الموضوع: بيانات تشفي القلوب

النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. افتراضي بيانات تشفي القلوب

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4162 من موضوع ما هو البيان الحقّ لقوله تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء } صدق الله العظيم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    17 - ذو الحجة - 1430 هـ
    04 - 12 - 2009 مـ
    10:19 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=550

    ــــــــــــــــــــ


    ما هو البيان الحقّ لقوله تعالى: { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء } صدق الله العظيم ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله التوّابين المتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وإليكم البيان الحقّ للقرآن بالبرهان من مُحكَم القرآن، وبالنسبة لبيان قول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء} فتلك نفقة الغني من يُسرٍ؛ رزقه الله فشَكَر وأقرض ربّه ابتغاء مرضات الله ثمّ يزيده الله من فضله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ ربّكم لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٣٩} صدق الله العظيم [سبأ].

    وذلك لكي يزداد بالإنفاق طمعًا في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه فيُحسِن إلى الله ربّه كما أحسنَ الله إليه. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧} صدق الله العظيم [القصص].

    ونفقة الغنيّ الجبريّة كالزكاة تُعادِل في الكتاب عشرِ أمثالها. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    وأمّا نفقته الطوعيّة قُربةً إلى الله فهي تُضاعف في الكتاب كسبعمائة ضعفٍ. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كلّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّة} صدق الله العظيم [البقرة:261]، فيجعله الله من عباده المُقَرَّبين.

    وأمّا بالنسبة لبيان قول الله تعالى:
    {وَالضَّرَّاء} صدق الله العظيم، فتلك صَدَقة الفقير على المسكين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} صدق الله العظيم [الحشر:9].

    ثم يحبّه الله فيجعله من أحبابهِ المُقَرَّبين نظرًا لأنه آثَر ربّه على نفسه فأطعم الطعام على حبِّه (وهو بحاجة إليه) مسكينًا أو يتيمًا أو أسيرًا. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩} صدق الله العظيم [الإنسان].

    ثم يجعل الله هذا الفقير مِن عباده المُقَرَّبين، ويُشهِد الله نفسه وملائكته أنّه قد غفر لعبده فلان ما تقَّدم مِن ذنبه وما تأخَّر فاقتحم العقبة. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧} صدق الله العظيم [البلد].

    ولكن نفقة الفقير الطوعيّة هي في الكتاب أكثر من سبعمائة ضعف. تصديقًا لقول الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنما المضاعفة فوق ذلك هي لصدقة الفقير وهو في ضُرٍّ فينفق من عُسْرٍ فيضاعفها له اللهُ أكثر من سبعمائة ضعف، وذلك لأنّ سبعمائة ضعفٍ هي نفقة الغنيّ في السرّاء فينفق من يُسْرٍ وذلك لأنّ نفقة الفقير في الضرّاء من عُسْرٍ هي أكبر عند الله بفارقٍ عظيمٍ ولذلك يُضاعفها أكثر من سبعمائة ضعف. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

    وذلك حتى يستطيع الفقراء أن يكونوا مِن المُقَرَّبين..

    ولكن توجد في الكتاب صَدَقة هي أكبر من صَدَقة الفقير ألا وهي صَدَقة المسكين إلى البائس الذي هو أشدّ فقرًا منه، فلا يملك وجبة طعامٍ واحدةٍ أو ليس لديه غير كسوةٍ واحدةٍ باليةٍ، فإذا تَصَدَّق عليه المسكين فهي حقيقة أكبر عند الله من صَدَقة الفقير، وذلك حتى لا تكون حُجَّةٌ للفقراء على ربّهم فيقولون: "سبقنا أهل الدثور بالأجور فجعلتهم من المقربين يا إله العالمين وأنت العدل، أليس للفقراء نصيبٌ في ربّهم لينافسوا في حُبّه وقربه أيّهم أقرب؟". ولذلك يضاعف الله صدقة الفقير أضعافًا مضاعفةً عن صَدَقة الغنيّ حتى لا تكون لهم حجّةٌ على ربّهم بسبب فقرهم بأنهم لم يستطيعوا أن ينافسوا في حبّ الله وقربه ليفوزوا بأقرب درجة إلى الرحمن التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ.

    وكذلك صَدَقة المسكين الذي يملك وجبةً واحدةً أو قيمتها فينفقها إلى البائس الفقير الذي هو أشدّ منه فقرًا أو يعطيه من قيمة طعامه.

    ثمّ نأتي لصدقة البائس إلى المُعتَر، وهو إذا سأله أحد السائلين ويشكو إليه بأنه جائعٌ ونظر إليه فعلم أنه أشدّ منهُ بُؤسًا ثمّ أعطاه طعامه لوجه ربّه فبات وهو جائع فتلك هي من أعظم نفقات عباده المقربين من البائسين حتى لا تكون لهم الحجّة فيقولون: "يا إله العالمين لقد أمرت عبادك أجمعين بالتنافس على حُبّك وقربك إلى الدرجة العالية التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبادك فهل ليس لعبادك البائسين أن ينافسوا عبادك في حُبّك وقُربك بسبب بُؤسهم؟". وحتى لا تكون لهم الحجّة على ربّهم إن لم يجعل منهم مِن المُقَرَّبين بسبب بُؤسهم، وذلك لأنّ الإعلان إلى التنافس إلى الربّ لم يأتِ فقط للأغنياء؛ بل جاءت الدعوة إلى كافَّة عباد الله المؤمنين. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    فأمّا الفرض فهم فيه سواء لأنه على النِّصاب والزكاة معلومة وهي فرض جبريّ في الكتاب، ولكن الفرق العظيم هو في نافلة النَّفقات الطوعيّة فهنا يوجد الفَرق العظيم،
    فأصحاب اليمين أنفقوا النّفقة الجبريّة فأدّوا ما فرض الله عليهم خشيةً من ناره ولم يزيدوا على ذلك فأولئك نالوا رضوان الله عليهم فَشَكَر لهم وغَفَر لهم ولم يكُن في نفسه شيءٌ عليهم، وأولئك هم المُقتَصِدون في الكتاب لأنهم اقتصدوا في العمل الصالح فاكتفوا بتنفيذ ما فرض الله عليهم ولذلك سُمّوا بالمقتصدين ونالوا رضوان الله ولكنهم لم ينالوا حبّه وقُربه لأنّهُم لم يكونوا من السّابقين بالخيرات بسبب فتنتهم بحُبّ الدُّنيا فلم يؤدّوا إلا ما افترضه الله عليهم فنالوا رضوانه ولم ينالوا محبته، وذلك لأن حُبّ الله وحُبّ الدُّنيا لا يجتمعان في قلب عبده أبدًا، ومهما زادهم الله من فضله فلن تجدوهم يطمعون في حُبّ الله وقربه؛ بل يؤدّون ما فرض الله عليهم وهي الزكاة المعلومة في الكتاب لأنها ركنٌ من أركان الإسلام.

    ولكن المُقَرَّبين يوجد بين قلوبهم وقلوب أهل اليمين اختلافًا كبيرًا لأنّهم يجدون المتعة والنّعيم في التقرّب إلى ربّهم بنافلة النّفقات الطوعيّة في سبيل الله قُربةً إلى ربّهم ويفرحون بالمال لكي يستمتعوا بالنفقة الطوعيّة ابتغاء رضوان الله وحُبّه والمزيد في قُربه فيتنافسون على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب فأولئك هم السّابقون بالخيرات في الكتاب، وهم من عباد الله المُكرمين من الأنبياء والمُقَرَّبين فجميعهم متنافسون إلى حُبّ الله وقربه أيّهم أقرب أولئك عباد الرحمن وأولئك هم الوفد المكرمون في الكتاب لم يتمّ حشرهم إلى النّار ولم يتمّ حشرهم إلى الجنّة.

    فلربّما يودّ الحسين بن عمر أو المُدكر أو عبد الله طاهر أو أحد الأنصار السابقين الأخيار أن يقاطع المهديّ المُنتظَر فيقول: "أفلا تفتِنا يا خليفة الله المُنتظَر من مُحكَم الذكر إلى أين يتمّ حشر هؤلاء المُكرمين من البشر؟" ومن ثمّ يردُّ عليهم المهديّ المُنتظَر:
    أولئك يتمّ حشرهم من أرض المَحشر إلى ذات الله الواحد القهّار كوفدٍ مكرمين فيرفعهم إلى الحجاب على منابر من نورٍ حتى لم يكن فاصلٌ بينهم وبين وجه ربّهم إلا الحجاب. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} صدق الله العظيم [مريم:85].

    أولئك الوفد المكرمون ومنهم أتباع المهديّ المُنتظَر يتمّ حشرهم على منابرٍ من نورٍ
    {إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} يغبطهم الأنبياء والشهداء وإنّا لصادقون، فيخاطبهم ربّهم فيُكلمهم تكليمًا فيقول لهم: "لقد عبدْتُم ربّكم لا خوفًا من ناره ولا طمعًا في جنّته فما تريدون؟" فيقولون: "نُريد حُبّك وقُربك ونعيم رضوان نفسك لأننا استجبنا إلى دعوة الداعي على بصيرةٍ منك فعلَّمنا بالبيان الحقّ للقرآن وقال: يا أيها الذين آمنوا اعلموا أنّ التنافس إلى الرحمن لم يكُن حصريًّا للأنبياء والمُرسَلين، فمن كان يحبّ الله فليتَّبِع محمدًا رسول الله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسَلين فُينافِس عباد الله في حُبّ الله وقربه، فتدبَّرنا القول بعقولنا فوجدناه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى الصراط المستقيم وقد كُنّا من قبل ذلك لمشركين بسبب الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا إنّما المُكرمون من عبادك هم الأنبياء والمُرسَلون، وكُنّا نعتقد أنّه لا يحقّ لنا أن نُنافسهم في حُبّك وقربك حتى بعثت إلينا الخبير بالرحمن؛ الإنسان الذي علمته البيان الحقّ للقرآن فلم نجده يدعونا إلى عبادته وتعظيمه من دون الرحمن ولم يقل كونوا عبادًا لي من دون الرحمن بل قال كونوا ربّانيين واعبدوا ربّي وربّكم الله الرحمن الرحيم وتنافسوا على حبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه إن كنتم إياه تعبدون ولذلك خلقكم، ولم يدعُنا إلى تعظيم الأنبياء والمُرسَلين وبأنّهم هم الوحيدون من عباد الله المُكرمون من دون الصالحين بل يدعونا إلى عبادتك ربّنا وحدك لا شريك لك وعَلَّمنا إنّما هم عبادٌ لله أمثالنا من المسلمين فعلمنا أنّ لنا الحقّ في ربّنا ما لأنبيائِه ورسلِه، فدعانا إلى التنافس في حُبّك وقربك ونعيم رضوان نفسك فاستجبنا وتنافسنا على حُبّك وقربك ونعيم رضوان نفسك لأننا وجدنا أنّ برهان دعوته الحقّ في أنفسنا فوجدنا أنّ حُبّك وقربك ونعيم رضوان نفسك هو حقًّا نعيمٌ أكبر من جنتك ونحن على ذلك لمن الشاهدين".

    ثمّ يقول لهم ربّهم: "صَدَقتُم ولذلك خلقتكم لتعبدوني فتتنافسوا على حبّي وقربي ونعيم رضوان نفسي، فهل وجدتم أن حُبّي وقربي ونعيم رضوان نفسي على عبادي هو حقًّا نعيم أكبر من جنتي؟" فيقولون: "بلى وربّنا ونحن على ذلك لمن الشاهدين".

    ثمّ يقول: "صَدَقتم ولذلك خلقتُكم وما خلقتُ عبادي إلا ليعبُدوني فيتنافسوا على حُبّي وقُربي ونعيم رضوان نفسي، وإنما جعلت الجنّة لمن أطاعني والنّار لِمَن عصاني وما خلقتُكم من أجل جنتي بل خلقتُ الجنّة من أجل عبادي وخلقت عبادي من أجلي وحدي لا شريك لي من عبيدي ليعبدوا نعيم رضوان نفسي فيتنافسوا على حُبّي وقُربي ونعيم رضوان نفسي ولذلك خلقتُهم".

    ويا معشر الإنس والجان، أقسمُ بالله الرحمن الذي أنزل القرآن إنّي أنا
    (الإنسان) الذي علَّمه الله البيان للقرآن فلو اجتمع كافة علمائِكم من إنسكم وجنِّكم لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم من مُحكَم القرآن وإذا لم أستطِع فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم.

    ويا معشر الجنّ والإنس ذروا المبالغة في عباد الله المُرسَلين فإنكم تعظمونهم بغير الحقّ بزعمكم أنهَّم الوحيدون المُكرمون من دون الصالحين حتى أشركتم بالله ما لم يُنزل به سُلطانًا في مُحكَم القرآن، وإنما أمَرَهم الله أن يكونوا من المسلمين (عبادًا لله أمثالكم)، ولم يأمركم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بتعظيمه بغير الحقّ وإنما هو من عباد الله أمثالكم. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فلم يأمروكم أن تعظموهم بغير الحقّ فتجعلون الله حصريًّا لهم من دون الصالحين؛ بل أمرهم الله أن يكونوا من المسلمين فيكونوا ضمن المُتنافسين بين العبيد فيبتغوا إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب فهم يرجون رحمته ويخافون عذابه مِثلكم، ولو قال لكم أحدُ الأنبياء والمُرسَلين: "بما إنّي عبدٌ مُكرمٌ في الكتاب فلا ينبغي لأحد أتباعي أن يكون أحبّ وأقرب مِنّي في حُبّ الله وقُربه لأنّي رسول الله إليكم"! فلو قال ذلك أحدٌ من جميع الأنبياء والمُرسَلين أو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين لجعله الله مِن المُعَذَّبين وألقى به في سواء الجحيم ولن يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، وما كان للأنبياء والمُرسَلين والمهديّ المُنتظَر أن يقولوا للناس: "إننا نحن عباد الله المُكرمين فقط في الكتاب من دون الصالحين فلا ينبغي لكم أن تُنافسونا في حُبّ الله وقربه"، بل أمرنا الله أن ندعوكم لعبادة الله وحده لا شريك له وأمرنا أن نكون من المسلمين عبادًا لله أمثالكُم وأمركم أن تنافسوا كافة الأنبياء والمُرسَلين والمهديّ المنتظَر في حُبّ الله وقُربه، ولم يأمرنا الله بحصر التنافس على الأنبياء والمُرسَلين والمهديّ المنتظَر؛ بل دعوة التنافس عامة لكافَّة عبيد الله
    ولذلك جعل صاحب الدرجة مجهولًا برغم حسد المهديّ المنتظَر الشَّديد وكافة الأنبياء والمُرسَلين المُتحاسدين في ربّهم (فكُلٌّ مِنّا يحسِد الآخر في حبّ الله وقربه ويريد أن يكون هو أقرب عبدٍ إلى ربّ العالمين)، ونِعْمَ الحسَد فليس فيه غِلٌ ولكننا نحبُّ بعضنا حُبًّا شديدًا ولكننا لا نحبّ بعضنا أكثر من الله فنُشرِك، فَمَن فعل ذلك فقد أشرك بالله؛ بل الله هو أشدُّ حُبًّا في قلوبنا، وإنما نُحب بعضنا من أجل حبّ الله؛ بمعنى إننا نحبّ من يحبّه الله ونبغَض من يبغَضه الله ولا ينبغي لأحدٍ مِنّا أن يُفَضِّل الآخر في حُبّ الله وقربه؛ بل كلّ مِنّا يريد أن يكون هو أحبّ وأقرب إلى الرحمن.

    وإنما أدرك الحيلة المهديّ المنتظَر واكتشف الوسيلة فأُوتيها ثمّ رفضها فأنفقها لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قُربةً إلى ربّه ليكون أحبّ وأقرب عباد الله جميعًا، ولا أزال مُستَمرًّا في التنافس إلى حُبّ الله وقربه بكُلّ حرفٍ مِن دعوتي فلا أريد به أجرًا مِنكُم ولكنّي حريصٌ على هُداكم ليزيدني الله بحُبّه وقربه؛ بل أريد أن أهدي الأمم جميعًا حتى يتحقَّق رضوان الله على عباده، وأشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا إنّي لا أستطيع أن أستمتع بنعيم الجنّة وحورها ما لم أعلم بأنّ الله راضٍ في نفسه، وليس رحمةً مِنّي بالعباد كلّا وربّي الله الواحد القهّار فلم أتحّسر عليهم كمثل جدّي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بل لأني علمت بحسرةِ مَن هو أرحم بعباده مِن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومِن المهديّ المنتظَر ومن كافة الأنبياء والمُرسَلين؛ الله أرحم الراحمين، فعلمتُ ما يقول في نفسه حين يهلك عباده الكافرين برُسله:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    فقلت صَدَق ربّي أنّهُ حقًّا أرحم الراحمين ويدعو عباده ليغفر لهم ذنوبهم، فكيف يكفرون برحمة ربّهم وأعرضوا عن دعوة رسله إلى رحمة الله وعفوه؟! وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    وكذلك المهديّ المنتظَر يدعو كافة عباد الله من الجنّ والإنس بما فيهم إبليس وذُريته ومن كل جنسٍ من الأمم جميعًا (ما يدبُّ منها أو يطير) إلى رحمة الله التي وسعت كلّ شيءٍ على بصيرةٍ من ربّي ولم أقُل على ربّي الكذب، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‎﴿٥٣﴾‏ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ‎﴿٥٤﴾‏ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ‎﴿٥٥﴾‏ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ‎﴿٥٦﴾ ‏أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ‎﴿٥٧﴾‏ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿٥٨﴾‏ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ‎﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فاتَّبِعوا آيات ربّكم التي أحاجِجكم بها من مُحكَم كتابه يفقهها عالمكم وجاهلكم وكُلُّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم؛ آياتٌ بيّناتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أمّ الكتاب، قرآنٌ عربيٌّ مبينٌ غير ذي عوجٍ، فهل أنتم مهتدون؟ فكيف تقولون لا يعلم تأويله إلا الله فتذروه وراء ظهوركم واتخذتموه مهجورًا من التّدبّر والتفكّر في آيات الكتاب؟! وذروا مُتشابه القرآن فلم يجعل الله فيه الحجّة عليكم بل جعل الحجّة في آيات الكتاب المُحكَمات البيّنات التي يحاجّكم بها المهديّ المنتظَر.

    ويا معشر الشياطين من الجنّ والإنس، أقسمُ بالله العظيم أنّي لا أخدعكم وأنّكم إذا أنَبتُم إلى ربّكم فإنّه سوف يهديكم كما هدى سحرة فرعون فجعلهم من المُقَرَّبين وجعلهم من المُكرمين وقد كانوا أولياء الشياطين الذين يُعلِّمونهم السّحر، فتذكّروا قول الله تعالى يا عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، أجيبوا الداعي إلى عفو الله وغفرانه فلا تستكبروا عن دعوة الحقّ إلى ربّكم ليغفر لكم إنّهُ هو الغفور الرحيم، أم أنّكم لا ترون إنّ هذه الآية مُحكَمة إلى عباد الله جميعًا من الجنّ والإنس ومن كلّ جنس؟ وقال الله تعالى في مُحكَم كتاب القرآن العظيم:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‎﴿٥٣﴾‏ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ‎﴿٥٤﴾‏ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ‎﴿٥٥﴾‏ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ‎﴿٥٦﴾ ‏أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ‎﴿٥٧﴾‏ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ‎﴿٥٨﴾‏ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ‎﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أيّها الشيطان إبليس الذي يرانا وقبيله من حيث لا نراهم من جنّة الفتنة من تحت الثرى إنّي أعلمُ بِمكانك مِمّا علّمني ربّي في كتابه وأعلمُ بمكرك جميعًا وإنّي بإذن الله لمُبطله جميعًا، وسوف يهدي الله بعبده كافّة الأُمَم حتى لا يتَّبعك إلا من يعلم بأنّ الشيطان الرجيم عدوّ الله ثمّ يَتّخذه وليًّا من دون الله وهو يعلمُ أنّه الباطل من دون الله، إذًا لن ينفعك مَكرك أنت وجميع جنودك من شياطين الجنّ والإنس فلن تُضِلّوا في الأخير إلّا أنفسكم، فإنّي المهديّ المنتظَر المُنقِذ بإذن الله لكافّة الأُمَم مِن فِتنتك بالبعث الأول، فكيف تدَّعي الربوبيّة وقد كشفتُ لهم أمركَ من قبل وبيَّنتُ لهم مكانك وجيوشك وأبطلتُ خطتك بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؟! فلولا بعث المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من ذات القرآن لَفَتنتَ يا إبليس المسيح الكذاب الأحياء والأموات إلّا قليلًا مِن المخلصين مِن المؤمنين. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:83].

    وذلك لأنّي بيَّنت لهم أحاديثك المدسوسة في السُّنة النّبويّة عن طريق أوليائِك من شياطين البشر الذين يقولون على رسوله بغير الحقّ في أحاديث السُّنة النّبويّة، وقال الله تعالى:
    {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:83].

    وذلك هو المهديّ المنتظَر فضل الله على المسلمين وهم عن فضل الله معرضون، ولكن الله سوف يظهرني عليهم بآيةٍ من السماء وعلى النّاس أجمعين فتجعل أعناقهم مِن هولها خاضعين ولخليفة الله ساجدين مُنقادين طائعين وهم صاغرون، وليس سجود الجبين بل الطاعة سجودًا لأمر ربّهم أن يطيعوا خليفته المهديّ المنتظَر الذي يحاججهم بالبيان الحقّ للذكر فيدعوهم إلى عبادة الله ليغفر الله لهم فيدخلهم والناس أجمعين في رحمته إلّا مَن أبى رحمة ربّه وأعرض عن داعي العفو والغفران من الرحمن لكافة الإنس والجانّ الذي يأتيهم بالبرهان للبيان الحقّ من ذات القرآن، وليس مجرد تفسيرٍ من تفاسير الشيطان لعلمائِهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنّهم مهتدون ويحسبون أنّهم يهدون النّاس إلى صراطٍ مستقيم ثمّ يُحَرِّمون عليهم أن ينافسوا أنبياء الله ورسله فيبالغوا في أنبياء الله ورسله فيعظمونهم بغير الحق، وإنّما أنبياء الله ورسله عبادٌ لله مسلمون، وأمَر الله كافة أنبيائِه ورسله أن يكونوا من المسلمين فلا يحصروا التكريم لهم بين يدي الله من دون المؤمنين فيكونوا من المُعَذَّبين، وقال الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فتنَافَسوا على حُبّ الله وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون، فلا تُعظِّموا أنبياءَ الله ورسله وإنّما هم عبادٌ لله من المسلمين أمثالُكم، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحًا
    (بِحَسبِ التّقويم الرّسْميّ لأُمّ القُرَى)
    ـــــــــــــــــــــ



    البيانُ الحقُّ مِن صاحِبِ عِلمِ الكتابِ عن أرضِ المَحشَر ..


    بِسْمِ الله الرّحمَنِ الرَّحِيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ۗ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيٰمَةِ ۖ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ ۗ وَمَا الحَيوٰةُ الدُّنيا إِلّا مَتٰعُ الغُرورِ ‎﴿١٨٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: آل عمران].

    فهذه الآية تَتكلّمُ عن يَومِ القِيامَة والحِسَابِ للذين سَيَدخُلونَ الجنّة مِن بَعدِ الحِسَاب فيُرزَقُونَ فيها بِغَير حِسَاب، وأمّا في سَاحَة المَحشَر فيَكونونَ جميعًا في أرضِ المَحشَر أهل النّار وأهل الجنّة، ويَتِمُّ إحضَارُ النّار والجنّة في السَّاحَة الكَوْنِيّة. تَصدِيقًا لقَول الله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبرىٰ ‎﴿٣٤﴾‏ يَومَ يَتَذَكَّرُ الإِنسٰنُ ما سَعىٰ ‎﴿٣٥﴾‏ وَبُرِّزَتِ الجَحيمُ لِمَن يَرىٰ ‎﴿٣٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النازعات].

    فيَتِمّ إحضَارُ الجَحِيم إلى أرضِ المَحشَر؛ والنّار لها سَبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ. وكذلك يَتِمّ إحضَارُ الجنّة إلى نفسِ أرضِ المَحشَر الكُبرَى؛ وهو الكَونُ كُلّه يَدُكُّه دَكًّا بِكَافّة كَواكِبِه ونُجُومِه، ولم يَخْلقهُ الله لَعِبًا ولا عَبَثًا! فيَجعَله أرضًا واحِدَةً مُستَوِيَةً لا تَرَى فيها عِوَجًا ولا أمتًا، ويَتمُّ إحضارُ النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بمَوقِعٍ غير بَعيدٍ مِن النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ ۖ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ ‎﴿١٦﴾‏ إِذ يَتَلَقَّى المُتَلَقِّيانِ عَنِ اليَمينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعيدٌ ‎﴿١٧﴾‏ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ ‎﴿١٨﴾‏ وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ۖ ذٰلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ ‎﴿١٩﴾‏ وَنُفِخَ فِى الصّورِ ۚ ذٰلِكَ يَومُ الوَعيدِ ‎﴿٢٠﴾‏ وَجاءَت كُلُّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهيدٌ ‎﴿٢١﴾‏ لَقَد كُنتَ فى غَفلَةٍ مِن هٰذا فَكَشَفنا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَديدٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَقالَ قَرينُهُ هٰذا ما لَدَىَّ عَتيدٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلقِيا فى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنيدٍ ‎﴿٢٤﴾‏ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُريبٍ ‎﴿٢٥﴾‏ الَّذى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا ءاخَرَ فَأَلقِياهُ فِى العَذابِ الشَّديدِ ‎﴿٢٦﴾‏ ۞ قالَ قَرينُهُ رَبَّنا ما أَطغَيتُهُ وَلٰكِن كانَ فى ضَلٰلٍ بَعيدٍ ‎﴿٢٧﴾‏ قالَ لا تَختَصِموا لَدَىَّ وَقَد قَدَّمتُ إِلَيكُم بِالوَعيدِ ‎﴿٢٨﴾‏ ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَىَّ وَما أَنا۠ بِظَلّٰمٍ لِلعَبيدِ ‎﴿٢٩﴾‏ يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏ هٰذا ما توعَدونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفيظٍ ‎﴿٣٢﴾‏ مَن خَشِىَ الرَّحمٰنَ بِالغَيبِ وَجاءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ ‎﴿٣٣﴾‏ ادخُلوها بِسَلٰمٍ ۖ ذٰلِكَ يَومُ الخُلودِ ‎﴿٣٤﴾‏ لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ ‎﴿٣٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: ق].

    وتكون الجنّة في أرضِ المَحشَر غير بعيدَةٍ مِن النّار؛ أي على مَقرُبَةٍ منها، تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {يَومَ نَقولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امتَلَأتِ وَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ ‎﴿٣٠﴾‏ وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ‎﴿٣١﴾‏} صدق الله العظيم.

    غيرَ أنّ الجنّة لا تكونُ خلفَ النّار؛ بل على مَقرُبَةٍ مِن بَعضِهما البَعض؛ مُتَقابِلاتٍ، فالنّار تكون إلى جِهَةِ الشّمال والجنّة إلى جِهَة اليمين؛ وجميع المُتّقِين والكافرين يَنظُرونَ إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرضِ المَحشَر، ومِن بعدِ الحِسَابِ والفَصلِ بالحقّ فمِن ثمّ يأتِي التَّفرُّق تَصدِيقًا لقولِ الله تعالى: {وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ ‎﴿١٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الروم].

    والتَّفَرُّقُ مِن بعدِ الحِسَاب؛ فيَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرض المَحشَر فيُسَاق أهل النّار إلى صِراطِ النّار. تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {احشُرُوا الَّذينَ ظَلَموا وَأَزوٰجَهُم وَما كانوا يَعبُدونَ ‎﴿٢٢﴾‏ مِن دونِ اللَّهِ فَاهدوهُم إِلىٰ صِرٰطِ الجَحيمِ ‎﴿٢٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الصّافات].

    ولكن يَتِمُّ تَقسِيمُهم إلى سَبعِ زُمَرٍ بِعدَدِ أبواب جهنّم السّبعة؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعينَ ‎﴿٤٣﴾‏ لَها سَبعَةُ أَبوٰبٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ‎﴿٤٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الحجر].

    ولذلك يَتِمُّ حَشرُ أهل النّار مِن أرضِ المَحشَر وتَقسِيمِهم إلى سَبع زُمَرٍ؛ ثمّ يُساقُونَ نحوَ أبوابِ جهنّم السَّبعة لكلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسُومٌ؛ تَصدِيقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ كَفَروا إِلىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها فُتِحَت أَبوٰبُها} صدق الله العظيم [سورة الزمر: 71].

    وأمّا أهلُ الجنّة فمِن بَعدِ الحِسابِ يَتمُّ تَقسِيمُهم زُمَرًا بِعَدَدِ أبوابِ الجنّة، والتَّزَحزُحُ هو الابتِعادُ عن النّار مِن نفس مَنطِقَةِ المَحشَر فلا يُساقُونَ إلى صراطِ الجَحِيم؛ بل إلى صِراطِ جنّات النّعيم المُقيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتّىٰ إِذا جاءوها وَفُتِحَت أَبوٰبُها وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلٰمٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خٰلِدينَ ‎﴿٧٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الزمر].

    ويُحاوِلُ أهلُ النّار الهرَبَ منها صَوبَ الجنّة ويتَوَسَّلُونَ بالمُتَّقِينَ مِن أهلِ الجنّة أن يَنظُرُوهم ويَقتَبِسُوا مِن نُورهِم، ولكنّ الملائكة يُرجِعُونَهُم بالقُوّة فيُسَاقُونَ قهرًا إلى نار جهنّم فيَستَغِيثُونَ بالمُتّقِينَ ليَقتَبِسُوا مِن نُورِهِم؛ ذلك لأنّهم لا يَزالونَ مُشركين بربّهم عِبادَهُ المُقَرَّبين، والنّور مِن الله، ومَن لم يَجعَل الله له نورًا فما له مِن نورٍ، ولكن مَن كان في هذه أعمَى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمَى وأضَلُّ سَبِيلًا، ولأنّهم لا يَعرِفُونَ الحقَّ والحقُّ هو ربّهم ولذلك يتَوَسّلونَ إلى عبادِ الله المُتّقِين ويقولون لهم: {انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظٰهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد: 13].

    ثمّ يُضرَبُ بينهم بسُورٍ فاصِلٍ بين الجنّة والنّار، فباطِنُه إلى الجنّة؛ والنّار مِن قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جَعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسُورُ الأعراف بينهما، ومِن ثمّ تُساقُ طائفةٌ أُخرى مِن أرض المَحشَر لم يتمّ حِسابُهم ولم يَسألهم الله عن أيّ شيءٍ ولم يُحاسِبهُم الله عن أيّ شيءٍ لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعَلهُم الله فوقَ سُورِ الأعرافِ يتفرّجُونَ على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن مَن هم تِلكَ الطّائِفَة؟ والجوابُ الحقّ: هم القومُ الذين ماتُوا مِن أهل القُرَى مِن قبل مَبعَثِ رُسُل الله إليهم، فأولئِكَ لهم حُجّةٌ على ربهم تصديقًا لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ۚ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا ‎﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة: النساء].

    كأمثَالِ (عبد الله بن عبد المطلب) أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتُوا مِن القُرَى مِن قبل مَبعَث رُسل الله إليهم، فأولئكَ لا يُعذّبهم الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّىٰ نَبعَثَ رَسولًا ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 15].

    فأولئكَ هم أصحابُ الأعراف فلم يَجعَلهُم الله مِن أهل الجنّة ولم يَجعَلهم الله مِن أهلِ النّار، وشَهِدُوا كيفَ أنّ الله حاسَبَ عبادَهُ وكيفَ فصَلَ بينهم بالحقّ وبين أنبيائِهم، وسألَ الله أنبياءَهُم: هل بلّغتُم؟ فأجابُوا: نعم. وشَهِدَ على بَلاغِهِم الذين صَدّقُوا بشَأنِهم، وصَارَ لديهم مَفهُومُ قِصّة الرُّسل وأقوَامِهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صَدّقُوا برُسُل ربّهم فصَارَ الأمر واضِحًا لديهم كامِلًا مِن البِدايَة إلى النهاية عن أقوامِهم مِن بَعدِهم، ومنهم مَن يَعرفُ رِجالًا مِن أهل النّار كمِثل (أبي لهب والوليد ابن المغيرة)، فمَثلًا أبو النّبي (عبد الله بن عبد المطّلب) يَعرِفُ (أبا لهب) ويَعرفُ (الوليد بن المغيرة) وغيرهم مِن قبل مَوتِه، وكذلكَ جميع أهل الأعراف الذين ماتوا مِن قُبَيلِ مَبعَثِ الرُّسُل يَعرِفُونَ النّاس الذين كانوا بِجيلِهم؛ غير أنّهم ماتوا مِن قبلِ بَعثِ رُسل الله إلى القُرَى، فبعضُهم قبل مَبعَثِ رَسُول ربّه إلى قَريَتِه بشهرٍ أو أكثر مِن ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد عَلِموا أنّ هؤلاء المُترَفُونَ الذين كانوا يَعرفُونَهم قد بعثَ الله رُسُلًا مِن بَعدِهِم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسَلهُم الله إليهم مِن بعد مَوتِهم وبالذّات الذين يَمُوتُونَ مِن أهلِ القُرَى قُبَيلَ بَعثِ الرّسول إليهم؛ فهُم حتمًا يَعرِفُونَ المُترَفِين في جِيلهم ووَجَدُوا خبَرَهُم أنّ الله بَعثَ إليهم رسولًا فكذّبوا به وكانوا يَعرفونَ أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    ولذلك يُنادُونَهم مِن فَوقِ الأعرَافِ لأنّهم يَعرِفُونَهم بِصُوَرِهِم في الدنيا.

    وقبلَ التّفصِيل في شَأنِ أهلِ الأعرافِ نَعُودُ إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحِسَاب وإقامَة الحُجّة بالحقّ فيدخلُ أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فيُنادِي أصحابُ الجنّة أصحابَ النّار. وقال الله تعالى: {وَنادىٰ أَصحٰبُ الجَنَّةِ أَصحٰبَ النّارِ أَن قَد وَجَدنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَل وَجَدتُم ما وَعَدَ رَبُّكُم حَقًّا ۖ قالوا نَعَم ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن المُؤذِّن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطّلب ومَن معه مِن أهلِ الأعرَاف.

    ونَعُودُ الآنَ إلى رجالِ الأعرافِ. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، فهم يَعرِفُونَ كُفّارًا مِن أصحَابِ النّار وكذلك يَعرِفونَ رجالًا مِن أهل الجنّة، فيَنظر أصحابُ الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليْسُوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى مَن فيها مِن فَوقِ سُورِ الأعرَافِ ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برَحمَتِه. وقال الله تعالى: {وَبَينَهُما حِجابٌ ۚ وَعَلَى الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفونَ كُلًّا بِسيمىٰهُم ۚ وَنادَوا أَصحٰبَ الجَنَّةِ أَن سَلٰمٌ عَلَيكُم ۚ لَم يَدخُلوها وَهُم يَطمَعونَ ‎﴿٤٦﴾‏} صدق الله العظيم.

    ومِن ثمّ يَنظُرونَ إلى أصحَابِ النّار فيُخاطِبُونَهم فيَقولون لهم: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف: 49]، ويَقصِدُونَ بـ (هؤلاء)؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهمْ يُخاطِبُونَ أصحابَ النّار وقالوا لهم: يا أصحابَ النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومِن ثمّ يُجيبُ الله دعوَة أهل الأعراف حين ذَكَرُوا رحمَتَهُ وأهل الأعراف قد دَعُوا الله مِن بعدِ حَشرِهم على سُورِ الأعرَاف وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    {وَنادىٰ أَصحٰبُ الأَعرافِ رِجالًا يَعرِفونَهُم بِسيمىٰهُم قالوا ما أَغنىٰ عَنكُم جَمعُكُم وَما كُنتُم تَستَكبِرونَ ‎﴿٤٨﴾‏ أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ ۚ ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة: الأعراف].

    فمَن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دَعوهُ مِن بعد حَشْرِهِم على الأعراف ونظروا إلى نارِ جهنّم والكُفّار يَصطَرخُونَ فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظُروا إلى جَوابِ الله لدُعائهم حين ذكَرُوا رَحمَته لأنّهم يَمقتُونَ الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء! - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسَمتُم يا أهل النّار لن يَنالهُم الله برَحمَتِه؟ ومِن ثمّ تأتي إجابَة الله لدَعوَةِ أهل الأعراف حين أقَرُّوا وأيقَنُوا برَحمَةِ الله وقالوا: {أَهٰؤُلاءِ الَّذينَ أَقسَمتُم لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجابَ دَعوَتُهم بالحقّ، وقال الله: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ ‎﴿٤٩﴾‏} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يَدعُونَ ربّهم فيَسألونَه برَحمَتِه حين يَنظرُون إلى أهل النّار يَصطَرخُونَ في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم.

    فانظرُوا لإجابَة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقُوا الله واعلَمُوا أنْ ليسَ لكم مِن دونِ الله وَليٌ ولا شَفيعٌ، وَسَلوا الله بِرحمَتِه، ومَن ذا الذي هو أرحَم بكم مِن الله حتى تلجأوا إليه مِن دون الله! أفلا تتّقُون؟ أفلا ترَوْنَ أنّ الله أجابَ دَعوَة أهل الأعرافِ ووَعدُه الحقّ وهو أرحَمُ الرّاحِمين؟

    ويا مَن يَنتَظِرونَ لمحمدٍ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يَشفَعَ لهم بين يَدَي الله ها هو أبُوه مع أهل الأعرافِ ولم يَشفَع له محمدٌ رَسُول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يَرجُ مِن وَلَدِه أن يَشفَعَ له بين يدَي ربه؛ بل دَعَا ربّهُ مع أهل الأعرافِ؛ وقالوا: {وَإِذا صُرِفَت أَبصٰرُهُم تِلقاءَ أَصحٰبِ النّارِ قالوا رَبَّنا لا تَجعَلنا مَعَ القَومِ الظّٰلِمينَ ‎﴿٤٧﴾‏} صدق الله العظيم، ثمّ أجابَ الله دُعاءَ أهل الأعراف وقال لهم: {ادخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوفٌ عَلَيكُم وَلا أَنتُم تَحزَنونَ} صدق الله العظيم.

    اللّهُمّ قد بَلّغتْ، اللّهُمّ فاشهَد .. فأمّا الذين آمَنوا مِنكم حين أذكّرُهُم بآياتِ ربّهم وأُبَيّنُها لهم فتَزيدُهم إيمانًا فتَلِينُ جُلودُهم ومِن ثمّ تَخشَعُ قلوبُهم فتَدمَعُ أعيُنهم مِمّا عرَفُوا مِن الحقّ، وأمّا العُميَان فوالله لو أنذَرتُه بجميع آيات الكتابِ وفَصّلتُها تَفصِيلًا فإنّه سوفَ يَنبُذُها جميعًا وراءَ ظَهرِه مَهمَا كانت واضِحَةً وبيّنَةً في البيان الحقّ، وسبَبُ فِتنَتِه أنّهُ يَعلمُ حَديثًا أو رِوَايةً مُخالفةً لهذه الآيات المُحكَماتِ ويُفَضِّلُ أن يَستَمسِكَ بذلك الحَدِيثِ المُخالِفِ ويقول: "إنّ القرآن لا يَعلمُ تأويلَه إلّا الله وكَفانا ما وَجَدنا عليه السَّلَفَ الصّالِح، فهل أنتَ أعلمُ يا ناصر محمد اليماني أَمْ هُم؟". ومِن ثمّ أرُدُّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجُّكَ بآياتٍ مُحكَماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يَزيغُ عمّا جاءَ فيهنّ إلّا مَن في قلبِه زَيغٌ عن الحقّ، فيَتّبع الفتنة المَوضوعَة مِن أحاديث ورواياتِ الفتنة التي تأتِي مُخالِفةً لآيات الكتابِ المُحكَماتِ وحَسبُه جهنّم ومَن اتّبَعَه وساءَت مَصِيرًا.

    ولكنّي أقسِمُ بالله لو الآية جاءَت مُطابِقةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به لأعجبَتُهُ واستَمسَك بها وصرَخَ بها كبُرهانٍ على الحَدِيث، ولكن إذا جاءَت مُخالِفةً للحدِيثِ الذي هو مُستَمسِكٌ به فعند ذلك تَسُوءُه ويقول: "لا يَعلمُ تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكَمَةٌ مِن آيات الكتابِ المُحكَماتِ مِن أُمّ الكتابِ وليسَت مِن المُتَشابِهات! تالله لا يَطَلِّعُ على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تَبيَّنَ له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلَها عَقلُه إلّا أنّ كثيرًا لا يُوقِنُ بآيات ربّه برغم وُضُوحِها الشّدِيدِ!

    ويا قوم يا أصحابَ اللّسَانِ العربيّ المُبِين إنّ القرآن عَربِيٌّ أرسَله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّنَ لكم ما تتّقون،
    وقال الله تعالى: {وَما أَرسَلنا مِن رَسولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم ۖ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم: 4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تَفهمُونَ مُحكَمَه؟ فهو ليس بأعجَمِيٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسانُ الَّذى يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَمِىٌّ وَهٰذا لِسانٌ عَرَبِىٌّ مُبينٌ ‎﴿١٠٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النحل].

    ولكنّكم جَعلتُمُوهُ أعجَمِيًّا فأعرَضتُم عنه وقلتُم على الله زُورًا وبُهتانًا أنّه لا يَعلمُ تأويل القرآن إلّا الله، ولم يَقُل الله ذلكَ؛ وافتَرَيتُم على الله الكَذِب وأنتُم تَعلَمون أنّه لم يَقُل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ واضِحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب؛ يَعلَمُهنّ ويَفهَمُهُنّ ويَعقِلُهنّ العالِم والجاهِل؛ كلُّ ذِي لسانٍ عَربيٍّ مُبينٍ، وتلكَ أكثر آيات الكتاب بنِسبة تِسعِين في المائة وأُخرَى مُتَشابِهاتٌ وهُنّ قليلٌ؛ ليست إلّا تَقريبًا عشرة في المائة أو أقل مِن عشَرة في المائة فتِلكَ الآيات المُتشابهات لا يَعلمُ بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جَعلتُم القرآن كُلّه لا يَعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّكم لم يُحَاجّكم إلّا بالآيات المُحكَماتِ الوَاضِحاتِ البيّنات يَعلَمُهنّ ويَعقِلُهنّ كُلّ مَن تَدبّر ما جاء فيهنّ مِن ربّه، لا يَزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشَر الأنصار كونوا مِن المُوقِنِينَ ولا تكونوا مِن الذين هم بآياتِ ربّهم لا يُوقِنُون ثمّ لا يُوقِنون إلّا بعدَ أن يَقعَ القولُ عليهم وخُروج الدّابّة، وكذلك قال الله تعالى أنّكم لم تُكذّبوا بالذي يُحاجّكم بآيات ربّكم ولم تُصَدِّقُوا والسّبَب عَدَمُ اليقين بآيات الله التي أحاجُّكم بها في الكِتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ‎﴿٧٧﴾‏ إِنَّ رَبَّكَ يَقضى بَينَهُم بِحُكمِهِ ۚ وَهُوَ العَزيزُ العَليمُ ‎﴿٧٨﴾‏ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحَقِّ المُبينِ ‎﴿٧٩﴾‏ إِنَّكَ لا تُسمِعُ المَوتىٰ وَلا تُسمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوا مُدبِرينَ ‎﴿٨٠﴾‏ وَما أَنتَ بِهٰدِى العُمىِ عَن ضَلٰلَتِهِم ۖ إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِـٔايٰتِنا فَهُم مُسلِمونَ ‎﴿٨١﴾‏ ۞ وَإِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنا لَهُم دابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم أَنَّ النّاسَ كانوا بِـٔايٰتِنا لا يوقِنونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة: النمل].

    وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالَمِين..
    أخوكُم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 278836 من موضوع نصيحةٌ إلى كافة الباحثين عن الحقّ في العالمين وكافة المسلمين الحيارى المترددين أن يتفكّروا ثم يقرروا أمرهم وأرجو من الله أن لا يكون أمرهم عليهم غمّة ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    08 - 01 - 2018 مـ
    02:22 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=278821

    __________



    نصيحةٌ إلى كافة الباحثين عن الحقّ في العالمين وكافة المسلمين الحيارى المترددين
    أن يتفكّروا ثم يقرّروا أمرهم وأرجو من الله أن لا يكون أمرهم عليهم غمّة ..


    بسم الله الواحد القهار البالغ لأمره، ويخلق ما يشاء ويختار ويزيده بالبيان الحقّ لذكره فيبيّن القرآن بالقرآن، وكذلك يستنبط البرهان من محكم القرآن ما يقرّ من الأحاديث الحقّ في سنّة البيان، وكذلك يستنبط من محكم القرآن ما ينفي أحاديث الشيطان المكذوبة عن النبيّ المدسوسة في سنّة البيان، ليجعله للناس إماماً قادراً على الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيهيمن عليهم بسلطان العلم أجمعين، فيجعله من الذين أمر الله المسلمين والناس أجمعين أن يطيعوا أمره كونهم وجدوه أحسنهم تأويلاً لذكره وتقبله عقولهم أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فإذا كان إماماً مصطفًى لهم من ربّهم فحتماً يجدوه أحسنهم تأويلاً وتفصيلاً للكتاب لا ريب فيه فيحكم بين المختلفين في الدين من المسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون فيجعله الله الحَكَمَ المهيمنَ عليهم أجمعين بحكم الله بينهم بسلطان العلم الملجم يستنبطه لهم من محكم القرآن العظيم، فذلك هو البرهان لمن اصطفاه الله للمسلمين إماماً بعد أن ذاع الخلاف بينهم في دينهم وتفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون لأن كلّاً منهم يزعم أن الحقّ معه، فاختلفوا وفشلوا وذهبت ريحهم وصارت العزّة لعدوّهم كما هو حالهم اليوم. ولذلك قال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم، فتلك فتوى لكافة المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم لئن أرادوا أن يعلموا الإمام المصطفى لهم من ربّهم فتجدون الفتوى في قول الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم، فمن ثم لا يجدون في صدورهم حرجاً مما قضى بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليماً لحكم الله ربهم، كون الإمام المصطفى إنما يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه في جميع ما كانوا فيه يختلفون سواءً اختلافهم في تفسير آياتٍ في القرآن أو ما اختلفوا فيه من أحاديث سنة البيان.

    وأُشهد الله وأُشهد جميع المسلمين إذا لم يهيمن عليهم الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من محكم كتاب ربهم فإذا لم أفعل فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد حتى يجدوني أخرس ألسنتهم بحكم الله الحقّ المباشر من محكم الذكر، حتى ولو وجدتهم متفقين على شيءٍ من أحاديث سنّة البيان فمن ثمّ أنسفه من محكم القرآن نسفاً فنقذفُ بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ، كمثل حديث الشيطان الرجيم المتفقين عليه أنه عن النبيّ وهو ليس عنه؛ بل حديث شيطانٍ رجيمٍ لتوحيد كافة الكافرين على محاربة الإسلام والمسلمين ليطفئ نور الله للعالمين فذلك من أخطر الأحاديث المدسوسة الواردة عن الشيطان الرجيم على لسان المؤمنين المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون المكر فلا تفوتهم محاضرةٌ للنبيّ حتى يقوموا بالتَبْييت بأحاديث تخالف لمحكم القرآن التي لا تحتاج لتفسيرٍ ولا بيانٍ كونهن من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب يعقلهن ويفهمُهنّ كلّ مسلمٍ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، مثال قول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأتحدى كافة المسلمين على حدّ سواء علماءهم وعامَتهم وكل من بلغ رشده أن يقول أنه لا يعلم ما المقصود بقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم، كون الفتوى جليّة بيّنة لعلماء المسلمين وعامتهم أجمعين أنه لا إكراه في دين الله بدليل قول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} صدق الله العظيم.

    وتصديقاً لفتوى الله الأخرى في محكم كتابه: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكافرون].

    وتصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿١١﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٢﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣﴾ قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾ لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ الْمِيعَادَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وتصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّـهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّـهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فلم يأمر الله كافة رسله بالكتاب أن يُكرهوا الناس على الإيمان بربهم وعبادته ذلك كون الله لا ولن يتقبل عبادة مؤمنٍ يعبد الله خشية أحدٍ من عبيده من دونه. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وربّما يودّ كافة عُلماء المسلمين أن يقولوا بلسانٍ واحدٍ: "وأين حديث الشيطان الرجيم الذي يخالف كافة هذه الآيات المحكمات وهو متفقٌ عليه أنه حديث حقٍّ عن رسوله؟"، فمن ثم يقيم عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة وأقول: ذلكم حديث الشيطان الرجيم الذي اعتصمتم به في كتيباتكم كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ. وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ. فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللّهِ".
    متفق عليه
    انتهى الاقتباس
    ويا معشر علماء المسلمين وعامتهم، بما أنّ هذا الحديث جاءكم من عند غير الله ورسوله؛ بل من أحاديث الشيطان الرجيم فبعد عرضه على محكم كتاب الله القرآن العظيم فحتماً وجدتم بينه وبين الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب اختلافاً كثيراً ليس بنسبة تسعةٍ وتسعين وتسعة من عشرة فحسب؛ بل بنسبة مائة بالمائة لا شكّ ولا ريب، وأما حكمة الشيطان من هذا الحديث المفترى على لسان أوليائه الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر لصدّ الناس عن اتّباع الذكر فالحكمة الشيطانيّة هي لتوحيد كافة الكافرين ضدّ الدين الحقّ من ربهم كونه حتماً سيقول الكافرون: "ما دامت هذه عقيدة المسلمين ورسولهم أنه لا خيار للناس أجمعين فإمّا أن يؤمنوا بالله ورسوله ويتّبعوا ما جاء به رسوله محمدٌ رسول الله إلى الناس أجمعين؛ فحسب عقيدتهم أنه لا خيار للناس فإمّا أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويعبدوا الله كرهاً؛ ما لم فيحقّ لهم أن يقتلونا ويسفكوا دماءنا وينهبوا أموالنا ويسبوا نساءنا وأطفالنا، إذاً وجب على الكافرين كافةً من الناس أجمعين أن يحاربوا المسلمين وما جاء به رسولهم من قبل أن تقوى شوكتهم". فذلك ما يريده الشيطان الرجيم من حديثه هذا المفترى لتوحيد كافة الكافرين ليقفوا صفّاً واحداً ليطفئوا نور الله للعالمين.

    ألا ترون أنّ حكمة الشيطان توضحت للجميع من هذا الحديث المفترى وهي بهدف توحيد كافة الكافرين وإقناعهم لحرب القرآن العظيم وإطفاء نور الله للعالمين؟ برغم أنه لم يقل الله ذلك في محكم كتابه القرآن العظيم ولم يقله خاتم الأنبياء والمرسلين إلى الناس أجمعين محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وجميع المؤمنين الذين اتّبعوه في قول الله تعالى:
    {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكذلك كافة الرسل لم يأمرهم الله على أن يُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين يعبدون ربهم الله خشيةً من الرسل وأتباعهم؛ بل قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦﴾ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّـهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴿٣٩﴾ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وربما يودّ أحد المترددين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إن منطقك هو الحقّ كونه منطق الله ورسوله وكنتُ قاب قوسين أو أدنى حتى سمعت بإعلان مقتل الزعيم علي عبد الله صالح، فمن ثم قلتُ الحمد لله أني لم أتّبع المدعو ناصر محمد اليماني كون ناصر محمد اليماني يقول أنها تكررت عليه رؤيا إستلام عاصمة الخلافة الإسلاميّة صنعاء من الزعيم علي عبد الله صالح وها هو قد قُتل الزعيم علي عبد الله صالح". فمن ثم يقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة على الذين لا يعلمون وأقول: لقد فتنتَ نفسك بنفسك كونك برغم قناعتك التامة بالبيان الحقّ للقرآن العظيم الذي يفصّله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تفصيلاً ويغربل السُّنة النبويّة ويطهّرها من الأحاديث الشيطانيّة تطهيراً على خلاف ما وجدتم عليه آباءكم في كثيرٍ مِمّا أنتم عليه، وبرغم قناعتكم فمنكم من ظنّ بنسبة 99 في المائة أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد وإنما وسوس له الشيطان أن يتريّث عن المبايعة والاتّباع للحقّ من ربه حتى ينظر هل يسلّم الزعيم علي عبد الله صالح قيادة عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة صنعاء إلى ناصر محمد اليماني؟ فمن ثم نقول لأولئك أن يتوبوا إلى ربهم فيتّبعوا الحقّ من ربّهم، وإن أعرضوا حتى يسلّم القيادة الزعيم علي عبد الله صالح إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فمن ثم نقول لهم: ألا والله أنه حتى لو كان حقاً قد تمّ قتل الزعيم علي عبد الله صالح ثم بعثه الله ليسلّم القيادة إلى الإمام ناصر محمد اليماني فإنّ من كانت تلك عقيدته أنه لن يتّبع الحقّ من ربه حتى يسلّم القيادة الشهيد الحي الزعيم علي عبد الله صالح إلى الإمام ناصر محمد اليماني فإنهم لن يتّبعوا الحقّ من ربهم حتى ولو كلّمهم علي عبد الله صالح من بعد موته كما يزعمون كما لم يؤمنوا بالحقّ من ربهم من أوّل مرةٍ فيذرهم في طغيانهم يعمهون.

    ويا معشر الذين لا يعلمون البيان الحقّ في عِلم الهدى فاسمعوا ما سوف أقول: فوالله ثمّ والله ثمّ والله لو يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني فهل لو يبعث الله علي عبد الله صالح من بعد موته كما تزعمون فهل سوف تصدّقون وتتبعون؟ وأعلمُ علمَ اليقين ما هو جواب كافة المسلمين إلا من رحم ربي، فحتماً فسوف تقسمون بالله جهد أيمانكم أنه لو يحدث ذلك أنكم سوف تتبعون البيان الحقّ للقرآن العظيم. فمن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب. قال الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وحتى ولو افترضنا أنه تمّ قتل الزعيم علي عبد الله صالح أليس الله على بعثه حيّاً لقديراً؟ فإن كان حقّاً قُتل فتذكّروا قول الله تعالى: {إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّـهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴿٣٩﴾ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وما نريد أن نختم به هذا البيان نصيحة لكافة الأنصار السابقين الأخيار أن لا تراهنوا الناس على تصديق رؤيا التسليم من الزعيم علي عبد الله صالح القيادةَ إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فلا تزيدوا المسلمين فتنةً إلى فتنتهم لأنفسهم سواء كان الزعيم علي عبد الله صالح حيّاً يرزق أو تمّ قتله، كونهم سوف يراهنونكم أنه لو تتحقق الرؤيا فإنهم سوف يصدّقوا، ونسوا قول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩﴾ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَـٰذَا هُدًى ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وربّما يودّ المعرضون عن التذكرة كافة الحمير المستنفرة أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، ما رأيك أن نذبح بقرةً فتضربه بقطعةٍ منها فيحييه الله كمثل مقتول بني إسرائيل الذين كلٌّ منهم أنكر أنه من قتله؟". فمن ثم يردّ عليهم قسورة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لا تذبحوا بقرةً فإن الله بالغ أمره، ودَعوا أمره إلى الله، وخيرٌ لكم أن تتبعوا التذكرةَ القرآنَ العظيم فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يحاجكم بوحيٍ جديدٍ؛ بل بما بين أيديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إن كنتم به مؤمنون، فوالله ثم والله لن يتّبع بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من كان من المسلمين كوني أحاجِكم بآيات الله من محكم القرآن العظيم، وعليه فلن يتّبع آيات الله في محكم كتابه القرآن العظيم إلا من كان من المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وقال الله تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٦٨﴾ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ألا وإنّ آية أصحاب الكهف والرقيم هي أكبر من آية تسليم القيادة من علي عبد الله صالح، فالذين لا يعلمون قد يَفتنوا أنفسهم بأنفسهم فيقولون: "بل سوف نتأخر عن المبايعة والتصديق حتى نرى هل سيبعث الله الرقيم عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وأصحاب الكهف". فمن ثم نقول لهم: إذاً أخّروا التصديق والاتّباع لداعي الحقّ من ربكم حتى يقع القولُ عليكم عذابٌ من رجزٍ أليمٍ فمن ثم تصدّقوا! فتذكّروا قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ألا وإنّ الدابة إنسانٌ يكلّمكم بعد تنزيل روح المسيح إلى جسده في تابوت السكينة فيخرج عليكم هو وأصحاب الكهف ولكن بعد وقوع العذاب الأليم، كونكم لو كنتم تعقلون يا معشر المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إذاً لصدّقتم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم كوني لا أحاجكم بتفسيرٍ كتفاسيركم التي تسعين في المائة منها مفتراةٌ؛ بل نحاجكم بالقرآن العظيم ونبيّن القرآن بالقرآن لقومٍ هم به يؤمنون.

    وربما يودّ أحد المعرضين عن التذكرة أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني نحن ننتظر دابةً لها أربع أرجلٍ تكلمنا"، فمن ثم نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول: فهل تنتظرون الإنسان عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم يكلّمكم كهلاً من بعد بعثه من الله، أم تنتظرون بقرةً تكلّمكم لها أربع قوائم؟ أم إنكم لا تعلمون أنّ الإنسان دابةٌ من ضمن دواب الأرض؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    أي لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من إنسانٍ، ولكن أشرّ الدواب عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون، فوالله ثمّ والله لا يتّبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من كان من أولي الألباب الذين يتفكّرون بعقولهم هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ويقبل بيانه العقل والمنطق، أم من الذين يتخبطهم الشيطان من المسّ الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر من زمنٍ لآخر بغير علمٍ مقنعٍ للعالمين؟

    ألا وإنما ذلك مكرٌ من الشياطين حتى إذا بعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد الحقّ فتقولون: "إن هو إلا كمثل الذين اعتراهم الشيطان بمسّ سوءٍ"، فمن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: ولكني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ ناصرَ محمدٍ أدعوكم لما يحيي قلوبكم إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والتوراة والإنجيل والأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة إلا ما خالف في التوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة لمحكم القرآن العظيم المهيمن عليهم أجمعين، فإني أُشهد الله وأُشهد كافة العالمين أني المهديّ المنتظَر الكافر بما خالف لمحكم الذكر القرآن العظيم ومعتصمٌ به؛ حبلَ الله المحفوظ من التحريف من اعتصم به هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن اتّبعَ ما خالفه أضلّه الله عن الصراط المستقيم، وأتحداكم لئن استخدتم عقولكم لتجدونها تفتيكم بالحقّ فتقول لأنفسكم إنكم أنتم الظالمون يا من ترجحون النقل عن العقل فتتبعون حتى الشيء الذي لم تقبله عقولكم! فكيف تحسَبون أنكم لمهتدون؟ فهل سبب دخول أهل النارِ النارَ إلا عدم استخدام عقولهم من أصحاب الاتّباع الأعمى؟ فانظروا إلى نتيجة عدم استخدام العقل. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فإن أعرض البشر عن الدعوة إلى اتّباع الذكرِ القرآن العظيم ذكرهم وذكر من قبلهم فبماذا نبشّرهم يا إله العالمين؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].

    ولكن يا إله العالمين هل بعذابٍ قبل يوم القيامة بحسب أيامهم؟ والجواب في محكم الكتاب تجدوه في قول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن الدعاء يردُّ القضاء، اللهم فاجعل عذابك حصريّاً على الذين لو علموا أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم فسيئت وجوههم، أولئك كرهوا الحقّ من ربهم وكرهوا رضوان الله على عباده وظلموا أنفسهم باليأس من رحمة الله فهم مبلسون، أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولو أنهم اتّبعوا الحقّ من ربهم لكان خيراً لهم، فلكم أخشى على المسلمين عذاب يومٍ عقيمٍ بسبب إعراضهم عن الداعي إلى الصراط المستقيم، فوالله ثمّ والله ثمّ والله إنّ من أعرض عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنّه في النار وبئس القرار كونه لم يكذّب ناصر محمد اليماني؛ بل كذّب بكلام الله الواحد القهّار، وما عندي غير كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف ولسوف أجاهدكم به بالدعوة إلى اتّباعه جهاداً كبيراً وأقيم عليكم الحجّة منه وأنسف كلّ المفترى على الله ورسوله نسفاً بمحكم القرآن العظيم فنجعله كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصفٍ.

    ويا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم كافة شياطين البشر، ويا معشر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم الأميين والنصارى، أقسم بالله العظيم لنجعلنّكم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما إمّا أن تتبعوا القرآن العظيم المرجع والمهيمن على التوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة النبويّة أو تكفروا وتعرضوا عن اتّباعه، ومن أعرض عن اتّباعه وهو يعلم أنه الحقّ من ربه فهو من نصيب الشيطان كأمثال أشرّ الدواب دونالد ترامب، ولسوف تعلمون من الغالب على أمره ومن لا ناصر له من دون الله سبحانه الواحد القهار ربي وربكم، فاخشوا الله شديد العقاب ولا تخشوا أشرّ الدواب دونالد ترامب، وإني الإمام المهديّ أعلن التحدي بقدرة ربي لمن أراد أن يبرم مكراً ضدّي. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [القمر].

    فاتّبعوا ذكر الله القرآن العظيم واعتصموا بحبل الله حين تجدون ما يخالفه خيراً لكم، فمن اعتصم بحبل الله هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر المسلمين لا يزيدكم رسلُ الشيطان للإصلاح بينكم إلا مكراً منهم ونفاقاً، ألا والله لا يريدون لكم العزّة؛ بل يريدون تحقيق استكمال تحقيق مكر الشيطان لضرب المسلمين بأيدي بعضهم البعض لنجاح المخطط الترامبي الأمريكيّ اليهوديّ وقبيله الروسي لتحقيق دولة اليهود الكبرى من القطب إلى القطب بادئين بالشرق الأوسط ليستقووا بخيراته على احتلال كافة دول النصارى والمسلمين في العالمين وكافة دول البشر الرافضين لسياسة ترامب العدائيّة، وأرى دول النصارى يكادون أن يخشوا أشرّ الدواب دونالد ترامب كمثل قادة المسلمين الذين ترامب أشدّ رهبةً في صدورهم من الله، ولسوف يعلمون من المنتصر هل أشرّ البشر دونالد ترامب أم خير البشر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟ وربي الله الواحد القهار، وربّ ترامب من اتخذه إلهه من دون الله حَبَسَه الله فيه ومن كان على شاكلته ليجعل الخبيث بعضه فوق بعضٍ فيركمه في نار جهنم جميعاً، ولسوف تعلمون أنّ العزّة لله في العالمين جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَـٰئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وربما يودّ أحد السائلين في العالمين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، إننا نراك أعلنت الحرب الإعلاميّة في بياناتك ضدّ ترامب من قبل أن يتسلّم القيادة من أوباما برغم أنك كنت لطيفاً مع بوش الأصغر وأوباما وتخاطبهم بالقول اللين وهم قد صاروا رؤساء الولايات المتحدة الأمريكيّة، وأما دونالد ترامب فاختلفت سياستك من بعد نجاحه في الإنتخابات ومن قبل أن يتسلّم القيادة ترامب من أوباما، فما السرّ يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر؟"، ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره أني لم أظلم ترامب شيئاً كوني أعلم أنه من أشرّ البشريّة في نيّته الخبيثة، فوالله ثمّ والله أنّ دونالد ترامب يريد أن يجعل كافة البشر أمّةً واحدةً على الكفر ليكونوا معه سواءً والشيطان في نار جهنم، وأنه قرن الشيطان، وأنه من ألدّ أعداء الله، وعدوٌّ للمسلمين أجمعين، وعدوٌّ للنصارى أجمعين إلا من كان على شاكلة ترامب؛ المنافقون في طائفة النصارى الذين يُظهرون أنهم نصارى المسيح عيسى ابن مريم وهم من ألدّ أعداء النصارى ومن ألدّ أعداء المسلمين وإنما يلعبُ على الحبلين وهو أشرُّ عدوٍّ للنصارى ولكافة المسلمين، ألا والله ما أعلنت الحرب الإعلاميّة عليه وكشفتُ سياسته تجاه العالمين من قبل أن يتسلّم القيادة من أوباما إلا وأنا أعلم أن دونالد ترامب من أشرّ الدواب من اليهود المتطرفين في حزب الشيطان وليس بضلالٍ منه؛ بل عبدٌ للطاغوت إبليس الشيطان الرجيم ولذلك اتّخذته عدواً لدوداً، ولا يخفى عليّ من أمره شيء بإذن الله، وإني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أعلن التحدي لولي الشيطان دونالد ترامب ومن كان على شاكلته من شياطين البشر أجمعين وكان حقٌّ على الله أن ينصر عبده وخليفته الحقّ في الأرض الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويخذل أعدائي ويُلقي الله في قلوبهم رعباً شديداً بمجرد ما تسوّل لهم أنفسهم بالمكر بخليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولينصرنّ الله من ينصره، إنّ الله لقويٌّ عزيزٌ، فما ظنّكم بعبدٍ اللهُ معه وجعله بأعينه؟ سبحانه يسمع ويرى ويعلم السرّ وأخفى وهو العليم الخبير وهو على كلّ شيءٍ قديرٍ نعم المولى ونعم النصير.

    وربّما يودّ أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "يا إمامي لقد زَيَّدتَ التحدي في هذا البيان، وإننا نخشى عليك من شرّ أعداء الله"، فمن ثم يردّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد في عصر حواره لكافة أنصاره في العالمين وأقول:
    أريد تقريب الفتح المبين عاجلاً رحمةً بالضعفاء والمساكين وكافة المظلومين في العالمين سواء المظلومين الكافرين أو المسلمين فلا فرق لدي بين مظلومٍ مسلمٍ ومظلومٍ كافرٍ لا يحارب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في دين الله، فلا فرق لديَّ بين المسلمين والكافرين الذين لا يحاربون دين الله الإسلام، وأمرني الله أن أعدل بين المسلم والكافر في كافة حقوق الإنسان، وأن أرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأن لا أُجبر الكافر على الإيمان؛ بل أمرني الله أن أبرّ الكافر وأقسط إليه وأرحمه وأُحسن إليه وأُكرمه وأُخالقه بخُلُقٍ حسنٍ فيزيدني الله ربي بحبه وقربه وجميع النصارى الحقّ، وكذلك اليهود الذين يريدون أن يأمنوا شرّ المهديّ المنتظَر وشرّ الأشرار من قومهم وكارهين سياسة دونالد ترامب فكذلك سوف أبرّهم وأقسط إليهم.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَى اللَّـهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّـهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧﴾ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    ألا وإنّ سياسة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ثابتةٌ ثبوت الجبال الراسيات الشامخات أو أشدّ ثبوتاً، فلا سياسةَ كذبٍ وخداعٍ لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وظاهره كباطنه وجعله الله من الصادقين وإماماً للمتقين وخليفة الله على العالمين، ولم يأمرني الله بقتال ملوك ورؤساء وأمراء العالمين على عروشهم؛ بل أمرني أن أتركهم له وحده فينصرني عليهم نصراً عزيزاً مقتدراً، سبحان الله ربي الواحد القهار! تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 479417 من موضوع (( وسوف نجعل خطة الحَرب على المَكشوف كونها خططًا استراتيجيّةً ربانيَّةً يأخذ بها الشُّجعان المُعتصمون بالله وعلى ربّهم يتوكَّلون، وتوجد في هذه الآيات خططٌ حربيَّةٌ استراتيجيَّةٌ في القتال: ))

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    17 - ربيع الآخر - 1446هـ
    20 - 10 - 2024 مـ
    06:38 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=462287
    __________


    نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..



    اقتباس المشاركة :
    وعَليكم أن تعلموا عِلْم اليَقين ما هي سُنَّة الله في الكِتاب لِنصركم؛ فإنَّه في الهُجوم وليس أن تمكثوا مُدافعين فحَسْب، فكيف تستطيعون هزيمة عدوّكم وكيف يولّونكم الأدبار لو مكثتم في مواقع الدِّفاع فقط؟! فسوف يستمر عدوكم في مهاجمتكم؛ بل سُنَّة الله لِنصر جُند الله في الكِتاب (القرآن العظيم) هي في الهجوم على أعداء الله المُفسِدين في الأرض؛ فإذا هَجمتُم فإنَّكُم أنتم الغالِبون؛ كون سُنَّة نَصْر جُنْد الله في مُحكَم القُرآن العظيم هي أن لا يبقوا أهدافًا ثابتةً للعدوّ؛ بل يُهاجِمون عَدوّهم؛ فهنا تأتي سُنَّة الله في نَصره لأوليائه فَيولّونكم الأدبار ثُمَّ لا يُنصَرون، فتلك هي سُنَّة الله في مُحكَم القُرآن العَظيم كون الله وعَدكم لَئِن هاجمتموهم لَيمدّكم من فورهم بجنودٍ من عنده لم تروها، ويُلقِي فى قُلوب الذين كفروا الرُّعب فَيولّون الأدبار مهما كانت قُوَّاتهم وتقنيات عَدوكم في الأرض والسماء.


    فَصَدِّقوا الله الذي هو في الأرض إلهٌ وفي السماء إلهٌ؛ ذلكم الله إلَه السَّماوات والأرض (معكم يسمَع ويرى)، ويد الله فَوق أيديكم؛ ذو القُوَّة المَتين، فَيُعذِّبهم الله بأيديكم فيولونَكُم الأدبار فيلوذون بالفرار من رعب جُند الله الواحِد القَهَّار، فَصَدِّقوا الله بِما وعدكم فتأتيكم سُنَّة نُصر الله الخارِقة في مُحكَم كتابه لِنَصر جُنده في مُحكَم القرآن العظيم، فَصَدِّقوا وعد الله في قول الله تعالى: {وَلَوْ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوَلَّوُا۟ ٱلْأَدْبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ‎﴿٢٢﴾‏ سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا ‎﴿٢٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الفتح].


    ولا نزال نستوصيكم خيرًا باليهود المُسالِمين الذين لم يُقاتلوكم، واعلموا أنهم خطٌ أحمَر في مُحكَم القُرآن العَظيم؛ الذين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا شَرّ قومهم، واعلموا أنَّهم مَظلومون أمثالكم مِن الطَّاغوت الصهيونيّ الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وتجبَّروا في الأرض ويظنّوا أنفسهم القُوَّة التي لا تُقهَر، ولكنّ الله جبار السَّماوات والأرض أشَدّ مِنهم قُوة قاصِم ظهور الجبابِرة؛ إنَّ الله لا يُحِبّ المُعتَدين المُنتَقِم مِن المُجرِمين.


    واقترَب كَوكَب سَقَر بنصر الله الأكبَر لتطهير الأرض من المُعتَدين على حُقوق الإنسان؛ قتلة الأطفال ومَن ناصرهم من المُجرِمين في العالَمين فَيُهلكهم الله بكوكب سَقَر ويُمَكِّن خليفته المَهديّ المُنتَظَر خليفة الله على العالَمين إنَّ الله بالغ أمره، ولسوف يعلم المُجرِمون أنَّ العِزَّة لله جميعًا في العالَمين نِعْم المَولَى ونِعْم النَّصير.


    وسلامٌ على المُرسَلين والحَمدُ لله رب العالَمين..
    خليفةُ الله على العالَمين الإمام المهديّ؛ ناصِر مُحَمَّد اليَمانيّ.
    __________________
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=462416
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 277605 من موضوع إعلان بشارة العذاب من محكم الكتاب لأشرّ الدواب دونالد ترامب ومن كان على شاكلته والله محيط بالكافرين ..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - ربيع الثاني - 1439 هـ
    24 - 12 - 2017 مـ
    04:08 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=277601
    ____________


    إعلان بشارة العذاب من محكم الكتاب لأشرّ الدواب دونالد ترامب ومن كان على شاكلته والله محيط بالكافرين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥٨فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    اللهم فقد أعرضوا فماذا تأمر به عبدك وخليفتك في الأرض الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ والجواب من الربّ مباشرة:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولكني أراها في الكتاب آياتٍ تترى عذاباً نكراً؛ ألواناً من العذاب الأليم ليخضعوا لخليفة الله في الأرض عبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني! والجواب من الله الواحد القهار في محكم الذكر:
    {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ﴿٥فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فهل يا أرحم الراحمين سوف تعلن الحرب على أعدائك في الأرض برّاً وبحراً؟ والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الروم].

    ويا الله يا أرحم الراحمين، وهل كذلك سوف تعلنها جوّاً؟ والجواب في محكم الكتاب، قال الله تعالى:
    {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴿٤٢أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٣وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ﴿٤٤فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٦وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [الطور].

    يا أرحم الراحمين وبماذا ننذرهم من بعد إقامة الحجّة على القوم المجرمين؟ والجواب من الربّ في محكم كتاب علام الغيوب، قال الله تعالى:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا أرحم الراحمين، ما هي صاعقة ثمود؟ والجواب في محكم الكتاب:
    {إنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} صدق الله العظيم [القمر:31].

    ويا أرحم الراحمين، وما هي صاعقة عاد؟
    {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴿٢٢} [القمر].

    قد أعرض كلُّ شيطانٍ مريدٍ تبيّن له الحقّ في البيان الحقّ للقرآن المجيد، اللهم لا تهلك إلا الذين لو علموا علم اليقين أني خليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ويريدون أن يطفئوا نور الله في العالمين، اللهم فبمَ نبشّرهم من لدنك وحدك يا شديد العقاب ويا سريع الحساب؟ ونترك الجواب من الربّ من محكم كتاب علام الغيوب، قال الله تعالى:

    {
    فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤}
    صدق الله العظيم [الإنشقاق].

    ويا أرحم الراحمين، قد علمنا المقصود في قولك ربي
    {وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤} صدق الله العظيم، أي والله أعلم بما سيفهمون أنه الحقّ من ربهم وهو بلغة العذاب الأليم. ويا أرحم الراحمين إنك قلت وقولك الحقّ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، اللهم فلا تُهلك إلا الذين هم للحقّ كارهون من بعد ما تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم فإنك محيطٌ بالكافرين، اللهم فأهلكهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً؛ أولئك الشياطين المغضوب عليهم وليسوا بضالين، اللهم فاحكم بينهم وبين عبدك وخليفتك بالحقّ عاجلاً غير آجل بالحقّ وأنت أسرع الحاسبين، كونهم لا أمل في هداهم. اللهم وإن عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تهدي من عبادك ما دون ذلك أجمعين، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. وقال الله تعالى: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ﴿٤٢} صدق الله العظيم [الطور].

    وأشهد الله الواحد القهار بأني أتحداهم بكيدٍ كلمح بالبصر أي كسرعة البصر أي كسرعة الضوء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴿٥٠وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿٥١} صدق الله العظيم [القمر].

    اللهم أني عبدك تركتهم لك وحدك تصديقاً لوعدك لعبدك في محكم كتابك: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖسَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [القلم].

    اللهم إنك أرحم بعبادك الضعفاء والمساكين والمظلومين في العالمين من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم إنك تعلم أيَّ عبادك أولى بعذابك صلياً في الدنيا وفي الآخرة وليس لعبدك من الأمر شيئاً؛ بل الأمر لك ربي وحدك لا شريك لك في حكمك وليس لعبدك من الأمر شيئاً؛ بل الأمر كلّه لله الواحد القهار. ربّ اغفر وارحم وأحكم بيني وبين الشياطين بالحقّ وأنت خير الفاتحين وأسرع الحاسبين وخير الفاصلين، واجعل عذابك رحمةً وهدًى لما دون ذلك من عبادك إنك محيطٌ بالمجرمين أينما كانوا فإنهم لا يعجزونك، نعم المولى ونعم النصير، سبحان ربك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 457950 من موضوع دَردَشَةٌ لِأحِبَّتي في الله الأنصَار السَّابِقين الأخيَار وكَافَّة المُؤمنِين والباحِثين عَن الحَقِّ في العالَمين، وتَحذيرٌ كَبيرٌ مِن الله العَليِّ القَدير ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - صفر - 1446 هـ
    12 - 08 - 2024 مـ
    09:08 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسميّ لِأُمِّ القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=456899
    __________


    دَردَشَةٌ لِأحِبَّتي في الله الأنصَار السَّابِقين الأخيَار وكَافَّة المُؤمنِين والباحِثين عَن الحَقِّ في العالَمين، وتَحذيرٌ كَبيرٌ مِن الله العَليِّ القَدير ..


    سلامُ الله عليكُم ورحمته وبركاته ونعيم رضوانه أحِبَّة قَلبي أحبَاب رَبّي الأنصار السَّابقين الأخيار مَعشَر قومٍ يُحبهم الله ويُحِبّونه، ويا هَلا وغَلا بالدَّردشة الخاصَّةِ العامَّة مع أحِبَّة قَلبي أصحاب صِراط النَّعيم الأعظَم إلى رَبِّهم؛ مَن اتخذوا عند الرَّحمن عَهْدًا أن لا يَرضوا يوم لقاء رَبِّهم حتى ترضى نفسه ويذهب حُزنه، فهؤلاء فهؤلاء فهؤلاء هُم قومٌ يُحِبّهم الله ويُحِبّونه وَعَد الله ببعثهم في هذه الأُمَّة؛ أبصَروا حقيقة اسم الله الأعظم فهَان في أعينهم ملكوت جنَّات النَّعيم، وأقولها بِكُلِّ اختصارٍ: إنَّهم لن يُرضيهم رَبُّهم بملكوت نعيم جنته مهمَا كان نعيم جنته مِن أكبر إلى أكبر إلى ما لا نهاية فلن يرضوا بنَعيم جنَّات النَّعيم، وأزَكّي شهادتي بالحق: أُقسِم بالله الواحِد القَهَّار الذي خَلَق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلَق الإنسان من صَلصالٍ كالفخَّار، إنَّ درجة استحالة أن يُرضيهم الله بنعيم جنَّات النَّعيم كدرجة استحالة أن يكون مع الله إلهًا آخَرَ حتى ترضى نفسه ويذهب حزنه. فذلك هو النَّعيم الأعظم بالنسبة لهم، ومِن بعد ذلك يقبلوا ضيافة ربهم بمقاعدهم في جَنَّات النَّعيم، وأمَّا قَبْل أن يرضى الله في نفسه ويذهب حُزنه فهذا هو المستحيل بذاته كدرجة استحالة أن يكون مع الله إلهًا آخَرَ؛ سبحانه وتعالى عُلوًّا كبيرًا، أولئك أبصَروا حقيقة اسم الله الأعظم فوجدوه أنه حَقًّا - كَمَا وصفه الله في مُحكَم كتابه - هو النَّعيم الأعظم مِن نعيم جنته تصديقًا لفتوى الله في مُحكَم كتابه عن نعيم رضوان نفسه على عباده أنَّهم يَجدونه النَّعيم الأعظَم من نعيم جنته؛ ذلكم رضوان نفسه وذهاب حزنه تصديقًا لقول الله تعالى:
    {۞ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلْعِبَادِ ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ].

    ولَكِنَّ (رضوانًا مِن الله) لَه حقيقةٌ مَحسوسةٌ في قلوب عِباده؛ يجدونه حَقًّا النعيم الأعظم من نعيم جنات النعيم تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّٰتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    أولئك معشَر قَومٍ مِن أحباب الله في هذه الأُمَّةِ المَعدودة،
    فاعلموا عِلْم اليقين أن قضيتهم قضيةٌ ما تحَمَّلها مَلفٌ في الكتاب؛ بل أعظَم قارعة في الكِتاب حين بعث الله خليفته الإمام المهدي الخبير بحال الرَّحمن تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۚ ٱلرَّحْمَٰنُ فَسْـَٔلْ بِهِۦ خَبِيرًا ‎﴿٥٩﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ الفُرۡقَانِ].

    فهُنا حَتمًا كُلّ مَن يُحِبّ الله حَتمًا يودُّوا جميعًا أن يسألوا الخَبير بالرحمن عن حال الله الرَّحمن الرَّحيم، فقال لهم الخبير بحال الرَّحمن: إنَّ رَبّكم الله الودود ذا الرَّحمةِ متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على كافة الأُمَم الضَّالين الذين أهلَكهم بعذابه بعد أن أقام عليهم الحُجَّة ببعث رسله إليهم ليعبدوا الله وحده لا شَريك له فَكذَّبوا رُسل رَبّهم بضلالٍ منهم وجَهالة بدعوة الحقّ مِن رَبّهم، حتى مَسّ الغلب قُلوب رُسله فدعوا الله عليهم فاستجاب الله لنُصرَةِ رسله فأهلكَهم واستخلَف رُسله والذين آمنوا في الأرض مِن بعدهم، وفَرِحوا بنصر الله؛ وَعْد الله لا يُخلِف الله وعده لرُسله والذين آمنوا واتَّبعوا دعوة الحَقّ مِن ربّهم؛ إنَّ الله لا يُخلِف الميعاد، ولكن ماذا جَرى يا أحباب الله بعد أن أهلَك الله الذين كفروا بِرُسل ربِّهم؟ فحتمًا بعد أن أهلكَهُم الله بعذابه تحسَّروا على ما فَرَطوا في جَنْب الله، وأخبركم الله عن حالهم وقال الله تعالى:
    {وَٱتَّبِعُوٓا۟ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ‎﴿٥٥﴾‏ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ‎﴿٥٦﴾‏‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ].

    فهذا حال كافَّة الكَافرين الضَّالين الذين كَذَّبوا رُسُل الله رَبّ العالَمين فأهلكهم الله، فقال كُلٌّ مِنهم:
    {يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ: ٥٦].

    والسؤال الذي يطرَح نفسه أوَّلًا للعَقْل والمَنطق: فبِما أنهم لَم يعودوا مُصِرِّين على كُفرهم بالله العظيم وعِصيانه غير أنَّهم يائسون مِن رحمة الله كونهم لَم يعرفوا الله في الدُّنيا، فكذلك لم يعرِفوه في الآخرة (أنه أرحم الراحمين) تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَن كَانَ فِى هَٰذِهِۦٓ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ‎﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ].

    ولذلك فهُم مِن رَحمَة الله يائسون بِظَنِّهم أنها أُقيمَت الحُجَّة عليهم فاستيأسوا مِن رحمة الله وظَلموا أنفسهم فأهلكَهُم الله، وظَنّوا أن باب دعاء الله بِحَقّ رحمته التي كَتَب على نفسه أن يغفر لهُم ويرحمهم؛ فظنّوا أنَّهُ تَمّ إغلاقه بعد أن أهلكهم الله، ولذلك لم نجدهم سألوا الله بِحَقّ رحمته التي كتب على نفسه في الآخِرة، وقال الله تعالى:
    {قُل لِّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ‎﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنۡعَامِ].

    وربما يَود كُلُّ مَنْ يُحِبّون الله أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، قَد عَلِمنا بِحال الكافرين الضَّالين مِن بعد موتهم، فلا يهمنا حالهم، وما ظلمَهم الله ولكن أنفسهم يَظلِمون، ولكن ما يهمنا هو حال الله، وبما أنَّك الخبير بحال الرَّحمن فأخبِرنا عن حال الله الرَّحمن الرَّحيم". فَمِن ثمّ يَرُد الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لماذا لا تسألون الله عَن حاله؟! فهو يَسمعكم ويراكم ويعلَم ما في أنفسكم فَاسألوه عن حاله فيُخبركم الله أرحم الراحمين مُباشرةً عن حاله، فتعالوا لنسأل الله جميعًا بلسانٍ واحدٍ ونقول: "كيف حالك يا الله أرحم الراحمين؟" ونترك الجواب من الله مُباشرةً قال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَٰحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَٰمِدُونَ ‎﴿٢٩﴾‏ يَٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا۟ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ يس].

    ألا والله الذي لا إله إلا هو إنَّ خَبَر حال الله في نفسه قارعةٌ بالنِّسبة لِكُلِّ إنسانٍ مؤمنٍ يُحِبّ الله ربّ العالَمين فحتمًا يقول: "أهذا حالك يا الله الرَّحمن الرَّحيم مُنذ أمَدٍ بَعيدٍ؛ مُنذ أول أُمَّةٍ أهلكتهم بسبب تكذيبهم برسول ربّهم فأصبحوا نادمين مُتحَسّرين على ما فرّطوا في جَنْب ربهم؟! فكيف نَرضى بنعيم جناتك؟! فوالله وتالله وبالله العظيم إنَّه انهار في نظرنا ملكوت جَنَّات النَّعيم التي عرضها كعَرض السَّماوات والأرض؛ بل أصبحت وكأنَّها خاويةٌ على عروشها! فكيف نرضَى بِها بَعْد أن عَلِمنا بِحالك في نفسك يا أرحم الرَّاحمين؟! والله المستعان، فكيف غفلنا عن حالك سُبحانك؟! ومِن الآن نقول: بِعِزّتك وجلالك لَن نرضى بِنَعيم جَنَّتك حتَى ترضى نفسك ويذهب حُزنك كيفَما فعلت فإنَّك على كُلِّ شَيءٍ قديرٍ، ما لَم تفعَل؛ فلماذا خلقتنا؟! فنحن الآن أبصرناك وعَرفناك ونَحن في الحياةِ الدُّنيا أنَّك أنت الله لا إلَه إلَّا أنت أرحَم الرَّاحمين، وما خلقتنا مِن أجل أن تُعَذِّب عبادك بنار الجَحيم، وما خلقت عِبادك مِن أجل الحُوْر العِيْن وجنَّات النَّعيم؛ بل خلقتنا لهدفٍ سامٍ وعَظيمٍ، فمُتعتنا أن نكون عبيدًا لله؛ نعبُد رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً لِتُزَوِّجنا بالحُوْر العَين في مَلَكوت جنَّات النعيم، فما الفائدة بعد أنّ علَّمنا الإنسان المَوعود بحال الله أرحم الراحمين؟! يا وَيلتاه! فكيف نرضى بِنعيم جَنَّات النَّعيم وأحَب شيءٍ إلى أنفُسنا (الله أرحَم الرَّاحمين) متحسرٌ وحزينٌ في نَفسه؟! فكأنَّما أحيانَا هذا البيان مِن بعد مَوتنا وبَصَّرنا بالله أرحَم الرَّاحمين ونَحن لا نزال بالحياةِ الدُّنيا فوجدنا الله الوَدود المُحِبّ لِمَن أحَبَّه؛ فله نُوَحِّد (لا إله إلا الله وَحدَه لا شَريك له) ولَهُ نَسجُد؛ لا نَعبُد إلا إياه وحده مُخلِصين له الدِّين إلى يوم الدِّين يوم يقوم الناس لِربّ العالَمين". فهذا هو الرَّد بالحَق لِكُلِّ إنسانٍ يُحب الله الودود المُحِبّ لِمَن أحَبَّه.

    ويا معشَر الكافرين أصحاب الإنسانيَّة الرُّحماء الذين تَبكي قلوبهم لِما يَحدُث في غَزَّة فلسطين، جَعْلتكُم في وَجْه الله وجَميع المُسلِمين إنَّه على هداكم لقديرٌ. أيُّها الرُّحماء، اِرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، فلكَم أُحِب أصحاب صفات الرَّحمة الإنسانيَّة الجَميلة والنَّبيلة في العالَمين في بني الإنسان الرُّحماء.

    ويا بَني إبراهيم بن آزر، إني أدعوكم إلى الصُّلح أجمَعين فأنتُم أبناء عَمّ، فيكفي سَفْك الدَّم والجرائم، ويا بنيامين نتن ياهو، نحن وأنتم آل إبراهيم بن آزر أبناء عَمّ وحَرْب آلاف السِّنين؛ عَيْب! ويا بنيامين أُقسِم بالله العظيم إنَّك مهزومٌ فاستَجِب لدعوة الحَكَم العَدْل بين بني إسماعيل وبني إسحاق وأنتم تعلمون أنَّكُم أنتم والعَرَب آل ابراهيم بن آزر أبناء عَمّ (لحم ودَم)، فرغم جرائم الحَرْب من بني إسرائيل (أكبر جرائم في تاريخ البَشَر)، ورغم أنَّ الضُّعفاء والمساكين الذين نزحوا في مُخَيَّماتٍ وبين القمامات، ورغم ذلك تلاحقونهم فتقتلونهم بالطيران عُدوانًا أثيمًا وظُلمًا عظيمًا ما سبقكم بمثله أحَدٌ من العالَمين؛ بل أعظم ظُلمًا وفسادًا كبيرًا في تاريخ البَشَر، ولم تَرحموهم أنتم ولا المُجرِمون أمثالكم في العالَمين من الذين يُناصِرونَكم على قتل الأطفال (أكبر جرائم حرب في تاريخ الإنسانية) قاسيةً قُلوبكم كالحجارةِ أو أشَدّ قسوةً، أفلا تَخشون بأس الله شَديد العقاب؟! أم أنَّكم تَحسَبون أن الله غافلٌ عَمَّا تعمَلون؟ سُبحانه! إنَّه يسمَع ويَرى ويعلم ما في أنفُسكم، فكيف تَأمنون مَكْر الله؟! والله سريعُ الحِساب وشَديد العِقْاب وإنَّما أملَىَ لَكُم مِن شَدّ أَزْر المُجرمين أمثالكم لتزدادوا إثمًا وليس لِيسارع لكُم بالنَّصر والخيرات وأنتم ظالِمون، ورغم أنَّ مَن قتلتموهم مِن الضُّعفاء والمَساكين استضافهم الله أرحم الراحمين شهداءً في جَنَّات النَّعيم سعداءً؛ كون الله أعَزّ النَّازِحين مِن بين القمامات فكتَب لَهُم الشهادة فأواهم في جَنَّات النَّعيم وأوَى قتلاكم في النَّار أجمَعين.

    ويا بنيامين، إنِّي خليفةُ الله على العالَمين الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ - والله على ما أقول شَهيدٌ ووَكيلٌ - آمُرَك أن تَجنَح للسّلم واستَجِب لدعوة الاحتكام بين بَني إسماعيل وبَني إسحاق، فقد جعلني الله خليفته على العالَم بأسرِه (على كافة بني الإنسان إخوَتي في الدَّم من حَواء وآدم) حَكمًا عَدلًا وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهَزْل، فلا فَرق لَدَيّ بَين يمانيّ وصينيّ؛ فكلٌّ له دينه، فلا إكراه في دِين الله الإسلام الرَّحمة للعالَمين الذي ساوَى في الحقوق ما بين المُسلِمين والكافِرين تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَلِذَٰلِكَ فَٱدْعُ ۖ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ۖ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَٰلُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ الشُّورَىٰ].

    ويا معشَر الأنصار السَّابقين الأخيار، تَرجِموا هذا البيان بالعِبريَّة وأرسِلوه إلى مكتب الرَّئيس الإسرائيليّ (بنيامين نتن ياهو)، ولن يُخلِف الله وعده فأبشِروا بالفَتْح الأكبَر المَوعود في مُحكَم الكتاب.

    وأُكَرِّر التَّرحيب بالدَّردَشة الخاصَّة على العامِّ كمَثَل دردَشة أصحاب بَيْعة الرّضوان تَحْت الشَّجرة، رغم أن الله لم يُحَقِّق لهُم عُمرة الفَتْح في ذلك العَام، فمن ثم حدثت دَردَشة بين مُحمدٍ رسول الله وصحابته المُكرمين مِن بعد بيعة الرّضوان تحت الشَّجرة بعد أن تَمّ عَقْد صُلح الحُديبية وغادر مِن عندهم الشَّيخ وقومه الذين عَقَدوا الصُّلح بين محمدٍ رسول الله وصحابته وأعدائهم (قريش)، وبِحَسب ما أملوه عليه قُريش فاعتبره محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم - جُنوحًا للسّلم وإنَّما يُريدون (قريش) إبقاء ماء وجوههم حتى لا تقول العرب: "دخل محمدٌ المَطرود مِن قريته فعاد إلى مَكَّة عنوةً بالغَصب عن قريش مُعتمِرًا بالبيت العَتيق". وأرادوا أن يرجَع وصحابته إلى المدينة ويأتي هو وصحابته في خِلال العام الجَديد، ولَكِنَّها حدثت دردشةٌ خاصَِّةٌ بَيْن مُحمدٍ رسول الله وصحابته المُكرمين - صلوات الله عليه وعليهم أجمعين - بل حدثت الدَّردَشةُ المُضحِكة مِن بَعْد بيعة الرّضوان تحت الشَّجرة؛ فبعد أن غادَر مِن عندهم الذي عَقَد الصُّلح بشرط الرُّجوع عَن العُمرة في ذلك العام فَمِن ثم أدركوا (أصحاب بَيْعَة الرّضوان) أن محمدًا رسول الله تعَجَّل في تصديق الرؤيا وأنها ليست ذَلك العَام، فنظروا إلى مُحَمَّدٍ رسول الله فقالوا: "لماذا لم يُصدِقَك الله رؤياك بالحق في عُمْرَة بيت الله العَتيق؟" فقال محمدٌ رسول الله: "وهل قُلْت لَكُم أنَّها في عامكم هذا؟" فقالوا: "لو لم تَظُن أنَّها في عامِنا هذا لَما أخرجتنا؟" فتبَسَّم مُحَمدٌ رسول الله ضاحِكًا مِن قولهم كون صحابته أقاموا عليه الحُجَّة حين قال لهم: "وهل قُلت لَكُم أنَّها في عامِكم هذا؟" فقالوا إذًا لماذا أخرجتنا لو لم تَظُن أنَّها في عامِنا هذا؟" والمُهِم أنَّ مُحمدًا رسول الله تبَسَّم ضاحكًا مُقِرًّا مُعتَرِفًا أنَّه أخرجهم بسبب أنَّه ظَنَّ تَصديق الرُّؤيا في عامهم هذا، وكذلك خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أقول لأحبتي في الله: إنَّما الأمْر مِن الله إلى عَبده في الرُّؤيا الحَقّ هو ما كتبناه لَكُم أوَّل مَرةٍ كما يلي بين القَوسين:
    (بايرفع الله الحرارة إلى 151 درجة) {وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ‎﴿٣٣﴾} [سورة النحل].
    انتهت الرُّؤيا الحَقّ.

    وأما تَحديد عامَكم المُنصَرِم بخواتم شَهْر مُحرَّم الرَّابع فكَما يقول المثَل: "الغَلط في الحساب لَيْس عَيْبًا". غير أنه لا ينبغي للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يُخطئ في مسائل الدين الفِقهيّة كمثل تحديد الأشهُر الحُرُم الأربعة أنَّهُنّ حَقًّا مُتتاليات وجعلهُنَّ الله الثُّلث الأخير للسَّنة القمريّة كما يلي: (شهر 9 - وشهر 10 - وشهر 11 - وشهر 12) أيْ: شَهْر شوال (أوَّل أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر ذي القعدة (ثاني أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر ذي الحِجَّة (ثالث أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر مُحرم (رابع أشهر الحَجّ الحُرُم) الذي ينتهي برؤية هلال صَفَر الأصفار أوَّل السنة الهجريّة للعام القَمَريّ الجديد بحساب رؤية أهِلَّة المواقيت في الحِساب للناس كافَّة تصديقًا لقول تعالى:
    {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ‎﴿٣٦﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    وأما الأربعة الحُرُم فهُنَّ التي تُختَم بِهِنّ السَّنة القمريَّة بِحَسب رؤية الأهِلة الشَّرعية بالعين المُجَرَّدة تصديقًا لقول الله تعالى:
    {۞ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَٰبِهَا ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ‎﴿١٨٩﴾ وَقَٰتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ ‎﴿١٩٠﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، كونه بَعْد انقضاء عام البَراءة انتهت المُهلَة للمُشرِكين مِن قُريش ومِن اليهود والنَّصارى أن يقرَبوا المَسجِد الحرام شاهِدين على أنفسهم بالكُفْر على ما أُنزِل على مُحَمَّدٍ رسول الله، فلم يعودوا أولياء بَيْت الله المُعظَّم وهُم شاهدون على أنفسهم بالكُفْر تصديقًا لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا۟ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلْكُفْرِ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِى ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ ‎﴿١٧﴾‏ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُو۟لَٰٓئِكَ أَن يَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ ‎﴿١٨﴾‏ ۞ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَجَٰهَدَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٩﴾‏} [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    ولذلك أعلَن الله البَراءة مِن المُشرِكين أن يقربوا المَسجد - الحرام عليهم البَقاء فيه - وهم شاهدون على أنفسهم بالكُفْر بما أُنزِل على مُحَمَّدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم - وحتى ولو كانوا من قريش (أصحاب أُمّ القُرى)؛ فتبرَّأ الله منهم أن يَبقوا في مكَّة (المسجد الحرام) وأن يخرجوا ليسكنوا خارِج حُدود مَكَّة المُكرَّمة، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‎﴿٢٨﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلْأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُوا۟ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٥﴾‏ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ‎﴿٦﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    ولا ينقضي العام القَمَريّ إلَّا بانسلاخ أشهر الحَجّ الأربعة الحُرُم المُتتاليات تصديقًا لقول الله تعالى:
    {ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَٰتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ‎﴿١٩٤﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].

    وَربُّما يَودّ أحد السَّائلين أن يقول: وأي حُرماتٍ يقصد الله بقوله تعالى:
    {وَٱلْحُرُمَٰتُ قِصَاصٌ} صدق الله العظيم؟ فمن ثم يَرُدّ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ على السَّائلين وأقول: إنما الحُرُماتُ القِصاصُ المَقصودة في هذا الموضع هي: ما حَرَّم الله على الحُجَّاج مِن صَيْد البَرّ وأنتُم حُرُم، والقِصاص هو: بما يعادله مِن النَّعَم (الثَّمانية أزواج) تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقْتُلُوا۟ ٱلصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيَۢا بَٰلِغَ ٱلْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّٰرَةٌ طَعَامُ مَسَٰكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِۦ ۗ عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ ٱللَّهُ مِنْهُ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ ‎﴿٩٥﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ المَائـِدَةِ]، وأما قول الله تعالى: {فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، فيقصد: مَن اعتدى عليهم في الأشهُر الحُرُم أو في غير الأشهُر الحُرُم. ألا وإنَّ الأشهُر الحُرُم هي خواتم ثُلُث العام الواحِد (أربعة أشهُر) وهُنّ أشهُر الحَجّ المُتتاليات تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ‎﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ]، وأما أنَّكم تجعلوا ثلاثة مُتتاليات فأصبح الرَّابع (شهر مُحرم) أوَّل السَّنة القَمريَّة الجَديدة! أفلا تتَّقون؟ بل هو الثَّاني عشر من أشهُر العام، وأشهُر العام الواحد (اثنا عَشر شهرًا منها أربعةٌ حُرُم)؛ هَكذا جعلهُنّ الله في حساب السِّنين في الكتاب مُنذ أن خَلَق الله السَّماوات والأرض؛ ليس لهُنّ عِلاقة بميلاد أحدٍ من عباده أو بتاريخ هجرته؛ بل مِن قَبل أن يخلق الله الملائكة والجِنّ والإنس تصديقًا لقول الله تعالى {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ‎﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].

    ألا وإنَّ شَهْر صَفَر الأصفار الجاري هو أَوَّل أشهُر العام القَمَريّ الجديد مُنذ أن خلق الله السماوات والأرض، فلكَم جادلت المُسلمين في هذا (أن يدخلوا البيوت من أبوابها بإتمام أشهُر الحَجّ الأربعة الحُرُم ثم يبدأوا العام القَمَريّ الجديد مِن شهر صَفر) فاستكبَروا استكبارًا، وجادلتهم أن يدخول البيوت من أبوابِها بِرُؤية هِلال الشهر بالعَيْن المُجَرَّدة، كون العَيْن المُجَرَّدة لن ترى هِلالًا في السَّماء إلَّا هلال الشَّهر (إنْ بدأ الشَّهر الجَديد)، وأما التلسكوبات والمراقب فإما أن يُشاهدوا هِلالًا آخَر مِن نهار أحد الكواكب كمثل هِلال كوكب الزُّهرة من بعد الغُروب، أو يشاهدوا الهِلال الوَليد مِن قبل استكماله هِلال الشَّهر الجَديد، ولكن العين المُجَرَّدة لن تُشاهد إلَّا هِلال القمَر كَما كان يُشاهده الذين مِن قبلكم؛ فلا يحتاج إلى تطوّر علميٍّ لرؤيته كونكم سوف تَدخلون الشَّهر قبل أوانه فيختَلّ الحِساب في الكِتاب كمثل الذي يأتي البيوت مِن ظُهورها تصديقًا لقول الله تعالى:
    {۞ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَٰبِهَا ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ‎﴿١٨٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].

    فللأسَف! فبسبب استكبار المُستَكبِرين عن الاعتراف بالحَقّ رفَضوا أن يأتوا البيوت مِن أبوابها؛ لا في رُؤية هلال الشهر بالعَيْن المُجَرَّدة، ولا بإدخال السَّنة دُخولًا صحيحًا من رؤية هلال شَهْر صَفَر، فَمَن يُنجيكم مِن عذاب الله الواحِد القَهَّار مَع المُجرمين المُستَكبِرين؟! فأين المَفَرّ مِن حَرِّ وشَرِّ وشَرَرِ مُرور كَوكب سَقَر الآتي من جهة القُطْب الجنوبي؟!
    ورغم أنَّ الشَّمْس في القُطْب الشَّمالي فكذلك القُطْب الجَنوبي يُعاني من حَرّ كَوكَب سَقَر وفي شهر (يوليو وأغسطس) رغم أنَّه مِن المُفتَرَض أنَّه في فصل الشِّتاء القارِس بسبب غُروب الشَّمس عنه في الشَّمال الشَّرقيّ الصَّيفيّ، والسُّؤال الذي يطرح نفسه للعَقْل والمَنطِق: فما سَبَب حرارة الشِّتاء في القُطْب الجَنوبيّ؟ بل لِدرجةِ تأثيره على احترار صَيْف الشَّمْس! فَمُنذ متى يحتَرّ الصَّيف الشمسيّ بسبب حرارة الشتاء؟! بل سبب حرارة الشِّتاء الجاري في القُطْب الجنوبيّ هو بسبب حَرارة كَوكَب سَقَر الذي أُحَذِّركم مِن مُروره مِن جهة جنوب كَوكَب الأرض مُنذ ما يزيد على عشرين سنةٍ وشَهْر صَفَر الجاري إلى ما يشاء الله فتأتيكم بغتَةً فتَبهَتكم، فَهُنا مِحور التحدّي: (لا تأتيكم إلا بغتَةً فتَبهَتُكم) رغم أنَّها كَمثل حَجْم كوكب الأرض ألف مَرَّة، ورغم عِلمكم الواسع فلا تستطيعون رؤيتها إلَّا بغتةً حين تُشرِق فتحجب أُفُق جنوب كوكب الأرض رغم أنَّكم تشعرون بِحَرِّها قَبْل مُرورها، ولسوف تعلَمون إنَّا لصادِقون.

    اللهم حِقّ الحَقّ فأنت أعلم بِما يُوعون به أمرَك بطاعة خليفتك، سُبحانك ربّي إنَّك بالغ أمرك وماضٍ في حُكمك إنَّك سريعُ الحساب، فلم تنفع معهم مُناورة كَوكَب سَقَر باحترار أطراف الأرض المُتَجَمِّدة؛ بل قالوا: "حرارة شِتاء القُطْب الجنوبيّ تُهَدِّد العالَم". ثُم نقيم الحُجَّة على كُلِّ إنسانٍ يستخدم عقله ونقول: ومُنذ متَى يتأثر الصَّيف الشَّمسيّ لِنِصف الكُرَة الشَّماليّ بسبب حرارة الشِّتاء؟ أفلا تعقِلون؟! بل ذلكم بسبب حَرّ صَيْف سَقَر الآتي مِن جهة القُطْب الجَنوبيّ ليظهر به خليفة الله على العالَم بأسرِه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فهل تستطيعون أن تَغلبوا الله صاحِب القرار والاختيار؟! سُبحان ربي يَخلق ما يشاء ويختَار،
    فأجيبوا على سؤال المُناورة قُبَيل الهجوم مِن أطراف الأرض المُتَجَمِّدة تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ‎﴿٤١﴾‏ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ ‎﴿٤٢﴾‏}صدق الله العظيم [سُورَةُ الرَّعۡدِ].

    خليفةُ الله على العالَم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - شوال - 1445 هـ
    07 - 05 - 2024 مـ
    07:06 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ____________




    اقتَرَبَ انتهاءُ التّمحيصِ لِما في الصُّدورِ وجاء وَعْدُ الله بالنَّصرِ والظُّهورِ بأمرٍ مِن عِنْد الله وكان أمْرُ الله قَدَرًا مَقدورًا ..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 448193 من موضوع اقتَرَبَ انتهاءُ التّمحيصِ لِما في الصُّدورِ وجاء وَعْدُ الله بالنَّصرِ والظُّهورِ بأمرٍ مِن عِنْد الله وكان أمْرُ الله قَدَرًا مَقدورًا ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - شوال - 1445 هـ
    07 - 05 - 2024 مـ
    07:06 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ____________



    اقتَرَبَ انتهاءُ التّمحيصِ لِما في الصُّدورِ وجاء وَعْدُ الله بالنَّصرِ والظُّهورِ بأمرٍ مِن عِنْد الله وكان أمْرُ الله قَدَرًا مَقدورًا ..


    بِسْم الله الواحِد القَهَّار المُنتَصِر المُهَيمِن على مَلَكوت السَّماوات والأرض، وما قادة المُسلِمين فيه الآن إلَّا بَيْان قول الله تعالى: {مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُ ۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ ۚ وَإِن تُؤْمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ‎﴿١٧٩﴾‏} [سورة آل عمران]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا۟ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ‎﴿١٦﴾‏‏} صدق الله العظيم [سورة التوبة]. فتلك مِن سُنَنِ الله في الكِتاب لتَمحيص الإيمان والظَّن بالله رَبّ العالَمين كَما حدثَ للذين مِن قبلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ ظَنَّ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلْأَمْرِ مِن شَىْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ ٱلْأَمْرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِىٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلْأَمْرِ شَىْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَٰهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِىَ ٱللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران: ١٥٤].

    وبالنسبة لأخبار شُهَداء الجِهاد الحَقّ من جيش المؤمنين لتحرير فلسطينَ ومَن كان على شاكلتهم مِن المؤمنين؛ فمَن قال لكم أنَّهم قُتِلوا؟! بل أحياءٌ عند رَبِّهم يُرزَقون فَرِحين بما آتاهم الله من فضله مُعَزَّزِين مُكَرَّمين (كافَّة الشُّهداء) سواء المُقاتلونَ الأبطالِ ذَوو الدَّرجات العُلَى أو ما دون ذلك من المَظلومين المُستَضعَفين صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا، فَصَدِّقوا الله في خَبَر الشُّهَداء في سبيل الله في مُحكَم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتَۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا۟ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾‏ ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُوا۟ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا۟ مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْا۟ أَجْرٌ عَظِيمٌ ‎﴿١٧٢﴾‏ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُوا۟ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُوا۟ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ ‎﴿١٧٣﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ويا معشرَ شياطينَ العَجَمِ والمُنافقين مِن قادة العرب - أشَدّ كُفرًا ونِفاقًا - فقد جاء وعدُ الله بكوكب العذاب، فأين الهَرَبُ من بأسِ الله من كوكب العذاب سَقَر الأدهَى والأمَرّ؟ وكان أمرُ الله قدرًا مقدورًا في الكتاب المسطور مِن بَعْد أن مَحَّص ما في الصّدور.

    وأبشِر بعِزّك يا أبا عُبَيدة وكافَّة جُنوده في الأرض المُبارَكة بِنَصرٍ من عند الله، فاصبِروا وصابِروا ورابِطوا، وسَبقَتْ فتوانا بالحقّ مُنذُ سَبعةِ أشهُرٍ أنَّ جنود حركة حماس وأولياءهم هُم المُنتَصِرون وأنَّ جُندَ الله هُم الغالِبون، ولا نزالُ نَستوصيكم باليهود المُسالِمين خيرًا؛ مِن الذين لا يُريدون عُلوًّا في الأرض ولا فسادًا سواء في فلسطين أو أينَما كانوا في العالَمين، فإنهم يَألَمون على مُجرم الحرب بنيامين نتن ياهو وأوليائه مِن الصَّهاينةِ كما يألَمُ قَلْبُ كُلِّ إنسانٍ حِيّ الضَّمير من أصحابِ الإنسانيّةِ في كافَّة البشر، ولسوف ننظرُ ونرى يا أيُّها المُجرِم بنيامين وأولياءه مِن شياطين الإنسانيَّةِ مَن المُنتَصِرُ في الأخير، وسَبقَتْ فتوانا بالحقّ مُنذُ الثامنِ من أكتوبر لعام 2023 مـ بإعلانِ ميعاد نهاية دولة الظَّالمين في دولة بني إسرائيل؛ وأقصدُ الذين طغوا منهم في البِلادِ فأكثروا فيها الفسادَ ومَن كان على شاكلتهم في العالَمين إنَّ الله لَهُم لَبِالمِرصاد، ولسوف يعلمُ البشرُ في البوادي والحَضَرِ أنَّما النَّصرُ مِن عند الله ولا ولن تُغنيَ عن المُجرِمين فئتُهم ولو كَثُرتْ ولا قُوَّتُهم ولو كَبُرتْ؛ بل إنَّ الله أشَدُّ قُوَّةً وأشَدُّ بَطشًا وتَنكيلًا وأسرعُ مَكْرًا.

    ويا معشرَ المَظلُومين في فلسطين، أنيبوا إلى الله الواحِد القَهَّار واستنصروا اللهَ يَنصُركم، وكَفى الفتنة ليقين قلوبكم بالله الواحد القَهَّار بالانتظار لِمَجلس الأمم المُتَّحِدة الذي يُهيمنُ عليهم أعداءُ الإنسانيَّةِ مِن شياطين البَشر في البيت الأسود الأمريكيّ - راعية الفساد في الأرض - ولسوف يعلمون أنَّ القُوَّةَ لله جميعًا وأنّ العِزَّةَ لله جميعًا ويعلمون وكافَّةُ العالَمين أنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ ولكن أكثرَ النَّاس لا يعلمون، ولسوف يعلمون أنّ الله بالِغُ أمره ومُظهرُ خليفته بحوله وقُوَّته على العالَم بأسرِه في يوم الثُّبور على المُجرمين في فلسطينَ وفي كافَّة العالَمين وكافَّةِ كُلّ مَن كان منهم مِن أعداءِ الإنسانيَّةِ المَغضوبِ عليهم القاسيةِ قلوبُهم من الرّحمة الإنسانيّةِ؛ المُجرمين القاسيةِ قلوبُهم من الرَّأفةِ والرَّحمة الإنسانيَّةِ فقلوبهم كالحجارة أو أشَدّ قَسوة؛ عَديمي الضَّمير الإنسانيّ المُستَكبِرين الصّغارُ عند الله حَسبهم جهنَّم وبئسَ المِهادِ والمعادِ.

    وعلى كُلِّ حالٍ لَئِن غابت قناةُ الجزيرةِ عن تصويرِ ما يفعلُه المُجرِمون في مدينة رفَح وغَزَّة المُكَرَّمة؛ فليعلموا أنّ الله معهم يسمَع ويرَى، واستودعتُهم الله نِعْم المَولى ونِعْم النَّصير. فليشهَد الثَّقلانُ - الإنسُ والجانُ - أنّ بنيامين نتنياهو وأولياءه هُم المَهزومون وأنَّ حماس ومَن والاهم لَهُم الغالِبون، وإنّي خليفة الله الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني خليفةُ الله على العالِم بأسره بَرّه وجُزُر بَحره، وأشهَدُ لله العظيم البَرّ الرَّحيم أنَّ الله نافذٌ قراره واختياره وماضٍ في حُكمِه و مُظهرُ خليفتِه بحوله وقُوَّته على العالَم بأسرَه.

    واستعِدّوا لصيفِ سَقَر إضافةً لصيفِ الشَّمْس ورفعِ الحرارةِ إلى 151 درجة مَهولةً وغَير مقبولة وفي عامكم هذا 1445 للهجرة المُوافِق 2024 مـ، يتولَّى الله تصريفها بدرجاتٍ على العالَم بأسرِه كيف يشاء للذين لا يُوعون الحَقّ من ربّهم إلَّا بعذابٍ أليمٍ، وأُبَشِّرهم بعذابٍ أليمٍ وأُبَشِّر المُجرِمين أولياء الشَّياطين بِسَقَر أُمّهم الهاويةِ ضيفًا على كوكب الأرض، وما أدراك ما هيَه! نارٌ حاميةٌ وقودُها النَّاسُ والحجارةُ لها سبعةُ أبوابٍ لِكُلِّ بابٍ منهم جُزءٌ مَقسومٌ، ورغم أنَّ العالَمين صاروا يشعرون بِحَرِّ سَمومها ولو لم يروها إلَّا بغتةً؛ فهنا يَكمن التَّحدي لرؤيتها رغم أنَّها كمِثل كوكب الأرض ألفَ مَرَّة! ورغم ذلك لا يستطيعون رؤيتها (العالَمين) إلَّا ليلة تَحجبُ سماءَ الفضاءِ الجنوبيّ لكوكب الأرض؛ فتُشرقُ على العالَمين مِن جهةِ جنوبِ كوكَب الأرض (مِن أقصَى جنوب شرق إلى أقصى جنوب غَرب مِن جهةِ جنوبِ كوكب الأرض)، فهي مَن تُزلزلُ بالشَّمس والقَمَر وكافّةِ الكواكب، فأين المَفَر؟!

    يا معشرَ شُعوب البَشَر، أعلِنوا الكُفرَ بنظريَّةِ أصحابِ الاحتباس الحراريّ بسبب الغازاتِ الدَّفيئةِ، وصَدِّقوا الله وخليفتَه وخَبَرَ مُرورِ كَوكَبِ سَقَر في مُحكَم كتاب الله القُرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {خُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُو۟رِيكُمْ ءَايَٰتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ‎﴿٣٧﴾‏ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٣٨﴾‏ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ‎﴿٣٩﴾‏ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ‎﴿٤٠﴾‏ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُوا۟ مِنْهُم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ‎﴿٤١﴾‏ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ مِنَ ٱلرَّحْمَٰنِ ۗ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ ‎﴿٤٢﴾‏ أَمْ لَهُمْ ءَالِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا ۚ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ ‎﴿٤٣﴾‏ بَلْ مَتَّعْنَا هَٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ ۚ أَفَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ ‎﴿٤٤﴾‏‏} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    فانتَظِروا إنِّي مَعَكُم مِن المُنتَظِرين.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحَمْدُ لله رَبّ العالَمين..
    أخو بني الإنسان خليفةُ الله الأُمَميّ العالَميّ الإمامُ المَهديّ؛ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    _______________

    [لقراءة البيان من الموسوعة]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=448252
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


المواضيع المتشابهه
  1. نُكتَةٌ مُضحِكَةٌ ولَكِنَّها تشفِي قُلوبَ قَومٍ مُؤمنين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 267
    آخر مشاركة: 03-12-2024, 05:09 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-11-2024, 08:34 PM
  3. شحن القلوب
    بواسطة عبير في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-05-2022, 11:27 AM
  4. نور بصيرة القلوب
    بواسطة وفاء الإسلام في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-10-2021, 09:08 PM
  5. الا بالله وبذكره تطمئن القلوب
    بواسطة كلمة الحق في المنتدى البرهان اليقين على حقيقة النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّات النَّعيم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-02-2021, 11:02 AM