صبر النبيينِ في الآياتِ مُتّسقُ
والحقُّ يُولدُ في قلبٍ به قلقُ
آدمُ ابتدأ الآهاتِ في كُربةٍ
ونوحُ في الفُلكِ من أمواجِه غرقُ

إبراهيمُ قامَ على الباطلِ مُجترئًا
فأوقدوا النارَ، لكن ربّهُ صدقوا
وموسى نادى من الطورِ في أملٍ
فعاد فرعونُ مَن للهِ قد خنقوا

وعيسى بكلمةِ الحقِّ انتصر
فغابَ عنهم، وسِرُّ اللهِ مُطّبقُ
حتى أتى أحمدٌ المختارُ مُنتصرًا
طه الكريمُ، على الأكوانِ يتسقُ

خُتِمَت به الرسالاتُ المنيرةُ في
أمةٍ بها جهلٌ وشركٌ قد انطبقوا
واليومَ قد جاءَ وعدُ اللهِ مُنطلقًا
بالمهديِّ خليفةِ اللهِ، ما افترقوا

ما بينَ ناصرِ دينِ اللهِ، قائدنا
وأنصارهِ، صبرُهم نُورٌ ومُعتنقُ
لا يُثنيهم جورُ الطغاةِ ولا
ذُلُّ الخنوعِ، ولا خُذلانُ من سرقوا

عانوا، ولكنَّ في الرحمنِ راحتهم
والصدقُ فيهم، ومن طهرٍ به ألقُ
فجرٌ سيُولدُ من رحمِ الأسى أملًا
والنصرُ آتٍ، به الرحمنُ قد وثقوا

قد طال ليلُ الأسى، لكن لنا قمرٌ
والأرضُ تورقُ، مهما الجرحُ قد عتقوا
يا ربُّ عجل، فقد ضاقت بنا سبلٌ
والمسلمونَ بأيدي الخائنينَ سُحقوا

لكننا مؤمنونَ أن وعدكَ لا
يُخلفُ، والحقُّ فوقَ السيفِ مُتسقُ
فاصبرْ، فإن مع العُسرِ الهدى، وإذا
ما اشتدّ خطبٌ، فذا فجرٌ سيُنبثقُ