وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، إني أراك فى بياناتك تقول لو أنّ إبليس يتوب لتاب الله عليه! كيف يكون ذلك والله قد غضب عليه ولعنه إلى يوم الدين؟
فأجاب الذي عنده علم الكتاب:
ولربما يود أن يقاطعنا أحد العُلماء الذين لا يعلمون فيقول: "يا ناصر محمد إنك لمجنون فكيف تُريد أن يغفر الله لشيطان إبليس لو يتوب إلى الرب من بعد أن لعنه الله وأحلّ عليه لعنته إلى يوم الدين!". ومن ثم يكرر السؤال مرةً أخرى ويقول: "كيف تفتي يا ناصر محمد اليماني إلى الذين لعنهم الله وغضب عليهم وأحلّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين، كيف تفتيهم أنهم لو يتوبون إلى ربهم فينيبون إليه ليهدي قلوبهم أن الله سوف يغفر ذنوبهم فيتوب عليهم لو أنهم تابوا وأنابوا إلى ربهم؟". ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله إنك لمن الخاطئين، وبينك وبين المهدي المهدي المنتظر اختلافاً كبيراً كونك تدعو عباد الله إلى اليأس من رحمة الله. ولكني المهدي المنتظر أدعو عبادَ لله جميعاً إلى رحمة ربي الذي وسع كُل شيء رحمةً وعلماً. ألا والله لو يلقي إليك المهدي المنتظر سؤالاً وأقول: أليس إبليس وكافة شياطين الجنّ والإنس من عباد الله؟ لقال كافة عُلماء المُسلمين: "اللهم نعم فهذا لا جدال فيه أن كلّ من في السموات والأرض عبيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} صدق الله العظيم [مريم:93]".
ومن ثم يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني، وأقول: ألا والله لو تعتقدون أنّ إبليس يخرج عن نطاق هذا النداء فإنّكم لن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (٥٤)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥)أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩)وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)} صدق الله العظيم [الزمر].
فلو أنّكم تُخرجون إبليس عن دائرة هذا النداء فتزعمون أنّه لا يشمله نداء الله إلى العبيد الذين أسرفوا على أنفسهم فمن ثم نقول لكم: فهل تعتقدون أنّ الشيطان وَلَدُ الله سبحانه! مالكم كيف تحكمون؟ سبحان الله العظيم وتعالى علوا كبيراً! فلا ينبغي لكم أن تُخرجوا إبليس من نطاق هذا النداء الرباني في محكم الكتاب. أن يقول المُنادي إلى عباد الله جميعاً من الإنس والجن: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (٥٤)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥)أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩)وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)} صدق الله العظيم [الزمر].
ولربما يودُّ عالِم آخر أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فنحن لا نقصد هذا أنّ الشياطين ليسوا من ضمن عبيد الله سبحانه، ولكن شياطين الجنّ والإنس من المغضوب عليهم، أي من الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأحلَّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين، ولذلك أخرجناهم من دائرة هذا النداء كون الله لن يغفر لهم أبداً إلى يوم الدين". ومن ثم يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [يونس:68].
ومن ثم يردُّ علينا كافة الحافظين لِلَفْظِ القرآن العظيم، فيقولون: "قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، فكيف يا ناصر محمد يهدي الله من غضب عليه ولعنه وأحل عليه لعنة عباده من الجنّ والإنس؟ أفلا ترى أننا أقمنا عليك الحجّة من القرآن يا من يزعم أنه المهدي المنتظر؟ فآتنا بالدليل المفصل من محكم الذكر أن الله يغفر لمن تاب وأناب إلى الربّ من العبيد بعد أن لعنه الله وأحل عليه لعنة ملائكته والناس أجمعين". ومن ثم يردُّ عليكم أيها الدُعاة إلى اليأس من رحمة الله وعلى المُبلسين اليائسين من رحمة الله. وأقول إليكم البرهان المبين قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
أفلا ترون أن النداء من الرب إلى رحمة الله في محكم الكتاب كان نداءً يشمل كافة العبيد سواء الضالين من الجنّ والإنس أو المغضوب عليهم من شياطين الجنّ والإنس الذين لعنهم الله بكفرهم وأحل عليهم لعنته إلى يوم الدين إلا من تاب منهم من قبل موته؟ فهنا يتقبل الله توبتهم ويرفع مقته وغضبه ولعنته عنهم من بعد كفرهم شرط التوبة قبل موتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162)} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا عباد الله من الجنّ والإنس إنّني الإمام المهدي ولعنة الله على الكاذبين إن كنت مفتريًا لشخصية المهدي المنتظر لعناً كبيراً، فلا تجتمع الظُلمات والنور، أفلا تُبصرون؟ فاتقوا الله وأطيعون. وإن دعونا الله بعدم الفتح بيننا وبينكم بالعذاب الأليم حتى يهديكم إلى الصراط المستقيم فلا نقصد بعدم الفتح بحكم العذاب بيننا وبين الذين علموا علم اليقين أن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر ومن ثم يسعون إلى إطفاء نور الله هيهات هيهات.. ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره، إلا من تاب وأناب منهم إلى ربِّه ليهدي قلبه من قبل الفتح الأكبر فإن ربي غفور رحيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?3951