الموضوع: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. افتراضي السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُور. صدق الله العظيم
    .ما معنى كل ختار كفور

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6611 من موضوع فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    02:49 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    فتلك هي العقيدة الكاذبة، فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٨وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٩وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١٠يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚوَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴿١٢فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚوَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّـهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا حبيبَ المهديّ المنتظَر (الحسين بن عمر)، تذكّر قول الله الواحد القهّار في محكم الذكر أنّه يتقبّل العفو منّا حتى عن شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المائدة]، وعليه فإنّي أشهدُ الله الواحد القهّار أنّي قد عفوت عن الذي كان يُسمّي نفسه (الناصر للإمام ناصر محمد)، وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبّه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١٩} صدق الله العظيم [البقرة].

    وليس معنى ذلك أنّي استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيّروا ما بأنفسهم فيتوبوا إلى ربّهم؟ وإنّما أعفو عنهم في حقّي لوجه الله ليزيدني بحبّه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إنَّ ربّي على كل شيءٍ قديرٍ.

    فصبرٌ جميلٌ حبيبي في الله الحسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المحسنين. ولا نزال نُذكّركم بالهدف الذي يعيش من أجلِ تحقيقه المهديّ المنتظَر وكافة أنصاره الربّانيّين أقرب المُقرّبين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة، وهو: أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا غضباناً. وكيف يتحقّق ذلك؟ حتى يُدخل الله عباده في رحمته جميعاً ومن ثمّ يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسّراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إنّ حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأمّ التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكنّ حُزن الله على عبده هو أعظم وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهُن عليه عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً، ولكنّهم أنفسهم يظلمون فيكذّبون رسل ربّهم ويكفرون بآيات ربّهم، ومن ثمّ يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثمّ يجيبهم الله فيهلك عدوّهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم تصديقاً لوعد الله لرسله وأوليائه، إنّ الله لا يخلف الميعاد، ومن ثمّ يسكت غضب الربّ في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد أن حلّ النّدم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربّهم، فقال الظالم منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الربّ بعد أن حلَّت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعّموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً لا فائدة من جنّة النّعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها ما لم يتحقّق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً وأنيبوا إلى ربِّكم وقولوا: ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين تجِدوا لكم ربّاً غفوراً رحيماً، وتجِدوا أنّه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجِدوا أنّ الفرق جداً عظيم، وأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئِس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً وما قدر ربّه حقّ قدره، سبحانه وتعالى علُّواً كبيراً.

    فمن ذا الذي أفتاكم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين؟ فقط حتى تصرّوا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنّه الانتصار للحقّ على الباطل ثمّ يلقي الله بكم في أشدِّ العذاب في نار جهنم وذلك لأنّكم يئِستم أن يرحمكم الله في الدنيا والآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلّوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنّم، ولكنّ الله ابتعث الإمام المهديّ ليفتيكم بالحقِّ أنّ سبب ظلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فإنّ الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله لَمِن الكاذبين فليتُبْ إلى الله متاباً ولسوف يجد له ربّاً غفوراً رحيماً.

    فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله أستحلفكم بالله العظيم، وذلك لأنّي الإمام المهديّ الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنّة وحورها وقصورها، فكلّا وربّي الله لا أرضى ولا أريد أن أرضى حتى يكون من أحببتُ راضياً في نفسه لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فلا تظلموني وتظلموا أنفسكم يا معشر شياطين الجنّ والإنس اليائسين من رحمة الله، فوالله حتى الشياطين هم جُزءٌ من هدف الإمام المهديّ، ولا أكاد أن أفتي المسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنةً إلى فتنتهم فيقولون: "وكيف يكون هذا الإمام المهديّ وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب؟". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: يا قوم ما ظنّكم بقول الله تعالى:
    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣}؟ صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنّما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكّم، وقد جعل الله العبد حُرّاً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربّه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين وللكافرين؛ لأنّ الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يُغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربّه وحتى ولو استغفر له كافّة أهل السماء والأرض، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليس معنى ذلك أنّ الله كتب في كتابه أنّه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبّل استغفار الرسول لهم، كلا وربّي، فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه؛ بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون ما لا يحبه الله ولا يرضاه لهم، وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولكنّ شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يُضِلُّوا عباد الله عن الصراط المستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم، فاتّقوا الله يا معشر الشياطين، فوالله الذي لا إله غيره إنّ الإمام المهديّ هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته، وإنّي لا أخدعكم حتى تكفّوا حربكم عن دين الله؛ كلا وربّي الله لأنّي أعلمُ أنّ الله ناصري عليكم مهما مَكَرتُم، فإنّا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحد القهار، وأعلمُ أنّكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكرَكم هو لصالح المهديّ المنتظَر لإتمام نور الله على العالمين ولو كرهتم.

    إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولّى تعليمي فإني لا أُعلّمكم إلا بالبيان الحقّ المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل، وإنّما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التّجرُّؤ للحوار فيزعم أحد علماء الأمّة أنّه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في الحجّة الفلانية، ومن ثمّ يسجل لدينا على عجل شديد ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثمّ يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا عباد الله جميعاً إنّكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فإذا كان الإمام المهديّ يتمنّى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحقّ للقرآن ويهدي الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنّه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحقّ للإمام المهديّ كثيراً، وما يضلّ به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهديّ المنتظَر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهديّ المنتظَر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكبرى بسبب عقيدتهم أنّها لن تنالهم رحمة ربّهم، فمن ذا الذي افتاكم أنّ الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربّكم؟ وإنّكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم، ولكنّي الإمام المهديّ أبطل هذه العقيدة بسلطان العلم الحقّ من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول: يا معشر شياطين الجنّ والإنس ألستم تعلمون أنّكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؟ والسؤال بالضبط: فما دمتم من عبيد الله فلماذا تعتقدون أنّه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}؟ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنّه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربّه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصِرّاً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثمّ يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنّه سوف يعود إليه مرةً أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرةً أخرى، حتى إذا عاد إليه مرةً أخرى ثمّ استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله له ولا يبالي بعودته إليه مرةً أخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكلّ امرئ ما نوى، فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أنّ عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى، وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [يونس:22-23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل الله لا يعلم أنّهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟ بل يعلم ذلك سبحانه؛ ولكنّهم يدعون الله مخلصين له الدين قلباً وقالباً، وقال الله تعالى:
    {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثمّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مخلصين لربّهم منيبين إليه فيقولون:
    {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، ومن ثمّ ينجّيهم الله لأنّ نيّتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع إنّه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكنّ الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل السوء؛ بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُّعاء والاستغفار، ولكنّهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحقّ ويقولون: "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيتَ إنّهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نُهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار. وقال الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق: فهل من المعقول أنّهم يكذبون على ربّهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنّهم يصطرخون في نار جهنّم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ فحتماً ستكون فتوى العقل أنّه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربّهم ما ليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بد أنّهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرةً أخرى. ولكن يا قوم فماذا يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}صدق الله العظيم؟ فهل يقصد أنّهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحقِّ إنّ الله يقصد إنّهم لكاذبون في العقيدة، لأنّه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدوا من غير استثناء أنّهم لو يعودون إلى الدنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنّهم كاذبون في هذه العقيدة، فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنّهم واثقون في أنفسهم أنّ الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدنيا إنّهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنّهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنّهم لكاذبون بأنّ الهدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه.

    إذاً يا قوم
    إنّهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنّهم لن يعودوا إلى ما نُهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنّهم لن يعودوا لذلك وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107]، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام]، ويقصد أنّهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم.

    وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدنيا فهم يطلبون من رُسل ربّهم أن يؤيّدهم بمعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لئن أيّده الله بمعجزةٍ فإنّهم سوف يصدّقونه لا شكّ ولا ريب في أنفسهم، فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ لأنّهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم، فما يدريهم أنّهم حقاً سيهتدون لو يؤيّد رسله بالآيات وربّهم يحول بين المرء وقلبه؟ وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبما أنّها عقيدة كاذبة فلن يتحقّق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثمّ يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحرٍ مُبين، وقال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهل فهمتم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم؟ أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنّهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنّهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثمّ يكذبون على ربّهم؟ كلا وربّ العالمين إنّه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله؛ بل إنّهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنّما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بدّ لهم أن يعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإنّ الهدى هدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فحذارِ يا معشر الأنصار أن توقنوا أنّكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أنّ البيان الحقّ للقرآن العظيم أنّه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا إنّ الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إنّ الإمام المهدي سوف يُسافر إلى قوم اعتدوا على قومٍ آخرين، فإن فاءت إحدى الفئتين فسوف يُقاتل التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، ومع الإمام المهديّ من قومه آلاف المقاتلين ومؤونتهم على أنفسهم وإنّما نعدّ ما استطعنا من السلاح الثقيل، والحمد لله تمّ شراء هذا اليوم قطعتين أحدهم يُسمى عيار (14 ونص)، والآخر يُسمى (عيار ثلاثة وعشرين) بعيد المدى يستخدم في الحروب وكذلك يستخدم مُضاداً للطيران، والحمد لله لدينا أسلحة أخرى من نوع العيار الثقيل من قبل على أنواعها كمثل الكاتيوشا قاذفة الصواريخ، وكذلك الرشاش عيار اثني عشر سبعة، والبندقيات نوع بي عشرة، وما أريد قوله لمعشر الأنصار الذين سوف يعلمون بذلك فيقولون: "ما بال الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يشترك في حربٍ بين قبيلته وقبيلة أخرى؟". ومن ثمّ يرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالحقِّ وأقول: والله الذي لا إله غيره لولا أنّني أعلمُ بأنّ الحرب نُصرةً للمظلوم ضدّ الظالم لما شددت أزْرَ هذه الحرب بالسلاح، والمظلوم هو (ربيع) لدى قبيلتي وليس من قبيلتي؛ بل جاءنا (ربيع) يشكو مظلمته من قوم آخرين برغم أنّه ليس (ربيع) فخذ القبيلة التي أنا منها؛ بل (ربيع) فخذ آخر من أفخاذ القبيلة الكُبرى، وقام قومٌ آخرون بقتل أحد أفراد هذا الربيع المظلوم وقتل امرأة من نساء الرباعة، فقلنا إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.. حتى إذا جاءت الطامّة الكُبرى فإذا هو يبلّغني أنّ الذين عليهم الدم وارتكبوا الإثم والعدوان رفضوا أن يعطوا صلحاً عدّة أيام ويريدون أن يعلنوا الحرب! فكيف وهم من قتل واعتدى وتحمّل قتل الأبرياء ومن ثمّ يأبون أن يعطوا صلحاً لعدّة أيام للسعي للإصلاح من قبل الوساطة! مما أجبرني ذلك على الاستعداد للحرب.

    وصحيح إنّ الإمام المهديّ لمِن أشدّ الناس حُلماً في العالمين، ولكنّي من أشدّ الناس غضباً إذا اُنتهكت محارم الله وتمّ التعدي على حدود الله بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فوالله الذي لا إله غيره ليجدوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني شخصيةً أُخرى ذا بأس شديدٍ ويضرب بيد من حديد فلا أُبالي على أي جنبٍ كان في الله مصرعي، فلا يغرنّكم حلمي وإنّما نعفو في الأذى والسبّ والشتم، وأما أن أعفو في حدٍّ من حدود الله فهيهات هيهات، ومن تعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه، ولكن لا يزال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر على قدر جُهد الإمام المهديّ حسبما مكّنني فيه ربّي إلى حدِّ الآن، ولا يُكلّف الله نفساً إلا وسعها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

    واضطر الإمام المهديّ أن يعلن هذا الحدث عبر موقعه العالمي حتى لا يستغل ذلك أعداء الله فيقولون: "ما بال ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنّه المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر، فما باله يتديّن السلاح ذو العيار الأكبر ليشدّ أزر الحرب لقبيلته ضدّ قبيلة أخرى وهم جميعاً من المؤمنين؟" ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الحجرات]. فسل يا هذا وأخبر من الذي ارتكب الجريمة النكراء وقتل أُنثى وذكراً فسعى آخرين للإصلاح فاستجاب أولياء الدم إلى الصلح، والصلح خير. فإذا الطامة الكُبرى إنّ الذي ارتكب المُنكر أبى واستكبر عن الصلح ويريد أن يخرج الرباعة من ديارهم ويحتل أرضهم ويريد أن يشعل نيران الحرب، ونحنُ لها فلن نضعف ولن نستكين ولن نهون ونحنُ الأعلون بإذن الله العزيز الحكيم، والحمدُ لله أنّ هذه الحرب لم تكن من أجل فردٍ من أفراد قبيلة المهديّ المنتظَر الكبرى؛ بل من أجل طائفةٍ أخرى ليست من قبيلتنا وإنّما جاءوا يستنصروننا ويطلبون رفع الظلم عنهم ويشكون قبيلةً أخرى قتلوهم ويريدون أن يخرجوهم من ديارهم، فكيف لا ننصرهم بعد أن تبيّن لنا أنّهُ قد تمّ ظلمهم واعتُدي عليهم وعلى حُرماتهم؟ فكيف لا ننصر المظلوم ونحن قادرون على نُصرته بإذن الله العزيز الحكيم؟ فاعذروني يا معشر الأنصار فهل ترضون أن يعتدي على أحدكم قوم آخرون فيخرجونه من أرضه ودياره ويقتلون رجاله ونساءه؟ وكذلك هذا المظلوم الذي اعتدوا عليه قوم تجبروا وطغوا واستكبروا كونهم أغنياء وجارهم فقير وحقير (في نظرهم) نسباً، ولذلك يريدون أن يعتدوا عليه وهو ربيع لدينا فقد وجب علينا حمايته.

    وأقسمُ بالله العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لأنصرنّ هذا الضعيف المظلوم بعد أن علمت علم اليقين أنّه مظلوم بكل ما أوتيتُ من قوة، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار فوالله ما إن علموا هذا اليوم بأنّ الشيخ ناصر محمد قد اشترى سلاح عيار ثلاثة وعشرين بعيد المدى يدحر العدو من بعيد ورشاش عيار أربعة عشر ونصف متوسط المدى ذو القصف الشديد إلا وبدأوا يخضعون فيقبلون الوساطة تمشي بين القبيلتين لحل الإشكال، غير أنّه لا زال منهم من يريد الحرب ولا نعلم ما تسفر إليه الوساطة. ولربما أتغيّب عن الموقع من غد لانشغالي بالتجهيز للحرب نُصرةً للمظلوم على الظالم، وإنّما النصر من عند الله العزيز الحكيم، فلا تحزنوا يا معشر الأنصار،
    فو الله الذي لا إله غيره إنّه لا يستطيع أحد قتل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا بإذن الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره، فإنّا إليكم عائدون بإذن الله وإلى الله تُرجع الأمور.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4322 من موضوع فادعُ النّاس إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له، وأنذِرهُم أنّ الشِّركَ لظُلمٌ عظيمٌ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    08 - ربيع الثّاني - 1431 هـ
    24 - 03 - 2010 مـ
    02:14 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
    ______________


    فادعُ النّاس إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له، وأنذِرهُم أنّ الشِّركَ لظُلمٌ عظيمٌ ..

    بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالَمين ..

    رحَّبَ بك اللهُ وخليفتُه أخي الكريم العُضو الجديد الذي انضمَّ إلى الأنصار السّابقين الأخيار في عصر الحوار مِن قبلِ الظّهورِ، ويا أخي الكريم إنّنا لا نَسألُ النّاس عليه أجرًا وما علينا إلّا البَلاغُ المُبين، فبَلِّغ دَعوَة الحقّ نذيرًا للعالمين أن يتَّبِعوا المهديّ المنتظَر الذي يُحاجُّهم بالبيانِ الحقّ للذِّكر مِن قبلِ أن يَسبِقَ اللّيل النّهار؛ ليلة تبلغُ القلوبُ الحناجِرَ فلا يَجِدونَ لهم مِن دونِ الله قوّةً ولا ناصرًا، ولن يَنفعَهم الفِرارُ مِن بأس الله إلّا إلى الله ليَكشِف عنهم السّوءَ إن يَشأ ويَنسون ما يُشرِكون، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾} [الأنعام].

    {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤﴾} [الأعراف].

    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فادعُ النّاس إلى عِبادة الله وحدَه لا شَريكَ له وأنذِرهُم أنّ الشِّركَ لظُلمٌ عظيمٌ، وأخبِرهم أنّ مَن أشرَكَ بالله فقد حَبِطَ عَمله ولن يقبَل الله مِن عَملِه شيئًا بسبب الشِّركِ بالله، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأنذِرهُم أن لا يَدعوا مع الله أحدًا حتى يَقبَل الله عِبادَتهم ويستجيبَ دُعاءَهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ونبِّئْهم أنّ الله يَستجيبُ دعوة الدّاعي، فحتى ولو كانوا مِن الكافرين ودَعوا الله مُخلِصين له الدِّين؛ فسوفَ يَستجيبُ الله دُعاءَهم ما دام قد تَوفَّر شَرطُ الإخلاص ولم يَدعوا مع الله أحدًا، وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٢٢﴾} [يونس].

    وقال الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴿٦٥﴾} [العنكبوت].

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    فعَلِّمهُم الإخلاصَ في العِبادَةِ والدُّعاءِ، واهدِهِم إلى الصِّراطِ المُستقيم بالبَصيرةِ الحقّ مِن ربّ العالمين كما علّمَكم الإمام المهديّ ويُفصِّلُ لكم القرآن العظيم تفصيلًا مِن ذاتِ القرآن لقَومٍ يُؤمِنُون.

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ___ ۩ إقتــباس ۩ ___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    وقال الله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    إذاً يا قوم إنّ الله يجيب دعاء المؤمنين والكافرين والمشركين والملحدين جميعاً إذا توفر شرط الدعاء وهو الإخلاص.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    أفلا تعلمون أنّ الله أفتاكم في الكتاب أنّه لا يعذّب من أناب واستغفر وتاب حتى حين وقوع العذاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]. إذاً الإيمان والإقرار بالظلم لا ينفع حين وقوع العذاب ما لم يرافق ذلك الدعاء والاستغفار فيقولوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ___ ۩ عنوان البيــــان ۩ ___
    الإمام ناصر محمد اليماني: * أيّهما أسبق طلوع الشمس من المغرب أم ظهور الإمام؟ *

    ___ ۩ تاريخ إصدار البيان ۩ ___
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    16 - 06 - 1432 هـ
    19 - 05 - 2011 مـ
    09:14 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ

    ___ ۩ رابط مصدر البيان ۩ ___
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=15606

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4176 من موضوع للمهديّ شروطٌ لا تتوفَّر في سواه ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    10 - شوال - 1429 هـ
    10 - 10 - 2008 مـ
    09:03 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=611
    ــــــــــــــــــ


    للمهديّ شروطٌ لا تتوفَّر في سواه ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    إني أرى أخي في الله يقول لي: "اتَّقِ الله". فهل تراني أدعو النّاس إلى ضلالةٍ؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وللأسف فإنّ علماء المسلمين لا يعلمون كيف يتعرّفون على مهديّهم الحقّ وما هي شروطه، ألا وإنّ للمهديّ شروطًا لا تتوفَّر في سواه وهي:

    أن يؤتيه الله علم الكتاب ( القرآن العظيم ) فيُبَيّن للنّاس حقائقه وأسراره الكبرى على الواقع الحقيقي، كمثل بيان مكان أصحاب الكهف والرقيم ولبثهم وعددهم وقصتهم وأنّ بعثهم أحد أشراط الساعة الكبرى، وكذلك يبيّن لهم الأرض التي يوجد فيها سدّ ذي القرنين ويأجوج ومأجوج، وحقيقة المسيح الدجال وطريقة مكره حتى لا يفتنهم عن الصراط المستقيم، وكذلك يبيّن لهم أين سدّ ذي القرنين في الأرض ذات المشرقين وذات المغربّين، وكذلك يبيّن لهم الأراضين السبع وأين تكون، وكذلك يُبَيِّن لهم كوكب العذاب آية النّصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين حتى يتبيّن للنّاس كافةً أنّه الحقّ من ربّهم. تصديقًا لقول الله تعالى: {سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53]، وهذا بالنسبة للذين لا يزالون بالقرآن كافرين فيتبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم.

    وأما مُهمّة المهديّ بالنسبة للمسلمين فهي: أن يحكُم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لكي يوحّد صفّهم ويجمع شملهم من بعد التَفَرُّق؛ أي من بعد أن أصبحوا شيعًا وأحزابًا وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.

    وأما دعوة المهديّ المنتظر فهي: أن يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يعبدوه كما ينبغي أن يُعبَد فلا يدعون مع الله أحدًا، ويدعو إلى العفو والتسامح والإسلام والسلام. ومِن ثمّ تأتينا أخي الكريم لتقول لي ولأوليائي اتَّقوا الله! فهل تراني أدعوهم إلى باطلٍ حتى تقول اتَّقوا الله؟! لا قوة إلا بالله.

    ولكنّ الشياطين نجحوا بالوسوسة إلى كثيرٍ من المؤمنين بأنّ المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر سيظهر لهم مهديٌّ جديدٌ، وذلك مكرٌ خطيرٌ من الشياطين حتى إذا جاءكم المهديّ الحقّ من ربّكم فتقولون: وهل مثل هذا إلا مثل الذين من قبله من المهديِّين الذي تبيّن لنا أنّه قد اعترتهم مسوس الشياطين؟
    وأعلم أنه لا يدّعي المهديّة إلا من اعتراه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ غير المهديّ الحقّ الذي يزيده الله بسطةً في علم القرآن العظيم فلا يُجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه بالحقّ، وإن لم أفعل فمثلي مثلهم.

    ويا أخي إذا كنتَ من أولي الألباب فتدبّر بياناتي من قبل أن تحكُم علينا بغير الحقّ وكُن من الذين يتبعون الحقّ فيتبعون أحسنه، وإذا رأيتني أدعو إلى باطلٍ فعند ذلك قُلْ لي: "اتَّقِ الله يا ناصر محمد اليمانيّ"، وحتى تعلم علم اليقين حقيقة دعوتي إلى الحقّ عليك أن تتدبَّر هذا البيان الذي على هذا الرابط ومن ثم احكم علينا يا أخي الكريم.
    هداني الله وإياك وجميع المسلمين إلى الحقّ المستبين.
    _________________


    اقتباس المشاركة 110816 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 33 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    05 - جمادي الآخرة - 1428 هـ
    20 - 06 - 2007 مـ
    12:17 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=138
    ــــــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. منَ الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصّراط المستقيم..

    يا معشر المسلمين، لا تدعوا مع الله أحدًا، وإني لآمركم بالكفر بالتّوسل بعباد الله المقرّبين فذلك شركٌ بالله، فلا تدعوهم ليشفعوا لكُم عِند ربّكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المكرّمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئًا أم إنّهم سوف يتبرّأون ممَّن دعاهم من دون الله؟ وكما بيَّنا لكم من قبل بأنّ سبب عبادة الأصنام هي المبالغة في عباد الله المُقَرَّبين والغلوّ فيهم بغير الحقّ، حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرفوا بالكرامات والدعاء المُستجاب بالغَ فيهم الذين من بعدِهم؛ وبالغوا فيهم بغير الحقّ فيصنعون لكُلٍّ منهم صَنَمًا تمثالًا لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرّم قد مات ولو لم يزل موجودًا لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمّوا لننظر إلى حوار المشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين، وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا سرّ عبادتها إلّا أنّهم وجدوا آباءهم كابِرًا عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وإليكم التأويل بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظنّ فالظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا، والتأويل الحقّ لقوله: {‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾}، ويقصد الله أين عبادي المُقَرَّبين الذين كنتم تدعونهم من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: " ربنا هؤلاء أغوينا. " ويقصدون آباءهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهَرَعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون السرّ في عبادتها. ثمّ ننظر إلى ردِّ آبائهم الأولين فقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقَرَّبين ليقرّبوهم إلى الله زُلفًا ومن ثمّ زيّل الله بينهم وبين عباده المقربين فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُّنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم، وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضًا فأراهم إيّاهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾}، وذلك هو التزييل المقصود في الآية، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثمّ قال عباد الله المقربون: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]، وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر المسلمين، قد كفر عبادُ الله المقرّبين بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضدًا، تصديقًا لقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المُقَرَّبين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنّما هم عبادٌ لله أمثالكم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذا بالنسبة للمؤمنين المشركين بالله عبادَه المقربين، ولكنّه يوجد هناك أقوامٌ يعبدون الشياطين من دون الله؛ بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المقربين فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فقالوا: الملائكةَ المقرّبين. ومن ثمّ سأل ملائكتَه المقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، وكُلّ هذه الفرق ضالّة عن الطريق الحقّ ويحسبون بأنّهم مهتدون، ويُطلَق عليهم الضالين عن الطريق الحقّ وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يُحسنون صُنعًا.

    وأما فرقةٌ أخرى فليسوا ضالّين عن الطريق وبصَرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا لأنّهم يعلمون بأنّه سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلًا وهم يعلمون بأنّه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر، أولئك ليسوا الضالين؛ بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتّخذونه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلًا؟! كيف وهم يعرفون بأنّ محمدًا رسول الله حقٌّ كما يعرفون أبناءهم ثمّ يصدّون عن دعوة الحقّ صدودًا؟! أولئك هم أشدُّ على الرحمن عتيًّا، أولئك هم أولى بنار جهنم صليًّا، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيدًا عظيمًا، ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدّو مَن والاه لذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغَيَّروا خلق الله، ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا مِن ذُريّات بني البشر عالَم الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك لا يدخلون النّار بالحساب؛ بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مباشرةً من بعد موتهم، أولئك شياطين البشر في كلّ زمانٍ ومكانٍ يدخلون النّار من بعد موتهم مباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقَرَّبون لا يدخلون الجنة بحسابٍ؛ بمعنى أنهم لا يُؤخَّرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويَمكُثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكُثون في النّار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيُؤخَّر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب؛ بمعنى أنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يُؤخَّر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزَقُّوم بغير حساب؛ طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحَميم. ومعنى القول بحساب أي: يُحاسَبون حتى يتبيّن لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئًا بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدنيا بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخيَّة والأخرى يوم يقوم الناس لله ربّ العالمين.

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفَرْقُ بين أصحاب اليمين والمُقَرَّبين، والفارق هو بين الدرجات، وأن الفرق هو بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرُّبًا إلى الله، فإنَّ الفَرق بينهما ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبَّة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه؛ بمعنى أنّه ليس غاضِبًا عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم، ولكنّهم لم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعًا وليس فرضًا؛ بل إن شاءوا أن يتقرّبوا بها إلى ربّهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكنّ الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظُر الفَرق: فأما المُقَرَّبون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثمّ عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله وقربةً إليه تثبيتًا مِن أنفسهم ولم يكن عليهم فرضُ أمرٍ جبريٍّ كفرض الزكاة بل من أنفسهم، وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة، وأحبَّهم وقرَّبهم. وقال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160].

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبريّ، ولا تُقْبَل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبريّ ومن ثمّ الأعمال الطوعيّة، وذكر الله الفرق بينهما بنصّ القرآن العظيم بأنّ الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربةً إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبَيَّن الفرق بينهما أنّه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه.

    ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواءً في الميزان في الأجر أو الوزر وهي قتل نفسٍ بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنّما أحيا الناس جميعًا.

    فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولينظر أحدُكم هل هو مِن المُقَرَّبين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم؟ فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيّته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أدّيتُم ما أمركم الله به أم لا؟ وإذا أدَّيتُموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى ( رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم )؟ فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربّكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقَرَّبين أم مِن أصحاب اليمين أم مِن أصحاب الشِّمال، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    أخو المسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهَّر؛ اليماني المُنتَظَر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4177 من موضوع للمهديّ شروطٌ لا تتوفَّر في سواه ..

    - 2 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    10 - شوال - 1429 هـ
    10 - 10 - 2008 مـ
    09:03 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=614

    ــــــــــــــــــــ



    حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    يا معشر عُلماء المُسلمين والباحثين عن الحقّ أجمعين حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، فإن كنتم تريدون الحقّ فإني أنا المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّ العالمين أدعوكم إلى الاستمساك بكتاب الله وسنّة رسوله محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم، وأفتيكم بأنّ ما خالف لمُحكَم القرآن مِن السُنّة فإنّه من عند غير الله افتراءً على الله ورسوله.

    وأقسم بالله ربّ العالمين أنني لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتُصَدِّقون من يدّعي المهديّة ما لم تجدوه مُستَمسِكًا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وسوف أضع سؤالين أحدهما يخُصّ القرآن والآخر يخُصّ السنّة النبويّة:
    ســ 1 - هل وعدكم الله بحفظ القرآن العظيم من التحريف إلى يوم الدين؟ وما هي الحكمة من حفظ القرآن من التحريف؟
    ســ 2 - وهل وعدكم الله بحفظ الأحاديث السُنيّة من التحريف والتزييف؟

    فأيُّهم وجدناه محفوظًا من التحريف فقد جعله الله هو المرجِع للآخر الذي لم يَعدكم الله بحفظه من التحريف، وإليكم الجواب الحقّ على السؤال الأوّل:
    يا معشر علماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقيقة، هل تُكَذِّبون قول الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9]؟ فإذا كنتم جميعًا مُصَدِّقين بهذه الآية المُحكَمة في القرآن العظيم إذًا ما هي الحكمة من حفظ القرآن من التحريف؟ إذًا لا بُدّ أنّ السنّة النبويّة ليست محفوظةً من التحريف لذلك حفظ الله القرآن من التحريف لكي يكون هو المَرجِع لِما اختلفتم فيه من السنّة النبويّة.

    ومِن ثمَّ نأتي بالإجابة على السؤال الثاني والذي يخصّ الأحاديث السُنيّة هل هي محفوظةٌ من التحريف؟ وإليكم الجواب الحقّ. قال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ‎﴿٨١﴾‏ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ‎﴿٨٢﴾‏ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ‎﴿٨٣﴾‏} صدق الله العظيم [النساء].

    فبالله عليكم أليس ما جاء في هذه الآيات مُحكَمٌ وواضحٌ وجليٌّ وحُكمٌ بالحقّ من الله ربّ العالمين؟ فإذا تدبّرتم ما جاء فيهنّ سوف تجدون الفتوى من الله في عدّة أمورٍ ذات أهميةٍ كُبرى وهي:
    أولاً: يفتيكم الله بأنّ السنّة النبويّة ليست محفوظةً من التحريف ومن ثمّ أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجِع فإذا كان الحديث النّبويّ من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافاً كثيراً، وهذه الفتوى من الله واضحةٌ وجليّةٌ في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نعلم علم اليقين بأنّ السنّة من عند الله كما القرآن من عند الله غير أنّ الله لم يعدكم بحفظ الأحاديث السنيّة من التزييف والتحريف، ومن ثم ننتقل إلى السنّة النبويّة الحقّ لننظر أيّ الأحاديث تتّفق مع ما جاء في هذه الآية، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [ألا إنّي أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    ومن ثم أخبركم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - بأنّ السنّة ليست محفوظةً من التحريف وأمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجِع لِما اختلفتم فيه من الأحاديث السنيّة. وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو منّي] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    بمعنى أنه ما خالف من الأحاديث لمُحكَم القرآن العظيم فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، وما تشابه مع مُحكَم القرآن فهو منه، وما لم يتشابه مع مُحكَم القرآن إلّا إنه لا يخالفه فكذلك منه عليه الصلاة والسلام.

    ولكن يا معشر علماء الأمّة، إنّما أمركم الله ورسوله بالرجوع إلى مُحكَم القرآن والذي لا يحتاج إلى تأويلٍ لتجعلوا أحكام الله في آياته المُحكَمات اللواتي هُنّ الحكم، فإن وجدتم أيَّ حديثٍ خالفَ حكمه لحكم الله في إحداهنّ فستعلمون بأنّ هذا الحديث المُخالف لمُحكَم القرآن من عند غير الله، ومن ثم تستمسكون بحُكم الله وتنبذون الحُكم المخالف في السنّة لأنّه من عند غير الله، وهنا تكونون قد اعتصمتم بحبل الله جميعاً ولن تتفرقوا وذلك لأنكم استمسكتم بآيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم، ولكن أعداء الله كذلك يضَعون أحاديثَ مُفتراةً تتشابه مع الآيات المُتشابهات واللاتي لا يَزلن بحاجةٍ للتأويل فيجعلون الحديث المُفترى يتشابه مع ظاهر هذه الآية المُتشابهة في القرآن العظيم، ومن ثم فإنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المُحكَمات في القرآن حتماً سوف يتّبعون المتشابه من القرآن مع حديث الفتنة الموضوع فيزعمون إنّه جاء تأويلاً لها فهم يبتغون تأويله بهذا الحديث المُفترى.

    ولكن كيف نعلم أنّ هذا الحديث مُفترًى ولم يأتِ تأويلاً لهذه الآية التي لا تزال بحاجةٍ إلى تأويل؟ ذلك إذا وجدنا هذا الحديث جاء مُخالفاً لآيةٍ مُحكَمةٍ في القرآن العظيم مِن أُمّ الكتاب ومن ثم تشابه مع آيةٍ أخرى في ظاهرها وهي لا تزال (أيْ هذه الآية) بحاجةٍ للتأويل، فإنّي أُحذِّركم بأن هذا الحديث الذي تشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجةٍ للتأويل ومن ثم جاء مخالفاً لآيةٍ مُحكَمة في القرآن العظيم بأنّ هذا حديثُ فتنةٍ موضوعٌ، وذلك التحذير من ربّ العالمين في قول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً يا معشر علماء الأمّة، إنّ الذين يتَّبِعون المُتشابِه من القرآن ويذرون المُحكَم (أمّ الكتاب) إنّما يريدون أن يَتَّبِعوا أحاديث الفتنة في السنّة وأعجبهم من القرآن ما تشابه معهنّ، ولكنْ في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المُحكَمات في القرآن واللاتي ليست بحاجةٍ للتأويل، فكيف يَتَّبِعون أحاديث الفتنة ويقولون إنّما جاءت بياناً لتلك الآيات التي تشابهت أحاديثُ الفتنة معهنّ فيزعمون بأنّ هذه الأحاديث جاءت تأويلاً لهذه الآيات والتي لا تزال بحاجةٍ للتأويل برغم أن حديث التأويل هذا جاء مخالفاً لآيةٍ مُحكَمةٍ؟! ومن ثم يتركون المُحكَم ويتّبعون المُتشابِه الذي لا يزال بحاجةٍ للتأويل فيزعمون أنّ هذا الحديث جاء تأويلاً لها، فهم يبغون تأويله بهذه الأحاديث برغم أنها جاءت مخالفةً للآية المحكمة، فكيف يأتي التأويل لآيةٍ من القرآن فيكون حديث التأويل مخالفاً لمُحكَم القرآن؟! وذلك المقصود في قوله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧}صدق الله العظيم.

    إذاً يا معشر علماء الأمّة، حين أدعوكم إلى الرجوع إلى القرآن فعليكم الالتزام بما يأتي:

    أن يتمّ التطبيق للأحاديث المُخْتَلِفِينَ عليها مع الآيات المُحكَمات في القرآن العظيم، ولأنّهنّ المرجع لذا لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل لأنهنّ المرجع فيما اختلفتم فيه، وليس المهمّ أن تتشابه الأحاديث مع المُحكَم وليس هذا شرطٌ؛ بل المهمّ أن لا يُخالف الحديث لإحداهن شيئاً.


    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا أنكر من الأحاديث السنيّة الواردة إلا ما جاء مُخالفاً لأمّ الكتاب في آياته المُحكَمات، وهذه هي القاعدة والأساس لدعوة الرجوع إلى القرآن العظيم.

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن آيات القرآن المُحكَمات فسوف ينبذونه وراء ظهورهم فيتّبعون المتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة الموضوعة برغم أن هذا الحديث جاء مُخالفاً لآيةٍ مُحكَمةٍ في نفس وذات الموضوع فصيحةٍ وصريحةٍ غير أنّه تشابه مع آيةٍ أخرى في ظاهرها وهي لا تزال بحاجةٍ للتأويل ولا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم الذين يؤتيهم الله علم الكتاب.

    ويا معشر علماء الأمّة والباحثين عن الحقيقة، إنّ منكم من يقول لي: "اتَّقِ الله يا ناصر اليماني فلا تضلّ المسلمين عن الصراط المستقيم". ومن ثم أردّ عليه وأقول له: مَن تراه يتَّقي الله؟ أليس هو الذي يدعو المسلمين للرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمُحكَم القرآن العظيم؟ ومن ثم تقولون لي اتَّقِ الله! فهل ترون الحقّ باطلاً والباطل حقّاً ومن ثم تُجادلونني بما خالف لمُحكَم القرآن العظيم؟ ما لكم كيف تحكمون؟! وأقسم بالله العظيم بأني أمقُت مَقتاً كبيراً الذين يجادلون في دين الله بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منيرٍ؛ بل مقتُ الله أكبر مِن مَقتي لهم أنا وأوليائي، وسوف يجد أوليائي ذلك في أنفسهم بأنهم حقاً يمقُتون الذين يرونهم يُجادلونني بغير علمٍ. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35].

    وأما الذين يُجادلونني في الشفاعة فإني لم أقُل بأني سوف أشفع لهم عند ربّ العالمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فلن يجرؤ أحدٌ على الشفاعة بين يدي الله ولا أحدٌ من خلق الله أجمعين، وإنّما أحاجِج ربّي في نعيمي وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وحرّمت الجنّة على نفسي حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يُدخل النّاس في رحمته؟ وهنا تأتي الشفاعة من الله فتشفع رحمته في ذاته من غضبه، ومن ثم يقول الله للنفس المطمئنة أن ترجع إلى ربّها راضيّةً مرضيّةً وأن تدخل في عباده، فيدخلون جنّته جميعاً وذلك لكي يُحَقِّق لعبده نعيمَه الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولا ينبغي لي أن أتقدم وأقول: يا رب شفِّعني في أبي أو أمي أو إخوتي أو النّاس جميعاً، فإن فعلتُ لكُنت أوّل من يُلقى بي في نار جهنّم يوم القيامة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وذلك لأنّي أعلم بأنّ الله هو أرحم بعباده من عبده وهو أرحم الراحمين وحسرته على عباده أعظم من حسرة عبده عليهم.

    أرأيتم لو أنّ أحداً يُلقى به في نار جهنّم وأمّه وأبوه ينظران إليه، فمن ترونه أشدّ حسرةً؟ هل حسرة الأب أم حسرة الأمّ؟ فأنتم تعلمون بأنّها حسرة الأمّ على ولدها الذي يُعذَّب أمامها ويصرخ في نار جهنّم، فما بالكم بحسرة من هو أرحم بعبده من الأمّ بولدها؟ إنّه الله أرحم الراحمين إن كنتم تؤمنون بأرحم الراحمين، وما قَدرَه حقّ قدْرِه الذين يلتمسون الشفاعة ممّن هم أدنى رحمةً من الله، ولم أقل بأني سوف أشفع لكم قاتلكم الله أنى تؤفكون!

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    بواسطة دياب محمد في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-08-2023, 06:21 AM
  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته معشر الأنصار وعلي أمامنا الكريم السلام
    بواسطة دياب محمد في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 03-08-2023, 11:45 PM
  3. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وعلي أمامنا الكريم السلام
    بواسطة دياب محمد في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-04-2023, 09:47 AM
  4. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    بواسطة محمود سالم علي سعد في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2022, 08:16 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •