بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
أولاً شكراً كثيرا لأخي وحبيبي في حب ربي أو بالأحرى والدي الراجي رحمة ربه على مرورك الكريم حفظكم الله ورعاكم وأصلح بالكم وأنا معكم وأشكر متابعتك المستمرة من أعماق قلبي وأشكر جميع إخوتي الأنصار بلا إستثناء وأقول ألا إن لخليفة الله حكمة بالغة قضاها الله في نفسه ويعلم من الله ما لا نعلم ولا علم لنا إلا بما علمنا خليفة ربنا عليه الصلاة والسلام وآله أجمعين والحكم لله وخليفته عسى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
ثانياً لقد أوضحت في عنوان مشاركتي الثالثة وقلت أنها الأخيرة وأنها العذر الثالث وبالتالي إستكملت جميع فرصي ولن أتجراء أن أتجاوز أكثر من ذلك حتى لو سمح لنا خليفة ربي عليه الصلاة والسلام بل سأقف عند قولي بأن إسماعيل هو ذي القرنين كما بدأت به القول من أول مشاركي لي ومن ثم أستمر في التدبر لنفسي وإنما ما قدمته وما وما أقدمه فما هي إلا بحوثاً مني عن شخصية نبي الله ذي القرنين وإسمه وليست فتوى وسيحكم في الأمر الله وخليفته ولكني أشهد الله ما بنيت قولي على الظن بل تدبرت تدبراً كبيراً في البيان وفي القرآن وجاهدت نفسي أن يكون قولي معقولا وغير مناقضاً لما بين ايدينا من بيان بل نبني عليه ونتخذه طريقنا ومسلكنا فأضل ممسكاً بما قد وجدته من البيان وأبحث وأتدبر عليه حتى إذا رأيت ما يناقضه توقفت وقلت لا يمكن أن يكون البيان الذي بين أيدينا متناقضاً بل هذا التناقض هو من عند أنفسنا فاضل أبحث فإن إستطعت أن أزيل اللبس وأجلي التناقض وإلا أتوقف حتى لا أناقض البيان الذي بين أيدينا فأعصي الله وخليفته. ولذلك فإني أتوقف عند ما قد توصلت إليه إلا إن كان توضيحاً لما سبق كهذه المشاركة وبالتالي ننتظر القول الفصل من صاحب علم الكتاب وفصل الخطاب وسأقول بإذن الله سمعاً وطاعة ولن تأخذني العزة بالإثم إن شاء الله وما دام خليفته بين أظهرنا فإننا مطمئنون آمنون إلا أنني لن أزيد على ما توصلت إليه وما كان تغيري لإسم ذي القرنين الذي توصلت إليه حسب بحثي وتدبري في مشاركتي التي قبل السابقة إلا بسبب عدم علمي ببعض الآيات فلما مررت عليها وجدت تناقضاً واضحاً فتراجعت رغم أن تراجعي كان إلى الذي قلته في أول مشاركة فزدته دليلاً واضحا وأما الآن بحسب مبلغي من العلم فلا أرى أن في قولي تناقضاً ولن يعلم ذلك غير الذي علمه الله البيان الحق للقرآن وسأقف عند قولي أن إسماعيل هو ذي القرنين وأما السبب فهو في قول الله تعالى:
{الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}
[39:إبراهيم]
صدق الله العظيم.
ويا خليفة الله لقد علمتنا أن لا نتبع ما لا يقبله العقل والمنطق إن رآيناه جلياً واضحا فأفتني يا إمام هل من العقل والمنطق أن يكون الله قد وهب لإبراهيم إبنه إسماعيل على الكبر بينما نجد آيات كثيرة كما أوردتها في مشاركتي السابقة وهي جميعها تتحدث عن أن إبراهيم قد ترك من ذريته بوادٍ غير ذي زرع عن البيت الحرام بعد أن قام برفع قواعده هو وإسماعيل ومن ثم عاد لأبيه وقومه ودارت القصة الطويلة بين إبراهيم وأبيه وقومه وأصنامهم وهو ما زال فتيا ثم وهب الله له في تلك الفترة وبالضبط حين اعتزل أبيه وقومه وما كانوا يعبدون ليتفكروا وهب الله له إسحاق ويعقوب من إبنه إسماعيل ثم لما حاجه قومه وخوفوه بأن تمسه آلهتهم بسوء فأجاب أنه لا يخاف من ذلك وكاد لأصنامهم بعد أن ولوا مدبيرن من المعبد وحطمها ليقيم عليهم حجة العقل والمنطق التي علمها الله إياه ومن ثم أقيمت عليهم الحجة حتى أخذتهم العزة بالإثم فأرادوا إحراقه فأنجاه الله منهم ثم آمن له في هذه الفترة لوط وذهب نبي الله إبراهيم مهاجرا إلى الذي آتاه الله الملك وقلنا أنه التبع اليماني كما ربطنا ذلك ببعض ما وجدناه في بيانات الإمام حتى جاء العذاب والنصر وإبراهيم شيخا ثم جاءت البشرى بإسحاق إبن إبراهيم الغلام العليم والبشرى الغلام العليم الثاني في وقت واحد فهل من العقل والمنطق أن يكون وهب الله لإبراهيم إسحاق إبنه وإسماعيل إبنه على الكبر؟
فكيف يقبل ذلك العقل والمنطق أليس ذلك مناقضاً للعقل والمنطق ومناقضاً لآيات القرآن بينما القرآن ليس كذلك إذاً من يكون إسماعيل هذا الذي وهبه الله لإبراهيم على الكبر هو وإبنه إسحاق من يكون إن لم يكن إسماعيل آخر من ذرية إسماعيل إبن إبراهيم كونه لا يمكن أن يكون إسحاق ويعقوب أحدهم هو ذي القرنين كونهم أنبياء آخرين ضمن قائمة الثامنية والعشرون نبيا وحتى لا يكون كلام الله متناقضا وبما أنه صار لدينا إثنين إسماعيل وإثنين إسحاق وإثنين يعقوب فوجب أن ننظر في هذه اللبس حتى يبقى كلام الله واضحاً غير متناقض كما علمنا خليفة الله وهذا لم أذكره في مشاركتي السابقة بل آخرته إلى هذه ولذلك نقول فأما إسمي إسحاق ويعقوب فإن إثنين منهم أنبياء وإثنين منهم أئمة وليسوا بأنبياء فأما إسحاق ويعقوب الذين هم أنبياء فهم المقصودين في قول الله تعالى:
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾ وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴿٥٠﴾}
[مريم]
صدق الله العظيم.
وأما إسحاق ويعقوب الذين ليسوا بأنبياء وإنما هم أئمة فإنهم المقصودين في قول الله تعالى:
{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿٧٢﴾ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴿٧٣﴾}
[الأنبياء].
صدق الله العظيم.
وتبقى لنا إسماعيل فمن يكون إسماعيل الذي وهبه الله لإبراهيم على الكبر وهو وإسحاق إبن إبراهيم وهم المقصودين في قول الله تعالى:
{الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [39:إبراهيم].
أليس ذلكم هو ذو القرنين إسماعيل إبن إسحاق إبن إبراهيم وكما أشار علي أخي الراجي رحمة ربه فقال هل يعقوب هو إبن إسماعيل وبالتالي هو أخو إسحاق أم أنه إبن إسحاق إبن إسماعيل وبالتالي يكون إسماعيل إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إسماعيل إبن إبراهيم ورغم ما ذهبت إليه سابقاً أن يعقوب هو أخو إسحاق إبن إسماعيل لأنني وجدت أن الله لما بشر إبراهيم بإبنه إسحاق ومن ثم قال ومن وراء إسحاق يعقوب ووجدت أنه لما يقول ووهبنا فإنه يذكر الأسماء دون تحديد ثم قلت إذاً تلك إشارة للتفريق بين الأخوة وأبناءهم وما بين الإخوة فقط فحين يقول ومن وراء فهذا يعني أنه الإبن وإبنه وحين يقول ووهبنا فإنه يعني أن الموهوبين إخوة وبعد إشارة أخي ووالدي الراجي رحمة ربه عدت للتدبر مرة أخرى ومن ثم وجدت كذلك بأن الله كذلك يقول ووهبنا في الأبناء وأبناء الأبناء وذلك في قول الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ}
[73:الأنبياء]
صدق الله العظيم.
لذلك أعود وأقول إن ذي القرنين هو (إسماعيل إبن يعقوب إبن إسحاق إبن إسماعيل إبن إبراهيم) عليهم وآلهم الصلاة والسلام كون في جعل يعقوب أخ لإسحاق إبن إسماعيل يجعلنا نتسائل فأين هي ذريته وهو من الأنبياء كونه لا بد للقول أن يقبله العقل والمنطق من قبل أن يأتي الدليل ثم يأتي الدليل فيدمغ الحجة فيجعلها ناصعة بيضاء وهذا ما استطعت أن أتوصل إليه وما هذه المشاركة إلا توضيح لما قبلها فقط ولن أزيد على قولي هذا بإسم آخر وإنما وضحت اللبس في ورود إسحاقين ويعقوبين ومن ثم وضحنا المزيد عن إسماعيل الذي جاء على الكبر وأنه هو ذي القرنين ووضحنا بأن يعقوب ليس أخو إسحاق إبن إسماعيل بل إن يعقوب هو إبن إسحاق إبن إسماعيل والسبب هوفيما ذكرته أعلاه وهو أن الله حين يقول ووهبنا فإنه يجمع بها كل من يريدهم سواء كانوا أبناء أم ابنا وابناء الأبناء وحتى الأحفاد كمثل قول الله تعالى عن أيوب وذريته فقال:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴿٤٢﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٤٣﴾}
[ص]
صدق الله العظيم.
إذاً صار يعقوب ليس أخو إسحاق إبن إسماعيل بل إبنه فإن كان يعقوب أخ لإسحاق إبن إسماعيل فأين ذريته وهو من الأنبياء وهم ذرية بعضها من بعض.
نقطة,,,
وعلى الله قصد السبيل ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ربي اجعل لي نوراً وفرقانا وأورثني العلم والإيمان واجنبي وبني أن نعبد الأصنام ربنا أجعلنا وذرياتنا ممن يعبدون نعيم رضوان نفسك فلا يرضون حتى ترضى ربنا من تبعنا فإنه منا ومن عصانا فإنك غفور رحيم ربنا وصلي وسلم على عبدك وخليفتك مصباح الأمة وسراجها بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني رحمة الله التي كتبها على نفسه وفضل الله علينا فصلي عليه وآله في الأولين وفي اآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين واجزه عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين وثبتنا معه وإخوتنا الأنصار على الحق وعلى الصراط المستقيم حتى نلقاك يا حبيبنا يا ربنا بقلم سليم خالياً من الشرك وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.