إلّا جاحدٌ أُلجِمُه من القرآن إلجامًا حتى تستيقن تأويلي نفسُه ثُمّ تأخذه العزّة بالإثم فيقول: "كيف أُصَدِّق هذا الرجل وقد علِمَتْ النّاسُ من قبل أنّ اسم الإمام المنتظَر محمد الحسن العسكريّ أو محمد بن عبد الله؟ فكيف أقول بل اسمه ناصر محمد اليمانيّ؟". فلم يجد حُجّته عليّ غير الاسم ونبذ العلم وراء ظهره فحسبه جهنّم! وصدق محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في نهيه للمسلمين أن يُسمّوا المهديّ بغير اسم الصفة (المهديّ المنتظَر) وأن من سمّاه بغير هذا الاسم من قبل إعلان أمره واسمه فسوف يكون أوّل كافرٍ به نظرًا لأنه اختلف الاسم الذي ورثه عن آبائه الأقدمين، وأصبحت عقيدة في نفسه بأنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد الحسن العسكريّ أو محمد بن عبد الله؛ بل وحتى ولو استمسك بالاسم فأستطيع أن أغلبه فأقول له: إنه جاء في الإنجيل بأن اسم الرسول الأُمّي (أحمد) ولكنه جاء (محمد) ولم يكن ذلك حُجّةً على محمدٍ رسول الله للنصارى لأنهم رأوه ينطق بالحقّ الذي جاء في الإنجيل والتوراة بغضّ النظر عن الاسم فالمهمّ هو العلم، وقد يجعل الله لخُلفائه أكثر من اسمٍ، ولمحمدٍ رسول الله اسمان في الكتاب (محمد) و (أحمد)، وكذلك ناصر محمد اليمانيّ له اسمين أحدهم (ناصر محمد) والآخر (عبد النعيم الأعظم)، ولم يُنزل الله باسم محمد الحسن العسكريّ أو الإمام محمد بن عبد الله أيَّ سلطان! إذًا لم يجعل الله حُجّتي عليكم الاسم بل العلم لقومٍ يعلمون، فصَدِّقوا فلا تُجادلوني في اسمي وجادلوني في عِلمي لعلّكم تُرحمون.

    وسلامُ الله على جميع المسلمين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ما أجمل وأعذب بيّاناتك وما أصدقها ياإمامنا الحبيب … وبعد

    والسؤال التالي حبيبي في الله هو :
    هل العفو والغفران عن المسيئين من الأعمال التي يُحبها رب العالمين ويُحب فاعلها ، وما الدليّل من كتاب الله ؟!

    والجواب بالحق من المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ، لكل من عفى وأصفح عن إخوانه هو :

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 35539 من موضوع من يحب أن يغفر الله له ذنوبَه فليغفرْ لعباده، وإلى البيان الحقّ لآياتٍ في الكتاب ذكرى لأولي الألباب..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 04 - 1433 هـ
    06 - 03 - 2012 مـ
    06:35 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=35530
    ــــــــــــــــــــ



    من يحب أن يغفر الله له ذنوبَه فليغفرْ لعباده، وإلى البيان الحقّ لآياتٍ في الكتاب ذكرى لأولي الألباب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع التوّابين المتطهّرين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، يا صفوة البشريّة وخير البريّة، منكم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {
    وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [الشورى].

    فلا يزال الإمام المهدي يستوصيكم بالعفو عن الناس الضالّين والجاهلين، فقد تسمعون منهم ما يؤذيكم حين تدعونهم إلى اتّباع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فسوف يصِفُكُم الضالّون الجاهلون بأنّكم فقدتم عقولكم! ودليلهم على ذلك في نظرهم هو تصديقكم للإمام ناصر محمد اليماني فيقولون: بل اسم المهديّ المنتظَر (محمد بن عبد الله) كما يعتقد أهل السُّنّة والجماعة، أو يقولون: بل اسم المهديّ المنتظَر (محمد بن الحسن العسكري) كما يعتقد الشيعة الاثنا عشر، ومنهم من ترون أنّ وجهه قد احمرَّ من شدة الغضب وقد يهمّ بلعنكم أو يُعرِض عن لعنكم خشية منكم، ومن ثم يلعن الإمام ناصر محمد اليماني لعناً كبيراً مما يستشيط الأنصار غضباً شديداً كونهم يعلمون أنَّ هذا اللَّعان قد لعن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، ومن الأنصار من يريد أن يثأر للإمام المهدي فيلعن من لعنه لعناً كبيراً، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنّ المهديّ المنتظَر قد أعلن العفو عنهم من قبل الحدث، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي أحببت ربّي بالحبّ الأعظم وأريد من ربّي أن يغفر ذنوبهم وذنوب عبده معهم، أفلا تعلمون أنّكم حين تغفرون وتصفحون عن عباد الله فإنّ الله يردّ عليكم من فوق عرشه العظيم وحجابه فيقول: "عبدي لست أكرم من ربِّك بل ربُّك هو خير الغافرين فكذلك ربُّك غفر ذنبك كما غفرت لهم". فمَن يحب أن يغفر الله له فليغفر للناس، فذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {
    وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [النور:22]؛ بمعنى أفلا تحبّون أن يغفر الله لكم فاغفروا لعبادي أغفر لكم، وربّكم أكرم منكم وهو خير الغافرين.

    اللهم إنّي عبدك أشهدك أنّي قد غفرت فعفوت عن عبادك أجمعين؛ كلُّ من كان عليه ذنب لي في هذه الحياة، اللهم فاغفر لهم ظلمهم في حقِّ عبدك إنّك أنت الغفور الرَّحيم، ماعدا الشياطين منهم، اللهم فاحكم بيني وبينهم بالفتح من عندك بالحقّ وأنت خير الفاتحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمد للهِ ربِّ العالمين.

    ولربّما يودّ أحد أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار أن يقول: "يا إمامي وكيف نميّز شياطين الجنّ والإنس المغضوب عليهم من الضالين؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: بالعفو عنهم حين الغضب منهم، فإذا كان من الضالّين فسوف تجدون أنه تأثّر واعتذر منكم فيرى نفسه حقيراً إلى أخلاقكم العالية، فإذا لم يصدِّق بالإمام المهدي ناصر محمد اليماني فأضعف الإيمان سوف تجدونه يعتذر إليكم عمَّ بدر منه، وأما المغضوب عليهم فلن يزيدهم عفوكم عنهم إلا استكباراً وغروراً وتعالياً بغير الحقّ، فيتبيَّن أنّ الذي أمامكم شيطانَين لاثنين أحدهما ظاهرٌ وهو شيطان البشر والآخر يخنس داخل جسده فهو له قرين، وكذلك تعرفون في وجوههم المنكر وهو شيطانه المريد حين يسمع من فاهكم البيان الحقّ للقرآن العظيم يكادون يسطون بالذين يتلون، فيهمّوا بضربهم كونهم تضايقوا ممّا يسمعون من آيات القرآن العظيم في البيان الحقّ، وسبب تضايقهم هو أنّ الله أحرق شياطينهم بنور الآيات البيّنات في القرآن العظيم، ولكنّ نار جهنّم أشدّ حريقاً لو كانوا يتفكّرون، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} صدق الله العظيم [الحج:72].

    فاستعيذوا بالله منهم حين قراءة القرآن كون القرآن يحرقهم، وقد يحاولون أن يؤذوكم عن طريق قُرَنائِهم من البشر فتمتد أيديهم لأذيّتِكم ولذلك أمركم الله عند قراءة القرآن أن تستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْتَ الْقُرْ‌آنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّ‌جِيمِ ﴿٩٨﴾ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِ‌كُونَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وأمركم الله بذلك كون الشياطين قد يحاولون أذيّتكم بأيدي أوليائِهم من شياطين البشر، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}صدق الله العظيم، وإنّما يقصد بالمنكر أي أَعْرَاضُ مسّ الشيطان الرجيم، وما أشبه تلك الأعراض بأعراض المرضى بمسوس الشياطين من المؤمنين، فلا نقصدهم شيئاً، فإيّاكم أن تظلِموهم فتظنّون فيهم بغير الحقّ كون من المؤمنين من يبتليه الله بمسِّ شيطانٍ رجيمٍ يتخبّطه ليؤذيه كونه ليس من أولياء الشياطين، وأولئك قد جعل الله آيات الكتاب البيّنات المحكمات للمسوس التي تؤذيهم لبالمرصاد فتحرق المسوس التي تتخبّط أجسادهم، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وإنّما القرآن هدًى للذين آمنوا ويشفي أمراضهم فيطهّرهم من الأرواح الشيطانيّة الخبيثة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فهو شفاء من الوسواس الخنّاس في صدور الناس خَفيٌ شيطانٌ مَريدٌ، وأمّا شياطين الناس فيعيذكم الله منهم بأيديكم، وتوكلوا على الله فلا تخافوا من شياطين الجنّ مهما كثروا فوالله الذي لا إله غيره لو علِم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بأنّه يسكن الشعب الفلاني ترليون ترليون شيطانٍ رجيمٍ من الجنّ لذهبت إلى شعبهم نصف الليل متحدّياً لهم جميعاً أن يؤذوني إن استطاعوا. ولربّما يودّ أحدُ أحبّتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي ولماذا لا تخاف منهم وأنت لا تراهم فتذهب إلى شعبهم وهم ترليون ترليون وأنت لوحدك؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول:
    {
    قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
    {
    وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:23].
    {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} صدق الله العظيم [الطلاق:3].

    وبِغضّ النظر عن ذنوبكم فلا يفتنكم الذين لا يعلمون فيقولون لن يستجيب الله لكم كون لكم ذنوب! فقولوا: إنَّ اللهَ غفّارُ الذنوب فنحن لا ننتظر الإجابة منه سبحانه بسبب أعمالنا بل نرجو الإجابة منه بسبب رحمته التي كتب على نفسه وكرمه، فمن أكرم من الله أرحم الراحمين؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  7. افتراضي

    جزاك الله أخي سبل السلام خير الجزاء وثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم ونفع بنا وبكم الأمة
    عشقت ليلي لإن فيه ذكر ربي
    ودمعي يزرف بكاء على ما ضاع من عمري
    وجاء نهاري وفاض أنهارا من شوقي لك ربي

  8. افتراضي

    بارك الله فيك أخي الحبيب ورزقنا واياكم من عظيم نعيم رضوانه

  9. افتراضي

    ربي اغفر وارحم وأنت أرحم الراحمين
    مهما كانت الذنوب لا تيأسوا من رحمة الله
    إن الله يغفر الذنوب جميعا
    إنه هو الغفور الرحيم

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 48820 من موضوع اين الرحمة بخلق المذنبين؟


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 08 - 1433 هـ
    24 - 06 - 2012 مـ
    06:35 صباحاً

    ــــــــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ المنتظَر يكلمنا عن سعة رحمــــة الله وعظيم مغفرتــــه..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنبياء الله وآلهم الأطهار وجميع المؤمنين إلى يوم الدين لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد..

    ويا أيّها ( المذنب ) لسوف نقتبس بيانك الذي كتبته ومن ثم نجيب عليه بالحق، وما يلي بيان ( المذنب ) يقول:
    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( المذنب الحقير ) مشاهدة المشاركة:
    بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    أعانكم الله على قبول عضويتي وتفعيلها، لأنني سأكون منبع أسئلة.. فإن هداني الله بأجوبتكم فهو من حسن توفيقي.. وإن لم يهدني فعسى أن تهدي أجوبتكم غيري! ويشهد الله أنني أبحث عن إمام حق.. يجيب بالحق دون تكفير.. إن عدالة الله هي عدالة مطلقة! نسأل الله أن لا يعاملنا بها ويبدلنا إياها برحمته.. وسؤالي إليكم وأرجو إيصاله إلى فضيلة الإمام..
    ألم يكن ربي يعلم ذنوبي قبل خلقي؟ ألم يكن ربي يعلم بأنني سأنمو وأكون ضعيفاً عن مجابهة نفسي الأمارة بالسوء.. وسأقوم بمختلف أنواع الذنوب التي تغضبه وتجرني إلى نيرانه وعذابه؟ فان كان يعلم.. فلماذا خلقني؟ وهو الرحيم؟ ألم يكن أقرب للرحمة لو أنه جنبني ذلك كله.. كما جنب الغلام الذي قتله سيدنا الخضر للوالدين المؤمنين؟ وإن كان لا يعلم بمصيري فكيف ذلك وهو علام الغيب وعلام ما كان ويكون ليوم الدين؟
    أفتونا بهذه المتناقضات، فقد عجز عن إقناعي كل من كتبت لهم من رجال الدين والمجتهدين من كل الطوائف، وأنا ضائع في بحر الذنوب التي اقترفت وسجين بها ولها ليوم مماتي. لن أنتظر يوم القيامة لأتمنى أن أكون تراباً، فأنا أتمنى لو أنني كنت تراباً الآن!
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى.
    ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: ويا رجل! وهل تظنّ المهديّ المنتظر معصوماً ولم يذنب قط؟ ومن ثم يجيب عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: إنه لربما كَلَّتْ يدا عَتيدٍ لكثرة ما كتب على الإمام ناصر محمد اليماني من السيئات من قبل أن أنيب إلى ربي ليهدي قلبي، ومن ثم علِمت كم ربّي غفورٌ رحيم، فبرغم كثرة ذنوبي ولم أيْأَس من رحمة الله وأنبْتُ إلى ربي فغفر لي فوهبني حكماً وعلماً وجعلني للناس إماماً فأيّدني بالبيان الحقّ للقرآن فلا يجادلني أحدٌ من كتاب الله من علماء المسلمين وعامّتهم المؤمنين بالقرآن العظيم إلا وأقمتُ عليهم الحجّة بسلطان العلم من محكم القرآن، وإنّا لصادقون، ذلك ممّا علّمني ربّي ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

    ويا صاحبي المذنب، لعل ذنوب الإمام المهدي هي أكثر من ذنوبك ولكن رحمة ربي وسعت ذنوبي عفواً وغفراناً، فرحمة الله وسعت كل شيء حبيبي في الله، وابتعث الله الرسل والمهديّ المنتظَر لندعو البشر إلى الله الواحد القهار ليغفر لهم ما علِمَه من ذنوبهم من قبل أن يفعلوها ثم يغفر لهم ما فعلوا من الذنوب من بعد الإنابة إلى ربهم ليغفر ذنوبهم، فلا شكّ في رحمة الله ولا في ذاته ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وابتعث الله رسله والمهديّ المنتظَر ليدعو البشر إلى عفو الله وغفرانه، فتدبّر وتفكّر في محكم الذكر في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

    بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ {الٓر ۚ كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ‎﴿٢﴾‏ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ فِى ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ ‎﴿٣﴾‏ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٤﴾‏ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَـَٔايَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ‎﴿٥﴾‏ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَىٰكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ۚ وَفِى ذَٰلِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ‎﴿٦﴾‏ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ ‎﴿٧﴾‏ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكْفُرُوٓا۟ أَنتُمْ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ ‎﴿٨﴾‏ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا۟ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا ٱللَّهُ ۚ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓا۟ أَيْدِيَهُمْ فِىٓ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوٓا۟ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوٓا۟ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَٰنٍ مُّبِينٍ ‎﴿١٠﴾‏ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَٰنٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ‎﴿١١﴾‏ وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَىٰنَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ ‎﴿١٢﴾‏ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰٓ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٣﴾‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ ٱلْأَرْضَ مِنۢ بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ ‎﴿١٤﴾‏ وَٱسْتَفْتَحُوا۟ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ‎﴿١٥﴾‏ مِّن وَرَآئِهِۦ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ ‎﴿١٦﴾‏ يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٌ ‎﴿١٧﴾‏ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَٰلُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا۟ عَلَىٰ شَىْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلْبَعِيدُ ‎﴿١٨﴾‏ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ‎﴿١٩﴾‏ وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ ‎﴿٢٠﴾‏ وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ ٱلضُّعَفَٰٓؤُا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ۚ قَالُوا۟ لَوْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَٰكُمْ ۖ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ‎﴿٢١﴾‏ وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا۟ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَٰمٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ ‎﴿٢٤﴾‏ تُؤْتِىٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ‎﴿٢٥﴾‏ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ‎﴿٢٦﴾‏ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ‎﴿٢٧﴾‏ ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا۟ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ ‎﴿٢٨﴾‏ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ ‎﴿٢٩﴾‏ وَجَعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا۟ عَن سَبِيلِهِۦ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا۟ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ ‎﴿٣٠﴾‏ قُل لِّعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ ‎﴿٣١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِۦ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْأَنْهَٰرَ ‎﴿٣٢﴾‏ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ‎﴿٣٣﴾‏ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ‎﴿٣٤﴾‏ وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلْأَصْنَامَ ‎﴿٣٥﴾‏ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُۥ مِنِّى ۖ وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٣٦﴾‏ رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ ‎﴿٣٨﴾‏ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ ۚ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ‎﴿٣٩﴾‏ رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ ‎﴿٤٠﴾‏ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ ‎﴿٤١﴾‏ وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ ‎﴿٤٢﴾‏ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْـِٔدَتُهُمْ هَوَآءٌ ‎﴿٤٣﴾‏ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوٓا۟ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ‎﴿٤٤﴾‏ وَسَكَنتُمْ فِى مَسَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلْأَمْثَالَ ‎﴿٤٥﴾‏ وَقَدْ مَكَرُوا۟ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ ‎﴿٤٦﴾‏ فَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ ‎﴿٤٧﴾‏ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلْأَرْضُ غَيْرَ ٱلْأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ ۖ وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ ‎﴿٤٨﴾‏ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلْأَصْفَادِ ‎﴿٤٩﴾‏ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ ‎﴿٥٠﴾‏ لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ‎﴿٥١﴾‏ هَٰذَا بَلَٰغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا۟ بِهِۦ وَلِيَعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٥٢﴾‏}
    صدق الله العظيم [إبراهيم].

    فانظر لقول الكافرين بربهم:
    {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓا۟ أَيْدِيَهُمْ فِىٓ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوٓا۟ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم.

    ولربما يودّ أن يقاطعني المذنب فيقول: "يا ناصر محمد لماذا قال الله تعالى:
    {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم، فلماذا قال: {لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ}؟ فلماذا قال: من ذنوبكم؟! فهل يعني هذا أنه لن يغفر ذنوبنا جميعاً؟ كونه يعلم بذنوبنا جميعاً (ما سوف نفعله طيلة الحياة حتى الموت)؟ فلماذا قال الله تعالى: {{لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ}}؟ فهل هذا يعني أنه لن يغفر لنا كافة ذنوبنا (من ذنوبنا فقط) نحن المذنبون؟".

    ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: كون الله لن يحاسبنا على ما هو آتٍ من فعل الذنوب من قبل أن نفعلها، وحين تتوب إلى ربك متاباً -حبيبي في الله- يغفر لك ما فات من ذنوبك، وأما ما هو آتٍ في علم الغيب فلا يزال لم يُكتب عليك في كتاب الملك عتيد كونك لم تفعله بعد، وإنما ذلك يعلمه علام الغيوب الذي تاب عليك حين توبتك فغفر لك جميع ما فات من ذنوبك ولم ينظر لما هو آت حتى تفعله، فإن فعلته واستغفرت الله وتُبت إليه متاباً وجدت لك رباً غفوراً رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولا ينظر الله إلى علمه بذنوبكم المستقبلية بل ينظر إلى قلوبكم حين التوبة والإنابة للربّ ليهدي القلب؛ فهل لا يوجد في قلوبكم الإصرار على الاستمرار في ذلك الذنب؟ فإذا لا يوجد نيّة الاستمرار في الذنوب ومن ثم يغفر لك الله ما تقدم من ذنوبك أجمعين ولا يبالي بما سوف تفعله من بعد التوبة في علم الغيب، وهو الغفور الرحيم. حتى إذا أذنبت كتب عليك ذلك في كتاب عتيد من بعد فعل الذنب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} [الزخرف].

    وقال في سورة الانفطار:
    {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}.

    وقال في سورة ق:
    {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} صدق الله العظيم، وحتى إذا تبت وأنبت غفر الله لك ذلك الذنب وأبدلك بحسنة العفو والغفران ما دمت لم تنوِ الرجوع إلى ذلك الذنب فيغفره الله وحتى ولو كان يعلم الله أنّك سوف تعود لذلك الذنب بعد ساعة لما أثنى الله ذلك عن العفو والغفران كونك أقمت الحجة على ربِّك بالتّوبة النّصوح ولم تنوِ الرجوع إلى ذلك الذنب مرةً أخرى ومن ثم يغفر الله لك ذنبك. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل عمران:89].

    ولكن شرط قبول التوبة لدى الربّ هو عدم نيّة الإصرار على الاستمرار في الذنب، وهنا توفر شرط الغفران كونه تاب إلى ربه متاباً ولم ينوِ أن يعود للذنوب، ومن ثم يغفر الله له ذنبه كونه تاب إلى الله متاباً، فما دام شرط قبول التوبة إلى الربّ توفر في القلب فيجد الله غفوراً رحيماً.

    ولربما يودّ المذنب أن يقول: "يا ناصر محمد، وما هو شرط التوبة في القلب ليغفر الله الذنب؟". ومن ثم نترك للسائل من الرب الجواب في محكم الكتاب:
    {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    وحتى ولو يعلم الله علَّام الغيوب أنّك سوف تعود إلى ذلك الذنب اليوم التالي لغفر الله لك ما سلف ولا يبالي نظراً لتوفر شرط التوبة إلى الرب في قلبك حين توبتك. تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    وأما إذا المذنب يستغفر ربه ليغفر ذنبه غير أنّه مصرٌّ على الاستمرار فلن يغفر الله له، وأمّا علم الله بذنوبكم في علم الغيب فلن يحاسبكم الله عليها من قبل أن تفعلوها فإذا فعلتموها كتبت عليكم سيئة في كتاب الملك عتيد حتى إذا تبتم أبدل الله سيئاتكم حسنات بالحكم فلا يعاقبكم على ذلك الذنب من بعد التوبة، وربي عفوٌّ غفورٌ رحيم. ألا وإن العفو والغفران لهي من هوايات الربّ في نفسه أن يغفر ويرحم وهو خير الراحمين كونه عفوّاً يحب العفو عن عباده ويحب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فما أعظم صفات الله أرحم الراحمين وما أعدله وأكرمه غفّار الذنوب وستّار العيوب وقابل التَّوب ولا يظلم ربّك أحداً، وخلقكم الله لتعبدوه وحده لا شريك له ولتعلموا كم الله غفورٌ رحيمٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخو المذنبين التائبين في العالمين المذنب التائب؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    عشقت ليلي لإن فيه ذكر ربي
    ودمعي يزرف بكاء على ما ضاع من عمري
    وجاء نهاري وفاض أنهارا من شوقي لك ربي

المواضيع المتشابهه
  1. فتوى من الله بتحريم صيام شهر رمضان حتى تشهدوا رؤية هلال شهر رمضان
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 11-03-2024, 01:37 PM
  2. جاء شهر رمضان وما نزال في شهر رمضان كل عام وخليفة الله المهدي وجميع الأنصار والمسلمين بالف خير...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 22-03-2023, 11:43 PM
  3. [ فيديو ] فتوى من الله بتحريم صيام شهر رمضان حتى تشهدوا رؤية هلال شهر رمضان..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-04-2020, 05:46 PM
  4. فتوى من الله بتحريم صيام شهر رمضان حتى تشهدوا رؤية هلال شهر رمضان..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2020, 04:56 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •