بسم الله الرحمن الرحيم
" بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "
إلى ناصر اليمانيِّ أدعوكَ إلى ما دعاكَ إليْهِ محمدٌ بن عبداللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم
(1)
أن تشْهدَ أن لا إله إلا الله وانّ محمدًا رسول الله
فلا وحْي بعْدَ رسولِ الله , ولا عقيدة في دينِ الله إلا بقرآنٍ
أو حديثٍ من رسولِهِ صلى الله عليْه وسلّم.
وشهادتُك برسالةِ محمدٍ هي نفْيٌ لما زعمْتَهُ من اطلاعٍ وعلمٍ تُخالف بهِ محمّدًا وأصحابَهُ وأمَته من صلواتٍ وصيامٍ وفروضٍ وطاعاتٍ - غيّرتَ فيها وبدّلت -
لا وجاهةَ لك ولا حُجّةً لمِثْلِكَ أمام الله أن تقول قد غيرت بالوحي
وإلا تكون قد كفرت باللهِ ورسولِه.
ولا حُجّة لكَ أن تقول أنك قد غيّرت وبدّلت بعلمٍ أوتيتَه فلا علم عن اللهِ إلا بوحْي!
فعُد لرُشْدِك وتُب لربِّك قبل أن يسبِقَك الموت فتحمِلُ وزرك و وِزْرَ من معَك.
فيكونُ مصيرُك مع كلِّ من كذبَ على اللهِ وادّعى عليْه ما لم يُنزِّل بهِ سُلْطانا.
-------------------------
(2)
وأدْعوكَ إلى أن تُقيمَ الصلاة التي أمرنا بها اللهُ عزّ وجلّ
خمسَ صلواتٍ مفروضاتٍ في اليومِ والليْلة
ركعتا الفجْر
وأربعُ ركعاتِ الظهر
وأربعُ ركعاتِ العصْر
وثلاث ركعاتِ المغربِ
وأربعُ ركْعاتِ العشاء
فعدد ركعاتها سبعة عشر: ركعتان، وأربع وأربع، وثلاث، وأربع.
عرفنا ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله:
صلوا كما رأيتموني أصلي.
عرفناهُ ببيان النبي صلى الله عليه وسلم قولا و فعلا
وليْس كما كذبت على اللهِ ورسولِه وقلتَ أنها ركعتان , ركْعتان , لكل فرْض !!!
فأنْقصْتَ منها .. بلا برهانٍ وبلا وحيٍ من عند الله , إلا فهمُك أنت ومنطِقُك غير المُثْبتِ ببرهان , ولم نتعبد الله إلا بالدليلِ والبرهان وليْس بمنطقة العقولِ , والأفْهام !!
بل يضْحَدُ حُجّتَك ويُبيِّنُ أنك تختلِقُ وتفتري على الله ..
ما نسوقُهُ بالدليلِ من كتاب الله وسًُنّةِ رسولِه :
1- أولًا : زعمْت أن منطِقَكَ في كون كل الفروض ركعتيْن , أنها هكذا كانت منذ البدْء ... ولكِن يُسْقِطُ دعواك .. أن نُصحِّح لك ونُبيِّن أن اللهَ عزّ وجل جْعل المغرِب أول ما فرض ثلاث ركعاتٍ , ولم تكن صلاةُ المغربِ ركْعتيْنِ كما توهمت , وهذا ينْسِفُ دعواك بأن ركعات الفروضِ كانت كلها اثنان , اثنان !! , ودليلُهُ جاء في الحديثِ "كان أول ما افتُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ركعتان ركعتان إلا المغرب فإنها كانت ثلاثاً ".
2- تُنْكِر صلاةَ المسْلمين .. كيْف وقد تواترت ؟!!.. لم ينقطِع المسلمون عن الصلاة يوم واحد فقط .. فهل يُعْقَل ان تتغيّر أو يفوتهم أنها تغيّرت منذ رسالةِ محمدٍ إلى اليوم , ولا يتنبّه لها إلا أنت يا حصيف؟!.. أتُنْكِر التواتر أم تتهم الأمة بتضييع الصلوات , وتتهم صحابة رسول الله باتلتزييفِ والتغيير؟!!
تواتر فعل النبي بيْن اصْحابِهِ وتابعيهِ إلى يومِ الدين بالصلاة اربعا للظهر والعصر والعشاءِ , وثلاثًا للمغرب .. وإن أنكرْت هذا التواتر الذي لا يُنْكِرُهُ إلا مجنون .. تكونُ منْكِرًا لحفظِ كتاب الله , الذي يستحيل اثبات حِفْظِهِ لغير المسْلِم إلا بالتواتُر !! , ومنكر التواتر مجنون !!
ولا نكتفي مع مِثْلِك بدليل التواتر , بل ننقل بالنص والبرهان ما يُسْتَدلُّ على ذلِك بالحديثُ الصحيح عنأم المؤمنين عائِشةَ قالت :" كان أول ما افتُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ركعتان ركعتان إلا المغرب فإنها كانت ثلاثاً ثم أتم الله الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعاً فى الحضر وأقر الصلاة على فرضها الأول فى السفر".
وجاء أيْضًا في الحديثِ "فأُقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر"
3- كيْف تُنْقِص وتتلاعب بصلاة النبيِّ محمدٍ وأصْحابِه , بدونِ وحْيٍ أو بينةٍ وبرهان ؟!.. ما هذا التبجُّح على الله ووحيِ الله؟!.. ولك ولأمْثالِك قال رسول الله صلّى الله عليْهِ وسلّم:" خمس صلوات افترضهن الله على عباده, فمن جاء بهن لم ينقص منهن شيئا استخفافا بهن فإن الله جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة ومن جاء بهن وقد نقص منهن شيئا, لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر".
4- أما عن صلاةِ الفجْر فأحاجُّك بقول الصادِق المصدوقِ محمدٍ بن عبدالله أنها ركعتانِ وفيها قال رسول اللهِ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم فيما روتهُ عنه عائشةُ رضيَ اللهُ عنها" ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها "
5- وأما عن صلاةِ الظُّهْرِ , والعصْر , فكل صلاةٍ منها أربعة ركعاتٍ .. وأحاجُّك بالبرهان .. بصلاةِ الصادِق المصدوقِ محمدٍ بن عبدالله صلى الله عليْهِ وسلّم , كما جاءَ عن أبي سعيد الخدري قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الظهر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر قراءة ثلاثين آية وفي الآخريين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وكان يقوم في العصر في الركعتين الأولتين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وفي الأخرتين قدر نصف ذلك"..
وجاء في الحديثِ الصحيح عَنْ أَنَسٍ بِنْ مَالِكْ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا ، وَصَلَّى الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ " .. مما يعني أنت صلاة الظهر أربعة ركعاتٍ , بينما تُقْصَرُ فقط في السفر !!
6- بل لو كُنْتَ صادِقًا فيما زعمْت لكان رسول الله قد أبلغ صحابَتَهُ أن الصلاةَ قد قصرت إلى ركْعتيْن حين نسي وصلى الظهر أو العصْر ركعتيْن فسألوه , هل قصُرت؟ .. فقال لا لم تقْصُر وأقام وأتمّ الركْعتيْن ..
فكيْف تأتي أنتَ , وتُكِّب فعل رسول اللهِ وصحابته؟.. أنسَختَ حُكْم الله , أم أن لك رأيٌ آخر في دينِ الله .. استغفر الله من كل كفرٍ وذنبٍ وتطاولٍ على الله ... اقرأ يا يمانيِّ ... فقد جاء في الحديثِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ ، إِمَّا الظُّهْرَ وَإِمَّا الْعَصْرَ . فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا مُغْضَبًا ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يَتَكَلَّمَا ، وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ قَالُوا : قَصُرَتِ الصَّلاةُ ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ : (( مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ ؟ )) قَالُوا : صَدَقَ لَمْ تُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ . فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ كَبَّرَ ، ثُمَّ سَجَدَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَفَعَ"
وروى ماحدث كذلِك عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ؛ حين صلّى رسول الله العصْر ثلاث ركعاتٍ , فأخبروه , فصلّى الركعةَ الرابعة , وسجد سجْدتيْ السهو .. وجاء في الحديثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلاثِ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْخِرْبَاقُ ، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَهُ ، وَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : (( أَصَدَقَ هَذَا ؟ )) قَالُوا : نَعَمْ، فَصَلَّى رَكْعَةً ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ .
7- بل بيّن رسول اللهِ أن لا المهدي ولا غيره من أمةِ محمدٍ صلى الله عليْهِ وسلّم أن يُنقِص من الصلواتِ إلا بوحيٍ عن الله .. ولو كان حدث لأنبأنا بهِ رسول الله .. وما كنا ننتظِرُ مِثْلَك أن يكمل لنا ديننا وقد أكمله الله .. وبلغه نبيه خيرَ بلاغ .. فقد جاء في الحديثِ عَنْ عَلْقَمَةَ حين سهى النبيُّ في الصلاةِ , فسألوه أَحَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَيْءٌ ؟
" قَالَ : (( وَمَا ذَاكَ ؟ )) قَالُوا : صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ : فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : (( إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي ، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ )).
8- وأما صلاةُ المغرب ,فثلاث ركعاتٍ منذ فرْضها لم تزِد ولم تنْقُص .. قد جاء في الحديثِ عن عائشة قالت : " كان أول ما افتُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ركعتان ركعتان إلا المغرب فإنها كانت ثلاثاً ثم أتم الله الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعاً فى الحضر وأقر الصلاة على فرضها الأول فى السفر .".
9- وأما صلاةُ العشاء .. فأربعة ركعاتٍ .. ودليلنا فعل المصطفى صلى الله عليْهِ وسلّم .. فعن عائشة قالت : " كان أول ما افتُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ركعتان ركعتان إلا المغرب فإنها كانت ثلاثاً ثم أتم الله الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعاً فى الحضر وأقر الصلاة على فرضها الأول فى السفر" ..
وكذلك ما جاء في حديثِ عبد الله بن الزبير قال:-" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء ركع أربع ركعات وأوتر بسجدة ثم نام حتى يصلي بعد صلاته بالليل".
أما وقد كانت الحُجّة التي ندينُ الله بها هو الوحي وفعل النبي وأصْحابَه .. فإنّنا نُشْهِدُ الله .. أنّ المهديِّ المنتظَر سيأتي ليُعظِّم شعائِرَ الله لا يُشغِّب على المسلمين دينهم , ولا يغير ما فرض الله وشرعه .. وهذه أول علامات الإختلاق والإفتراءِ على الله أن تُغير في فروضِ الله وشعائِره ... لعنةُ اللهِ على الكاذِبين .. ما حالُك وأنْتَ تُخرِج كل من يتْبعك من دينِه إلى الكُفر ؟!!!بأن تُغير في الصلاةِ والتي إن فسدت فسد الدينُ كله واستحق من افسد على نفسه العذاب خالدًا مخلدّا في جهنم والعياذ بالله.
فعُد لرُشْدِك ... فالمهدي المنتظر أعظمُ منك , وأطهر
ولا ولن يتجرّا على اللهِ ورسولِه ووحيِه ودينِه,.